جهاد القاعدة وجهاد حزب الله

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

أخي الصديق الاستاذ علي الحضرمي
انت تعلم أني أحبك في الله

فبحق ما بيننا من احترام وأخوة
اجبني على قولك
وعلى ما أظن أننا قد وصلنا إلى نقطة متفق عليها : أن المجاهدين المقاومين هم مجاهدين سواء كانوا سنة او شيعة !!
وأن العملاء هم عملاء سواء كانوا سنة أو شيعة !
بحكم إطلاعك واحتكاك بالزيدية شباب ومثقفين وعلماء
كيف ينظر هؤلاء إلى الشيخ أسامة بن لادن ومن معه ؟

أنتظر ردك
تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

* أعزائي , تم نقل الموضوع إلى المجلس العام
كونه اتجه نحور الحوار , وليشارككم فيه من أراد .

شكراً لكم
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

محمَّد الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 41
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 15, 2006 6:05 pm
مكان: فناء الكعبة المشرفة

مشاركة بواسطة محمَّد الحسني »

المدعو (الأمير الصنعاني),

أربع على ضلعك, فما الباطل إلا دينكم ومذاهبكم,

للآن لم أجد لك جوابا على ثلاثة وثمانين إسنادا متصلا لحديث التمسك بالكتاب والعترة من رواية علماءكم ومحدثيكم!

رغم مرور أكثر من عام على ذلك!

ولا تظهر محبتك للزيدية فالكل يعلم أنكم تتقربون إلا الله بتكفير الأشاعرة الذين هم منكم وفيكم فكيف بالزيدية التي ليست منكم بإجماعكم!!!

وما نقمتم منا ومنهم إلا أننا وأنهم لا نؤمن بشاب أمرد له أضراس يلبس نعلين من ذهب وله حمار يقضي أوقاته بالهبوط والصعود بين السماء والأرض عليه وينادي ألا من تائب ألا من مستغفر وينتظره عبادكم على أسطح المنازل ومعهم علف لحماره وكلما أبصروا أمردا ظنوه هو ربهم تعالى الله عنكم وعن فكركم علو كبيرا!!
- روى البخاري في صحيحه (ح3714, 3767) مرفوعا:

"فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني".

- وروى في صحيحه (ج4 ص42) عن عائشة:

"..فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت..".

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

محمَّد الحسني كتب:المدعو (الأمير الصنعاني),

أربع على ضلعك, فما الباطل إلا دينكم ومذاهبكم,

للآن لم أجد لك جوابا على ثلاثة وثمانين إسنادا متصلا لحديث التمسك بالكتاب والعترة من رواية علماءكم ومحدثيكم!

رغم مرور أكثر من عام على ذلك!

ولا تظهر محبتك للزيدية فالكل يعلم أنكم تتقربون إلا الله بتكفير الأشاعرة الذين هم منكم وفيكم فكيف بالزيدية التي ليست منكم بإجماعكم!!!

وما نقمتم منا ومنهم إلا أننا وأنهم لا نؤمن بشاب أمرد له أضراس يلبس نعلين من ذهب وله حمار يقضي أوقاته بالهبوط والصعود بين السماء والأرض عليه وينادي ألا من تائب ألا من مستغفر وينتظره عبادكم على أسطح المنازل ومعهم علف لحماره وكلما أبصروا أمردا ظنوه هو ربهم تعالى الله عنكم وعن فكركم علو كبيرا!!
المدعو الحسني
يبدوا أن ليس عندك شيء تقوله في الموضوع فتريد أن تخرجنا إلى وادي ثاني

لكن اسمعني هداك الله
لماذا تريد مني جواباً على حديث التمسك بالكتاب والعترة؟؟؟؟

هل تقصد أنك انت العترة؟ أم تقصد أن مذهب الإثنى عشرية هو مذهب العترة ؟؟؟

هل تعلم أن مجرد القول أن مذهب العترة الطاهرة هو مذهب الإثنى عشرية هذا من أكبر الشتائم والمسبات في حق العترة الطاهرة
وإن قسته بميزان النصب فهو أبشع انواع النصب

فإن ماتت غيرة الزيدية على أهل البيت فلم يعد يجرحهم ما تنسبون إلى العترة من شنائع الأقوال والأفعال والمعتقدات
فأعلم أن أهل السنة أشد حباً وتمسكاً وغيرة على أهل البيت رضوان الله عليهم
وسنظل نبرئهم من إفككم وكذبكم عليهم

أما علاقتي بالزيدية
فبعض الشباب هنا اعرفهم معرفة شخصية والتقيت ببعضهم في بيوتهم وبعضهم زارني إلى بيتي في صنعاء
ولست أجاملهم أو غيرهم
فكما تعلمت من علمائي الحق أحب إلي من أصحابي وأصدقائي بل وأهلي وأسرتي

أما ما نسبته إلينا (ولا أدري من تقصد بالجمع) من زور وبهتان وخرابيط فوفرها لنفسك
فقد علمنا مسبقاً أنكم أهل كذب ونفاق وافتراء وقد كذبتم على خير الناس أهل البيت رضوان الله عليهم ونسبتم إليهم خزعبلات عجيبة غريبة فكيف بغيرهم
فلا نحتاج إلى أدلة إضافية لإثبات أنكم أهل كذب قد احنا عارفين ومقتنعين
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

مجدد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 115
اشترك في: الثلاثاء فبراير 28, 2006 10:48 am
مكان: اليمن
اتصال:

مشاركة بواسطة مجدد »

الامير الصنعاني كتب:أخي الصديق الاستاذ علي الحضرمي
انت تعلم أني أحبك في الله

فبحق ما بيننا من احترام وأخوة
اجبني على قولك
وعلى ما أظن أننا قد وصلنا إلى نقطة متفق عليها : أن المجاهدين المقاومين هم مجاهدين سواء كانوا سنة او شيعة !!
وأن العملاء هم عملاء سواء كانوا سنة أو شيعة !
بحكم إطلاعك واحتكاك بالزيدية شباب ومثقفين وعلماء
كيف ينظر هؤلاء إلى الشيخ أسامة بن لادن ومن معه ؟

أنتظر ردك
تحياتي

اللهم صلي على محمد و على آل محمد

استسمح اخي علي الحضرمي في الاجابة بدلا عنة او الى جانبه

الرئي هو كما قال السيد حسن نصر الله عندما سئل عن قول الظواهري عن حزب الله


يقول السيد حسن نصر الله
( للقاعدة رؤية في الجهاد تختلف عن رؤيتنا في الجهاد و هذا من حقهم ... ولكن ليس من حقهم التجريح والتكفير لغيرهم
)

ولك مني التحية
صورة

محمَّد الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 41
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 15, 2006 6:05 pm
مكان: فناء الكعبة المشرفة

مشاركة بواسطة محمَّد الحسني »

الامير الصنعاني كتب:
حتى ان الكثير منكم يغضب أيما غضب عندما يجد السني يعترض على عقيدة الإثنى العشرية الباطلة

يبدو أنه قد اتضح من الذي ليس لديه شيء ويريد أن يخرج من واد إلى آخر!

أما الجواب الهزيل على ما ذكرناه فإن دل على شيء فإنما هو الفساد والكساد!

ماذا يضير الحق إن كان بغير أبي بكر وعمر؟!

هل ينسلخ عن ماهيته أو تنمسخ حقيقته!!!

تطبلون على روايات آحاد وتكفرون من لم يعتقد بها ثم تعرضون عن المتواترات!!!

أما دعواك أن مذهب الإمامية رفع الله منارها من أكبر الشتائم والمسبات بحق العترة الطاهرة فدون إثباتك لذلك خرط القتاد!

وأما تكذيبك بما ذكرناه من اعتقادكم برب السماوات والأرض فيكفي في جوابه ما كتبه الحافظ ابن عساكر الأشعري في الذب عن أحمد بن حنبل والسبكي الأشعري في الرد على ابن القيم في نونيته!

وكتب الحراني ابن تيمية مشحونة بالتجسيم لا سيما التأسيس في الرد على أساس التقديس!
وقد صحح حديث الشاب الأمرد عن ابن عباس مرفوعا فيه!!!

لكن يبدو أنك لا تدري ما وراء الأكمة أو أن الفتق لا يرتق وتخشى جلب العار على مذهبك بتصريحك بصحة ما ذكرناه!!!

وأما دعواك أنكم تحبون أهل البيت وتغارون عليهم وتتمسكون بهم فلا أجد لك جوابا أليق مما ذكره الجوزجاني في وصف أبي الصلت الهروي رحمه الله تعالى!!!

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
- روى البخاري في صحيحه (ح3714, 3767) مرفوعا:

"فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني".

- وروى في صحيحه (ج4 ص42) عن عائشة:

"..فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت..".

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

أخي الأمير

لي عودة إن شاء الله
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

استاذي أحمد يحيى
يقول المثل اليمني المشهور
الكلمة الطيبة تكسر العود اليابس

اخي الكريم اسرت قلبي بحسن خلقك وكرم أدبك بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك

لا أخفي عليك أنني كنت مستاء جداً من كلام الإخوة هنا في المجالس وكانت رودودي كلها عصبية نوعا ما لما أراه من كلام استفزازي

فلا عدمناك أخي الفاضل ناصحاً وموجهاً ومعلماً

واعتذر لك استاذي الكريم كذلك عن أي غلظة وجدتها في كلامي

كما أني اعتز بما ذكرته عني من خصال حميدة أسأل الله عز وجل أن أكون كذلك


وعودة إلى الموضوع استاذي الكريم

فقولكم
لم أقل أنه تخلى عن الجهاد وعن هدف تحرير القدس أو أن الضغوط عذر شرعي له؛

بل كنت أقصد أن ذلك كلام سياسي لتخفيف الضغوط ؛ خاصة وأني كنت قد ذكرت لك بقاء ذلك الهدف في أدبيات الحزب ، وأن ذلك الكلام من السيد في الفترة الأخيرة مجرد تخفيف فقط فتأمل في كلامي الذي أرفعه أمام ناظريك مجدداً أخي العزيز
صحيح ما ذكرت من أنك لم تقل أنه تخلى عن الجهاد
لكن ما قصدته أنا هو صريح كلام السيد حسن نصر الله الذي أنت علقت عليه الدال بشكل واضح أن قتاله عبارة عن مقاومة لبنانية تعني بالدفاع عن أرض لبنان والتي يحددها قانون جمهورية لبنان

فلم أقصد تقويلك ما لم تقله استاذي وأشكر لك توضيحك فقد بان لي مقصودك تماماً

وسيأتي التعليق على الاعتذار للسيد نصر الله بأن كلامه من باب السياسة



وقلتم استاذي الكريم
وبالتالي يمكن إعتبار كلام الدكتور مجرد تتبع للنادر الذي لا حكم له.
فجوابي عليك
1- أعرني يا طيب حسن الظن بالدكتور أيمن الظواهري وشخصياً من خلال متابعتي لكتاباته وأقواله اقول لك الرجل لا يتتبع وليس هذا منهجه
فإن أخطاء في كلامه فليس من باب التتبع

2- إذا جاز لك اعذار السيد نصر الله باعتبار كلامه من باب السياسة فلما لا يكون كلام الدكتور أيمن من باب السياسة والتأويل في هذا الباب كبير جداً فمثلاً يمكن لأي شخص أن يقول
أن الدكتور أيمن أراد إظهار الانتقاد لحزب الله لكي يخفف عنهم الضغوط الدولية خصوصاً وأنه متهم دولياً بدعم الأرهاب وخصوصا وقد ذكر الإعلام تعاون القاعدة وحزب الله وأن حلقة الوصل كان مغنية نفسه
أو غيرها من التأويلات والتحليات السياسية
فالجدل السياسي اذا ما فتحنا بابه فيمكن أن تجد ألف مليون تأويل أليس كذلك أستاذي؟


وأما قولك أخي الكريم
كما أنه يمكن الجواب أيضاً على ذلك - ويمكنك اعتباره من باب الجدل - بعدة ردود مثل :

- يمكن إعتبار كلام السيد حسن من باب التقية وفق معتقد الـ12ية

صحيح ممكن وشيء وارد
لكن حينها لا لوم على الدكتور أيمن فهو يتكلم بحسب ما ظهر واتضح


وقولك
- أنه ربط كلامه باعتراف الحكومة اللبنانية بعدم لبنانية المزارع والحكومة تقول أنها لبنانية.
كلامك لا يستقيم لأن السيد نصر الله لم يقتصر على ربط القتال بالاعتراف الحاصل من الحكومة بالمزارع
بل أضاف السيد نصر الله أنه سيتوقف عن القتال لو صرحت الحكومة اللبنانية بعدم لبنانية المزارع

وانتقاد الدكتور هنا متوجه من جهتين
1- جهة لبننة القتال
2- جهة الاعتراف بحكومات غير شرعية وجعلها معيار تحدد ما هو القتال الشرعي

وقولك أستاذي الفاضل
- أنه يراهن على خبث الإسرائيليين وطمعهم في إبقاء الاحتلال ورفض اي مبادرة سلام لا تخدم أطماعهم كما هو حاصل؛
-وبالتالي فهو يتكلم بكلام لا يمكن أن يحدث خاصة وأنه علقه بشروط يرتبط تنفيذها بتسامح وطيبة الاسرائيليين والأمريكيين وهو ما لن يحدث كما قد أخبرنا به الله سبحانه وتعالى قبل أكثر من 14قرن؛
بقوله عز وجل :" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.......الآية "
صدق الله العظيم
إذا ما رأى الصهاينة قوة تقف في وجههم فهم سيخضعون فإن استعصت عليهم لبنان سيظهرون للبنان الوجه الطيب ويتوجهون لقتل وذبح المسلمين من أبواب أخرى مستغلين رهان السيد نصر الله في صالحهم



أما قولك استاذي
أقول:
ليس كل شيئ بل هناك مثل قوله تعالى:
"فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم"

والحرب كانت حالة إعتداء فكان الرد عليها واجب ، إلى جانب أن الحزب منذ العام 2000م بعد التحرير الجزئي ظل يقوم بعمليات - وخذ بالاعتبار كلامي الأول في هذا الرد- ليثبت حقه في مقاومة المحتل.

ما فهمته من كلامك
أنك ترى شرعية استهداف المدنيين من باب رد الاعتداء بمثله

جميل جداً
طيب هل كانت 11 سبتمبر هي بداية مهاجمة أمريكا للمسلمين؟
اليست دماء المسلمين تسفك من قبل 11 سبتمبر بسنين طويلة؟؟
أليس المسلمين معتدى على مدنييهم وثرواتهم وأرضهم وحتى ودينهم بدون وجه حق من قبل 11 سبتمبر؟

ألم يقتل ملايين الاطفال العراقيين قبل 11 سبتمبر ؟
ألم تقصف السودان قبل 11 سبتمبر؟
ألم تقصف افغانستان في عهد كلنتون؟ ؟ ؟
ألم تدعم أمريكا الصهاينة في قتل الفلسطينيين واللبنانيين من قبل 11 سبتمبر؟


وأما سؤالك
فأقول مجدداً:
وأين كان هذا الكلام منذ العام 1917م وماتلاه مروراً بعام 48م ثم 63 ثم 67 .....الخ
أخي الكريم سؤالك لا أفهم معناه
يعني وين كان حزب الله مثلاً عام 1917؟
وين الإخوة الزيدية 1917 وينهم اليوم الان؟


وأما قولك
فأسالك:
هل أفهم من كلامك هذا أن من كان في البرج حربيين أيضاً؟
أم أنك تقصد أن البرج هدف حربي ومن قام بعملية 11 سبتمبر - سواء كانت القاعدة أو غيرها- لم يكن يقصد أو يعلم أن هناك مدنيين "غير حربيين"؟

اخي الكريم الدول الغربية تقوم على نظام الكفر المسمى بالديموقراطية والمتمثل بأن يحكم الشعب نفسه

في أمريكا الشعب هو من ينتخب الرئيس وينتخب أعضاء الكونقرس ومن لهم السلطة في تحديد سياسات دولتهم دوليا ومحلياً

وقد اتفقوا على أنهم في حال اختلافهم فهم جميعا يتحدون على رأي الأغلبية منهم

فبناء على نظامهم (الديموقراطي) الذي يتفاخرون به فإنهم كشعب مسئولون عن جميع تصرفات من انتخبوهم

أضف إلى ذلك أنهم يدعمون جيوشهم بالمال الذي يدفعونه لحكومتهم

وأعلم أن أي مواطن أمريكي أكبر من سن 21 سنة مسجل في الخدمة العسكرية وللحكومة استدعائه إلى أرض المعركة إن دعت الحاجة لذلك

وعلى هذا يا اخي الكريم فالدولة الغربية المحاربة للمسلمين الأصل في شعبها أنه محارب
أقول الأصل
ويشذ عن هذا الأصل البعض ممن قد يكون غير راض اصلاً بمبدأ الديموقراطية أصلاً ولا يقبل بقبول رأي الأغلبية فهو غير راض بقوانين البلاد وإنما تنطبق عليه قهراً
مثل الكثير من ابناء المسلمين المهاجرين الذين هم في قرارة أنفسهم رافضين لقوانين تلك البلاد ولكنهم يتعاملون معها رغماً عنهم
على سبيل المثال الملاكم الأمريكي المسلم محمد علي كلاي الذي رفض الذهاب إلى القتال في فتنام عندما طلبت الحكومة منه ذلك ورموه بالسجن بسبب ذلك

وبهذا يا أخي الكريم فبمحاسبة الشعب الأمريكي وفق قوانينه الذي ارتضاها لنفسه
فالشعب الأمريكي شعب محارب للمسلمين في الأصل لأن حكومته التي ارتضاها محاربة

والمعترضين من هؤلاء الشعب على محاربة المسلمين الأغلبية منهم وإن اعترضوا على مبدأ الحرب نفسه لكنهم مع حكومتهم لأن هذه هي إرادة الأغلبية فجعلوا إرادتهم على جنب ووقفوا مع بلدهم
وحالهم كحال أسرة أجتمعت علىمناقشة اتخاذ قرار في السفر مثلاً
فصوت اغلبية الأسرة على السفر واعترضت الاقلية
فكان القرار الكلي للأسرة هو السفر فاستعد الجميع للسفر واعدوا له وسافروا
فهل يعتبر الذين كانوا لا يريدون السفر غير مسافرين ؟؟؟؟

والأغلبية من المعترضين ليس اعتراضهم حرصاً أو حباً للمسلمين لكن إعتراضهم من باب أنهم يرون لهم مصالح أخرى وأساليب أخرى غير الحروب العسكرية

والقلة القليلة من هذا الشعب (سواء من الأمريكيين الكفار أنفسهم أو من الأمريكيين المسلمين) التي لا تقبل بمبدأ الديموقراطية ولم تقبل ولم ترضى بما اختارته الاغلبية من محاربة المسلمين هؤلاء وحدهم هم الذين يسمون في شريعتنا الإسلامية غير محاربين

نأتي الآن إلى الحديث عن من قتلوا في 11 سبتمبر
بأي مقياس أستاذي الفاضل يمكن اعتبارهم غير حربيين؟؟؟؟

ومع أن غير الحربيين معظمهم من الفقراء الذين لا يسكنون منطقة مثل منهاتن
لو افترضنا جدلاً أنهم يمثلون عينة متكاملة عن كل الشعب الأمريكي فسيكون معظمهم حربيين في المفهوم الشرعي

ولو أردت اعتماد الأصل فالأصل أن الشعب الأمريكي شعب محارب للمسلمين

نأتي الآن للكلام عن الهدف نفسه؟
بجيمع الأعراف العسكرية فإن مثل هذا الهدف هدف حربي
وإن شئت نقلت لك كلام دكتور أمريكي 100% وليس من أصل عربي أو صيني أو ما شابه وغير مسلم
دكتور في جامعة أمريكية يتحدث عن البرجين
فهل تكفي وشهد شاهد من أهلها ؟

والأهداف كانت حربية ودقيقة جداً ولو كان الهدف قتل الناس أنفسهم لأستهدفت الملاعب مثلاً فعدد الناس فيها أكثر

ثم فوق هذا كله فبحسب كلامك يصح استهداف المدنيين رداً على استهدافات أمريكا للمدنيين المسلمين أليس كذلك؟



وأما قولك
أقول "جدلاً ليس إلا" :

وهل الصواب إذا وجدنا مانع يقف ضدنا مثل أولئك أن نغادر البلاد والموطن ونتركه لمن يمنعنا "في اليمن والمملكة" ونذهب لأفغانستان ونحررها من الروس ثم بعد تحريرها نتصارع فيما بيننا ومع من يحاول إعاقتنا هناك عن مواصلة الجهاد - حيث و جهادهم هو خطوة نحو القدس- بعد أن تركنا العائق يكبر ويتضخم في بلدنا الأصل والأقرب من القدس ؟؟!!
أليس الأولى ما دمنا نتحرى الدليل ان نعمل بالأولى لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
"لا يبقَ في الجزيرة مشرك" أو كما قال - لا أحفظ اللفظ- خاصة وأن المسيحية تنتشر في بلاد الجزيرة، والمسيحية مشرك لأنهم قالوا كما في القرآن العظيم "المسيح ابن الله" أليس تنظيف الجزيرة أولى وبلدان ودول الجزيرة أولى،
أليس من يدعم المحاربين هم المسيحيين في أمريكا وبلاد الجزيرة؟

هذا الكلام لا يتوجه إلا لي ولك وللزيدية ولجيمع المسلمين عدا القاعدة
لماذا؟
لأنهم الوحيدون الذي يحاربون تلك الأنظمة الحاكمة ويواجهونها
فاسأل عن قائمة الـ 26 في المملكة مثلاً

وهم الوحيدون الذين يدعون المسلمين إلى الخروج على هذه الأنظمة
فهل يتجرأ زيدي واحد حتى السيد حسين الحوثي رحمه الله على دعوة المسلمين إلى الخروج على هذه الأنظمة الحاكمة نصرة لديننا ولفلسطين ؟

استاذي الفاضل
الكلام يطول ويطول
اتوقف هنا ولي عودة إن شاء الله

واسألك سؤالاً اختيارياً
ما اسمك في المجلس اليمني هل أنت الأخ فرند ميت ؟

تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

السلام عليكم



ملاحظة :
هذا التعقيب كنت قد أنزلته بالأمس ثم عدت وحذفته لأجل زيادة التنسيق قبل أن يرد عليه أخي "الأمير الصنعاني بالرد أعلاه ... .... لذا أعود وأُنزل تعقيبي كما هو بلا مزيد تنسيق أو تعديل مادام رد الأمير قد نزل.


