إن العُنفَ لا يأتي بخير.. وقتلُ المواطنين ليس بالأمر السهْل ، وإن إقامة مهرجان حَقٌّ يكفلـُه الدستورُ والقانونُ، والمفروضُ أن السلطةَ في العاصمة صنعاء تعامِلُ المواطنين بمقتضى الدستور والقانون.
إن الدستورَ وثيقةٌ بين الحاكم والمحكومين ، وهو مَرجَعٌ للجميع فيما اختلفوا فيه، وإنَّ حكمَ الله جَلَّ وعلا هو المرجَعُ الأخيرُ لكل القضايا، واللهُ سُبْحَانـَـهُ وتعالى يقولُ (وما اختلفتم فيه من شيء فحُكمُه إلى الله).
واللهُ جل وعلا لا يَنهى عن إقامة مهرجان ولم يُحَرِّمْ ذلك، والدستورُ يَضمَنُ ذلك للمواطنين.
إن العُنفَ لا يأتي بخير.. وفيه مَخالـَفةٌ لأوامر الله تعالى وجُرأةٌ على الدماء التي حرَّمها اللهُ سُبْحَانـَـه ، والرسولُ ــ صَلـَّى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ يقولُ:
(ما يزالُ المسلمُ في حِلٍّ من دينه ما لم يَسفِكْ دماً حراماً).
وحَلُّ قضية صعدة بالرفق واللين وبتلمس جراح المواطنين أولى وأفضلُ ، والسلمُ والسلامُ مطلَبٌ للجميع ، والمسؤولون في العاصمة والعساكرُ في هذه المنطقة أو تلك مسؤولون عن كلِّ قطرة دم تـُسفكُ ، والحاكمُ بمثابة الأب ، فاتقوا اللهَ أيُّها الحاكمون فإنكم مسؤولون عن كلِّ مواطن ، وعن كلِّ ظلم ، وعن كلِّ انتهاك لأيِّ عرض ، وعن كلِّ قطرة دم تـُسفك، وإذا كنتم تـُريدون إستقراراً للبلد وعَهْداً مزدهراً سلميّاً لكم ولأولادكم وأسَركم من بعدكم فاتركوا العُنفَ وسفكَ الدماء هنا وهناك ، وإن استمريتم في العُنف خسرتم في الدنيا والآخرة ، وسَدَدْتـُم على أولادكم وأسَركم الطريقَ ، والرسولُ الأعظمُ ــ صَلـَّى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّـمَ ــ يقولُ: (ما دَخََلَ الرفقُ في شيء إلا زانه، وما دخل الخرقُ في شيء إلا شانه) ، والشاعرُ قد خاطـَبَ أحدَ الحكام من قبلكم بقوله:
أنصفِ الناسَ من بنيك وإلاّ
أنصفتهم من بعدِك الأيامُ
إنَّ الأمورَ والأوضاعَ تتغيَّرُ ، وإن الأسبابَ بيد الله ، واللهُ لا ينسى ، وهو القائلُ: (وما كان رَبُّـك نسيا) ، وقال وقولـُه الحَقُّ: (سيُريكم آياتِه فتعرفونها وما ربُّـك بغافل عما تعملون) صدق اللهُ العظيم..
حسبُنا اللهُ ونعم الوكيلُ
نعم المولى ونعم النصيرُ
وعلى اللهِ توكلتُ.
❊ القاهرة ٢٢/10/2007م
بقلم العلامه ابراهيم الوزير ... صحيفه البلاغ
