أجرت صحيفة الشارع حواراً مستفيضاً مع الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري رئيس مركز بدر العلمي
إليكم نص الحوار :
حوار: معاذ المقطري
:: كيف تنظر إلى اتفاق الدوحة الأخير؟ وهل تتوقع أن يصمد؟
- فرحنا بالاتفاق. وأي اتفاق يفرح به المؤمنون الذين يحزنون لما يجري من سفك للدماء وتدمير والمزارع وغرس الفتن والإحن، فأنا أنظر إليه على أنه إيقاف مأساة... هل هذا هو ما تريد أن تسأل عنه؟
:: وعن صموده؟
نحن نسمع أن اللواء علي محسن إذا قال كلمة لا يتردد، بمعنى أنه يصدق في ما يقول، ونتمنى أن يكون هذه المرة مبرهناً على الصدق.
:: هناك تحفظات لدى المعارضة وبعض البرلمانيين بشأن سرية الاتفاق. كيف تنظرون إلى هذا التحفظ؟ وهل بلغكم أي تفاصيل عن بنود الاتفاق؟
- أرجو المعذرة من الأعزاء في المعارضة وفي مجلس النواب، أنا أقول لكم إن اعتراضكم الآن مثل الاعتراض على المرأة الحبلى التي تريد أن تلد؛ فلا شاوروكم عندما نكحت ولا شاوروكم عندما حبلت ولا شاوروكم عندما تلد، فاتركوها تلد... تعترضون على ماذا؟
:: من ضمن بنود الاتفاق التي أعلنت إطلاق سراح جميع المعتقلين على ذمة الحرب.. هل يشمل تنفيذ هذا البند من تقول عنهم في تصريحاتك أثناء الحرب إن لا علاقة لهم بتيار الحوثي وبينهم طلابك؟
- اعتقل من مركز بدر علماء ليس لهم من ذنب إلا أنهم يدرسون عندي. وهذه التصرفات من فضائل ومزايا الأجهزة العجيبة في بلادنا، بمعنى أنها تهندس لغرس العداوة والحقد على الدولة
نفسها بيدها هي، وإلا فما معنى أن يعتقل علماء من مركز بدر الذي هو مبني بإذن من الرئيس نفسه وبمعرفته وبجوار دار الرئاسة ومؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، ومفتوح، وكان اللواء محمد عبدالله صالح يزورني في المركز فجأة ويطلع على كل شيء، وكان من المدافعين عنه، وليس عندي أي استعداد لأي شيء أخفيه، ولا أدخل في شيء إلا وأنا واثق من سلامته شرعاً وذوقاً ودستوراً وإنسانياً، وأنا مقتنع بمنهجي الثقافي والتنويري، هذه قناعتي فكأنهم يقولون لي: لا أنت مخطئ في هذا، نحن نريد من يزعجنا ومن يقلقل أضراسنا. فهل الطلبة من بدر سيطلقون.. لماذا حبسوا أصلاً؟!
:: أثناء الحرب قيل إن عدداً من طلابك انخرطوا في القتال ضمن صفوف الحوثيين.
- أصلاً الأجهزة الأمنية وغير الأمنية هي المسؤول الأول عن إرسال المقاتلين إلى الحوثي، يعني الفضل (بعد الله) للأجهزة الأمنية، ومن ذلك تجييش الأبرياء واعتقال الأبرياء، حتى يخرج الواحد منهم من السجن وهو يكاد أن ينفجر من القهر والظلم والعجرفة. هذه مشكلة تزرعها الأجهزة الأمنية بيدها للأسف، سأفترض أنه ذهب ممن يدرس عندي ليقاتل، هل أنا مسؤول عنهم؟ أنا مسؤول إذا أمرت، إذا مولت، إذا حرضت. بمجرد أنه إذا حضر عندي خطبة أو جمعة يقال إنه حضر عند المرتضى أو درس عند المرتضى، وهل يحسب العنف الإسلامي غير المبرر على رسول الله (ص)؟. فالمسؤول الأول عن الذاهبين إلى هناك هي العجرفة، ومنها ما يُفعل بنا: قلع مرافق المسجد وإرسال عساكر الجيش، وأطقم الجيش والطلبة يشاهدون هذا الظلم وأنا ساكت صابر محتسب، يعني هناك إهانة تقول لك: إذا أنت رجال قاتل. لكن عسى الله أن يجنب البلد الكوارث.
