جمهورية 5 نوفمبر إذ تتجلى في مذكرات الشيخ ..

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
الزيدي اليماني
مشرف مجلس الأدب
مشاركات: 404
اشترك في: السبت ديسمبر 23, 2006 3:46 pm
مكان: أمام الكمبيوتر !

جمهورية 5 نوفمبر إذ تتجلى في مذكرات الشيخ ..

مشاركة بواسطة الزيدي اليماني »

جمهورية 5 نوفمبر إذ تتجلى في مذكرات الشيخ
18/11/2007
محمد ناجي أحمد
بعد استتباب الأمر للإمام " يحي حميد الدين " في بداية عشرينات القرن العشرين بدأ في النظر إلى أنصاره في حاشد وبكيل على أنهم رعايا متساوون في الواجبات مع بقية رعيته في إب وتعز والحديدة ، مثل هذا التوجه الذي سار عليه الإمام أثار نقمة مشايخ القبائل في حاشد وبكيل إذ كيف يساوي بينهم وبين الرعية وكيف يسلب منهم سلطة الأعراف والتقاليد التي يحكمون بها باسم " "طاغوت القبيلة" ويبدأ في تطبيق الشريعة " القانون " مساواةً لهم مع غيرهم في الحدود والمواريث والحقوق والواجبات ، وبدأ يتدخل في المواريث ويعطي للنساء إرثهن مما يهدد بتقسيم المزارع والأملاك المستحوذ عليها من قبل المشايخ ، فالأخوات والعمات والأنساب والضعفاء في القبائل بدؤا في الشكاء للإمام والمطالبة بالإرث المغتصب لدى المشايخ ، لهذا ودفاعاً عن أملاكهم ونفوذهم و" طاغوتهم " بدؤا بالتمرد عليه وحددوا لأنفسهم هدفاً هو تغيير السلطة وهو ما يؤكده كلام الشيخ " عبدالله بن حسين الأحمر " و " الشيخ " سنان أبو لحوم " في مذكراتهما ، إذ يتفقان في التعبير عن هدفهم في تغيير نظام الإمامة ويختلفان في زاوية ومرتكز التغيير " فالأحمر " يقرأ الأحداث من زاوية " حاشد " باعتبارها جيش الدفاع عن الثورة والجمهورية فبسبب المضايقات التي تمت لبيت " الأحمر " وقتل " الشيخ ناصر الأحمر وابنه حميد " كانت الثورة أي أنها قامت كرد فعل على مساواتهم بالرعية ، والشيخ سنان يروي الأحداث من زاوية " بكيل " ودورها في التخطيط للثورة كرد فعل على الإنتقاص الذي حدث من قبل الإمام لمشايخ بكيل وحاشد والتدخل في نفوذهم القبلي وإنزالهم إلى مرتبة الرعية المحكومة بالشرع .
في سياق الإجماع القبلي على الثورة وتغيير رأس السلطة وليس إحداث تغيير ثقافي واجتماعي وسياسي واقتصادي كان كلام " الشيخ سنان " الموجه للمشايخ قائلاً لهم : " ليبق كل منكم مع الطرف الذي يريده ولكن فلنتفق على تغيير هرم السلطة السياسية ( ص23 اليمن حقائق ووثائق عشتها 1943 – 1962م ) .