وهذا هو تعقيبي كما أنزلته بالأمس :


تحياتي وخالص مودتي وتقديري لك أخي الأمير الصنعاني

وتحية خاصة لك أخي الكريم
"علي الحضرمي "
شاكر مرورك ، وسعيد بتوافقنا فيما ذكرت .



أعود لأخي الأمير الصنعاني الباحث المتميز والمحاور الذكي والجاد،
الذي لا أنكر أني أستفيد كثيراً من مواضيعه التي يطرحها وحوراته سواءً هنا أو في المجلس اليمني "معي أو مع باقي الأخوة"....
فقلمه ومواضيعه تدل على علم رصين ونية صادقة دوماً إن شاء الله..

وأطلب منك أخي الأمير الصفح والمعذرة إن وجدت مني أو من غيري بعض الشدة
في الردود والتعقيبات ... فالتمس لأخوانك سبعين عذرا.

كما أن ظني بك ألا تنجر للشدة أو الجفوة... فاربأ ترقى..

أما بعد:

قلتم أخي الكريم الأمير:
الامير الصنعاني كتب:
لنفترض أن كلامك دقيق جداً في كل تفاصيله
فالنتيجة واحدة
فبحسب كلامك
أن حزب الله بسبب الضغوط الداخلية قد حصر قتاله داخل الحدود اللبنانية ورضي بدساتير
البشر (القانون اللبناني , القانون الدولي) قانوناً يسير عليها
إذاً فلما اعتراضك على كلمة الدكتور أيمن الظواهري؟؟؟

وكلمة الدكتور أيمن هي حديثة وتتكلم على ما استجد

فبهذا يسقط اعتراضك اخي الكريم ؟ أليس كذلك؟
أم أنك تقصد أن مثل هذه الضغوط هي عذر شرعي لحزب الله
فإن كان هذا هو مقصودك
فهذا هو عذر الخونة من حكام العرب وفقهاء السلطان من أنهم تحت ضغوط شديدة تمنعهم من نصرة فلسطين
لم أقل أنه تخلى عن الجهاد وعن هدف تحرير القدس أو أن الضغوط عذر شرعي له؛

بل كنت أقصد أن ذلك كلام سياسي لتخفيف الضغوط ؛ خاصة وأني كنت قد ذكرت لك بقاء ذلك الهدف في أدبيات الحزب ، وأن ذلك الكلام من السيد في الفترة الأخيرة مجرد تخفيف فقط فتأمل في كلامي الذي أرفعه أمام ناظريك مجدداً أخي العزيز حين قلت لك:
فكان ذلك وغيره من الأسباب التي جعلت السيد يخفف في أحاديثه من الكلام عن القدس وفلسطين ، ونية حزب الله في تحريرها .... وإلا فأدبيات الحزب منصبة حول هدف تحرير القدس.
وبالتالي يمكن إعتبار كلام الدكتور مجرد تتبع للنادر الذي لا حكم له.

كما أنه يمكن الجواب أيضاً على ذلك - ويمكنك اعتباره من باب الجدل - بعدة ردود مثل :

- يمكن إعتبار كلام السيد حسن من باب التقية وفق معتقد الـ12ية :)
- أنه ربط كلامه باعتراف الحكومة اللبنانية بعدم لبنانية المزارع والحكومة تقول أنها لبنانية.
- أنه يراهن على خبث الإسرائيليين وطمعهم في إبقاء الاحتلال ورفض اي مبادرة سلام لا تخدم أطماعهم كما هو حاصل؛
-وبالتالي فهو يتكلم بكلام لا يمكن أن يحدث خاصة وأنه علقه بشروط يرتبط تنفيذها بتسامح وطيبة الاسرائيليين والأمريكيين وهو ما لن يحدث كما قد أخبرنا به الله سبحانه وتعالى قبل أكثر من 14قرن؛
بقوله عز وجل :" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.......الآية "
صدق الله العظيم ..... فذلك التخفيف من السيد لتخفيف التهويل على الشارع "العوام" من الللبنانيين سنة وشيعة ومسيحيين. - وهنا ربما يجب أن نتذكر نتائج الاستبيانات التي استشهد بها السيد حسن في خطابة الأخير في أربعينية الشهيد "مغنية" حول العمل على إسقاط دولة العدو ، وإزالة ، وسقوطه- فالسيد يتكلم كرجل دين وساسية وقائد عسكري وأحد ممثلي طائفة من عدة طوائف...

- أما ما يخص الدساتير وإتباع الحزب والسيد لها ... فجوابه سيكون مشمولاً في ثنايا تعقيباتي التالية بلا تصريح إن أمعنت النظر فيها ، ولك الحق في الاستيضاح عن ردي إن لم يكن فيها واضح.

أما قولك أخي الكريم:
ولست أقول أن كل مدني هو حربي لكني أنبهك إلى أنه ليس كل مدني ليس بحربي
فأثبت على الالفاظ الشرعية خير من ألفاظ الدساتير الوضعية
وأعلم أن التلاعب بالألفاظ هو منهج ابليس ومن معه من الكافرين فلا تسمح لنفسك بالوقوع في فخ الالفاظ الغير شرعية
رغم أني لم أقصد ما دعاك لتقول لي ذلك ...
لكن أقول:
شكراً وعلى العين والراس سأحذر من ذلك ....

أما قولك أخي الكريم:
وسؤالي الثاني هو
في الحرب الأخيرة بين اسرائيل وحزب الله
عندما يقوم حزب الله بقصف المدن الاسرائيلية وقتل المدنيين الاسرائليين هل ترى أنه في عمله هذا قد خرج عن أخلاق الجهاد الشرعي؟
فما الفرق بين المدني الاسرائيلي والمدني الأمريكي مثلاً؟
إن قلت يوجد في المدني الأمريكي من يعترض على سياسة حكومته
قلنا لك يوجد في المدني الإسرائيلي من يعترض على سياسة حكومته
وأي شيء تقوله في الاسرائيلي ستجد مثيله في الأمريكي وغيره
أقول:
ليس كل شيئ بل هناك مثل قوله تعالى:
"فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم"

والحرب كانت حالة إعتداء فكان الرد عليها واجب ، إلى جانب أن الحزب منذ العام 2000م بعد التحرير الجزئي ظل يقوم بعمليات - وخذ بالاعتبار كلامي الأول في هذا الرد- ليثبت حقه في مقاومة المحتل.

أما قولك أخي الكريم:
فمنهج القاعدة يسعى إلى جعل ساحة المعركة هي بلاد الكفار فإذا ما سقط هناك ضحايا من غير الحربيين عند استهداف الأهداف الحربية (عسكرية كانت او اقتصادية) كان الضحايا من الكفار
وليس كما هو الحال الان ساحة المعارك هي بلاد المسلمين لتأتي صواريخ الكفار وقنابلهم تقضي على الأطفال والنساء ومن ليس لهم حول ولا قوة
والكفار لا يتحرجون من استهداف المدنيين المسلمين تقصداً
فأقول مجدداً:
وأين كان هذا الكلام منذ العام 1917م وماتلاه مروراً بعام 48م ثم 63 ثم 67 .....الخ

أما قولك:
بينما القاعدة منهجها لا يستهدف الغير المحارب من الكفار تقصداً إنما قد يسقط الغير محارب إن وجد في هدف حربي
فأسالك:
هل أفهم من كلامك هذا أن من كان في البرج حربيين أيضاً؟
أم أنك تقصد أن البرج هدف حربي ومن قام بعملية 11 سبتمبر - سواء كانت القاعدة أو غيرها- لم يكن يقصد أو يعلم أن هناك مدنيين "غير حربيين"؟

وقلتم اخي الأمير :
1- من قال أنهم لم يلتفتوا إلى الجهاد في فلسطين ؟ على أي أساس تقول هذا الكلام؟
2- اخي الكريم
كن واقعياً معي واحترم عقلي كما طلبت مني أن احترم عقلك
وقلي وبصراحة
أنت ما يمنعك عن قتال الاسرائيلين ؟
إذا ما أردت مقاتلة الصهاينة في فلسطين أخبرني من سيقف ضدك ؟
إذا انت في اليمن
سيقف ضدك علي عبد الله صالح أولاً
ثم عبد الله بن عبد العزيز ثانياً
أقول "جدلاً ليس إلا" :

وهل الصواب إذا وجدنا مانع يقف ضدنا مثل أولئك أن نغادر البلاد والموطن ونتركه لمن يمنعنا "في اليمن والمملكة" ونذهب لأفغانستان ونحررها من الروس ثم بعد تحريرها نتصارع فيما بيننا ومع من يحاول إعاقتنا هناك عن مواصلة الجهاد - حيث و جهادهم هو خطوة نحو القدس- بعد أن تركنا العائق يكبر ويتضخم في بلدنا الأصل والأقرب من القدس ؟؟!!
أليس الأولى ما دمنا نتحرى الدليل ان نعمل بالأولى لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
"لا يبقَ في الجزيرة مشرك" أو كما قال - لا أحفظ اللفظ- خاصة وأن المسيحية تنتشر في بلاد الجزيرة، والمسيحية مشرك لأنهم قالوا كما في القرآن العظيم "المسيح ابن الله" أليس تنظيف الجزيرة أولى وبلدان ودول الجزيرة أولى،
أليس من يدعم المحاربين هم المسيحيين في أمريكا وبلاد الجزيرة؟



ملاحظة : هنا في المحل الآنف والتالي أنا عن نفسي قد أعتب على الفكر الزيدي مثلك تماماً ....


أما قولك أخي الفاضل:
ثم صاحبكم الهاشمي عبد الله بن الحسين اذا ما سلكت طريق الأردن
وإذا اخترت سوريا فالنصيري بشار لك بالمرصاد
وإذا سلكت طريق لبنان فالطريق ليس بمتاح كذلك وحتى صاحبكم السيد نصر الله ليس مستعد أن يتحمل تبعات فتح حدوده للمجاهدين ليصلوا إلى الصهاينة

وفوق كل هذا أمريكا لك بالمرصاد
فمن يريد حقاً أن يقاتل الصهاينة ويحرر الأقصى
عليه مواجهة كل هؤلاء هذا إذا كانت نطقة الإنطلاق اليمن
نعم أخي الكريم ؛ وهذا ما ندندن حوله :
هل نواجههم بمعنى المواجهة أم نهرب منهم مسافات يصعب معها مواجهتهم ويسهل في نفس الوقت عليهم محاصرتنا وتحجيم وضرب مركز قوتنا إلى جانب تشويه أهدافنا ومنهجنا أمام شعوبنا وأبناء جلدتنا "فتنة" ...!

وإن أخذنا ضربك المثال بعملية كول وقاعدة الخبر "الطيارين" - تلك نستطيع نسميها عزوة أو عملية مباركة لا مبنى التجارة- و قد تقول يبقى خلافنا مع حزب الله لا زال قائم هو المنهج في الجهاد وأيهما أجدى؟
فأقول : وحزب الله له عمليات في الخارج ولكنها تختلف في كيفية التنفيذ وفي الأهداف المحققة والأضرار الناتجة .. وهنا يصغر الخلاف المهجي الجهاد ويضيق ربما أكثر ؟


وهنا يكون لقولك التالي - الذي أعتبره جواب على جزء مهم من مداخلتي - إعتبار أكبرمن وجهة نظري المتواضعة وذلك ؛

حين قلتم اخي الأمير:
طيب لماذا افغانستان كانت نقطة الإنطلاق؟؟؟
أليس القتال في بدايته كان بدعم أمريكي ؟
(...) فأمريكا لم تكن تمانع من أن يقاتل المسلمين الروس فأصدرت أوامرها إلى عبيدها حكام العرب بعدم مضايقة أي شخص يريد قتال الروس (...)

فرأى المجاهدون هناك في افغانسان أرض خصبة للإعداد للجهاد فمكثوا هناك تحت زعامة الشهيد بإذن الله البطل المغوار المجاهد عبد الله عزام رحمه الله وهو من أرض فلسطين على فكرة

ثم حصلت الفتنة بين الأفغان أنفسهم وتقاتلوا فيما بينهم واعتزل العرب تلك الفتنة ثم جاءت طالبان واستتب الأمر لها وحكمت البلاد بشرع الله وفق اجتهاداتهم التي يغلب عليها المذهب الحنفي.

أمريكا ظنت أن أولئك المجاهدين هم ورقة بأيديها تستطيع أن تسيرهم كيفما شاءت لكنها تفاجئت أن هؤلاء المجاهدين(...)
7- توالت ضربات المجاهدين على الأمريكان حتى جائت أكبر ضربة لها عبر تاريخها كله
ليتكلم بن لادن حينها للعالم كله يخبرهم عن سبب قتال الأمريكان فماذا قال؟

قال تريدون أمنا أيها الأمريكان هو لكم فقط وفقط إذا عاشه ابناء فلسطين
فجن جنون أمريكا حينها
أعتقد أخي الأمير إن لم تخني الذاكرة
فالشيخ "أسامة نصره الله" لم يصرح تماماً بأن له علاقة بالعملية "11سبتمبر" ، ومع مراعاة أن تصريحه -حسبما اذكر- جاء متأخر عن العملية بفترة لابأس بها.
هذا من باب الملاحظة فقط ، لا أكثر

وما أود قوله لأهميته:
أن من الإنصاف ؛
أن نلتمس لحزب الله وحسن نصر الله العذر في تكتيكاته الأخيره " تخفيف الكلام عن القدس"
مثلما نلتمس العذر للشيخ والمجاهدين حين ذهبوا للجهاد في أفغانستان "خارج الجزيرة" بدعم وموافقة من العدو الحقيقي "أمريكا" وبدعم مالي وسياسي من قبل العدو اخر الذي يعيق الجهاد لتحرير القدس "حكام العرب" كالمملكة واليمن وباقي الدول ..


ذلك ما جعلني أعلق على المقتطفات التي أنزلت روابطها هنا .... كي لا نتتبع عثرات حزب الله -إن صح وقوعها- ونترك غيره ، ونجعل من الحبة قبه ونهول على الرجل وعلى عمله.

كما أن هناك أقوال كثيرة للسيد حسن في فلسطين والقدس وضد الأعداء لا أستطيع إحصاءها وإن أردت أمثلة لا مانع لدي..

وهنا أعود واقول بطريقة أخرى:

يحق لك ولي وللجميع إنتقاد الحزب والسيد ويحق لنا إنتقاد مذهبه الذي نخالفه فيه ،

ولكن رأيي هنا ؛ أنه لا يحق لنا أن نشكك من أعماله الواضحة الإيجابية "الجهاد ضد العدو المشترك" كوسيلة لنا في نقد مذهبه أو نجعل خلافنا معه في المذهب سبباً للقدح في عمله الصحيح المبارك ضد العدو خاصة إذا ما أدى عملنا ذلك وغيره إلى تهميش عمله وتخذيل الناس عنه ....

أما قولك أخي الفاضل:
(...)
وما زالت الحرب لتحرير فلسطين مستمرة
وربما أن المشكلة الأخرى المتعلقة بالإشكال الأول الآنف أخي الأمير هي أنك ممن يعتبر حزب الله عائق في استمرار تلك الحرب بل أن محاربته "بانواعها" جزء من حرب تحرير القدس...


أعتقد أن في هذا جواب على تعقيباتك المقتبسه هنا وما تلاها في مشاركاتك الباقية؛ فإن رأيت أني تركت شيئ فنبهني .... ولا تدع التخمينات تذهب بك بعيداً.

وأصدقك القول أني لا زلت بحاجة لأتلقى جوابك على سؤالي السابق التي نصحتني بالبحث عن جواب له .

وهو :
أريدك أن توضح لنا ما هي أهداف إيران من مساعدة أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان ودعم حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي في لبنان وفلسطين؟

وأطمع أن توضح لي ايضاً ما هي أطماع حزب الله أيضاً في ذلك؟

كي أستفيد حقيقة ويستفيد غيري بالإطلاع على أكثر من وجهة نظر مهما كانت تخالف وجهات نظر أخرى...



