وأنا أقول بل يتوجه إلى جميع المسلمين وأولهم السلفية بما فيهم القاعدة .
لماذا ؟
لأن "السلفية" كانت تعارض منهج الزيدية مثلاً في الخروج بحجة منع المفسدة مقدم على جلب المصلحة ؛ وكانوا يستشهدون بما حدث مع أهل بيت النبي صلوات الله وسلام عليه وعليهم كالإمام الحسين وزيد وأبنائه والنفس الزكية وإخوانه ومن تلاهم من أئمتنا سلام الله عليهم جميعاً.
فذلك ما كانوا يعترضون به على فكر أهل البيت من قديم الزمان.
أستاذي أحمد يحيى
القاعدة مشت وتمشي على منهج أهل السنة والجماعة وهي في أطروحاتها تستند وتستشهد بأقوال كبار علماء أهل السنة السابقين ابتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما فيهم أهل البيت رضوان الله عليهم
ومرورا بأئمة التابعين ومن بعدهم علماء المذاهب الأربعة والإمام ابن حزم ومن بعدهم كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه
ومنهج أهل السنة (مذهب الجمهور) لا يرى الخروج على الحاكم الظالم إن سبب الخروج عليه مفسدة أكبر لما صح عندنا من حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الصبر على ظلم الحكام ابتعاداً من الفتنة الأكبر المتمثلة في تفريق كلمة المسلمين وسف الدماء.
والمسألة متشعبة لا داعي للتوسع فيها هنا.
وأما الجهاد اليوم فهو جهاد دفع لا جهاد طلب
وجهاد الدفع لا يشترط فيه شروط جهاد الطلب كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
أنه في حال دخل العدو منطقة من بلاد المسلمين
فإن الجهاد يكون فرض عين على أهل تلك المنطقة وفرض كفاية على جميع المسلمين
فإذا عجز أهل تلك المنطقة عند دفع العدوان عنهم فإن عينية فرض الجهاد تتوسع إلى من حولهم من المسلمين فإن عجزوا تتوسع عينية فرض الجهاد أكثر وأكثر حتى تكون فرض عين على كل من يقول لا إله إلا الله على وجه الكرة الأرضية
وكلام ابن تيمية ينطبق تماماً على حالنا اليوم إذ أن بلاد المسلمين منتهكة مع عجز أهلها عن رد العدوان بل أعظم من ذلك استنصار المستضعفين المسلمين من أهل تلك البلاد
وحكام اليوم وأنظمتهم بمفهوم القاعدة لكتاب الله وسنة رسوله مرتدين مرتكبين لكفريات مخرجات من الملة
كموالاتهم لليهود والنصارى
وتحكيمهم لغير شرع الله
واستحلالهم ما حرم الله كالربا مثلاً
ومفسدة الكفر والشرك أعظم مفسدة
وقد قال تعالى والفتنة أشد من القتل
والفتنة كما فسرها علمائنا هي الكفر والشرك
ويا أستاذ أحمد يحيى لا يصح لك أن تقول أن أهل السنة أو السلفية يعترضون على منهج أهل البيت
فأهل السنة لا يسلمون لكم ولا للإثنى عشرية ولا للإسماعيلية ولا لجميع الفرق المدعية التشيع لأهل البيت رضوان الله عليهم
لا يسلم أهل السنة لكل هؤلاء أنهم على منهج أهل البيت
بل على العكس من ذلك أهل السنة تعتقد أنها متمسكة به
وعلماء أهل السنة كانوا وما زالوا يرجعون إلى أقوال أهل البيت رضوان الله عليهم وعند شيخ الإسلام ابن تيمية إجماع أهل البيت حجة ملزمة للمسلم
والزيدية للأسف الشديد أصبحت حبراً على ورق لا معنى له
فهم لم يخرجوا على ظالم ولا على كافر
فإن لم تكن الزيدية مقتنعة بحجج القاعدة في تكفير حكومات اليوم ودساتيرها فلما لا يخرجون على الحكام كونهم ظلمة