:: الآن والجميع يأمل أن يكون الاتفاق حاسماً للحرب التي استمرت سنوات، كيف تقيم الأسباب التي أدت إليها والنتائج التي خلفتها لا سيما في واقع المذهب الزيدي وعلاقته مع السلطة؟
- التصرف الرسمي يشبه بعض المجانين في بعض الحارات كان يعصر خصيته بيده ويصيح من الألم يصحِّي أهل الحارة من النوم لإنقاذه، وبعد البحث عن سبب الصراخ يعثرون على السبب وإذا هو يعصر خصيته بنفسه، ويقولون له ارفع يدك فيسكن الألم ويهدأ المجنون.
:: تقصد أن على السلطة أن ترفع يدها..؟
- طبعاً طبعاً. أنا شبهت هذا باللعب بالنار، لأن ورقة الدين خطيرة إلى أبعد ما تتصور. نتقاتل ونصبح من بعد أصدقاء، لكن الفكر يبقى، مثلما يقال الآن بشأن اليورانيوم المنضب، 10 آلاف سنة. فالتلاعب بالورقة الدينية كارثة.
:: لم يظهر لعلماء الزيدية أي موقف حاسم خلال الحرب لا على صعيد تأييدها أو رفضها أو مبادرة فاعلة لدى طرفيها.
- أنتم في الصحافة جزء من طبيعة عملكم "الحرشة"، أنا مع دعاة حرية الرأي، لكني اعترضت على الشعار (شعار الموت لأمريكا وإسرائيل الخاص بالحوثيين)، وأنا حر في ما أقول، وهذا لا يفهم أني ضد أحد. أنا معترض على الشعار سواء في لبنان أو إيران أو عندنا، لأني درست شعارات اليمين واليسار خلال سنوات طويلة، لم تفعل لنا شيئاً.. مجرد زعيق.
ومع احترامي الشديد لأي رأي إنما توجست أن هذا الشعار يجر مسؤوليات ومصائب. أولاً كنت في بعض الحفلات أجد الشباب يرددون هذا الشعار وكنت لا أدري ما وراءه. وأيضاً ما كان ينبغي إرسال المجاميع إلى الجامع الكبير في صنعاء لترديد الشعارات، وقد تدخلت أنا شخصياً؛ لم أكن مسلوب الإرادة، فذهبت إلى السجن وحاورتهم، وانتقدت أيضاً الأمن في منع الشعار، كما انتقدت ترديد الشعار في أماكن تزعج الناس.
واتضح أن الغرض من الشعار أن يتجاوب الناس ضد ما تفعله أمريكا، النظام وليس الشعب، والصهاينة في فلسطين، وتثوير الناس ضدهم في العالم الإسلامي، ولكن شعرت أنه سيجر إلى كوارث على المذهب الزيدي وعلى الهاشميين، وأحسست أن الشعار سيكون مبرراً لمن أراد أن يصفي حساباته معهما، واتضح أن المتضرر هم مرددو الشعار والمحرضون عليه والمتجاوبون معه وليس أمريكا وإسرائيل.
:: هناك من اعتبر الشعار استدعاء صراع إقليمي في اليمن؟
- ذلك لم يحدث.
:: كثيرون يرون أن البيان الذي وقعه العلماء وأنت منهم قبيل الحرب الأولى وفر غطاءً إلى حد ما لضرب الحوثي عسكرياً لجهة أنه اعتبر حسين الحوثي خارجاً عن الزيدية.
- الذي يرغب في عمل شيء لا ينتظر أي غطاء. ومتى يستمعون لآرائنا أو يلتزمون بفتاوانا حتى نكون أغطية؟ لو أننا استُدعينا إلى القصر وأصدرنا البيان لكان هذا الكلام صحيحاً، لكن العلماء جاؤوا إلي هنا وطرحت عليهم (قبل إصدار البيان) أنا أنه إذا صدر منا شيئ فالأجهزة ستستغل هذا الكلام. ومع ذلك لا أخفيك أن بعض الشباب الذين يزعمون أنهم يتبعون الحوثي يتصرفون بدون توازن.
:: كيف؟
- كأن يقولون أنه لا ينبغي قراءة أي شيء إلا من الملازم الصادرة من حسين بدر الدين، وما سواها ضلال وضياع وقت... الخ.