تحياتي وتقديري لشخصك وقلمك

وأسأل الله لي ولك ولكل الأخوة هنا وفي
المجلس اليمني الهداية والتوفيق والرشاد.
آمين اللهم آمين
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

شرف الدين المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 221
اشترك في: السبت ديسمبر 08, 2007 1:51 pm
مكان: صنعاء

مشاركة بواسطة شرف الدين المنصور »

التشكيك في موقف حزب الله من( الكيان الغاصب المسمى إسرائيل) فجور في الخصومة إن كان المخاصم ينتمي للإسلام،بل للإنسانية،ودليل ليس على التعصب فحسب بل على(قلة عقل إن لم نقل إنعدام القدرة على التمييز) إستخفاف بالآخرين وعدم إحترام المتحدث لنفسه ولمن يتحدث إليهم،

من حق المتعصب أن يتسائل بإستغراب عن حرص حزب الله على تقديم نفسه كحزب لبناني واجبه الشرعي تحرير الأرض اللبنانية، ولهذا يكرر الحديث عن مزارع شبعاء والقرى السبع أو ماهو متفق على أنه أرض لبنانية،
ومن حق هذا أن يشكك فيعدم إتفاقه مع منطلقات حزب الله في تبني هذا الموقف،بناءً على منهجه السلفي الفقهي الشائع اليوم عند شباب السلفية الجهادية،الذين تعبر القاعدة الان عنهم،
أقول من حقه ومتوقع منه هذا الفهم لأنه يعتقد أن فهمه للإسلام هو الإسلام ولايوجد أي إحتمال لوجود فهم أخر

وبموجب فهمه هذا سيدين(حتى رموزه) وعلى رأسهم الشيخ أسامة بن لادن، والمجاهدين العرب الذي هاجروا من فلسطينالمحتلة (كعبدالله عزام مثلاً) ا ومن أرض الرباط، إلى أفغانستان ليقاتلوا النظام الشيوعي، فيها مطلع الثمنينات، ويتحالفوا مع الصليبية العالمية(بحسب تعبيرهم) وخاضوا حربها،هي
وتركوا أرض الحرمين(يدنسها الإستعمار الصليبي بحسب تعبيرهم) الذي كان صديقهم وقائدهم ومربيهم،
وتركوا أرض الإسراء والمعراج،
محتلة مدنسة من الصهاينة
بل أنتصروا لإسرائيل وسيدتها
لأنهم حاربوا أقوى خصومهمها آنذاك(الإتحاد السوفيتي) والمعسكر الإشتراكي،
حتى أسقطوه
لتتفرد أمريكاء وربيبتها بحكم العالم
ثم
واصلوا المهمة
في الشياشان(لإضعاف روسياء)
وفي غير مكان
ومنها جنوب اليمن
فكانوا مجرد أدوات بيد غيرهم
يخوضون معارك يحددها أعداءهم
أعداء الإسلام
وأمكر خصومه

بل أن معاركهم من حيث النتيجة
تخدم الصهيونية
علموا أو لم يعلموا
بما في ذلك العمليات التي أستهدفت امريكاء
لأنها منحت من يسمون بالمحافظين الجدد
أو اليمين المسيحي المتصهين
الذريعة والفرصة والمبرر للخروج من عزلته،(التي تجسدت في موقف العالم كل العالم في مؤتمر دربن بجنوب أفريقياء ضد إسرائيل وأمريكاء) وإنقسام المجتمع الأمريكي الذي كان آنذاك(نتيجة للشك في نتيجة الإنتخابات التي أوصلت بوش إلى الرئاسة،
منحتهم
ما إنطلقوا منه
للقضاء على دولة الإسلام السلفي في أفغانستان، وإحتلال العراق، وتمنح اليوم وامس بأعمالها الذريعة وتعطيه الحلفاء، ليستمر في إحتلاله للعراق وتدمير وتدنيس عاصمة العراق ا
وملاحقة الإسلاميين في كل مكان
وإعتقالهم،
ومنع حتى العمل الخيري الإسلامي
وزادت على ذلك بأن وحدت العالم
كل العالم
مع اسرائيل(التي لم تمس برصاصة واحدة من رجال القاعدة)
ووسعت بخطابها الشقة بين السنة والسيعة
بل أحدثت الإنقسام بين أهل السنة أنفسهم(بما فيهم السلفيون) وهيأة الفرصة للحكومات الظالمة العميلة كما تسميها، للضغط على رموز ودعاة حتى السلفية في المجتمعات السلفية، للإنقلاب والبراءة من منهج السلف الجهادي،
ولن نذكر أمثله

والمستفيد هم أعداء الإسلام
وإسرائيل خصوصاً التي باتت اليوم(حليفاً) لدول الإعتدال العربي
في مواجهة المتطرفين
أعداء إسرائيل
من الشيعة على حد سواء

لست ممن يجيزون الطعن في نواياء(الآخرين) ومنهم الشيخ أسامة بن لادن
ولا يقبل عقلي أن أشك لحظة في إخلاصه وصدقه في التعبير عن موقفه الجهادي،
لأن من يهجر الثروة والمجد والإستقرار،(كأسامة ) لايمكن أن يكون عميلاً
ولكني بالتأكيد أخالفه وأختلف معه في الفهم
وأعتبر أن معظم نشاط القاعدة أو أن مايعلن عن نشاطها الفكري والعسكري
لايخدم إلا أعداء الإسلام
خصوصاً إذا راعينا
التوقيت
والجهات المستهدفة بالعمليات
والنتائج التي تترتب عليها،
وبعد
إذا كان من حقه أن يتسائل عن خطاب حزب الله فيما يتعلق بحدود(واجبه الذي تعين عليه في القتال) وهو تحرير الأرض البنانية فقط
فعليه أن يفهم
ويدرك
أن الحزب لايحرم القتال خارج تلك الحدود
ولايمنع الاخرين بل العكس يحرض ويدعم ويناصر، تحرير فلسطين كل فلسطين،
لأنه لايقر الغصب
ولكنه مقيد
بمنهج فقهي
وبضرورات يفرضه الواقع
وملزم بمراعاة النتيجة
ومراعاة المصلحة
مصلحة الفلسطينيين
وهو مقيد، بالطائفية التي فرضت عليه، ويراعي حساسيات المذهبية،
وهو قد كشف عن موقف شرعي لايفهمه إلا من يفقه
أحكام الجهاد وشروطه وأركانه وسننة،
واجبه أن يدفع عن أرضه،
وينصر المظلوم، دفعاً لمنكر الظلم، ولكنه مقيد بشرط أن لايترتب على نهيه عن هذا المنكر، ماهو أنكر من المنكر المراد دفعه
لو صرح حزب الله عن عزمه على الإستمرار في القتال حتى تحرير فلسطين كل فلسطين،
لأعلن حتى المجاهدين في فلسطين عدائهم له ورفضهم (فرضه قيموته عليهم وولايته لهم) ومنازعتهم أرضهم ،
ولأتهم بأنه يريد أن يغزو أرض السنة وديارهم، ليفرض مذهبه
وأيضاً لألب كل أومعظم اللبنانيين عليه،
ناهيك عن العالم كله بما فيه حتى الدول العربية السلفية السنية،
أي سيثور عليه حتى أخوانه من حماس والجهاد وشهداء الأقصى،......الخ

ماعصي الله بأعظم من الجهل،
ومن الجهل ان توحد القاعدة العالم ضد الاسلام
وتحمي إسرائيل
وتقاتل أعداء إسرائيل
ومن الجهل أن يتهم حزب الله، الذي هزم إسرائيل،
ولم يقتل بريئاً
ولم يعتد على حرمة مسلم سني
أو غير مسلم
ووحد مشاعر المسلمين الصادقة
وجدد الثقة بقدرتهم على الإنتصار
ولم يرتكب ما يلام عليه
من الحمق والجهل وإنكار الواقع
بل من الجنون أن يتهم حزب الله
ويدافع عن أخطاء القاعدة،
حتى بمنهج ومنطق ابن تيمية
الفرق بين واضح
بين من يدعي أنه يدفع المنكر بما هو أنكر،
بل بين من يدعي أنه ينكر منكراً، بتوسيع ومضاعفة المنكر المراد دفعه
(مايفعل الأعداء بالأحمق مايفعل الأحمق في نفسه)
الخلاف بيننا،
في فهم الإسلام
وفي إدراك الواقع
لقد ذكرت لك وقائع
وأستشهدت عليك بحجة الإسلام عندك(شيخ الإسلام أبن تيمية)
ولم تتناول ما ذكرته أنا

أنا لم أشكك في نوايا الشيخ أسامة
ولا في الظواهري
بل ولا أشك على الإطلاق في صدق نية من يقدم حياته
في سبيل ما يعتقد
ولا أتهم بهذا المعنى أي عضو في القاعدة بالعمالة لأمريكاء أو غيرها، فالتضحية بالحياة لاتصدر من عميل،لأن العميل يسعى لمصلحة، ولايمكن ان تتحق له أي مصلحة بعد موته
إلا من يعتقد أن تضحيته بحياته للوصول إلى الجنة

ولا أدعي هنا الإنصاف بل أقرر حقيقة مجردة
ولكني أقيم كإنسان مسلم نتائخ ماينسب إلى القاعدة
وأجزم أن ماتفعله
حماقة
بل منتهى الحماقة
وجنون مطبق
لأنهم لايدركون ولايريدون أن يدركوا نتائج أفعالهم
لقد تسببوا في إحتلال أفغانستان
وتسببوا في توحيدجهود العالم، كل العالم بما فيه الحكومات والقوى التي كانت متعاطفةمعهم(حكومة اليمن، وباكستان، والمجتمع العربي في السعودية ودول الخليج،) توحيده ضدهم، بل ضد الجهاد وضد الحركة الإسلامية، ناهيكعن تفجيرهم للصراع الأحمق ضد الشيعة الإثني عشرية، بل وضد السلفية التقليدية،
وما قلته أنت خلاف الواقع
فهم من يجندون الشباب للتوجه إلى الأسواق والحسينيات، والجنائز، ومدارس الأطفال ليفجروا أنفسهم، ليقتلوا أكبر عدد ممكن يستطيعون قتله،
يقتلوان من يقتلون للقتل،
فقط لأن المقتول شيعي،
بل أكثر من ذلك يقتولن أهل السنة، بدعوى أو بزعم أو بهدف(يعتقدون خطاءً أنه يؤدي إليه) بهدف تثوير أهل السنة في العراق ضد المحتل مع أن النتيجة لأفعالهم كما يؤكد الواقع، إجبار حتى أهل السنة في العراق(ممثلين بمجالس الصحوة والحزب الإسلامي) بل والضاري للإرتماء أكثر في أحضان الإحتلال لطلب الحمايةمن جنون القاعدة،

مالذي ترمي إليه القاعدةمن القتل في اليمن
والسعودية
والمغرب
وأسبانياء
والجزائر وكل العالم
كل العالم
مالذي تستفيده يستفيده الإسلام
يستفيده المحاصرين في فلسطين،
في
من قتل سائق سيارة أجرة صادف وجوده فعل جنوني للقاعدة؟؟
مالذي يستفيده، الإسلام
والمسلمين،
من تدمير مسجد
أو حسينية؟؟
مالذي يستفيده الأخوة في فلسطين من تأليب العالم كله ضدهم وضد ماتمثله قضيتهم بإستهداف طائرةمدنية؟؟؟؟ تحويها إلى صاروخ،
هب أن القاعدة تمكنت من قتل مليون مدني أمريكي؟؟؟؟
هل سيتنصر الإسلام؟؟؟؟؟

الجهاد ليس معزولاً عن الهدف منه
ولا عن النتيجة المرجوة
ومن لا يدرك جنون المنطق الذي ينسب للقاعدة
فهو بدون أدنى شك
أحمق
بل عنوان للحماقة
بالمناسبةإبن ملجم لعنه الله قاتل الإمام علي(عليه السلام) كان يعتقد أنه يتقرب إلى الله بفعله
مع أنه تقرب إلى الشيطان
فالعبرة ليست بالنية في الفعل هنا، بل بالنتيجة،

(مايفعل الأعداء بالأحمق مايفعل الأحمق في نفسه)

أختم بسؤال واحد
كم عملية نفذتها القاعدة ضد إسرائيا؟؟؟؟
كمجندي قتلت
كم صهيوني تسببت في هجرته من فلسطين المحتلة؟؟
وكم دفعت إلى العكس؟؟؟؟؟
واعتصموا بحبل الله جميعاً

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

حياك الله أخي الأمير الصنعاني
وأسكنني وإياك والأخوة جنات النعيم

أخيراً بدأ الحوار يصل بنا إلى حيث كنت أرمي من مشاركتي في هذا الموضوع
وكانت بداية الوصول حين قلت أخي الكريم:
الامير الصنعاني كتب:هذا الكلام لا يتوجه إلا لي ولك وللزيدية ولجيمع المسلمين عدا القاعدة
لماذا؟
لأنهم الوحيدون الذي يحاربون تلك الأنظمة الحاكمة ويواجهونها
فاسأل عن قائمة الـ 26 في المملكة مثلاً

وهم الوحيدون الذين يدعون المسلمين إلى الخروج على هذه الأنظمة
فهل يتجرأ زيدي واحد حتى السيد حسين الحوثي رحمه الله على دعوة المسلمين إلى الخروج على هذه الأنظمة الحاكمة نصرة لديننا ولفلسطين ؟
وأنا أقول بل يتوجه إلى جميع المسلمين وأولهم السلفية بما فيهم القاعدة .
لماذا ؟
لأن "السلفية" كانت تعارض منهج الزيدية مثلاً في الخروج بحجة منع المفسدة مقدم على جلب المصلحة ؛ وكانوا يستشهدون بما حدث مع أهل بيت النبي صلوات الله وسلام عليه وعليهم كالامام الحسين وزيد وأبنائه والنفس الزكية وإخوانه ومن تلاهم من أئمتنا سلام الله عليهم جميعاً.

فذلك ما كانوا يعترضون به على فكر أهل البيت من قديم الزمان.
إلا إن كنت تعني بإخراجك للقاعدة من اللوم ؛ أن فكر القاعدة قد أخذ في التطور والتجديد ،وبدأ يتقارب نوعاً مع فكر أهل البيت في مقارعة الظلمة ؛ فأنا أوافقك في ذلك التطور الفكر ي الجهادي ،
فذلك بعض ما أرمي إليه من مشاركتي، وأضيف بأنه صار من المعلوم أن جهاد حزب الله وكذا الثورة الإيرانية تعتبر تطوراً محموداً أيضاً في الفكر الإثنى عشري أيضاً يتقارب هو وفكر القاعدة مع فكر أهل البيت "الزيدية" من حيث الفكرة بغض النظر عن التطبيق العملي وعن واقع كل طرف منهم الآن ؛

فإن كنت توافقني هنا ولو من حيث الفكرة والمبدأ؛ فإن النقاش سيتركز حول طريقة الجهاد لدى كل طرف ومدى مناسبتها وصحتها وشرعيتها ، والنتائج التي تحققها، وهذا هو ما كان يهدف إليه الدكتور الظواهري نصره الله والمقاومين في القاعدة على المحتلين في كل بقاع الأرض

وهذا ما قد بدأ في الحديث عنه بتركيز أكبر سيدي الكريم
"شرف الدين المنصور" - وخذ من كلامه الفكرة المراده- حين قال :
بل أنتصروا لإسرائيل وسيدتها
لأنهم حاربوا أقوى خصومهمها آنذاك(الإتحاد السوفيتي) والمعسكر الإشتراكي،
حتى أسقطوه لتتفرد أمريكاء وربيبتها بحكم العالم ثم
واصلوا المهمة في الشياشان(لإضعاف روسياء) وفي غير مكان ومنها جنوب اليمن
فكانوا مجرد أدوات بيد غيرهم يخوضون معارك يحددها أعداءهم أعداء الإسلام
وأمكر خصومه

بل أن معاركهم من حيث النتيجة تخدم الصهيونية علموا أو لم يعلموا بما في ذلك العمليات التي أستهدفت امريكاء لأنها منحت من يسمون بالمحافظين الجدد أو اليمين المسيحي المتصهين الذريعة والفرصة والمبرر للخروج من عزلته،(التي تجسدت في موقف العالم كل العالم في مؤتمر دربن بجنوب أفريقياء ضد إسرائيل وأمريكاء) وإنقسام المجتمع الأمريكي الذي كان آنذاك(نتيجة للشك في نتيجة الإنتخابات التي أوصلت بوش إلى الرئاسة،
منحتهم ما إنطلقوا منه للقضاء على دولة الإسلام السلفي في أفغانستان، وإحتلال العراق، وتمنح اليوم وامس بأعمالها الذريعة وتعطيه الحلفاء، ليستمر في إحتلاله للعراق وتدمير وتدنيس عاصمة العراق وملاحقة الإسلاميين في كل مكان وإعتقالهم،
ومنع حتى العمل الخيري الإسلامي وزادت على ذلك بأن وحدت العالم كل العالم
مع اسرائيل(التي لم تمس برصاصة واحدة من رجال القاعدة) ووسعت بخطابها الشقة بين السنة والسيعة
بل أحدثت الإنقسام بين أهل السنة أنفسهم(بما فيهم السلفيون) وهيأة الفرصة للحكومات الظالمة العميلة كما تسميها، للضغط على رموز ودعاة حتى السلفية في المجتمعات السلفية، للإنقلاب والبراءة من منهج السلف الجهادي،


فهو وإن كان من خلال كلامه مؤيد لتحريرأفغانستان ومؤيد لمبدأ المقاومة والجهاد لدى القاعدة وحزب الله ، لكنه
يعترض يحتج - وأنا أوافقه في إحتجاجه مبدأياً- على طريقة القاعدة خاصة في تنفيذ تلك العمليات خارج أفغانستان مستشهداً بالنتائج السلبية التي أفرزتها ، والتي تمثلت في إعطاء المبررات لأمريكا وباقي الصهاينة لنقل المعركة إلى أرض إسلامية جديدة " أفغانستان والعراق" بعد أن كسبوا في صفهم عبر عمليات القاعدة أغلب العالم المسيحي خاصة الحكام وبعض الدول العربية ، إلى جانب ما نتج عن سقوط نظام توازن القوى "روسيا وأمريكا" بزيادة حدة تأثير نظام القطب الواحد .

ورغم أن كلام أخي الكريم "شرف الدين المنصور" الذي قد يبدو أنه يتناول الجوانب السياسية ، ولكنه قد تضمن أيضاً الناحية الشرعية من حيث أن تلك النتائج السلبية هي المفاسد الكبيرة التي كان منعها أولى من المصالح التي لم تتحقق
وبالتالي أخي الأمير فقد حدث عكس ماقلته لنا أنت سابقاً ؛
وذلك حين قلت:
فمنهج القاعدة يسعى إلى جعل ساحة المعركة هي بلاد الكفار فإذا ما سقط هناك ضحايا من غير الحربيين عند استهداف الأهداف الحربية (عسكرية كانت او اقتصادية) كان الضحايا من الكفار
وليس كما هو الحال الان ساحة المعارك هي بلاد المسلمين لتأتي صواريخ الكفار وقنابلهم تقضي على الأطفال والنساء ومن ليس لهم حول ولا قوة
والكفار لا يتحرجون من استهداف المدنيين المسلمين تقصداً
بينما القاعدة منهجها لا يستهدف الغير المحارب من الكفار تقصداً إنما قد يسقط الغير محارب إن وجد في هدف حربي
فلم تنتقل المعركة إلى بلاد الكفار !؟
بل إلى بلاد المسلمين نتيجة لعمليات القاعدة.
بل إن المعركة بدلاً من أن كانت محصورة في فلسطين وجنوب لبنان ؛ قد توسعت إلى أكثر من بلد وتحولت بعض الدول القوية والمستقلة إلى دول محتلة مثل العراق وأفغانستان،

بل أنه بعد هذا ربما أن زيادة ضعف حكام الدول العربية ،وتحول مواقف البعض الآخر من موقف الداعم للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وغيرها إلى الضد ؛ نتج عن العمليات التي قامت بها القاعدة ، ولعل موقف المملكة في السنوات الأخيرة تجاه الحرب على لبنان 2006م وتجاه المقاومة في العراق دليل على ذلك....

وبالتالي :
أليس من الأجدى أن تتعاضد المقاومات السنية والشيعية على الأقل ولو اختلفت في الطريقة بدلاً من توجيه قادة تلك المقاومة اللوم لقادة المقاومة الأخرى ، وبدلاً من محاولات تشويه مبدأ وهدف وطريقة وصدقية مقاومة لأخرى؟
وهل الخلاف المذهبي مهما كان عقدي يمنع الاتفاق على مقاتلة العدو المشترك؟
أليس من الأرجح والأولى أن تتواءم المقاومات كلها وتتآزر خاصة وأن حكام الدول المسلمين بدؤوا يؤازروا حكام الدول الصهيوريكية الصليبية على المقاومتين السنية والشيعية ويفتنوا بينهما؟

أليس الأجدى أن يتعامل السني والشيعي مع المقاومة بنوعيها كما تعامل السني والشيعي مع ثورة الامام زيد وآزروها ضد الظالم سواءً كان سني أو شيعي.؟

وهنا كان عتبي عليك في الاستشهاد بتلك المقاطع و عتبي الأكبر على الدكتور الظواهري خاصة مع وضعه القيادي حين ينتقد السيد حسن ويشكك في مصداقية جهاده وشرعيته..
فلا بد أن نعلم أن احتلال أفغانستان لم يكن نتيجة مساعدة إيران فقط -إن صحت بتلك الصورة وبذلك الاصرار الذي ألمح إليه الكتور والذي يهوله كثير من السلفية المعادية حتى للقاعدة - بل إن السبب الرئيسي هو عملية برجي التجارة التي لم أستسغ إلى الآن وصفها بغزوة مباركة..

وهنا فعلاً فقد أحسن الأخ الكريم "مجدد" حين اقتبس كلام السيد حسن نصر الله حفظه الله ونصره هو وكل المجاهدين في سبيل الله من سنة وشيعة في بقاع الأرض ، حين قال :
مجدد كتب: يقول السيد حسن نصر الله
( للقاعدة رؤية في الجهاد تختلف عن رؤيتنا في الجهاد و هذا من حقهم ... ولكن ليس من حقهم التجريح والتكفير لغيرهم )


وفعلاً من خلال متابعتي لخطابات السيد حسن فإني لم أجده ينتقد القاعدة أو المقاومة في العراق أو غيرها بل إنه يدعو المقاومين في العراق الشيعة والسنة إلى توحيد جهودهم أمام المحتل، كما يدعم مقاومة حماس والجهاد في فلسطين وذلك أوضح من الواضح.

وأنصحك أخي الأمير بإعادة قراءة ما كتبته أنت -النص الذي أقتبسته من كلامك في الأعلى - لا سيما السطر الأخير ...
فعمليات القاعدة في المغرب والجزائر وفي شوارع الرياض وغيرها -دون قاعدة الطيارين فتلك صائبة- أليس من البديهي ألا يسقط فيها إلا مدنيين مسلمين .

واعلم أني إلى الآن لا زلت أشك أن عملية برجي التجارة من تخطيط وتنفيذ القاعدة.


