في خطابه للهاشميين اعرفوا مالكم وماعليكم

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

في خطابه للهاشميين اعرفوا مالكم وماعليكم

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

إعرفوا‮ ‬ما‮ ‬لكم‮ ‬وما‮ ‬عليكم

العلامة إبراهيم محمد الوزير
Tuesday, 20 November 2007

> أخبرني بعضُ الرجال الصالحين المؤمنين الذين يُحبُّون اللـَّـهَ تعالى ورسُولـَه وأهلَ بيت رسُوله ، وَوَصَفَ لي ماذا يُعاني من جاره الهاشمي ، وكيف يعتزُّ هذا الجارُ بهاشميته ، وأن ابنـَه الذي لا يزيدُ عُمُرُهُ على ثماني أو عشر سنوات يقولُ لابنه مفتخراً وهم يلعبون : أنا جدي رسولُ اللـَّـه ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ . وأن زوجتـَه وهم في بناية واحدة في طابقين أو في شقتين زوجة هذا الأخ لا تزورُ زوجة محدثي ، ولا تدخلُ بيتـَهم حتى في حفلات الولاد ، وفي يوم »الوفاء« ، لم تتكرم بحضور »تفرطة الوفاء« ، وقد أسهرني هذا الكلام ليلةً بكاملها إلى الصباح ، وحزنتُ حزناً شديداً ، ولكن قبلَ أن أتكلمَ عن هذا الموضوع أريد أن أقولَ للقارئ ، وقد قلت لصاحبي الذي كان يحدثني هذا الكلام ، ووافقني عليه ، قلت له وأقول لأخي أو ولدي القارئ وأؤكدُ له : ليس كلُّ الهاشميين هكذا ، هذه الهاشمية التي تتكبر أن تزورَ جارتها ، أو تحضرَ يوماً في حفلة ولادها امرأة مريضة هذه مريضة ، أو أنها لا تفهم مفاهيمَ الإسلام الصحيحة ، ولهذا تعلق بها هذا المرض ، وزوجها أيضاً لا يفهم الإسلام على حقيقته ، هذا أولاً ، أما تعليقي على الموضوع ، وعلى مَن كانوا هكذا من هذه الشريحة المظلومة المحارَبة أقول لهم : إتقوا اللـَّـه في أنفسكم ، إن جَدَّكم ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ يقول : »لا فضلَ لعربي على عجمي إلا بالتقوى« ، نحن مسلمون ، ويجب أن نفهمَ الإسلام على حقيقته ، ونفهمَ القضية التي نكتبُ عنها في كل عدد تقريباً في الفترة الأخيرة ، ونفهم الحُكمَ الشرعي فيها ، ما لنا وما علينا ، ليس لك يا أخي الهاشمي أيُّ تميُّز على الآخرين في الحقوق والواجبات ، إذا زارك غيرُ الهاشمي فزرْه ، وإذا أكرمك فأكرمْه ، وإذا سلّم عليك فسلمْ عليه ، فأنت وهو سواسيةٌ في كل الحقوق والواجبات ، ليس لك حقوقٌ أكثر ، وليس عليه واجباتٌ أكثر ، وإذا أذنبتَ بأيِّ ذنب ، أو وقعتَ في جريمة جنائية فعقوبتك وعقوبة غيرك في الشرع سواء ، فأيُّ تميز لك؟!! ، إنما أكرم اللـَّـهُ تعالى رسوله ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ بمحبة المسلمين لأهل بيته تكريماً لرسوله الذي بذل نفسَه وجهدَه في سبيل اللـَّـه ، ووفقه اللـَّـهُ وهو الوحيدُ الذي بدأ الدعوة وحيداً فريداً إلى هداية الأمة ، وعانى في ذلك أعظمَ المعاناة ، وهو الذي اصطفاه اللـَّـه واختاره ، وأرسله إلى العالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى اللـَّـه وسراجاً منيراً ، فأكرمه اللـَّـهُ بعشرات الكرامات ، ومنها : أن أمرَ المسلمين بمودة أهل بيته إن كانوا صالحين .. هذا ولا أقل ولا أكثر.

ماذا عملتَ يا أخي يا بنَ بنت رسول اللـَّـه ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ ، يا ابنَ الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إذا عملتَ ما يحببك إلى الناس فلك أجرٌ كبيرٌ بل أجران ، الأجرُ الأول : أن العملَ الصالحَ والتواضُعَ الذي يحببك إلى الناس يؤجرك الله عليه كما يؤجر غيرُك من المسلمين ، الأجر الثاني : لأنك سهلت للآخرين أن يُطيعوا اللـَّـه بمودة أهل بيته الصالحين طاعةً لله تعالى ، وتكريماً لرسوله ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ ، أمَّا إذا عملتَ ما ينفر الناسَ منك ، فأنت مأثومٌ مرتين : الأولى : إثمُ العمل السيء الذي ينفرُّ الناسَ ، والثاني : إثمُ تسببك في عصيان اللـَّـه ، والإساءة إلى رسوله ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ بكراهية أهل بيته.

يا إخوتي يا بني هاشم لستم أعلى من الآخرين في أيِّ حق ولا واجب ، ولكم بلا شك المودةُ في القربى ، والمودةُ هي شعورٌ قلبي وعملٌ لا يأتي من الآخرين بالطلب ، أو بالتعالي ، وإنما يأتي بالتواضُع ، والعمل الصالح ، وخدمة الآخرين ، ومُحاولة هدايتهم إلى الخير ومعاونتهم.

إن واجبَـكم التواضُعُ للآخرين من المسلمين جميعاً ، يا إخواتي ويا أبنائي تواضعوا للمسلمين ، كونوا خُداماً للمسلمين ، تسامحوا عن بعض حقوقكم التي يمكن التسامُحُ فيها ، أريدوا الخير للآخرين ، عاونوهم في قضاء حاجاتهم بكل ما تقدرون ، هذه مهمتكم كي يسهلَ على الآخرين مودتكم ابتغاءَ وجه اللـَّـه تعالى ، وطلباً لرضاه ، وتكريماً لرسوله محمد ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ ، ولا تنفروا المسلمين بتصرفات بعضكم السيئة التي لا ترضي اللـَّـهَ ، ولا ترضي رسوله ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ ، فإن الناسَ لن يخصوا السيئين فقط بالكراهية ، بل سيكرهونكم جميعاً ، والذنبُ ذنبُ المتعالي السيء المتكبر والعياذ باللـَّـه ، وهذا العملُ السيءُ إنما يحصُلُ من البعض بل بعض البعض ، ولكن طبيعة البشر أن يكونَ رَدُّ الفعل كراهية الجميع ، إنما أحَبَّ الناسُ آباءَكم القدامى لتواضُعهم ، ولخدمتهم للآخرين ، ولعطفهم علىهم ، وتسامُحهم معهم ، ولتقواهم والتزامهم بما أمر اللـَّـهُ سبحانه وتعالى به.

إننا يا إخوتي عندما نشكو من إذلال بني هاشم ، إنما نشكو من عدم المساواة ، إنما نشكو من أولئك الذين يكرهون الواحدَ منكم بمجرد ذكر اسمه ، وبمجرد أن يعرفوا أنه إبنُ فلان ، وأنه ينتمي في نسبه إلى رسول اللـَّـه ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ ، وإلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، ويبدأون يحاربون الشخصَ ويقصونه من عمله ، ويهمشونه ويذلونه ويكرهونه بدون أيِّ ذنب أتاه ، أو أيَّة إساءة أساءَ بها إلىهم ، وإنما كراهية له لمجرد نسبه ، هذا الذي نشكو منه ، وهو حاصلٌ اليوم في بلادنا ، ويجبُ أن يزولَ ، وسيزولُ بإذن اللـَّـه سبحانه.

