يوميات الواحة الرمضانية .. شذرات من تراثنا المغيب !

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

إخواني الكرام رواد هذا المنتدى الرائع
أقدم لكم إعتذراي الكامل عن توقف برنامج الواحة الرمضانية خلال الأيام الماضية ، وأعلن لكم أن التوقف سيتواصل إلى يوم الإحد القادم .. !!
ليعاود الظهور يوم الإثنين 12/ رمضان ..




وذلك سبعة أيام حداداً لوفاة إمام العصر ومفتي اليمن والحجاز المولى مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي رحمة الله عليه ..



كما أنها فترة مفتوحة للإخوة المتابعين لمراجعة الحلقات السابقة ، خاصة وأننا قد أثقلنا عليهم في كل واحة بمجموعة مكثفة من المواضيع المختلفة .

كما هي فترة لمحرري الواحة للإستراحة وإلتقاط الأنفاس !!!!
سامحونا ؟!

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »


( الواحة الثانية عشر )
!

واحة إستثنائية !


صورة


( الواحة الثانية عشر ) !

واحة إستثنائية !




إفتتاحية الواحة :

قال تعالى :
ياَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [ المجادلة الآية 11]

وقال تعالى :
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [ فاطر الآية 28]



دعاء أيام الأسبوع للإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين ( ع )

دعاء يوم الاثنين


بسم الله الرحمن الرحيم
أَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَدَاً حِينَ فَطَرَ السَّمواتِ وَالاَرْضَ، وَلاَ اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَماتِ. لَمْ يُشارَكْ فِي الالهِيَّةِ، وَلَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدانِيَّةِ. كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِهِ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ، وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيم لِعَظَمَتِهِ. فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً، وَمُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقَاً. وَصَلَواتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَدَاً، وَسَلامُهُ دَآئِماً سَرْمَدَاً. أَللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذَا صَلاحَاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاحَاً، وَآخِرَهُ نَجاحَاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْم أَوَّلُهُ فَزَعُ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ. أَللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْر نَذَرْتُهُ، وَلِكُلِّ وَعْد وَعَدْتُهُ، وَلِكُلِّ عَهْد عاهَدْتُهُ، ثُمَّ لَمْ أَفِ لَكَ بِهِ. وَأَسْأَلُكَ فِي مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدِي، فَأَيُّما عَبْد مِنْ عَبِيدِكَ، أَوْ أَمَة مِنْ إمآئِكَ، كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ ظَلَمْتُها إيَّاهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي عِرْضِهِ، أَوْ فِي مالِهِ، أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غَيْبَةٌ اغْتَبْتَهُ بِها، أَوْ تَحامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْل أَوْ هَوَىً، أَوْ أَنَفَة، أَوْ حَمِيَّة، أَوْ رِيآء، أَوْ عَصَبِيَّة غائِباً كانَ أَوْ شاهِداً، وَحَيّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدِي، وَضاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إلَيْهِ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ. فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحاجاتِ، وَهِيَ مُسْتَجِيبَةٌ بِمَشِيَّتِهِ، وَمُسْرِعَةٌ إلى إرادَتِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِما شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، إنَّهُ لا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ، وَلا تَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. أَللَّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ: سَعادَةً فِي أَوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ يامَنْ هُوَ الاِلهُ، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ.




كلمة الواحة :

واحة اليوم مخصصة لفقيد الأمة المولى مجد الدين المؤيدي ولذلك سنستغني اليوم عن هذا القسم !




شخصية الواحة :
فقيد الأمة المولى العلامة الإمام مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي


ترجمته جمعها الأخ العزيز ( أحمد يحيى ) عضو المجالس


مقدمة :
إن الإسلام ومجتمعه الصحيح إنما يقوم على أسس الهداية، وأقطاب الدراية والرواية، حجج الله على خلقه، وأمنائه على تبليغ نهيه وأمره، ورثة الأنبياء الذين استخلصهم الله ووفقهم لقهر قوى الطبيعة، وحب المادة والشرف، تتفاعل أنفسهم في التصور المسدد الشامل لأبعاد الملة الحنيفة، وأسرارها ومقوماتها، وما يلزم لها وما يتنافى معها، وبالوعي الكامل، والعقيدة الراسخة، والضمير الخالص عن جميع الروابط والملابسات والانطباعات، بغير المناهج الإلهية، والقيم الفاضلة الزكية، ولذلك استطاعت أن تتخلى عن الخط النفسي، والاتجاه العنصري، والخلق التقليدي، الجبروت التغطرسي، وقضت على جميع العقبات والحوائل، دون أداء أمانتها الكبرى ورسالتها العظمى، وهي الدعوة إلى الله ورسوله والتمشي مع هدي الإسلام، وهذا هو الإستعلاء الحقيقي الدائم القائم، {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب:62]، ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض))، ((اللهم بلى لا تخلوا الأرض من قائم لله بحجة))،
صدق الله وصدق رسوله وصدق وليه،
ومن مصداق واقع هذه الأدلة الصادقة في عصرنا، فهو من جمع الله به الفواضل والفضائل، ورأب به صدع المائل، وثبت عرى القواعد والدلائل، المجتهد الجهبذ الفطاحل، عالم العالم الوحيد، والناقد الثبت المسدد الرشيد، رباني العترة وحافظها، ونحريرها وحجتها، الإمام المجدد لتراث آل الرسول، والقاموس المحيط بعلمي المعقول والمنقول، مولانا وشيخنا الولي بن الولي بن الولي: أبو الحسنين مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي رحمة الله وسلامه على روحه الطاهرة الزاكية، ونفع بعلومه الدين والمسلمين، ورفع منـزله من الأنبياء والمرسلين؛ والذي كانت وفاته في مغرب يوم الثلاثاء في السادس من شهر رمضان المبارك(1428هـ) الموافق 18 سبتمبر 2007م


نسبة (ع) :-


هُو أبو الحسنَيْن مجدالدين بن محمد بن منصور بن أحمد بن عبدالله بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن عبدالله بن علي بن صلاح بن علي بن الحسين بن الإمام المؤتمن عزالدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد بن جبريل بن فقيه آل محمد المؤيد بن ترجمان الدين أحمد الملقب المهدي بن الأمير شمس الدين الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن المعتضد بالله عبدالله بن الإمام المنتصر لدين الله محمد بن الإمام القاسم المختار بن الإمام الناصر أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن نجم آل الرسول القاسم الرسِّي بن إبراهيم بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضا بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . عليه وعلى آبائه السلام.



مولده (ع):

ولد أسعده الله بدنو منزله من جده "صلى الله عليه وآله وسلم" في يوم السبت 26 شعبان سنة (1332هـ)، بالرضمة من جبل (برط) دار هجرة والده الأولى.

أبويه (ع):

والده هو المولى السيد العلامة العابد الزكي محمد بن منصور بن أحمد المؤيدي رضي الله عنه، المتوفى في جمادى الأولى سنة (1360هـ) بمدينة صعدة، كان لا يجارى في فضل، ولا يسامى في نبل، ولا تأخذه في الله لومة لائم، و كان من أعيان أصحاب الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني الحوثي - جد المولى مجدالدين لأمه- ووالدته :هي الشريفة الطاهرة، النجيبة الزاهرة، أمة الله بنت الإمام المهدي المذكور آنفاً.

ولله السيد العلامة حسن بن محمد الفيشي "حفظه الله" عندما بدأ في ترجمة شيخه المولى مجدالدين "سلام الله عليه" فقال:
" فهذه كترجمة لمؤلف الزلف وشرحها التحف وغيرهما من النفائس والدرر الثمينة، ولقلة عتادي وقصر باعي وكونه كالشمس رابعة النهار، والقضية المسلمة التي لا يتسرب إليها إنكار، فسأسلك مسلك الاختصار، وكيف لي بالإجادة والإحاطة في صفات قدسية وحيد عصره في القيادة والروحية، وسفير الإسلام لتجديد معرفة نظمه الأساسية، ومنتج الثروة العظمى من علوم العترة النبوية، وحامي سرح الشريعة المطهرة من تيارات المبادىء الإلحادية....."



نشأته وصفاته الخَلقية والخُلُقية (ع):

فشب رحمه الله وزاده شرفاً بين هذه الأسرة الكريمة، وعليه رقابة عين العناية القدسية، وتوجيهات العواطف الروحانية الأبوية، فدرج بين أحضان البيئة العربية، والتربية الهاشمية العلوية، يتلقى المواهب الفطرية السنية، وفتوحات الطموح إلى المعالي والعبقرية، فضفت سريرته، وخلصت عن كل شائبة سجيته، وانطبعت نفسه بمبادىء الخلاصة المصطفاه، ومقومات السعادة والصراحة في ذات الله، وطهرت طفولته الغضة عن أوضار لداته، وحاز المثل العليا في عنفوان حياته.

وكانت نشأته في ذلك المحيط العلمي الشريف ،تبشر - وقد صدقت البشرى- بنبوغ مثقف مؤيد، ومقوم مسدد، مؤهل للمكرمات، مرشح للكمالات، وقد استزاد من ظروفه المحيطة، ولمحاته الصادقة الحديدة، علماً إلى فهم، وتصميماً في الجد والعزم، كي يلحق بركبه، فكان رحمه الله تعالى حسن الأخلاق، لين الجناب، لطيف الشمائل، متواضع، سهل الطبيعة، يعتريه بعض الغضب حين يسمع أو يرى أحداً يتعدى حدود الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.
وكان لتلامذته وطلابه القادمون إليه من مختلف الأصقاع أباً رحيماً وأخاً مجيداً وصديقاً ناصحاً ومعلماً مشفقاً فبسط لهم من خلقه رحباً، ومنحهم إقبالاً وقرباً، وملأ قلوبهم شغفاً بالعلم وحباً، وشحذ عزائمهم، ورتق ما فتق من تصميمهم ونشاطهم، فكان لَهم أخاً شغوفاً، ووالداً براً عطوفاً، وصيباً هتاناً دفوفاً، أنساهم عن الآباء والإخوان، وعن نفيس الجواهر والعقيان، فسبحان رب يعطي من يشاء ما يشاء، أريحية هاشمية وأخلاق محمدية وتحملات علوية.

وكان عليه سلام الله ورحمته؛ طويل القامة إلى الاعتدال، أقرب بين النحافة والسُمن، أقنى الأنف، أبلج الوجه، أزج العينين، تام اللحية مع خفة في العارضين، لا عاهة به أبداً، صحيح الأطراف، سليم الحواس، كان يعتريه مرض في أذنيه لا يخل بسمعه أبداً.



حالته الاقتصادية (ع):
لم يكن مترفاً و لا مشغولاً بالرفاهية، فقد نشأ على الزهد و استمر عليه، لا فقيراً فقراً مدقعاً يزدريه الأراذل و لا ثرياًّ ثراءً مبطراً كمن نشاهده من أبناء الدنيا الذي همهم الأكل و الشرب و الراحة، يقنع من الزاد بما يقيم صلبه غير شره و لا نهم، لا يبالي بالزمان و لا يهمه اكتساب درهم و لا دينار.
وله من الأولاد الحسين والحسن وعلي وإبراهيم وإسماعيل وبعض أولاده قد صار له من الأحفاد ما شاء الله.


ورعه و زهده (ع):
ورع عفيف، لم يخالط الدولة ولم يقم بوظيفة قط سوى تدريس العلم و راتبه مشترط أن يكون من أموال المعارف الموقوف على العلماء و المتعلمين. لم يقم بقضية تتصل بالدولة إلا نافعاً أو شافعاً لضعيف ظُلِم.


دراسته وتلقيه العلوم ومشائخه (ع):
دخل مرحلته الثانية من حياته وهي الدراسة، أقبل بكليته إلى العلم وشغف به وعكف عليه، وألب به، وقد ساعده اتقاد ذهنه وصفاء سريرته وخلوص سجيته وطهارة معدنه وصراحته في ذات الله.
فدرس على والده جل العلوم، المنطوق منها والمفهوم، في النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والمنطق، واللغة، والأصولين، والتفسير، والحديث، والفقه، والفرائض، ومعرفة رجال الرواية، والتاريخ، والسير، وغير ذلك،
وأخذ عن المولى السيد العلامة نبراس آل محمد وحافظهم الأوحد الحسن بن الحسين بن محمد الحوثي،سلام الله عليه في مختلف العلوم، وأجازه فوق ذلك بالإجازة العامة في جميع مسموعاته، ومستجازاته، ومؤلفه العظيم التخريج على الشافي، الذي فوضه في ترتيبه وتنقيحه،كما أخذ عن السيد العلامة سيف الإسلام عبدالله بن الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني في بعض علوم العترة، وأجازه إجازة عامة في جميع مؤلفاته وجميع مسموعاته ومستجازاته، ومؤلفات والده الإمام الهادي، كما أخذ عن المولى بدر آل محمد: محمد بن إبراهيم المؤيدي الملقب بابن حوريه رضي الله عنه، فأجازه إجازة عامة نثراً ونظماً، وبعد أن ساق في منظومة الإجازة قال فيه:

وبعد إن الولد العلامة
الفذ والنبراس ذا الشهامة
وواحد العصر فريد عقده
لما حوى من نبله ومجده
فهو بلا ريب طباق اسمه
فلم يكن مخالفاً لرسمه
مجد الهدى والدين والإسلام
ونجل رأس العلما الأعلام

وأجازه غيرهم من العلماء المبرزين وله مشائخ غير من ذُكِر أخذ عنهم وأخذوا عنه.


تنقلاته وجهوده في نشر العلم (ع):
وبعد أن استولى على علمي الدراية والرواية، وسلمته أزمتها أرباب التحقيق والهداية، طار اسمه وشاع ذكره، وعظم خطره، فصار قبلة الأصابع، وممثل الفضيلة الجامع، ورائد المتطلعين إلى ذروة الفوز والفلاح، وطليعة السابقين من دعاة الحكمة والعدالة والإصلاح، تلهج الألسن بمحامده، وينشر الأثير آيات مجده وشواهده، ولذلك خفت إليه جموع الطلبة، أهل الهمم الساميات، وأحدقت به الآمال من كل المناحي والجهات،
وكان الإمام "سلامه الله ورحمته عليه" في الستينات من القرن الميلادي الماضي قد انتقل إلى نجران مع أسرته، وهنالك أحاط به طلاب العلم المتلهفون إلى سماع دروسه، فقام بدوره في نشر المعارف بعيداً عن وطنه، ثم انتقل إلى الطائف وهنالك أدى نفس الوظيفة، فما زال يَتَنَـقَّل بين نجران والطائف وجدة والرياض ومكة والمدينة وصنعاء وصعدة، وفي كل مكان يهطل على قلوب طلاب العلم كهطول الماء على الأكباد الظامئة. حتى انتهى به المقام بصعدة مواصلاً نشر العلوم حتى توفاه الله.



العلماء الآخذين عنه والمتسجيزين منه (ع):


هناك الكثير الكثير من تلامذته العلماء الآخذين عنه المتسجيزين منه؛ وسنذكر هنا بعض أبرزهم :
السيد العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، وأخواه الشهيدان: عبد الكريم، وحميد الدين،
والسيد العلامة الأوحد محمد بن محمد المنصور، والسيد العلامة الولي حمود بن عباس المؤيد الصنعانيان،والمولى العلامة أمير الدين بن الحسين الحوثي وأولاده، وأولاد أخيه الحسن وأولاد أخيهما يحيى بن الحسين ، والسيد العلامة الأمجد محمد الرضي الحسيني الجلالي من العراق، والسيد العلامة البحاثة إسماعيل بن عبد الملك المروني، والسيد العلامة محمد بن الحسين حميد الدين، والسيد العلامة عبد الله بن زيد المداني، والسيد العلامة محسن بن أحمد أبو طالب، والقاضي العلامة علي بن حزام العمراني.
والسادة الأعلام عبد المجيد، وعبد الرحيم، وأحمد، وعبد العظيم، وعبد الله، والحسين، وعبد الرحمن، ومحمد بن عبد العظيم أنجال عالم العصر المولى الحسن بن الحسين الحوثي، والعلامة محمد بن يحيى الحوثي، وأخواه: حسين، وعبد الله، وبدر الأعلام الولي محمد بن أحمد الحسيني الحوثي أبو علي، وأخوه شرف الدين العلامة الحسن ، والسيد الشهيد الولي علي بن عبد الله ساري الحسيني الحوثي، والسيد العلامة الولي حسن بن محمد الفيشي والسيد العلامة إبراهيم بن علي الشهاري، والقاضي العلامة علي بن إسماعيل الحشحوش المتعيش، والقاضي العلامة الحسين بن علي حابس، والقاضي العلامة محمد بن يحيى مرغم، والقاضي العلامة صلاح بن أحمد فليته، والقاضي العلامة عبد الله بن إسماعيل الحشحوش،والقاضي العلامة علي بن يحيى شيبان، والسيد العلامة إسماعيل بن أحمد المختفي، والسيد العلامة صلاح بن محمد الهاشمي، وأخوه العلامة قاسم بن محمد،

والكثير الكثير من الأعلام والقضاة العلماء من مناطق عديدة في اليمن وخارجها أيضاً،
هذا وكثير من هؤلاء ممن ذكرنا وأكثر منهم ممن لم نذكرهم خشية الإطالة قد بلغوا الرتبة العالية، ومنهم المشارف، ومنهم دون ذلك.

طريقته في التعليم (ع):

ذكر السيد العلامة الفاضل حسن بن محمد الفيشي - صاحب أوفى ترجمة وضعت للمولى للمرحوم ومنها اقتبسنا الكثير- عن أسلوب فقيد الأمة الإسلامية في التعليم ما لفظه:
"ومهما أنسَ من شيء لا أنسَ أسلوبه الحسن، وطرائقه الفذة في التدريس، والتلقين بالتوضيح، والتفهيم، والصبر على طبع المعاني في قرارة نفوس الطلبة وتصويرها الممتاز، والتنازل إلى حد أن تهال عليه المناقشة والاعتراضات، فيرسل عليها أشعة أنواره، وصحاح علومه وآرائه، فتنسخ غياهبها، وتقطع شجونها، فيتحول المعترض مقتنعاًَ، راضياً مستسلماً، لكنه آمن من مغبة الخطل والخطر، مستلزماً لنتائج مقدماته في الورد والصدر، على هذا أنه دائم البحث في الدفاتر، منكتاً عن ذخائر النفائس والجواهر، ومشرفاً على همسات الأفكار والخواطر، وفلتات الأصاغر والأكابر، مميزاً الصحيح من الردي، كاشفاً عن وجهي الشناعة والوضي، إن رد أفحم، أو استدل أجاد وأفعم، أو جوري سبق، أو استمطر تدفق.
وصدق من قال :
هو البحر من أي الجهات أتيته
بغزارة في المادة، وقوة في العارضة، وبعد في النظر وإجازة في وجازة، وسهولة في جزالة، وطلاوة في بلاغة، وإبداع في الاختراع، وسعة في الإطلاع، ووقوف عند الحد، وتصميم في دعم كيان الحق، واقتحام في غمار الفحول، وانقضاض للأخذ بتلابيب الجهول، إلى حضيرة المعقول والمنقول، كم نعش حكماً دفيناً من بين أطباق الحضيض، وعدل في مهارة للتثقيف أود القول المهيض، مع نظم فائق، ونثر مسجع متعانق، وحل لمشكل، وبرء لمعضل، وتبيين لمجمل، وتوضيح لمبهم، وجمع لمفترق، وقيد لآبدة، وسيطرة على شاردة، وإيراد في إقناع، ودعٌّ للخصم في أجم الانقطاع، والحال يشهد والعيان فوق البيان."


من مؤلفاته عليه سلام الله ورحمته:
- كتاب منظومة الزلف وشرحها وقد طُبع باسم((التحف شرح الزلف))،
- وله المؤلف الأعظم ((لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار)) في أربعة مجلدات، وإنها لهي كواكب ساطعة، تهدي إلى غاية المآرب والمطالب، طلعت من هدي محكم القرآن، وصحيح السنة، وإجماع تراجمة القرآن،
- وله أيضاً ((الجواب الكافي))، على ما أورده الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة في كتابه الشافي، من الأسئلة المحكمة الإغلاق، المفرقة لشظايا الخارقة في أعناق أهل الشقاق والنفاق، فجاء المؤلف أمده الله بعونه بجوابات شافية، وجوامع وافية كافية، نكصت عن مدى غايتها أهل الأذهان الصافية، إذ هي أسئلة غامضة بقيت بين أدراج مهدها الأزمنة المديدة الطائلة، فأبرزها حفظه الله كفلق الصبح، وغرة براح، وقد طبع تحت اسم ((عيون الفنون))،
- وله كتاب ((فصل الخطاب في تفسير خبر العرض على الكتاب))، و((إيضاح الدلالة في تحقيق العدالة))،و((الفلق المنير بالبرهان في الرد على ما أورده السيد الأمير على حقيقة الإيمان))،و((الحجج المنيرة على الأصول الخطيرة))،
و((والرسالة الصادعة بالدليل في الرد على ما أورده صاحب التضليل))،وكتاب ((الثواقب الصائبة لكواذب الناصبة))، و((الجواب التام في تحقيق مسألة الإمام))، و((البلاغ الناهي عن الغنا وآلات الملاهي))، و((المنهج الأقوم)) طُبع، وكتاب ((الحج والعمرة)) طُبع، و((الجامعة المهمة)) طُبع، و((الجواب على مسائل الأئمة)) طُبع، و((مجمع الفوائد))، و((ديوان الحكمة))،
- وغير هذه من غرائب العلم ونوابغ الحكم، والفتاوى والمراسلات والمطارحات الأدبية، والمراجعات والمذكرات الغضة الندية، وكلها خالية من الألغاز، حالية بمحاسن الحقيقة والمجاز، بالطرائق المألوفة، واللهجة الممتازة المطبوعة، تشنف المسامع، وتطرب القارىء والسامع، وعليه منها له شواهد، أعيذها بالله من كل حاسد معاند، ولا غرو فهي من خلاصة الصفوة، وينبوع الحكمة، وفيض معادن العصمة، قد باركتها أفكار العترة، ومسحت عليها يد القدرة، {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً} [البقرة:269]، ((اللهم اجعل العلم في عقبي، وعقب عقبي، وزرعي وزرع زرعي)).

بعض من شعره الرائع في منظومة الزلف الإمامية:

وآيات رب العالمين منيرة
على خلقه والبينات قواطعُ
أتى كل قرن للبرية منذر
وداع إلى الرحمن للشرك قامعُ
إلى أن تناهي سرها عند أحمد
فنادى أمين الله من هو سامعُ
وشق ببرهان الرسالة غيهباً
فأشرق برهان من الوحي صادعُ

وهي طويلة تنيف على ثمانين بيتاً، ومن قوله في قصيدته المسماة عقود المرجان:

عجباً لهذا الدهر من دهر
ولأمة مهتوكة السترِ
يا أمة علمت وما عملت
لنبيها في أهله تزري
أضحى كتاب الله مطرحاً
وتركتم المقرون بالذكرِ
آل النبي ومن يتابعهم
يتجرعون مرارة الضرِ
ضاقت فسيحات الديار بهم
وتوسعت لأئمة الكفرِ

وكتب إليه السيد العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي يهنئه بسلامة العودة بعد تمام الحج والزيارة عام 1376هـ قصيدة طويلة منها: قدم البها وتبسم البشر
أهلا وحق يؤهل القطر
يا قادماً بلداً به سعدت
إذ كان فيه لأهلها الفخر
إن كانت اهتزت له طرباً
فلقد يهز ربى الثرى القطر
قد كنت أنت الصبح لو عقلوا
والطيب للحرمين والطهر

ومنها:

كم يكتبون من الفضائل والـ
خيرات يا من كله خيرُ
مالي وتهنئتي بواحدة
منها وهل لمخصص عذر
لك في المكارم صفو عسجدها
ولغيرك المغشوش والتِّبْرُ
تنفك تكسبها مواتية
لك لان من طرقاتها الوعر
فيجود يومك من مناك بما
قد لا يجود لغيرك العمر
فإذا أصاب سواك مكرمة
وضَحَتْ وبان بها له قدر
مثل الفقير أصاب عن عدمٍ
كنـزاً فطار لكنـزه ذكر
وإذا بدا لك نجم مكرمة
فبجنبه لك أنجم زهر
ملأت سماء المجد نيـرة
وأضاء منها البر والبحر
فلأجل ذاك يحث تهنئة
فيها لكل فضيلة شطر
فأقول يهنيك الفضائل تعـ
ـميماً ولا حصر ولا قصر


فأجاب المولى مجدالدين سلام الله عليه بقصيدة طويلة على رُوِيِّها وبحرها منها قوله:

بلغ الهنا وتنسم الفجر
قدم البها وتبسم البشرُ
هذا نظام البدر مبتسماً
لا الشمس تشبهه ولا البدر
أهدى لنا البشرى وتهنئة
غراء منشرحاً لها الصدر
لم لا تجل وأنت مطلعها
ويضيء منها البر والبحر
فالحمد لله الحميد على
حسن البلاغ لربنا الشكر
وزيارة الحرمين يسرها
من فضله وتحلل العسر
من صعدة الغراء رحلتنا
لما انتهت في نصفها العشر
وصبيحة التسع الوصول إلى
عرفات ثم الحج والنفر
ورجاؤنا في الله أن هنا
ك انحط عنا الإصر والوزر
والله نسأله السلام وتحـ
ـقيق المرام ليعظم الأجر
لا يأس من روح الإله هو الـ
ـرب الكريم المنعم البر
وعليكم أزكى السلام مع الـ
ـترحيم تملى ما همى قطر
واسم ودم لسمائنا بدراً
ما انشق فجر أو بدا بدر

نعم وكم له من مساع محمودة، ومقامات مشهورة، ومصالح مسطورة، وشفاعات مقبولة، وخلاصة الأمر أنه لا يزال بين العلم والعمل، والدرس والتدريس، والذكر والفكر، ومقامه الشريف يغص بمن فيه من عالم مستزيد، وطالب مستفيد، وزائر متبرك، ومستنجد من دهره العنود، ومُسْتَعْدٍ على خصمه اللدود، ومستنصر من ظالمه الكؤود، فيؤب كل بما طلب، ويحظون بالزيادة والإفادة والرفادة، والسلام والعزة، والكرامة، لا مانع لما أعطيت يا رب، ليس على الله بمستنكر.

وهذه قصيدة مني إليه كإشادة بسيطة ببعض صفاته أعزه الله:

كشط البُؤوس وجوده وحنانه
ووشى الطَّرُوس يراعه وبيانهُ
يغضى لهيبته وعظم جلاله
ويبدد البصر الحديد عيانه
تتضاءل العزمات من أهل الشقا
أذراعهن سَنانه ولسانه
هذا وذاك تسرعاً لمناصبٍ
لبني البتول يروقه عسلانه
يوماه يوم قرى ويوم قراءهٍ
وغذاه ما يلتذه عِرفانه
وإليه سلمت القياد فطاحلٌ
لما استوى فوق السها إيوانه
ما إن رأيت ولا سمعت بمثلهِ
أقوى وأمضى حجة برهانه
وله الفواضل والفضائل والندى
والمكرمات ملاكها جثمانه
أوقاته وحراكه وسكونهُ
وكلامه فيما يشا دَيَّانه
بحر يَمُدُّ على الورى تيارُه
علماً وجوداً غامر فَيَضانه
تالله ما عثرت على شبه له
عيني وطالع فالزمان زمانه
هو عالم هو ناقد هو حافظ
ملك الكلام بليغة سحبانه
راجع بمبتكراته فتجد بها
ما لم يكن فيما ترى حسبانه
لله أنت أبا الحسين مجدداً
ومؤلفاً بهر النهى إمعانه
ما أنت إلا آية عظمى لها
أعلام سر كوثر هتانه
أربع علينا يا عليُّ لعلنا
نُهْدَى فقد شمل الملا طغيانه
أو لست مجد الدين نجل محمد
منا ونحن على المدى إخوانه
إن جاءك الخصم العنود تديره
فيحول لما خانه روغانه
تلقي عليه أشعة الأضواء من
لَدُنِيْ علم لألأ لمعانه
لا غرو أن جزت المدى ولك العدا
محضوا الولا صفواً خلا شنآنه
فلأنت هادينا ومهدينا الذي
ملك القلوب بأسرها سلطانه
يا بدر آل المصطفى يا فخر آل
المرتضى يا من سما بك آنه
لا زلت للعلم الشريف وللعلا
والدين تحيي ما ذَوَتْ قضبانه
وعليك صلى بعد جدك ربنا
والآل يتبعها لكم رضوانه
ما قيل في بَرٍ كمثلك محسنٌ
كشط البؤوس وجوده وحنانه


عند قيام الثورة :

وفي شهر ربيع الآخر من سنة (1382هـ) ، لما قامت الجمهورية، وتلاطمت أمواج الفتن على ربوع اليمن، كان المؤلف حفظه الله المثل الأعلى في هداية الخلق، إلى طريق الحق، باذلاً نفسه ونفيسه في نصرة الكتاب والسنة والدعاية إلى الخير، ولما له من المكانة في قلوب المسلمين، كان لذلك الأثر البالغ حقن الدماء، وتسكين الدهماء، وصيانة المقدسات، وحفظ الحرمات، ولكنها لما تشعبت الأمور، وتغلبت الأهواء عاد بكل همة وعناية إلى تدريس العلوم، وإحياء معالم الدين، ونشر مؤلفات علماء الإسلام، بواسطة الطبع لما أمكن منها، ليُعلم أن في الزوايا خبايا، ولقرناء القرآن تراجمة البيان ومؤسسي الإيمان علوماً لا تضاهى، ومزايا لا تسامى رحمة الله تغشاه وتغشاهم.