وبغض النظر عن اللغة العصرية التي يستخدمها " سنان " فهي بالتأكيد صياغة تسعينية ربما كان " لعبدالكريم قاسم " معدّ الكتاب أثر فيها إلا أنها تعبر عن أن الأصل هو وحده القبيلة الذي هو الأساس فالثورة والجمهورية كلها تعبيرات تبدأ من القبيلة لتصب في الأخير في خدمتها ، ويمكن للقارئ أن يتأمل الوثائق والمعاهدات التي كان الشيخ " الأحمر " وكذلك الشيخ " سنان " يبرمانها بين قبائل حاشد وبكيل في حرمة دم القبيلي وعدم قتله فهم أثناء الصراع مع الملكيين ورغم أنهم يتوزعون كمقاتلين بين الجمهوريين والملكيين إلا أنهم كانوا يمتنعون عن قتل القبيلي أما إذا كان من الغوغاء أي محافظات إب وتعز والحديدة فإنه يتم قتله لأنه ليس قبيلي ، ومصطلح " غوغاء " يستعمله الشيخ عبدالله لوصف الاشتباكات التي تمت بين حرس السلال الخاص وبعض الوحدات العسكرية مثل الصاعقة والمظلات من طرف والمصريين كطرف مقابل ، فبعد أن تم الصلح بين الطرفين بواسطة المشايخ يقول بعد أن تم تهجير المصريين " أما الغوغاء فهجرناهم ووبخناهم " هؤلاء الغوغاء ينتمون جغرافياً إلى إب وتعز والحديدة ، وهم ليسوا جيش الثورة " أبناء حاشد الذين كنت أقودهم هم جيش الثورة لأنه لم يكن هناك جيش رسمي ، فالجيش النظامي تشتت بعد قيام الثورة والضباط والحرس الوطني الذين شكلوه فيما بعد كانوا أحداثاً وغير مجربين والبعض منهم كانوا يرمون بهم في المعارك فقتل منهم من قتل وهرب من هرب ، فكانت قبائل حاشد هم جيش الدفاع عن الثورة .. " ص 85 .
لم يذكر لنا الشيخ كيف تم التخلص من الضباط الأحرار من " علي عبد المغني ومحمد مطهر زيد " وغيرهم بل إنهم غير موجودين في مذكراته في حين أن سنان أبو لحوم كان أكثر تسامحاً في إعطاء الآخرين هامشاً من الذكر ، والحديث عن حاشد وبكيل الثورة يرد بقوة حتى في إحصاء الشهداء منهم فالشيخان يذكران قتلاهم من المشايخ بالاسم حتى ولو كانوا من قتلى الملكيين ، فالهوية القبلية تعلو فوق كل الهويات ويتفق الشيخان في ذكر الشهداء بالأعم والأغلب باستخدام توصيفات مثل " آخرون " و " عدد من القتلى " .
" الآخر " لا يستحق الذكر بالاسم ! إنهم " غوغاء " يتم استنفارهم من أجل انتصار جمهورية حاشد وبكيل وهو ما تم تحقيقه في 5 نوفمبر 1967م فاليساريون وهم على الأغلب من إب وتعز والحديدة ليسوا جمهوريين ، فالجمهوري في فهم الشيخ هو الحاشدي والبكيلي ولهذا يتم تصفية اليسار والدخول معهم بحرب شوارع فالصاعقة والمظلات والجيش الشعبي بدؤا باستعراض عضلاتهم ، فمواجهتهم أثناء حصار صنعاء مقدم على مواجهة الملكيين ، وحتى عندما يتم ذكر معارك حصار صنعاء فإن ملاحم القبيلة هي التي تتصدر الصورة ويتم الإشارة إلى الآخرين من قبل الشيخ " الأحمر " بأنهم " ثبتوا " لكن أساطير البطولة الحاشدية والبكيلية هي التي تتصدر مذكرات الشيخين مع إعطاء " الأحمر " لذراعه اليمنى " مجاهد أبو شوارب " مساحة لوصف بطولاته بل ووصف شجاعة القبيلي الآخر الذي واجهه " مجاهد " .