وظلمهم لا يختلف عليه عاقلان بل هو أشد ظلماً بكثير من ظلم بني أمية والعباسيين
وإن قلتم أن الخروج على هذه الأنظمة مفسدة أكبر فبهذا تكونوا أنتم قد تراجعتم عن مذهبكم وأخذتم بقول أهل السنة مع الحكام الظلمة
ومقصدي من كلامي هذا
لا لوم على من خرج يجاهد خصوصاً إذا كان اللوم صادر من شخص قاعد
واللوم متوجه إلى جميع القاعدين والمتخاذلين
بما فيهم أدعياء السلفية من علماء السلطان
ومتوجه للإخوان المسلمين ممن اختاروا طريق السياسة وأكاذيبها للوصول إلى الحكم
ومتوجه لكم أكثر كزيدية لأنكم أصحاب مبدأ الخروج على الظالم لا غيركم
وقلت
فذلك بعض ما أرمي إليه من مشاركتي، وأضيف بأنه صار من المعلوم أن جهاد حزب الله وكذا الثورة الإيرانية تعتبر تطوراً محموداً أيضاً في الفكر الإثنى عشري أيضاً يتقارب هو وفكر القاعدة مع فكر أهل البيت "الزيدية" من حيث الفكرة بغض النظر عن التطبيق العملي وعن واقع كل طرف منهم الآن ؛
وأما التطور الحاصل في الفكر الإثنى عشري فيتمثل في نظرية ولاية الفقيه
وهذا التطور لا أراه في صالح الإسلام والمسلمين
لأن الإثنى عشرية ما زالت على نفس مبادئها السابقة والتي نعتبرها نحن مبادئ فاسدة
فبهذا التطور الحاصل فيهم يقوى الفساد بهم
فيا أخي الكريم عندما يكون شخص فاسد ومسالم ثم يتغير هذا الشخص من ناحية مسالمته ليتحول إلى مهاجم ويبقى على فساده فضرر هذا أكبر أليس كذلك؟
ولو كان تطور الإثنى عشرية من جوانب أخرى مع جانب ولاية الفقيه لاتفقت معك
فمثلاً ما أجمل لو ترك الإثنى عشرية نظريتهم في الإثنى عشر ومالوا إلى قول الزيدية في الإمامة فهذا خير كبير
والمشكلة العظمى في الإثنى عشرية هي قولهم بالتقية وإنزالهم التقية منزلة أساسية وجوهرية في الدين فا لا يثق أحد بظاهر ما يقولون ويبقى الشك بهم هو الأصل في جميع تصرفاتهم.
وقلتم
فإن كنت توافقني هنا ولو من حيث الفكرة والمبدأ؛ فإن النقاش سيتركز حول طريقة الجهاد لدى كل طرف ومدى مناسبتها وصحتها وشرعيتها ، والنتائج التي تحققها، وهذا هو ما كان يهدف إليه الدكتور الظواهري نصره الله والمقاومين في القاعدة على المحتلين في كل بقاع الأرض
جميل جدا أخي الكريم
لكن يا حبذا لو اعتمدت في نقاشك الإنصاف بعدم قبول أكاذيب الإعلام وبنيت نقاشك على كلام المجاهدين أنفسهم لا ما ينكرونه ويتبرءون منه مما ينسبه لهم أعدائهم
فالأخ شرف الدين منصور يعتمد فيما يسميه وقائع على أكاذيب إعلامية هي جزء من حرب الكفار عليهم تهدف تشويه صورة المجاهدين وتبغيض الأمة فيهم
فقولك
فهو وإن كان من خلال كلامه مؤيد لتحرير أفغانستان ومؤيد لمبدأ المقاومة والجهاد لدى القاعدة وحزب الله ، لكنه
يعترض يحتج - وأنا أوافقه في إحتجاجه مبدأياً- على طريقة القاعدة خاصة في تنفيذ تلك العمليات خارج أفغانستان مستشهداً بالنتائج السلبية التي أفرزتها ، والتي تمثلت في إعطاء المبررات لأمريكا وباقي الصهاينة لنقل المعركة إلى أرض إسلامية جديدة " أفغانستان والعراق" بعد أن كسبوا في صفهم عبر عمليات القاعدة أغلب العالم المسيحي خاصة الحكام وبعض الدول العربية ، إلى جانب ما نتج عن سقوط نظام توازن القوى "روسيا وأمريكا" بزيادة حدة تأثير نظام القطب الواحد .