القسم المؤيدي :
قال مولانا الإمام الحجة المجدد مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أكرم الله مثواه ورفع نزله، في مؤلفه التحف شرح الزلف:

"قَسَمَاً بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيْرِ، قَسَمَاً يَعْلَمُ صِدْقَهُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ أنْ لا غَرَضَ لَنَا وَلا هَوى غَيْرَ النُّزُولِ عِنْدَ حُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْوُقُوفِ عَلَى مُقْتَضَى أَمْرِهِ، وَأَنَّا لَو عَلِمْنَا الْحَقَّ فِي جَانِبِ أَقْصَى الْخَلِقِ مِنْ عَرَبِيٍّ أَوْ عَجَمِيِّ، أَو قُرَشِيٍّ أَوْ حَبَشِيِّ لَقَبِلْنَاهُ مِنْهُ، وَتَقَبَّلْنَاهُ عَنْهُ، وَلَمَا أَنِفْنَا مِن اتِّبَاعِهِ، وَلَكُنَّا مِنْ أَعْوَانِهِ عَلَيْهِ وَأَتْبَاعِهِ، فَلْيَقُلِ النَّاظِرُ مَا شَاءَ، وَلا يُرَاقِبْ إلاَّ رَبَّهُ، وَلا يَخْشَ إلاَّ ذَنْبَهُ، فَالْحَكَمُ اللَّهُ، والْمَوعِدُ الْقِيَامَة، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ"


مما قيل فيه (ع) :

- قال فيه السيد العلامة/ أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي عند تقريضه لأحد مؤلفاته :

بقيّة أهل الاستقامة، نقطة بيكار بني الحسن، وترجمان علوم الآل في الزمن، ذي المجد الأثـيل، والشرف الأصيل، ذي الأنظار الثاقبة، والمعارف الصائبة، مطهّر علوم الآل، عن دنس أولي الغيّ والضلال.
هذا الكتاب مسوَّد لمسوَّدِ
ومُجددٌ في فنه لمجدِّدِ
هذا الكتاب لوامعٌ أنواره
وضياؤه كالشمس للمسترشدِ
فيه أسانيد العلوم تصحّحت
وفوائد غرّاءُ قصد المهتدي
كم حاز من نكتٍ جليل قدرها
لمؤلّف شهمٍ كريم المحتدِ
في همة قعساء تعلو المنتهى
شادَ العلوم علوم آل محمّدِ
ببلاغةٍ وبراعةٍ وفطانةٍ
لم لا وذاك سراج عترة أحمدِ
حامي علوم الآل قامَ بنصرها
فأماطَ عنها دسَّ غاوٍ معتدِ
وكذاك لاينفك نجم طالع
منهم لدين اللَّه أي مشيّدِ
فحباك مجدَالدين ربُّك فضله
فز بالسلامة والكرامة في غد
فلقد أفدت وقد أجدت بما حوى
هذا من الدر النفيس وعسجدِ
**

قُوْلا لمن يبغي الهدى وسبيله
فعليك بالأنوار فابحث ترشدِ
تجد السبيل موضحاً وملخصاً
عن كل شائبة ورأي مفندِ
****
محض الطريق طريق آل محمد
هذا المرام وبغية المسترشدِ
ما الحق إلا نهجهم وسبيلهم
ومخالفوهم في الضلال الأبعدِ
هم باب حطّة والسبيل إلى النجا
**
وهم الصراط المستقيم له اقصدِ
مَنْ مال عن منهاجهم فلقد هوى
من رام غير هداهمُ لم يهتدِ
قد جاءَ في الأخبار قولٌ صادق
عن جدهم فيهم بما يشفي الصدي
إن كنتَ لم تعلم بصحة قولنا
فلتبحث الأنوار بحثَ المجتدي
ثمّ الصلاة على النبي وآله
القائمين بنصر دين محمدِ
نصحوا لدين اللَّه أي نصيحةٍ
بتصلبٍ وتصبرٍ وتجلّدِ
أقلامهم وسيوفهم ورماحهم
منصوبة للكائدين بمرصدِ
يتهالكون لنصر دين أبيهمُ
لا ينثنون عن الجهام الأسودِ
ما زال أوّلهم إماماً هادياً
ما انفك آخرهم بذاكم يقتدي


- قال العلامة السيد محمد رضا الجلالي خلال تقديمه لكتاب "لوامع الأنوار، في جوامع العلوم والآثار، وتراجم أولي العلم والأنظار" يصف المولى المرحوم :
" عملاق من عمالقة الفكر الإنساني، وبطل من أبطال المعرفة الإسلامية، وإمام في التحقيق، وجامع للمنقول،ومتضلع في المعقول، وحافظ لآيات القرآن وتفسيره، وحاكم في السنة الشريفة سنداً ومتناً، ومتبلغ واسع الأطراف، ذو باع طويل في الفقه، ومجتهد ضليع في الأحكام، ومالك لأزمَّة اللغة وتصريف الكلام، وأديب ماهر في البلاغة والفصاحة، تنساق المعاني طوعاً لبيانه، فيصوغها في بديع ألفاظه وكلماته.
إلى جانب تواضع فذ، ووعظ نافذ، وتحرق على الحق وأهله، ومما يجد من التحريف عند المعاندين، والانحراف عن سنن الدين وإلى هدف الإصلاح الذي يتابع به خطواته وحركاته عندما يحاور المخالفين، ويحاول إرشاد قارئيه.
فهو بكل ذلك يمثل بحق (الأئمة الهداة من أهل البيت) الذين أمر الرسول ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسَلَّم ـ بالتمسك بهم، وجعل الهداية عندهم، والضلالة في مخالفتهم ومفارقتهم، والتخلف عنهم"


- قال العلامة الجهبذ محمد بن علي عيسى الحذيفي محقق كتاب لوامع الأنوار خلال تقديمه للطبعة الثانية منه:
"حجة العصر، ودرّة الدهر، ومنبع الفخر، ربّ الفواضل والفضائل، وزينة هذا الدهر العاطل، البدر الزاهر، والبحر الخضمّ الزاخر، أمين الله في بلاده، وحجته على عباده، أمير المؤمنين، ومولى المسلمين، عماد الدين المحمدي/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي، أيده الله تعالى(...)

حتى قال في موضع آخر من التقديم ما لفظه:
فهو أعرف من المعرفة، وأشهر من نار على علم، لدى الخاص والعام، فمن المستدرك عليّ وعلى غيري أن أتصدى للتعريف به.
وصدق الشاعر حين قال :
وصفات ضوء الشمس تذهب باطلاً
(...) علم من أعلام الدين الرباني، وإمام في التحقيق، وفريد في التدقيق، ذي باع طويل في شتى علوم الدين والمعرفة، ودراية ومهارة في تنسيق المعاني، وصياغة بديع الكلام.

- ومما كتبه سيدي العلامة نجم الأكرمين الولي بن الولي بن الولي بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين الحوثي رضي الله عنهم في تقريضه لمؤلف المرحوم "التحف شرح الزلف" :
"إن كتاب الزلف الإمامية والتحف الفاطمية حدائق بسامة أنوارها، ومطالع بدور تكشف الظلم أنوارها تضمن الإفادة مع الإجادة، واشتمل على الحسنى وزيادة، وقد قرضه بعض الإخوان فأحسنوا، وسبكوا عقيان مديحه فأخلصوا، وأتقنوا وسلكوا تبيان محاسنه فأصلحوا وبينوا.

فأجريت قلمي مجرى أقلامهم في القراطيس، وإن كان كابن اللبون مع البزل القناعيس، وحُقَّ فيَّ المثل: تحككت العقرب بالإفعى، واستنت الفصال حتى القرعاء، وليغتفر تقصيري في المدح في جنب تنبيهي على مضمون المتن والشرح، وقد جدت بها وما لدي قليل، فإن قَلَّت: فاصفح الصفح الجميل، فإنها وإن لم تكن كالبدر في الوميض، فإنها لم تزد على أول الثلاث البيض.

ثم أنشد شعراً:
أتيت بلؤلؤ البحر العميق .......... وجدت بروضة الروض الأنيق
وأدنيت القطوف لمجتنيها ....... وجدت بتحفة الأخ الرفيق
بنظم كالجواهر وهي عقد.......... ونثر فاح كالمسك السحيق
تعد أئمة كانوا كراماً .......... لإنقاذ العبيد من الحريق
تعد أئمة من آل طه .............. هدوا للمستقيم من الطريق
وتذكر كيف لاقوا حين لاقوا......... بكل مهند ماض رقيق
وتذكر من خصائصهم كثيراً ....... وآيات لذي حجر مفيق
تعد مجد الإيمان منهم ........ ومقتول البغاة ذوي المروق
وتذكر فيه أعصرهم وتحصي ........ به الأنساب في القول النسيق
وكم ضمنته نكتاً حسانا ........... فصول الدر في العقد العقيق
وذلك كله مع حسن سبك........... وإيضاح وإيجاز دقيق
وذاك لأن عندك بحر علم ......... وأنت تحب إتحاف الصديق
فلما كان عندك بحر علم............ أتيت بلؤلؤ البحر العميق

- أما السيد العلامة علي بن عبد الكريم الفضيل فمما قاله :
"صاحب الفضيلة مولانا وشيخنا الحجة مفتي اليمن السيد مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي الحسني اليماني رضوان الله عليه، (...)
"حتى قال" :
وقد سلك المؤلف رضوان الله عليه في جميع مؤلفاته مسلك العلماء المنصفين المؤثرين للحق ولو على أنفسهم في قوة بيان ودقة تعبير وأنصح حجة، ومن عرف المؤلف علماً وخلقاً واستقامة عرف الحق والإنصاف مجسداً في كل مؤلفاته القيمة ورسائله النافعة.
ولذلك فقد انتشرت مؤلفاته في كل الأوساط العلمية في اليمن انتشار الضوء مع الفجر أو الحياة مع الربيع، وقام العلماء والأدباء بتقريضها والإشادة بأهميتها وقيمها العلمية نظماً ونثراً، وعسى أن تتاح الفرصة لجميع هذه التقريضات وإخراجها في مجلد واحد للانتفاع بها من الناحية الفنية والأدبية والعلمية.....
إلى قوله :
لاغرو فالمؤلف حفظه الله قد تربى في حجر العلم والزهد والتقى، وعاش في مجتمع بمدينة صعدة اليمانية غاص بالعلم والأدب والاستقامة وفي بيت يشع بالنور ويزخر بالفضل ويفيض بمكارم الأخلاق.
ولا أقصد بهذا التعريف بالمؤلف حفظه الله فهو أعرف من المعرفة وأجل وأسمى من الإطناب في الوصف ..."
حرر في 24من ذي القعدة سنة1389هـ




- ومن تقريظ السيد العلامة الفاضل صفي الإسلام/ أحمد بن محمد عثمان الوزير:
" مولانا رباني آل محمد حجة الله على خلقه، المجتهد المطلق، والمجدد المحقق المولى مجد الدين بن محمد بن منصور الحسني المؤيدي حفظه الله وأبقاه، ونفع الإسلام والمسلمين بعلمه، ومتعهم بحياته وأمدهم من بركاته فوجدت التحف القيمة الثمن تحفاً مليئة بالنور والهداية والعلم والدراية يهتدي بها الحائر ويستضيء بنورها أولي البصائر، ولا يستغني عنها أحد من الأكابر والأصاغر في المستقبل والحاضر، وهي الضالة المنشودة لكل عالم والبغية المطلوبة لكل متعلم.

إن هذا الكتاب "التحف شرح الزلف" مع صغر حجمه يعطيك من العلم والمعرفة ما تعجز أنت وغيرك أيها المطلع عن جمة علمه هذا، وقد قلت مقرظاً – وإن كنت لست شاعراً-:

قولوا لمن أهدى التحف
سكناك في أعلى الغرف
عند النبي محمدٍ
ووصيه من بالنجف
يا مجد دين الله يا خـ
ـير الأوائل والخلف
يا فخر آل المصطفى
في الحاضرين وفي السلف
أهديت نوراً صادعاً
للمسلمين بلا كلف
ونشرت علماً نافعاً
بضياء شرحك للزلف
من بحر علمك سيدي
أخرجت مكنون الصَدَف
نور تسلسل في الأئمـ
ـة والدعاة لمن عرف
فاسلم ودم ذخراً لنا
يا بن الكرام أولي الشرف
ثم الصلاة على النبي
وآله ما الطير صف


22/رجب/1390هـ.





- ومما قاله القاضي العلامة عز الإسلام محمد بن يحيى مرغم


المتوفى سنة 1381هـ تقريضاً للزلف الإمامية وشرحها من قصيدة طويلة منها:



عليك بإتحاف الإمامة إنها ... مع الدعوات الهاشميات تنشر
بنظم فصيح مصقع كل بارع ... فعنه امروء القيس المفَلِّقُ يعثر
وما الدر إلا دونه في انتضاده ...وليس غلو فيه إن قيل جوهر
وما الروض إلا شرحه لو رأيته... رأيت به الأزهار بالمجد تزهر
ولا غرو أن حاكته فطنة ذي النها... وأن صاغه نظماً مُجَلٍّ ومبكر
فتىً ألقت العليا إليه زمامها ... له كل أجناد البلاغة عسكر
ألا إنه صافي القريحة من له الذ ... كاوة من آبائه حين يفخر
سليل بني الزهراء وأكرم سيد ... رقى فوق هام المجد والمجد أنور
وذلك مجد الدين اسماً مطابقاً ... ووالده نجل المؤيد يذكر
أمجد الهدى نلت المعالي بأسرها ... وبالغاية القصوى تسير وتعبر
أبنت عن الأعلام من آل أحمد ... وأظهرت للجهال ما هو مضمر
عقدت لواء الحمد في ذروة الحشا... لأبناء طه والعدومُقَهْقِر
قضيت لهم حقاً أكيداً وقمت في الـ ... مقال مقاماً واضحاً ليس ينكر
نصبت لواء الحب يخفق ظله ... ورايات أعلام لودك تُنْشَرُ
واتبعتها بالفضل يابن محمد ... بتبيان أفعال لمن كان يغدر
ألا وهمُ الأرجاس آلُ أميةَ الـ ... لذين هم في كل قطر تجبروا
فأوضحتَ يابن المرتضى ما أتوه من ... فجور له صمُّ الصفا يتكسَّرُ
بمنظومة تسبي العقول بلفظها... عقود من المرجان تتلى وتنشر
وأزكى صلاة الله ثم سلامه ... على أحمد والآل ما سار مُبْكر




- مما قيل في المولى مجد الدين سلام الله عليه :


قد آن مجدالدين أن تتصــدرا ............. وبأن تفجر من علومك أنهـــرا

وبأن يكون لسيف علمك سطوةُ ........... تحت اللواء مهللاً ومكبــــرا

وبأن تكون وريث آل محمــدٍ .......... فالدين في خلجات فكرك نــورا

أتى علينا من يشوب أمورنــا .......... لا يحيي معروفاً وينكر منكـــرا

خلقٌ تشبث بالدنا ونعيمــها ........... والبعض في تيه الــهوى متحيرا

فاربأ بأمتنا الكريمة سيــدي ............ بمواعظٍ ومواقفٍ فينا تــــرى

واجعل بفطنتك الكريمة دائماً .............. من منبر التوحيد أقوى منبـــرا

فلأنت أهلٌ للقيام بهـــذه ............ فلقد حباك الله فكراً نيــــرا

بفصاحةٍ علويةٍ لك أبهــرت .......... من كان في الدنيا لــها متدبـرا

من كان نهج الحق معه لن يُرى ........... متقدماً عنه ولا متــأخـــرا

وإليك مجدالدين ألف تحيــةٍ ........... ممن يحب العلم أن يتطــــورا

يا شيخ عترة أحمد إنا لكـم ............ سـنـدٌ إذا قل النصـيرُ وأدبـرا

كل القلوب بحبكم مجبولــةٌ .......... ولك المحبة في القلوب بـلا مرى

مهما مدحت فلست أحصي فضلكم ..... أو أن أكون على القلوب معبـرا

هذا ولي الله يا أهل التقـــى ........ وسليل خير المرسلين وحيــدرا

لـزم العلوم مطالعاً ومدرســاً ....... حتى غـدا بعلومه متنـــورا

فاق الرجال قراءةً ودرايـــةً ......... وفصاحةً ، فسبى القلوب وسيطرا

ولكل قرنٍ عالـمٌ ومجــددٌ .......... ولك الصدارة بين قومي تذكـرا

فلإن مدحتك بعد ذلك سيدي ....... فيحق لي بمديحكم أن أفخـــرا

إن لم أكن في آل أحمد مادحـاً ....... فمن الجدير إذاً بمدحي يا تــرى

قمـرُ على كل الكواكب ساطعٌ ....... أفلا أكون بنور وجهك مبهـرا

إن لم نعظمهم ونعرف حقهـم ........ فهلاك أمتنا يكون بـلا مـرى

وأنا بدوري جئتُ أطلب ودكم ...... والشعر صار عن الفؤاد معبــرا

وبأن أكون مشجعاً ومناصـراً ...... مادام أعلامُ الهدى فينا تـــرى

ودع السهام تصيب من في قلبه ...... مرضٌ وطول مسيره متعثـــرا

كلٌ يميل لجنسه وطباعـــه ....... البعض تعميه الزخارف أن يـرى

والمغرضون لأحمد ولآلـــه ...... سينالهم مانال أصحـاب القـرى

شعري نما وتفتحت أزهـارهُ ........ بوداد أبناء النبي وأثــمــرا

وإذا نظمت الشعر في أفضالهم ........ تأبى قوافي الشعر أن تتــأخـرا

فالله أودع حبهم بقلــوبنا........ مهما سعى ساعي النفاق وزمجـرا

هم أهل ميراث النبي محمـد ........ وبفضلهم نـزل الكتاب مخبــرا

وهم الرجال إذا ماتبادر ذكرهم ....... وهم النجوم على المدائن والقـرى

فالله في نهج النبي وآلــــه ....... يا صاحب العقل السليم لتنصـرا

ثم الصلاة على النبي وآلـــه ....... ما لاح نجمٌ في السماءِ وأزهــرا



- و مما قيل فيهم :

ياحجة الله ياكهف الورى قسماً إنا على العهد لن نرضى بغيركمُ
نحيا على الحق ماعشنا وأنت لنا يافخر أمتنا النـبراس والعلـم
يا كل خيـر لنا يانور كوكبنا ياروح مذهبنا والمـاء والنّسمُ
ألأمر أمرك يامولاي ماطربت نفسي بغيرك إن لم أرضها عدم
وهل إلى غيره والحق في يده يرجوه من ضل أو زلت به قدم
الحب حيك مجد الدين حجتنا والناس في حبه إن شئتهم خدم








- وصدق الرسول الأمين "صلى الله عليه وآله وسلم" حين قال :


"إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء"



-وقال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله

(اذا مات الفقيه ثلم الأسلام ثلمه لا ترتق الى يوم القيامه )




التعازي الرسمية :

الرئيس يعزي بوفاة العلامة المؤيدي
الأربعاء, 19-سبتمبر-2007
- بعث الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية برقية عزاء ومواساة الى حسين مجد الدين المؤيدي وإخوانه في وفاة والدهم فضيلة العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي جاء فيها :

" الأخ حسين مجد الدين المؤيدي وأخوانه وكافة افراد اسرة آل المؤيدي - المحترمون -
ببالغ الأسى وعميق الحزن تلقيت نبأ وفاة والدكم المغفور له باذن الله فضيلة العلامة المجتهد مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي الذي انتقل الى جوار ربه بعد حياة حافة بالعطاء الزاخر في سبيل خدمة الدين والعلم .

فلقد عرفناه رحمه الله عالما فاضلا زاهدا ومجتهدا وبصيرا وناصحا أمينا مخلصا قضى معظم حياته وكرس كل جهده وطاقته لخدمة العلم والدين الإسلامي , وكان مثالا للعالم المعتدل والمستنير الذي ينبذ التطرف والإرهاب والعنف والعصيبة بكل أشكالها وألوانها.

لقد خسر الوطن برحيله واحدا من علمائه الأجلاء المبرزين ومربٍ فاضل تتلمذ على يديه الكثير ممن نهلوا من معارفه وتربوا في مجالسه العامرة بالعلم والمعرفة والتربية الفاضلة .

إننا اذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الاليم لنسأل الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهمكم جميعا اهله وذويه وكافة تلامذته ومحبيه الصبر الجميل والسلوان "إنا لله وانا اليه راجعون "

علي عبدالله صالح
رئيس الجمهورية







كان هذا بالإستفادة من الترجمة التي صاغها تلميذ الامام الراحل السيد العلامة المفتقر إلى عفو الله: حسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله الهادوي اليوسفي الفيشي، في شهر ربيع الثاني عام 1386هـ وقد قمت بالإضافة والتعديل وإعادة التنظيم وجمعت نصوص أخرى من عدة تراجم لفقيد الأمة صاغها علماء أفاضل عرفوه إما شخصياً أو عبر مؤلفاته العظيمة.

رحم الله فقيد الأمة اليمنية والعربية والإسلامية المولى العلامة المجتهد المطلق الإمام مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي الحسني الهاشمي.
وألهم أهله وذويه وتلامذته ومعارفه وكل محبيه الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون

( أرسلت المشاركة بواسطة الزميل العزيز العضو ( أحمد يحيى ) شكر الله مجهوده وكتب أجره .. آمين )





واحة التأريخ :

سنختصر اليوم هذا القسم فيما يلي :

ابتداء المائه الثالثه الهجرية

ثم ولى المأمون اليمن محمدعبدالله بن زياد والذي قام بحروب
ضد الاشاعره(وهي قبيله مشهوره حتى اليوم مساكنها زبيد
والسهول الموازيه لشرعب ومن مشاهيرهم ابوموسى الاشعري)
وفي عام 263هجريه قتل المهدي وخلفه المعتمد الذي اقرمحمد
وقد فتح حضرموت بعد قتال بعدان امتنعت على الذي من قبله
وهو الذي بنا جامع صنعاء ويؤكدالمؤرخون الى هناانتهت دولة
بني العباس الأولى .

المصدر : ( كتاب اللطائف السَنية للكبسي )





واحة الشعر :


في رثاء المولى العلامة السيد مجد الدين المؤيدي ..

للعلامة عبد الرحمن شايم

________________________________________

خطب أحال الدمع لوناً أحمرا *** وأثار وجداً في النفوس وحيرا

خطب ألم فكل خطب دونه *** ملأ القلوب تحزناً و تحسرا

خطب أثار النار في وسط الحشا *** و أتا بأمرٍ هوله عمّ الورا

فلِموت مولانا الإمام تصدعت *** شم الشوامخ من منيفات الذرا

و لِموت مولانا الإمام تنكست *** أعلام أهل الفضل مما قد جرا

و لموت مولانا أمير المؤمنــيــــــن السابق المفضال لم أذق الكرا

ولِموت مجد الدين حقاً أكسفت *** شمس الفضائل قد عراها ما عرا

من للعلوم يخوض في غمراتها *** ويبين الحق الصريح الأنورا

و يهد من شبه النواصب أسّها *** و يزيل ما صنع الشقى و عمّرا

و يشيد عمراناً لآل محـمـد *** و يقيم بالتدليل صرحاً نيرا

آهٍ لمجد الدين إن مماته *** ثلم لدين محمد لن يجبرا

آهٍ و ما آهٍ بـــنافعةٍ لـــنا *** أضحت رزيتنا أجلّ و أخطرا

رزءٌ على الإسلام هدّ مناره *** ورمى إلى قلب اليقين فدمرا

ما كنت أحسب أن يومك سابق *** بل كنت أرضى أن أموت فأقبرا

لو كنت تفدى كان نفسي فدية*** لأبي الحسين لكي يعيش و يعمرا

أو كان يشري عمره لشريته *** لكن قضاء الله طاف و بكرا

من ذاك بعدك للمشاكل إن عرت ***و غدت إلى الأقوام صاباً ممقرا

من ذا لطلاب الشريعة فيصلاً *** بالإجتهاد مفصلاً و مفسرا

من ذاك بعدك مرشداً و معلماً *** و لعلم أهل البيت صار مقررا

عجز النساء بأن يجئن بواحدٍ *** مثل الإمام نزاهةً و تطهرا

عجز الزمان بأن يجيء بمثله *** أبداً ولن تلق له مثلاً يرى

عَمِهَ الأولى لم يستبينوا فضله *** نفضوا من الأيدي وثيقات العرى

ضل الذي في بغضه متسرع *** ويل له مما جناه و زورا

آه لمصرع خير من وطئ الحصى*** في عصرنا و إمام من فوق الثرى

لكنه حُكْم المهيمن ربنا ***صبراً و إن كَبُر المصاب و دمرا

ياشيعة المولى الإمام تصبروا *** و لروحه فاتلوا الكتاب النيرا

وامشوا على نهج الإمام وهديه *** نهجاً لأهل البيت لن يتغيرا

و لكم بطــه المصطفى خير الأسى*** و المرتضى الكرار أعني حيدرا

و بجعفــر و بحمــزة و بفـــاطم *** و بولدها أعني شبير و شبرا

و بآل طــه كلهم أهل التقى *** حلوا اليفاع ففضلهم لن ينكرا

صلى عليهم ربهم خلاقهم*** مادامت الدنيا وما القاري قرا

وعلى الفقيد صلاته وسلامه *** وجزاه جنته و نهراً كوثرا

و جزا محبيه بخير جزائه*** و حباهم الله النعيم الأوفرا





واحة المكبرين :



الدفاع الشرعي في النصوص الشرعية والقوانين الوضعية
كتبه : محرر الواحة !



الدفاع الشرعي :
هو مقاومة أو رد أي إعتداء يقع أو يوشك أن يقع على النفس أو العرض أو المال أو أي حق خاص أو عام مصون بأحكام الشرع والقانون !
- الدفاع الشرعي حق كفلته كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وسنوضح هنا ماهي النصوص الدينية والمواد القانونية التي تحدثت عن هذا الحق .

أولاً : النصوص الدينية : -
من المفترض أن يكفينا في هذا الموضوع النصوص القرآنية التي وردت في كتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهي كثيرة أمثال
قوله تعالى : (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [ البقرة الآية 194] )
وقوله تعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)39( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)40( سورة الحج )
وقوله تعالى : (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ)41( سورة الشورى )
وقوله تعالى : (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً [ النساء الآية 75] )
وغيرها الكثير الكثير من الآيات ؟!
أما الأحاديث النبوية فهي كثيرة ويكفينا منها هذا الحديث الذي إستدل به الفقهاء على هذا الموضوع وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد .. )
وقد تحدثت كتب الفقه الإسلامي بمختلف مذاهبها عن هذه المسألة وهي ما يعبر عنها في إصطلاح الفقهاء بــ ( دفع الصائل ) !

ثانياً : القوانين الغربية والعربية : -
كي لانرهق الموضوع وقارئه بالنصوص القانونية سنشير هنا إلى أرقام المواد التي نصت على حق الدفاع الشرعي في بعض الدساتير والقوانين الجنائية الغربية والعربية وهي كالتالي :
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( المواد 3 ، 4 ، 5 )
- ميثاق الأمم المتحدة ( المادة 51 )
- إعلان حقوق الإنسان والمواطن – دستور الثورة الفرنسية الكبرى - ( المواد 11 ، 35 ، 36 ، 37 )
- إعلان الإستقلال الأمريكي ( في مقدمته والمواد الأولى منه )
- القانون الجنائي الفرنسي ( المادتين 113 ، 114 )
- قانون الجرائم الإيطالي ( المادة 52 )
- القانون الجنائي السويسري ( المادة 33 )
- القانون الجنائي الليتواني ( المادة 44 )
- القانون الجنائي البولوني ( المادة 21 )
- قانون الجرائم والعقوبات الدانماركي ! ( المادة 13 )

وهكذا بقية القوانين الجنائية وقوانين الجرائم و العقوبات في الدول الغربية لا تخلوا من مواد تنص على حق الدفاع الشرعي عن النفس والعرض والمال !

