
العلامه _ محمد مفتاح
قادة الأنظمة العربية أصحاب الجلالات والفخامات والسمو والعظمة يضربون للعالم أبلغَ الأمثلة في الهدوء والحكمة وقوة التحمل، إنهم يتحلون بالخنوع للسيد الغربي بحكمة الحمير وهدوء الموتى بينما أساطيله تجوب بحارنا وتتحكم في كل شاردة وواردة وتفتش أية سفينة وتحتجز أي مركب وتصادر أي صياد، وطائراتهم تهبط أينما شاءت وتحلق كيفما شاءت، وقواعدهم العسكرية تتبوأ من الأماكن في بلداننا أينما يحلو لها، ومراكزهم الاستخباراتية والتجسسية تجوسُ خلال الديار بلا مانع ولا رادع، أما أبناءُ المنطقة فمحظورٌ عليهم أن يفكروا حتى في الانتقال من محافظة إلى محافظة إلا تحت رقابة الجواسيس يحتجزون في المطارات والمرافيء ونقاط الحدود ومخافر القمع وتصادر وثائقهم ويُرمَى بهم في المعتقلات وترتكب في حقهم أبشعُ أصناف الإذلال والتعذيب، أما أموالُ الشعوب فمسلوبةٌ، وأما كرامتهم فمهدورة، وأما حقوقهم فمصادرة، المنجزات جيوش استعراضات وصفقات أسلحة بمئات المليارات وأجهزة قمع وكتاتيب تمجد الحاكم من دون الله وتزرع في أفئدة الصغار وجوب عبادة الحاكم بعجره وبجره وتعطل العقول وتدمر المواهب وتستنزف طاقات البشر وتمسخ آدميتهم وإمبراطوريات إعلامية للكذب وتخدير الشعوب والعهر والمجون وعرض خيول الوالي وحميره ومراكبه ومواكبه وموائده ومدائحه ومعجزاته ومنجزاته هذه هي الأنظمة المتحكمة في مصير هذه الأمة الوالي وأقارب الوالي وحاشية الوالي وعبيد الوالي هم المالكون للأرض ومَن عليها برها وبحرها وسماها، وولي أمر الولاة قد أصبح راضياً عنهم يشهَدُ لهم بالاعتدال (الخنوع) ويشيد بصداقتهم ووفائهم (تبعيتهم) ويمتدح حكمتهم (إنبطاحهم) هذه هي الحقيقةُ التي يجبُ أن تدركَها الشعوبُ وتعيَها الأجيالُ، وهذا الواقع لكل متطلع إلى التغيير.
لك الله يا غزة
> غزة سجنٌ ومحرقة وبطولة صادقة وميدانُ شهادة وشهداء مظلومون رُضَّع ومعاقون وعجزة وشهيدات عجائز ومعاقات وأرامل وأيتام وفي الشهادة أياً كان بطلها عزة وروعة، أيها المظلومون في غزة أرجوكم أن لا تهتفوا للأنظمة العروبية لتستيقظ ولا لضمائرهم أن تصحو فلن يستيقظوا؛ لأنهم موتى ولن تستيقظ ضمائرهم؛ لأنهم بلا ضمائر.. هؤلاء استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكرَ الله فماذا تنتظرون منهم؟؟!!، توكلوا على الله وحدَه وانقطعوا إليه ولا تأملوا أبداً في أي مخلوق وسيجعل لكم الله فرجاً ومخرجاً، وتذكروا دائماً قول الله سبحانه (وما النصر إلا من عند الله).. أيها العظماء والأبطال في غزة حذاء أحدكم أشرفُ من وجه أي طاغية ومفسد وخانع ومنبطح، فلا تشغلوا أنفسكم بالحديث عنهم والتفكير في نجدتهم والتعويل على مساعدتهم، إستفيدوا مما وهبكم الله من العزة والكرامة، فعلمونا دروسَ العزة والبطولة والشهادة، ولا تبتئسوا من كثرة الشهداء، فنهاية كل واحد منا