الأخ شرف الدين منصور عفا الله عنه ليس مؤيدا لتحرير أفغانستان بل هو بحسب كلامه يرى خطأ من ذهب إلى أفغانستان لتحريرها من ظلم الروس ويرى خطأ المجاهدين في الشيشان
لأن المعركة في أفغانستان والشيشان لا علاقة لنا بها كمسلمين بل هي مشاكل أمريكية روسية حسب زعمه (يسدوا) ونحن بحشرنا أنفسنا فيها نكون قد خضنا حرب الأمريكان. والدفاع عن تلك البلدان ضرب من الحماقة
أما النتائج السلبية التي تذكرونها
فالخلل في قناعاتكم يتمثل في ثلاثة أمور
1- نقص في المعلومات
2- تجاهل للحقائق ثابتة
3- فهم مغلوط للواقع
وقبل الخوض في هذه الثلاثة الأمور
أحب أن أقول لكم قناعة شخصية:
إن الإنسان بشكل عام والمسلم على وجه الخصوص يجب أن يراعي النتائج ويوازن بين المصالح والمفاسد ويقدم ما فيه الخير من جلب المصلحة ودرء المفسدة ويراعي ذلك جيداً
إلا في مسألة الجهاد فعلى المسلم أن يركز على التغلب على نفسه وحبها للدنيا والراحة وكراهتها للتعب والمشقة والمخاطرة بالدم فيقاتل الكافر الذي وضح كفره
وأما نتائج الجهاد ومصالحه فقد تكفل الله تعالى وضمن أن تكون دائماً وأبداً إيجابية كجائزة ثمينة للمسلم الباذل لدمه
وهذا ما فهمته من قول الله تعالى في موضعين
ففي هذه الآية الكريمة بين الله تعالى أمور منها :
أ- فرضية الجهاد
ب- خيرية الجهاد (إيجابيته) مع أن الظاهر شره (سلبيته)
ج- أن الله يعلم ونحن لا نعلم
فكأن الله يرد على أولئك الذين يتباهون بتحليلاتهم السياسية ويقيسون الأمور على ما وصلهم من علم ليحكموا في الأخير على أن الجهاد مفسدة
والآية الأخرى هي قوله تعالى
والجهاد في الله بالنفس داخل في هذه الآية
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فيما معنى كلامه
إذا اختلف الناس فعليكم بما عليه أهل الثغور فإن الله قد تكفل بهدايتهم حين قال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
ومع هذا فإنه يمكن إثبات إيجابية الجهاد لمن لا يقتنع إلا بالحسابات العقلية بالمنهج العقلاني السليم القائم على الحقائق الثابتة لا على أكاذيب الخصوم وتشويهاتهم.
فنعود إلى الأمور الثلاثة
أولا:- نقص في المعلومات
ومن هذا
أ- أن غزو أفغانستان لم يكن ردة فعل على 11 سبتمبر بل كان قد خطط له من قبل وقد ذكر ذلك الكثير من المحللين مدللين على ذلك بوثائق أمريكية وصرح بذلك وزير خارجية باكستان الأسبق بل حتى اعترف بذلك بعض المسئولين الأمريكيين أنفسهم.
وبهذا فإن ما ذكرتموه من سلبية تسبب غزو أفغانستان غير مستقيمة
ب- أن عدد الداخلين في الإسلام أزداد بشكل كبير بعد أحداث سبتمبر ليصل إلى أربعة أضعاف ما كان عليه قبل الأحداث. وهذا ظاهر لمن هو عايش في بلاد الكافرين وقد علقت الصحف على إقبال الناس في الغرب على شراء المصاحف والتعرف على الإسلام بعد الأحداث. بل للقاعدة أنصارها ومقاتلين معها من الأمريكان أنفسهم. ومنهم عزام الأمريكي الذي ظهر في أكثر من شريط للقاعدة يدعو قومه للإسلام ويحذرهم من محاربتهم للإسلام.