وكذلك جميع قوانين الدول الإسلامية والعربية والتي لا يحضرنا منها الآن إلا :
- قانون الجرائم والعقوبات المصري ( المادتين 246 ، 247 )
- القانون الجنائي السوري ( المادة 183 )
- قانون الجرائم العراقي ( المادة 42 )

ثالثاً : قانون الجرائم والعقوبات اليمني :-
جاء في هذا القانون تحت عنوان أسباب الإباحة .. المادة ( 27 ) ما نصه : ( تقوم حالة الدفاع الشرعي إذا واجه المدافع خطراً حالاً من جريمة على نفسه أو عرضه أو ماله ، أو نفس الغير أو عرضه أو ماله .. ويجوز للمدافع عندئذ أن يدفع الخطر بما يلزم لرده )
ثم جاءت المادة ( 28 ) من نفس القانون لتوضح الحالات التي إذا توفرت إحداها فإنها تبيح القتل العمد دفاعاً شرعياً ونصها : ( لا يبيح الدفاع الشرعي القتل العمد إلا إذا قصد به دفع فعل يتخوف منه وقوع جريمة من الجرائم الآتية :
1 – القتل أو جراح بالغة إذا كانت الجراح على المدافع نفسه أو أحد أقاربه .
2 – الشروع في الزنا أو اللواط بالقوة على المدافع أو زوجته أو أي محرم له .
3 – إختطاف المدافع أو زوجه أو ولده أو أحد محارمه بالقوة أو بالتهديد بالسلاح .. )
ثم جاءت المادة ( 29 ) من نفس القانون لتضيف حالات أخرى يجوز فيها القتل العمد دفاعاً عن المال ، فجاء فيها : ( لا يجوز أن يبيح حق الدفاع الشرعي عن المال القتل العمد إلا إذا كان مقصوداً به دفع أحد الأمور الآتية :
1 – جرائم الحريق العمد .
2 – جرائم سرقة من السرقات الجسيمة .
3 – الدخول ليلاً في منزل مسكون أو أحد ملحقاته . )

والآن !

هل لازال هناك من يعتقد أن دفاع أهل صعدة عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم عمل غير مشروع ؟!
وهل لازال هناك من يرى أن على أبناء صعدة أن يسلموا أرواحهم وأموالهم وأعراضهم للمجرمين من طغاة الوطن ومن معهم من البشمركة شذاذ الآفاق ؟!






واحة القرآء :


نظراً لكثافة مواضيع اليوم فقد إستغنينا عن مشاركات هذا القسم لهذه الواحة !
تحياتنا





إستراحة الواحة :

سنكتفي اليوم بطرفة واحدة !

قصة أين طلي ؟!
كان في واحد شيبة رعوي في القرية سرقوا عليه طلي .. وطبعا لأنهم في قرية صغيرة فعدد المشبه فيهم قليل جدا .. والناس كلهم بيتجمعوا للصلاة في الجامع
فالرجال وقف قدام باب الجامع وقت الصلاة .. وكل ما يدخل مصلي يسأله :
- أنت الذي شليت الطلي حقي ، وطبعا كلهم بيردوا لأ لأ لأ لأ لأ
ولما وصل لا عند السارق الحقيقي قال له : أنت الذي ......
وقبل أن يتم العبارة قال بسرعة السارق :
أين طلي؟؟؟؟ :|

بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

مشاركة بواسطة بدر الدين »

تسلم حبيب قلبي

نحن نتابع ماتنقل وتكتب
فجزاكم الله خير الجزاء وكتب الله اجركم وشكر سعيكم


تقبل خالص تحياتي
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

بدر الدين كتب:تسلم حبيب قلبي

نحن نتابع ماتنقل وتكتب
فجزاكم الله خير الجزاء وكتب الله اجركم وشكر سعيكم


تقبل خالص تحياتي
كتب الله أجر الجميع
وشكراً كثيراً لمروركم العطر أخي بدرالدين

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

( الواحة الثالثة عشر )
صورة

( الواحة الثالثة عشر )







إفتتاحية الواحة :

قال اللّه تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾[التوبة:71]. فجعل ذلك من صفات الإيمان.

* وقال [تعالى]: ﴿وَلْتَكُن مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾[آل عمران:104].

* وقال تعالى: ﴿كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون ﴾[المائدة:79].

* وقال [تعالى]: ﴿يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَك﴾[لقمان: 17].

* وقال تعالى: ﴿فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا﴾..الآية[هود: 116].

* وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللّهِ وَعَمِلَ صالحا ً﴾..الآية[فصلت:33].

* وقال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ﴾..الآية[النحل: 125].

* وقال[تعالى]: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين ﴾[الأعراف:199].

* وقال [تعالى]: ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا ً﴾[التحريم: 6].





دعاء ايام الأسبوع للإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين ( ع) :


دعاء يوم الثلاثاء
بسم الله الرحمن الرحيم


أَلْحَمْدُ للّهِ وَالْحَمْدُ حَقُّهُ كَما يَسْتَحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً. وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، إنَّ النَّفْسَ لاَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إلَى ذَنْبِي، وَأَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّار فاجِر، وَسُلْطان جآئر، وَعَدُوٍّ قاهِر. أَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإنَّ جُنْدَكَ هُمُ الْغالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ; فَإنَّ حِزْبَكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيآئِكَ; فَإنَّ أَوْلِيَاءَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. أَللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِيْنِي فَإنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإنَّهَا دارُ مَقَرِّي، وَإلَيْها مِنْ مُجاوَرَةِ اللِّئامِ مَفَرِّي، وَاجْعَلِ الْحَياةَ زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْر، وَالْوَفاةَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَتَمَامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَأَصْحَابِهِ الْمُنْتَجَبِينَ وَهَبْ لِي فِي الثُلُثآءِ ثَلاثاً: لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا غَمّاً إلاَّ أَذْهَبْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إلاَّ دَفَعْتَهُ. بِبِسْمِ اللهِ خَيْرِ الاَسْمآءِ، بِسْمِ اللهِ رَبِّ الاَرْضِ وَالسَّمآءِ، أَسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوه أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوب أَوَّلُهُ رِضاهُ. فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالْغُفْرانِ يا وَلِيَّ الاِحْسانِ.






كلمة الواحة :



لفضائيتنا ،،، إعتماد المحلية المفرطة ،، خطاء !!

كتبه : الهاشمي اليماني


المحلية المفرطة ... بإستخدام اللهجة التي يقدم بها برامج تسلية رمضانية مثل برنامج " شرالبلية " يضيق أفق المعلومة ويحصرها بزاوية محددة مما يجعل النتيجة غير مضمونة الفعالية والوصول لفكر المشاهد والتأثير به ..
المحليّة المفرطة ... لاننفي جمال اللغة أو حسن التعبير أو طريقة النطق المعبر عن لهجاتنا اليمنية المحلية ،، كيف ..؟ ونحن مصدر اللغة العربية ومنبعها وقبل ذلك منبع السامية بلغاتها وما أفرزت من ثقافات ... جعلت إسكندنافيا بعيش بجوار القطب الشمالي أو لاتينيا يعيش بأقاصي أوروبا ينادى بعلي (الإسم) وينادي "إيلي"..........
ياعلي صحت بالصوت الرفيع * يامره لاتدبين القناع
لاشك أننا بالعصر الحالي نرى إنصهارا للهجات اليمن ، بمافي ذلك لهجة البرنامج المنوه عنه ... فبصنعاء العاصمة لم تعد تلك اللهجة المتميزة ... حيث كان هناك لهجتان بصنعاء ولاأصنفهما لهجتان بل تعريفان ،، فبالشارع لهجة تختلف عن المنتدى أو المدرسة ... حيث يشتهر المتعلم الصنعاني بلهجة بها من الأدب الجم مايمكننا القول بثقة أن تلك لهجة ملائكية ... ومن آداب تلك اللهجة أنه لايناديك بصيغة الفرد ... بل يقول أنتو وأنتم .. وهو مصطلح للتعظيم .. ثم نبرة الصوت تكن شبيهة بالهمس .. وفي نفس الوقت لغة الشارع نبرتها عالية وأصواتها مسموعة وبها ما بها ..
وإذا جزمنا بوجود أكثر من لهجة بمدينة واحدة ، فإننا نكن قد عرّفنا بوطننا اليمن ، أثرى البلدان ثقافة وتنوعا وطقسا وتضاريسا ... فرحلة بصعـــــــدة الغراء ، تعطيك نموذجا ، فنبدائها من الشرق على حافة صحراء الربع الخالي وحيث تعتبر قطرة الماء مرادفا للدواء ..وبسرعة نصل لأخاديد بين الهضاب بها العيش الرغيد وباسقات النخيل تتمايل مختالة راقصة على نغمات الخرد الغيد .. فتصعد الأخدود فيستقبلك النسيم بالصعيدة حاملا رائحة الجللنار القادم عبر خمائل كروم الأعناب فتثمل وتعربد والحميا قابعة بالعنقود ، فيدفعك النسيم العليل للأعلى فتشم الزعتر والورد البلدي وتسمع عزف النسمات على أوتار شجر العرعر.. ويبطئ النسيم ويسرع ولكنه يدغدغ ثم مايلبث أن يلسع وبالتالي فإن غطاء صوفيا يصبح من الضروريات ، حيث تكن على إرتفاع ثلاثة الاف متر عن سطح البحر ويتجمد الماء نهارا بالشتاء .. وربما يلزمك من الأغطية (البطانيات ) ثلاثا تدعمها بموقد نار .. وتنزل من القمة لتواجه جنة من الإخضرار الساحر ، رائحة العشب تختلط برواح الأقحوان والكاذي والريحان ... وتكتفي عند النوم ببطانية واحدة .. وما تلبث أن تواصل النزول فتصل لخط الإستواء بالسهل التهامي حيث يضيق بك ثوبك خلال شهور القيض ..
شهدنا عدة مناخات بجبل واحد ، وعليه هناك عدة لهجات تفرضها العزلة وملابس يفرضها المناخ ... هذا الثراء التي يصل لحد التناقض لايبعد أحده عن الآخر سوى كيلومترات ..
وصف الراحالة العالميين هذه الحقيقة اليمنية بالمدهشة والفريدة ... منهم الرحالة الأميريكي أمين الريحاني ، في كتابه ملوك العرب ... وكذا الرحالة الألماني هانزهوليفرتز ..
إذا هنا يجب فهم لماذا نعترض على تكريس لهجة يمنية محلية بحد ذاتها ... لآنها لن تكن ذات قيمة معرفية شاملة بالوطن اليمني ناهيك عن من يشاهدنا من الخارج ... والحل هو اللهجة التوافقية والتي هي حاليا ما يستعمل بصنعاء ، شريطة أن لاتخلط بالمصرية أو غيرها من اللهجات وأن تعكس اعتزاز اليمني بجذوره الثقافية وتراثه وحضارته ...




شخصية الواحة :



الإمام المهدي محمد بن عبدالله بن الحسن ( ع ) . ( النفس الزكية )


الإمام المهدي هو: الإمام أبو القاسم محمد بن أبي الأئمة عبدالله الكامل المحض بن الحسن بن الحسن السبط عليهم السلام.
صفته: قال الإمام أبو طالب عليه السلام في الإفادة: كان عليه السلام آدم اللون شديد الأُدْمة، قد خالط الشيب في عارضيه.
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهما السلام في سياق الأئمة: ومثل: محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه خرج ذات يوم إلى باب المدينة، فقال: ((ألا وإنه سيقتل في هذا الموضع رجل من أولادي، اسمه كاسمي، واسم أبيه كاسم أبي، يسيل دمه من هاهنا إلى أحجار الزيت، وهو النفس الزكية، على قاتله ثلث عذاب أهل النار([122]))).
قيامه: في جمادى من هذه السنة([123])، وبايعته المعتزلة مع الزيدية، وفضلاء الأئمة. وخرج معه جعفر الصادق عليه السلام المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة، عن خمس وستين سنة، ثم استأذنه في الرجوع ؛ لكبر سنه وضعفه.
وقد هم أبو الدوانيق بقتل جعفر الصادق، فعصمه الله تعالى منه. وأخرج معه ولديه: موسى الكاظم، وعبدالله، وكذلك الإمام: عيسى بن زيد بن علي، والحسين بن زيد بن علي عليهم السلام.
وفي أمالي الإمام أبي طالب في الباب التاسع والثلاثين بسنده إلى علي بن موسى بن جعفر عن أبيه عليهم السلام، قال: أرسل أبو جعفر المنصور إلى جعفر بن محمد عليهما السلام ليقتله، فطرح سيفاً ونطعاً، وقال: يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه، فلما دخل جعفر بن محمد عليهما السلام، ونظر إليه من بعيد فَرَقَ أبو جعفر على فراشه ـ قال: يعني تحرك ـ، وقال: مرحباً بك وأهلاً يا أبا عبدالله، ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي ذمامك ونقضي دينك، ثم سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته، وقال: قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لا تمضي ثالثة ما قلته حتى يرجع جعفر بن محمد إلى أهله، فلما خرج هو والربيع، قال: يا أبا عبدالله أرأيت السيف والنطع، إنما كانا وضع لك، فأي شيء رأيتك تحرك به شفتيك، قال: نعم يا ربيع، لما رأيت الشرَّ في وجهه قلت: حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
وكان الإمام مالك بن أنس الأصبحي ـ المتوفى سنة مائة وتسع وسبعين ـ يُفتِي بالخروج مع الإمام محمد بن عبدالله وأخيه الإمام إبراهيم بن عبدالله، وقرأ على الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام.
واستشهد الإمام محمد بن عبدالله في شهر رمضان الكريم، سنة خمس وأربعين ومائة، وله من العمر: اثنتان وخمسون سنة، وكان لقبه النفس الزكية، وكان فيه خاتم في كتفه، يشبه خاتم النبوة في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذلك يقول الشاعر:
إذا ما ابن عبدالله فيهم تجردا
وفيه علامات من البر والهدى

وإن الذي تروي الرواة لبين
له خاتم لم يعطه الله غيره


وقال لأهله: إني على قتال هؤلاء، فإن زالت الشمس ومطرت السماء فإني مقتول، وإن زالت الشمس ولم تمطر السماء وهبت ريح فإني أظفر بالقوم، ثم أمرهم ـ أنه إذا أتت الأمارة من الله التي تدل على قتله ـ أن يحرقوا كتباً خاف عليها من أعداء الله، وكان أشبه الخلق في حملاته بالحمزة بن عبد المطلب، وكان عنده سيف أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذو الفقار.
قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهما السلام: وفي حديثه عليه السلام أنه كان إذا حمل عليهم سُمِعَت فيهم قَصَفَةٌ كأجيج النار في أَجْمَة القصب، وكان يشبه في الفصاحة بجده علي بن أبي طالب صلوات الله عليه([124]).
قال في الشافي: وكان يقاتل بالسيف، فيضرب ضرب جده علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والتسليم، وقال ـ لما انهزم عنه أصحابه ـ: اللهم إنهم عجزوا عن احتمال أمرك، والجهاد مع ولد نبيك، فاجعلهم في حل من بيعتي، ثم عطف على الناس في قلة من أصحابه، أهل البصائر خاصة وأهل بيته، وقاتل حتى قتل في الموضع الذي أخبر جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه يقتل فيه، في الحرم الشريف من المدينة المطهرة([125]).
والجنود التي واجهته بالقتال، أنفذها أبو الدوانيق، عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، وكان عبدالله ممن بايع الإمام المهدي، فنكث بيعته، وادعى الملك لنفسه، كما تقدم في ذكر من قتل في أيامه من أهل البيت.
قبر جسده الشريف إلى جنب الحسن السبط([126])، صلوات الله عليهم.
قال في الطبقات: محمد النفس الزكية..إلى قوله: محمد بن عبدالله الكامل، قال ابن عنبه: إنما لقب المهدي لحديث: إن المهدي اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، وتطلعت إليه نفوس بني هاشم وعظموه، وكان جم الفضائل كثير المناقب.
حكى أبو الفرج أن المنصور أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب، فقيل له في ذلك، فقال: ويحكم هذا مهدينا أهل البيت، وكان المنصور قد بايعه ولأخيه إبراهيم مع جماعة من بني هاشم.
قلت: وفي مقاتل الطالبيين بسند صحيح أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء..إلى قوله: وقال أبو جعفر ـ أي المنصور ـ بأي شيء تخدعون أنفسكم، فوالله لقد علمتم ما الناس إلى أحدٍ أصور ـ أي أميل ـ أعناقاً، ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى ـ يريد محمد بن عبدالله ـ، قالوا: قد والله صدقت إن هذا لهو الذي نعلم فبايعوا جميعاً محمداً، ومسحوا على يديه.
وبسنده قال: بايع أبو جعفر محمداً مرتين إحداهما بمكة في المسجد الحرام، فلما خرج أمسك له بالركاب، ثم قال: أما إنه إن أفضى إليكما الأمر نسيت لي هذا الموقف.
إلى قوله: وكان مالك بن أنس قد أفتى بالخروج مع محمد وبايعه، فلذلك تغيَّر المنصور عليه، فيقال: إنه خلع أكتافه، انتهى.
وقد خرّج له أبو داود، والترمذي، والنسائي ووثقه، وأما البخاري فقال: لا يتابع على حديثه، قال: فإذا كان هذا في حق إمام من أئمة أهل البيت متفق على جلالته وديانته فما ظنك بمن هو دونه.
قال عيسى بن زيد: لو أن الله أخبرنا في كتابه أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً لقلنا ذلك محمد بن عبدالله.
قلت: وفي الحدائق الوردية ما روينا بالإسناد الموثوق به عن عمير بن الفضل الخثعمي، قال: رأيت أبا جعفر الذي لقب من بعد بالمنصور يوما، وذلك في زمن بني أمية، وقد خرج محمد بن عبدالله من دار أبيه، وله فرس واقف على الباب مع عبد له أسود، فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بركابه حتى ركب ثم سوى عليه ثيابه على السرج، ومضى محمد، فقلت له ـ وكنت حينئذ أعرفه ولا أعرف محمداً ـ: من هذا الذي عظمته هذا الإعظام..إلى قوله: قال: هذا محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن مهدينا أهل البيت.
وانظر إلى أبي جعفر الملقب بالمنصور وصنيعه إلى محمد بن عبدالله عليهما السلام، وإقراره بفضله، وما انتهى إليه حاله بعد ذلك من سفك دمه في حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي حرم فيه عَضْدَ شجرة، فكيف بغصن من أغصانه.
وروينا عن إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن أنه سئل عن أخيه محمد عليهما السلام أهو المهدي الذي يذكر؟ فقال: المهدي عدة من الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وعده أن يجعل من أهله مهدياً لم يسمه بعينه، ولم يوقت زمانه، وقد قام أخي بفريضته عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أراد الله أن يجعله المهدي الذي يذكر ففضل الله يمن به على من يشاء من عباده، وإلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره.
وروينا عن أبي خالد الواسطي، قال: لقيت محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام قبل ظهوره، فقلت: يا سيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال: وما يسرك منه يا أبا خالد؟ فقلت: يا سيدي وكيف لا أسر بأمر يخزي الله به أعداءه، وينصر به أولياءه، فقال: يا أبا خالد أنا خارج وأنا والله مقتول، والله ما يسرني أن الدنيا بأسرها لي عوضاً عن جهادهم، يا أبا خالد إن امرأً مؤمناً لا يصبح حزيناً ويمسي حزيناً بما يعاين من أعمالهم إنه لمغبون مفتون، قال: قلت: يا سيدي والله إن المؤمن لكذلك، ولكن كيف بنا ونحن مقهورون لا نستطيع لهم تغييراً؟ فقال: يا أبا خالد إذا كنتم كذلك فلا تكونوا لهم جمعاً، وانفذوا من أرضهم. انتهى.
قال السيد أبو طالب عليه السلام: وروي عن الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام، قال: شهد مع محمد بن عبدالله من ولد الحسين أربعة: أنا، وأخي عيسى، وموسى، وعبدالله ابنا جعفر.
وروى أن أول قتيل من المسودة اشترك في قتله بين يديه عليه السلام موسى وعبدالله ابنا جعفر بن محمد، وكانا حاضرين معه في جميع جهاده حتى قتل، وأعطياه بيعتهما مختارين متقربين إلى الله تبارك وتعالى، واستأذنه أبو عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام لسنه وضعفه بالرجوع إلى منـزله بعد أن خرج معه، فأذن له وكانت رايته مع الأفطس الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وخرج معه المنذر بن محمد بن المنذر بن عبدالله بن الزبير، وابن أبي ذيب، وابن عجلان، وخرج معه مصعب بن عبدالله بن الزبير، وابنه عبدالله بن مصعب، وأبو بكر بن سَبْرة الفقيه الذي يروي عنه الواقدي، وكان عمرو بن عبيد، ونفر من أعيان المتكلمين من معتزلة البصرة اختبروه، ووقفوا على غزارة علمه، ودعائه إلى القول بالعدل فبايعوه، ومن الناس من أنكر من أن يكون عمرو بايعه، والصحيح هو الأول، ذكره السيد أبو طالب عليه السلام.
وقال في الشافي: كان ظهوره بالمدينة..إلى قوله: وظهور دعوته بخراسان ومبايعته جمهور أهلها له عليه السلام لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة 145هـ خمس وأربعين ومائة، وروي: غرة رجب.
فخرج عليه السلام متوشحاً سيفه، وهو يقول لأصحابه: لا تقتلوا لا تقتلوا، ودخل المسجد قبل الفجر، فخطب الناس، ولما حضرت الصلاة نزل فصلى وبايعه الناس طوعاً إلا شرذمة وهرب رياح بن عثمان المِريّ عامل أبي جعفر على المدينة، وصعد دار مروان فأمر بهدم الدرجة فصعد إليه من أخذه من هناك، وجاءوا به إليه عليه السلام، فسأله عن أخيه موسى، فقال: قد أنفذته إلى أبي جعفر المنصور، فبعث جماعة من الفرسان خلفه فلحقوه فردوه إليه، وخرج منها إلى مكة وبويع هنالك وعاد إلى المدينة.
إلى قوله: وقد كان عمرو بن عبيد وأعيان المتكلمين بايعوه، وبايعه علماء البصرة بعد أن وقفوا على غزارة علمه، وسعة فهمه، واجتمع عليه الزيدية والمعتزلة والعلماء من أهل الفقه والمعرفة، وعلموا دعاءه إلى العدل والتوحيد، وإقامة عمود الإسلام، وقد كان أبو جعفر من جملة من بايعه، وبايعه جعفر بن محمد عليه السلام، وخرج معه ثم أكب على رأسه فقبله، واستأذنه في الرجوع إلى منـزله لسنه وضعفه، وخرج معه ولداه عبدالله ومحمد ابنا جعفر، وكان أول قتيل من المسودة الفجرة قتلاه واشتركا في قتله، وكان معه عيسى والحسين ابنا زيد.
إلى قوله: وفزع الناس إلى مالك بن أنس الأصبحي يستفتونه في بيعة محمد بن عبدالله والقيام معه فأفتاهم بوجوب ذلك عليهم..إلى قوله: وكان أبو جعفر لا ينكر حق محمد بن عبدالله ولا يطمع في الأمر هو ولا أحد من أهل بيته إلا أن يكون لهم شركة القرابة في الخدمة والمشايعة.
إلى قوله: وولى عليه السلام قضاء المدينة عبد العزيز بن المطلب المخزومي وكان على ديوان العطاء عبدالله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، وعلى شرطته عبد الحميد بن جعفر.
إلى قوله: وكان الناس يتحدثون بأمره، وكان بين كتفيه خاتم يشبه خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال فيه بعض شعراء الشيعة: وإن الذي تروي الرواة....إلخ.
البيتين السابقين، وقال فيه بعض شعراء خراسان:
أتانا الخير وانقطع البلاء
وولى الجور وانكشف الغطاء
عليها من شواهده بهاء

إذا المهدي قام لنا وفينا
وقام به عمود الدين حقاً
بنفسي يثرب من دار هادٍ


إلى قوله: وقَتَل يوم قُتِل سبعة عشر رجلاً من عفاريت الإنس، وحاد عنه حُمَيْد بن قحطبة غير مرة، وقد دعاه إلى البِراز، ولما انهزم عسكره عليه السلام بحيلة المرأة الهاشمية العباسية التي كانت في المدينة.
إلى قوله: وكانت اليد له أمرت خادماً بقناع أسود رفعه في منارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمرت خداماً لها آخرين صاحوا في العسكر: الهزيمة الهزيمة إن المسودة قد جاءوا من خلفكم ودخلوا المدينة، فالتفت الناس فأبصروا الراية السوداء على المنارة فلم يشكوا في ذلك، فانهزم الناس.
إلى قوله: فقال: اللهم...إلخ الكلام السابق،..إلى قوله: قال: ابرز إلي يا حميد، قال: لا أبرز إليك وبيني وبينك ممن ترى أحد فمتى أنجحتهم رأيت رأيي.
مؤلفاته:
قال الإمام أبو طالب: وله كتاب (السير) المشهور، وسمعت جماعة من فقهاء أصحاب أبي حنيفة وغيرهم يقولون: إن (محمد بن الحسن([127])) نقل أكثر مسائل السير عن هذا الكتاب.
أولاده: عبدالله الأشتر: قتل بكابل، وله عقب، وعلي والحسن: قتلا بفخ، والحسين: ذكره غير الطالبيين، انتهى باختصار من الإفادة.
ظهور العباسية:
وفي عصره ظهرت العباسية، وذلك أنه لما قتل يحيى بن زيد عليهما السلام، خرج أبو مسلم الخراساني([128]) زاعماً أنه آخذ بثأر أهل البيت، ثم وضع الملك في العباسية، وسلط الله عليه الملك الثاني فقتله.
وكان عدة ملوك بني العباس سبعة وثلاثين ملكاً، أولهم أبو العباس السفاح، واسمه كاسم أخيه عبدالله، وقد سبق نسبهم، وهو الذي أنشده بعض الشعراء ـ وكان أبقى من بني أمية بقية بعد أن رفع عنهم السيف ـ هذه الأبيات:
بالبهاليل من بني العباس

أصبح الملك ثابت الآساس


إلى أن قال:
واقطَعَن كل رقلة([129]) وغراس
وبهم منكمُ كحر المواسي
عنك بالسيف شافة الأرجاس
وقتيلاً بجانب المهراس([130])

لا تُقِيلَنْ عبد شمس عثاراً
خوفهم أظهر التودد فيهم
أقصهم أيها الخليفة واقطع
واذكروا مصرع الحسين وزيداً


..إلى آخرها.
ثم قتلهم، ولم يبق إلا من له فسحة في الأجل، وانتقم الله منهم، {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا} [الأنعام:129]، وبعد أن تمكنوا، وقع منهم الإغلاظ على آل محمد، والقتل والتشريد، كما قال أبو فراس:
تلك الجرائم إلا دون نيلكم([131])