هو الموت، وأن تكونوا شهداء عند الله فتلك هي الحياة العزيزة الهنيئة -الحياة عند الله-، وإذا ضاقت عليكم الأرزاقُ فما عند الله خيرٌ وأبقى فارغبوا فيما عند الله وهو سبحانه لن يخيبَكم، أقطعوا الأملَ في الأنظمة، ولا تنتظروا الشعوب التي قبلت الخنوع ورضيت بالعبودية، بل إن الشعوبَ تنتظرُكم لتحرروها بعدَ أن يختبرَ اللهُ انقطاعَكم إليه فيمنحكم النصرَ والظفرَ، وتقولون متى هو؟، يقول الله سبحانه (ألا إن نصرَ الله قريب) وهو قريبٌ فعلاً وحقاً، والمطلوبُ فقط أن تنقطعوا إلى الله، وتيأسوا من جميع الخلق، ومن انقطع إلى الله كفاه، قد تقولون: كيف سيكون؟، أقولُ لكم (اللهُ يدبر الأمر) ألا له التدبيرُ ما يشاءُ يفعلُ، علمه أحاط بكل شيء، ورحمته وسعت كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، وأبشروا بالنصر و(النصر مع الصبر) (والله مع الصابرين).
عذرٌ أقبحُ من ذنب
> بعدَ مُدَد طويلة من الاعتقال التعسفي والحجز الظالم لعدد من العلماء والخطباء وطلبة العلوم الشرعية من الزيود والهاشميين تحت مصطلح الاعتقال الاحترازي وإمعاناً في الإذلال والاستهتار بالدستور والنظام والقانون وحقوق الإنسان وكرامته تلزم أجهزة القمع هؤلاء المظلومين بكتابة تعهدات والتزامات غريبة مثل إلزام الأخ/ صبري الدرواني بالإمتناع عن العمل في صحيفة »البلاغ«، وكأن من اخترع هذا الشرط لإطلاق سراح صبري الدرواني يستكثر عليه أن يستفيد من وقته خارج دوام وظيفته الرسمية لتحسين ظروف معيشته ومعيشة عائلته خاصة وهو يتحمل مسؤولية زوجته وأولاده، ومسؤولية عائلة كبيرة في قريته ليس لها أي دخل إلا اقتسام راتبه الضئيل، ومن غرائب الإشتراطات لإطلاق هؤلاء المظلومين ضرورة إحضار أقاربهم إلى جهاز الأمن السياسي لكتابة ضمانة عليهم واستلامهم، يا هؤلاء إن الإيغال في إذلال الناس وقهرهم وابتزازهم لن يعود عليكم إلا بالسخط وعلى من تظنون أنكم تخدمونهم إلا بالكراهية، وكان الجدير بكم هو أن تعوضوا هؤلاء المظلومين عن عذاباتهم، وعذابات أسرهم في معتقلاتكم التي تفتقر لأدنى حقوق الآدمية، وأن تعتذروا لهم، أما قصة أن يقوم عضو مجلس النواب المحسوب على حزب الحاكم أو بعض أصحاب النفوذ من مشايخ وغيرهم من المحسوبين على حزب الحاكم بالإشراف على إطلاق سراح هؤلاء المظلومين فهذه محاولة رخيصة لابتزاز هؤلاء المظلومين، وتحقيق مكاسب حزبية على حساب عذاباتهم ومعاناتهم، والإىحاء بأنه لولا وجود هؤلاء النافذين وإشرافهم لبقي المساكين في السجون وبقيت أسرهم ترابط في بوابات السجون، وأبوب قصور النافذين للمراجعة عليهم، إنه من الغفلة والغباء أن يظن هؤلاء بأن الناس سيصدقونهم بعدما تجرعوا منهم القهر والغصص والمرارات!، قد يخاف البعض منهم ممن جرب القمع ولكنه لن يصدقهم ولن يثق بهم ولن يسير في ركابهم إلا إذا كان من باب إتقاء شرهم ليس إلاَّ..