إن الولاء للقبيلة مقدس ومقدم على كل الولاءات وهو ما تم الاتفاق عليه والالتزام به بين حاشد وبكيل يقول الشيخ " سنان " : " كنا قد اتفقنا أن لا مانع لمن له صلة مع أحد أن يعمل معه ولكن الأساس هو أننا لسنا مع أحد " ص 119 جـ 1 .
ولهذا استمروا مع أنفسهم حتى بعد حصار السبعين يوماً وتصفية وحدات الجيش التابعة للغوغاء من الصاعقة والمظلات والجيش الشعبي ، إما عن طريق ضم بعضه إلى جمهورية " 5نوفمبر " أو سحل الآخرين وقتلهم في شوارع صنعاء .
بعد هذا تأتي المصالحة مع الملكيين وإدماجهم في الحكم فهم من بكيل وحاشد وجمهورية 5نوفمبر هي جمهوريتهم وإن شاركهم في تأسيس هذه الجمهورية البعثيين وتم استمالة اليسار لفترة وجيزة ثم تم التخلص منهم في أحداث اغسطس 1968م وفي 1969م بعد المصالحة مع الملكيين من بكيل وحاشد .
لقد خرجت حركة 5 نوفمبر من غرفة نوم الشيخ " عبدالله " وعُـمِّد الشيخ منذ ذلك اليوم أباً روحياً وتنفيذياً فإذا ماسارت الأحداث في غير ما ينبغي ويرضى ، تدخل في تغيير مسار الجمهورية والتخلص من اليسار الشيوعي الأخطر على الثورة والجمهورية من الملكيين بحسب وجهة نظره لأنهم يهدفون إلى الاستيلاء على الحكم الذي هو حق مقدس لقبائل حاشد وبكيل ، ولهذا يتم تصفية الوحدات اليسارية بحسب توصيف الشيخ والتصالح مع الملكيين من حاشد وبكيل ، وإشراكهم في المجلس الجمهوري والوطني للحكومة ، والملكيون ليس المقصود بهم الهاشميين فهؤلاء تم إدماج بعض منهم مثل " أحمد محمد الشامي " وبعد ذلك تم استبعادهم لكن رجال ومشايخ القبائل ضلوا شركاء في الحكم في جمهورية " الأحمر " حتى يومنا هذا ، فالقبائل الملكية ليس فيها غدر لكن الشيوعيين في المناطق الوسطى يتميزون بالغدر .
لم يكن للشيخ " عبدالله " وأبيه نفوذ قبل الثورة بل كانت قبائل حاشد وبكيل رعايا يلتمسون رضى الإمام ويقبلون ركبته ، فالشيخ " الأحمر " " قبل ركبة الإمام " وهو يراجع على أبيه وأخيه من أجل إطلاقهم من الحبس ، وفي نفس الوقت يخططون لقتله في السخنة على يد " سعيد حسن فارع " الملقب بإبليس ، ويعدّون له كميناً في مستشفى الحديدة على يد " اللقية " و " الهندوانة " و " العلفي " بعد أن كان حميد الأحمر أثناء سفر الإمام إلى إيطاليا طامحاً بالاستيلاء على الحكم وتعيين نفسه إماماً ، فهو كما يصفه سنان طامحاً ومندفعاً وكان يقول لسنان إن الآخرين يعملون لحساب غيرهم أما أنا وأنت فلا نعمل لحساب أحد وإنما لحساب أنفسنا ، وقد دخلت قبائل حاشد إلى صنعاء طمعاً بعطايا البدر وبحجة حمايته من تمردات العسكر وهدفهم المخطط له مع " سنان أبو لحوم " كعقل مدبر لحميد وبعد ذلك " للشيخ عبدالله " . دخلت القبائل وهي تردد زامل :
سلام يا حاشد ويا صُــنَّـة بكيل
من بعد هذا تسمعون أخبارها