ما نال منهم بنو حربٍ وإن عظمت

وامتد زمن العباسية إلى أن خرج التتر إلى بغداد، فسلطهم الله تعالى عليهم، وقتلوا المستعصم العباسي، في اليوم الذي قتل فيه الإمام المهدي أحمد بن الحسين عليهما السلام، والمستعصم آخر ملوك بني العباس، وقتل التتر في بغداد ونواحيها ألف ألف وثمانمائة ألف، وأخربوا أكثر الأرض، وقد أشار إلى خروجهم الوصي صلوات الله عليه في بعض خطبه.
وكانت مدة ملك العباسية خمسمائة سنة، ثم من بعد صار الملك في الجراكسة والأتراك، وكان ظهور علوي البصرة في أيام المهتدي العباسي، وهو الرابع عشر من بني العباس، وعلوي البصرة هو: علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي السجاد بن الحسين بن علي، ولم يرتض أهل البيت سيرته، سلطه الله على ظلمة بني العباس قتل من جنودهم مائتي ألف وخمسين ألفاً، وقيامه سنة ست وخمسين ومائتين.
محبس الهاشمية ومن قتل فيه من أهل البيت (ع):
وفي أيام أبي الدوانيق الملك الثاني من بني العباس، قتل: عبدالله بن الحسن بن الحسن، سنة خمس وأربعين ومائة، عن خمس وسبعين سنة. وأقام في الحبس ثلاث سنين، أفاده في المقاتل.
وفيه بسند صحيح عن يحيى بن عبدالله بن الحسن، قال: لما حبس أبي عبدالله بن الحسن وأهل بيته جاء محمد بن عبدالله إلى أمي، فقال: يا أم يحيى ادخلي على أبي السجن، وقولي له: يقول لك محمد بأنه يقتل رجل من آل محمد خير من أن يقتل بضعة عشر رجلاً، فأتيته، فدخلت عليه السجن، فإذا هو متكئ على برذعة في رجله سلسلة، قالت: فجزعت من ذلك، فقال: مهلاً يا أم يحيى فلا تجزعي فما بت ليلة مثلها، قالت: فأبلغته قول محمد، قالت: فاستوى جالساً، ثم قال: حفظ الله محمداً، لا ولكن قولي له: فليأخذ في الأرض مذهباً فوالله ما نحتج عند الله غداً إلا أنا خلفنا وفينا من يطلب هذا الأمر.
وفيه بسنده قال: حدثني عيسى بن زيد، قال: حدثني صاحب محمد بن عبدالله أن محمداً وإبراهيم كانا يأتيان أباهما معتمين في هيئة الأعراب فيستأذنانه في الخروج، فيقول: لا تعجلا حتى تملكا، ويقول: إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين، فلا يمنعكما أن تموتا كريمين.
وفي الهامش: ابن الأثير (5/11)، والطبري (9/ 194)، وفيه قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: أخبرنا يحيى بن الحسن، قال: حدثنا غسان بن أبي غسان من بني ليث، قال: حدثني أبي عن الحسن بن زيد، قال: دخلنا على عبدالله بن الحسن بن الحسن بعثنا إليه رياح نكلمه في أمر ابنيه، فإذا به على حقيبة في بيت فيه تبن، فتكلم القوم حتى إذا فرغوا من كلامهم أقبل عليَّ، فقال: يا بن أخي والله لبليتي أعظم من بلية إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم، إن الله عز وجل أمر إبراهيم أن يذبح ابنه، وهو لله طاعة، قال إبراهيم: إن هذا لهو البلاء المبين، وإنكم جئتموني تكلموني في أن آتي بابنيَّ هذا الرجل فيقتلهما وهو لله جل وعز معصية، فوالله يا ابن أخي لقد كنت على فراشي فما يأتيني النوم، وإني على ما ترى أطيب نوماً.
حدثنا علي بن العباس، قال: أنبأنا بكار بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن الحسين عن سليمان بن نهيك، قال: كان موسى وعبدالله ابنا جعفر عند محمد بن عبدالله، فأتاه جعفر فسلم، ثم قال: تحب أن يصطلم أهل بيتك، قال: ما أحب ذلك، قال: فإن رأيت أن تأذن لي فإنك تعرف علتي، قال: قد أذنت لك، ثم التفت إلى محمد بعد ما مضى جعفر إلى موسى وعبدالله ابني جعفر، فقال: الحقا بأبيكما فقد أذنت لكما، فانصرفا فالتفت جعفر فقال: ما لكما؟ قالا: قد أذن لنا، فقال جعفر: ارجعا فما كنت بالذي أبخل بنفسي وبكما عنه، فرجعا فشهدا محمداً.
أخبرنا علي بن العباس، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن محمد بن عبد الواحد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن الفرات عن غالب الأسدي، قال: سمعت عيسى بن زيد يقول: لو أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه باعث بعده نبياً، لكان ذلك النبي محمد بن عبدالله بن الحسن، فقال يحيى بن الحسن: فيما حدثني ابن سعيد عنه، قال يعقوب بن عربي: سمعت أبا جعفر المنصور يقول في أيام بني أمية، وهو في نفر من بني أبية، قال: ما في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعلم بدين الله ولا أحق بولاية الأمر من محمد بن عبدالله، وبايع له وكان يعرفني بصحبته والخروج معه، قال يعقوب بن عربي: فلما قتل محمد حبسني بعض عشرة سنة.
وفيه: حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن، قال: حدثني أبو عبد الحميد الليثي عن أبيه، قال: كان ابن فضالة النحوي يخبر، قال: اجتمع واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد في بيت عثمان بن عبد الرحمن المخزومي من أهل البصرة، فتذاكروا الجور، فقال عمرو بن عبيد: فمن يقوم بهذا الأمر ممن يستوجبه، وهو له أهل؟ فقال واصل: يقوم به والله من أصبح خير هذه الأمة محمد بن عبدالله بن الحسن، فقال عمرو بن عبيد: ما أرى أن نبايع ولا نقوم إلا مع من اختبرناه وعرفنا سيرته، فقال له واصل: والله لو لم يكن في محمد بن عبدالله أمر يدل على فضله إلا أن أباه عبدالله بن الحسن في سنه وفضله وموضعه، قد رآه لهذا الأمر أهلاً، وقدمه فيه على نفسه لكان لذلك يستحق ما نراه له، فكيف بحال محمد في نفسه وفضله.
إلى قوله: خرج جماعة من أهل البصرة من المعتزلة منهم: واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد وغيرهما حتى أتوا سويقة، فسألوا عبدالله بن الحسن أن يخرج لهم ابنه محمداً حتى يكلموه، فطلب لهم عبدالله فسطاطاً، واجتمع هو ومن شاوره من ثقاته أن يخرج إليهم إبراهيم بن عبدالله، فأخرج إليهم إبراهيم..إلى قوله: فحمد الله وأثنى عليه، وذكر محمد بن عبدالله، وحاله، ودعاهم إلى بيعته، وعذرهم في التأخر عنه، فقالوا: اللهم إنا نرضى برجل هذا رسوله، فبايعوه، وانصرفوا إلى البصرة.
وروى بسنده، قال: كان أبو خالد الواسطي، والقاسم بن مسلم السلمي مع محمد بن عبدالله بن الحسن، وكانا من أصحاب زيد بن علي صلوات الله عليه، قال القاسم بن مسلم لمحمد بن عبدالله بن الحسن: يا أبا عبدالله.....
إلى قوله: فتناول سوطه من الأرض، ثم قال: يا قاسم بن مسلم، ما يسرني أن الأمة اجتمعت عليَّ كمعلاق سوطي هذا، وأني سئلت عن باب الحلال والحرام، ولم يكن عندي مخرج منه.
وفيه بسنده: شهد مع إبراهيم بن عبدالله من أصحاب زيد بن علي...
إلى قوله:: سلَّام بن أبي واصل الحذَّاء، وحمزة بن عطاء البرني، وخليفة بن حسان الكيال، وكان أفرس الناس.
إلى قوله: خرج مع إبراهيم بن عبدالله عبدُالله بن جعفر المدائني، قال في الهامش في الطبري: ابن جعفر المديني، قلت: هو والد علي بن عبدالله المديني، المحدث الكبير المعدود هو وولده من ثقات محدثي الشيعة، وهو شيخ البخاري وغيره.
والإمام عبدالله بن الحسن هو الذي صلى الفجر بوضوء العشاء ستين سنة.
والحسن الثالث، ابن الحسن الرضا، ابن الحسن السبط: توفي عليه السلام في السجن، في ذي القعدة، سنة خمس وأربعين ومائة، عن ثمان وستين سنة.
والإمام إبراهيم الشبه بن الحسن بن الحسن، توفي في شهر ربيع الأول، سنة خمس وأربعين ومائة، وله سبع وستون سنة.
وعلي بن الحسن الثالث ابن الحسن الرضا بن الحسن السبط، وهو والد الإمام الحسين بن علي صاحب فخ، وهو الذي قال له عمه عبدالله بن الحسن: يدعو على أبي الدوانيق، فقال: إن لنا منـزلة عند الله لا ننالها إلا بهذا، أو أبلغ منه، وإن لأبي الدوانيق موضعاً في النار، لا يبلغه حتى ينال منا هذه البلية، أو ما هو أعظم.
توفي عليه السلام في محبسهم بالهاشمية، وهو ساجد، وعمره خمس وأربعون سنة.
وأخوه العباس عليه السلام توفي في شهر رمضان الكريم، وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وأخوهما عبدالله، توفي يوم الأضحى، وله ست وأربعون سنة، وإسماعيل الديباج بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط.
وإخوته: محمد الديباج الأصفر، ويعقوب، وإسحاق، أبناء إبراهيم بن الحسن بن الحسن عليهم السلام.
قتل هؤلاء بضروب من القتل، فمنهم: من بني عليه وهو حي، ومنهم: من سمرت يداه في الأرض.
والذين دفنوا بشاطئ الفرات سبعة منهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم: ((يدفن من ولدي سبعة بشاطئ الفرات لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخِرون)).
روى في تاريخ الطبري بسنده أن رياحاً عامل أبي جعفر قال لأبي البختري: خذ بيدي ندخل على هذا الشيخ فأقبل متكئاً علي حتى وقف على عبدالله بن الحسن، فقال: أيها الشيخ، إن أمير المؤمنين والله ما استعملني لرحم قريبة، ولا يد سلفت إليه، والله لا لعبت بي كما لعبت بزياد وابن القسري، والله لأزهقن نفسك، أو لتأتيني بابنيك محمد وإبراهيم، قال: فرفع رأسه إليه، وقال: نعم، أما والله إنك لأزيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة، قال أبو البختري: فانصرف رياح والله آخذاً بيدي أجد بَرْد يده، وإن رجليه ليخطان مما كلمه، قال: قلت: والله إن هذا ما اطلع على الغيب، قال: أيهاً ويلك، فوالله ما قال إلا ما سمع، قال: فذبح ذبح الشاة.
وروى الطبري ص194 ج9 في حوادث سنة 144هـ بسنده إلى الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام، قال: غدوت إلى المسجد فرأيت بني حسن يخرج بهم من دار مروان مع أبي الأزهر يراد بهم الربذة، فانصرفت فأرسل إليَّ جعفر بن محمد فجئته، فقال: ما وراءك؟ فقلت: رأيت بني حسن يخرج بهم في محامل، قال: اجلس، فجلست فدعا غلاماً له، ثم دعا ربه دعاءاً كثيرا، ثم قال لغلامه: اذهب فإذا حملوا فأت فأخبرني، فأتاه الرسول، فقال: قد أُقبل بهم، قال: فقام جعفر بن محمد، فوقف وراء ستر شعر يبصر من ورائه ولا يبصره أحد فطُلِع بعبدالله بن حسن في محمل معادله مسوِّد وجميع أهل بيته كذلك، قال: لما نظر إليهم جعفر هملت عيناه حتى جرت دموعه على لحيته، ثم أقبل عليَّ، فقال: يا أبا عبدالله والله لا تُحفظ لله حرمة بعد هؤلاء.
وروى هذا في المقاتل عن جعفر الصادق، وزاد بعد قوله: والله لا تحفظ لله حرمة بعد هؤلاء: والله ما وفت الأنصار ولا أبناء الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما أعطوه من البيعة على العقبة، ثم قال جعفر: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: ((خذ عليهم البيعة بالعقبة)) فقال: كيف آخذ عليهم؟ قال: خذ عليهم يبايعون الله ورسوله، قال ابن الجعد في حديثه: على أن يطاع الله فلا يعصى، وقال آخرون: على أن تمنعوا رسول الله وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم، قال: فوالله ما وفوا له حتى خرج من بين أظهرهم ثم لا أحد يمنع يد لامس، اللهم فاشدد وطأتك على الأنصار.
قال في كتاب حركة النفس الزكية ط الثانية عام 1406هـ ص79، ما لفظه: عقب ابن كثير على تعذيب آل الحسن ووفاتهم في سجن المنصور، فقال: فعلى المنصور ما يستحقه من عذاب الله ولعنته، قال في الهامش: (البداية 10/ 82)، وقال أيضاً في ص86: (بايع أهل المدينة محمداً على القتال معه ضد الظالم أبي جعفر..إلى قوله: أيد كثير من العلماء حركة النفس الزكية، منهم: عبدالله بن يزيد بن هرمز شيخ الإمام مالك، ومحمد بن عجلان، وكان موضع تقدير أهل المدينة، وله حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا يلقبونه بـ(حسن البصري المدينة)، وأبو بكر بن أبي سبرة الفقيه، وعبدالله بن عامر الأسلمي القاري، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، كما أيده أحفاد الزبير بن العوام، وكانوا فرساناً علماء كالمنذر بن محمد، ومصعب بن ثابت، كما أيدته القبائل العربية المجاورة للمدينة جهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار، وخرج معه من الطالبيين المشهورين: موسى وعبدالله ابنا جعفر الصادق، والحسن، ويزيد وصالح بنو معاوية بن عبدالله بن جعفر، والحسين وعيسى ابنا زيد بن علي، وعلي وزيد ابنا الحسن بن زيد بن الحسن).
قال في الهامش: ويلاحظ من هذا التعيين أن أهل المدينة بشكل عام كانوا يؤيدون محمداً في حركته حيث نجد المخزومي والزهري والعُمَري والزبيري من أمرائه وقواده.
وقال في ص94 ما لفظه: إن عدد جيش المدينة الذي يدافع عنها قليل بالنسبة إلى الجيش العباسي، ولكنهم عوضوا عن هذه القلة بالبطولة الفردية، التي تقف أمام العشرات وتتغلب عليهم، وفي اليوم الأول قاد المدافعين عن المدينة عيسى بن زيد بن علي، وقاتل هو بنفسه قتالاً شديداً استمر من الصباح حتى الظهيرة، ووقعت جراحات كثيرة في صفوف أهل المدينة، ويظهر أن فرقة الرمي بالنُّشاب في الجيش العباسي كانت تقوم بدورها على أحسن وجه.
شعر عبدالله بن جعفر بن المسور أن الأمور لا تسير كما يجب فاقترح على محمد أن يذهب إلى مكة لعله يجد مخرجاً وفسحة ليعيد تنظيم أموره ولا يمكن العباسيين من نفسه.
رفض محمد هذا الاقتراح وتذكر ما فعل يزيد بأهل المدينة وخشي أن تكرر نفس الحادثة، فكيف يتركها نهباً للجيش العباسي، وكيف يترك أهلها في وقت الضيق، وفي اليوم الثاني اشترك محمد في القتال، وكان في مقدمة الصفوف، وهو مشهور بالشجاعة ويشبهونه بحمزة بن عبد المطلب ويصفه من رآه بأنه كان يفري الناس فرياً، وقد قتل بيده يومها سبعين رجلاً، حمل راية محمد عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير، وكان شعاره: أحد أحد.
قلت: هذكا، ويحمل على الحكاية، قال: وهو شعار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين، وأشار في الهامش إلى أن الطبري ذكره (ج7 ص586).
قلت: وقال الطبري: حدثني محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت قال: انصرف محمد يومئذ قبل الظهر حتى جاء دار مروان فاغتسل وتحنط، ثم خرج، قال عبد العزيز بن أبي ثابت: حدثني عبدالله بن جعفر، قال: دنوت منه، فقلت له: بأبي أنت إنه والله مالك بما رأيت طاقة وما معك أحد يصدق القتال، فاخرج الساعة حتى تلحق بالحسن بن معاوية بمكة فإن معه جلة أصحابك، فقال: يا أبا جعفر والله لو خرجت لقتل أهل المدينة.
قلت: وفي كتاب حركة النفس الزكية ومعه ابن خضير واسمه إبراهيم بن مصعب بن الزبير، وهذا الأخير يناشد محمداً أن يترك المدينة ويذهب إلى البصرة، وهناك أخوه إبراهيم ويستطيع جمع الناس حوله مرة ثانية، ولكن محمداً يرفض هذا الاقتراح رفضاً قاطعاً كما رفض الاقتراح الأول لذهابه إلى مكة، وكأن محمداً كان يعرف مصيرهُ، ولكنه يريد أن تكتمل المأساة كما اكتملت في كربلاء..إلى قوله: ويقول لابن خضير: (لا تبتلون بي مرتين).
قال: ويلتفت إلى ابن خضير، ويطلب منه أن يذهب حيث شاء، وهو في حل من مساعدته في هذه الشدة، ولكن النفوس الشريفة لا تستطيع أن تتخلى عن أصدقائها في اللحظات الحرجة، ولو كان ذلك يكلفها الموت، فيقول له ابن خضير: وأين المذهب عنك.
وهذا ما حصل مع الحسين بن علي حين طلب من الذين حوله أن يتركوه وحده يواجه جيش العراقي، ولكنهم رفضوا، استأذن ابن خضير ودخل المدينة، واتجه مباشرة إلى السجن فأخرج أمير المدينة السابق رياح بن عثمان وأخاه عباس وذبحهما، وأحرق الديوان الذي فيه ذكر أسماء أصحاب محمد، ثم رجع وقاتل مع محمد حتى قُتِل، وكان الخراسانيون إذا رأوه ابتعدوا عنه وتفرقوا.
ومن الذين صمدوا وصبروا مع محمد قوم من مدينة جهينة يقال لهم: بنو شجاع كسروا أغماد أسيافهم، وقاتلوا حتى قتل أكثرهم.
إلى قوله: أراد محمد مبارزة حُميد بن قطحبة من قواد الجيش العباسي، فرفض هذا الأخير، وكأن محمداً أراد نهاية المعركة إما بقتل أكبر قوَّاد الجيش المعادي، أو مقتله هو.
قلت: وقد ساق أكثر هذه الأخبار في الشافي والحدائق الوردية وغيرهما، وإنما آثرنا النقل من كتب العامة الموثوق بهم عند الفريقين لتأكيد الحجة عليهم.
وروى في الشافي من طريق الطبري بسنده، قال: لما حج أبو جعفر سنة أربعين حج تلك السنة محمد وإبراهيم ابنا عبدالله بن الحسن، وهما متغيبان فاجتمعوا بمكة، وأرادا اغتيال أبي جعفر، فقال لهم الأشتر عبدالله بن محمد بن عبدالله: أنا أكفيكموه، فقال محمد: لا والله لا أقتله غيلة حتى أدعوه، فنقض عليهم أمرهم ذلك، وكانوا قد أجمعوا عليه فافرق([132]) بين أقوال الأئمة والجبابرة إن كنت من أهل الدين والبصيرة..إلى آخر كلامه عليه السلام.
قال: وكان شدة هرب محمد بن أبي جعفر أن أبا جعفر كان قد عقد له بمكة مع المعتزلة، فهذا أبو جعفر قد نكث البيعة مضافاً إلى ما ركب من المعاصي، وقد كان لا يدع لله حرمة فيما يشد سلطانه.
إلى قوله: ولقد صار الفقيه بمذهبه الواهي في حيرة إن تولى آخر العترة سلخوا وجه مذهبه وعرَّوا عوده من لَحيه([133])، وإن تولى جعفر بن محمد، وعبدالله بن الحسن وأهل بيته فقد أجمعوا على عداوة بني العباس وتخطيتهم، وإن قال: إنما أريد الحسن والحسين عليهما السلام، وعلي بن الحسين والحسن بن الحسن نقض عليه ذلك حفظ الولاء لمعاوية ويزيد فهو في مذهبه هذا كصاحب الثياب الخلقة كلما خاطها من جانب تهتك من جانب آخر، فنعوذ بالله من اعتقاد يؤدي إلى الحيرة في الدنيا والآخرة . نقلاً عن كتاب
( التحف شرح الزلف ) للمولى مجد الدين المؤيدي ( ع )










واحة التأريخ



بقى بنويعفر متغلبين على اليمن وفي هذه
المده امر الامير يعفربن عبدالرحيم بقتل ولديه محمدواحمد وساءت
الامور في اليمن وكثر الاقتتال ثم تولى اليمن ولاه بعد ولاه وكل
والي يقوم بحروب وفساد وينتمي اسميا فقط الى الخلافه العباسيه
رغم انتهائها عمليا

وقدراسل والي صنعاء(اباالعتاهيه وكان واليا
لصنعاء من قبل جغتم والي اليمن) راسل الامام الهادي يحي بن
الحسين والذي ينتهي نسبه الى علي بن ابي طالب(ع) في عام
286هجريه بالموالاه فقدم الامام ونزل صعده وبايعته خولان
وبعض قبائل اليمن ودخل صنعاء كملك عام 298هجريه وامتد
ملكه وخطب له في مكه وفي ايامه ظهر امر علي بن الفضل
القرمطي وقاتله وقد توفى الامام عام 298هجريه وله عدة
مؤلفات مطبوعه وقبره في صعده مشهور
وقد توالت الاحداث الجسام ودخل علي بن الفضل القرمطي
صنعاء واباحهالاصحابه قتلا ونهباوسبياواتخذ جامع صنعا
صبلا للخيول ثم دخل زبيد وفعل بها ما فعل بصنعاء وسبا
من زبيد اربعة الاف عذراء فلما خرج من زبيد قال لاصحابه
ان هؤلاء النساء يشغلنكم عن الجهاد فاذبحو مافي ايديكم منهن
فقتلوهن جميعا

عن كتاب ( اللطائف السَنية في أخبار الممالك اليمنية ) للكبسي






واحة الشعر :


أبيات من الشعر الحر لأحد شعراء الزيدية الأحرار الكرام !


بين نجرانٍ وصعده
وقف القرآن يوماً
مخبرا عما جرى من قبله
بل منذرا من جاء بعده

حفر الأُخدود جبارٌ ... وحَدَّه
بين نجران وصعدة
أرسل الجبار جنده
حفر الأخدود كي يرمي من جاوز حَدَّه
أوقد النيران كي يُحدِثَ في دين الله رِدَّه
بذل الجبارُ جهده
فقد الجبار رشده
ظن أن القوم ضده

أحرق القوم....
فقال اللهُ عنهم قوله..... واعتدَّ خُلْدَه
دخل الجبار في خزي من الدنيا ولكن ليس وحده

ثم نال النار في الأخرى ولكن ليس وحده
من يفتنون الناس عن أديانهم
يبقون جنده

وهمُ من كان في النيران عنده
قصة الأُخدود ليست قصةٌ تُروى لكي تَجْتَرَّ نهده

إنما أُنموذجاً عما سيجري بعد مُدَّه
ذو نواسٍ جالسٌ في قصر حَدَّه !
رمزُه كان حِصانا
أمر اللهُ بأن يعبدَهُ.... فاختار أن يعبدَ عبدَه

شنَّ في القُربى حروباً....
حين أوحى الله فيهم بالمودَّه
ذو نواسٍ ثار من أجل اليهود
واعترته فيهم أكبر رعده

شدَّ في أعدائهم أكبر شدَّه

ذو نواسِ الحميريْ
في دينه يشبهُ جده

ذو نواسٍ مثله حقق وحده
ذو نواسٍ مثلهُ.... صبَّ على الأطفال حقده
ذو نواسٍ مثلهُ... أفنى خيار الناس عنده

قتل الأبطال كي يبلغ قصده

نزع الدين من الشعب ليبقى يستبدَّه

جاءَه الغزو من الغرب فمن يسطيعُ صدَّه

فهو لن يصمد ضدَّه
أين من كانوا رجالَ الموت في ساعة شِدَّه

أُحرقوا يوما بأخدودٍ لكي يرضي اليهود
بين نجران وصعده

آه لو كانوا هنا ما اجتازت الاعدا الحدود

إن من يصمد ضد الظلم يعتاد الصمود
ليس يعنيه العتادُ الضخم
أو تثنيه أعدادُ الجنود

ذو نواسٍ أحرق الأبطال
ذا نواسٍ كيف أحرقْتَ الرجال
قال : إذ أحرقتهم ما كان بُدَّه

ذو نواس بطل يقتل شعبه
ذا نواس : من يذودُ اليوم عن شعبٍ وقد قطَّعت زندَه
ذو نواسٍ هل تُرى يسطيع أن يهزمَ نِدَّه

أسدٌ يصطاد من إخوانه
كلُّ الورى تُحسن صيده
لن يرى في ساعة الشدة أُسْدَه
ذو نواس لم يجد من جنده من سَلَّ حَدَّه

والحصان الرمز ما زال على أكمل عِدَّه

ذو نواس فر نحو البحر كي يطلب نجده
وإذا بالبحر قد أخلف وعده

حربه هَزْلٌ مع الأعدا
وفي الأهل يجدُّ الحرب جِدَّه

ذو نواسٍ والحصان.... قبله بحرٌ عَدُوٌ

وعدوُّ البَرِّ بعدَه
لم يجد من خط عوده
هل سيلقاهم كما لاقى الحسين الموت وحده

لم يرد من جأش آل البيت وِرْدَه
مثلهُ ليس له قلبٌ
لكي يصنعَ مجده
مثله يهزمُ نفسه مثله يهزم جنده

مثله من يرتمي خوفا من الأعداء في البحر

فيأبى أن يكون البحر لحده
هكذا يختمُ عهده..... كل من ينكثُ عهدَه






واحة المكبرين :

في هذه الواحة سنضع الجزء الأول من آخر لقاء أُجري مع السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي



كان عبدالملك الحوثي، مساء الأربعاء الفائت يتحدث
لـ"الغـد" ( في الحوار التالي) عن صعوبة التواصل مع
لجنة الوساطة مباشرة. وبعد نحو 48 ساعة كان أعضاء اللجنة يمضون
نهار الجمعة إلى جواره في مكان تواجده.

الحوثي في حديثه لـ"الغـد" أفصح عن اتصالات غير مباشرة، أجراها مع رئيس
الجمهورية.وقال أن هناك مسألتين تعقيان الاتفاق هي : طريقة التنفيذ،
والأولويات.
وجدد مطالبته بلجنة "من العدول وتعتمد المنهجية الإسلامية والقانونية" للتحقيق
في من بدأ الحرب، مؤكداً، أنه في حال ثبت أنهم المبتدئون، استعدادهم تحمل أي
مسئولية.
وتحدث عن كنه العراقيل التي حالت دون الإسراع في تنفيذ بنود الاتفاق، مجدداً
تمسكه بحل المشكلة سلمياً.
وأعرب عن تفاؤله بأن "تصير الأمور إلى خير"، لكنه رفض تأكيد ما إذا كان سيغادر
إلى الدوحة، فيما لو نجحت الوساطة، مكتفياً بالقول: "قدمنا للجنة بشأن هذه
الموضوع، باعتبارها المعنية". فإلي نص الحديث:
حاوره- محمد العلائي

** تحدثت أخبار, مطلع الأسبوع الفائت, عن لغة فظة وقاسية، بدرت منك تجاه
الوساطة القطرية، ما أدى إلى إثارة حفيظة الدوحة وسحب موفديها للتشاور. ما مدى
صحتها؟
* أعتقد أنه لم يحدث منا أي إساءة نحو الأخوة القطريين. منذ البداية كنا نقدر
ما يقومون به من جهد إنساني ومشرف, ونحن نكن لهم كل الاحترام, ونعتبر ما
يقومون به من جهد هو خدمة لكل اليمنيين. عندما سافر الأخوة القطريون اتصلنا
بهم, وأبلغونا أنه تم استدعاؤهم للتشاور وتقييم العملية، على أساس أن لديهم
الكثير من الوثائق وما تم تبادله ونقاشه، وهم يريدون دراسة ما تم إنجازه
وتقييم العملية برمتها.
** يعني ليس ثمة رسالة منك شخصياً أغضبتهم؟
*لم يحصل من قبلنا ما يسيء إليهم على الإطلاق, كنا دائماً, سواء في الرسائل,
أو الاتصالات, نؤكد احترامنا الكبير لهم، وفي نفس الوقت حين اتصلنا بهم أثناء
سفرهم لم نعرف, من خلال الاتصال, أنه موقف على أساس إساءة صدرت من جانبنا,
لأنه لم تحصل أصلاً إساءة، وأبلغونا أنه تم استدعاؤهم لتقييم الخطوات التي
قُطعت.
** هناك اتصالات مباشرة جرت مع الرئيس، أليس كذلك؟
* هناك بعض الرسائل التي بعثناها إليه, واتصالات غير مباشرة، كنا نتواصل مع
بعض الأخوة في صنعاء، وهم بدورهم يوصلون الصوت.
** أفهم أنه لم تجرَ اتصالات مباشرة؟
* لا. لم يتم اتصال تلفوني مباشر. إنما رسائل مكتوبة فقط، أو تواصل عبر بعض
الأخوة في صنعاء.
** ما دمت وقعت على بنود الاتفاق، لماذا لم تلتزم بها؟
* المشكلة ليست في الاتفاق. هناك مسألتان: طريقة تنفيذ الاتفاق، والأولويات.
** لكن البنود لا غبار عليها...؟
* نعم. الإشكالية هي الأولويات وطريقة التنفيذ، المسألة الثانية: هناك بعض
التفاهمات الهامة غير المعلنة، تساعد على نجاح الاتفاق. البعض يقدم طرق تنفيذ
معقدة، رغم أن هناك طرقاً كثيرة غير معقدة.
** تحدثت عن تفاهمات، متى تمت؟
* التفاهمات من قبل إعلان الاتفاق ووقف إطلاق النار. المسألة الأخرى، أنه تم
تطبيق جانب كبير من الاتفاق، لكن كنا نطالب أن يُلحظ أثناء التطبيق، ما لنا
وما علينا، وليس ما علينا فقط. ونستاء عندما يركز بعض أعضاء اللجنة على ما
علينا فقط. يبذلون كل الجهد لتطبيق ما علينا.
** لكن تصريحات كل أعضاء اللجنة تكاد تجمع على أن هناك عراقيل تضعونها، أو بعض
أتباعكم، في طريق المفاوضات؟
* يا أخي هناك عراقيل وضعت، وكان المفترض أن لا تكون عراقيل. مثلاً هناك
الاتفاق على مسألة خروج الجيش من بيوت الناس ومزارعهم.
** هل هو بند من بنود الاتفاق؟
* هذه قضية تم التفاهم عليها. خروج الجيش من بيوت الناس وقراهم. لكن اللجنة لم
تلق لها أي اهتمام, رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة للعائدين, أو بالنسبة
للنازحين.
في نفس الوقت، هي حق مشروع لم يكن ينبغي التعصي عليها. ورغم صدور أمر من
الرئيس بذلك، لم نلحظ التجاوب بالشكل المطلوب. لا يزال هناك أكثر من 300 بيت
مسكون بالجيش، بينما الأهـالي مشردون.
وهناك الاختلاف في مسألة الأولويات، مثلاً من جانبنا، رأينا أن يوضع بعين
الاعتبار الجانب الإنساني، فالمناطق السكنية يكون لها أولوية في إنهاء التوتر
والتمترس فيها، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وهناك مناطق كثيرة، افترضنا أن يكون
لها أولوية، باعتبارها مناطق مسكونة، وسيستفيد كثير, ليس نحن فقط, أو الطرف
الأخر.
** بالتأكيد مطالب مشروعة، لكن هناك نقاط اتفاق يجب الخلوص منها، وتنفيذها
كاملة, وبعد ذلك أظن أن الجيش سيخرج تلقائياً من هذه القرى والبيوت؟
* نحن قمنا بتنفيذ جزء كبير من الاتفاق، أطلقنا الأسرى وأخلينا الجبال في 7
مديريات، أضف إلى ذلك تسليم المديريات والمناطق التي فيها إدارات أمن, ومنشآت
حكومية. وعودة الموظفين إلى أماكنهم, في قطابر، وباقم، كتاف، مجز، غمر،
وطالبنا أن تستمر العملية في بقية المديريات. نقول للجنة هناك مناطق أكثر
أهمية, والحل فيها يمثل إيجابية.
** من يحدد أن هذه المناطق أكثر أهمية؟
* نحن نلحظ الجانب الإنساني، وهذه المناطق مهمة لأنها مسكونة، كذلك الجانب
الاستراتيجي. المناطق التي توجد فيها الخطوط العامة, المنافذ، المنشآت
الحكومية، كل توابع الحياة، النازحون. ليس تعصياً من جانبنا في تنفيذ الاتفاق،
نحن نقوم بتنفيذه، ونختلف في بعض الأمور, مثلاً نطالب بوقف الحرب، على شعلل
وذويب ولا يتم التجاوب، ونحن نعمل على التفاهم إيجابياً لخلق الثقة
والطمأنينة، وفي نفس الوقت، هذا من ضمن الاتفاق. في الفترة الأخيرة حصلت جملة
من الاعتقالات، وهذه المسألة تتنافى مع الجهود المبذولة لحل المشكلة. أيضاً
يوجد انتشار عسكري مكثف جداً، بطريقة أقلقت المواطنين، وإطلاق النار، كما حصل
في مديرية حيدان، مما تسبب في إصابة طفلة. وهكذا تحصل تصرفات كثيرة.
** هم يتحدثون عن خروقات من قبلكم...؟
* التقارير التي تتحدث عن خروقات منا، غير صحيحة على الإطلاق، كنا ومازلنا
نؤكد على أهمية وجود رقابة لديها المصداقية في النقل, ولجنة لتقصي الحقائق
تعتمد على المنهجية الإسلامية الشرعية للإطلاع على الواقع.
** يقول البعض أن هناك إقحاماً للجنة الوساطة في تفاوض مع أتباعك، كالرزامي,
وأنت وقعت عنهم أساساً. وهو ما اعتبرته اللجنة توزيع أدوار لكسب الزمن؟
* نحن لا نعمل لكسب مزيد من الوقت لأغراض مشبوهة. هناك عوائق ومشاكل موجودة،
هي بحاجة إلى حل، ولا يمكن تجاهلها، فهي تسبب تذمر الكثير من الأخوة، فعندما
نطالب بحل بعض المشكلات التي تسبب في إبطاء العملية، لا يعني كسب المزيد من
الوقت.
** طيب هذه إشكالات ثانوية، وطبيعي أنها تبرز؟
* العوائق التي توسع الفجوة، وتسلب الاطمئنان والثقة، الصحيح أن تعالج، وهي
قابلة للعلاج.
** هي من الطرفين, ومنبعها الجانبان، وبالتالي تحتاج إلى معالجة، مع المضي في
التنفيذ؟
* التركيز على ما علينا، وتجاهل مالنا، يسبب مشاكل, ويثير مخاوف بعض الأخوة
بعدم المصداقية.
** باعتبار أنك وقعت على الاتفاق، وأصدرت البيان, لماذا لا تتفاوض مع لجنة
الوساطة مباشرة، بدل المراسلات مع الرئاسة؟
* بالنسبة للجنة الموجودة في صعدة, ولصعوبة اللقاءات, فنحن في العادة نكلف من
يذهب إلى اللجنة، ويتحاور معها، في كثير من القضايا، لكن هناك قضايا، نلحظ أن
اللجنة بمفردها، لا تستطيع أن تبت فيها, ولا بد من مساعدة من "فوق". وقد
لاحظنا إيجابية تدخل القيادة السياسية في كثير من الأمور.
** الأسلحة الثقيلة, هل ما زلتم متمسكين بتسليمها، سيما وأنكم ستسلمون المواقع
والجبال، فلم التشبث بها، هل تدخرونها لجولات قادمة؟
*الاتفاق لم يتضمن عبارة "ثقيلة"، ليس لدينا ترسانة رهيبة.
** المتوسطة أقصد...؟
*نحن لم نكن نمتلك الأسلحة كتنظيم.
** إذاً من مدكم بكل هذه الأسلحة، التي استطاعت الصمود كل هذه المدة؟
* ليست المسألة من مدنا، السلاح الذي كان يتوفر لدينا، هو نفسه الموجود لدى كل
يمني, لا توجد ترسانة حربية مختلفة, هي أسلحة عادية...
** ما رأيك في استخدام السلاح لتحقيق المطالب أياً كانت؟
*دائماً لم نستخدم السلاح لتحقيق المكاسب، أبداً، الأساسية, ولا غيرها. فقط في
حالة واحدة: الدفاع المشروع عن النفس, عندما يتم العدوان علينا، ونحن دائماً
نؤكد على الحوار، لحل الكثير من القضايا، أو هناك طرق غير طريق الكفاح المسلح،
لتحقيق المطالب أو لمواجهة المظالم. وهناك شواهد كثيرة: كانت تتم الكثير من
الاعتقالات قبل 2004, على مدى عام, في صعدة, وكان المطلوب تستلمه السلطة وتزج
به في السجن. وصبرنا على ذلك.
** في سبيل ماذا. ما هي القضية التي تستميتون في سبيلها؟
* أعتقد أنه عندما تشن الحرب علينا، نصبح في موقف الدفاع.
** هذه دولة تريد تأدية وظائفها المعروفة وبسط نفوذها؟
* ليست بحاجة لأن تشن حرباً. دائماً نحن نحاور ونتفاهم، وليست في حاجة لشن
حرب.
فمثلاً عندما يفرض علينا نشاط ثقافي، أو يفرض علينا توجه سياسي معين ثم نرفض،
هنا تعتبر قضية الحرية لنا حق مشروع. الحرية المكفولة بموجب الشرع والدستور
والقانون، هذه قضية أساسية لدينا. وعندما نُمنع من نشاط ثقافي, أو يفرض علينا
توجه سياسي, ثم لا نقبل به، وتُشن الحرب علينا, نكون في موقع الدفاع.
** أنت تعترف بالدستور والقانون، وتوجد قنوات رسمية يلجأ إليها المواطن في حال
تعرض لهضم أو ظلم، أو قمع: القضاء، النضال السلمي, وأشياء كثيرة، غير رفع
السلاح في وجه دولة, مهما كان رأيك فيها؟
* في كثير من المظالم إما نتغاضى عن البعض، أو نتحدث, أو نشكو, أو ما شابه,
أما عند الهجوم العسكري المسلح فهذه مسألة أخرى. ففي الحرب الأخيرة استمرينا,
على مدى 3 أيام, نتعرض للضرب الصاروخي والمدفعي, ونحن نصدر بيانات, سواء موجهة
إلى السلطة أو للأحرار الشرفاء. وكنا حاضرين للتفاهم والحـوار.
** لكن نحن كمتابعين لا نعرف من البادئ كي نقول أن الدولة شنت حرباً عليكم أو
العكس؟
* عندما فرضوا التعتيم الإعلامي المطبق على المنطقة كان, بالدرجة الأولى,
لتغطية كثير من الأمور، فلذلك هم كانوا محتاجين للتعتيم الإعلامي في المنطقة,
ولم يفتحوا المجال للآخرين لمعرفة الحقيقة، وترك المجال للوسائل الإعلامية
المتحيزة لتنقل الواقع.
المواجهة الأولى في الحرب الأخيرة كانت في مذاب, وأرسلنا رسالة للرئيس على
أساس لجنة تحقيق تصل إلى نتيجة من هو المبتدئ, وما إذا كنا نحن المبتدئين نحن
مستعدون أن نتحمل أي مسئولية.
** هل تجاوبوا إزاء هذا الأمـر؟
*لا، لا, لم يتجاوبوا. كان هناك حتى ترتيبات إعلامية لشن الحرب, على مدى شهر
كامل. وكثير من المراقبين والإعلاميين لا يهتمون بالأحداث, إلا عندما تصل إلى
ذروتها.
** حتى خطابكم لا يحمل الكثير من المعلومات, هو في أغلب الأحوال شعارات لتأجيج
العواطف، ولا يستطيع المتابع القبض على حقيقة أو معلومة؟
*قلنا التعتيم الإعلامي هو لغرض حجب حقيقة من المبتدئ، وحجب المظالم في
الميدان. وكنا، ومازلنا، في بداية الحرب, وأثناء الحرب, نؤكد على أهمية تشكيل
لجنة تحقيق من عدول اليمن, وعلى أن تعتمد المنهجية الإسلامية والقانونية,
للوصول إلى الحقيقة. الأمر الآخر في صعدة أناس كثيرون يعرفون الكثير من
الحقائق, إنما كيف ترفع حالة الخوف ليقول الكل الواقع, ويكونوا بمثابة الشهود.
نحن، ليست لدينا مشاريع حربية وقتالية. نحن نأسف لما يحصل...




غداً نواصل البقية .. في الجزء الثاني
مرجع : http://www.almenpar.com/news.php?action=view&id=158



إستراحة الواحة :

سنكتفي اليوم أيضاً بهذه الطرفة !


كان هناك رجل صنعاني يتغزل في زوجته
قال لها والله لو أنتي في الهند لعبدوش
قالت ليش انا ملاك ؟!
قال : مااااااشي أنتي بقرة !! :) :D



إلى القاء في واحة جديدة

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

( الواحة الثالثة عشر )
صورة

( الواحة الثالثة عشر )



إفتاحية الواحة :
* قال اللّه تعالى:
﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[الذاريات:55].

* وقال تعالى: ﴿وَعِظْهُمْ وَقُل لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا﴾[النساء:63].

* وقال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾[ النحل:125].



أدعية الإمام زين العابدين في أيام الأسبوع
دعاء يوم الاربعاء
بسم الله الرحمن الرحيم


أَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِباساً، وَالنَّوْمَ سُباتَاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً. لَكَ الْحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي، وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً حَمْداً دَائِمَاً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً، وَلا يُحْصِي لَهُ الْخَلائِقُ عَدَدَاً. أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَيْتَ، وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعآءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ، وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ، وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ، وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ، وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّد صلى الله عليه وآله، وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. أَللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الاَرْبِعآءِ أَرْبَعَاً: إجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوَابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشآءُ.







كلمة الواحة :



ملامح الفترة القادمة للزيدية بمختلف تياراتها .!!

يكتبه االيوم الزميل العزيز ( أحمد يحيى ) عضو المجالس

بالطبع الفترة القادمة هي الفترة الحاسمة لمستقبل الزيدية بشكل عام وحركة الشعار بشكل خاص؛ فهي فترة يمكن أن نسميها "فترة التقييم الذاتي"، فلا بد بعد أن تهدأ الحرب تماماً إنشاء الله "ويدوم الهدوء" أن تقوم قيادة حركة الشعار بتقييم التجربة التي مرت لاستشراف المستقبل وتحديد الأطر التي ستسير عليها الحركة والتي تحدد نوع العلاقة بينها وبين طرفين "اصطلاحاً" هم الزيدية بشكل عام وكذا الوهابية وملحقاتها وتفرعاتها ثم العلاقة مع باقي مكونات المجتمع....

ففي الجانب الخاص بالعلاقة مع الوهابية وملحقاتها أعتقد أن صراع المساجد "الذي سأتناوله في الأخيرقد يسهم في" تحديد مواقف الطرفين من بعضهما ولو مؤقتاً.

ولكن العلاقة مع الزيدية ومراجعها بشكل عام في صعدة " مراجع الزيدية بشكل عام، تنظيم الشباب المؤمن" هي ما تهمني في هذه المرحلة "مرحلة التقييم".

فمن المؤكد أن يحدث ما يمكن أن نسميه بفترة العتاب المتبادل الذي نتمنى أن يسيطر عليه ويحكمه كبار العلماء الزيدية من مختلف المحافظات ، وهذا العتاب جزء من فترة التقييم لتوضيح المبهم وتبيث المحكم لتنتهي بالأخير تلك الفترة إلى خلق تفاهم حول المرحلة القادمة من مستقبل الزيدية ككل ونظرتها العامة لمستقبل اليمن وكيفية وضع آليات لتحقيق ذلك المستقبل والحفاظ عليه وتطويره عند اللزوم وكيفية التعاون مع باقي التنظيمات الوطنية لتحقيق مصلحة الوطن العليا وفق كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله "ص".

وهنا تبرز عدة أسئلة:
- هل يلتئم أصحاب الشعار مع باقي الزيدية ومراجعها فقط أم مع الشباب المؤمن أيضاً؟ أم تمايز؟

- هل سيستوعب جميع الزيدية في مختلف محافظات الجمهورية أن حركة الشعار وخاصة السيد حسين الحوثي رحمة الله تغشاه"حياً أوميتاً" أراد بحركته وتوجهه إيقاظ الزيدية بشكل عام لإعادة رسم سياساتها التعليمية والفكرية والتعاملية مع الآخر بما يناسب الوضع الراهن المحلي والدولي لأمة الاسلام؟

- هل تجعل الزيدية ماجرى وسيلة لإعادة النظر والتوحد والتسامح وردم الاختلافات الطفيفة لبناء إطار عام تنظوي تحته جميع الفئات الزيدية؟

والسؤال الأهم لحركة الشعار والذي يحمل الجواب ايضاً هو:
- هل سيعمل أتباع حركة الشعار على الاستفادة والاستيعاب الحقيقي لظروف التجارب السابقة كلاً على حدة تحت قيادة كلاً من السيد حسين ثم الشيخ الرزامي وأخيرا تحت قيادة السيد عبدالملك وتحديد الفرق بين كل قائد ومرحلة ومميزاتها والخروج بعد ذلك بدروس ونصائح تفيد كل أتباع حركة الشعار ومختلف قياداتهم خلال عتابهم مع إخوانهم وآبائهم من مراجع الزيدية والتي من أهمها السادة العلماء بدر الدين ومجد الدين وشايم والمنصور والمؤيد والزاهد عبدالله أو محمد سليمان؟

- هل من الممكن أن يستغل الوهابية فترة التقييم تلك لشق صفوف حركة الشعار وإثارة الفرقة بعدة وسائل وبدعم متعدد الأطراف والأنواع؟ أم لا تستطيع الوهابية جر سوى فريق الشباب المؤمن إن كان لا يزال موجود أو على الأقل قيادة الشباب مثل عزان وجدبان؟

- هل يستطيع الزيدية ككل أو كلا على حدة مواجهة ما سيظهر من عوائق أمام جهودهم الاصلاحية ؟


ومن تلك العوائق إلى جانب ماذكر:

1- الثأر:
مشكلة الثأر قد تظهر من جديد وخاصة بعد أن تبنى اللواء!! على محسن مسألة إشراك القبائل والمشائخ من صعدة وخارجها لا سيما في الحرب الأخيرة.

-فهل يمكن أن يظهر مسلسل جديد للثأر في صعدة؟ وهل من الممكن أن يتم إنتاج ثارات بين أتباع حركة الشعار وبعضم البعض وكذا بينهم وبين قبائل من صعدة وخارجها؟وهل يتم توظيف تلك الثارات لخلق حرب خامسة؟

2- المساجد والقائمون عليها :
أيضاً مشكلة المساجد وما تم خلال الحروب الأربع من تغيير في خطباء المساجد التابعين لمذاهب لا علاقة لها بالزيدية "الهوية العامة لصعدة عموماً" فمن المؤكد أن أتباع الحوثي والزيود عامة سوف يطالبون بتعيين خطباء زيود على المساجد التي تم تغيير الخطباء وربما الأئمة فيها ؛ لذلك:

-هل سيطالب الزيود بصفة عامة بتغيير الخطباء المستحدثين؟وهل سيتمسك المستحدثين ومن ورائهم بتلك المساجد؟
-هل ستنتج مطالبات الطرفين مشاكل؟ وما حجم تلك المشاكل ؟ وكيف سيتم حلها؟ وعبر أي القنوات "عسكرية ، وزارة الأوقاف، المراجع الزيدية لصعدة، مركز دماج" ؟

وهنا تبرز أسئلة أخرى كبيرة وهامة قد تساهم في دخول أطراف جديدة او على الأقل توسيع حجم كل طرف أو توسيع حجم طرف على حساب الطرف الآخر ومن تلك الأسئلة :

-هل يحق لزيود استعادة مساجدهم من وجهة نظر الطرف الآخر والطرف الحكومي؟
-وهل يحق للوهابية وملحقاتها أن تتمسك بتلك المساجد من وجهة نظر مراجع الزيدية؟
-هل ستستخدم نظرية التسامح والتعايش المذهبي في حل ذلك الصراع؟ ولصالح من؟
-هل سيستخدم العساكر "الذين لا بد أن يبقوا في عدة مناطق من صعدة" ومرجعيتهم الفكرية " في ترجيح كفة صراع المساجد؟
أم أنه لن يكون هناك صراع مطلقاً على المساجد؟


تلك الأسئلة والعوائق التي ستواجه الزيدية بشكل عام ومنها حركة الشعار في المرحلة القادمة؟
نتمنى أن يحسنوا الإجابة عليها ؟ وأن يتعاون كل الخيرين في تقديم الإجابات الصحيحة.
ونتمنى أن يسود الأمن والأمان والتوحد والكلمة الطيبة في ربوع كل الوطن،
وأتمنى أن يتمنى كل ذي ضمير حي للزيدية أن تخرج بمظهر واحد وكلمة واحدة تتحد فيها مع باقي مكونات المجتمع اليمني من أجل خير وصالح البلاد وبما يرضي الله ويعلي كلمته ويعز دينه في امة اليمن والإسلام.

ملاحظة: عندما أفرق بين الزيدية وبين حركة الشعار فذلك بقصد التمييز بين الفريق المشهور بتبني الشعار وترديده وبين الفريق الذي لم يشتهر بتبنبى الشعار أو رفضه وإلا فكلا الفريقين زيدية.







شخصية الواحة :
الإمام الناصر أحمد بن يحيى بن الحسين رضوان اله عليه

الإمام الناصر لدين الله أبو الحسن أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق عليهم السلام، كان وقت وفاة أبيه في الحجاز، فلما قدم بعد تخلي الإمام المرتضى واعتزاله للعبادة اجتمع الإمامان وبايع الإمام المرتضى أخاه الإمام الناصر.

قال الإمام المرتضى - لما اعتزل عن الإمامة في خطبة له -: (ثم إنكم معاشر المسلمين أقبلتم علي عند وفاة الهادي عليه السلام، وأردتموني على قبول بيعتكم.

..إلى قوله: فأجريت أموركم على ما كان الهادي رضي الله عنه يجريها، ولم أتلبس بشيء من عرض دنياكم ولم أتناول قليلاً ولا كثيراً من أموالكم، فلما أخزى الله القرمطي، وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قوياً عزيزاً، تدبرت أمري وأمركم، ونظرت فيما أتعرضه من أخلاقكم، فوجدت أموركم تجري على غير سننها، وألفيتكم تميلون إلى الباطل، وتنفرون عن الحق.

..إلى قوله: وعما نأمركم بطاعة الله مُزْورِّين وعنه نافرين، وإلى أعداء الله وأعداء دينه الجهال الفساق راكنين، وقد قال الحكيم العليم في محكم التنزيل: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ [هود:113]، فلما لم أجد فيكم من يعين الصادق المحق، ويأمر بالمعروف، ويرغب في الجهاد، ويختار رضى الله جل وعز على رضى المخلوقين إلا القليل في القبيلة واليسير من الجماعة أنزلت هذه الدنيا من نفسي أخس المنازل، وآثرت الآخرة.

..إلى قوله: وذلك من غير زهد مني في جهاد الظالمين، ومنابذة الفاسقين، ومباينة الجائرين، مع علمي بما فرض الله عز وجل منه على عباده في وقته وأوانه، وأيقنت مع الأحوال التي وصفتها، والموانع التي ذكرتها أن السلامة عند الله في الزهد في الدنيا، والاشتغال بعبادة رب العالمين، والاعتزال عن جميع المخلوقين، وذلك بعد رجوعي إلى كتاب الله سبحانه، واشتغال خاطري بتدبر آياته، وإعمال فكري ونظري في أوامره وزواجره، ومحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه، وأمره ونهيه، وناسخه ومنسوخه، فوجدته يوجب علي التبري من هذا الأمر إيجاباً محكماً، ويلزمني تركه إلزاماً قاطعاً، فاتبعت عند ذلك أمر الله، ونزلت عند حكمه، فإن تقم لله عز وجل عليَّ من بعد ذلك حجة، ووجدت على الحق أعواناً، وفي الدين إخواناً، قمت بأمر الله، طالباً لثوابه، حاكماً بكتاباً، متقلداً لأمره، متبعاً سنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا أفارقه ولا أعدل عنه، حتى يعز الله الحق ويبطل الباطل، وألحق بصالح سلفي، الذين مضوا لله طائعين، وبأمره قائمين، وإن لم أجد على ذلك أعواناً صادقين، وإخواناً لأمر الله متبعين لم أدخل بعد اليقين في الشبهة، ولم أتلبس بما ليس لي عند الله بحجة، وكنت في ذلك كما قال الله تعالى: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ﴾ [الذاريات:54]،...إلى آخره).

ولهما عليهما السلام اليد الطولى في تجديد الدين، وطمس آثار الملحدين.

وللعلامة ولي آل محمد إبراهيم بن محمد التميمي رضي الله عنه وجزاه الله تعالى أفضل ما يجزي المحسنين على قيامه بحق أهل البيت المطهرين، وأوليائهم أنصار الدين، عندما بايع الإمم المرتضى لدين الله أخاه الإمام الناصر لدين الله، وبايعه الناس بجامع الإمام الهادي إلى الحق عليهم السلام، وقد اجتمع الجمع الكثير، والجم الغفير، يوم الجمعة، وقد أورد هذه الكلمة الرائعة: صاحبا الحدائق الوردية، ومطلع البدور، قال رضي الله عنه:

وأن يراجع فيه الشوق والطربا

عادات قلبك يوم البين أن يجبا


إلى قوله في المدح:

بأن يكون لهم دون الأنام أبا
هذا يداني إلى أنسابهم نسبا
وجدت كل فخار منهم اكتسبا
لما فتينا عكوفاً نعبد الصُّلُبا
يتلو من الله في حافاتها الكتبا
لنا إليه إذ لذنا به سببا

قوم أبوهم رسول الله حسبهمُ
من ذا يفاخر أولاد النبي ومن
قوم إذا افتخر الأقوام واجتهدوا
لولا الإله تلافانا بدينهمُ
أقام جبريل في أبياتهم حقباً
أنتم أناس وجدنا الله صيركم


ومنها:

ولا يقال لمن سامى بكم كَذَبَا
عاب الإله فقد أودى وقد عَطِبا
ومن يحاربكمُ جهلاً فقد حربا
لجدكم خاتم الرسل الذي انتخبا
فرض على كل من صلى ومن خطبا
إن الإمام علينا اليوم قد عتبا
فيأخذ السيف من هاتيك ما انتصبا
منه ليشبه فينا الوالد الحدبا
ومحنة منه قد كانت لنا أدبا
بعد الإمام فتم الأمر أو كَرُبا
نهج الثغور ولمَّ الصدع وارتأبا
أمسى بذي يمن أمناً لمن رَهِبا
وقام فينا بدين الله محتسبا
لم تلفه خشية الإملاق محتجبا
أفعاله كرم يرتاح إن طلبا
يجفو الخليل لذنب جدَّ أو لعبا
يوم العروبة في خولان إذ ركبا
من حولها عصب تتلو بها عُصَبا
أتوا إليه جميعاً جَحْفلاً لجبا
إذا تلاطم موج البحر وارتكبا
وطبق الأرض والآفاق وانسكبا
وساء من عاند الإسلام فاكتأبا

لا يصلح الدين والدنيا بغيركمُ
من عابكم حسداً عاب الإله ومن
ومن يسالمكمُ يَسلم بسلمكمُ
لم يفرض الله أجراً غير حبكم
حق الصلاة عليكم والدعاء لكم
تشوف الملحدون النُّوك إذ علموا
فقلت لا ترفعوا جهلاً رؤوسكمُ
إن الإمام وإن أبدى معاتبة
كانت أمور وكان الله بالغها
وقد تولى أمور الناس كلهم
صنو الإمام ومن سد الإمام به
هذا أبو حسن والجود في قرن
ساس الأمور وكانت قبل مهملة
إذا تحجب أهل المال وامتنعوا
صلب له شيم أقواله نَعَمُ
يعطي الجزيل ولا يرضى القليل ولا
لما بدا ابن رسول الله منصلتاً
تحفه عصب ضاقت بها عصب
رجال سعد بن سعد والربيعة إذ
كأنه اليم إذ جاشت غواربه
أو كالعريض إذا التفت سحائبه
راق العيون وسر المسلمون به


ومنها:

لا يستطيعون من إشعاعها هرباً
رب بجدك منها أنقذ العربا
بيمنكم فأماط الحرب واصطحبا
لا يعدلون بها الأوراق والذهبا
وآخرينا وهذا الشكر قد وجبا

على شفا جرفٍ هارٍ مواقفهم
حتى تداركهم منها فأنقذهم
فألف الله بالإحسان بينهما
تلك الصنائع عند العالمين لكم
فأنتمُ رحمة فينا لأولنا


انتهى، ولله دره ما أعذب ألفاظها، وأطيب نشرها، وأصدق معناه، ((إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر حكماً))، أخرجه بهذا اللفظ أحمد في مسنده، وأبو داود عن ابن عباس، كما في الجامع الصغير.

وأخرج أبو داود من حديث بريدة: ((إن من البيان سحراً، وإن من العلم جهلاً، وإن من الشعر حكماً، وإن من القول عياً)).

ولم يزل الإمام الناصر قائماً بأمر الله، مثابراً لأعداء الله، وأظهره الله على أقطار اليمن كافة فصدعت فيه أحكام الملة الحنيفية، وامتدت عليه أعلام السلالة المحمدية، واستأصل أرباب الدعوة الملحدة من القرامطة الباطنية، وقد كانوا تحزبوا تحزباً، وارتجت منهم الأرض، فأخذتهم سيوف الإمام الناصر، قُتل في وقعة واحدة ثمانية وأربعون رئيساً من دعاتهم، وأما العساكر والأتباع، فلم تنحصر القتلى منهم حتى جرت الدماء جري الأنهار.

قال عبدالله بن عمر الهمداني مؤلف سيرة الإمام وأحد فرسانه: لقد شَهِدتُ الحرب، فما رأيت يوماً كيوم نغاش أكثر قتلى من أعداء الله القرامطة، ولقد حبست فرسي في موضع كثر فيه القتلى، فلقد سمعت خريراً للدماء كخرير الماء إذا هبط من صعود، فلما وقعت الهزيمة فيهم، أخذوا الجبل عموماً من كثرتهم فدخلت الوحوش بينهم فقتلت.

وقال: وجدنا منهم موتى بسلاحهم ليس بهم جرح، وذلك لنصر الله لأهل بيت نبيه، انتهى.

وانهدت بهذه الوقعة دعائم الملحدين، وأبادهم الله من أرض اليمن بعد أن حاولوا هدم الإسلام، ونقض عرى الدين، ودخل الإمام الناصر عدن أبين ومعه من جنود الله ثمانون ألفاً فيهم أربعون ألف قائس، وألف وخمسمائة فارس.

وهذه حالة الإمام الناصر عليه السلام في الإرشاد للأمة وبيان ما أنزل الله إلى أن قبضه الله في ثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومدة قيامه بالإمامة ثلاث وعشرون سنة.

أولاده: أبو محمد القاسم المختار، وعلي، ويحيى عقبهم باليمن، وإسماعيل عقبه بحلب وغيرها، والحسن المنتجب أولاده ببغداد، وداود عقبه برام هُرْمز وغيرها، والرشيد عقبه بدمشق، وإبراهيم عقبه بمصر، ومحمد بحلب، والحسين والمهدي هنالك، ولا شك أن المجددين في المائة الثالثة هم هؤلاء الأئمة، والأثر الأكبر في التجديد للهادي إلى الحق والناصر الأطروش.

مؤلفاته: قال الإمام المنصور بالله عليه السلام: وله تصانيف في العلوم جمة على اختلاف أنواعها، أولها: كتاب التوحيد في نهاية البيان والتهذيب، وكتاب النجاة ثلاثة عشر جزءاً، وكتاب مسائل الطبريين جزآن في الفقه، وكتاب علوم القرآن، وأربعة أجزاء في الفقه، وكتاب التنبيه، وكتاب أجاب به الخوارج الإباضية، وكتاب الدامغ أربعة أجزاء.

قلت: وما في كتاب النجاة في شأن أبي طالب رضي الله عنه غير صحيح، ومما يدل على ذلك دلالة واضحة أنه ساق الأبيات التي تدل على إيمانه وتصديقه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلها دلالة على ضد ذلك، فحاشاه أن يخالف إجماع أهل البيت عليهم السلام، ومما يدل على طهارة هذا البيت الطاهر ما رواه أهل البيت عليهم السلام.

وقد حكى الإجماع على إيمانه خمسة من أعلام أهل البيت وأوليائهم منهم: الإمام الأعظم المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهما السلام في جوابه على ابن المعتز العباسي بقوله:

وأسلم والناس لم تسلم
فأما الولاء فلم يكتم

حماه أبونا أبو طالبٍ
وقد كان يكتم إيمانه


والقاضي جعفر بن عبد السلام، والشيخ الحسن - والفقيه حميد الشهيد - والحاكم صاحب التهذيب، وقال أبو القاسم البلخي يعني ممن ذهب إلى إيمانه: أبو جعفر الإسكافي، والقرطبي، والشعراني وغيرهم.

وقوله:

نبياً كموسى والمسيح بن مريم

ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً


رواه ابن هشام، وابن أبي الحديد، وصاحب الاكتفاء، وقد رد المنصور بالله والمعلوم أن أبا طالب وعبد المطلب وهاشماً لم يعبدوا الأوثان، ويكفي في ذلك قول أبي طالب:

يصلُّون للأوثان قبل محمدِ

وبالغيب آمنا وقد كان قومنا

وقد قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (وما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط، كانوا يصلون إلى البيت على دين إبراهيم الخليل متمسكين به)، رواه أبو العباس الحسني بسنده إلى علي عليه السلام.

وقال أبو طالب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما أشد تصديقنا لحديثك وأقبلنا لنصحك..إلى أن قال: وبالغيب آمنا..إلخ.
وقد روي عن علي بن محمد الباقر أنه سئل عما يقول الناس في إيمان أبي طالب، فقال: لو وزن إيمان أبي طالب وإيمان هذا الخلق لرجح إيمانه، ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام كان يأمر أن يحج عن عبدالله وأبيه وأبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي طالب)) رواه المحب الطبري، انتهى من تفريج الكروب، ورواه ابن عساكر عن ابن عمر، وأخرجه عنه تمام الرازي.
ومما رواه الإمام الحسن بن بدر الدين عن ابن عمر، قال: جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم..إلى قوله: والذي بعثك بالحق نبياً لأنا بإسلام أبي طالب أشد فرحاً بإسلام أبي، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: صدقت.

وروى أيضاً عن علي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أخبر بموت أبي طالب بكى، وقال: اذهب فاغسله وكفنه..إلى قوله: غفر الله له ورحمه، انتهى.

وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عارض جنازة أبي طالب، فقال: وصلتك رحم وجزيت خيراً يا عم، أخرجه ابن عدي.

ولما مات أبو طالب أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغسله وكفنه، ثم كشف عن وجهه، فمسح بيده اليمنى على جبهته اليمنى ثلاثاً، ثم مسح بيده اليسرى على جبهته اليسرى ثلاثاً، ثم قال: كفلتني يتيماً، وربيتني صغيراً، ونصرتني كبيراً، فجزاك الله عني خيراً، رواه أبو العباس الحسني عن الباقر عليه السلام.

ولما قارب أبو طالب الموت، قال العباس له صلى الله عليه وآله وسلم: والله يا ابن أخي لقد قال الكلمة التي أمرته بها أن يقولها، رواه ابن هشام، والحلبي في سيرته، وصاحب الاكتفاء، وحكى في فتح الباري عن ابن إسحاق بسنده إلى ابن عباس مثله.

قال: وقد ذكر السهيلي أنه رأى في بعض كتب المسعودي أنه أسلم، وروى الإمام أبو طالب بسنده إلى زين العابدين، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يبعث عبد المطلب يوم القيامة أمة وحده)).

وقد روى المسيب أن أبا طالب قال: أنا على ملة عبد المطلب، وعبد المطلب كان على دين إبراهيم مصدقاً بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وما أحسن قول ابن أبي الحديد:

لما مثل الدين شخصاً فقاماً
وهذا بيثرب جس الحماما
فكان علي لذاك تماما

ولولا أبو طالب وابنه
فهذا بمكة آوى وحامى
تكفل عبد منافٍ بأمرٍ


فأما ما ترويه العامة مما يفيد عدم إيمانه، فانحرافهم عن الطالبيين وميلهم إلى موافقة غرض الدولتين مما يحملهم على الوضع وقبول ما وضع، وتزييف ما خالف هواهم، فعليكم بالثقل الأصغر تنجوا يوم الفزع الأكبر، والله المستعان، انتهى أغلبه من التخريج.

ومما يدل دلالة صريحة بما ذكرناه من هذا البيت الطاهر الشريف ما رواه أهل السير والتاريخ من قصة عبدالله بن عبد المطلب مع الكاهنة التي تعرضت له، وذلك ما رواه أبو العباس الحسني قال: أخبرنا عمر بن مسلمة الخزاعي، قال: حدثنا علي بن حرب: حدثنا محمد بن عمارة القرشي عن مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لما خرج عبد المطلب بن هاشم بابنه عبدالله ليزوجه مر به على كاهنة من أهل تبالة قد قرأت الكتب كلها متهودة يقال لها فاطمة بنت مر الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبدالله، فقالت له: يا فتى، هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل، فقال:

والحل لا حل فاستبينه
يحمي الكريم عرضه ودينه

أما الحرام فالممات دونه
فكيف بالأمر الذي تبغينه

..إلى آخر القصة، وقد ذكرها الإمام أبو طالب في أماليه.

وقبره: بمشهد أبيه عليهم السلام.

وتعلق الجار والمجرور الذي قبل ما النافية بما بعدها في قولنا: بسيفيهما ما إن تعد الوقائع، قد ورد، ومنه: قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه: ونحن عن فضلك ما استغنينا. فليس فيه ضعف تأليف.







واحة التأريخ :

أحداث اليمن في نصف قرن من الزمن


عام 303هجريه هلك الطاغيه علي بن الفضل على يدشريف
حسني كان ماهرا في الطب قدم من العراق وقد اتفق هو
ووالي صنعاء الامير سعد اليعفري اتفقا على قتل علي
بن الفضل الذي احتاج الى الفصد واستدعا الشريف بعد
ان اشتهر كطبيب الذي اعطاه السم اثناء العلاج وهرب
ولكن لحقه اصحاب الفضل في سفوح جبل سماره وقتلوه
فلما بلغ صاحب صنعاء موت ابن الفضل استنفرالقبائل
ودخل المذيخره (اب ) معقل القرامطه
وسبابنات الفضل ووزعهن على اصحابه وكن ثلاث
وقد استمرت الحروب ضد القرامطه قتل منهم الكثير
في المغاربه (غرب صنعاء)وهرب من بقي من القرامطه
الى جبل مسور وانكسرت شوكتهم في اليمن بقيادة الامير
الناصر لدين الله احمد بن الهادي
وقد دخل الناصر بندر عدن بثمانين الف مقاتل
وفي عام 322هجريه توفى رحمه الله
في عام 331هجريه مات الامير سعداليعفري وفيها هلك
منصور بن حسن القرمطي صاحب مسوراوصى بان يتولى
من بعده ابنه حسن اوالمشوري فتولى المشوري ولكن حسن
قتله غدراواستولى بعد اعلان توبته واتباع اهل السنه فايده
الكثير فاقبل على من حوله من القرامطه فقتلهم وشردهم في كل
ناحيه
وفي عام 336هجريه خرج حسن بن منصور الى منطقة
عين عرم واستخلف على مسور ابراهيم بن عبدالحميد
وفي عين عرم وثب نائب ابي العرجاء وقتل حسن بن منصور
فقام ابراهيم واستولى على مسورواخرج اولاد ونساء حسن
بن منصور الى بني عشب(بطن من قبائل همدان في جبل كحلان)
فوثب الناس عليهم وقتلوهم عن اخرهم وسبوا حريمهم وقدتتبع
ابراهيم ابن عبدالحميد القرامطه(بعدمحاولة قتله)قتلا واسراحتى
ابادهم ولم يبقى الا جماعة يسيره








واحة الشعر :

قصيدة السيد الإمام شيخ آل الرسول، وصفوة أسباط الوصي والبتول الهادي بن إبراهيم الوزير ـ عليهم السلام ـ، والتي شرحها بكتابه العظيم، ومؤَلَّفِه الفخيم نهاية التنويه بإزهاق التمويه:



[تظلّمه مما يسمع ويرى من هضم حق أهل البيت عليهم السلام]


أَقاويلُ غَيٍّ في الزمانِ نَواجِمُ *** وأوهامُ جهلٍ بالضلالِ هَوَاجِمُ

ومُسترقٌ سمعاً لآلِ محمدٍ *** فأين كرامٌ بالنُّجومِ رَواجِمُ

ومُستوقِدٌ ناراً لحربِ علومِهِمْ *** فأين البحارُ الزَّاخراتُ الخضارِمُ

ومُعْتَرِضٌ فيهمْ بِمِخْرَاقٍ لاعبٍ *** فأين السيوفُ الباتراتُ الصوارِمُ

ومجتهدٌ في ذمِّ قومٍ أكارمٍ *** فأين الأُباةُ السابقونَ الأكارِمُ

ومنتهشٌ لحماً لهمْ وهو ثعلبٌ *** فأين الأسودُ الخادراتُ الضراغِمُ

[ترجّيه لإزالة الظلم عنهم]


عسى نخوةٌ تَحمي على آلِ أحمدٍ *** فقدْ ظَهَرَتْ بغياً عليهمْ سخائِمُ

عسى غاضبٌ لله فيهمْ بحكمِهِ *** يُحَكِّمُ فيهِ الحقَّ فالحقُّ حاكِمُ

عسى ناظرٌ فيهمْ بعينِ بصيرةٍ *** وحَاكٍ لِمَا نصتْ عليهِ الملاحِمُ

عسى ناقمٌ ثاراً لهمْ مِنْ عدوهمْ *** فذاكَ عدوٌ بالمناقِمِ ناقِمُ

عسى عارفٌ ما قالَ فيهمْ أبوهمُ *** فقدْ جُهِلَتْ تلكَ النُّصوصُ العظائِمُ

عسى سالِمٌ فيهمْ عداوة ناصبٍ *** فقد فازَ منها سالِمٌ ومُسالِمُ

عسى عادمٌ حقداً عليهمْ بقلبهِ *** فقد قلَّ منهُ اليومَ مَنْ هو عادِمُ

عسى صَائمٌ مِنْ لحمِ أولادِ حيدرٍ *** فما شاتِمٌ من لحمهمْ هو صائِمُ


[جرائم الإنكار والجحود]


وهمْ أَنكروا حصرَ الإمامةِ في بني الـ *** ـبَتــولِ وقالوا الغيرُ فيها مُسَاهِمُ

ولَمْ يَجعلوا إلاَّ اختياراً طريقها *** وبالعقدِ قالوا أمرُهَا مُتعالِمُ

وهمْ أَبطلوا الإجماعَ مِنْ آلِ أحمدٍ *** دليلاً وآيُّ السمعِ في ذاك قائِمُ

وهمْ أَنكروا علمَ البتولِ وفضَّلُوا *** عليها وهذا لا تَراه الفواطِمُ

وهمْ أَنكروا لعنَ ابنِ هندٍ وسبَّهُ *** وهذا الذي تنهدُّ منه الصلادِمُ

وزادوا على هذا وقالوا بأنَّ مَنْ *** توقف فيه فهو في الجهلِ غاشِمُ








واحة المكبرين :-

نواصل اليوم الجزء الثاني والأخير من أجوبة السيد عبدالملك الحوثي على أسئلة صحيفة الغد


** لكن ما يجري على الأرض هو أنكم تُخضعون مناطق تحت سيطرتكم ونفوذكم؟
* المشكلة, المشكلة ليست من جانبنا, نحن ضحية بالدرجة الأولى.
** ما يحصل هو إخضاع مساحات لهيمنتكم؟
* لا, هو يحصل نتيجة الحرب, لكن ما حدث بعد الحرب، هو تسليم المناطق ورد
الحقوق وإخلاء المديريات, وتسليم الخطوط والمنافذ الرئيسية إلى المملكة
العربية السعودية, وما شابه.
** حينما تأتي الدولة بكل قيمتها السياسية والأخلاقية لتحاوركم، بوصفكم جماعة
مسلحة، هل هذا مدعاة لأن تكونوا أكثر ليونة وانصياعاً لجهود السلام؟
* نحن لم نكن جماعة مسلحة. ومسألة السلاح ليست قضية أساسية، فهو ليس وسيلة
أساسية لدينا، هو لضرورة الدفاع فقط, ونؤكد دائماً أننا مستعدون للتحاور
والتفاهم، وعلى الأسس المقبولة لدى الكل.
** كل مواطن يُحجر عليه التعبير الثقافي يحمل السلاح...؟
* المسألة عندما يُعتدى على الإنسان، عندما يهاجم، يضطر للدفاع.
** قبل فكرة "الحوثية" كانت النبرة المذهبية معدومة, أو لنقل خافتة, فلماذا
بعثتموها مجدداً بهذا الزخم؟
* أول من بدأ استخدام هذا الخطاب, هو الإعلام المحسوب على السلطة. الصحف
المحسوبة على السلطة، هي بدأت الحديث بهذه النبرة. ثم في الواقع نفسه حصلت بعض
التصرفات، فمثلاً في محافظة صعدة_ شيء معروف ومؤكد لا يمكن إنكاره من عاقل أو
فاهم_ تم إغلاق المدارس التي كانت تدرس الفكر الزيدي بشكل عام, حتى غير
المحسوبة علينا, توزيع المنشورات التكفيرية في المحافظات. نحن لسنا مع إثارة
النعرات المذهبية، لكن هناك جهات تتحرك في الميدان تحت عمائم مذهبية.
** أنتم تستخدمون التكفير أيضاً...؟
نحن ضحية مثل هذه الأمور، ولا نعتمد الخطاب التكفيري. هناك جهات تستخدم الخطاب
الديني ضدنا, وهذا معروف حتى أثناء الحرب, أنت تعرف وغيرك أنه تم تغيير الخطاب
الديني والفتاوى ضدنا.
** أنتم أيضاً تستخدمون الفتوى لشحذ حماسة المقاتلين؟
*ليست مسألة فتاوى, في الواقع عندما يُعتدى على الناس، هم أنفسهم تلقائياً
يعرفون أن لهم حقاً مشروعاً في الدفاع عن النفس, أي ليس على أساس تكفير، ولكن
على أساس مواجهة عدوان. أنت تعرف اجتماع جمعية علماء اليمن, وتعرف الفتاوى
التي صدرت ضدنا.
** لو دولة معينة، ليس اليمن فحسب، أرادت إلقاء القبض على رمز سياسي أو ديني,
بتهمة قد لا تكون صحيحة، هل هذا يجوّز له الممانعة والمواجهة بالسلاح, أم عليه
أن يذعن, ولو كانت الدولة تعتقد خطأً أنه مذنب؟
* قلنا منذ البداية، نحن كنا نؤكد أننا مستعدون للإنصاف من أنفسنا. لكن عندما
كانت هناك تعاملات حتى غير قانونية, وهي استهداف عسكري بالدرجة الأولى, كانت
تتم الأمور على هذا النحـو.
ونحن نأمل إن شاء الله أن تصير الأمور إلى خير، نحن لا نريد تسخين بعض الأمور,
نحن في مرحلة حوار، وأملنا كبير. ونؤكد تمسكنا بالاتفاق, وأن يتم تنفيذ ما لنا
وما علينا, وأن تحل بعض الأمور بالتفاهم بشأنها. وأملنا كبير بأن يتحقق
السلام.
** يعني أن الوساطة القطرية ستستمر، ولم تفشل بعد؟
* لا. لا ( لم تفشل). وإن شاء الله يتم الاتفاق إلى خير.
** إذا تم الاتفاق هل ستغادر إلى الدوحة؟
* الآن المسألة المطروحة هي القضايا الأساسية.
** لكن هل ستغادر, هذا هو سؤالنا؟
*قدمنا للجنة بشأن هذا الموضوع, باعتبارها المعنية.
** هل حسمت هذه المسألة؟
* نحن مهتمون ببعض الأمور الأولية.
** لكن هل في اعتقادك أنك ستغادر إلى الدوحة, نريد أن نعرف؟
*كما أكدت تم إيضاح المسألة للجنة.
** لماذا لا توضح لنا نحن أيضاً؟
*(يصمت).. شكراً ، شكراً.
** نسمع أن الرزامي يختلف معك في بعض وجهات النظر، حيال الاتفاق، وأن اللجنة
تتوسط بك عنده؟
* الأخ الرزامي يتذمر من بعض الأمور غير الإيجابية في الواقع. هي مسألة تذمر
من أمور تحدث على الأرض, مثل زيادة الحشود العسكرية, وتواجد الجيش في القرى
والمدارس والوحدات الصحية، والاعتقالات، الكثير من الأخوة يتذمرون.
** ما يزال هذا التذمر قائماً حتى اللحظة؟
* التغيرات الإيجابية على الأرض سيكون لها التأثير الكبير من الاطمئنان لدى
الجميع.
** ماذا تود أن تضيف؟
*نحن نؤكد على أهمية القيادة السياسية في الدفع بالأمور نحو الاتجاه الصحيح.
عندما تتوفر الإرادة, كل الأمور قابلة للحل, وكل المشاكل يمكن حلها.
** وسنسمع قريباً اتصالات مباشرة بينك وبين الرئيس؟
* هذه مسألة لا يوجد فيها ممانعة من جانبنا.

مرجع للقاء :

http://almenpar.com/news.php?action=view&id=158




واحة القرآء :
مشاركة !
عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما جلس قوم يذكرون اللّه إلا ناداهم منادٍ من السماء: قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعاً. وما قعد عدة من أهل الأرض يذكرون اللّه إلا قعد معهم عدتهم من الملائكة )).

(119) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( احيوا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكم فإنها تمل كما تمل الأبدان )).

(120) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن لهذه القلوب أوابد كأوابد الصيد )).

* ولبعضهم: روحوا قلوبكم. يعني: بالذكر.

* مُصَنِّفُه: الذكر إذا وعاه السامع حثه على الإستعداد للآخرة، وشحذ خاطره على الإقبال لمسابقة الخيرات، ويزجره عن أقتحام الذنوب والخطيئات، وهو ميراث الأنبياء والصالحين الأخيار، وتقاطرت الآثار بذلك عنهم.

* وعن أهل البيت عليهم السلام وفي مواعظهم: كونوا معتبرين لا معتبراً بكم، ومتأهبين قبل أن يصاح بكم.

(121) وروي أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل حين شكى عليه قسوة قلبه: (( أطلعه على القبور، واعتبر بالنشور )).

* وقال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم:5]. قيل: آلآء اللّه. وقيل: القيامة.

* وعن الحسن بن علي عليه السلام أنه قال: أديموا الإختلاف إلى مجالس العلماء، فإنك لن تعدو كلمة تَدُلُّكَ على هدى، أو تنهى عن ردى، أو آية محكمة، أو علماً مستطرفاً، أو أخاً مستفاداً، أو رحمة منتظرة، أو ترك ذنبك إما حياء وإما خشية.

* صلة بن أشيم: لا أدري بأي يومي أنا فيه أشد فرحاً، يومٌ أذكر اللّه فيه، أو يومٌ أخرج لحاجة فيعرض لي في طريقي مجلس الذكر.

(122) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما نحل والد ولداً أفضل من أدبٍ حسنٍ )).
المصدر : كتاب الإعتبار وسلوة العارفين






إستراحة الواحة :
طرفة واحدة !
عُرف عن أبناء منطقة ( دبع ) بمحافظة تعز ولعهم الشديد بشرب المرق
وفي أحد الأيام عاد أحدهم إلى منزله وعند وصوله وجد زوجته تبكي فسألها : ( مالك يامرة .. لمو تبكي )
فأجابت بصوت حزين : ( بنتنا مات )
فأخذ الزوج نفساً عميقاً ثم قال برود : ( سهلة !
كنت أحسب أن القشوة حق المرق اكتسره ) !

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

الواحة الخامسة عشر )

صورة
( الواحة الخامسة عشر )


إفتتاحية الواحة :

قال تعالى :

﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[الجمعة: 5].

* وقال تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾[البقرة: 44].

* وقال تعالى: ﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾ [آل عمران: 79


دعاء يوم الخميس

بسم الله الرحمن الرحيم


أَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِمَاً بِقُدْرَتِهِ، وَجآءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانِي ضِيآءَهُ وَآتانِي نِعْمَتَهُ. أَللَّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لاَِمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالاَيَّامِ بِارْتِكابِ الْمَحارِمِ، وَاكْتِسابِ الْمَاثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ، وَخَيْرَ ما فِيهِ، وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، وَشَرَّ ما فِيهِ، وَشَرَّ ما بَعْدَهُ. أَللَّهُمَّ إنِّي بِذِمَّةِ الاِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّد الْمُصْطَفى صلى الله عليه وآله أَسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قَضآءَ حاجَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. أَللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْساً لا يَتَّسِعُ لَها إلاَّ كَرَمُكَ وَلا يُطِيقُها إلاَّ نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلَى طاعَتِكَ وَعِبادَةً أَسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِي الْحالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الْخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَل تَوَسُّلِي بِهِ شافِعَاً يَوْمَ الْقِيامَةِ نافِعاً، إنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ








كلمة الواحة :

تشييعُ. ‬جُثمانِ. ‬السيّد. ‬مجد. ‬الدين. ‬يصرُخ.: ‬أفيقوا. ‬فإنـَّـكم. ‬واهِمون

بقلم : العلامة إبراهيم الوزير


بالأمسِ القريبِ إنتقلَ العلاَّمةُ حُجَّةُ الإسلام والمسلمين السيدُ مَجْدُ الدِّيْنِ المؤيدي إلى جوارِ رَبِّه ، لقد كان عالماً جليلاً ، مُتواضعاً ، صاحبَ أخلاق كريمة ، أحبّهُ الناسُ واحترموه وقدَّرُوه ، ولقد كان في خروجِ مئاتِ الآلافِ من البشر لتشييعِ جُثمانِه خيرُ رَدٍّ على أولئك الذين يُريدون تهميشَ بني هَاشِمٍ في اليمن وإذلالـَهم بل وإبادتـَهم.

لقد قـُلنا وكرَّرنا القولَ لأولئك الذين يُريدون إبادةَ الهَاشِميين في اليمن: إنكم واهمون ، وإن إبادتـَهم صَعبةٌ جداً ، بل مستحيلةٌ .. وقلنا: يا إخوان تعالـَوا إلى مُساواةٍ حقيقيةٍ ، وإلى أخوَّةٍ ومُحبة ، وإلى تعاوُنٍ من أجل هذا الوطن المنكوب ، تعالـَوا إلى كلمةٍ سواءٍ ، فلا يتميَّزُ عُنصرٌ على عنصر ، ولا يُـستهدَفُ ويُذَلُّ ويُبادُ كما يحصُلُ اليوم ، تعالـَوا إلى العدالة التامَّة ، فلا يكونُ لأيِّ شخصٍ أيُّ تميُّز إلا بالتقوى ، والعمل الصادق المخلص من أجل مَصلحة أبناء هذا الوطن ، تعالـَوا للتعايُش والعدل .. قلنا لهم ذلك وكررنا القولَ لكنهم لم يسمعوا ، ولم يعوا واستمروا يهلكون الحرْثَ والنسْلَ بقصدِ إذلالِ أولادِ فاطمة الزهراء إبنة النبي المصطفى ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ ــ ، وإنهاءِ الفكرِ الزيدي من اليمن ، والتشيُّعِ وحُبِّ آلِ رسول اللـَّـه ــ صَلـَّـى اللـَّـهُ عَلـَيْه وَآلـَـهُ وَسَلـَّمَ ــ

وها هو الشعبُ اليمنيُّ يُجيبُ عليهم في التظاهُرَةِ العظيمة في خروج مئات الآلاف لتشييع جُثمان السيد مَجْدِ الدِّيْنِ المؤيدي رضي اللـَّـهُ عنه.

يا إخوان إنه لعارٌ عليكم أبدي أن يذكُرَ التأريخُ أنكم حاولتم إذلالَ الهَاشِميين في اليمن ، وإبادتـَهم ، وأنكم حاربتم كُلَّ مَن يُحبُّ آلَ رسول اللـَّـه المطهَّرين ، وكُلَّ مَن يعتقدُ بعقائد أهل بيت رسول اللـَّـه في تنزيه اللـَّـه وتعظيمه ، ونفي الجَبْر والتجسيم عنه جَلَّ وعَلا ، فهو الذي ليسَ كمثله شيءٌ.

إنكم لن تنجحوا في مُحاولاتكم إبادةَ الهَاشِميين ، ومُحاربةَ مُحبي آل رسول اللـَّـه المطهَّرين ، وتغييرَ مذهبِهم ومعتقداتهم ، ومع ذلك ومع عدم نجاحكم فيما تسعَون له فإن العارَ الأبدي سيلحقـُـكم إلى يومِ القيامة ، وعندَ اللـَّـه ستلقـَون الجَزاءَ الحَقَّ يوم لا تجدون إلا ما قدَّمت أيديكم وما ربُّـك بظلاّم للعبيد.

إقرأوا التأريخَ يا إخوان لتعرفوا أن حركةَ التأريخ في معظمِها عِبارةٌ عن أفعال مُغالية ، ورُدودِ أفعال مماثلة في القوة ، ومعاكسة في الإتجاه ، لقد أوجدتم بأعمالكم هذه في قلوب اليمنيين حُبّاً كبيراً لآلِ محمد ، وأذكيتم مَوَدَةً وتقديساً كان قد خبت جَذْوَتـُه ، وخفتت أنوارُه.

