متى يعي ثوارتيي صنعاء مصير بلاشفة روسيا .. متى ولعل وليت ‘‘‘ كما تقول النحاة " للتمني " وما من شك أننا نتمنى لوطننا اليمني كل الخير والرشاد .... وكذا سائر بلاد أمة محمد ..
بلاشفة روسيا ، وكما هو معلوم أن القوم كانوا ثوارا حقيقيين ولم تكن حركتهم ترفا أو حبا بالمغامرة أو المقامرة بل كانت الضرورة القصوى تسوق الجماهير للإنخراط بعمل جماعي ضد الإقطاع القيصري الضاربة جذوره بأعماق تاريخ البلاد الروسية حيث كانت قلة قليلة من الناس تملك كل شئ ووتتعامل مع بقية الشعب بقسوة وعنف بحكم أنهم " أي العامة " رقيقا للطبقة النبيلة ... وكانت التقاليد السائدة تفرض ذلك وعلى الجد والحفيد والطارف والتليد ....
روسيا البلاد الشاسعة بأنهارها الواسعة وحقولها ومدافنها ودفائنها وكنوز ثرواتها كان يتحكم بها نفر بأفواههم ملاعق الذهب كابرا عن كابر .. لم تستطع الطبقة العامة النهوض من دهاليز الظلام أو خنادق الجهل والعوز والفاقة إلا ببذل دمائها عبر ثورة حطمت كل الأصنام ... ولو أنها أتت بأصنام كانوا أقل ضررا وشرا حيث عمموا الخير والشر على الجميع فإما كأس المرارة والصبر وإما كأس " الفودكا" يتجرعه الكل بالتساوي ومع ذلك برزت مساوئ ... حيث النفس البشرية الطامحة الجامحة غير أنه بروسيا كانت أقل جموحا لدى البلاشفة ..
وباليمن الميمون أرادها العقلاء ( الثورة أو التغيير) على نار هادئة وكان جلهم من العلماء والأدباء والفلاسفة والركائز الإجتماعية الفعالة ودخل بتلك النخبة أبناء الإمام يحى وأقاربه ... ولكن شيئا من النكوص أو سؤ التوفيق أفضى بأن ينظم مغامرين عسكريين لايفرقون بين الشعر والشعير تأثروا بروايات كانت تدون سلبيات الثورة الفرنسية ... ونتيجة لعدة عوامل ولا أخال القات إلا أحدها ،،، تسلل هؤلاء للصفوف الأولى وتدثروا عبائة التغيير فقادوه للإسواء بعد سفك الدماء ببلاد لم تكن بها الدماء ضرورة وشلت يد الأديب الأريب والعالم الورع رغم أنه زج بهم في المعمعة ... ودارت رحى العنف والفوضى والعشوائية أكثر من ستين عاما ... ولازالت .
روسيا السوفيتيه حينها أو الإمبريالية ،،، البلاشفة أوصلوها للمركز الأعلى وكانت جديرة به فمساحتها الشاسعة ثم مصادر الثروة الطبيعية بها أهلتها لنهضة صناعية جعلتها تصل للصف الأول ، فروسيا هي البلد الأول عالميا بإنتاج الطاقة من النفط والغز حتى الذرة وتوليد الطاقة من المساقط المائية والحرارية .. قضت الثورة البلشفية على الإقطاع وملكت الأرض لعامة الناس وبنت قطاع الصناعة العملاق مستغلة ثروات الطاقة لديها ، وقبل ذلك بنت الإنسان وإنتفت صورة الروسي التقليدي البليد الأمي الذي كان لايجيد سوى خدمة الغير والتفاني بها لإستجداء لقمة العيش ، أصبح الروسي عالم ذرة وفضاء وكافة التخصصات العالمية المعروفة بل وسبقت العالم بمجالات عديدة ولعل أهمها إرسال أول مركبة فضائية مأهولة بإنسان ..