وفي الأخير أطمع -إن أردت- أن توضح لي:
ما هي النتائج الإيجابية التي حققتها القاعدة من كل عملياتها ؟
إلى جانب ما طلبته منك سابقاً ، لتكتمل الصورة ...
ما هي أهداف إيران من مساعدة أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان
ودعم حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي في لبنان وفلسطين؟
وأطمع أن توضح لي ايضاً ما هي أطماع حزب الله أيضاً في ذلك؟
تحياتي ومودتي لك وللمشاركين

واسأل الله الهدى والتقى والرشاد
والنصر لي ولك وجميع المسلمين

آمين اللهم آمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

شرف الدين المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 221
اشترك في: السبت ديسمبر 08, 2007 1:51 pm
مكان: صنعاء

مشاركة بواسطة شرف الدين المنصور »

(ما هي أهداف إيران من مساعدة أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان
ودعم حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي في لبنان وفلسطين؟
وأطمع أن توضح لي ايضاً ما هي أطماع حزب الله أيضاً في ذلك؟)
هذه الأسئلة تفترض أن إيران ساعدت أمريكاء
وهذا غير صحيح
الصحيح أن إيران لم تدافع عن النظام في أفغانستان وفي العراق
ولو كانت قادرة على منع الغزو والإحتلال لفعلت
ولكنها كانت عاجزة
لأسباب متعلقة بحجم قوتها العسكرية من جهة، ومتعلقة بطبيعة علاقتها بطالبان وصدام من جهة أخرى،
لم يقل أحد أن إيران ساعدت أمريكاء
بل يقال أن إيران لم تمنع،
وماكانت قادرة على منع أمريكاء،
لأن معظم العالم أعترض على ماقررته أمريكاء(بالنسبة للعراق خصوصاً) ولكن الإجماع الإمريكي حول الأدارة الإمريكية التي أستفادة من حدث11/9
لم تجعل لمعارضة العالم التأثير الكافي لمنع أمريكاء من الإقدام على تنفيذ قرارها،
الحرب على العراق قلة من الدول دعمت قرار الإدارة الإمريكية(رغم تحفظالأمم المتحدة) وهي بريطانياء واسترالياء واسبانياء وكورياء الجنوبية

أريد أن أقول أنا نكذب الكذبة ثم نصدقها،
ونردد ما يغرس في عقولنا بالدعايات المضللة،
موقف إيران في رفض إحتلال العراق أوضح من موقف تركياء وكل الدول العربية،
كما أن إحتضان إيران(لحكمتيار) وحرصها على عدم إستقرار الإحتلال أشهر من يدلل عليه،
صحيح أن بعض الشيعة العراقيين( المجلس الأعلى، وبعض قيادات حزب الدعوة، وربما غيرهم، أستغلوا الإحتلال الإمريكي في المشاركة في السلطة، وحرصوا على منع أمريكاء من إعادة حزب البعث إلى السلطة،) وهؤلاء هم محسوبين على إيران،
إلا أن ذلكلاينسحب على إيران
لا الدولة ولا المجتمع،
فوجود أمريكاء في الحدود الغربية والشرقية بالإضافة إلى ماتمتلكه الولايات المتحدة الإمريكية من قواعد في جنوب إيران وفي البحار المحيطة بها، وفي ظل العداء الإمريكي للنظام الإسلامي في إيران(لدعمه لحزب الله والمقاومة الفلسطينية وسورياء) وتأثير هذا الدعم على صمود الممانعة والمقاومة،
كل هذا جعل من إيران العدو( الأول) لإسرائيل، وبالتالي لأمريكاء، ولولا تعثر الوجود الإمريكي في العراق، وأثر ذلك على الرأي العام في أمريكاء، ولعدم توفير إيران مبررات كافية لأمريكاء/ وهزيمة إسرائيل في لبنان على يد حزب الله عام 2006م لكانت إيران هي البلد المستهدف رقم واحد، بعد العرق
بل أن العراق
وأفغانستان،
خطوة من خطوات الحرب على إيران
واعتصموا بحبل الله جميعاً

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

الامير الصنعاني كتب:الأستاذ شرف الدين منصور
لعل المكان الأنسب لتعليقك الأخير هو في موضوعي المعنون بجهاد القاعدة وجهاد حزب الله

قلت
التشكيك في موقف حزب الله من( الكيان الغاصب المسمى إسرائيل) فجور في الخصومة إن كان المخاصم ينتمي للإسلام،بل للإنسانية،ودليل ليس على التعصب فحسب بل على(قلة عقل إن لم نقل إنعدام القدرة على التمييز) إستخفاف بالآخرين وعدم إحترام المتحدث لنفسه ولمن يتحدث إليهم،

أقول لك نعم صحيح
وأشد من ذلك الفجور والتعصب وقلة العقل والاستخفاف بالآخرين
التشكيك بموقف بن لادن من أمريكا والصهاينة وحلفائهم
لأن الحرب بين بن لادن وأمريكا أوضح وأظهر وضربات بن لادن في أمريكا أشد وأقوى
ومطاردة أمريكا وحلفائها لبن لادن ومن معه ومناصريه أشد وأقسى

وكذلك ما أقريت به من زهد بن لادن في الدنيا مع تمكنه منها
ومع ذلك أنظر ماذا يفعل التعصب باصحابه فتتبخر عقولهم من رؤسهم ويتكلمون بكلام المجانين


من حق المتعصب أن يتسائل بإستغراب عن حرص حزب الله على تقديم نفسه كحزب لبناني واجبه الشرعي تحرير الأرض اللبنانية، ولهذا يكرر الحديث عن مزارع شبعاء والقرى السبع أو ماهو متفق على أنه أرض لبنانية،
ومن حق هذا أن يشكك فيعدم إتفاقه مع منطلقات حزب الله في تبني هذا الموقف،بناءً على منهجه السلفي الفقهي الشائع اليوم عند شباب السلفية الجهادية،الذين تعبر القاعدة الان عنهم،
أقول من حقه ومتوقع منه هذا الفهم لأنه يعتقد أن فهمه للإسلام هو الإسلام ولايوجد أي إحتمال لوجود فهم أخر
يا استاذ شرف الدين
ما من فرقة إلا وتعتقد أنها على الحق ومن خالفها على باطل
والإثنى عشرية على وجه الخصوص من أشد الفرق تكفيراً لمخالفيهم ولا أظن من في مقامك يجهل ذلك

وحتى الزيدية تعتقد أن فهمها للإسلام هو الحق وما سواكم باطل بل فوق ذلك تتجنون على مخالفيكم وتلزمونهم بما هم يصرحون بالتبرئ منه

على سبيل المثال ما من سلفي على وجه هذه الأرض إلا وينزه الله تعالى عن مشابهة المخلوقات
ومنهجه هو إمرار آيات وأحاديث الصفات كما جائت على ظاهرها مع نفي التشبيه وترك التأويل وعدم التكلف

مع ذلك رميتموهم ظلما وبهتانا وفجوراً في الخصام أنهم مجسمة حشوية مجبرة ووالخ
وليتكم حتى جعلتم هذه التهم من باب الإلزامات لكن تعصبكم جعلكم تنسبونها إلى السلفية وكأنهم يقولون بها نفسها
فحري بنصحك أن يتوجه لك أولاً ولزملائك وأصحابك من أهل مذهبك

أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم

وأعلم أن القاعدة على وجه الخصوص من أكثر الجماعات تقبلاً للنقد والمناصحة بل تستجدي جميع علماء المسلمين توجيههم بالنصح والبيان
وقد نقلت لكم صوتا وصورة كلام البطل أبو يحيى الليبي في دعوة جميع علماء المسلمين إلى توجيه النصح للمجاهدين
فهم إن وقعوا في إخطاء فبسبب خذلان علمائكم وعلماء المسلمين لهم
فهل قد سمعت من غير القاعدة من يطلب من علماء المسلمين المناصحة والتوجيه ؟؟؟

اخي شرف الدين منصور هل حصل وقام العلامة محمد المنصور حفظه الله مثلاً وقال يا من تحبون الجهاد وتجاهدون الأعداء تجنبوا كذا وكذا واثبتوا على كذا وكذا وانتبهوا من كذا وكذا
وفقاً للأدلة القرانية كذا وكذا

لم نجد منكم إلا مساندة الأمريكان في حربها على القاعدة بالطعن فيهم ويا لتيكم قصرتم طعنكم فيما هو حق فيهم وتخالفونهم فيه
بل لا يهمكم الكذب عليهم ونقل أكاذيب الإعلام المحارب لهم

فاسمح لي أن أصفق لإنصافك



وقلت
ويتحالفوا مع الصليبية العالمية(بحسب تعبيرهم) وخاضوا حربها،هي
.....
بل أنتصروا لإسرائيل وسيدتها
لأنهم حاربوا أقوى خصومهمها آنذاك(الإتحاد السوفيتي) والمعسكر الإشتراكي،
.....
ثم
واصلوا المهمة
في الشياشان(لإضعاف روسياء)
وفي غير مكان
ومنها جنوب اليمن
فكانوا مجرد أدوات بيد غيرهم
يخوضون معارك يحددها أعداءهم
أعداء الإسلام

فأقول
أتق الله يا شرف الدين
هل تريد أن تصور السوفيت الملاحدة وكأنهم كانوا الأم الحنون للعرب والمسلمين المدافعين لهم من ظلم أمريكا

يا أخي هداك الله
هل تجهل أم تتجاهل أن السوفيت عندما كانت شوكتهم قوية كانوا كالأمريكان يقتلون المسلمين وينتهكون حرمتهم وبلدانهم

أم أنك لا يهمك أمر المسلمين في أفغانستان والشيشان وكل تلك البلدان التي عانت من ملاحدة السوفيت
ربما ليسوا في قاموسك مسلمين

ثم بافتراض أن الحرب في البداية توجهت لأمريكا وانتصر المجاهدون على أمريكا وانتهت أمريكا
حينها ماذا ستقول؟؟
سأخبرك ماذا كنت ستكتب هنا في هذه الصفحات
ستقول هؤلاء حلفاء السوفيت خاضوا معارك السوفيت وووووو

ثم يا أخي الكريم ألم يحارب رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم دولة الروم حينما كانت الشوكة للروم والفرس

فهل عندما بدأ المسلمون بحرب الروم أو غيرهم يكونون حلفاء مع الطرف الآخر يخوضون معاركه بأي منطق تقول هذا الكلام ؟

لا حول ولا قوة إلا بالله
إليه المشتكى من عقولكم المتعصبة

وقلتم
بل أن معاركهم من حيث النتيجة
تخدم الصهيونية
علموا أو لم يعلموا
بما في ذلك العمليات التي أستهدفت امريكاء
لأنها منحت من يسمون بالمحافظين الجدد
أو اليمين المسيحي المتصهين
الذريعة والفرصة والمبرر للخروج من عزلته،(التي تجسدت في موقف العالم كل العالم في مؤتمر دربن بجنوب أفريقياء ضد إسرائيل وأمريكاء) وإنقسام المجتمع الأمريكي الذي كان آنذاك(نتيجة للشك في نتيجة الإنتخابات التي أوصلت بوش إلى الرئاسة،
منحتهم
ما إنطلقوا منه
للقضاء على دولة الإسلام السلفي في أفغانستان، وإحتلال العراق، وتمنح اليوم وامس بأعمالها الذريعة وتعطيه الحلفاء، ليستمر في إحتلاله للعراق وتدمير وتدنيس عاصمة العراق ا
وملاحقة الإسلاميين في كل مكان
وإعتقالهم،
ومنع حتى العمل الخيري الإسلامي
لو لم تكن متعصباً ضد بن لادن ومن معه لما فكرت بهذا المنطق
ولعلمت أن المحافظين الجدد أو الجمهوريين لا يختلفون كثيراً عن الديموقراطيين الغير محافظين
بل في نظري الديموقراطيين أشد مكراً وذكاءً من بوش الغبي الذي ورط دولته في مستنقع يستنزفها ويهلكها

يا اخي الكريم انا حاليا بكتب لك من داخل أمريكا نفسها وأعلم حال الناس هنا
أقسم بالله العلي العظيم أنه عندما ظهر بن لادن في الجزيرة في شريطه الأخير إنقلبت الدنيا هنا رأسا على عقب
أغلقت جميع الجسور واصبحت حركة السيارات شبه ميته فالمشوار الذي يستغرق ربع ساعة أصبح يصل وقته إلى ساعتين وأكثر
والناس كلهم متضايقون من الورطة الكبيرة التي أحلت بهم جراء سياسة حكومتهم فضاع أمنهم وترفهم ومنهم من يلعن بوش ليلاً نهاراً
الأسعار ارتفعت بشكل خيالي سعر البترول أصبح خيالي مقارنة بما كان عليه

أصبح للمسلم هيبة ووزن بعد أن كان أتفل وأدعس على المسلم

وتأثير ذلك حاصل حتى في الشعوب الأوربية
فها هو الشعب الإيطالي اسقط حكومته السابقة المتحالفة مع الأمريكان
وكذلك الأسبان

نعم صحيح أن الحرب على المسلمين أشتدت
وهناك من المسلمين للأسف الشديد من يقيس حالة المسلمين على حالته الشخصية
فقبل سبتمبر
كان هذا المسلم يصلي في المسجد متى ما شاء يتكلم يسافر ما حد يفتشه
فكان المسلمين حينها في خير ونعمة وكان الإسلام عزيزاً
وتناسى هذا المسلم الأعراض المنتهكة لأخواته
وتناسى هذا المسلم دماء المسلمين في شرق الأرض وغربها

ثم بعد 11 سبتمبر
لم يعد هذا المسلم يرى في وجوه الامريكان إلا نظرات الخوف والاستغراب
واصبح لا بد من تفتيش اغراضه في المطارات
واصبح لا يستطيع أن يذهب متى ما شاء وكيف ما شاء إلى المساجد

وقتها يقول هذا المسلم نفسه
لقد أصبح المسلمون في ذل واشتد عليهم الأمر بعد 11 سبتمبر


فلا حول ولا قوة إلا بالله


وقلت
ووسعت بخطابها الشقة بين السنة والسيعة
بل أحدثت الإنقسام بين أهل السنة أنفسهم(بما فيهم السلفيون) وهيأة الفرصة للحكومات الظالمة العميلة كما تسميها، للضغط على رموز ودعاة حتى السلفية في المجتمعات السلفية، للإنقلاب والبراءة من منهج السلف الجهادي،
ولن نذكر أمثله
فأي خطاب تقصد
لم تذكر القاعدة الشيعة لا من بعيد ولا من قريب
إلا بعد أن بدأت دول الشيعة الإثنى عشرية وجماعاتهم تهاجمهم

وقد ذكر الزرقاوي رحمه الله أنه لم يبتدئهم بقتال وأنهم هم من هاجموا أهل السنة ابتداء ولحق كثيراً منهم بحكومة العراق التابعة للأمريكان ووالوا الأمريكان وناصروهم

حينها فقط كان لا بد من مواجهة هؤلاء ورد عدوانهم


وقولك
لست ممن يجيزون الطعن في نواياء(الآخرين) ومنهم الشيخ أسامة بن لادن
ولا يقبل عقلي أن أشك لحظة في إخلاصه وصدقه في التعبير عن موقفه الجهادي،
لأن من يهجر الثروة والمجد والإستقرار،(كأسامة ) لايمكن أن يكون عميلاً
ولكني بالتأكيد أخالفه وأختلف معه في الفهم
وأعتبر أن معظم نشاط القاعدة أو أن مايعلن عن نشاطها الفكري والعسكري
لايخدم إلا أعداء الإسلام
خصوصاً إذا راعينا
التوقيت
والجهات المستهدفة بالعمليات
لك ما تراه أخي منصور
لكن لما لا تتوجه إلى منتدى الإخلاص وتستطيع توجيه اسألة مباشرة للدكتور أيمن الظواهري
وقد أجاب الدكتور أيمن في شريط صوتي جديد على التسأؤلات التي وجهت له
علك حينها تغير قناعاتك أو بعضها

تحياتي
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

شرف الدين المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 221
اشترك في: السبت ديسمبر 08, 2007 1:51 pm
مكان: صنعاء

مشاركة بواسطة شرف الدين المنصور »

بسم الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحرابة والجهاد
‏(روي أن الهرمزان لما حمله أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب ‏رضي الله عنه فقال : تكلم ، فقال ‏الهرمزان : كلام حيٍ أو ميت؟ فقال له ‏عمر لا تفزع ، لا بأس عليك ، مترسٌ فتكلم به الهرمزان ، ثم أراد ‏عمر ‏رضي الله عنه قتله،فقال له أنس بن مالك : ليس لك قتله فقال : كيف أتركه ‏وقد قتلَ البراء بن مالك ‏؟ فقال :قد أمنته،فتركه )‏(‏ ‏) ‏
روي : ( أن عمر رضي الله عنه قال: والذي نفس عمر ‏بيده: لو أنَّ أحدكم ‏أشار بإصبعه إلى مشرك ، ثم نزل إليه على ذلك ثم قتله لقتلته)(‏ ‏)‏ عن ‏عائشة رضي الله عنها (أنَّ أبا العاص لما وقع في الأسر..قالت زينب بنت ‏رسول الله صلى الله عليه ‏وآله وسلم: قد أجرته فخُلِيَ لها)‏ (‏ ‏)‏
وفي رواية زيادة على ذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (ذمَّة ‏المسلمين واحدة فإذا أجارت جارية. .فلا تخفروها، فإن لكلِّ غادرٍ لواء ً ‏من نار يوم القيامة) (‏ ‏)‏
وعن أبي هريرة بلفظ: (ذمَّة المسلمين واحدة يسعى بها ‏أدناهم..فمن ‏أخفرها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين..و لا يقبل الله منه يوم ‏القيامة عدلاً ‏ولا صرفاً) (‏ ‏)‏
هل ماحدث في مأرب والمدن الإسلامية والمدن المسالمة من عمليات ‏تفجير وقتل حرابة أم جهاداً؟
‏ مهما حاولنا البحث عن كل نص في الكتاب الكريم أو السنة النبوية أو في ‏كتب الفقه لمختلف المذاهب الإسلامية لايمكن أن نجد سنداً يبرر للآمر ‏والمخطط والمنفذ الإقدام على هذه الأفعال التي تستهدف الأمن والسلم ‏
‏ إن ما يحدث هو قتل للقتل وبالتالي فهو حرابة ولايمكن أن يبرر على ‏الإطلاق حتى بقيم الجاهلية الأولى فالمستهدفون ليسوا ممن يعلن القتلة ‏أنهم يستهدفونهم في غالب الأحوال فالمستهدف في العادة هم المسلمون ‏الآمنون والسياحة والسواح غير المعادين كالأسبان ‏
وليس دفاعا عن النفس لأن الجماعات التي تقوم بمثل هذه العمليات أو التي ‏تنسب إليها لا تقاتل من يقاتلها وإنما تقتل من لا يقاتلها في الغالب
ولأنه يستهدف أمن الأمة الإسلامية(الأمن بمعناه الشامل الاقتصادي ‏والاجتماعي والنفسي) فإن النتيجة المترتبة على مثل هذه الأفعال في ‏الغالب هي تشكيل مزيد من الضغط على الحكومات العربية والإسلامية ‏للاستجابة للمطالب المعادية وتمزيق الوحدة الوطنية والإخلال بأمن ‏المواطن وحرمان الدولة المستهدفة من عوامل الاستقرار والنمو ‏الاقتصادي بحرمانها من عائدات قطاع السياحة وتوجيه الميزانية في اتجاه ‏الإنفاق على الأمن عوضا ً عن استثمار ما هو متاح من أموال المساعدات ‏والقروض في قطاعات خدمية وتنموية ولذلك فنحن نعتقد أن من يفعلها ‏سواءً التي في مأرب أو حضرموت أو الرياض وقبل ذلك في المغرب ‏ومصر و اندنوسيا وباكستان وفي غيرها من المراكز أو المدن الآهلة ‏بالسكان الآمنين بصرف النظر عن دينهم ومذهبهم لا يمكن أن يكون ‏مسلماً سوياً كما أنه ليس مواطناً صالحاً لأن هذه الأعمال بالإضافة إلى ‏عدم شرعيتها الدينية إسلاميا ً تمثل عدوانا ً على أمن الأمة ومصالحها ‏واقتصادها ووحدتها ويضعف موقف الحكومات العربية أمام الضغوط ‏ويشوه صورة الإسلام والمسلمين ويسبب للمسلمين في العالم (حرجا ً ‏كبيراً لأن قتل المدنيين في المدن الآمنة المسالمة باسم الإسلام ومن قبل ‏إسلاميين يخيف كل عاقل من كل إسلامي ملتزم، وهذا ما هو حادث اليوم ‏ليس في بلدان غير إسلامية بل وفي البلدان الإسلامية نفسها ) ‏