إن القضاءَ على تميُّز أيِّ عنصرٍ لا يكونُ بإهلاك الحرث والنسل ، والقتلِ وسفكِ الدماء ، إنما يكونُ بالمساواة الكاملة قولاً وعملاً ، فلا تميز ولا إذلال ، وإنما مساواة في كل الحقوق والواجبات ، وبعدَ خمسين عاماً من المساواة التامة قولاً وعملاً ستجدون أنه لم يعُدْ هناك أيُّ تميز لأي عُنصرٍ ، ولا إذلال ولا استهداف ، وإنما أبناءُ وطن واحد يعملون ويتعاونون من أجلِ المصلحة العامة للجميع.

أما العقائدُ فدعونا نعبُدُ اللـَّـهَ بالطريقة التي نرى أنها هي الأصحُّ ، واعلموا أن اللـَّـهَ تعالى يقولُ في كتابه العزيز: (قلْ كُلٌّ يعملُ على شاكلتِه فرَبُّـكُم أعلمُ بمَنْ هو أهدى سبيلاً) ، بيننا وبينكم في المعتقدات مسألةُ حصْرِ الوِلاية في البطنـَين ، وهذه قد أعلنا أنها ليست من مُعتقداتنا ، فالكُرسي تحتكم ، ولا ننازعُـكم إياه ، ودعونا فيما عدا ذلك نعبُد اللـَّـه بمذهبنا ومعتقداتنا ، وندرِّس أولادَنا ونعلمهم إياها.

أليس فيكم رجلٌ رشيدٌ يفهَمُ هذا الكلامَ ، ويرى أن الخيرَ فيه ، ولكنكم لا تستطيعون التجاوُبَ مع هذه الدعوة الصادقة الصالحة ؛ لأنكم تسعَون وراءَ حُطامِ الدُّنيا ، وقد أصبح مفتاحُ الوظيفة والترقي في المناصب ، ومفتاحُ الطريق لنهب المال العام ، وللثراء من الحرام ، مفتاحُ كلِّ ذلك هو إعلانُ الشخص عن بُغضِه لآل محمد!! ؛ ليصلَ إلى كلِّ تلك المكاسب الدُّنيوية الرخيصة ، فكيف يمكن لكم وأنتم الغارقون في حُبِّ الدنيا أن تتنازلوا وتضحَّـوا بهذه المكاسبِ الرخيصة -والتي هي في نفس الوقت إثمٌ وحرامٌ- من أجل مصلحة اليمن وأبناء اليمن.

إنكم ستستمرون في مُحاولاتِكم ومع ذلك فإنكم لن تنجحُوا في مسعاكم ، فإرادةُ اللـَّـهِ فوقَ إرادتِكم ، وفوقَ أهدافِكم ، وهو سُبحانـَه وتعالى الذي بيدِه الأمرُ كُلـُّـه ، وإليه يرجعُ الأمرُ كلـُّه ، وقد أجَابَ عليكم الشعبُ اليمنيُّ بخُروجِ مئاتِ الآلافِ لتشييع جُثمانِ السيِّدِ العلاَّمة/ مَجْدِ الدِّيْنِ المؤيدي ، فإن تفهموا وتعوا وتعودوا إلى رُشدِكم ، وتتركوا مُحاولةَ إذلالِ الهَاشِميين وإبادتِهم ، ومحاربةِ الزيود وعقائد الزيدية ، ومحاربة حُبِّ آل رَسُول اللـَّـه المطهَّرين ، فستتوفقون إلى مغفرة اللـَّـهِ إن شاء اللـَّـهُ ، وبنو هَاشِمٍ جاهزون للمَحَبة والأخوَّة والتعاوُنِ من أجل مصلحة أبناء الوطن ، ومن أجلِ نشرِ العدلِ في ربوعِ بلادِنا ، وإنْ أبيتـُم فإنـَّـكم لن تنجحوا وستبُوؤون بعارِ أعمالِكم وكراهيتِكم عاراً أبدياً إلى يومِ القيامةِ ، ثم ستجدون بين يدي اللـَّـه الجزاءَ الأوفى يوم لا تجدُون إلا ما قدمت أيديكم ، وما ربُّك بظلاّمٍ للعبيد ، وإلى اللـَّـه المشتكى ، وعليه المعول في الشدة والرخاء.

رحم اللـَّـهُ السيِّدَ العلاَّمة/ مَجْدَ الدِّيْنِ المؤيدي ، وعَصَمَ قُلُوبَ أولادِه ومُحبيه بالصبرِ والسُلوان ، واللـَّـهََ أسألُ أن يخلفـَه على أبناءِ اليمن بعالِمٍ جليلٍ مُجاهدٍ صادقٍ صابرٍ يقولُ كلمةَ الحقِّ ولا يَخافُ في اللـَّـه لـَومةَ لائمٍ، إنه على ما يَشاءُ قديرٌ ، وبالإجابة جديرٌ.

وهو سٍبحانـَهٍ وتعالى حسبُنا ونعمَ الوكيلُ ، نعم المولى ونعم النصيرُ، وعلى اللـَّـهِ توكلتُ..

❊ القاهرة 10رمضان 1428هـ

22 سبتمبر 2007م







شخصية الواحة :

الإمام إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن

هو: أبو الحسن، إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

قال بعض أصحاب الأنساب: كل من اسمه إبراهيم من متقدمي آل أبي طالب فإنه يكنى أبا الحسن، فأما من يكنيه عليه السلام بأبي إسحاق فليس يقول ذلك عن عِلْم، وإنما يقوله قياساً، وقَوَّى أيضا ذكره بهذه الكنية قولُ سَدِيْف فيه حين ظهر:

في نعم تترى وعز طويل
بيتموهم في وثيق الكبول

إيهٍ أبا إسحاق مليتها
واذكر هداك اللّه دخل الأولى



وإنما قال ذلك سديف عن غير علم، وقصد به القياس في الأسماء والكنى، ولأن ذلك اتسق له في وزن الشعر.

وأمه: أم أخيه المهدي محمد بن عبد اللّه، وهي هند بنت أبي عبيدة.
.

مولده عليه السلام: سنة خمس وتسعين.

صفته عليه السلام: قال الإمام أبو طالب عليه السلام: إنه كان سائل الخدين، خفيف العارضين، أقنى الأنف، حسن الوجه، قد أثر السجود في جبهته وأنفه.

دعا بعد قتل أخيه سنة (145) وبايعته المعتزلة مع الزيدية، وفضلاء الأئمة.







واحة التأريخ :

وتوالت الاحداث وكثرة الولاه والحروب والفساد والقتل والمؤامرات
وفي 391هجريه مات ابوالجيش(اسحق بن ابراهيم بن زياد)ملك زبيد
وخلف ولدا صغيرافتولت كفالته اخته هندبنت الجيش وعبدحبشي
يسمى رشيد فلم يلبث رشيد ان مات وكان له عبدنجيب يقال له
الحسين بن سلامه –نسبه الى امه- وكان حزيما عاقلا عفيف
حسن السيره فتولى الكثير من اعمال مولاه رشيد في حياته وذب
عن ملك مواليه بني زياد واحيا ذكرها وعاد ملك بني زياد
كما كان وهو الذي اختط مدينة الكدراء وجدد عمارة الجامع بعدن
وفي عام 393هجريه توفى الامام المنصوربالله القاسم بن علي
العياني وهو من ائمة الزيديه وله مؤلفات كثيره تجاوزت المائه
وفي سنة 396هجريه خرج ابن ابي الفتوح الى الهان-وهي بلاد
انس الان- فوثب عليه غلمانه فقتلوه واقامو ولده منصور بن سعد
وفيها كثرة الفتن والمحن في ارض اليمن
وثار على صنعاء الامراء المتغلبون من همدان وخولان وبني
شهاب وحميرففي كل شهريتولاها امير والغالب ال الضحاك




واحة الشعر :
نواصل اليوم الجزء الثاني من قصيدة
السيد الإمام شيخ آل الرسول، وصفوة أسباط الوصي والبتول الهادي بن إبراهيم الوزير ـ عليهم السلام ـ،والتي شرحها بكتابه العظيم، ومؤَلَّفِه الفخيم نهاية التنويه بإزهاق التمويه:




عودة إلى تعداد الجرائم


وقالوا يزيدٌ مستحقٌّ توقفاً *** وَرأسُ حسينٍ عندهُ وَالغلاصِمُ

وهمْ جهَّلوا الرسيَّ وَهو مقدَّسٌ *** عن الجهلِ بحرُ الحكمةِ المتلاطِمُ

وهم أَنكروا إسنادَ يحيى وقاسمٍ *** وَمَا لهما في العالَمين مُقاسِمُ

وقالوا لنا الهادي إلى دينِ ربِّهِ *** مُلَبِّسُ دينٍ، حظُّهُمْ متفاقِمُ

وهم عجبوا منه لإحداثِ مذهبٍ *** وَما إنْ له في الحقِّ قالوا دعائِمُ


[تعجب وسخرية]

إذا القاسمُ الرَّسيُّ ضَلَّ بزعمِكُمْ *** فمنْ يَهتدي في الناسِ إنْ ضلَّ قاسم؟!

وإنْ يَكُنِ الهادي إلى الحقِّ جَاهلا *** على زعمكم فيه فمن هو عالِمُ؟!



[عودة إلى التعداد]


وقالوا بأنَّ المذهبَ الحقَّ مذهبٌ *** أتاهُ بنُ إدريسٍ عليه عوالِمُ

وما كثرةُ الأتباعِ في الحقِّ آيةٌ *** إذاً ذهبتْ بالفَلْجِ منه الأَعاجِمُ

وهمْ صوَّبُوا نَشْوَانَ في هَذَيَانِهِ *** على أنَّه فيما هَذَى فيه آثِمُ

وسَاداتُنَا نصَّتْ بِقَطْعِ لسَانه *** رواه لنا المنصورُ إذْ هو ناظِمُ

وهم ظلموا المختارَ أجراً أتـى بـه الـ *** كتابُ ومِن هذا تكونُ الجرائِمُ


[تصبُّرٌ وتسلِّي]

إذا ظلموا آلَ الرَّسولِ مَودةً *** فلا بُدَّ يوماً تُستقصُّ المظالِمُ

وإنْ نَبحوا ساداتِ آلِ محمدٍ *** فهلْ قمرٌ مِنْ نبحةِ الكلبِ واجِمُ ؟

وليس يضرُّ البحرُ وهو غَطَمطَم *** إذا مَا رمَاهُ بالحجارةِ رَاجِمُ


[نداءٌ وبلاغ]

فيا راكباً هوجاءَ مِنْ نسلِ شَدْقَمٍ *** تأخر عنها اليعملات الشداقِمُ

تجوبُ الفيافي فَدْفَدَاً بعد فد فدٍ *** وتوجف إن كلت هناك الرواسِمُ






واحة المكبرين :



تحية لمؤسس دولة المكبرين الإسلامية ؟!
موضوع كتبه محرر الواحة بتأريخ 1/4/2007


طالعتنا صحيفة الناس في عددها ( 346 ) في الصفحة الخامسة بتقرير في صفحة كاملة للكاتب ( عادل الأحمدي )
وقد حمل التقرير عنوان : ( دولة المكبرين الإسلامية ؟!! )

وخلاصة هذا التقرير أن المكبرين – وهو الإسم الذي يطلقه أهل صعدة على أتباع السيد الحوثي – صاروا قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن دولة جديدة في صعدة وأجزاء كبيرة من الجوف وستسمى :
( دولة المكبرين الإسلامية ) !!!
وأن إيران وليبيا ستعلنان مباشرة عن الإعتراف بهذه الدولة ، وستعقدان معها معاهدات دفاع مشترك !!!
بل وستدعمانها بكل عوامل الإزدهار والحرية والإنفتاح ؟!
ثم يتكلف كاتبنا الملهم في الإستدلال على هذا السيناريوا المزعوم تأريخياً وجغرافياً ومحلياً ودولياً وعقائدياً وفكرياً !

الخلاصة والهدف والغاية التي توصل إليها الكاتب وأراد أن يوصلها للقراء ويقنعهم بها هي :
أن أي حوار أو وقف للعمليات العسكرية من قبل الجيش في صعدة سيؤدي مباشرة إلى الإعلان الفوري عن إقامة ( دولة المكبرين الإسلامية ) والتي سيقيمها مجموعة من الأطفال كما سماهم الرئيس في إحدى كلماته أو حفنة من المراهقين كما سماهم الشيخ الأحمر !!!
وتفادياً لذلك فإن كاتبنا الأحمدي يرى أن الحل العسكري هو الحل الوحيد وبلا هوادة ؟!!!
عادل الأحمدي هو صاحب كتاب ( الزهر والحجر .. التمرد الشيعي في اليمن ) وقد صدر هذا كتاب في أكثر من طبعة خلال فترة وجيزة ؟!
وقبل أيام صدرت الطبعة الجديدة للكتاب في حلة باهية وهذه المرة صار في بداية الكتاب الإهداء إلى السجين المظلوم الشيخ المؤيد ؟!!!
الكتاب المذكور هو عبارة عن مجموعة من المقالات والتقارير التي كتبها هذا الكاتب أثناء الحرب الأولى والثانية ، مضاف إليها مجموعة من التقارير والتحليلات التي تتقيأها صحيفة الشموع وبناتها وأخواتها ، بالإضافة إلى بعض الكلام المنسوب زوراً لبعض الشخصيات !!!
ومثال ذلك التزوير تقوُّل الكاتب على الصحفي المعروف عبدالفتاح الحكيمي مما إضطر هذا الأخير للرد عليه في مقال طويل في صحيفة الشورى بعد صدور الكتاب بفترة وجيزة !
وكان رد الحكيمي بعنوان ( عن القتل الحلال في صعدة ) !

أيضاً تحيلات وتقارير كاتبنا الأحمدي هي من أهم التحليلات والتقارير التي يعتمد عليها النظام في حربه الإعلامية ضد أبناء صعدة ومن معهم !!!
ولازلنا نذكر أحدى تحليلاته بداية الحرب الثانية في صحيفة ( الثقافية ) حينما ذكر فيه أن أتباع الحوثي لديهم مخطط في تلك الحرب لإعلان الحكم الذاتي في إقليم المربع الشيعي - حسب زعمه - الذي يضم ( صعدة والجوف وعمران وحجة ) ؟!!
وهذا التقرير ربما كان سبباً رئيساً في شن حملة إعتقالات واسعة وغير مبررة في صفوف الكثير من أبناء الزيدية في تلك المحافظات وذلك ما جعل البعض منهم يفر إلى جبال صعدة والبعض الآخر يحتمي بجبال منطقته كما حصل في منطقة وشحة في حجة ومناطق آل سفيان والمدان والغولة ومسور في عمران وغيرها من المناطق !!!

إذاً كما تلاحظون فإن الهوس الأحمدي بالدول والأقاليم الحوثية ليس جديداً ؟!!!

ونحن لانشك للحظة واحدة بأن الأستاذ والكاتب الأحمدي يعرف تماماً كل تفاصيل قضية صعدة ، ويعرف مظلومية أصحابها ، ويعرف كذب وزيف كل الإدعاءات والإتهامات والأكاذيب الرسمية ضدهم !!
ولكن كما قال الأستاذ ( محمد المقالح ) في تعليق له على هذا التقرير في مقال بصحيفة ( الثوري ) قال : ( إنها الإيديولوجيا التي تجعل الإنسان يقول أي شيء ويعمل أي شيء من أجلها ) !!


الآن سنوضح بعض النقاط التي وردت في مقال الأحمدي كذكرى للكثير وتوضيح لمن لم يفهم بعد !
فنقول :

- بالنسبة لمسأة ( البطنين ) فهي مسألة من فروع الفقهيات وموجودة في كتب التراث الزيدي ، وإذا كان وجودها يمثل خطراً على الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية فمعنى ذلك أن على الدولة حذف وإحراق أوراق كثيرة من كتب التراث الزيدي المحتوية على هذه المسألة الفرعية !!
وكذلك عليها أن تحذف وتحرق الكثير من كتب التراث السنية المحتوية على مسألة ( القرشية ) رديفة ( البطنين ) ؟!!
أتباع السيد الحوثي كانوا ولازلوا يعلنون ويصرحون ويؤكدون بأنهم معترفون بالنظام الجمهوري وبالثورة والوحدة والديمقراطية والدستور والقوانين النافذة ، وأنهم لايسعون للإمامة ولا للسلطة ، ولا يحسدون أصحابها عليها - كما قال السيد عبدالملك – فكيف تريدون منهم أن يثبتوا لكم خلاف ما تتهمونهم به ... أخبرونا ؟!

- بالنسبة لدعاوى العلاقة المزعومة بين الإثني عشرية وإيران وبين أنصار السيد الحوثي فهذه أكاذيب يرددها النظام وأبواقه لأهداف كثيرة ، فهذه التهمة تسهل في الداخل مهمة الخطباء في المساجد والمرشدين في المعسكرات والصحفيين والكتاب في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ؟!
وبالنسبة للخارج فالمعروف أن هذه التهمة هي لإستجلاب المزيد من دعم وتأييد السعودية وامريكا وكسب رضاهما وثقتهما ؟!!
ورغم أن التحول إلى الإثني عشرية ليس جريمة يعاقب عليها القانون اليمني إلا أن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن أتباع السيد الحوثي وجميع أبناء صعدة هم زيود عقيدةً وفكراً ومنهجاً !!!
وأن من يسمون أنفسهم ( مستبصرون ) ممن إعتنق الإثني عشرية هم بضعة أفراد على مستوى اليمن بكله ، وأغلبهم من مناطق سنية شافعية ؟!!!

- أما رأي السيد الحوثي في موضوع الصحابة فهو رأي أغلب أئمة وعلماء الزيدية قديماً وحديثاً ونتحدى أي شخص أن يثبت لنا خلاف ذلك ؟!!
وأما موقفه من ثورة الخميني ومقاومة حزب الله فهو لا يتعدى موقف الكثير من الحركات الإسلامية السنية مثل حماس والجهاد وغيرهما ؟!

- وأما مزاعم الدعم الخارجي فهي أكذبة أخرى لم يجد النظام لها دليلاً ولم يستطع إثباتها منذ أكثر من أربع سنوات ؟! ومعروفة أهداف هذا الإتهام المزيف !!

ولوكان لدى أتباع السيد الحوثي دعم خارجي وأسلحة متطورة لما طلبوا من أي شخص يريد الذهاب والإنضمام لصفوفهم أن يأتي بسلاحه أو بقيمة سلاحه ! أو أن ينتظر حتى يستشهد أحدهم ليعطى سلاحه ؟!!!
ولو كان لديهم دعم مزعوم لتألفوا به البشمركة الذين كل همهم المال ولتحول البشمركة المرتزقة إلى جنود في صفوفهم ضد الدولة !!!
ولو كان لديهم دعم خارجي لما اضطروا لتحويل إسطوانات الغاز إلى عبوات ناسفة !وتحويل بطاريات السيارات إلى ألغام أرضية !!

- بالنسبة لقول الكاتب أن أهم وأكبر شرط يشترطه أتباع السيد الحوثي لوقف القتال هو إخلاء مناطق صعدة من أي تواجد عسكري أو حكومي فهذا تزييف وقلب للحقائق !!!
فهم لا يطالبون بذلك إطلاقاً وكل ما يطالبون به هو إعادة إنتشار الجيش في مقراته وثكناته ومعسكراته الطبيعية ، بمعنى إخلائه لمنازلهم وقراهم التي يتخذها مقرات له وللبشمركة !

أخيراً
نقول للجميع تأكدوا تماماً أن أتباع السيد الحوثي وأبناء صعدة لا يطالبون سوى بحق الحياة !!!
هم الآن لا يقاتلون من أجل تحقيق مجموعة من المطالب المشروعة !
هم الآن مخيرون بين أن يقتلوا بدم بارد وتنهب ممتلكاتهم وتنتهك أعراضهم ، أو أن يدافعون عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ؟
وكل الشرائع السماوية والوضعية كفلت حق الدفاع المشروع ؟!

ومع كل ذلك لازالوا يؤكدون ويعلنون دائماً إستعدادهم لتنفيذ كل مطالب الدولة فقط من يضمن لهم حياتهم حين يبدأوا بتنفيذ هذه المطالب !!!
ثم حين ينزلون من الجبال إلى أي بيوت سيعودون إلى تلك التي صارت أثراً بعد عين بعد أن دمرتها الطائرات الحربية وقذائف الدبابات والمدفعية ؟!!
أم تلك البيوت التي أصبحت مقرات للجيش وسجون حكومية ؟!!!
ومع ذلك من يضمن لهم حين يسلمون أسلحتهم وأنفسهم ألا يحصل لهم ما حصل لبعض إخوانهم في مران حين تم تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية بإعتراف الرئيس ! أو كما حصل لإخوانهم في الرازامات حين تم تقييدهم ووضعهم أحياء تحت جنازير الدبابات !!!
أو أن يتم إعتقالهم وتعذيبهم ومن ثم تصفيتهم كما حصل لإخوانهم في سجن قحزة وغيره ؟!!!
من يضمن لهم أن تتوقف الإغتيالات والإعتقالات وكل الإنتهاكات بحقهم ؟!!!
من يضمن لهم إطلاق سراح كل المعتقلين وكشف مصير المفقودين وتعويض المتضررين !!!
من يضمن لهم حريتهم الكاملة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم أسوة بغيرهم من التيارات الدينية والسياسية في اليمن ؟!!!
من يضمن لهم كل ذلك ونحن نضمن له تنفيذهم لكل مطالب الدولة دون إستثناء ؟!!!



إستراحة الواحة :
إليكم هذه الطرائف التي أرسلها الهاشمي اليماني !

وللبطولات الشيبوبية حيز هام بالنكتة اليمنية ... لازالت أكثر الأسر تحتفظ بحربة وهي سيف مصغر ويطلق عليها إسم " جردة " وعندما تعرّف يمنيا يقال " أم جردة " ....
أحدهم يصغي لزوجته وهي تحدثه عن لص يسترق السمع ليلا ويتلصص عليهم أمام إحدى نوافذ المنزل ..
وعد زوجته أنه سيردع ذلك اللص المتطفل وسينهيه ... وخلال الإعدادات وقبل نومه أصر أن يضع الجردة تحت الوسادة التي يضع رأسه عليها خلال النوم ..
وحانت الفرصة وجاء اللص كالعادة ... فأمسكت زوجته به وشدت جزاء من جسمه حتى توقضه .. وأستيقض مرددا ... ماذا ... ماذا ..؟
الزوجة : اللص المعتاد ..
الزوج : هاتي لي أم جردة ..
الزوجة : أم جردة تحت راسك ...
الزوج : وراسي فينه ...؟ .

تتسم الدجاجة التي تحتضن بيضها بحدة الطباع بل والشراسة أحيانا وتهابها حتى القطط والكلاب .. فإذا ما أزعجت فإن منقارها الحاد ينطلق كالحربة وله فعالية لايستهان بها .. هذه الدجاجة وفي هذا الوضع بالذات تسمى " النقارة " ..
كان أحد الفتيان وقد بلغه أن أقوم أغاروا على ربعه لنهب مواشيهم .. وخلال الإستعداد لملاقاتهم والدفاع عن حياض القرية العزيزة ... الفتى المفتول العضلات يصيح على أمه بأعلى صوته ...
أين أم جردة .....؟
الأم : أم جردة في أم عشة ( الكوخ ) ..
الإبن : لا أستطيع دخول العشة لأن بها " ننقّارة "...
وتهرول الأم نحو العشة وهي تحوقل وتردد .... رحم الله أباك الفارس المغوار والبطل الكرار والذي كان يدخل العشة رغم وجود عشر نقارات ....
__________________

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

( الواحة السادسة عشر )
صورة
( الواحة السادسة عشر )




إفتتاحية الواحة :
قال اللّه تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[الذاريات:55].

* وقال تعالى: ﴿وَعِظْهُمْ وَقُل لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا﴾[النساء:63].

* وقال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾[ النحل:125].

(118) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما جلس قوم يذكرون اللّه إلا ناداهم منادٍ من السماء: قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعاً. وما قعد عدة من أهل الأرض يذكرون اللّه إلا قعد معهم عدتهم من الملائكة )).

(119) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( احيوا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكم فإنها تمل كما تمل الأبدان )).

(120) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن لهذه القلوب أوابد كأوابد الصيد )).

* ولبعضهم: روحوا قلوبكم. يعني: بالذكر.

* مُصَنِّفُه: الذكر إذا وعاه السامع حثه على الإستعداد للآخرة، وشحذ خاطره على الإقبال لمسابقة الخيرات، ويزجره عن أقتحام الذنوب والخطيئات، وهو ميراث الأنبياء والصالحين الأخيار، وتقاطرت الآثار بذلك عنهم.

* وعن أهل البيت عليهم السلام وفي مواعظهم: كونوا معتبرين لا معتبراً بكم، ومتأهبين قبل أن يصاح بكم.

(121) وروي أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل حين شكى عليه قسوة قلبه: (( أطلعه على القبور، واعتبر بالنشور )).

* وقال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم:5]. قيل: آلآء اللّه. وقيل: القيامة.

* وعن الحسن بن علي عليه السلام أنه قال: أديموا الإختلاف إلى مجالس العلماء، فإنك لن تعدو كلمة تَدُلُّكَ على هدى، أو تنهى عن ردى، أو آية محكمة، أو علماً مستطرفاً، أو أخاً مستفاداً، أو رحمة منتظرة، أو ترك ذنبك إما حياء وإما خشية.

* صلة بن أشيم: لا أدري بأي يومي أنا فيه أشد فرحاً، يومٌ أذكر اللّه فيه، أو يومٌ أخرج لحاجة فيعرض لي في طريقي مجلس الذكر.

(122) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما نحل والد ولداً أفضل من أدبٍ حسنٍ )).



دعاء يوم الجمعةبسم الله الرحمن الرحيم


أَلْحَمْدُ لِلّهِ الاَوَّلِ قَبْلَ الانْشآءِ وَالاحْيآءِ، وَالاخِرِ بَعْدَ فَنآءِ الاَشْيَآءِ، الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَه، وَلا يُخَيِّبُ مَنْ دَعاهُ، وَلا يَقْطَعُ رَجآءَ مَنْ رَجاهُ. أَللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ، وَسُكَّانَ سَمواتِكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَأَنْشَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، وَلا عَدِيلَ وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيْلَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَدَّى ما حَمَّلْتَهُ إلَى الْعِبادِ، وَجاهَدَ فِي اللَّهِ عزّ وجل حَقَّ الْجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقابِ. أَللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِي، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ وَوَفِّقْنِي لاَداءِ فَرْضِ الْجُمُعاتِ، وَما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيها مِنَ الطَّاعاتِ، وَقَسَمْتَ لاَِهْلِها مِنَ الْعَطآءِ فِي يَوْمِ الْجَزآءِ، إنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.




كلمة الواحة :


بعد نصف قرن .. هل تحقق أي هدف من أهداف الثورة .. (1)

كتب / محرر الواحة



تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة والأربعين لثورة الـ26 من سبتمبر ، ورغم أن الخلاف لازال قائماً حتى الآن :
هل هي ثورة أم إنقلاب تم دعمه خارجياً !!
إلا أننا سنتحدث عن الموضوع بنظرة واقعية ، حيث سنستقرأ الأهداف الستة للثورة اليمنية لنرى هل تحقق أي منها على أرض الواقع .... !
فلنستقرأ ولنرى ذلك في ستة أجزاء بعدد أهداف الثورة .... :-



الهدف الأول :

التحرر من الإستبداد والإستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والإمتيازات بين الطبقات :


فهل تحررنا فعلاً من آفتي الإستبداد والإستعمار !
للأسف لا ..!!


فأما الإستبداد :
فها نحن نعيش في ظل إستبداد فريد من نوعه عبر التأريخ اليمني ، فلقد صار زعيمنا المفدى هو من يتولى الإشراف المباشر على كل تفاصيل الحياة اليومية !!
تخيلوا !!
إذا تم وضع حجر أساس لأحد المشاريع الوهمية فهو بتوجيه وأمر من فخامته !!
وإذا تم الوعد بتوظيف أحد العاطلين فهو بتوجيه من فخامته !
وإذا فاز فريق كرة القدم فهو بدعمٍ وتشجيع من فخامته !
وإذا تم إنشاء مركز للأيتام أو للمعوقين فهو برعاية من فخامته !
وإذا قامت أي أجهزة مختصة من أجهزة الدولة بأي شيء من مسؤلياتها المكلفة بها فذلك بأوامر مباشرة من فخامته !!
وهكذا ....
ذلك بالنسبة لأوامر وتوجيهات ودعم فخامته

ولكن هناك ما هو أكثر إبداعاً من قبل فخامته إنها ( المملكة العربية الصالحية ) كما سماها بعض الأخوة!!!!

