اللــهُ يا (صعدةُ الغراء) اللــهُ *** إذا أرتضى عاشقَ العَلْيا توفاهُ
اللــه - ياصعدةَ الهادي- اصطفاهُ وقد *** وافاهُ بالعملِ الأوفَى فوفّاه
الله يسمع نجوى سائليـــه فمن *** ناداه يطلبُ منه القُرب أدناه
اليومَ ياصعدة الثكلى قفي فزعاً *** فأيُ خطب كهذا الخطب نخشاه
توجعي والبسي ثوبَ السواد فقد *** دهاكِ ما لو أصاب النجم أطفاه
توجعي ماعليكِ اليوم من حَرجٍ *** إذا صرختِ بهذا الخطب (أوّاهُ)
فهل نعيبُ على الموجوع زفرته *** إنْ أظهرَتْ ألماً في القلب أخفاه
خَطبٌ أصَابكِ لو أن الجبال وعَتْ *** معناهُ لانْصدَعت من هوْلِ معناه
قالتْ " فكم من خُطُوبٍ قد أُصبتُ بها" *** فقلتُ: " ليس لهذا الخطبِ أشباهُ "
قالت "فما ذلك الخطبُ المريع ؟ ومن *** ذاك الذي عمّت له الأرجاءَ بلواه ؟ "
أجبتها ودموع الخلقِ تحملني : *** ذاك الذي ربُّــهُ بالعلم أعــــلاه
نور البصائر (مجد الدين ) سيدنا *** مَنْ سُطرتْ في كتاب المجد ِ ذكراه
مجدٌ لِملّتنا في اسمٍ وفي صفةٍ *** كأنما خالقُ الأسماءِ سمــــاه
قلب السفينة ،عين الحق ، قائدنا *** حِمَى الحقيقةِ، سِرُ الدينِ ، معناه
مذ كان يرضعُ نورَ العلم في صِغر *** وفي المعارف ربُ الناس ربَّــاه
كأنهُ هو والعَلْيا قد أقترنـــــا *** بموثق العهد يرعاها وترعاه
قد كان في حلقات الدرس فارسَها *** كعاشق شّب يهواها وتهواه
كأنما جدُهُ ( المختارُ) أرسل مِنْ *** أنواره قبساً أهداه إيــــاه
في هيبةٍ لكأن الله ألْبَســـهُ *** فيضَ المهابةِ بداءً حين سوّاه
ما أرفع الخُلُق السامي وأعذَبــه *** رّقت طبيعتهُ طابت سجاياه
تدافع الناس أموجاً تودّعُـــــــهُ *** وحوله هالةُ الأنوار تغشاه
تدافعوا يطلبون القربَ كلهُمُ *** كأنما الله ذاك اليوم أحياه
يُعظمون عظيماً عالماً علَمَا *** الله عـــظمه ، والله زكـــــاه
أليس ذلك من أحيا الكتاب ومن *** ذادتْ عنه السنة الغراء يُمناه
كأنني بكتاب اللهِ يندُبــــهُ *** فاضتْ لتسكبَ دمع الحزن عيناه
كأن والدهُ( الهادي الإمام) أتى *** يشارك الجمع إذ وافى مُصلاه
تلك الجموع تداعتْ نحو مسجده *** راحت تواسياه في ( مجدٍ) سُلبناه
كأن خمسةَ أرواحِ (الكِسا) حضرت *** يستقبلون حفيداً طاب ملقاه
فأَسمعوا أُذنَ التاريخ صرختهم *** ما أعظم الملا الأزكى وأبهاه
هنا الجموع على آلامها زحفت *** بصوت مجدٍ وتهليلِ عشقناه
هنا التوحدُ فالقرآنُ يجمعنا *** هنا الإخاء على التقوى بنيناه
لله ( مجد الهدى) ماكان أعظمه *** يلُمُ شملاً بلاُ الدهر أبلاه
كم جَمّــعَ الناس حياً حول رايتهِ *** واليومَ تجْمَعُ بين الناس ذكراه
مهلاً ( أبا الحسنين) اسمع مقالتنا *** وخّذ - فديتك - عن ذا العصرِ شكواه
وانقُلْ لجدكَ ( طه ) ما رأيت بنا *** من نائبات من رزءٍ أُصبنــــــاه
لكننا - رغم مانلقى- على ثقةٍ *** بأننا سوف نُحيي ما دفناه
فتلك تُربةُ (مجد الدين) قد سُقيتْ *** بِطيــبِــهِ ، طاب ساقيها ومسقاه
منها سنطلعُ رايات مظفرة *** فــــ(المجد) لا زال في الأرواح مأواه
منها سنطلع في علم ومعرفةٍ *** بالعلم نحيا كما قد كان أحياه
يا أمة المصطفى بالله فأتحدي *** لولا التوحد تاه الناس لولاه
يا أمة المصطفى بالعم عزتنا *** فالناس في غمرة التجهيل قد تاهوا
عزاءنا(آل مجد الدين) نرسله *** بوافر الحب والإخلاص سُقناه
نظمتُ فيه من التبجيل ماسمحت *** به قريحةُ قلب ظل يهواه
والشعر لا زال يرجو أن يوفّيه *** ما أعجز الشعر عن هذا وأعياه
وبالصلاة على (طه) وعترته *** وحَمْدِ خالقنا المولى ختمناه
للشاعر : عبد السلام المتميز .
من أجمل ماكُتب في رثاء المولى الإمام ..
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3099
- اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
- مكان: قلب المجالس
من أجمل ماكُتب في رثاء المولى الإمام ..
رب إنى مغلوب فانتصر