لكن روسيا بالرغم من النهظة الشاملة كان للدفع والتسيير القسري تأثيرا سلبيا على مجريات الأمور عامة ... حيث عاد الناس ليطالبوا بحرية تقرير المصير والإدخار وحرية التملك والعقيدة السياسية ... ولم يبخل قوربتشاوف الشيوعي العتيد وتلميذ برجنيف بالإدلاء بدلوه لينقذ الموقف في الوقت المناسب حيث تخلت الكثير من الكيانات عن الإمبريالية الروسية .. وأنتهى المطاف ببلاشفة الروس أن يصبحوا بالصفوف الخلفية ولكن بعقلانية الأوروبي حيث كانوا قد أنهوا دورهم وبإيجابية بمعظم الأمور ونقلوا روسيا من عهود الظلام لتصبح بعدها دولة عظمى ... وإلى الأبد .
وباليمن ... كان الإمام يسير أمور البلاد وسط خضم قلاقل دولية وحالة غليان سياسي عالمية ، وكانت اليمن بأواخر حالة حصار كانت بدايتها منذ أكثر من قرنين آنذاك .. وكان اليمن مكتفية بالضروريات وبها الإنتاج الوفير من المحاصيل النقدية وبيوت المال مكدسة بالذهب والفضة بالرغم أن الإمام نفسه كان فقيرا يحكم ولايملك .. قامت ثورة وسفكت الدماء وسالت غزرا وتطورت الأحداث ... وأنقلب الدهر ، وتبخر ذهب بيت المال وفضته وأصبحت اليمن تعتمد على المساعدات الدولية ، ولم يعد هناك محاصيل نقدية إلا النادر واليسير وأختفت السفن التي كانت ترسو باللحية والخوخة لملئها بحبوب الذرة والزبيب والبن الذي يصدر للسوق العالمية ... وفتحت موانئ الإستيراد لكل شئ من الماشية حتى الذرة ومستقبلا الكراث والفجل والقثاء .. وهاجرت الطاقة العاملة وكذا هاجرت الأفكار وأغتربت وفسدت الثقافة العامة وإختفت المثل والأخلاقيات اليمنية المتوارثة والمعهودة وأنتهت العادات والنواميس العريقة بما في ذلك الملابس التقليدية اليمنية وأصبح الناس من أعلاالهرم لقاعدته ماضغي قات ( مخزنين) وعديمي الإنتاج .... ومن الطريف أن بعض الإعلاميين يردد كلمته الشهيرة (( هذا من منجزات الثورة في بلادي )) هذا النزول والتردي عند أهل العقول كان يلزم المتسبب بالإعتراف بالذنب لاتكريسه وتلميع شطحاته وجعلها نهجا ومنهجا ،، ولازالت الأمور لاتبشر بخير حتى الساعة رغم إنتظارنا المصير المحتوم لمثل هذا الوضع الذي بطياته يحمل شهادة وفاته لأنه بكل بساطة تدمير ولايعمل للوصول للأفضل ... بالطبع لم نتطرق لتصرفات المسؤلين الثوراتيين ببلادنا ولالتعاملهم مع الثروة الوطنية وآمانتهم التي عليها أكثر من علامة إستفهام ولكن نترك الكلام للمتأمل بهذه الفئة الذين غالبا ما يبرزون كروشهم المنتفخة بما لذ وطاب بأول فرصة يستقرون بها بالخارج ... وكان هذا تصرف القديم الخجول منهم أما الرعيل الحالي فهو أكثر تحررا بحيث أنه لايرى ضررا من إبراز النعم التي سعى لها بجهده الغير محمود ، حيث يرفل بين وسائد الحرير والديباج ويتسور الذهب والألماس وتخدمه الغلمان والجواري بقصوره الغناء ،،، وتحميه عيون الشعب التعيس المرغم على تجرع المرارة والسموم ... والذي أصبح من أفقر شعوب العالم وأكثرها طلبا لمعونات الغير وحاليا نظيف لتلك المعادلة ومن أقلها وعيا ( بفعل فاعل ) ........ وهذا من منجزات ......
النتيجة النهائية لكلا الحالتين بارزة للعيان ... روسيا لازالت عظمى ، ويمننا نتجت به نتؤات وشقوق ومع ماسبق نشأت طبقات إقطاعية لتهدد السلام الإجتماعي .
متى يعي ثوراتيي صنعاء مصير بلاشفة روسيا ..؟
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال: