مسؤولية الشباب
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 22
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 11:48 am
- مكان: صنعاء
مسؤولية الشباب
بسم الله الرحمن الرحيم
يُشَكِّلُ الشبابُ العصبَ الرئيس في حياة الأمم ، ذلك أن الحالة التي هُم عليها هي التي تحدِّدُ مستقبلَ موقع الأمة التي ينتمون إليها بين الأمم، ذلك لأن الإنسان لا يمكن أن يعطي إلا مما عنده ، فهو لا يملك ولا يقدر أن يقيم صرحاً لا يكون أساسُه وجذورُه لديه.
لذلك عمد أعداءُ الأمة في الداخل والخارج إلى صرف طاقات الشباب وقدراتهم إلى المسائل الرخيصة في تحقيق المُتَع والرغبات التي لا تبني أمةً ولا تتقدم بشعب ، فما استطاعتْ الأممُ ذاتُ الحضارة أن تعلن عن نفسها إلاَّ وقد بذل أبناؤها من الوقت والجهد في سبيل بناء الذات شيئاً كثيراً.
يمكن للشاب أن يحقق مستقبله بناءاً على ما يحمل من طموح بين جنبيه ، فإن كان طموحه وغايته هي تلك المسائل العادية من امتلاك الأموال وما يترتب عليها ، فإن هذه المسألة ليست مما يُؤبَهُ له ، إذ لا يشكل ذلك بناءاً للأمة ولا تقدماً للشعب ، فبنوع من العلاقات وتقديم الخدمات الخاصة , وبشيء من التنازل عن بعض الوجود -إذ أن وجود الإنسان كإنسان إنما يكون بما يحمل من أفكار ومبادئ- يمكن تحقيق ذلك ، ولا يكون المرء في هذا قد حقق شيئاً من ذاتيته التي يتميز بها كإنسان يحمل عقلاً وقلباً لا يشاركه فيهما كثيرٌ من المخلوقات الأخرى. إذ أن الوجود الإنساني تمثله المعلومات والأفكار والمبادئ والمُثُل والمعاناة الذاتية التي يحملها من أجل الآخرين، هذا هو الإنسان الذي استحق أن يكون المسيطر على هذه الأرض دون غيره من المخلوقات التي تشاركه العيشَ على هذه الأرض.
إن الذين يعتلون قيادة شعوب العالم اليوم من الدول المتقدمة لم يكن لهم ذلك لولا أنهم حققوا وجودهم عبر تحقيق صفة الإنسان في ذواتهم باعتباره إنساناً لا حيواناً ، ولنا في مراجعة تأريخ تلك الأمم وسُبُل نهضتها برهانٌ على أن الثورة لا تكون ثورةً إلاَّ إذا بدأت من الداخل فكانت أولاً ثورةً على الذات.
إن الشباب اليوم مسؤولٌ عن تحديد مستقبل شعبه عن طريق تحديد اهتماماته ، وطرق التصرف في أوقاته التي يستطيع بها أن يبني أو أن يهدم.
إن طريق بناء الأمة فيه الكَدُ والعناء وتحمُّل المشاقِّ والظروف القاسية ، ولكنه في نفس الوقت طريقٌ يشعر فيه المرء بتحقيق وجوده وذاته ، وباعترافه بنفسه إنساناً لا حيواناً ، هو طريقٌ يعيش فيه الإنسان حياةَ الأمل في الصعود إلى الإنسانية الحقَّة ، تلك التي تهتم بالجميع وتعيش من أجل الجميع ، وتَلْتَذُ بتحقيق الخير والسعادة للجميع .
تلك هي الإنسانية التي يُخَلَّدُ أصحابُها في ذاكرة الزمن سواء وصلوا إلى نهاية الطريق وحققوا آمالَهم العظيمة ، أو تركوا الحياة قبل ذلك
.
فبتحقيق وجودهم في هذه الأرض عبر ما حملوا من صفات الإنسانية وعاشوا من أجلها قد وضعوا اللبنات الصحيحة التي من أجلها سيبقى الناس يذكرونهم كرجال أفذاذ أناروا الطريقَ للآخرين وبيَّنوا معالمه التي يقتفيها كلُ مَن يريد أن يحْمل مشعلَ الوجود.
والحمدُلله ربِ العالمين..
Re: مسؤولية الشباب
د.اسماعيل الوزير كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
يُشَكِّلُ الشبابُ العصبَ الرئيس في حياة الأمم ، ذلك أن الحالة التي هُم عليها هي التي تحدِّدُ مستقبلَ موقع الأمة التي ينتمون إليها بين الأمم، ذلك لأن الإنسان لا يمكن أن يعطي إلا مما عنده ، فهو لا يملك ولا يقدر أن يقيم صرحاً لا يكون أساسُه وجذورُه لديه.
لذلك عمد أعداءُ الأمة في الداخل والخارج إلى صرف طاقات الشباب وقدراتهم إلى المسائل الرخيصة في تحقيق المُتَع والرغبات التي لا تبني أمةً ولا تتقدم بشعب ، فما استطاعتْ الأممُ ذاتُ الحضارة أن تعلن عن نفسها إلاَّ وقد بذل أبناؤها من الوقت والجهد في سبيل بناء الذات شيئاً كثيراً.
يمكن للشاب أن يحقق مستقبله بناءاً على ما يحمل من طموح بين جنبيه ، فإن كان طموحه وغايته هي تلك المسائل العادية من امتلاك الأموال وما يترتب عليها ، فإن هذه المسألة ليست مما يُؤبَهُ له ، إذ لا يشكل ذلك بناءاً للأمة ولا تقدماً للشعب ، فبنوع من العلاقات وتقديم الخدمات الخاصة , وبشيء من التنازل عن بعض الوجود -إذ أن وجود الإنسان كإنسان إنما يكون بما يحمل من أفكار ومبادئ- يمكن تحقيق ذلك ، ولا يكون المرء في هذا قد حقق شيئاً من ذاتيته التي يتميز بها كإنسان يحمل عقلاً وقلباً لا يشاركه فيهما كثيرٌ من المخلوقات الأخرى. إذ أن الوجود الإنساني تمثله المعلومات والأفكار والمبادئ والمُثُل والمعاناة الذاتية التي يحملها من أجل الآخرين، هذا هو الإنسان الذي استحق أن يكون المسيطر على هذه الأرض دون غيره من المخلوقات التي تشاركه العيشَ على هذه الأرض.
إن الذين يعتلون قيادة شعوب العالم اليوم من الدول المتقدمة لم يكن لهم ذلك لولا أنهم حققوا وجودهم عبر تحقيق صفة الإنسان في ذواتهم باعتباره إنساناً لا حيواناً ، ولنا في مراجعة تأريخ تلك الأمم وسُبُل نهضتها برهانٌ على أن الثورة لا تكون ثورةً إلاَّ إذا بدأت من الداخل فكانت أولاً ثورةً على الذات.
إن الشباب اليوم مسؤولٌ عن تحديد مستقبل شعبه عن طريق تحديد اهتماماته ، وطرق التصرف في أوقاته التي يستطيع بها أن يبني أو أن يهدم.
إن طريق بناء الأمة فيه الكَدُ والعناء وتحمُّل المشاقِّ والظروف القاسية ، ولكنه في نفس الوقت طريقٌ يشعر فيه المرء بتحقيق وجوده وذاته ، وباعترافه بنفسه إنساناً لا حيواناً ، هو طريقٌ يعيش فيه الإنسان حياةَ الأمل في الصعود إلى الإنسانية الحقَّة ، تلك التي تهتم بالجميع وتعيش من أجل الجميع ، وتَلْتَذُ بتحقيق الخير والسعادة للجميع .
تلك هي الإنسانية التي يُخَلَّدُ أصحابُها في ذاكرة الزمن سواء وصلوا إلى نهاية الطريق وحققوا آمالَهم العظيمة ، أو تركوا الحياة قبل ذلك
.
فبتحقيق وجودهم في هذه الأرض عبر ما حملوا من صفات الإنسانية وعاشوا من أجلها قد وضعوا اللبنات الصحيحة التي من أجلها سيبقى الناس يذكرونهم كرجال أفذاذ أناروا الطريقَ للآخرين وبيَّنوا معالمه التي يقتفيها كلُ مَن يريد أن يحْمل مشعلَ الوجود.
والحمدُلله ربِ العالمين..
حياكم الله سيدي الدكتور إسماعيل
موضوع أكثر من رائع ، وابن وقته
وكلمات موجزة عميقة خاطبتم بها قلوبنا وعقولنا
وفعلاً كما قال المثل :
"فاقد الشيئ لا يعطيه"
وكل إناءٍ بالذي فيه ينضح
فعلى الواحد منا أن يجتهد في إكتساب القيم والمثل العليا
وأن يعض عليها بالنواجذ .... ولا يميل مع الريح أينما مالت به
أسأل الله أن يجعلنا من الذين اهتدوا وزداهم هدىً
وأن يرزقنا اليقين ويثبتنا عليه وأن يعيننا على إجتناب الباطل وإزهاقه
وأن يصلحنا ويصلح أبناءنا وإخواننا وأن يهدينا ويهدي بنا
وأن يصلح الشأن كله ويؤلف بين القلوب الخيرة لكل خير ...
وأن يجعل كيد من أراد بنا وشبابنا وبلادنا وديننا شراً في تدميره وهلاكه
إنه سميع مجيب الدعاء
وليعلم الذين ظلموا أنهم لن يحققوا هدفهم مهما زادات إمكاناتهم وقوتهم
فهي إمكانات وقوة جوفاء باطلة ....
ونسأل الله أن يمحق بنا وشبابنا الباطل وأهله
آميم اللهم آمين
ودمتم لنا ومواضيعكم
تحياتي ومودتي وخالص تقديري
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 22
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 25, 2007 11:48 am
- مكان: صنعاء