إمامنا الناصر ومن بعده حميد
سبحان من رد العوايد لأهلها

ويقصدون بالعوايد الإمامة والملك . وعند عودة الإمام أحمد من إيطاليا ردّ عليهم بقوله :
ماذا يريدونها لا درَّ درُّهمُ
إن الإمامةَ لا يطوى لها علمُ

، وهذا السيف وهذا الميدان ومن كذب جرب .
إن الشيخ ليس رعوياً وليس مواطناً إنه من الأنصار ولهذا كانت الثورة وكانت جمهورية 5نوفمبر 1967م التي خرجت من غرفة نوم الشيخ كما يذكر ذلك في مذكراته .
حين قامت جمهورية اليمن الديمقراطية في الجنوب كان موقف الشيخ الأحمر أنه لا يجب الاعتراف بهم فالجنوب فرع تابع لشمال الشمال ولا يجوز الاعتراف به ، لكن حكمة الرئيس الإرياني أقنعتهم بالاعتراف فالجنوب سيكون هو الجمهورية التي سيفرون إليها إذا ما انتصر الملكيون ، وظل موقف الأحمر تجاه الوحدة مع الجنوب أساسه أن الجنوب فرع تابع للشمال وأنه يجب أن يضم سلماً أو حرباً ، فلقد فوت القاضي الإرياني فرصة ضم الجنوب بالقوة عام 1972م بسبب تأثير اليساريين على الإرياني وتغلغلهم في أجهزة الدولة بحسب رواية الأحمر ، ولأن القاضي لم يكن يسير على هوى الأب الروحي والقائد الفعلي لجمهورية 5نوفمبر فلقد بدأ الأحمر يعدّ العدة طالما وإن مصالحه مع الإرياني قد تقاطعت وطالما أن الإرياني لا ينسجم مع السعودية ولا يسير على هواها ، فكان التخطيط لحركة 13يونيو 1974م والتي ينسب " الأحمر " التدبير والتخطيط فيها للشيخ سنان ويرويها الشيخ سنان على أنها من تدبير وتنفيذ " الأحمر " ، ويبدو أن توزيع الأدوار بين الشيخ " عبدالله " والشيخ " سنان " كان متفقاً عليه وفق مبدأ أن يعملوا مع أي طرف لكن الأساس أنهم مع حاشد وبكيل ,على هذا الأساس كان سنان في الظاهر مع الإرياني وفي الباطن مع ولائه لبكيل وحاشد مخططا ومدبراً وموجهاً .
لقد كانت اتفاقيات الوحدة منذ اتفاق القاهرة 1972م والذي وقعه محسن العيني مع علي ناصر محمد ثم اتفاق طرابلس والكويت، كلها اتفاقيات مرفوضة وغير مقبولة من قبل الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر " فهو ليس معترفاً بوجود دولة في الجنوب ولهذا لا يجب تقديم تنازلات للشيوعين الكفرة فالجنوب من أملاك شمال الشمال والتعامل مع السلطة الحاكمة في الجنوب كطرف لهم مطالب بعد تنازلاً فالوحدة يجب أن تقوم حرباً أو سلماً ويجب تصفية الشوعيين إما بشرائهم أو بتصفيتهم الجسدية ، ولهذا عندما تمت الوحدة في 22مايو 1990م كان الشيخ الأحمر رافضاً لها ولدستورها .
لقد كان الاتفاق مع الرئيس " علي عبدالله صالح " وبطلب منه للشيخ " عبدالله " بتكوين " حزب التجمع اليمني للإصلاح " ليعبر عن مطالب يصعب على الرئيس المطالبة بها خاصة وأنه ملزمٌ باتفاقية الوحدة ، لهذا كانت فكرة الرئيس تشكيل هذا الحزب وهو من تجمع القبائل والاسلاميين الذين ساعدوه في توطيد حكمه في المناطق الوسطى بحسب مذكرات الشيخ ، فهو حزب عمل الرئيس على تكوينه ليكون رديفاً للمؤتمر الشعبي العام.
رؤية الشيخ الأحمر للوحدة لا تختلف عن رؤيته للجمهورية ، فاليسار يتم اقصاؤه من جمهورية القبيلة وثورتها في الوقت الذي تم فيه استيعاب القبائل الملكية في الحكم ، ومفهومه للوحدة يقوم على أساس الحق التاريخي وعودة الفرع للأصل ومحاربة الشوعيين الكفرة في نفس الوقت الذي يدفع بالمحادثات واتفاقيات الحدود مع السعودية إلى النجاح دون التوقف عند " حفنة من التراب " فالعلاقة مع المملكة العربية السعودية أهم . ويبدوا أن استراتيجية مواجهة اليسار في الجنوب والقضاء عليه كانت قديمة وسابقة لاتفاقية القاهرة : " حاولنا أن تكون لدينا استراتيجية لمواجهة هذا التيار وهذا الزحف ، استراتيجية للتخلص من هذا السرطان الموجود في عدن والذي كنا قادرين على استئصاله سنة 1972م بداية الحرب وقبل اتفاقية القاهرة التي أجهضت كل شئ "ص208 . ويبدو أن استراتيجية التخلص من السرطان الموجود في عدن قد تم تنفيذها ابتداء من 22مايو1990م وحتى حسمها في حرب 07 /07 /1994م بعد أن كان الطموح في تنفيذها بحسب إلحاح الشيخ عبدالله على التدخل في أحداث الجنوب في 1986م في الحرب الدائرة بين فرقاء الحزب الاشتراكي .