‏*****‏
لقد كان الإسلام ينتشر في أمريكا وأوربا انتشار الرياح ويتمتع الإسلاميون ‏بحرية ليس للدعوة فقط بل وامتلاك المواقع الاقتصادية بشكل متنامي، لقد ‏كان هذا قبل أحداث 11سبتمبرعام 2001م ولكن تصاعد عمليات العنف ‏والأرهاب أدت إلى التضييق على كل ما هو إسلامي ودمغ الإسلام ‏بالإرهاب و تمكنت الصهيونية العالمية من إسكات كل صوت سوى صوت ‏حربها على الإسلام و قادت العالم إلى إعلان الحرب المكشوفة على ‏الاسلام بمبرر محاربة الإرهاب وشمل كلما هو إسلامي ‏
وعانى الفلسطينيون كما لم يعانوا من قبل في ظل صمت دولي لانشغال ‏العالم بمعركته مع الإرهاب الذي لم يبق له صديق وطال الكل حتى وصل ‏إلى كل مكان ‏
ومن اللافت أن العمليات تستهدف رعاياء الدول التي تبدي ممانعة من ‏السير الكامل في الركب الصهيوني في حربها مع الإرهاب وكأن هؤلآء ‏القتلة حريصون على أن يدفعوا كل متردد في إعلان الحرب على الإسلام ‏جهاراً إلى فعل ذلك لأن المتردد أول من يستهدف. ‏
الكثير من العلامات تشير إلى وجود علاقة من نوع ما بين ما يحدث من ‏قتل باسم الإسلام والحرب المعلنة على الأمة ‏
لو أن اليمن ضيقت على الإسلاميين وغيرت مواقفها الداعمة للحق ‏الفلسطيني هل كانت ستتعرض لما تعرضت له من عمليات قتل السواح ‏وغيرها من الأعمال التي أضرت باليمن (بشعبه قبل حكومته) وأضرت ‏بالإسلاميين قبل غيرهم ؟ الإجابة هي النفي بالتأكيد‏
إن صمت من ينسب إليهم الفعل في العادة وعدم برآءة كل من يدعون إلى ‏الجهاد من هكذا افعال يعد إسهاماً منهم في الفعل ويجعلهم مشاركين في ‏تحمل وزر الآثام التي تترتب على هذه الجرائم ونخشى أن يكون صمت ‏العلماء عن بيان حكم الشرع مشاركة منهم في تحمل المسؤلية ‏
إن ما ينسب إلي الجهاد ليس منه في شيء بل إنه حرابة وفساد في الأرض ‏لم تعرفه الانسانية من قبل، لأنه مجرد قتل عبثي يفتقر لأي شرط من ‏شروط الفعل الإنساني حتى في صورته العدائية البشعة وأبشع ما فيه أنه ‏يشوه ملامح الرسالة الإسلامية ويحول بين الناس وبين معرفة الإسلام ‏‏(الرحمة) ‏
لقد كان بالإمكان معرفة دوافع وأهداف ‏ومقاصد وغايات قطاع الطرق ‏وحدود عنفهم ويمكن التنبؤ بسلوكهم لأن قاطع الطَّريق (المحارب أو ‏الباغي أو ‏الخارجي) محكوم بالعرف العام الذي وضع حدوداً لأي عنف ‏وحدد قيماً أخلاقية يجب احترامها وقد عبر عن ذلك الإمام علي عليه ‏السلام بالقول(لقد كنا في الجاهلية نتحاشى قتل النساء حتى إن قاتلننا ‏‏فكيف نفعل ذلك ونحن مسلمون !!!‏
وهذا ما فقد في سلوك (هؤلاء!!! ) الذين أظهروا أن فهمهم للجهاد لا يعدوا ‏أن يكون فعلاً للقتل قتل ‏أكبر عدد ممكن من النَّاس الأبرياء المسالمين قبل ‏المحاربين، الأصدقاء قبل الأعداء،القتل ‏للقتل، القتل من أجل مزيد من ‏القتل لقد طال القتل زهَّاداً في المساجد وهم في التسعينيات من أعمارهم ‏وأطفالاً رضعاً ونساءً حوامل ‏‏......الخ من المسلمين قبل غيرهم لأنَّ ‏ساحات القتل هي البلدان والمجتمعات الإسلامية قبل غيرها ‏
وأوضح من ذلك استهداف المدنيين العزَّل بوضع المتفجرات على ‏الطرقات العامة وفي المساجد ومحلات العبادة وفي الطَّائرات المدنية التي ‏استخدمت كصواريخ تقتل من فيها ومن ‏تصدم به من الأبرياء الآمنين حتى ‏بات المدني في أيِّ مكان هدف للقتل أو أداة له دون أن يدري ما سبَّب ‏حالة ‏من الإرهاب والرُّعب يعاني منها كلُّ مدني وهذا زرع للخوف بدون أي ‏معنى سوى الرَّغبة في زرع ‏الرُّعب.‏
و مع أنَّ الإجماع منعقد على عدم قتل الأطفال والنِّساء والعبيد و(العسيف) ‏أي أجراء الأرض حتى لو كانوا ‏كفَّاراً ويعيشون ويعملون لخدمة ‏المحاربين وكذلك عدم جواز قتل كبار السن والرهبان لأنه لا يجوز قتل إلا ‏من ‏يقاتل ولذلك لا يجوز استخدام أداة تقتل أكثر من واحد (كالمنجنيق) إلا ‏أن هؤلاء القتلة لا يستهدفون بالقتل في الغالب إلا من عصم الله دمائهم ‏وكأنهم يستهدفون صرف الناس عن الإسلام وإعلان الحرب عليه
حتى لو استخدم العدو المحارب أطفاله أو نساءه أو عجزته أو ضعفاءه ‏ممن لا يحاربون أو ممَّن ينكرون الحرب ‏فلا يجوز قتلهم إلا عند ‏الضَّرورة التي عرفها الفقهاء بأنَّها خشية الاستئصال وعندما يكون العدو ‏في حالة ‏هجوم يخشى منعه إبادة المسلمين ويؤكد الغزالي على عدم كفاية ‏ظنّ ذلك بل لابد من العلم ومع ذلك ‏فيجب دفع الدِّية وصيام شهرين عن ‏كلِّ قتيل لا يجوز قتله .‏
ولا يجوز قتل من أمَّنه أحد من المسلمين (يجير عليهم أدناهم أو يقوم ‏بذمَّتهم أدناهم حتى لو كان المُجار ‏حربياً مقاتلاً .‏
ولو أعتقد (الحربي ) مجرد اعتقاد أثناء المعركة أنه قد أمن بالإشارة التي ‏تدلُّ على السَّلام أو يفهم منها ‏ذلك فيجب تأمينه ‏
ولا يجوز القتال إلا بأذن المتولي الشَّرعي وهو هنا في اليمن رئيس ‏الجمهورية ومجلس الدفاع الأعلى لأنَّ الجهاد ليس فعلاً فردياً بل عمل ‏جماعي كصلاة الجمعة لا بد فيه من إمام ‏وجماعة لها مرجعية ملزمة ‏لأفراد الجماعة ليستقيم القول (يجير عليهم أدناهم أو يسعى بذمَّتهم أدناهم ‏فبدون ‏أذن الرئيس سيكون حال المجاهدين كحال من عاب الله عليهم الغدر ‏بقوله (كلَّما عاهدوا عهدا نبذهم فريق ‏منهم) وبالتَّالي لا عهد لهم و لا ذمَّة .‏
والأصل إن القتال مكروه لا يجب تمنيه وفي هذا ‏ أخرج ‏البخاري في ‏صحيحه [كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخَّر ‏القتال حتى تزول ‏الشمس وقد قام في الناس خطيباً فقال صلى الله عليه وآله ‏وسلم: أيها الناس لا تتمنوا لقاء عدوكم وسلوا الله ‏العافية فإذا لقيتموهم ‏فاصبروا الحديث] ونصُّ النبي صلى الله عليه وآله بالنهي ‏عن تمني لقاء ‏العدو يدلُّ على ما ذهبنا إليه.‏
وللقتال شروط كي يكون جهاداً ‏
أولها:إذن المتولٍي الشرعي.‏
لا يجوز الجهاد على الأفراد في عدم وجود جماعة أو أمَّة منظَّمة لأعمالهم ‏الجهادية ولا يجوز أن ‏يتصدى آحاد المسلمين للقيام بواجب القتال ضدَّ ‏العدو
‏ وأفعال القتال التي يقوم بها آحاد المسلمين لا ‏تسمى جهاداً ‏
لأنَّ الجهاد فعل جماعي كصلاة الجمعة يجب أن تكون من جماعة في يوم ‏‏محدَّد لها أركان وشروط ‏
منها أن يكون من جماعة لها إمام يؤمُّها ومكان خاص بها يبعد مسافة ‏معينة ‏وكذلك الجهاد يجب أن يكون من أمَّة لها إمام أو قائد معروف ‏ومعلن عنه وأن تكون هذه الجماعة مميَّزة ‏عن غيرها ، ولها أرض ونظام ‏يحكم علاقتها ببعض على أن يكون المتولي شرعيّ معلن عنه معروف ‏للجماعة ‏نفسها وللجماعات الأخرى حيث يمكن الاتصال به والاتفاق معه ‏على الهدنة أو المعاهدة وهو بهذا يتميز عن الحرابة لله وللرَّسول كما ذكر ‏الفقهاء ولكي يكون المتولي ‏شرعياً يجب أن يكون معلناً عنه ويمارس ‏إمرته في الظاهر ومعترفاً بسلطته وله سلطة على مجموعة من ‏المسلمين ‏لهم أرض محددة تتميَّز عن غيرها يطلق عليها دار السِّلم أو دار الإسلام ‏أو هي كذلك بالنسبة لمن ‏يعيش فيها في مقابل دار العهد ودار الحرب أو ‏دار البغي.‏
أي يجب أن يكون للأمَّة :‏
‏[ 1:- أرض خاصة بها.‏
‏2:-أن تكون الجماعة متماسكة ومتميِّزة وبحسب تعبير وثيقة المدينة (أمَّة ‏واحدة من دون الناس)‏
‏3:-أن يكون لهم نظام اجتماعي وسياسي يضبط علاقتهم الدَّاخلية ويحدِّد ‏واجباتهم والحقوق التي لهم ‏وعليهم ،وعلاقاتهم مع الجماعات المغايرة، ‏ويرشد هذا النِّظام ويديره الإمام أو من يقوم مقامه] ‏
‏ باختصار ‏لابد أن يكون لهم دولة ونظام وأرض محددة لهم عليها السِّيادة ‏تسمى دار السِّلم وغيرها إمَّا دار عهد أو ‏حرب.‏
وقد استُدِل على لزوم وجود المتولي الشَّرعي بأنَّ الجهاد لم يؤذن به ‏للمسلمين إلا في السَّنة الثَّانية للهجرة بعد ‏وجود الدَّولة الإسلامية، ولم يبح ‏القتال إلا بإذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو بأمره صلى الله عليه ‏‏وآله وسلم حتى لو كان دفاعاً عن النَّفس وأوَّل آية نزلت على الأشهر {أُذِنَ ‏لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن ‏دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ.....} [الحج 38-39]‏فالأصل هو ‏عدم جواز القتال وليس العكس
وشرط وجود إمام أو أمير أو متولٍ ، شرط مجمع عليه واستدل عليه ‏بالكثير ‏من النصوص ‏
حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن ‏العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن أبي هريرة قال:‏
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "الجهاد واجبٌ عليكم مع كل أميرٍ، ‏براً كان أو فاجراً؛ والصلاة واجبةٌ عليكم خلف كلِّ مسلمٍ، براً كان أو ‏فاجراً والصلاة واجبةٌ على كل مسلمٍ، براً كان أو فاجراً وإن عمل الكبائر ‏‏[والصيام واجب على كل مسلم براً كان أو فاجراً وإن عمل الكبائر]".[‏ ‏]‏
وهو ضعيف السَّند وله شواهد [الجهاد ماض مع كلَّ برٍّ وفاجر](‏ ‏) رواية ‏مكحول عن أبي هريرة ولم يسمع ‏منه .‏
وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه ‏قال[إنَّما الإمام جُنَة يُقَاتَل من ورائه ‏ويُتَّقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل ‏وعدل .....كان له بذلك أجر ، وإن يأمر بغيره كان عليه منه ] ‏الحديث ‏‏[1841]‏
و قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم [أربع إلى الولاة الجهاد والحدود ‏والجمع وحمل النَّاس على أداء ‏الواجب] ‏
وفي مذهب الإمام الشافعي إنما وجب نصب إمام لتجهيز الجيوش في جهاد ‏الكفار ،وينصّ الإمام ‏الشافعي على أن المميِّز للباغي عن قاطع الطريق ‏والمحارب هو وجود إمام، أي (من شروط البغاة ليعاملوا ‏كبغاة (أن ‏ينصِّبوا إماماً) وإذا لم ينصِّبوا إماماً كانوا لصوصاً وقُطاعاً للطَّريق ) . (‏ ‏)‏
والشَّاهد هنا أنَّه اعتبر الإمام ضرورة لأنَّ الجهاد لا يمكن أن يكون بدونه ‏جهاداً واعتُبِر وجود إمام هو المميِّز ‏بين البغاة وقطاع الطرق .‏
والإمام المقصود به رمز الدَّولة أو الجماعة المتميِّزة بأرضٍ خاصةٍ بها لها ‏حدود معلومة وأن يكون معروفاً ‏مكانُ إقامته ليمكن الوصول إليه والحوار ‏معه للاتفاق أو الاختلاف ينشيء الاتفاقات ويقرُّ المواثيق والعهود ‏ويوقعها ‏‏....الخ أي يمثل الشَّعب أو الأمة أو الدَّولة أمام الآخرين ويلتزم عنهم ‏‏...الخ وفي هذا السياق ‏يجزم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في ‏كتابه (الجهاد في الإسلام) بقوله: ‏‏(لا أعلم أيَّ خلاف في أنَّ سياسة الجهاد ‏،إعلاناً،وتيسيراً،وإنهاءً،داخل في أحكام ‏الإمامة وأنَّه لا يجوز لأي من ‏أفراد المسلمين أن يستقل دون إذن الإمام ومشورته ، ‏في إبرام شيءٍ من ‏هذه الأمور) وينقل عن ابن قدامة في المغني قوله : (وأمر الجهاد ‏موكول ‏إلى الإمام واجتهاده ،ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك).‏
وينقل عن كشف القناع للتَّهانوي قوله :{وأمر الجهاد موكول إلى الإمام ‏‏واجتهاده .لأنَّه أعرف بحال الناس وبحال العدو ونكايتهم وقربهم وبعدهم } ‏وعن ‏القرافي قوله: (إنَّ الإمام هو الذي فُوِّضت إليه السِّياسة العامة في ‏الخلائق وضبط ‏معاقد المصالح ودرء المفاسد وقمع الجناة وقتل الطُّغاة ‏وتوطين العباد في البلاد إلى ‏غير ذلك مما هو من هذا الجنس ). (‏ ‏)‏
‏ ويستفاد من مجموع الأحاديث أنَّ الجهاد لا يكون إلا من جماعة لها قيادة ‏تنظم أمورها وتتحدث باسمها ‏تصالح من دعت الضَّرورة والمصلحة ‏مصالحته وتقاتل من فرض عليها مقاتلته وتعاهد من عاهدها وتسالم من ‏‏سالمها وتؤمِّن من طلب الأمان أو من عقد له أحد المسلمين الأمان وتمنع ‏الأمان عمَّن ترى عدم وجود ‏مصلحة أو وجدت ضرورة لعدم منحه الأمان ‏، ‏
وما لم تكن هنالك قيادة معلنة تتمتع بشرعية معترف بها على رقعة ‏جغرافية محدَّدة لها السِّيادة عليها وتنفذ ‏أحكامها بها فإنَّ القتال لا يمكن أن ‏يكون جهاداً حتى لو كان المقاتلون عُبَّاداً زُهَّاداً أتقياء لأنَّهم لن يكون ‏لهم ‏أمان ولا يمكن أن يفوا بعهد عاهده فريق منهم ويستحيل الوصول معهم ‏إلى صلح أو سلم ، بل سيكونون ‏كمن قال الله عنهم في مقام الذَّم: {كلما ‏عاهدوا عهداً نقضه فريق منهم } .‏
زد على ذلك أنَّ النُّصوص المتعلقة بالحثِّ على الجهاد موجهة إلى ‏الجماعة (الطَّائفة) وبضمير الجمع باستثناء ‏الآية {لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ ‏وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}[ النِّساء/84] وهذه خاصة بالرَّسول صلى الله ‏عليه ‏وعلى آله وسلم كوليِّ أمر وفي مقام التَّرويح عنه لتقاعس بعض المسلمين ‏الذين أطلق المولى عليهم اسم ‏النِّفاق .‏
و (لا يجوز الفعل إلا بإذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم و الإمام قائم ‏مقامه)(‏ ‏) والرَّئيس أو الملك أو ‏من يقوم مقامهما في هذا المقام فيما يتعلق ‏بالجهاد وكذلك ما يُنصُّ عليه في القوانين المنظمة لعلاقات أفراد ‏المجتمع ‏ببعضهم وبالسُّلطة وبالآخرين .‏
بدليل قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} .‏
ويستدل على وجوب أذن المتولي الشرعي من النصوص التي أمرت ‏بطاعة الأمير ومنها الأحاديث الآتية :-‏
‏1:- [عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:- ‏الغزو غزوان فأمَّا من ابتغى وجه ‏الله وأطاع الأمام وأنفق الكريمة وياسر ‏الشَّريك واجتنب الفساد فإنَّ نومه ونبهه أجر كلّه وأما من غزا فخراً ‏ورياءً ‏وسمعة وعصى الأمام وأفسد في الأرض فإنَّه لن يرجع بالكفاف. ] (‏ ‏)‏
‏2:-وعن أبي هريرة أنَّ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:- [من أطاعني ‏فقد أطاع الله ومن عصاني فقد ‏عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ‏ومن يعص الأمير فقد عصاني .](‏ ‏) ‏
‏3:- وعن ابن عباس في قوله تعالى[ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي ‏الأمر منكم ]قال: نزلت في عبد الله ‏بن حُذافة بن قيس بن عدي بعثه رسول ‏الله في سرية ). (‏ ‏)‏
‏3-(كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوصي عساكره ويقول ‏كثيراً من هذا الكلام: ((بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ‏لا تقاتلوا القوم حتى تحتجوا عليهم، فإن أجابوكم إلى الدخول في الحق ‏والخروج من الباطل والفسق، ودخلوا في أمركم فهم إخوانكم لهم ما لكم ‏وعليهم ما عليكم، وإن هم أبوا ذلك فقاتلوهم واستعينوا بالله عليهم، ولا ‏تقتلوا وليداً ولا امرأةً ولا شيخاً كبيراً ولا يطيق قتالكم، ولا تعوروا عيناً، ‏ولا تعقروا شجراً إلا شجراً يضر بكم، ولا تمثلوا بآدمي ولا بهيمةٍ، ولا ‏تغلوا ولا تعتدوا، وأيما رجلٍ من أقصاكم أو أدناكم أشار إلى رجلٍ بيده ‏فأقبل إليه بإشارته فله الأمان حتى يسمع كلام الله، وهو كتابه وحجته، فإن ‏قبل فأخوكم في الدين، وإن أبى فردوه إلى مأمنه واستعينوا بالله، ولا تعطوا ‏القوم ذمة الله ولا ذمة رسوله ولا ذمتي أعطوا القوم ذمتكم وفوا بها.)[‏ ‏]‏
‏ثانياً يجب الإنذار قبل القتال ويستدل على ذلك بالنصوص التالية:- 1-عن ‏ابن عباس قال :( ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوماً قط إلا ‏دعاهم) رواه أحمد. ‏
‏2:-وعن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه ‏وآله وسلم إذا أمر أميراً على ‏جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ‏ومن معه من المسلمين خيراً ثم قال اغزوا بسم الله في سبيل الله ‏قاتلوا من ‏كفر بالله ، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تُمثلوا ولا تقتلوا وليدة وإذا ‏لقيت عدوك من المشركين ‏فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال فأيتهنَّ ‏أجابوك فاقبل منهم وكفَّ عنهم ، ادعهم إلى الإسلام فإن ‏أجابوك فاقبل ‏منهم وكفَّ عنهم ، ثم ادعهم إلى التَّحول من دارهم إلى دار المهاجرين ‏واخبرهم أنَّهم إن ‏فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين ‏فإن أبوا أن يتحولوا منها فاخبرهم أنَّهم يكونون ‏كأعراب المسلمين يجري ‏عليهم الذي يجري على المسلمين ، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء ‏إلا أن ‏يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أوبوا فسلهم الجزية فإن أجابوك فاقبل ‏منهم وكفَّ عنهم، وإن أبوا فاستعن بالله ‏عليهم وقاتلهم ،وإذا حاصرت أهل ‏حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمَّة الله وذمَّة نبيه ،فلا تجعل لهم ذمة الله ‏‏وذمة نبيه ،ولكن اجعل لهم ذمَّتك وذمَّة أصحابك ،فإنكم إن تخفروا ذمَّتكم ‏وذمَّة أصحابكم أهون من أن ‏تخفروا ذمَّة الله وذمَّة رسوله ،وإذا حاصرت ‏أهل حصن وأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على ‏حكم الله ‏ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا) (‏ ‏)‏
‏3:-وعن سهل بن سعد أنه سمع النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر ، ‏فقال أين علي؟فقيل إنه يشتكي ‏عينيه فأمر فدعيَ له فبصق في عينيه فبرأَ ‏مكانه حتى كأن لم يكن به شيء فقال (أي علي) نقاتلهم حتى ‏يكونوا مثلنا ‏فقال (أي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) على رسلك حتى تنزل ‏بساحتهم ثم ادعهم إلى ‏الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فو الله لأن يهتدي ‏بك رجل واحد خير لك من حُمر النِعم.) متفق عليه .‏
‏4:-وعن فروة بن مسيك قال:- (قلت يا رسول الله أقاتل بمقبل قومي ‏ومدبرهم قال نعم ، فلما وليت دعاني ‏فقال لا تقاتلهم حتى تدعوهم إلى ‏الإسلام) رواه أحمد.‏
ثالثاً-حرمة قتل المُؤمَن حتى ولو كان حربياً مقاتلاً‏ وأدلة ذلك كثيرة منها‏
قال تعالى(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ...)(1)من سورة المائدة
وقال تعالى(...............وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا(34) من ‏سورة الأسرى وقال تعالى(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ ‏إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ(58)الأنفال وقال تعالى( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ ‏مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ‏أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(25)سورة الرعد
و‏(الأمان لغة من الأمن والأمن ضدّ الخوف ولهذا فإن منح الأمان لأحدٍ من ‏الناس ‏هو بمثابة رفع لخوفه من كلِّ ما من شأنه أن يخاف عليه،من نفس أو ‏عرض أو ‏مال ..الخ وما ذلك إلا لأنَّ المُؤمَّن يدخل في أمن ‏المُؤمِّن،ويصبح بالتالي جزءاً من ‏أمنه الخاص،وكأنهما فرد واحد.‏
وبهذا المعنى فإنَّ الأمان يستلزم توقيفاً للخصومة والعداوة،مادام المؤمَّن ‏في أمان ‏المؤمِّن.‏
كما أنَّ من لوازمه أيضاً عدم الخيانة والغدر، لأنَّ مع توقع أحدهما أو ‏كليهما ‏فإن معنى الأمان ينفرط. ولذا وجب أن يكون الأمان نوعاً من ‏أنواع العقود أو ‏العهود الملزمة،و إلا مع تصور عدم الإلزام،فإن إمكان ‏الغدر أو الخيانة يبقى قائماً ‏وبالتَّالي يصبح معنى الأمان ناقصاً ولا يتحقق ‏المراد منه في الواقع.‏
وكونه عقداً،أي أمراً معقوداً بين طرفين المؤمَّن والمؤمِّن،فهو يعقد أو ‏يربط أو ‏يوثق أمن كلٍّ منهما مع الآخر،ولذا قلنا،إن المؤمَّن يصبح أمنه ‏جزءاً من أمن ‏المؤمِّن.)‏ ‏
وينعقد الأمان (بإشارة أشار بها المسلم للكافر [الحربي أمّا غير الحربي من ‏معاهد أو ذمي فهو آمن بالعهد ‏والذمة ] ولو قال له تعال إلينا فإن ذلك ‏يكون أماناً للمدعو وولده الصغير ،كما لو قال أمَّنتك أو أنت آمن ‏أو مؤمن ‏أو في أماني أو أنت جاري أو رفيقي أو لا خوف عليك أو قف أو يعطيه ‏خاتمه أو سبحته أو وقع ‏الأمان من غير أهله ثم أجازه وكذا السَّلام عليك ‏‏...الخ ما يفهم منه عدم نيَّة القتل أو كلّ ما أفاد التَّأمين ‏من الأقوال والأفعال ‏‏(وإذا عقد الأمان لمشرك ..حُقِنَ بذلك دمه وماله ،كما يُحقَنُ ذلك بالإسلام ‏‏)‏(‏ ‏) ‏ ‏
‏(روي أن الهرمزان لما حمله أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب ‏رضي الله عنه فقال : تكلم ، فقال ‏الهرمزان : كلام حيٍ أو ميت؟ فقال له ‏عمر لا تفزع ، لا بأس عليك ، مترسٌ فتكلم به الهرمزان ، ثم أراد ‏عمر ‏رضي الله عنه قتله،فقال له أنس بن مالك : ليس لك قتله فقال : كيف أتركه ‏وقد قتلَ البراء بن مالك ‏؟ فقال :قد أمنته،فتركه )‏(‏ ‏) ‏
‏ ويصحُّ الأمان بالإشارة التي يفهم منها الأمان ، لما روي : ( أن عمر ‏رضي الله عنه قال: والذي نفس عمر ‏بيده: لو أنَّ أحدكم أشار بإصبعه إلى ‏مشرك ، ثم نزل إليه على ذلك ثم قتله لقتلته)(‏ ‏)‏ ‏
بل إنه إذا أشار المسلم إلى المشرك (المحارب أثناء المعركة) بشيءٍ ، ‏فنزل المشرك إليه ظناً منه أنَّه أشار إليه بالأمان ، فإن اعترف ‏المسلم أنه ‏أراد بالإشارة الأمان له ..كان آ مناً وإن قال : لم أرد الأمان .. قبل قوله، ‏لأنه أعلم بما أراد ‏ويعرف المشرك أنَّه لا أمان له، فلا يحلُّ قتله حتى ‏يرجع إلى مأمنه ، لأنه دخل على شبهة أمان )‏(‏ ‏) ‏
حتى إن اختل قيد من قيود الأمان كأن يكون المؤُمَّن منهي عن تأمينه من ‏ولي الأمر مع علم المؤمِّن أو المؤمَّن ‏فلا يقتل بل يردُّ إلى مأمنه .‏
والأحاديث النبوية المتعلقة بهذا الباب كثيرة جداً ننقل منها [يجير على ‏المسلمين بعضهم ] ‏
و عن عائشة رضي الله عنها (أنَّ أبا العاص لما وقع في الأسر..قالت ‏زينب بنت رسول الله صلى الله عليه ‏وآله وسلم: قد أجرته فخُلِيَ لها)‏ (‏ ‏)‏
وفي رواية زيادة على ذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (ذمَّة ‏المسلمين واحدة فإذا أجارت جارية ‏‏..فلا تخفروها ، فإن لكلِّ غادرٍ لواء ً ‏من نار يوم القيامة) (‏ ‏)‏
‏(وبهذا المعنى حديث الإمام علي عند أحمد وأبي داود والنسائي والحاكم ‏عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‏قال:‏‎) ‎‏ ذمَّة المسلمين واحدة يسعى بها ‏أدناهم)ولفظه عند أبي داود (المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على ‏من ‏سواهم ويسعى بذمَّتهم أدناهم)ومن ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن ‏ماجه من حديث عمرو بن ‏شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً بلفظ : (يد ‏المسلمين على من عداهم تتكافأ دماؤهم ويجير عليهم أدناهم ‏،ويردُّ عليهم ‏أقصاهم وهم يد على من سواهم) وعن أبي هريرة بلفظ: (ذمَّة المسلمين ‏واحدة يسعى بها ‏أدناهم ..فمن أخفرها فعليه لعنة الله والملائكة والناس ‏أجمعين ..ولا يقبل الله منه يوم القيامة عدلاً ‏ولا صرفاً) (‏ ‏)‏

