تحليل سياسي بقلم ابراهيم الذماري

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ابو الفتوح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 8
اشترك في: الخميس مارس 06, 2008 11:00 pm

تحليل سياسي بقلم ابراهيم الذماري

مشاركة بواسطة ابو الفتوح »

بسم الله الرحمن الرحيم

(الاصلاحيون اذ يبدون اكثر حرصا على استمرار المحرقة من الرئيس نفسه بقلم / ابراهيم محمد الذماري)

_ المتابع لما جرى ويجري في صعدة على مدى اربع سنوات لايجد مبررا لموقف الاخوان المسلمين بحزبهم الكبير التجمع اليمني للاصلاح من تلك الحروب المتكررة في شمال الشمال ، ذلك الموقف الذي يبدو فيه الاصلاحيون اكثر حرصا على استمرار المحرقة من النظام ذاته أو حتى من الرئيس نفسه .
_ لايمكن قراءة هذا الموقف الا بأنه (عدم توفيق) يقع فيه حزب الاصلاح دائما وهذا في حد ذاته سبب جوهري لتراجع شعبيتهم وتآكل رصيدهم الحزبي .
_ فالزيدية منذ فترة طويلة نظروا الى الاخوان ككيان تنظيمي قوي ويمتلك امكانيات هائلة مضافا اليها امكانات الدولة وله امتدادات اقليمية ودولية يسعى بكل ذلك لتقليص الوجود الزيدي في اليمن الى ادنى حد وباعتبارة كان منضويا داخل اجنحة المؤتمر الشعبي العام لفترة ليست بالقصيرة من تواجده في اليمن والذي يمتد الى ما قبل ثورة 48م . وبعد الاستفادة الكبرى من المعاهدالعلمية التي كانت منتشرة في شمال اليمن قبل الوحدة. كل ذلك عزز من امكانية تحقيق ذلك الهدف وزاد من مخاوف الزيدية .
_ بعد الوحدة المباركة المباركة وما نتج عنها من هامش حرية ساعد في خلق امكانية السماح للزيدية وغيرهم بالتعبير عن مواقفهم الفكرية والسياسية عبر التعددية السياسية والسماح بنشؤ الاحزاب انظم الكثير من ابناء الزيدية في حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية ، بينما انتظم الاخوان في التجمع اليمني للإصلاح وإن لم يقطعوا علاقاتهم بالمؤتمر الشعبي بالمرة ، وكانت تلك الفترة الى عام 97م هي الفترة الذهبية للاصلاحيين للوصول الى مآربهم الغير خافية خاصة بعد أن التئم شملهم باخوان الجنوب وأيضا بعد تحالفهم مع النظام ضد الحزب الاشتراكي في حرب صيف 94م .
_ وبعد انتخابات ابريل 97 م اتجه النظام الى الحد من تواجدهم في السلطة وبدأ يتخلص من رموزهم التي لا زالت متأطرة في مفاصل المؤتمر وأعلن النظام الحاكم حينها انتهاء العلاقة التحالفية مع الاصلاح وصرح أحد مسئولي المؤتر الشعبي أن الزواج الذي دام طويلا قد انتهى فيما بين حزبه والاخوان وطالب الاصلاح بتحديد موقفه والانضمام الى المعارضة لأنه ليس مسموحا بقاء رجل في المعارضة واخرى في السلطة ، كما جرى ايضا شل القدرات الاقتصادية للاصلاح فتعرضت بعض استثماراتهم لضربات موجعة تلى ذلك البدء في اجراءات توحيد التعليم وتم الغاء المعاهد العلمية التي كانت عبارة عن كنتونات حزبية لتنظيم الاخوان سابقا الاصلاح حاليا. وبهذه الضربة تعمقت عزلة الاصلاح وإن استمر أقطابه بمحاولة اعادة تواجدهم داخل المؤسسة التعليمية فتم انشاء جامعة الايمان لتلقف مخرجات المعاهد العلمية ولكي لا يتوه خريجوها .
_ فيما بعد لاحظ الاصلاحيون أن هذا لايكفي فانضموا الى اللقاء المشترك واصبحوا اكبر احزابه لتعزيز حضورهم السياسي وكردة فعل على موقف الرئيس والحزب الحاكم منهم وكما صرح بذلك رئيس الهيئة العليا للتجمع الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر.
_واستفاد الاصلاح أيما استفادة من تواجده في تكتل المشترك حيث استطاع ازالة كثير من مخاوف الزيدية نتيجة تواجد حزبي الحق واتحاد القوى ضمن ذلك التكتل .وبدأت مرحلة جديدة من الشد والجذب الى أن انفجرت حرب صعدة الاولى عام 2004 م وبدا فيها أن المستهدف هم الزيدية وأن المستفيد الاكبر من تلك الحرب هم الاصلاحيون وكما عززت تسريبات أجهزة الامن تلك القناعة لدى الزيدية وبانتهاء تلك الحرب اعتقدوا انهم سيرتاحون قليلا ولكن كان هناك من يتربص فعاودت الحرب من جديد مستهدفة هذه المرة رمزا كبيرا من رموز الزيدية له باع كبير في الذب عن المذهب الزيدي ومواجهة اعدائه كما يعتبرا من العلماء العاملين الذين يعتبرون مرجعية لدى الزيدية الا وهو السيد / بدر الدين أمير الدين الحوثي ( حفظه الله ) .
_ ولكن تمكنت الآلة الاعلامية من القاء تبعات الحرب ومسؤوليتها على الرئيس في المقام الاول وحزبه الحاكم ثانيا ولا يخفى تمكن الاخوان من وسائل الاعلام واشرافهم على معظمها _ أيضا تمكن الاصلاحيون من التخفي وراء موقف المشترك الذي دعا منذ بداية الحرب الى عدم اللجوء الى القوة العسكرية لحل الخلافات مطالبا الجميع بالحواروهذا الموقف وإن كان يبدوا متوازنا الا أنه ساوى بين الجلاد وضحيته أيضا تمكن الاصلاحيون من حرف الانظار عنهم بتحميل السلفيين الموجودين في تنظيمهم وخارجه جزءا من مسؤولية التحريض على الحرب والنفس العنصري والمذهبي المرافق لها .على اعتبار أن تنظيمهم يضم جناحي حمائم وصقور . على العموم اتجهت انظار الزيدية الى عدو بدا وكأنه المنفرد بقرار الحرب والسلم خاصة بعد انفجار الحربين الثالثة والرابعة . ولكن لأن عدم التوفيق صفة ملازمة للاخوان فقد انبرى تجمع الاصلاح للحيلولة دون نجاح الوساطة القطرية فانفجرت حرب خامسة هذه المرة من حيث بدأت في حيدان . بينما تمكن الرئيس وحزبه الحاكم من الظهور بمظهر الحريص على السلم وانجاح الوساطة القطرية فتم استدعاء القطريين من جديد للمساعدة في ايقاف نلك الحروب المتكررة ، فيما ظهر الاصلاحيون بمظهر الحريص على استمرار الحرب فكلما خبت زادوها سعير كما تبين موقفهم من خلال ما تنشره وسائل اعلامهم (الصحوة موبايل والصحوة نت وصحف الاهالي والناس والصحوة وغيرها كثير) وايضا بدا موقفهم من خلال نجاحهم في جر المشترك الى مربعهم بإصداره بيانا فيما يخص الوساطة القطرية والذي يعد بحق وصمة عار في جبين ذلك التكتل باعتبار ظهور بعض زعماء السلفية بمظهر الحريص على السلم ( كما جاء في مقابلة لصحيفة البلاغ مع الشيخ / محمد المهدي صاحب جمعية الحكمة رحب فيها بالاتفاق وتكلم عن عدم وجود عداوة فيما بينه وبين الزيدية كما نفى ارسال أي مقاتلين الى صعدة) لا كما هو معروف عنهم وكما حاول الاصلاحيون تصويرهم به من أنهم هم دعاة الحرب الفعليون وانهم من يرسل المقاتلين الى صعدة .
_ وبهذا تمكن الرئيس وحزبه الحاكم من تحقيق نصر حزبي وسياسي وربما انتخابي حاسم في مواجهة اللقاء المشترك الذي ظهر بمظهر الذئب المفترس أمام الرئيس وحزبه. وهنا سقطت كل الاقنعة التي حاول الاصلاح تغطية مواقفه السوداوية بها والتي ساعته لفترة في التغرير والضحك على الذقون ، نعم سقطت الاقنعة واستفاق الزيدية وادركوا أن الاصلاح عدو ، والنظام الحاكم عدو ، لكن أولهما يحمل عداءا عقائديا وعرقيا أشد خطرا من عداء الثاني باعتباره خاض حروبه ضد الزيدية بناءا على حسابات سياسية وليست عقائدية وان استفاد من الاصلاح والسلفيين ككرت رابح ثم قام باحراقه كما هي عادته . نعم لقد ارتكس الاصلاح وتبسم الرئيس بمكر.



· خاتمة
· بعد هذا العرض الموج أود التأكيد على أن هناك اعضاءا في قاعدة الاصلاح الحزبية العريضة آمنوا بالتعددية وحرية الآخر في اعتقاد ما يشاء ورفضوا حروب صعدة باعتبارها هدرا لاموال الشعب وستخلق حزازات مستقبلية بين أبناء الوطن الواحد وما عمدت الى التعميم في مقالي هذا الا لأن الاخوة هؤلاء من تنظيم الاصلاح ما يزالون أفرادا قلائل وليس بيدهم أي صلاحيات يستطيعون بها التعبير عن رؤاهم التقدمية أو تغيير بعض توجهات قادتهم المعتقين . فكما أن النادر لا حكم له ولكني أتمنى أن يكون هؤلاء الافراد المعدودون اخوانا مسلمين كاخوان غزة فلسطين أو كالشيخ فتحي يكن لبنان . كما اتمنى وارجو أن ننتبه جميعا الى أن المستفيد في الاخير من تنازعنا وانشغالنا بخلافاتنا هم اعداء الامة الذين يضعوننا دائما في مربع واحد سنة وشيعة ألا وهو مربع الارهاب المزعوم فلنتفق على أننا جميعا مسلمون .
· والعاقبة للمتقين
نقلا عن صحيفة الشارع
من هو مع ربي عزيز ومن هو مع امريكا فذله

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“