للشيخ مواقف ضد كل من يتقاطع مع جمهورية 5نوفمبر سواء أكانوا بعثيين وهم أقرب الفرقاء إلى القبيلة ، وهو يشير إليهم بالثناء ويذكر دورهم في الدفاع عن الجمهورية وإن كان له موقف ضدهم فسبب موقف السعودية من البعثيين لكنه مع انقلاب الناصريين الذين كان الحمدي قد استبدلهم بالبعثيين وبدأ في تغيير أسس جمهورية 5نوفمبر – يقف مباشرة مع الرئيس فيقول : " مع ضرب الناصريين قررنا التعاون مع علي عبدالله صالح وكلما أظهر موقفا حاسماً مع المخربين ومع الشيوعين في عدن اقتربنا منه وتعاونا معه أكثر " ص231 كلما كان الحكام ملتزمين بنهج جمهورية شمال الشمال يكون دعم الشيخ والقبائل بل والحركة الاسلامية التي مثلت امتداداً نحو محافظات " الغوغاء " ولهذا عندما تقاطعت السبل بين " الأحمر " و " الرئيس الحمدي " ، وبدأ يعمل على إزاحة مراكز قوى 5نوفمبر كان التمترس والحشد والحركة والسعي لاسقاط حركة 13يونيو والقضاء على الحمدي من قبل الثلاثي النشط : المخطط والمدبر صاحب النشاط والسعي الحركي " سنان " والشيخ النافذ بقبيلته ودعم السعودية له " الأحمر " ومحافظ حجة وقتها " مجاهد أبو شوارب " لكن السعودية وهو توهم " الحمدي " بأنها وسيط بينه وبين المشايخ وكانت في نفس الوقت تدبر لاسقاطه واغتياله من داخل حركة 13يونيو وهو ما تم بيد الغشمي وصحبه ثم ما تم للغشمي نفسه الذي لم يغير موقفه ونهجه تجاه ما تسميه "حركة 13يونيو " بمراكز القوى بل وظل يتعامل مع الناصريين باعتبارهم أصحابه .
يستنكر الشيخ الأحمر عدم التدخل في أحداث يناير1986م وضم الجنوب في ذلك الوقت وإعلان الوحدة ، فذلك موقف فيه ضعف وتفويت للفرصة " وكان لعلي ناصر محمد " دور في تثبيط هذا الدور وطلب من الشمال عدم التدخل ولم يذهب إلى السعودية ولم ينسق مع القوى الجنوبية – يقصد التجمع الوطني الموجود في الشمال – ولم يعلن تخليه عن الاشتراكية "
الوحدة في رأي الشيخ كانت ستتحقق بالقوة لكن الحزب الاشتراكي في عام 1990م كان مضطراً للدخول في الوحدة " وهم مضطرون ليحموا أمرهم بالوحدة وآلافاً من الشعب كفيل بابتلاعهم "ص244 ، فالوحدة في مفهومه ابتلاع وضم بالقوة ، فالمطلوب والمخطط له منذ السبعينات هو وحدة على أنقاضهم ،كما قامت الثورة والجمهورية على أنقاض إب وتعز والحديدة ، وعلى أنقاض اليسار والقوميين .
يصف الشيخ " الأحمر " الحوار مع " الاشتراكي " الذي بدأ عام 1996م بأنه نكاية بالمؤتمر الذي بدأ يعد العدة للتخلي عن " حزب التجمع اليمني للإصلاح " باعتباره فائض عن الحاجة وبسقوط الدافع لانشائه وهو ما تم في انتخابات 1997م وحصوله على أغلبية مريحة ثم انتخابات 2003 وحصوله على أغلبية كاسحة ويبدو أن الحوار مع الاشتراكي والوصول معه إلى مجلس تنسيق ثم " اللقاء المشترك " لم يكن على أساس تعديل وتحول في الأفكار وإنما وفق نفس منطق جمهورية 5نوفمبر وهو إقصاء الآخر وتصفيته إما جسدياً أو من خلال سلبه اختلافه الفكري ورؤيته السياسية .
إن تكوين اليمن الحديث من حيث وحدة السلطة السياسية الممثلة بالإمام وإرسال حكام شريعة وأمراء الألوية والعمال بحسب التقسيم الإداري للمملكة المتوكلية وتأسيس التعليم الحديث وإلزاميته ابتداء من عام 1925م و ابتعاث الطلاب بما فيهم صغار السن للدراسة في لبنان ومصر والعراق بل والإنفاق على الطلاب والتلاميذ في المدارس سواء بنظام القسم الداخلي أو الخارجي وإنشاء بعض المجمعات الطبية في الخمسينيات وشق الطرقات كل ذلك كان نهجاً قد بدأ السير فيه في عهد المملكة المتوكلية ، فإذن المعركة