يمنيا (( عربيا )) كلمة جنوب لاتعني ترابا ... والتراب أي الأرض والمكان وبالتالي الإنسان ... وهكذا ..
قال الصنهاجي صاحب متن الأجرومية المتخصص بفقه اللغة العربية " الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع " وكلامنا هنا عبارة عن بحث عن المفيد بالوضع من الكلام ..
قالت العرب قديما عن جزيرتهم واصفين أقاليمها الممتدة بين حلب وبحر العرب .. قالت بلاد اليمن جنوبا .. وبالتتالي .. الحجاز ونجد واليمامة والبحرين بالوسط ... ثم بلاد الشام .
آمل أن يتحرر البعض من إسقاط العوامل الإقتصادية أو السياسية المعاصرة على وضع جزيرة العرب كجغرافيا ... جزيرة العرب أو بلاد العرب ... ليست كالتي تطورت لاحقا عقب الفتوحات الإسلامية والتي دونها الشاعر محمود سامي البارودي بنشيده الشهير :
بلاد العرب أوطاني * من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن * إلى مصر فتطوان
ونعرج على خواطر مرت بزمن النهضة حيث كان الشاعر الكبير شوقي يزور بلاد الشام برفقة الموسيقار الشاب ( حينها ) محمد عبد الوهاب .. عرض البارودي على عبد الوهاب تلحين النشيد .. ولكن عبد الوهاب إعتذر قائلا : أنا مش ملحن جغرافيا ..
وبالعودة لإقليم جزيرة العرب والذي يحوي أقاليما بداخله .. فالشام مثلا معروفة ويكاد يتجانس البشر القاطنين بها رغم الحواجز والفواصل والأسوار .. حتى وإن كانت الشام هي الإقليم العربي الذي به إمتزجت حضارات عدة وغدى الأثر اليمني (العربي) ليس له نفس البريق الذي لازال تتسم به بالأقاليم الأخرى .. أما بالوسط فنرى إمتداد طولي يعبر جزيرة العرب من الحجاز غربا حتى سواد العراق بأقاصي الشمال النجدي إلى البحرين شرقا .. بديهيا لايمكننا إنتظار أبي الطيب المتنبي مزهوا بحلته ينشد الشعر بمحلة كندة (جنوب بغداد ) أو طرفة بن العبد يرفع معلقته بالبحرين ... مرورا ببني عذرة وبني عبس وأمرؤ القيس والأعشى بأواسط نجد واليمامة ..
نحن نقرن إسم يمن بالعرب كمسلمات ... وسؤاء قال البعض عدنان أو قحطان قالقضية بنظري لاتعدو كونها وجهان لعملة واحدة ..
يتجلى العامل الثقافي بهوية المنطقة ويبعد عنها كل ريبة وتشكيك ..
وبالدخول لبلاد اليمن ... لانجد بالتواريخ والسير وكذا المدرك والملموس أن هناك ترابا يطلق عليه " جنوب " ... ويتبادر للذهن عندها أننا نتحدث عن قارة القطب الجنوبي والتي تفصلني عنها محيطات والاف الأميال .. ولنقل أنني أصحبت من أهل الحضوة ومنحت صالون أبودبة كمئات الهبات والهدايا التي يتم توزيعها في (بلادي) التي أصبح بها الفرد العادي يلهث ويرتعش حتى ينال الرغيف ..لايمكنني الوصول لها بصالون أبودبة على الإطلاق .. فهي منطقة نائية ولاحياة بها .. وهي ما أطلق عليه الجنوب ..
أما باليمن الميمون فهناك أسماء متوارثة وغير قابلة للطمس مثل سرو حمير ، وسرو مذحج ، المعافر ، العوالق ( شبوة ) حضرموت المهرة ... الخ .. هناك مخاليف بأسمائها وصفاتها ..
وفد المحتل الأجنبي الأوروبي فأحدث مصطلحا عسكريا يخصه .. فقال بالجنوب والخليج .. وعندما تعمم المذياع إستغل الجانب الثقافي وقدم فنونا يمنية لجذب المستمع ولتكريس مغالطته وغرسها ..