حرمة نقض الأمان أو العهد
وإذا انعقد الأمان (فلا يجوز لأحد من المسلمين خرمه لأن الوفاء بالذِّمَّة ‏واجب إجماعاً فمن استحل نقضها ‏كفر ومن خرمها غير مستحل فسق ‏وتحريم نقضها عدَّه البعض أشهر وأظهر من تحريم الزِّنا ونحوه)(‏ ‏) ‏
ويصرِّح الشَّوكاني على(عدم وجود خلاف بين أهل الإسلام على عدم ‏جواز خرم الأمان بل هو من ‏ضروريات الدِّين ويؤكد هذا مارواه ابن ‏الأمير نقلاً عن صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي ‏الله ‏عنهما عن النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:- [ من قتل معاهداً لم يرح ‏رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد ‏من مسيرة أربعين عاماً ] وفي لفظ البخاري ‏‏[من قتل نفساً معاهداً له ذمَّة الله وذمَّة رسوله ].(‏ ‏)‏
‏ وهو عند أبي داود والنِّسائي بغير حلها وعند التِّرمذي من حديث أبي ‏هريرة وعند البيهقي من رواية صفوان ‏بن سليم عن ثلاثين من أبناء ‏الصحابة بلفظ (سبعين خريفاً) وعند الطَّبراني من حديث أبي مسيرة مائة ‏عام ‏،وفيه من حديث أبي بكرة خمسمائة عام وهو في الموطأ من حديث ‏آخر وفي مسند الفردوس عن جابر [إنَّ ‏ريح الجنة ليدرك من مسيرة ألف ‏عام ..] كلُّ ذلك للدِّلالة على الخطر العظيم الذي تمثله جريمة خرم الذمَّة ‏‏وقد جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:[ سمعت ‏النبَّي صلى الله عليه وآله وسلم ‏يقول :لكلِّ غادر لواءٌ يوم القيامة] قاله ‏صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة (‏ ‏).‏
وجاء في حديث نسبه الفقيه يوسف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ‏وسلم قوله [الأيمان قيد الفتك] وفُسِّر ‏بأنَّه القتل غيلة حتى قيل أنَّ المسلم بعد ‏هذا كان إذا وجد الكافر نائماً أيقظه ليقتله). (‏ ‏)‏
‏(ويحرم عقد الأمان للغدر بالمستأمن بالإجماع) (‏ ‏)‏
كما أنَّ (أمان الحربيين لمسلم أمان لهم منه فإذا أمَّن الكفار (المحاربون) ‏مسلماً كانوا آمنين من جهته فلا يجوز ‏له أخذ شيء عليهم ولا أن يغنم من ‏أموالهم ولا أنفسهم فلو أخذ عليهم شيئاً وجب ردُّه وإن تلف ضمنه ‏‏)(‏ ‏)‏
وهذا يعني أنَّ من يعيش في بلد غير بلده الواجب عليه أن لا يهدِّد أمنهم ‏لأنَّ ‏تأمينهم له يلزمه معاملتهم بالمثل ويحرم عليه الغدر بهم حتى لو كان ‏المسلمون ‏يعيشون حرباً معهم .‏
‏(ويستحب منه لهم الوفاء بالمال حتى ولو كان لحرب المسلمين ).(‏ ‏)‏
تأمين الرُّسل
‏ ويؤكد الشَّوكاني على أنَّ (تأمين الرُّسل ثابت في الشَّريعة الإسلامية ثبوتاً ‏معلوماً فقد كان صلى الله عليه ‏وآله وسلم يصل إليه الرُّسل من الكفار فلا ‏يتعرض لهم أحد من أصحابه وكان ذلك طريقة مستمرة وسنة ‏ظاهره ‏‏.وهكذا كان الأمر عند غير أهل الإسلام من ملوك الكفر .فإن النبي صلى ‏الله عليه وآله وسلم كان ‏يراسلهم من غير تقدم أمان منهم لرسله فلا ‏يتعرض لهم معترض ‏
والحاصل أنَّه لو قال قائل إن تأمين الرُّسل قد اتفقت عليه الشَّرائع لم يكن ‏بعيداً وقد كان أيضاً معلوماً عند ‏المشركين أهل الجاهلية عبدة الأوثان ‏،ولهذا أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: [لولا أنَّ الرسل لا تقتل ‏‏لضربت أعناقهما ] .(‏ ‏) ‏ ‏
ومثل هذا ما ثبت في حديث آخر أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لرسوليْ ‏مسيلمة [ لو كنت قاتلاً رسولاً ‏لقتلتكما ].(‏ ‏)‏
وكلُّ من دخل البلد بصورة مشروعة أو دخل بغير قصد القتال حتى لو ‏كان من ‏بلد تعيش حالة حرب مع البلد التي دخل إليها فهو مشمول بعقد ‏الأمان لأن مجرد ‏قول مواطن له السَّلام عليك عقد أمان له حتى يرد مأمنه ‏أما السُّفراء وأعضاء ‏البعثات والوفود فإنهم كالرُّسل بل هم رسل،وفي ‏قصة مجيء أبي سفيان إلى المدينة ‏المنورة بعد نقض قريش لصلح ‏الحديبية دليل على عدم جواز المساس بمن دخل ‏البلد وهو غير قاصد ‏القتال لأن أبا سفيان كان رأس المحاربين لله وللرَّسول آنذاك ‏ورغم أنه ‏بحث عمَّن يجيره ولم ينجح في مسعاه كما تقول الرِّويات إلا أنَّه لم ‏يمس. ‏
ويضع أحد العلماء المجددين سؤالاً مباشراً حول مشروعية العنف ضد ‏‏الأجانب في بلاد المسلمين،ويجيب عليه بالقول: (المراد بالأجانب هنا هم ‏‏الأشخاص، والسِّفارات،والهيئات الأخرى،والشَّركات التِّجارية وغيرها ‏‏الموجودون في البلاد الإسلامية بإجازات دخول وإقامة وعمل من قبل ‏حكومات ‏البلاد الإسلامية.ولا تضر إقامتهم وعملهم بالمسلمين،ولا توجد ‏حالة حرب فعلية ‏بين المسلمين وبينهم.‏
إن هؤلاء الأجانب(كفَّار) بالمصطلح الشَّرعي ، وقد دخلوا إلى البلاد ‏الإسلامية ‏بمقتضى إجازات دخول وإقامة وعمل من قبل السُّلطات التي ‏تمثل البلاد الإسلامية ‏ذات العلاقة.‏
وبهذا الاعتبار ينطبق عليهم ما ذكره الفقهاء جميعاً، وأجمعت عليه ‏المذاهب ‏الإسلامية من كونهم أهل عهد، وأهل الأمان،وأهل الذِّمَّة وهم ‏ليسوا – بهذا ‏الاعتبار- موضوعاً للجهاد قطعاً وهذا العنوان يوجب شرعاً ‏حمايتهم وحفظ ‏أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ويعصمهم من كلِّ اعتداء ‏عليهم وهذا واجب على ‏الدَّولة وعلى سائر المسلمين.‏
ولا شكَّ في أنَّ كلَّ ما دلَّ من الكتاب والسُّنة على وجوب حماية وحفظ من ‏‏دخل وأقام في بلاد المسلمين من الكفار الأجانب،يشمل الأجانب غير ‏المسلمين ‏الموجودين الآن في البلاد الإسلامية بإجازة من حكومات هذه ‏البلاد.‏
والقول ـ بأنَّ أنظمة البلاد الإسلامية الآن في البلاد لا ذمَّة لها،ولا يعتبر ‏عهدها ‏وعقدها شرعاً في أمثال هذه الأمور بالنسبة إلى الأجانب غير ‏المسلمين الذين لا ‏توجد حالة حرب فعلية بين المسلمين ـ قول مردود،فإن ‏عدم شرعية هذه ‏الأنظمة من النَّاحية الفقهية لا ينفي (صلاحيتها)لإجازة ‏دخول وإقامة وعمل هؤلاء ‏الأجانب ...........على أساس المعاملة ‏بالمثل،هذا من جهة ومن جهة أخرى،فإن ‏الأشخاص الرَّسميين الذين ‏أعطوا إجازات الدُّخول والعمل والإقامة مسلمون فلهم ‏ذمَّة محترمة عند ‏الشَّارع تشملها الأدلة الدَّالة على أنَّ المسلمين (يسعى بذمَّتهم ‏أدناهم) ‏
‏(وكون هؤلاء الأجانب ينتمون إلى حكومات تتبع سياسة مخالفة لمصالح ‏المسلمين، ‏لا يجعلهم مسئولين عن سياسة حكوماتهم بنحو يبرِّر قتلهم أو ‏جرحهم أو أسرهم ‏أو مصادرة أموالهم، وهم بالنِّسبة إلى حكومات بلادهم ‏على قسمين‏ ‏:‏
أحدهما: الأشخاص والهيئات والشَّركات التِّجارية والصِّناعية الَّذين يحملون ‏‏جنسية البلد الأجنبي، ولكن لا علاقة لهم بالنِّظام الحاكم وليسوا من أعضاء ‏الهيئة ‏الحاكمة في ذلك البلد.‏
ثانيهما: الأشخاص والهيئات الذين هم جزء من الهيئة الحاكمة، من قبيل ‏أعضاء ‏السِّفارات والبعثات العسكرية، وما إلى ذلك.‏
فأمَّا من كان من الأجانب غير المسلمين من القسم الأول، فلا يجوز ‏الاعتداء ‏عليهم بالقتل والجرح والأسر ومصادرة الأموال، بل يجب الوفاء ‏لهم بالعهد ‏والأمان بحفظهم وحمايتهم، ولا وجه لتحميلهم وزر حكوماتهم.‏
وهؤلاء من أظهر مصاديق الاستثناء في الآية الكريمة(...إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ ‏مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ ‏عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ(4)(‏ ‏) وأمَّا من كان منهم من ‏القسم الثَّاني واقتضت مصلحة المسلمين ‏قطع العلاقة مع حكومتهم ‏ومخاصمتها، فإنَّ غاية ما يقتضيه ذلك هو إخراجهم ‏من البلد المسلم ‏بالطُّرق والأساليب المتعارف عليها في المجتمع الدولي، وفي المهل ‏‏المتعارفة حسب المعاهدات والمواثيق الدُّولية التي تنظم العلاقات بين ‏الدُّول ، ‏والمسلمون في عصرنا ملزمون بمراعاتها من جهة التزامهم ‏بالمواثيق المذكورة ‏وعلاقتهم بمنظَّمة الأمم المتحدة والمنظَّمات الدُّولية ‏الأخرى.‏
ولا يوجد أيُّ مبرِّر شرعي لمعاملة هؤلاء الأجانب بالقتل والجرح والأسر ‏والضَّرب، وإتلاف الأموال ومصادرتها، في حالة عدم ارتكابهم لجرائم ‏تقتضي معاقبتهم ‏وفي هذه الحالة فإن مرجعهم هو القضاء لمحاكمتهم ‏والحكم عليهم من دون فرق ‏بين أن تكون سياسة حكوماتهم ملائمة أو غير ‏ملائمة لمصالح المسلمين.‏
ويؤيد ما ذكرنا بل يدلُّ عليه أنَّنا لم نجد السِّيرة النَّبوية أيَّة ممارسة ‏للاغتيال السِّياسي والإرهاب السِّياسي مع ‏توفر الدَّواعي إلى ذلك وتوفر ‏أسباب التَّمكن، منه والقدرة عليه، ومع طول ‏الزمان واختلاف الأحوال ولو ‏كان هذا الأسلوب مشروعاً لمارسه النَّبي صلى الله ‏عليه وآله وسلم ‏ولمارسه الخلفاء من بعده ، فعدم وقوعه دليل على ‏عدم مشروعيته.) (‏ ‏)‏