أنا لا أزعم أنني تأكدت أن هذا رأي الوالد بدر الدين نفسه أو رأي حسين بدرالدين، أو أن الملازم مجرد تحفيز للجهاد وللحركة، لكن من حقنا أن ننزعج ولا نسمح بالإساءة إلى تراثنا أو أصول الدين أو أصول الفقه أو تاريخ الزيدية، ليقولوا ما يشاؤون وتدرس ملازمهم؛ هم أحرار، دون الإساءة إلى معتقداتنا وإلى كتبنا.
:: واستدعى هذا إخراج حسين الحوثي من الزيدية؟
- لا، لا. لم نخرجه من الزيدية ولا تكلمنا عن هذا ولا حرضنا دولة، وإنما قلنا إنه لا يجوز الإساءة إلى كتب ومنهج ورثناه عن علماء أفذاذ كبار، فأي شيء يزرع في عقول الشباب ويحمل فكرة غير محبذة تجاه المذهب الزيدي نحن غير ناقصين.. الكل ضد المذهب الزيدي، فهل بقي إلا أن نُنتقد من داخل المذهب نفسه. وأنا كنت بداية من أوائل الحذرين والمتصدين لأن يستغل البيان (الصادر من العلماء بحق الحوثي).
:: طوال الحرب كان سائداً أن جماعة الحوثي صنعتها السلطة لمواجهة بعض خصومها السياسيين في المعارضة ضمن اللعب بالأوراق طائفياً ومذهبياً.
- قد قلت لك بحكاية المجنون، وأنا سمعت الدكتور الإرياني يقول لي نحن مع الشباب المؤمن "سمن على عسل"، والشباب المؤمن يعترف أن مناهجه كانت تطبع في مطابع الكتاب المدرسي، وكان لهم تقريباً نصف مليون (دعم شهري). لكن بالنسبة لحسين بدر الدين أنا لا أعرف أنه دُعم، الذي أعرفه أن منتدى الشباب كان يُدعم، وإذا دُعم من دولته ليس حراماً.
:: حسب بعض نشطائكم فإن الحرب لم تستهدف الحوثيين فحسب بل طالت المذهب الزيدي ككل، فيما نرى العكس فأنتم لا زلتم تمارسون أنشطتكم ونرى مدارس الزيدية وعلماءها كما لو أن الحرب لم تقم.
- هل كنت تتوقع أن يمنعونا من الصلاة أو أن يمنعونا من دراسة كتبنا؟ هذا خارج المعقول، ولكن
لو تركت لنا فرصة حقيقية كنا نتدخل ونتعاون في ما يمكن فعله، لكن المشكلة هناك تجار حروب ومستفيدون وجدوا في الحرب فرصة سانحة لتصفية الحساب معنا، ولقد هلل وكبر كثير ممن أفكارهم دموية وكانوا يرون في الحرب فرصة للانتقام، مع أني كنت شديد الحذر لا أترك لأحد فرصة لإراقة دمي أو لذبحي، ليس خوفاً وإنما لماذا تسفك دماؤنا بالمجان، هذا استهداف لنا ولمذهبنا واضح مثل الشمس. وقد قلت للرئيس في أول يوم: كل شاة معلقة برجلها، مثلاً أنا لست ملتزماً لبدر الدين، لم أبايعه ولم أعده بالنصر، أنا مقتنع بالثقافة والتربية الزيدية، لكن هل أنا أعلم بما يدور في أرض المعركة، وفيما لو كان بدر الدين قد أُجبر على القتال. هذه مشكلة وعندما تحشر الإنسان في زاوية فأنت من يفرض عليه القتال، ولو عولجت المشكلة بشيء من الحكمة لتم الخروج من المأزق، فكم من التمردات لم تستخدم السلطة ضدها العنف الذي استخدمته في صعدة
:: في صعدة هناك خلفية سياسية وسلالية وفكرية للصراع، وهو صراع تاريخي في الأساس ؟
- نحن نعاني من عقدة الإمامة، وما زال الهاجس أن الهاشميين يحلمون بالعودة إلى الحكم. طيب لو أُنصفنا: أليس هناك حصار ومضايقة للهاشميين.. فليصل أي هاشمي إلى الحكم بكفاءته عبر الصندوق مثلاً. لأنه إذا حوصر ومُنع وأصبح له سقف معين لا يستطيع أن يتطاوله وبعنصرية واضحة، فسيأتي الحوثي وغير الحوثي كثير.. سياسة صناعة العنف موجودة قبل الحوثية.. من الذي ثار ضد حكم بيت حميد الدين.. الأغلبية يقول لك: بني هاشم وزيود، وبعضهم يبالغ ويقول هاشميون وزيود 100 %، فالثورة هي زيدية.. فعندما تأتي الآن هذه النغمة ويصبح عليك، كهاشمي خط أحمر، فإنها مشكلة قد تضطر الهاشميين للبحث عن التراث وعن الحصر في البطنين.. إذن دعونا في مواطنة متساوية كي لا يضطر أحد إلى ذلك. لو أن الدولة أوجدت المواطنة المتساوية والعدل فلا يحس الهاشمي وغير الهاشمي بأنه مستهدف، لكانت الأمور أفضل بكثير.