أما إذا قد حصلنا على المساواة فذلك هو المطلوبُ ، ولا نريدُ أكثرَ من ذلك ، ثم بعدَ ذلك مسألة المودة يعودُ الحصولُ عليها إلى تصرفاتنا وسلوكنا ، مَن كان صالحاً فسيحبه الآخرون ، ومن كان سيئاً فسيكرهه الآخرون ، نحن نطالبُ بالمساواة ، ونطالبُ بعدم التعميم ، فمَن كان سيئاً فليتحملْ هو نتائجَ سوء سلوكه وتصرفاته ، ولا يُعممَ ذلك على الجميع المحسن والمسيء ، كما قال اللـَّـه سبحانه وتعالى : (ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى).

ثم لنا مطلبٌ آخر مهم وكبيرٌ وهو أن يتركونا ومذهبَنا وعقيدتـَنا ، وأن ينتهَوا عن محاولة طمس مذهبنا ، والقضاء عليه في حملة مسعورة ظالمة مدعومة بالمال من الخارج والداخل ، وبالمتآمرين من الخارج والجهلة من الداخل.

أما المساواةُ في كلِّ المعاملات ، وفي كلِّ الحقوق والواجبات ، فأهلاً وسهلاً بها.

فافهموا يا إخوتي حقوقكم ، وقفوا عندها ، فالرسولُ الأعظمُ ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَــهُ وَسَلـَّـمَ ــ يقول : »رحم اللـَّـهُ امرءً عرف حَدَّهُ فوقف عنده«.

فعلينا أن نفهمَ ديننا حقَّ الفهم ، وأن يكونَ هَمُّنا إرضاءَ اللـَّـه ، ومحاولة الإقتداء بالمعلـِّـم الأعظم نبيِّ الرحمة محمد بن عبداللـَّـه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وعلى آله الطاهرين الذين بذلوا أرواحَهم وأموالهم في سبيل اللـَّـه ، ومن أجل إعلاء كلمة اللـَّـه ، وأصحابه الذين جاهدوا في سبيل اللـَّـه بأنفسِهم وأموالهم غيرَ طامعين في منصبٍ ولا مال.

وفقني اللـَّـهُ وإياكم إلى رِضاه..

واللـَّـهُ الهادي إلى سواء السبيل.

وهو حسبُنا ونعم الوكيل.

نعم المولى ، ونعم النصير.

وعلى اللـَّـه توكلتُ..

❊ القاهرة 10 من ذي القعدة 1428هـ


صحيفة البلاغ
آخر تعديل بواسطة الزيدي اليماني في السبت نوفمبر 24, 2007 1:38 pm، تم التعديل مرة واحدة.

د.اسماعيل الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 22
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 11:48 am
مكان: صنعاء

مشاركة بواسطة د.اسماعيل الوزير »



جزى الله سيدي ابراهيم كل خير

على هذه النصيحة الطيبة

وشكرا لك أخي الزيدي اليماني على نقله
لتعم الفائدة

وياحبذا أخي لو اصلحت العنوان فهو عبارة عن ارقام غير مفهومه

فعنوان المقال هو
في خطابه للهاشميين اعرفوا مالكم وماعليكم

وشكرا



الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

د.اسماعيل الوزير كتب:

جزى الله سيدي ابراهيم كل خير

على هذه النصيحة الطيبة

وشكرا لك أخي الزيدي اليماني على نقله
لتعم الفائدة

وياحبذا أخي لو اصلحت العنوان فهو عبارة عن ارقام غير مفهومه

فعنوان المقال هو
في خطابه للهاشميين اعرفوا مالكم وماعليكم

وشكرا


وجزاكم الله ألف خير سيدي الكريم
المعذرة لم ألاحظ الخطأ في العنوان إلا الآن

نفعنا الله بعلمكم وبعلم والدكم الفاضل العلامة إبراهيم الوزير
تحياتي لكم دكتور إسماعيل

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“