إستمرأ النظام اليمني الإرتهان لأسياده الدوليين والإقليميين ، فما إن قدم البوش الصغير إلى المنطقة بإملاءاته وسيناريوهات مخطاطاته القديمة الجديدة حتى انبرى نظامنا يبحث عن أي شيء يلفت الأنظار ويقربه زلفى من أسياده ..!!!!!
إذا به يحرك ملف صعدة ويعيد التوتر – رغم أن الأوضاع في صعدة هي في شبه أجواء حرب منذ إتفاق الصلح القطري – لكن الإهتمام الإعلامي من العربية والجزيرة وأخواتها له دلالاته فعادة ما يكون هذا الإهتمام مرتبطاً بزيارة لأمريكا أو زيارة مسؤلي أمريكا للمنطقة !!!
منذ إتفاق الصلح القطري – الوساطة القطرية – في منتصف يونيو 2007 م وحتى اليوم لا زالت الخروقات والإعتداءات متواصلة من قبل الجيش وأعوانه ضد المواطنين الآمنين والمشردين في محافظة صعدة المنكوبة !!!
ولا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن إستشهاد مواطنين وإعتقال آخرين ، والجريمة الأكبر أن أغلب الضحايا هم من الأطفال والنساء والمشائخ وأمثالهم من المدنيين العزل !!!!!
وحتى الزرع والضرع والحيوانات لم تسلم من جرائم هاؤلاء المجرمين !!!!
للأسف أن منظمات المجتمع المدني والمنظمات المهتمة بالحقوق والحريات والأحزاب السياسية وغيرها كلها تغط في نوم عميق وتتجاهل عن عمد كل ما يحصل في محافظة صعدة وكأنها ليست محافظة يمنية بل وكأنها من كوكب آخر !!!!
السلطة اليمنية وأزلامها العسكريون يدركون أنه ليس من مصلحتهم أبداً في هذه المرحلة بالذات المغامرة بشن حرب خامسة شاملة ضد مواطني صعدة !
رغم أن الوضع هو أشبه بحرب غير معلنة !!
لكن خوض حرب على نطاق واسع كسابقاتها لا أظن أنه خيار النظام في هذه الفترة لعدة أسباب منها :
- أن الإحتقانات قائمة في أغلب محافظات الجمهورية .
- أن الوضع في الجنوب يوشك على الإنفجار ولم يعد يحتمل المزيد من المماطلة والسياسات الترقيعية القائمة !
- أن الأزمات والجرع السعرية والوضع الإقتصادي المزري الذي يمر به أغلب أبناء الشعب اليمني سيكون دافعاً للوقوف ضد الدولة بمختلف الوسائل إنتقاماً وتشفياً !!
- أن أحداث المجمع الحكومي التي حصلت قبل العيد في مدينة صعدة لازالت متفاعلة وقد أثرت تأثيراً كبيراً على مستوى دعم البعض أو تأييدهم للدولة ، ذلك لأن المستهدف في تلك الأحداث هو شخصية قبلية يصنف بأنه مع أتباعه من أكبر الداعمين للدولة في حروبها السابقة ضد أنصار الحوثي والمواطنين في صعدة !
وقد كانت الإجتماعات والبيانات النارية التي صدرت عن إجتماعات مشائخ صعدة دليل واضح على تغير المواقف وعلى أن الدولة قد فقدت أغلب إن لم يكن كل حلفائها الذين هم قليل أصلاً في محافظة صعدة !!
- أن النظام لديه دروس من حروب سابقة إستطاع فيها أنصار الحوثي أن يسيطروا على مناطق شاسعة وأن يلحقوا بالجيش هزيمة مخزية ، حتى سقطت في أيديهم مديريات بحالها خلال أسابيع ؛ وليس من المستبعد أن تسقط في أيديهم في أي حرب قادمة محافظات بحالها !!
مع ذلك فإننا لا نستبعد أن يستحكم الغرور والكبر رأس النظام المتسلط فيقرر شن حربه الخامسة والشاملة ضد صعدة وأبنائها !!
خاصة إذا كان هناك أطراف داخلية تخشى على نفسها من الإستهداف وترى مصلحتها في قيام هذه الحرب !!!!
وخاصة إذا وجد النظام أن الجو مهيأ داخلياً لتخويف بقية المعارضين وضرب عدة عصافير كما يظن بحرب واحدة !!!!
وخاصة - وهذا هو الأهم – إذا كانت الأوامر والإملاءات الإقليمية والدولية قد وصلت هذه الأيام !!
يأس !
لو سقط الثقب من الإبرة!
لو هوت الحفرة في حفرة!
لو سكِرت قنينة خـمره!
لو مات الضِّحك من الحسرة!
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا
وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ.. لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
أوأن بحاكمها أملاً
أن يصبح، يوماً، إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية.. حرة !
أحمد مطر
أمريكا والرئيس وطبول الحرب الخامسة ؟!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1036
- اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am
-
- مشرف مجلس الأدب
- مشاركات: 404
- اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
- مكان: أمام الكمبيوتر !