مع الإمام يحي حميد الدين وابنه أحمد لم تكن كما تقول الثقافية المدرسية من أجل التحرر من الفقر والجهل والمرض ، بل كان في أساسه صراع مع مشايخ القبائل " أهل الحل والعقد " والأنصار الذين حولتهم الإمامة إلى رعية متساوون مع بقية رعايا المملكة ، هذا النهج في تكوين مملكة مركزية قوية هو الذي أزعج مشايخ القبائل وجعلهم يتربصون بالإمام " يحي وابنه أحمد " وهو ما أدى إلى سقوط الدولة القائمة على مركزية حازمة وقوية وإن كانت تسلطية إلا أن جمهورية 5نوفمبر لم تحدث قطيعة مع التسلط وإنما ورثته وعززته بالمؤسسات الأمنية والعسكرية القمعية في ظل دولة تسلطية رخوة ، معركتها الحقيقة ليس مع الملكيين فأولئك أخوة الأعراف والتقاليد القبلية وجيش الدفاع عن جمهورية 5نوفمبر وهو ما كان يتضح عند الصدام مع اليساريين أثناء حصار صنعاء وقبلها حيث كانت حشود القبائل من بكيل وحاشد ، ملكية وجمهورية تلتف خلف راية الشيخ الأحمر والدخول إلى صنعاء كي لا تسقط في يد الغوغاء من اليساريين والناصريين ، الذين هم الخطر الحقيقي الذي يستهدف القبيلة ويفكر بالسيطرة على اليمن بحكم شيوعي وعلماني لا ديني بحسب استدعاء الشيخ للدين في مواجهة كل من يفكر بيمن حديث متحرر من هيمنة القبيلة ، لقد ثار مشايخ القبائل وتحرروا من تقبيل ركبة الإمام لكنهم أذلوا شعباً في تعز و إب والحديدة لأنهم بدون الهوية القبلية وإن تم منحهم فيما بعد هوية قبلية تابعة !!
هامش1 : في سياق بناء وتأسيس سلطته على حاشد يتحدث الشيخ الأحمر مع قبائل سنحان وبلاد الروس في مارس 1969/ معتبراً أن ابتعادهم عنه " كان بمثابة انسلاخ جزء مني وأن عودتهم هي عودة لذلك الجزء " ص165 – رغم أن نفوذه المشيخي ونفوذ أبيه لم يكن ممتداً قبل الثورة إلى سنحان ، لكنه التأسيس لزعامة الحاضر والمستقبل بتجذير الخيال في الماضي .
هامش 2 : إذا كان الخصم من اليسار والغوغاء فيتم وصفه بنعوت سلبية ، أما القبيلي وإن كان عدواً وخصماً فلا ينس الشيخ وصفه بالشجاعة " أقبل عليه - يقصد على مجاهد أبو شوارب - شخص مشهور بالشجاعة وكان هذا الشخص هو ابن الغبراء من وائلة اسطورتهم ... وهجم مجاهد على ابن الغبراء وقتله " ص175 ، وما يحمله مدح ابن الغبراء من مدح لشجاعة " مجاهد أبو شوارب "
هامش3 : يصف الشيخ طريقة انتخاب مجلس الشورى 1971م وذلك بطريقة التزكية ؛ أي كل دائرة مكونة من ممثلين من القرى والعزل يتم انتخابهم بالتزكية وهم يجتمعون في مركز الناحية لاختيار شخص عن طريق التزكية دون صناديق اقتراع وهي " الطريقة الإسلامية " الطريقة الشوروية التي أقرها الاسلام طريقة أهل الحل والعقد ... الديمقراطية اليمنية الإسلامية الحقيقة وهي أفضل من ديمقراطية اليوم وأصدق " ص198-200
هامش4 : يظهر الشيخ في الصور المرفقة للكتاب في آخر عهد الإرياني في الاحتفالات الرسمية وسلاحه الآلي أمامه ، ووجود السلاح كرديف للشيخ " الأحمر " وفي احتفالات رسمية أمر لا تخفى دلالته ، فصاحب " جمهورية 5نوفمبر " حريصٌ على حمايتها بالسلاح " .

موقع نيوز يمن

شرح الازهار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 24, 2007 7:32 pm

مشاركة بواسطة شرح الازهار »

رحمه
الإمام الناصر لدين الله أحمد
وكان ليثاً هصوراً،
وبطلاً غيوراً،
ومقداماً جسوراً،
وعالماً بارعاً،
وخطيباً مصقعاً،
ترتجف القلوب لهيبته،
وترتعد الأبطال لصولته،
ولم يزل لسيفه شاهراً،
ولأعدائه قاهراً حتى توفي


العلامة مجد الدين المؤيدي
حب الدنيا رأس كل خطيئة

شرح الازهار
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 12
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 24, 2007 7:32 pm

مشاركة بواسطة شرح الازهار »

مكرر................
حب الدنيا رأس كل خطيئة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“