علاقتنا بالسدود والجسور ..

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

علاقتنا بالسدود والجسور ..

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

من المعلوم أن الأمة اليمنية هي رائدة بمجال المنشئات المائية على مستوى الكون ... فقد توصلت بوقت مبكر وموغل بالقدم بتشييد المنشئات كالسواقي والسدود ،، وزد على ذلك عملية حصاد الماء عبر المزارع التي أقيمت على سفوح الجبال كمدرجات زراعية ثم خزانات تجميع مياه الأمطار " البرك " وهذا جعل اليمني يطوع بيئته الشحيحة والمتقلبة لميله للاستقرار،، فتغلب على مصاعب الطبيعة ،،، وذاك طموح رائد في عالم العقل البشري .. والتي حينها كانت مجاميع البشرالآخرين عبارة عن مجموعات صيادين متنقلة ..
اليمن سبقت بذلك العالم بتلك الإبتكارات والإجتهادات المفيدة ... ولم يسبقها في ذلك أو يضاهي طموح أهلها سوى حيوان القندس الكندي ... حيث يعتبر القندس أعظم مهندس سدود بالطبيعة ،، والذي يجعل كندا تسبقنا ربما بملايين السنين في هذا المجال ،،، رغم عدم تواجد ظروف محرجة لتخزين المياه كماهو الحال باليمن فكندا بها كميات الثلج الذائب يعوضها عن شح الأمطار ، غير أنه حتى الأمطار بها من الغزارة ما يجعلها أكثر من الحاجة ، وحينها لم ينل مهندسها العتيد the Beaver أو القندس الحيوان القارض أي نوع من الإطراء بالرغم أن بلاده تتخذ منه شعارا للجد والمثابرة وتعتبره حيوانها القومي ..
ولكننا بحاجة ماسة أيضا للجسور ... وهي نقيض السدود حيث لاتخزن بل تسرب ... والتسريب هنا يعني إنسياب الحركة من مكان لآخر عبر أقصر طريق وهو الجسر ،،، ومن المعروف أنه خلال تاريخنا القديم كانت اليمن بحاجة لتمد الجسور بين مناطقها وبين أبنائها سواء كانت جسور طرق أم جسور تواصل وإتصال حيث أن مساحة اليمن ثم جغرافيته الصعبة تجعل من الجسر وسيلة لا يستغنى عنها وذات جدوى توازي فائدة السد ..
أثار جسر مجازي أنشأه منظر ثقافي أضحى مستشارا شيئا من الشجن ،، الجسر كان عنوانا أدبيا " جسر من الكلمات مابين صنعاء ودمشق " وبالطبع المستشار أشار من مصدر الإشارة شمالا ليصل للشاعر العربي الكبير ألأسكندروني المولد سليمان العيسى ،، وبالتالي عبر الجسر صعـــــــــــدة الغراء دون أن تستفيد منه أو تفيد ،،، حيث لاجسر مع صعدة مجازيا أو معنويا حتى نواصل ضريح عبقري يمني هو القاضي نشوان بن سعيد الحميري ..
وبالطبع لا إعتراض على مد الجسور وداخليا هي ضرورة ملحة وما يربك ويعيق هو عدم وجود الجسور المعنوية منها والمادية ... ولعل جسر العقيق المقترح أن يعلق على باب المندب لينهي عزلة اليمن المؤبدة بزاويتها المعروفة ويعطيها أكثر من طريق ومنفذ ويربطها بالقارة البكر أفريقيا والتي بها الشعر والشعراء والشاعرات السمراوات سامقات القوام ومفجرات قنابل الغرام ،، وأيضا السمن والعسل ... قد يعطي اليمن التميز المطلوب لينهي ندوب زمن الأحزان والأتراح ويعطي بلسما يشفي الصدور والأرواح ،،، وحقيقة لا مجاز .... والنتيجة قد نشهد مجدا بالجسور يوازي أمجادنا بالسدود .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“