وقد راقت الكلمة لأهل الأغراض فعمموها حتى أصبح إسم البن اليمني والبخور اليمني وحتى اللحوح اليمني (جنوبي) وبعد أستغفر الله العظيم لم يسلم من هذا العبث إلا الركن اليماني للكعبة المشرفة والذي حافظت عليه كتب الفقه الإسلامي المتوارثة .. ومع أهل الأغراض شارك أهل الضعف والسقام الفكري الصادر عن نفسيات تحكم على الدنيا من خلال البهرجة والتبختر فنفر هؤلاء من جلدتهم ولم يكتفوا بعملهم الشائن بل حاولوا تمزيق الرداء والجلدة وتهشيم العظام ..
وبالطبع خلفية اليمن الحضارية العميقة العريقة لم تسمح وأجهضت كل الكوابيس ، غير أن هناك أثر وتأثر تفوح منه الرائحة .. بحيث أن كلمة "جنوب" أفرزت كلمة " شمال " ... وكلا الكلمتين لم تكن بقاموسنا على الإطلاق ..
يمنيا ..( عربيا ) كلمة "جنوب " لاتعني ترابا ..
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 133
- اشترك في: الثلاثاء يوليو 17, 2007 1:10 am
- مكان: السايلة بدون ماء
عمل جيد اخي الكريم، ولكن وكما قلت هناك مخالف ، واين كانت مسميتها فهناك ارض وتسكنها الحياة فان لساكنيها حقوق يجب ان تؤدى ومن ثم ينظر الى الالتزامات .
و بمناسبة هذا العرض مارايكم اخي ان تستعرضوا لنا عبر مصادركم الرائعة عن القبيلة في اليمن هل كانت قوه ضاربة ضد الاعراف والقوانين قديما وكيف نشاة بهذا الشكل الموجود حاليا ، اليست صنيعة الغزو المصري السوفيتي على اليمن.
و بمناسبة هذا العرض مارايكم اخي ان تستعرضوا لنا عبر مصادركم الرائعة عن القبيلة في اليمن هل كانت قوه ضاربة ضد الاعراف والقوانين قديما وكيف نشاة بهذا الشكل الموجود حاليا ، اليست صنيعة الغزو المصري السوفيتي على اليمن.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
نعم أخي الكريم بكل أسف القبلية التي تراها حقيقة بارزة بأيامنا جآئت بها الثورة اليمنية ... وكانت القبائل اليمنية تسمي قوانينها أعرافا وتحتكم للشرع الشريف بالرغم أن القبيلة الإقطاع لم يكونا موجودين بالمناطق المستقلة من اليمن حينها وإن تواجدت كحالة نادرة فكانت بتهامة ولكن بندرة ... وبالطبع الإقطاعيين برزوا من جديد وعموا أنحاء البلاد في ظاهرة نكوص فريدة من نوعها ،،، ففي حين تغير الثورات بلدانها إلى الأحسن إجتماعيا وإقتصاديا كالثورة الإسلامية بإيران وقبلها ثورة الجنرال جورج واشنطن بأميريكا ،،، نرى العكس تماما باليمن الميمون حيث عاد الإقطاع أو ولد من جديد ولنقل غرس .. ثم تغير المجتمع للأسواء حيث فقد مثله وثقافته وحتى ملابسه ... وأصبح الكل ماضغ قات ومدخن ودخل الفقر والعوز من أوسع الأبواب ..
الغزو المصري يعزى إليه ولوج البلاد بمتاهة الفساد الإداري والذي كما ترى أصبح دائا عضال لايمكن التخلص أو التملص منه بسهولة .... البقشيش يابيه بكل زاوية .
الغزو المصري يعزى إليه ولوج البلاد بمتاهة الفساد الإداري والذي كما ترى أصبح دائا عضال لايمكن التخلص أو التملص منه بسهولة .... البقشيش يابيه بكل زاوية .