:: دعا الرئيس عبدالملك الحوثي إلى تشكيل حزب سياسي مدني، وهذا في الحقيقة يطرح سؤالاً كبيراً: لماذا ليس للزيدية بشكل عام مشروع سياسي معاصر معروف؟
- يبدو لي أن الزيدية تتحمل قسطاً من التأخير في هذا الجانب والدولة تتحمل القسط الأكبر. ما تتحمله الزيدية: أنها كانت مع الشعب اليمني معصوبين بشخص الإمام مثل أي حاكم عربي، كل شيء هو الإمام أو الملك أو الرئيس، فلم يكن للزيدية بُعد سياسي كبير برأيي. وقد دُعيت إلى تشكيل حزب الحق فطلب مني أن أكون في الهيئة العليا فرفضت وقلت أنا أتحمل أكبر جزء من أهداف حزب الحق وهو نشر الثقافة اتركوها علي وأنا سأقوم بها، فدخول العلماء الكبار الذين هم في درجة كبيرة من العلم في حزب الحق مثل الوالد مجد الدين رحمه الله وبدر الدين أيضاً والوالد المنصور والوالد الشامي، هؤلاء كان في تقديري مقامهم أكبر من الدخول في حزب وتنظيمات وحزبيات لأنه لا يليق بهم ملاحقة التنظيمات، والأمور الصغيرة تترك لشباب وناس متفرغين لهذا العمل بخبرة ودراية.
:: أنت الآن تصور الأمور وكأن الأحزاب مشاريع صغيرة أكبر منها العلماء.
- ليس هذا ما أعنيه، أنا أقول إن هذا العالم الكبير هو في مقام عال يُنظر إليه كأب، والحزبية غير ذلك، فالحزبية تناقش وتقرر وتترك للناس التعبير عن رأيها السياسي، ومقام العالم لا يسمح له الدخول في جدالات سياسية. ولاشك أنه كان هناك عداء شديد لحزب الحق، وتم النظر إليه على أنه مجرم، وما كان هذا في مصلحة الدولة، فهي سياسة ينقصها الحكمة.
:: ماذا عن مصير هذا الحزب الآن؟
- نحن أيضاً قابلون للاستحمار. طبعاً كان في كل مكان "دق" أنتم في حزب الحق أنتم كذا وكذا. أنا لم أنضم إلى حزب الحق ولكن لم أسلم من التهمة.. وكنت أقول أنا حزب حق رغم أنفك.. أمر عجيب أن الدستور أباح هذا ثم نحارب ما أباح الدستور.. بالرغم من لوم الوالد أحمد الشامي (لأمين العام السابق للحزب) على قراره حل الحزب لكن الضغط عليه كان هائلاً، حتى الرئيس صرح في صالة كلية الشرطة ذات يوم أن حزب الحق هو الجناح السياسي للحوثي، وأحمد الشامي كان موجوداً أمام الرئيس، وكنت أتمنى لو خرج من القاعة احتجاجاً على ذلك.
- وطبعاً الرئيس قالها بعفوية.