وبهذا فمقولة أن الأحداث نفرت الناس من الإسلام مقولة غير صحيحة في واقع الأمر بل أن الله قد جعل كيد أمريكا يعود عليها بعكس مرادها فهي أرادت
وغيرها
ثانياً:- تجاهل لحقائق ثابتة
ومن هذا
أ- أن العراق كان تحت الحصار الأمريكي والشعب العراقي يموت جراء هذا الحصار وكانت طائرات الأمريكان تقصف العراق بين الفترة والفترة. وملايين الأطفال ماتوا بسبب ذلك. وأن أمريكا تريد العراق لما فيه من بترول ولتوفير الأمن لإسرائيل
وبهذا فإن زعمكم أن الأحداث سبب في احتلال العراق كلام غير سليم
ب- أن القوة هي المعيار الحقيقي في فرض القرارات السياسية والاقتصادية وغيرها وأمريكا بقوتها تنفذ ما تريد ولا عبرة ولا قيمة إطلاقاً لمعارضة ما يسمى المجتمع الدولي أو الأوربي أو غيره. ودليل ذلك أنه في العراق مثلاً جاءت بيانات الأمم المتحدة لإثبات عدم ملكية صدام حسين لسلاح دمار شامل ومع ذلك فرضت أمريكا كلامها على الجميع لتعترف فيما بعد أنها كانت تعرف أنه لا يوجد سلاح دمار شامل مع العراق.
وكذلك القرارات الكثيرة التي تدين إسرائيل أو تعطي الفلسطينيين بعضاً من حقهم كلها لا قيمة لها.
وهم بذلك يريدون من المسلمين أن يقاوموا قتلهم وتدميرهم عن طريق الشكوى للأمم المتحدة وانتظار قراراتها التي بعد مكابدة للحصول على شيء منها لا تغني ولا تسمن من جوع. فالأمم المتحدة مسرحية هزلية وعلى هذا فزعمكم أن أعمال القاعدة أعطت الشرعية الدولية لأمريكا كلام فارغ في حقيقته.
ت- عمالة الأنظمة العربية للأمريكان من قبل الأحداث فالزعم أن الحكومات العربية اضطرت تحت ضغوط أمريكا للوقوف مع أمريكا بسبب الأحداث كلام ساقط فقواعد أمريكا في الخليج من قبل الأحداث وخذلان العرب للفلسطينيين ظاهر من قبل الأحداث وتعذيب هؤلاء الحكام للصادعين بالحق من العلماء والدعاة موجود من قبل الأحداث.
والحقيقة المرة أننا ما زلنا مستعمرين وما حكامنا إلا نواب للاستعمار يمثلونه فقط لا غير بل قد لا أبالغ إن قلت أن خير الاستعمار التقليدي على الشعوب المستعمرة أفضل من هؤلاء الحكام.
وغيرها من الحقائق البينة التي تجاهلتموها
وأما الأمر الثالث ففهمهم المغلوط للواقع
ومنه مثلاً
قولكم أن الحكام العرب وقفوا مع أمريكا بسبب الضغوط الأمريكية بعد الأحداث وهذا فهم مغلوط والصواب أنه بعد الأحداث بان نفاقهم وظهر واتضحت عمالتهم
وغيرها من الأمور
وأما عن الإيجابيات فإن شاء الله سأحول أن أفرد لهذا موضوع موثق بالصوت والصورة
وبقي هنا أن أقول
أن الدكتور أيمن لم يشكك أو يطعن في حزب الله والسيد نصر الله من جهة أنهم عملاء للأمريكان مثلاً كما يقوله البعض
إنما هو يصحح أمرين
1- مفهوم الجهاد الشرعي الذي لم يكن يوما أبداً قائم على أساس قومي وطني عرقي
فالمسلمين بلادهم واحدة ودمائهم تتكافأ وهذه الحدود المصطنعة من قبل الاستعمار على المسلم أن لا يعطيها أي قيمة شرعية
2- مفهوم التحرر الذي ليس فيه أن استبدال جنود اليهود بجنود النصارى (قوات الأمم المتحدة) يعتبر تحرراً حتى باعتبارات حركات التحرر الوطنية
ولي عودة إن شاء الله في الرد على ما طلبته مني بخصوص الكلام عن إيران
تحياتي
والسلام ختام
[/img]