رابعاً :- عدم جواز استهداف ‏الأماكن التي لا تخلوا ممن لا جوز قتله‏ ‏‏:-‏
إذا حدثت المعركة وبدأ القتال فإن له ضوابط ‏وحدود لأنَّه ليس حرباً ‏مفتوحة يستهدف فيها بالقتل كل من يقع في دار العدو ‏أو دار الحرب ‏بالتَّعبير الفقهي بل هو فعل هادف وهو في الأصل لمنع الحرابة ‏
‏ المقطوع به أنَّ الإسلام قيَّد المسلمين وحرَّم عليهم استهداف الأماكن التي ‏لا تخلوا ‏من وجود المدنيين (النِّساء والشُّيوخ والأطفال بل وكلُّ من لا ‏يقاتل أو حتى من ‏يقاتل مكرهاً لأنَّ القتل لا يجوز إلا لمن يباشر القتال ‏والقتل لا يجوز إلا لمن ‏يستحقه واستهداف الأماكن التي لا تخلوا ممن لا ‏يجوز قتله إقدام على ما لا يؤمن ‏قبحه وهو قبيح .‏
والأدلة على ذلك كثيرة فمن الآيات القرآنية:‏
‏1- قوله تعالى:{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ ‏يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }[البقرة -190]‏
‏2- قوله تعالى: {أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم ‏بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [التوبة -13]‏
‏3- قوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ ‏يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * ‏إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ ‏وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} ‏‏[الممتحنة 8-9].‏
وقد رُوِيَتْ الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تصل حد التَّواتر ‏المعنوي ‏ونُصَ فيها (النَّهي) صراحة عن قتل من لا يقاتل من الكفار ‏كالأطفال والنساء ‏والرجل الكبير والمختلي للعبادة في صومعته كالرُّهبان ‏والعبيد وأُجراء الأرض ‏‏(العسيف).‏
‏ 1- عن الإمام زيد بن عليّ عن أبيه عن جدِّه عن الإمام عليّ عليهم السَّلام ‏‏قال: (كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إذا بعث جيشاً من ‏المسلمين ‏قال انطلقوا بسم الله وبالله ، وفي سبيل الله وعلى ملَّة رسول الله -‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ‏وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أنتم جند الله تقاتلون في سبيل الله ادعوا إلى ‏شهادة أن لا إله إلا الله ‏، إلى أن يقول: فإن أظهركم الله عليهم فلا تقتلوا ‏وليداً ولا امرأة ولا رجلاً كبيراً ‏لا يطيق قتالكم ، ولا تغوروا عيناً ، ولا ‏تقطعوا شجراً إلا شجراً يضرُّكم ، ولا ‏تمثلوا بآدمي ولا بهيمة ولا تظلموا ‏، ولا تعتدوا ، وأيّما رجل من أقصاكم أو ‏أدناكم من أحراركم أو عبيدكم ‏أعطى رجلاً منهم أماناً أو أشار بيده فأقبل إليه ‏بإشارته فله الأمان حتى ‏يسمع كلام الله ، فإن قبله فأخوكم في الدين ، وإن لم ‏يقبل فردُّوه إلى مأمنه ‏واستعينوا بالله تعالى عليه ...) الحديث.‏
‏2- في تيسير المطالب للسَّيد أبي طالب بسنده عن الإمام زيد بن علي على ‏‏نفس الحديث ولكن بدل : (ولا تظلموا ولا تعتدوا) ، (ولا تغلوا ولا ‏‏تغدروا) وقد أخرجه البيهقي عن الإمام زيد بن علي .‏
‏3- وروى عن الإمام الحسين بن علي عليهما السَّلام ، قال: ‏كان رسول الله ‏‏-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يقول: [.... ولا تغلوا، ولا تمثلوا ‏ولا تقتلوا ‏شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة ولا تقطعوا شجرة ..] الحديث. وفي ‏رواية ‏أخرى : ولا متبتلاً في شاهق .(‏ ‏)‏
‏ 4- وروى أبو داود .. من حديث أنس بن مالك : [أنَّ رسول الله -صَلَّى ‏‏اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قال : انطلقوا باسم الله ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً ‏‏صغيراً ولا امرأة ..] الحديث.‏
‏5- وأخرج البيهقي من طريق أنس بن مالك أنَّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ‏‏وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قال: (انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملَّة رسول الله ولا تقتلوا ‏شيخاً ‏فانياً ولا طفلاً.... ) الحديث.‏
‏6- وأخرج البيهقي عن أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه في حديث ‏ طويل ‏أنَّه ‏قال ليزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشَّام إنَّك ستجد أقواماً زعموا ‏أنهم حبسوا ‏أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنَّهم حبسوا أنفسهم لَه ، وإنِّي ‏موصيك بعشر ، لا ‏تقتلن امرأة ولا صبياً ولا كبيراً هرماً ولا تقطعن ‏شجراً...) الخبر .‏
وعند أحمد بن حنبل والحاكم وابن حبان وأبي داود ‏والبيهقي والنِّسائي من ‏حديث رباح بن الرَّبيع أنَّ النَّبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ ‏وَسَلَّمَ- مرَّ بامرأة ‏مقتولة فقال: (ما بال هذه تقتل ولا تقاتل)، ثم قال لرجل : ‏‏(انطلق إلى خالد ‏وقل له إنَّ رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يأمرك أن لا ‏تقتل ذرية ‏ولا عسيفاً )، لأن القتل إنما كان لدفع الضرَّ وحيث لا ضرر لا يجوز ‏فعله ‏، وهو الوجه في عدم قتل الشَّيخ الكبير وقد أشار الحديث إلى أن العلَّة عدم ‏‏قدرته على القتل كالأعمى والمقعد).(‏ ‏)‏
‏ (كاد الإجماع ينعقد ‏على عدم جواز قتل من لا يقاتل من الكفار حتى لو ‏كان قادراً على القتال.. وقد ‏حكي عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي ‏الله عنه ، قوله: اتَّقوا الله في الفلاحين ‏الذين لا يبغون لكم الحرب)‏
وقد عدَّ أهل السُّنة بحسب قول ابن الصلاح‏
‏ (عدم جواز قتل من لا يقاتل من جزئيات الأصل العام؛ لأن ‏الأصل الأول ‏هو عصمة الأحياء وإبقاء الكفار وتقريرهم لأن الله تعالى ما أراد ‏إفناء ‏الخلق ولا خلقهم ليقتلوا ، وإنما أباح قتلهم لعارض ضرٍّ وجد منهم ، وليس ‏‏جزاء على كفرهم لأن دار الدنيا ليست دار جزاء بل الجزاء في الآخرة )‏
ولا يجوز استهداف المدنيين (الأطفال والنِّساء والشُّيوخ والرُّهبان وأجراء ‏الأرض ) حتى لو كانوا حربيين أي ‏نساء الكفار المحاربين وشيوخهم ‏وأطفالهم وعبيدهم وأجرائهم لعدم جواز استهداف قتل من لا يقاتل وهذا ‏‏مجمع عليه ‏
كما أنه لا يجوز تبييت العساكر التي فيها تجار المسلمين وأسرهم ‏وضعفاؤهم لأنَّ الله بين العلَّة في كفِّ ‏المسلمين يوم الحديبية بقوله تعالى ‏‏{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ ‏عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ ‏الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء ‏مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تطئوهم فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ ‏فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[الفتح -‏‏24:25]‏
وأولئك الذين منع الله المسلمين من القتال خشية قتلهم قوم من المسلمين ‏كانوا بمكة ‏عجزوا عن الهجرة ، فلو سلَّط الله المؤمنين على أهل مكة ‏لقتلوا من بينهم من المسلمين لعدم العلم بهم ‏فيصيب المسلمين بذلك معرَّةٌ .‏
‏ مع أن كفَّار قريش كما جاء في الآية التَّالية { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي ‏قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى ‏الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ ‏عَلِيمًا}[الفتح-26]‏
إذا كان المؤمنون وعلى رأسهم الرسول منعوا من قتل قريش خشية أن ‏يقتل من لا يعلمون إيمانه ممَّن يخفي إيمانه في مكة وعد هذا المنع لطفاً ‏من الله ‏لرسوله و المؤمنين من الوقوع في المعرَّة برغم تعنُّت الكفَّار الذين ‏كفروا وصدُّوا المسلمين عن المسجد الحرام ‏وقبل ذلك عذبوا و أخرجوا ‏الرَّسول منها وأعلنوا الحرب عليه في كلِّ موطن مع كلِّ ذلك لطف الله ‏بمنع ‏الحرب بإنزال سكينته على الرَّسول وعلى المؤمنين وإلزامهم كلمة ‏التَّقوى إذا كان ذلك فإن المنع من قتل المسلم المسالم المعلوم كالسائق ‏والحارس والجندي والمواطن في الطريق في بلد كمأرب أو غيرها من ‏المدن والبلدات الإسلامية أكد وأوضح
إنَّ استهداف المدن الإسلامية أو الآمنة بالعبوات شديدة ‏الانفجار التي تقتل ‏في العادة أكثر من شخص يتناقض مع التَّقوى التي أُلزم ‏المسلمون بها ‏فليس من التَّقوى تعريض من لا يجوز قتله للقتل مهما كان المبرِّر لأن ‏‏الإقدام على ما لا يؤمن قبحه قبيح وقتل من لا يجوز قتله أطلق عليه ‏عدوان والله لا ‏يحب المعتدين وتجاوز العدو بقتل من لا يقاتل من المسلمين ‏لا يمنح المسلم المبرِّر ‏ليفعل مثله لأنَّ القاتل المجرم لا يمثل إلا نفسه.‏ ‏
‏ وكما هو ظاهر من نصِّ الآية (أُذن للذين يقاتلون) فالأصل كان المنع من ‏القتال والإذن به معللاً بأنهم ‏يقاتلون ظلماً وأخرجوا من ديارهم وكما هو ‏معلوم من الدِّين بالضَّرورة فإنَّ الأصل في الدِّماء والفروج ‏الحظر وليس ‏الإباحة .‏
لأن القتال فيه إزهاق أرواح وهذا نقيض مقصد الشَّريعة حفظ الحياة، ‏وحفظ الحياة المقصود به حفظ حياة ‏المؤمن والكافر الإنسان والحيوان إلا ‏ما أبيح إزهاقه لعارض ضرٍّ صدر منه أو منفعة من إزهاقه كالأنعام ‏التي ‏أبيحت بشرط المحافظة على النَّوع. ‏
قتل النَّفس الواحدة ‏بنصِّ القرآن كقتل النَّاس جميعا لأنَّنا جميعاً من نفس ‏واحدة {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا ‏فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ ‏عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ ر َقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ‏مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ ‏مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا ‏فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا * يَا ‏أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ ‏السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ ‏كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} .[النِّساء ‏‏-92:94]‏

حكم التِّرس
قد يلجأ العدو إلى الاختلاط بالمدنيين في حالة هجومه على المسلمين ‏ويستخدمهم كترس له يحتمي بهم، فالتِّرس هو استخدام المحاربين للأطفال ‏والنساء وكبار السِّن درعاً بشرياً ليتحرَّج ‏المجاهدون من رمايتهم.‏
والتِّرس قد يكون باستخدام المقاتلين أطفالهم أو نساءهم أو عجزتهم دروعاً ‏بشرية ‏حال الهجوم على المسلمين.‏
أو قد يكون المسلمون مهاجمين لمدينة يختلط فيها المحاربون بأطفالهم ‏ونسائهم ‏‏....ممن لا يجوز قتلهم .‏
وقد يكون بالأسرى المسلمين أو الأطفال والنِّساء والعجزة من المسلمين ‏كأن ‏يختلط الأعداء بالمدنيين المسلمين .‏
في الحالة الأولى حدَّد شرح الأزهار الحكم في صيغة واضحة قاطعة ‏بقوله: (إذا ‏اتَّقى الكفَّار بصبيانهم أو نسائهم أو عبيدهم أو شيوخهم أو ‏عميانهم أو مقعدهم ‏جاز قتل التِّرس للضَّرورة وهي إن لم يقتل التِّرس ‏استولوا على من صالوا عليه). (‏ ‏)‏
بمعنى أنه لا يجوز قتلهم إلا إذا خشينا الاستئصال بالمسلمين، سواء كان ‏التِّرس ممن لا يقاتل من المحاربين ‏أو كان التِّرس من المسلمين وقد ذكر ‏الإمام مالك أنَّه لا تحرق سفينة فيها كفَّار محاربون ومعهم أسير من ‏‏المسلمين . ‏
وإذا جاز قتل التِّرس للضَّرورة المتمثِّلة في خشية الاستئصال واشترط ‏الغزالي أن تكون خشية الاستئصال ‏معلومة علماً ضرورياً بأن يقصدوا ‏كلية و بأن يخُشى على الجملة لا على واحد ،وأن تكون قطعية بأن نعلم ‏‏نكايتهم لنا ولا يكفي الظن .‏
وإذا فعل ذلك في دار الحرب من غير ضرورة وجبت الدِّية والكفَّارة ‏لعموم قوله ‏تعالى {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ ‏إِلَى أَهْلِهِ} [ النساء :92]‏
أما لو تعمَّد قتل مؤمن في دار الحرب فقال الشَّافعي :يجب القود في العمد ‏وأبو طالب أوجب الديَّة مع ‏الكفارة في العمد والخطأ وكذلك أبو حنيفة إلا ‏أنَّه أسقطها في حال الدَّفع أي عندما يكون الكفَّار قاصدين ‏لا مقصودين، ‏والملاحظ أن العمليات الانتحارية كعملية مأرب أستهدف فيها المسالمون ‏
ولقد ثبت أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم قال محذراً أمته [لا ترجعوا ‏بعدي كفاراً يضرب بعضكم ‏رقاب بعض] وقال أيضاً [إذا تقابل المسلمان ‏بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النَّار ] وعندما سئل صلى الله عليه ‏وآله ما ‏بال المقتول أجاب لأنَّه أراد قتل صاحبه(‏ ‏) ‏
‏ وروي عنه قوله صلى الله عليه وآله وسلم [ ما يزال المسلم ‏أو المرء في ‏فسحة من دينه أو من أمره ما لم يسفك دماً حراماً ]‏
‏ كما رويت عنه الكثير من الأحاديث والأقوال ‏التي تنصُّ بوضوح تام ‏على أن أكبر الكبائر بعد الشِّرك بالله أو مع الشِّرك بالله أو المعبِّرة عن ‏الشِّرك والكفر ‏بالله هي قتل النَّفس التي حرَّم الله ونصُّ الآية العظيمة {ما ‏كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطئاً } نصٌّ صريحٌ ‏على أنَّ قاتل النَّفس ‏المعصومة لا يمكن أن يكون مؤمناً { ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم ‏خالداً فيها} ‏
‏( عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما )[أنَّ رسول الله صلى ‏الله عليه ‏وآله وسلم قال: من حمل علينا السِّلاح فليس منا](‏ ‏)‏
‏( عن سالم عن أبيه ،قال بعث النبيَ صلى الله عليه وآله ‏وسلم خالد بن ‏الوليد إلى بني جذيمة ،فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا ‏أسلمنا ‏،فجعلوا يقولون صبئنا ،صبئنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر،ودفع إلى ‏كلِّ ‏واحد منَّا أسيره وحتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كلُّ رجل منَّا أسيره، ‏‏فقلت والله لا أقتل أسيري ،ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا ‏على ‏النَّبيَ ،صلى الله عليه وآله وسلم فذكرناه فرفع النَّبي صلى الله عليه ‏وآله وسلم يده ‏فقال: اللهم إنِّي أبرأُ إليك ممَّا صنع خالد ،مرتين) . (‏ ‏) ‏‏ (وعن ابن عباس : أنَّ النَّبيَ صلى الله عليه وآله وسلم قال:[أبغض النَّاس ‏إلى الله ‏ثلاثة :ملحد في الحرم ،ومبتغ في الإسلام سُنة الجاهلية ،ومُطًلِبُ ‏دمِ أمريء بغير ‏حق ليهريق دمه]. (‏ ‏)‏
‏{وذُكر (أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لمن قتل الرجلين من بني سليم ‏‏[بئس ما صنعت] و وداهما صلى ‏الله عليه وقد جاء مثل هذا في إيجاب ‏الدِّية أنَّ والد ‏حذيفة ابن اليمان قتله المسلمون يوم أحد ظنُّوه كافراً فأوجب ‏النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم الدِّية.‏
وفي حديث المسلمين أنَّه وداهما ،وحديث خالد بن الوليد وفعله مع الذين ‏اعتصموا بالسِّجود فقتلهم ‏وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يديهم و ‏وداهم ،.‏
وقد شدَّد بعض الفقهاء .......فأوجب : القود كالشَّافعي إذا اعتقد القاتل أنَّ ‏المقتول على صفة وانكشف ‏على غيرها كأن يظنّه كافراً وينكشف أنه ‏مسلم أو يظنّه قاتل أبيه وانكشف أنَّه غير ..وعلَّل ذلك بأنَّ القتل ‏لا يستباح ‏بالظَّن فكان متعدياً فيجب القود ).(‏ ‏)‏

خامساً- رضا الأبوين ‏
لا يجوز لمن له أب أو أم أو هما معاً الجهاد بدون إذن الأبوين إلا ‏للضَّرورة بشرط أن لا يتضرَّر الوالدان أو ‏أحدهما كأن يكون المنفق ‏عليهما حتى لو كان الوالدين ذميين فيحرم خروجه للجهاد إجماعا ما لم ‏يكونا ‏‏((حربيين)) لأنَّ النَّفقة ليست واجبة عليهما .‏
وقد استدل على ذلك بما روي عن رسول الله صلى الله عليه ‏وعلى آله و ‏سلم (إن رجلا هاجر إلى النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليمن، فقال ‏صلى الله عليه وآله ‏وسلم: هل لك أحد في اليمن ؟ فقال :أبواي،. ‏فقال(ص)أَذنا لك؟ فقال لا، فقال (أي الرسول صلى الله ‏عليه وآله )ارجع ‏إليهما فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد و إلاَ فبرهما))(‏ ‏)‏
عن عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى النَّبي فاستأذنه في الجهاد فقال ‏صلى الله عليه وآله وسلم أحيٌ ‏والداك ؟فقال نعم ، قال: ففيهما فجاهد رواه ‏البخاري والنسائي وأبو داود والترمذي وصححه))(‏ ‏) ‏
وفي رواية أتى رجلٌ فقال يا رسول الله إنِّي جئت أريد الجهاد معك ولقد ‏أتيت وأن والديَ يبكيان قال[ ‏صلى الله عليه واله وسلم] ارجع إليهما ‏فأضحكهما كما أبكيتهما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة) (‏ ‏)‏
وعن معاوية بن جاهمة السلمي أنَّ جاهمة أتى النبيَ صلى الله عليه واله ‏وسلم فقال يا رسول الله أردت الغزو ‏وجئتك أستشيرك فقال (أي النبي ‏‏[ص])هل من أم ؟ قال نعم فقال ألزمها فإنَّ الجنة عند رجليها )) رواه ‏‏احمد والنسائي ،(‏ ‏)‏
ويؤكد الشَّوكاني على [أنَّ برَّ الوالدين قد يكون أفضل من الجهاد ..وفيه ‏دليل على أنه يجب استئذان ‏الأبوين في الجهاد وبذلك قال الجمهور ‏وجزموا بتحريم الجهاد إذا منع منه الأبوان أو أحدهما لأن برَّهما فرض ‏‏عين والجهاد فرض كفاية.](‏ ‏)‏
لأنَّ ترك الواجب أهون من فعل المحرَّم أو المحظور وعقوق الوالدين ‏محرَّم والجهاد واجب على الكفاية في ‏الأصل ما لم يتعين الجهاد بأمر ‏المتولي الشرعي وبشرط عدم تضرُّر الوالدين أو أحدهما.‏