الرئيس بطبيعته عفوي. مع أن الوضع ما كان يسمح بقول هذا.؟
:: أحياناً القراءات للزيدية في اليمن تقع في حيرة: هل الزيدية مذهب فقهي كالشافعية، أم تكتل اجتماعي، أم تيار سياسي. ما تعريفك أنت؟
- الزيدية في الحقيقة هي جسر التواصل بين المسلمين لأن زيد بن علي عليه السلام معترف به عند كل الطوائف بأنه حليف القرآن ومن أعلم الناس بالحلال والحرام، وثقافة الإمام زيد من آبائه عليهم السلام ومن الصحابة والتابعين وكل من في المدينة.. الزيدية في نظري تمثل الوسطية والاعتدال والاجتهاد الحر.. وحين أغلقت أبواب الاجتهاد في نهايات القرن الثالث الهجري، كانت الزيدية هي المذهب الوحيد الذي أبقى باب الاجتهاد مفتوحاً وزخر بألوف من العلماء الكبار. والزيدية أكبر من أن تقول مذهب، فقد أخذت لآل البيت حرمتهم وقدرهم واعترفت لهم بمقامهم كآل للنبي، ولم يتجاهلوا الحديث والصحابة بل اتبعوا ما قاله النبي: "الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها". تراث الجرح والتعديل هو تراثنا ونحو الأمة نحونا. الزيدية مذهب أكثر من رائع، وأكثر من معتدل ومتسامح. خلال مشاركاتي في المؤتمرات الخارجية أجد أنني ألقى قبولاً من مختلف المذاهب الدينية لأن مذهبنا مذهب جامع.
:: ماذا عن الأحاديث التي تتردد عن محاولات لتغيير الخارطة الزيدية لصالح السلفية؟
- أخشى ألا نجد في المستقبل زيوداً. هل تعتقد أن تأسيس السلفية في صعدة من أجل تدريس الحديث الشريف أم هناك رسائل ودلالات واستهداف؟ لماذا بدأوا في "شهارة، ومعمرة، والمحابشة، وذمار"؟ هذا عمل مركز ومهدَّف.
مع ذلك حتى الإمام كان يضطهد الزيدية لإقرارها مبدأ الخروج على الظالم. الرئيس من "سنحان" وهي قبيلة زيدية محبة لآل البيت ووفية، وأتمنى على الرئيس ألا يخل بالثوابت. وعلى الرغم من أن سنحان آخر من جمهر إلا أنهم أهل ثبات وأهل وفاء.. ولا أرى علاقة بين "الديولة" وتغيير عقيدة الناس. الرئيس "يديول" كما يريد ويبقي الناس على عقيدتهم.
فليس من مصلحته إرسال مبشرين إلى "مسعود" و"بيت حاضر "وحزيز". ثم إن هذه ليست مهمة الدولة. مهمة الدولة حماية مصالح الناس والعدل فيهم.
:: ماذا عن الدور السعودي في هذا السياق؟
- لو يدرك أولاد الملك عبد العزيز خطورة ما يصنعه الدعاة القادمون من بلادهم لفكروا كثيراً وأعادوا حساباتهم.. فكما تعرف بعض اليمنيين يذهبون للسعودية فتطول لحاهم، ويعطون مالا من العلماء هناك فيرجعون إلى اليمن ويقولون عنها بلاد شرك بلاد روافض ومصائب فيستفيدون من السعودية مالاً ويخلقون لها أعداءً وهميين.. أنا أرى أن من مصلحة السعودية بقاء الزيدية، ولا سيما بالنظر إلى ما تتعرض له المملكة من أعمال إرهابية وعنف وتفجيرات، فيما الزيدية عدو شريف للسعودية لو افترضنا أنها عدو وهي ليست كذلك، لكنها نقيض للفكر الذي عندهم والذي يؤسس للأعمال الإرهابية الانتحارية.. الزيدية آءمن لهم فهي عدو شريف لا يغدر ولا يطعن من الخلف، ليس من ثقافتها الغدر والانتحار والتفجيرات. والسعودية بقدر ما لها من إيجابيات لها سلبيات، ومن سلبيات أسرة آل سعود مثلاً التعامل مع المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله على أنها شيعة، هذا عيب، بل يجب أن ينظر إلى المقام هناك على أنه إنسان عربي مسلم يقاتل مغتصباً.. لكن أن نكرس هذه الصورة ونكون عبارة عن لعبة في يد الخارجية الأمريكية، فهذه سخافة.
:: يقال إنك كنت ضمن مجموعة من العلماء يعدون مشروعاً لإنشاء جامعة في "زيدية" بموافقة من الرئيس، إلا أن حرب صعدة أفسدت هذا الأمر.؟
- هو أمر فاسد من أول وهلة (يضحك). الرئيس أنشأ جامعات في كل مكان.. كجامعة الإيمان، وجامعة مرعي في الحديدة، والأحقاف في حضرموت.. لكنه لم يكلف نفسه السؤال عنه، وكان من الحكمة أن يرعى الرئيس مثل هذا المشروع وفيم تدريس الزيدية تحت إشراف الدولة وراية الدولة.
:: هي جامعة إذن؟
- لا، هي ليست جامعة. أنا قدمت ملفاً لبناء كلية لكنهم عرقلونا. وكان المنطق يقتضي عكس ذلك، لماذا الزيدية ممنوعة؟ نحن لا نمانع حضور مندوبين من الأمن القومي والأمن السياسي والصحافة والرأي العام.. ويستمعون لي وأنا أدرس الطلبة مسألة الحصر في البطنين، كيف أعالجها وكيف أعالج مسألة الخروج بالسيف على الظالم، وأفلسف لهم كيف أن الأمور تغيرت في ظل التقدم العالمي المذهل في أنظمة الحكم والديمقراطية. وكيف أصبح هناك مؤسسات وإجراءات سلمية لمعارضة الحاكم والخروج عليه وانتخابه سلمياً.
لكن للأسف هذا المشروع فشل لأنه اصطدم بعقليات يعشش فيها الصراع القائم على أساس سنة وشيعة.
:: لننتقل إلى المشهد الوطني، كيف تنظرون إلى الاحتجاجات في الجنوب؟
- الواقع شعب الجنوب شعب حر وفي غاية الروعة والطيبة. ولكن لا رحم الله طمع أصحابنا، لا رحم الله الجشع والأنانية والهوى المتبع.. عندما يأتي أناس ممن يقتلعون 60 حماماً لجامع مثل جامع بدر (في صنعاء) ويبنون في باب المسجد ناطحات السحاب، مثل هؤلاء ماذا تنتظر منهم أن يفعلوا بأراضي عدن أو أبين أو حضرموت وسائر الجنوب؟ هؤلاء شهيتهم مفتوحة، ولا تشبع هؤلاء حيتان بل إن الحوت الأزرق لا يلتهم أراضي الناس وأموالهم.. مشكلة الجنوب هي مشكلة إلغاء وظلم يطالان أبناءه الطيبين.
وإذا كنا نسمع أن شركة النفط في شبوة مثلاً يعمل فيها أشخاص من كل مكان، وصاحب شبوة نفسها لا يقبل لسائق سيارة أو عامل بسيط، وهذه مشكلة عويصة وعليها تستطيع أن تقيس حجم الظلم الذي يعيشه أبناء الجنوب.
:: ألا تعتقد أن الاحتجاجات والحراك السياسي والحقوقي الجنوبي دفع السلطة إلى إبرام اتفاق الدوحة الأخير مع الحوثيين لتهدئة جبهة صعدة أو تأجيلها؟
- المنطق والواقع يقولان كفى، ويجب أن تقف حرب صعدة، ويلتفت إلى قضايا الجنوب ومعالجتها، لأن البلد كالسفينة إذ خرقت في أي منطقة غرق الجميع.. والمشكلة قد لا تكون بأنين مجروح وصراخ مظلوم بل بتجاهل هذا الأنين والصراخ. وجزء من مشكلة الجنوبيين قد لا تكون الجوع ولكن روائح الدسم والمأكولات الشهية للمتخمين على حسابهم وجوعهم.
على الدولة أن تتخلص من غرورها وتتنازل بجدية لحل مشكلات الجنوبيين، وهذا يعلي من شأنها.. كذلك إنهاء الحرب في صعدة يرفع من شأن الدولة والسلطة، لأنها تنازلت أيضاً لمواطنيها وأبنائها ومحكوميها، وهذا كرم نثمنه عالياً.
http://www.alsharea.net/Details.asp?Det ... IssueNo=37
نص الحوار الذي أجرته صحيفة الشارع مع الدكتور المحطوري
-
- مشرف مجلس الأدب
- مشاركات: 404
- اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
- مكان: أمام الكمبيوتر !
نص الحوار الذي أجرته صحيفة الشارع مع الدكتور المحطوري
هل تعلم أن :
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)
( الزيدية : هي الإمتداد الطبيعي للمنهج الإسلامي القرآني الأصيل وأن بلاد الزيدية : هي البلاد الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مساجد خاصة بالشيعة وأخرى خاصة بالسنة ....)