سادساً-لا يجوز الجهاد لمن بذمته ‏دين حال الأداء أو واجب متعين ‏عليه لا يقوم به غيره.‏
‏ وقد جاء في ذلك عن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏أنَّه قام فيهم خطيباً فذكر لهم أنَّ ‏الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل ‏الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله ‏تكفر ‏عني خطاياي فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : نعم إن قتلت ‏في سبيل الله وأنت صابر ‏محتسب تكفر مقبل غير مدبر ، ثم قال رسول ‏الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف قلت؟قال أرأيت إن قتلت ‏في سبيل الله ‏تكفر عني خطاياي ، ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نعم ‏وأنت صابر محتسب ‏مقبل غير مدبر إلا الدَّين، فإن جبرائيل عليه السلام ‏قال لي ذلك) (‏ ‏)‏
وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يغفر ‏الله للشَّهيد كلَّ ذنب إلا الدَّين فإن ‏جبريل عليه السَّلام قال لي ذلك.رواه ‏أحمد ومسلم ) (‏ ‏)‏
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القتل في سبيل الله ‏يكفِّر كلَّ خطيئة فقال جبريل إلا ‏الدَّين فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ‏إلا الدين .رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب ) (‏ ‏)‏
‏ ويكره لمن في خروجه إضرار بأولاده ومن تجب عليه النفقة عليهم إلا ‏للضَّرورة و إذا ضمن وجود من ‏يؤدي عنه واجبه المتعين عليه بالإنفاق أو ‏قضاء الدَّين، ‏
سابعاً-أن لا يكون ملتزماً ‏بعهد أو أمان للمقاتلين من ‏الكفار.‏
لأنَّ الوفاء بالعهود من أوكد الواجبات و روي أنَّ حذيفة ابن اليمان رضي ‏الله عنه التزم لقريش في غزوة ‏بدر أن لا يقاتلهم مع النبي إن هم تركوه ‏يذهب إليها وعندما أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عقب ‏وصوله ‏المدينة قبل معركة بدر أمره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالوفاء بما ‏التزم به . لأنَّ ‏أمانهم له أمان لهم منه ولذلك لا يجوز له المشاركة في ‏قتالهم ويحرم عليه (حتى شراء ما غنم منهم ) ويجب عليه ‏ردُّه بل وأكثر ‏من ذلك عليه الوفاء بشرط تأمينهم له مثل إعانتهم بالمال للحرب على ‏المسلمين و لا ‏يجوز له هو مشاركتهم قتال المسلمين وقد استدلَّ على هذا ‏بأصل ونصٍّ أمَّا الأصل فهو واجب الوفاء ‏بالعهود وحرمة الغدر والخيانة ‏والنُّصوص المؤكدة لهذا الأصل كثيرة وقاطعة. ‏
وقد جاء في صحيح البخاري (أنَّ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ‏قال:الغادر يُرفع ‏له لواء يوم القيامة، يقال هذه غدرت فلان بن فلان.)[‏ ‏] ‏
وتلخيصاً لما سبق نذكر بأنه يشترط في الجهاد:‏
أن يكون بإذن المتولي الشَّرعي أو بأمره والمتولي الشَّرعي اليوم هو ‏رئيس الجمهورية في البلدان الرِّئاسية ‏ورئيس الوزراء في البلدان ‏البرلمانية والملك في البلدان الملكية وهكذا أي ممثل السلطة المعترف ‏بشرعيته دولياً ‏أو من يؤدي دوره وما لم يصدر إعلان به ممن له حق ‏إعلان الحرب فهو حرابة إلا في حال الدفاع الشرعي عن النفس أو دفع ‏المنكر عند من يقول به وفي حال ما يكون المنكر أشد وأكثر ضرراً ‏وخطراً من القتل.‏
‏ وأن يسبق بإعلان حالة الحرب تعلن أهدافه والغاية منه . ‏
‏1-ويجب إذن الأبوين بل ويحرم إلا بإذنهما ‏إذا كان المنفق عليهما .‏
‏2:-ولا يجوز للمدين بدين حال الأداء إلا بإذن الدائن .‏
‏3:-ويجب إعلان الحرب و الدَّعوة إلى السَّلام قبل القتال . ‏
‏4:-ويحرَّم قتل النِّساء والأطفال والشِّيوخ -إلا للضَّرورة والمحدَّدة بخشية ‏الاستئصال وعندما يكون المسلمون ‏مقصودين لا قاصدين ويشترط ‏الغزالي أن تكون الخشية معلومة لأنَّ الظَّن لا يكفي لإهدار دم ‏معصوم ‏حتى ولو كان كافراً -‏
‏5:-وتحرم المثلة .‏
‏6:-ويحرم الإحراق بالنار أو التجويع وقطع الماء وحرق الأشجار إلا ‏للضَّرورة.‏
‏7:-والرمي بالمنجنيق (ومن باب أولى ما هو أعظم ) إلا عند خلو المكان ‏المرمي ممَّن لا يجوز قتله من الأطفال ‏والنِّساء والشِّيوخ والرُّهبان ‏والعسيف مسلمين كانوا أو مشركين معاهدين كانوا أو محاربين . ‏
‏8:-ويحرَّم قتل السواح والرُّسل ، والسُّفراء وأعضاء البعثات الدِّبلوماسية ‏ومن في حكمهم ،فحكمهم حكم الرُّسل بل ‏هم رسل مقيمون .‏
‏9:-كما يحرَّم قتل (المُؤُمَن ) من الحربيين المقاتلين، وحرمة قتل غيرهم ‏من باب أولى وحرمة قتلهم أشهر ‏وأعظم من حرمة الزِّنا ، وهي محل ‏اتفاق بين المسلمين ومعلوم أنَّ التَّأشيرة التي توضع على الجواز عند ‏‏الدُّخول إلى البلد المسلم أو الإذن بالإقامة أو المجيء بدعوة من مواطن له ‏حقُّ الإقامة المشروعة تعتبر أماناً ‏ملزماً لكلِّ مسلم يؤمن بالله واليوم ‏الآخر. ‏
وإذا خلى القتال عن أي من هذه الشروط فهو الحرابة والإفساد في الأرض ‏بصرف النظر عن تدين المقاتل،
وبهذا فإن ما حدث في مأرب هو حرابة لله وللرسول وللمؤمنين وإفساد في ‏الأرض بدون أدنى شك.‏
يجب على كل مواطن مواجهته والتعاون مع الدولة ممثلة بأجهزة الأمن ‏والجيش لمواجهته والقضاء عليه والإبلاغ عنه قبل وقوعه، لأن السكوت ‏عنه مشاركة في الإثم لا يعذر أحد.‏
والجهاد في المجتمعات الحديثة متعين الآن على الجنود المكلفين به ‏


http://newomma.net/index.php?action=showDetails&id=122


http://newomma.net/index.php?action=showDetails&id=100

ولكم التحية
واعتصموا بحبل الله جميعاً

الامير الصنعاني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 792
اشترك في: الاثنين مارس 27, 2006 11:55 pm

مشاركة بواسطة الامير الصنعاني »

وأنا أقول بل يتوجه إلى جميع المسلمين وأولهم السلفية بما فيهم القاعدة .
لماذا ؟
لأن "السلفية" كانت تعارض منهج الزيدية مثلاً في الخروج بحجة منع المفسدة مقدم على جلب المصلحة ؛ وكانوا يستشهدون بما حدث مع أهل بيت النبي صلوات الله وسلام عليه وعليهم كالإمام الحسين وزيد وأبنائه والنفس الزكية وإخوانه ومن تلاهم من أئمتنا سلام الله عليهم جميعاً.

فذلك ما كانوا يعترضون به على فكر أهل البيت من قديم الزمان.
أستاذي أحمد يحيى
القاعدة مشت وتمشي على منهج أهل السنة والجماعة وهي في أطروحاتها تستند وتستشهد بأقوال كبار علماء أهل السنة السابقين ابتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما فيهم أهل البيت رضوان الله عليهم
ومرورا بأئمة التابعين ومن بعدهم علماء المذاهب الأربعة والإمام ابن حزم ومن بعدهم كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه

ومنهج أهل السنة (مذهب الجمهور) لا يرى الخروج على الحاكم الظالم إن سبب الخروج عليه مفسدة أكبر لما صح عندنا من حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الصبر على ظلم الحكام ابتعاداً من الفتنة الأكبر المتمثلة في تفريق كلمة المسلمين وسف الدماء.

والمسألة متشعبة لا داعي للتوسع فيها هنا.

وأما الجهاد اليوم فهو جهاد دفع لا جهاد طلب
وجهاد الدفع لا يشترط فيه شروط جهاد الطلب كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
أنه في حال دخل العدو منطقة من بلاد المسلمين
فإن الجهاد يكون فرض عين على أهل تلك المنطقة وفرض كفاية على جميع المسلمين
فإذا عجز أهل تلك المنطقة عند دفع العدوان عنهم فإن عينية فرض الجهاد تتوسع إلى من حولهم من المسلمين فإن عجزوا تتوسع عينية فرض الجهاد أكثر وأكثر حتى تكون فرض عين على كل من يقول لا إله إلا الله على وجه الكرة الأرضية

وكلام ابن تيمية ينطبق تماماً على حالنا اليوم إذ أن بلاد المسلمين منتهكة مع عجز أهلها عن رد العدوان بل أعظم من ذلك استنصار المستضعفين المسلمين من أهل تلك البلاد

وحكام اليوم وأنظمتهم بمفهوم القاعدة لكتاب الله وسنة رسوله مرتدين مرتكبين لكفريات مخرجات من الملة

كموالاتهم لليهود والنصارى
وتحكيمهم لغير شرع الله
واستحلالهم ما حرم الله كالربا مثلاً

ومفسدة الكفر والشرك أعظم مفسدة
وقد قال تعالى والفتنة أشد من القتل
والفتنة كما فسرها علمائنا هي الكفر والشرك

ويا أستاذ أحمد يحيى لا يصح لك أن تقول أن أهل السنة أو السلفية يعترضون على منهج أهل البيت

فأهل السنة لا يسلمون لكم ولا للإثنى عشرية ولا للإسماعيلية ولا لجميع الفرق المدعية التشيع لأهل البيت رضوان الله عليهم
لا يسلم أهل السنة لكل هؤلاء أنهم على منهج أهل البيت
بل على العكس من ذلك أهل السنة تعتقد أنها متمسكة به

وعلماء أهل السنة كانوا وما زالوا يرجعون إلى أقوال أهل البيت رضوان الله عليهم وعند شيخ الإسلام ابن تيمية إجماع أهل البيت حجة ملزمة للمسلم

والزيدية للأسف الشديد أصبحت حبراً على ورق لا معنى له
فهم لم يخرجوا على ظالم ولا على كافر

فإن لم تكن الزيدية مقتنعة بحجج القاعدة في تكفير حكومات اليوم ودساتيرها فلما لا يخرجون على الحكام كونهم ظلمة
وظلمهم لا يختلف عليه عاقلان بل هو أشد ظلماً بكثير من ظلم بني أمية والعباسيين
وإن قلتم أن الخروج على هذه الأنظمة مفسدة أكبر فبهذا تكونوا أنتم قد تراجعتم عن مذهبكم وأخذتم بقول أهل السنة مع الحكام الظلمة

ومقصدي من كلامي هذا
لا لوم على من خرج يجاهد خصوصاً إذا كان اللوم صادر من شخص قاعد
واللوم متوجه إلى جميع القاعدين والمتخاذلين
بما فيهم أدعياء السلفية من علماء السلطان
ومتوجه للإخوان المسلمين ممن اختاروا طريق السياسة وأكاذيبها للوصول إلى الحكم
ومتوجه لكم أكثر كزيدية لأنكم أصحاب مبدأ الخروج على الظالم لا غيركم



وقلت
فذلك بعض ما أرمي إليه من مشاركتي، وأضيف بأنه صار من المعلوم أن جهاد حزب الله وكذا الثورة الإيرانية تعتبر تطوراً محموداً أيضاً في الفكر الإثنى عشري أيضاً يتقارب هو وفكر القاعدة مع فكر أهل البيت "الزيدية" من حيث الفكرة بغض النظر عن التطبيق العملي وعن واقع كل طرف منهم الآن ؛
وأما التطور الحاصل في الفكر الإثنى عشري فيتمثل في نظرية ولاية الفقيه
وهذا التطور لا أراه في صالح الإسلام والمسلمين
لأن الإثنى عشرية ما زالت على نفس مبادئها السابقة والتي نعتبرها نحن مبادئ فاسدة
فبهذا التطور الحاصل فيهم يقوى الفساد بهم

فيا أخي الكريم عندما يكون شخص فاسد ومسالم ثم يتغير هذا الشخص من ناحية مسالمته ليتحول إلى مهاجم ويبقى على فساده فضرر هذا أكبر أليس كذلك؟

ولو كان تطور الإثنى عشرية من جوانب أخرى مع جانب ولاية الفقيه لاتفقت معك

فمثلاً ما أجمل لو ترك الإثنى عشرية نظريتهم في الإثنى عشر ومالوا إلى قول الزيدية في الإمامة فهذا خير كبير

والمشكلة العظمى في الإثنى عشرية هي قولهم بالتقية وإنزالهم التقية منزلة أساسية وجوهرية في الدين فا لا يثق أحد بظاهر ما يقولون ويبقى الشك بهم هو الأصل في جميع تصرفاتهم.


وقلتم
فإن كنت توافقني هنا ولو من حيث الفكرة والمبدأ؛ فإن النقاش سيتركز حول طريقة الجهاد لدى كل طرف ومدى مناسبتها وصحتها وشرعيتها ، والنتائج التي تحققها، وهذا هو ما كان يهدف إليه الدكتور الظواهري نصره الله والمقاومين في القاعدة على المحتلين في كل بقاع الأرض
جميل جدا أخي الكريم
لكن يا حبذا لو اعتمدت في نقاشك الإنصاف بعدم قبول أكاذيب الإعلام وبنيت نقاشك على كلام المجاهدين أنفسهم لا ما ينكرونه ويتبرءون منه مما ينسبه لهم أعدائهم

فالأخ شرف الدين منصور يعتمد فيما يسميه وقائع على أكاذيب إعلامية هي جزء من حرب الكفار عليهم تهدف تشويه صورة المجاهدين وتبغيض الأمة فيهم



فقولك
فهو وإن كان من خلال كلامه مؤيد لتحرير أفغانستان ومؤيد لمبدأ المقاومة والجهاد لدى القاعدة وحزب الله ، لكنه
يعترض يحتج - وأنا أوافقه في إحتجاجه مبدأياً- على طريقة القاعدة خاصة في تنفيذ تلك العمليات خارج أفغانستان مستشهداً بالنتائج السلبية التي أفرزتها ، والتي تمثلت في إعطاء المبررات لأمريكا وباقي الصهاينة لنقل المعركة إلى أرض إسلامية جديدة " أفغانستان والعراق" بعد أن كسبوا في صفهم عبر عمليات القاعدة أغلب العالم المسيحي خاصة الحكام وبعض الدول العربية ، إلى جانب ما نتج عن سقوط نظام توازن القوى "روسيا وأمريكا" بزيادة حدة تأثير نظام القطب الواحد .
الأخ شرف الدين منصور عفا الله عنه ليس مؤيدا لتحرير أفغانستان بل هو بحسب كلامه يرى خطأ من ذهب إلى أفغانستان لتحريرها من ظلم الروس ويرى خطأ المجاهدين في الشيشان
لأن المعركة في أفغانستان والشيشان لا علاقة لنا بها كمسلمين بل هي مشاكل أمريكية روسية حسب زعمه (يسدوا) ونحن بحشرنا أنفسنا فيها نكون قد خضنا حرب الأمريكان. والدفاع عن تلك البلدان ضرب من الحماقة



أما النتائج السلبية التي تذكرونها
فالخلل في قناعاتكم يتمثل في ثلاثة أمور
1- نقص في المعلومات
2- تجاهل للحقائق ثابتة
3- فهم مغلوط للواقع

وقبل الخوض في هذه الثلاثة الأمور
أحب أن أقول لكم قناعة شخصية:
إن الإنسان بشكل عام والمسلم على وجه الخصوص يجب أن يراعي النتائج ويوازن بين المصالح والمفاسد ويقدم ما فيه الخير من جلب المصلحة ودرء المفسدة ويراعي ذلك جيداً

إلا في مسألة الجهاد فعلى المسلم أن يركز على التغلب على نفسه وحبها للدنيا والراحة وكراهتها للتعب والمشقة والمخاطرة بالدم فيقاتل الكافر الذي وضح كفره

وأما نتائج الجهاد ومصالحه فقد تكفل الله تعالى وضمن أن تكون دائماً وأبداً إيجابية كجائزة ثمينة للمسلم الباذل لدمه
وهذا ما فهمته من قول الله تعالى في موضعين


صورة

ففي هذه الآية الكريمة بين الله تعالى أمور منها :
أ- فرضية الجهاد
ب- خيرية الجهاد (إيجابيته) مع أن الظاهر شره (سلبيته)
ج- أن الله يعلم ونحن لا نعلم
فكأن الله يرد على أولئك الذين يتباهون بتحليلاتهم السياسية ويقيسون الأمور على ما وصلهم من علم ليحكموا في الأخير على أن الجهاد مفسدة

والآية الأخرى هي قوله تعالى
صورة


والجهاد في الله بالنفس داخل في هذه الآية
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فيما معنى كلامه
إذا اختلف الناس فعليكم بما عليه أهل الثغور فإن الله قد تكفل بهدايتهم حين قال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.

ومع هذا فإنه يمكن إثبات إيجابية الجهاد لمن لا يقتنع إلا بالحسابات العقلية بالمنهج العقلاني السليم القائم على الحقائق الثابتة لا على أكاذيب الخصوم وتشويهاتهم.

فنعود إلى الأمور الثلاثة
أولا:- نقص في المعلومات
ومن هذا
أ‌- أن غزو أفغانستان لم يكن ردة فعل على 11 سبتمبر بل كان قد خطط له من قبل وقد ذكر ذلك الكثير من المحللين مدللين على ذلك بوثائق أمريكية وصرح بذلك وزير خارجية باكستان الأسبق بل حتى اعترف بذلك بعض المسئولين الأمريكيين أنفسهم.

وبهذا فإن ما ذكرتموه من سلبية تسبب غزو أفغانستان غير مستقيمة
ب‌- أن عدد الداخلين في الإسلام أزداد بشكل كبير بعد أحداث سبتمبر ليصل إلى أربعة أضعاف ما كان عليه قبل الأحداث. وهذا ظاهر لمن هو عايش في بلاد الكافرين وقد علقت الصحف على إقبال الناس في الغرب على شراء المصاحف والتعرف على الإسلام بعد الأحداث. بل للقاعدة أنصارها ومقاتلين معها من الأمريكان أنفسهم. ومنهم عزام الأمريكي الذي ظهر في أكثر من شريط للقاعدة يدعو قومه للإسلام ويحذرهم من محاربتهم للإسلام.

وبهذا فمقولة أن الأحداث نفرت الناس من الإسلام مقولة غير صحيحة في واقع الأمر بل أن الله قد جعل كيد أمريكا يعود عليها بعكس مرادها فهي أرادت

وغيرها

ثانياً:- تجاهل لحقائق ثابتة
ومن هذا
أ‌- أن العراق كان تحت الحصار الأمريكي والشعب العراقي يموت جراء هذا الحصار وكانت طائرات الأمريكان تقصف العراق بين الفترة والفترة. وملايين الأطفال ماتوا بسبب ذلك. وأن أمريكا تريد العراق لما فيه من بترول ولتوفير الأمن لإسرائيل

وبهذا فإن زعمكم أن الأحداث سبب في احتلال العراق كلام غير سليم

ب‌- أن القوة هي المعيار الحقيقي في فرض القرارات السياسية والاقتصادية وغيرها وأمريكا بقوتها تنفذ ما تريد ولا عبرة ولا قيمة إطلاقاً لمعارضة ما يسمى المجتمع الدولي أو الأوربي أو غيره. ودليل ذلك أنه في العراق مثلاً جاءت بيانات الأمم المتحدة لإثبات عدم ملكية صدام حسين لسلاح دمار شامل ومع ذلك فرضت أمريكا كلامها على الجميع لتعترف فيما بعد أنها كانت تعرف أنه لا يوجد سلاح دمار شامل مع العراق.
وكذلك القرارات الكثيرة التي تدين إسرائيل أو تعطي الفلسطينيين بعضاً من حقهم كلها لا قيمة لها.

وهم بذلك يريدون من المسلمين أن يقاوموا قتلهم وتدميرهم عن طريق الشكوى للأمم المتحدة وانتظار قراراتها التي بعد مكابدة للحصول على شيء منها لا تغني ولا تسمن من جوع. فالأمم المتحدة مسرحية هزلية وعلى هذا فزعمكم أن أعمال القاعدة أعطت الشرعية الدولية لأمريكا كلام فارغ في حقيقته.

ت‌- عمالة الأنظمة العربية للأمريكان من قبل الأحداث فالزعم أن الحكومات العربية اضطرت تحت ضغوط أمريكا للوقوف مع أمريكا بسبب الأحداث كلام ساقط فقواعد أمريكا في الخليج من قبل الأحداث وخذلان العرب للفلسطينيين ظاهر من قبل الأحداث وتعذيب هؤلاء الحكام للصادعين بالحق من العلماء والدعاة موجود من قبل الأحداث.

والحقيقة المرة أننا ما زلنا مستعمرين وما حكامنا إلا نواب للاستعمار يمثلونه فقط لا غير بل قد لا أبالغ إن قلت أن خير الاستعمار التقليدي على الشعوب المستعمرة أفضل من هؤلاء الحكام.

وغيرها من الحقائق البينة التي تجاهلتموها

وأما الأمر الثالث ففهمهم المغلوط للواقع
ومنه مثلاً
قولكم أن الحكام العرب وقفوا مع أمريكا بسبب الضغوط الأمريكية بعد الأحداث وهذا فهم مغلوط والصواب أنه بعد الأحداث بان نفاقهم وظهر واتضحت عمالتهم

وغيرها من الأمور

وأما عن الإيجابيات فإن شاء الله سأحول أن أفرد لهذا موضوع موثق بالصوت والصورة

وبقي هنا أن أقول
أن الدكتور أيمن لم يشكك أو يطعن في حزب الله والسيد نصر الله من جهة أنهم عملاء للأمريكان مثلاً كما يقوله البعض

إنما هو يصحح أمرين
1- مفهوم الجهاد الشرعي الذي لم يكن يوما أبداً قائم على أساس قومي وطني عرقي
فالمسلمين بلادهم واحدة ودمائهم تتكافأ وهذه الحدود المصطنعة من قبل الاستعمار على المسلم أن لا يعطيها أي قيمة شرعية
2- مفهوم التحرر الذي ليس فيه أن استبدال جنود اليهود بجنود النصارى (قوات الأمم المتحدة) يعتبر تحرراً حتى باعتبارات حركات التحرر الوطنية

ولي عودة إن شاء الله في الرد على ما طلبته مني بخصوص الكلام عن إيران

تحياتي
والسلام ختام
[/img]
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“