وما أدراك ما المملكة الصالحية ؟!
هاهي أمام ناظريك تصفح وأمعن النظر ، تفكر وخذ العبر !!

هاهو الجامع الحرام .. ( جامع الصالح ) !
وهاهي المصاحف المحرفة ( مصحف الصالح ) !!
وهاهي ( جمعية الصالح ) .. و ( مؤسسة الصالح ) .. و ( مشروع الصالح لتشغيل العاطلين !!
وقريباً قد بشرنا الملك الصالح اليتيم بـ ( جامعة الصالح الدولية للأيتام ) !!!!
وهكذا حتى تغدو جمهوريتنا ( المملكة العربية الصالحية ) عن حق وحقيقة !



وأما الإستعمار :
فها نحن بين يدي إستعمار وهيمنةٍ أشد مما كانت في عهد الإنجليز الذين احتلوا جنوب الوطن لفترة من الزمن !
ها قد صار الأمريكان أسياد زعيمنا المفدى ، متغلغلون في أهم الوحدات والقوات العسكرية اليمنية ( القوات الخاصة والمخابرات وغيرها ) بل وحتى ( الشرطة النسائية ) والتي عرضت لنا بعض المواقع صوراً لشرطيات يمنيات يتدربن على أيدي الضباط الأمريكان !!

لقد صار الأمريكيون هم أصحاب القرار الأول في هذه البلاد !!!!
فهم من تخطب كل الأحزاب ودهم .. وهم من تتبارى التيارات السياسية للتقرب منهم !
وهم ويا للعار من صار لهم الحق في ضرب أي مواطن يمني في منطقته وبطائراتهم الحربية الخاصة والمتطورة دون أن يتم محاكمته يمنياً أو أمريكياً كما حصل للشهيد علي الحارثي وغيره !

إن أي سفير للولايات المتحدة في اليمن يتم التعامل معه من قبل الدولة والمعارضة أحياناً ، وكأنه المندوب السامي !



وأما الهيمنة السعودية فحدث ولا حرج ؟!!!!
هاهو زعيمنا المفدى يقولها بملئ فيه لصحيفة ( الوسط ) أن : (إستلام الأموال والعمولات والمرتبات من السعودية ، هو أمر طبيعي وقد تعودنا عليه ) !! يا للفضيحة المدوية أمام العالم !

أركان النظام السياسي وأغلب وجهاء وزعماء القبائل وكبار قادة الجيش في اليمن كلهم مجرد عبيد وأرقاء عند أمراء النفط السعودي !
ماذا بقي من إستقلال وسيادة لليمانيين !

حينما يشتد الخلاف ويتصاعد بين أركان الحكم في اليمن تكون الكلمة الفصل هي القادمة من حكام الرياض !!
إذاً ليس غريباً أن يستقوي كل طرف من أطراف العصابة الحاكمة في اليمن على الأطراف الأخرى بقربه وعلاقاته المميزه مع أمراء النفط !
وليس غريباً أن يستورد وجهاء القبائل من ذات أنفسهم أفكاراً نفطية وديناً نفطياً ، وتراثاً نفطياً ، وكتباً نفطية ، ولحى وذقون نفطية مستوردة تهدي أهل الإيمان والحكمة من ظلالتهم المزعومة !!
ليس غريباً إذاً أن يتنكر أولئك العملاء لتراث ومبادئ وقيم آبائهم وأجدادهم طمعاً في بضعة آلاف أو حتى ملايين من الريالات النفطية الخضراء !

ليس غريباً بعد كل ذلك أن يتواطأ كل العملاء ويوافقوا على صفقة جدة التأريخية والتي منحت أمراء النفط ربع مساحة اليمن الطبيعية ، وربما أكثر !!
ولأن هذه الصفقة – صفقة جدة – كانت بالفعل تأريخية ودسمة ، فإننا إلى الآن لا نستطيع الإطلاع على أي بند من بنودها ونحن في جمهورية الديمقراطية والشفافية !!
في الوقت الذي نشر الإمام يحيى حميدالدين بنود إتفاق ( الطائف ) في الجرائد الرسمية وفي كل وسائل الإعلام المتاحة حينها !



أما الحكم الجمهوري المزعوم فقد تبخر في الهواء وصار سراباً بعد نصف قرن من تأسيسه !
هاهو أبو القرنين يستولي على الجمهورية ويحولها إلى مملكةٍ صالحية !
ها قد صارت الجمهورية ضيعةً خاصة يتقاسمها أبو القرنين مع أولاده وأنسابه وقرابته وحاشيته !
ولو أن الحكم كان عادلاً لربما تغاضى الشعب عن جمهرته وتجمهره !
لكنه قد رمى بالعدل في واديٍ عميق منذ زمن سحيق !

نظامٌ جمهوريٌ عادلٌ .... لازال قائده متربعاً على العرش منذ أكثر من ربع قرن ٍ !!
ولازال هذا الزعيم البليد يُمَنّي نفسه بالعمر الطويل والمستقبل الزاهر ، فإذا به خلال الأيام الماضية يخرج علينا بحزمة إصلاحات سماها !
وخلاصتها تمديد فترة رئاسته واغتصابه للحكم إلى عام 2023 م !!!!
هو لا يدري أن تلك الإصلاحات كما سماها هي في الحقيقة آخر المسامير في نعش حكمه !
يقول حكماء السياسة :
( إن الحاكم المستبد أو الديكتاتور ، هو من يظن أنه حائزٌ على ثقة الجماهير وتأييدهم حتى قبل سقوطه ببضع دقائق ) !!
فهل يعي زعيمنا هذه الحكمة ؟!

أي نظام جمهوري هذا الذي صنع من شابٍ مدللٍ ولياً للعهد في بلد الجمهورية والديمقراطية ؟!
كيف تقلّب في سلم الرتب العسكرية بسرعة الضؤ حتى غدا في منصبٍ ورتبةٍ لا يصل إليها أي ضابطٍ إلابعد عشرات السنين من الخدمة والخبرة !!
لا تستغربوا !
فنحن في زمن رديء !
لقد صارت الموضة توريث الحكم في الجمهوريات العربية !
وحتى في أمريكا بوش الأبن خلف بوش الأب بعد كلينتون !
إذاً لماذا لايكون أحمد علي خليفةً لعلي عبدالله
ولماذا لايكون علي بن أحمد علي خليفةً لأحمد علي !
وهكذا تتسلسل الزعامة في سلالة المجد والحسب ( السلالة الصالحية ) !
نعم هكذا يريدونها !!!!!!!

ولكن ..
هيهات لقد صبر هذا الشعب طويلاً وتحمل كثيراً وعما قريب سيخرج المارد من قمقمه مكتسحاً ساحة الطغاة والظلمة مقتلعاً لرؤوسهم وخالعاً لتيجانهم !!
معيداً لليمانين تأريخهم وأمجادهم !




أما الفوراق والإمتيازات بين الطبقات :
فها قد صار الشعب طبقات فوق طبقات يواجه أعتى العقبات !
وصرنا كأننا نعيش في ظل أكثر الأنظمة الرأسمالية تطرفاً !
أغنياءٌ مترفون وفقراء معدمون !!
أغنياء في المال الحرام يرفلون !
وفقراء يربطون الأحجار على البطون !

كان في العهد السابق – البائد كما يسمى – يتم صرف الزكاة التي هي مصدر الجباية الوحيدة في نفس المنطقة التي جبيت منها !
أما الآن فتجبى الزكاة – حتى زكاة الحلي التي من المفترض توزيعها على الفقراء مباشرةً من المزكي - والضرائب والجمارك والرسوم و .... و .... الخ من الموارد كلها إلى خزينة الدولة كما يزعمون وهي في الحقيقة تجبى إلى جيوب وأرصدة وبطون أركان العصابة المتربعة على عرش اليمن !

إذاكان إزالة الفوارق بين الطبقات هو ضمن الهدف الأول للثورة المجيدة ، فلماذا صار الكثير من القهر يصيح أن :

أبقوا الفوارق والإمتيارزات كما هي !!
فقط لا توسعوا هذه الفوارق ولا تزيدوا منها !
لاتزيدوا الفقير فقراً ولا الغني غنىً !
أعطوا كل ذي حقٍ حقه ، وكلفوا كل ذي مسؤليةٍ بمهامه فقط !
بذلك ستحققوا هذا الجزء من الهدف الأول من أهداف الثورة !






عاشت اليمن وعاش شعبها حراً أبياً
والخزي والعار لطغاة الوطن ومجرميه ومن أيدهم وساندهم من الأنذال !






ثورة الشعب المجيد ..!

( أيها الشعب المجيد )

وسليل المجد مسلولٌ
من الوجد
على قارعة الأمجاد يستجدي
فضالات العبيد

( أيها الشعب المجيد )

لعنةُ اللهِ على مجدك هذا
وعلى المجد التليد
أيُّ مجدٍ يا بليد ؟!

ربعُ قرنٍ
وأبو القرنين
يعدو بك من فرنٍ لفرنٍ
ويطريك بدهنٍ !

ربعُ قرنٍ
ودجاج الفتح - في الخارج –
من خنٍ لخنٍ


( أيها الشعب المجيد )

نحن ثُرنا
وانتظرنا أن نرى منكم حسيناً
ليقود الزحف ما بين يدينا
غير أنا بعد شق النفس
أصبحنا على نفس يزيد !


( أيها لشعب المجيد )

ينتهي عهدٌ مباد
يبتدي عهدٌ مبيد

أحمد مطر







شخصية الواحة :


الإمام القاسم بن علي العياني

الإمام المنصور بالله أبو الحسين القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم بن إبراهيم عليهم السلام.
قام ببلاد خثعم، ثم أنفذ رسله إلى اليمن سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، فأجابوه في عصر الإمام الداعي إلى الله يوسف، وكان بينهما معاونة على إقامة الدين، وإحياء سنن المرسلين ما يشفي صدور المؤمنين.
ومن مؤلفاته: كتاب الأدلة من القرآن على توحيد الله، وكتاب التوحيد، وكتاب التجريد، وكتاب التنبيه.
وفاته: سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
مشهده: بعيان ببلاد سفيان.
قال الإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى عليه السلام:
ـعلم الغزير الواسع الدفاق والقاسم بن عليٍ المشهور بالـ
أولاده: سليمان، ويحيى، وعبدالله، وعلي، وجعفر.





واحة التأريخ :

اخر 401هجريه مات الحسين بن سلامه الكافل لمملكة
بني زياد ولم يبقى لبني الزياد الا صبي صغير كفلته عمته
وعبد حبشي يقال له مرجان من عبيد الحسين بن سلامه
وكان لمرجان هذا عبدان فحلان يسمى احدهما نفيس والاخر
نجاح فعهد اليهما بالولايه وتنافسا وعظمت الوحشه بينهما
وكان نفيس ظالما ونجاح عادلا محببا الى الرعيه وكان مرجان
يفضل نفيس على نجاح وابن زياد وعمته يفضلان نجاح ويكاتبانه
فشكاهما نفيس الى مرجان فدفعهما اليه(أي سلمهما الى نفيس)
فادخلهما في جدار وبنا عليهما وهما حيين ينشدان الله ويصرخان
وبهما انقطعت دولة بني زياد واعمالها وكانت مدة ملكهم 199سنه
ووثب على مملكتهم نفيس المذكور وارتكب المظالم
وكان نجاح غائبا فلما بلغه ما فعل نفيس بابن زياد وعمته غضب
فاستنفر القبائل ونهض لمحاربة نفيس ووقعت بينهما وقائع
كبيره وفي الاخر قتل نفيس على باب زبيد ودخل نجاح زبيد
وقبض على مولاه مرجان وساله عن ابن زيادوعمته فاشار
الا انهما خلف ذلك الجدار فاخرج جثتيهما وصلى عليهما
وجعل مرجان في موضعهما وهو حي وضم اليه جثة نفيس
واعاد بنى الجدار عليهما كما فعلى بمواليهما
ثم استولى نجاح على تهامه ولم يزل كذ لك حتى قتله علي
بن محمد الصليحي بالسم على يد جاريه اهداها اليه
وفي عام 403هجريه مات الامام يوسف بن يحي(احد ائمة
الزيديه له تصانيف كثيره عاش في فتره مظطربه كلها
فتن وحروب في اليمن) وتم دفنه في صعده في مشهد الهادي
وفي هذا العام قدم محمد بن قاسم الزيدي الى صنعاء بجيش
عظيم وامر بهدم منازل شيعة الامام الحسين بن القاسم العياني
فلماعلم الامام الحسين بذلك قدم بجيش الا صنعاء ودارت
الحرب فيما بينهما انهزم الزيدي فتبعه الامام وقتله ودفنه في
نجد عصفر(في ذمار)ولما علم ابن ابي الفتوح بماوقع استقبل
المنهزمين وقتل جماعه منهم واخذ راية ابن الزيدي اما الامام
الحسين تقدم الى صعده واستولى عليها وعاد الى صنعاء وفسد
مابينه وبين ابي الفتوح وما برح القتال فيما بينهم في همدان الا
انهم تكاثرو عليه فقتل شهيدا وهو في الثلاثين سنه من العمروله
من المصنفات(المؤلفات)مائه وبعض الشيعه يعتقد انه المهدي
المنتظر وانه حي ويقال لهم الحسينيه الا ان هذا الاعتقاد انقرض
وقدقال السيد العلامه صارم الدين ابراهيم بن محمد الوزير في
ذ لك:
وقال قوم هو المهدي منتظر قلنا:كذبتم حسين غيرمنتظر
كيف انتظاركم نفسا مطهره سالت على البيض والصمامه الذكر
وقال نشوان بن سعيد الحميري في ذ لك :
اماالحسين فقدحواه الملحد واغتاله الزمن الرشيد الانكد
فتنبهواياجاهلين فانـــــــــه في ذي عرارويحكم مستشهد
ومشهده يزارفي عرارقبلي قرية ريده(الى الشمال الغربي من صنعاء)
وكانت صنعاء في هذه الايام كالخرقه الحمراء بين اللاعبين تاره يدخلها
ابن ابي حاشدوتاره ابن الضحاك وتاره ابن ابي الفتوح وتاره بنو شهاب
وتلاشى بنيانها ورحل سكانها حتى لم يبقى سوى 1040دارو106مسجد
بعد ان بلغت ايام هارون الرشيد وابنه المامون 120 الف دارواستمر
النقصان حتى ايام علي بن محمدالصليحي وعمرة بعض العماره ثم
رجعت للنقصان
وتقسمت اليمن بين الامراء التهائم في موالي بني زياد وعدن ولحج وابين
وحضرموت والشحر الى بني معن وهكذا صنعاء استمرت على اختلاف
ايدي الامراء الى قيام علي بن محمد الصليحي في عام 439هجريه في
حراز فملك اليمن من مكه الى عدن في اقرب مده وسيرته مشهوره
واخباره مأثوره ولم يكن من اهله من ولي قبله وانما كان ابوه
قاضي وكان الداعي عامربن عبدالله الرازحي(من دعاة الباطنيه
سرا وله مؤلفات فيها ) كان متصلا بوالده فظهر
له شهامة ولده محمد بن علي الصليحي وتنباء بانه سيكون له شان
واستطاع استقطابه وعند وفاته اوصى بجميع كتبه له فقرأها علي
بن محمد الصليحي وفطنها وكان ذ كيا وبداء باظهارالدعوه فانكر
عليه المسلمون ذ لك وقامت معارك كثيره الا انه هزم من اجتمع
لقتاله وسار الى صنعاء وملكها وبث اعماله في مخاليف اليمن
وفي مده يسيره استولى على اليمن سهله ووعره بعد حروب
كثيره يطول شرحها ثم استولى على تهامه
ومملكة زبيد بعد موت نجاح بالسم
على يد الجاريه التي اهداها له الصليحي كان ذلك في عام 452هجريه
وبعد ان عاد من الحج اتخذ الصليحي صنعاء مقرا لدار ملكه وعمر
بها قصورا وجمع ملوك اليمن الذين ازال ملكهم واسكنهم لديه
في صنعاء ثم قامت الثورات ضد ه وتم قتل الاميرالعالم حمزه
بن ابي هاشم بالمثواه في تهامه وقتل معه سبعين شيخا من
همدان ولم تطل مدة الصليحي بعد هذه الوقعه عام 458هجريه
فقد تجهز الصليحي بموكب عظيم ومعه جميع ال الصليحي
وملوك اليمن الذي ازال ملكهم للمسير الى مكه وقيل كان
قصده السير الى مصر واستخلف على اليمن ولده احمد بن علي
فلما وصل تهامه ضرب مخيمه وخيمة عساكره والملوك الذين
معه وكان اولاد نجاح الاحول الذين ازال ملكهم ومنهم سعيد الذي يقول
المنجمون بانه سيقتل الصليحي ويستعيد مملكة التهائم كان متربصا
به يتابع اخباره حتى علم بضرب خيامه هو وعسكره فكتب الى اخيه
جياش يستنهضهم فوصل في 400 فارس
فخرج سعيد مع 70عبد يحملون جريدالنخل
وعلى راسها مسامير حديد وقد بلغ الصليحي ذ لك
فارسل 5000 عبد من العبيد الذي استخدمهم لياتوه براس سعيد الاحول
ولكن اختلفوا في الطريق ووصل بنو نجاح الى محطة معسكر الصليحي
واختلطوا بهم وكان من يراهم يظنهم من عبيد المخيم وقصدو خيمة الصليحي
وقتلوه وقتلوه اخوه عبدالله وحمل سعيد وجياش راس الصليحي واخوه على
الرماح وخرجا وطافا وسط الجيش يهتفون هذا راس الصليحي واخوه
فتفرق الجيش وتخطفتهم القبائل واستولى بنونجاح على خزائن الصليحي
وكانت زوجت الصليحي اسماء بنت شهاب
في المخيم فوضع سعيد راس زوجها امام هودجها
وسعيد تحت المظله
فقال الشاعر العثماني مادحا سعد ويذ م الصليحي :
بكرت مظله عليه فلم تبت الا على الملك الاجل سعيدها
ماكان اقبح راسه في ظلها ما كان احسن راسه في عودها
سود الاراقم قابلت اسدالشرى واها لفرط ا سودها من سودها




واحة الشعر :
نواصل الجزء الأخير من القصيدة



[استنكار متأدب]


أَيُنْكَرُ مولانا عليٌ مكانَهُ *** وعلمُكَ زَخَّارٌ وَسيفُكَ صَارِمُ

وَتُشْتَمُ سَاداتُ الرَّسولِ عَدَاوةً *** ويَرْغَدُ في أكنافِ فضلِكَ شاتِمُ

وَيُوصَمُ يحيى بنُ الحسينِ بنِ قاسمٍ *** ويأوي إلى إحسانك الجمِّ وَاصِمُ

ويُدعَى وَقد أحيا الرَّشادَ مُلَبِّسَاً *** وأنت لأهلِ البيتِ بالحقِّ قائِمُ

ويَرفعُ أَركانَ الضلالةِ ناصبٌ *** وَأنت لأركانِ الضلالةِ هادِمُ

وتُنسى لأَسباطِ الرَّسولِ مناقبٌ *** وتُؤذى لأولادِ البتولِ مكارِمُ

ويُنْكَرُ فضلُ السبقِ من آلِ أحمدٍ *** وتُطْمَسُ منهمْ في العلومِ معالِمُ

لقد عَظُمَتْ هذي الجرائمُ غايةً *** وقد هُتِكَتْ فيها هناك المحارِمُ

فماذا تَرى فالأمرُ أمرُك في الورى؟ *** أتُنْكِرُ هذا أم على الغيظِ كاظِمُ؟

وماذا يقولُ السابقونَ إلى الهدى *** ومن لهمُ في الحق تُقْرَى العزائِمُ؟

أمستيقظٌ طرف الحميةِ فيهمُ *** عَلى مذهبِ الساداتِ أم هو نائِمُ؟



[استغاثة وحث]

ألا يالَزيدٍ دعوةً علويةً *** لصاحبها التوفيقُ واليُمنُ خادِمُ

عدوُ عليٍّ والأئمةِ بعدَهُ *** أمشتدةٌ منكمْ عليه الشكائِمُ؟

وَهلْ قائمٌ منكمْ له بفريضةٍ؟ *** فإنَّ ابتداعاتِ الأعادي قوائِمُ

وَهل عَاملٌ لله لا شيءَ غيره؟ *** ومجتهدٌ فالأمرُ والله لازِمُ

إذا لَمْ يَكُنْ فيكمْ ظهورُ حَمِيَّةٍ *** عَلَى مذهبِ الهادي وإنْ لامَ لائِمُ

فلا نُشِرَتْ للعلمِ فيكمْ دفاترٌ *** ولا لُويَت للفضل منكم عَمائمُ



تمت


واحة المكبرين :

سنبدأ من اليوم بسرد جزء من من إحدى محاضرات السيد حسين الحوثي

الثقافة القرآنية
ألقاها السيد : حسين بن بدر الدين الحوثي بتأريخ :
4/8/2002م

ملاحظة هامة
هذه الدروس والمحاضرات نقلت من تسجيل لها على أشرطة كاسيت و قد ألقيت ممزوجة بمفردات و أساليب من اللهجة المحلية العامية و حرصاً منا على سهولة الإستفادة منها أخرجناها مكتوبة على هذا النحو.
والله الموفق

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، الذي بعثه الله رحمة للعالمين ، وأنزل عليه الكتاب المبين ليعلم الأمة ، ويزكيهم ، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين ..
في البداية نعتذر للأخوة المعلمين وللطلاب جميعاً أننا لم نقم بزيارتهم إلى الآن ، وليس ذلك عدم تثمين لهذا العمل ، أو عدم تقدير لما يقوم به الأخوة المعلمون والطلاب ، وإنما لشواغل أخرى ، ولثقتنا ـ أيضاً ـ أن في المدرسة من الإخوة المعلمين من فيهم الكفاية في التعليم وفي التوجيه وفي الإرشاد وفي التربية ، وليس هناك حاجة بالنسبة لنا .. لكن هذه زيارة نتشرف بها لهذه المدرسة ، نتشرف بها للإخوة المعلمين وللطلاب جميعاً ، ولنتحدث معكم أيضاً لم نجعلها بشكل رسمي محاضرة ، بل جلسة عادية طبيعية ، ولنتحدث معكم ونشترك مع الإخوة المعلمين في توجيهكم بما ألهمنا الله كما يقول الناس ( نريد مما ألهمك الله ) ..
في البداية نقول هي نعمة عظيمة علينا جميعاً ، علينا كمعلمين وعليكم كطلاب أن يُتاح لنا جميعاً فرصة أن نُعلم ونتعلم ، ففي الحديث الشريف عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله (( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة )) فهي نعمة ، والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ـ على الرغم مما تمنن به على عباده من نعم مادية كثيرة ـ يعدُ نعمة الهداية ، نعمة الدين ، نعمة الإسلام يعدها أعظم النعم على البشرية ، أعظم النعم على الناس جميعاً ، لهذا نجد كيف ذكر الله سبحانه وتعالى في أكثر من آية ،قد تكون في القرآن ربما ترددت أربع مرات ، وهو يذكر للناس أنه قد مَنّ عليهم بنعمة عظيمة لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم وفي هذه الآية يقول هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين .. شر الضلال والآثار السيئة للضلال تعتبر بالنسبة للإنسان أشد وأفتك وأسوء من أن تنقص عليه نعم مادية أخرى ، أسوء من الجوع ، أسوء من الفقر ، أسوء من المرض ، لأن تلك مصائب أو أضرار أو شرور قد لا يترتب عيلها آثار سيئة جداً .. أما الضلال ، أما مصيبة الضلال ، أن يعيش الإنسان في ضلال ، أن يعيش الناس في ضلال فإن آثاره سيئة جداً عليه في الدنيا وفي الآخرة ، ومن أسوء عواقب الضلال هو الخلود في جهنم ـ نعوذ بالله من جهنم ـ يمكن أن تجوع فتسُد رمقك بأي شيء ، حتى ولو من النباتات ، ولا يؤدي بك الجوع إلى جهنم ، يمكن أن تعاني في فترة من حياتك ضروف صعبة تعاني من الفقر أو مرض لا يؤدي بك هذا إلى جهنم ..
أما الضلال فأنه يؤدي بالناس إلى الخزي في الدنيا ، إلى الذلة، إلى القهر ، إلى العبودية لأولياء الشيطان ، إلى الخضوع للفساد والباطل ، وبالتالي سوء الممات سوء البعث ، سوء الحساب والخلود في جهنم ..
فالله عندما يذكّر عباده بأنه منّ عليهم برسوله صلوا ت الله عليه وعلى آله وسلم ، ومنّ عليهم بأن أنزل عليه القرآن يتلوه على الناس يُعلمهم به ، يزكيهم به ، ( يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ) .. أولئك الذين عاصروه نعمة كبيرة عليهم ومِنّة عظيمة منّ الله عليهم ، هم ومن بعدهم وآخرين منهم من الناس من الأميين ( لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم * ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .. هذا فضل عظيم من الله أن يبعث في الأميين.
كلمة ( أميين ) تطلق على العرب باعتبار أنهم كانوا فيما يتعلق بالقراءة والكتابة، لم تكن منتشرة فيهم ، وقد تكون إسم يطلق على من سوى أهل الكتاب من الأمم ، ولا تزال تستخدم إلى الآن عند أهل الكتاب أنفسهم ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل وكيفما كانت إذ كان العرب أمة أمّية ، ليس لها ثقافة ، ليس في أوساطها أعداد كبيرة من المثقفين من العلماء ، أمة تعيش حالة بدائية .. فأن تحصل على هذه النقلة العظيمة من مرحلة البدائية مرحلة الأمية إلى أن تمنح هذا القرآن العظيم الذي جعله الله مهيمناً على كل الكتب السماوية السابقة ، كتاب عظيم كتاب واسع ، ثقافته عالية جداً ، عالية جداً تجعل هذه الأمة ـ لو تثقفت بثقافته ـ أعظم ثقافة ، وأكثر إنجازاً ، وأعظم آثاراً في الحياة ، وأسمى أسمى روحاً ، وأسمى وضعية ، وأزكى وأطهر نفوساً من أي أمم أخرى ، إنه ليقول: يتلوا عليهم آياته ويزكيهم فتكون نفوسهم زاكية ، مجتمعهم زاكي ، حياتهم زاكية ، نظرتهم صحيحة ، رؤيتهم صحيحة ، أعمالهم كلها زاكية ويعلمهم الكتاب والحكمة الكتاب هو القرآن الكريم ، كرره مرتين في هذه الآية ، لأنه هو المهمة الرئيسية للرسول صلوات الله عليه وعلى آله هو أن يتلو الكتاب على الناس ، يعلم الناس ، بهذا الكتاب ، عمله كله يدور حول القرآن الكريم يتلو عليهم الكتاب ، يتلو عليهم آياته التي هي القرآن الكريم و يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة الحكمة هنا ما هي ؟ عادةً يقول: بعض المفسرون السُنة. يسمونها السنة ، الكتاب والحكمة قالوا الكتاب والسنة، هذا غير صحيح ..
الحكمة أن تكون تصرفاتهم حكيمة أن تكون موافقهم حكيمة أن تكون رؤيتهم حكيمة ، الحكمة هي ماذا ؟ هي تتجسد بشكل مواقف بشكل رؤى ، بشكل أعمال ، هي تعكس وعي صحيح ، وعي راقي ، تعكس زكاء في النفس ، تعكس عظمة لدى الإنسان ، الحكمة في الأمور يعلمهم الكتاب والحكمةلأن الله قال في آية أخرى لنساء النبي وأذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة هل معنى ذلك أنهن يقرأن أحاديث في البيوت ؟
القرآن الكريم اسم عام للقرآن الكريم ، القرآن الكريم داخله آيات ، كلمة آيات القرآن الكريم لا تعني فقط هو الفقرة من الكلام ما بين الرقم والرقم ، ما بين الدائرة والدائرة ، آياته حقائقة أعلامة ، فيما يتعلق بالحياة بصورة عامة ، فيما يتعلق بالتشريعات بصورة عامة ، فيما يتعلق بالهداية بشكل عام ،والقرآن الكريم فيه أشياء كثيرة تتجه نحو الإنسان لتمنحه الحكمة ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة كما قال في سورة الإسراء بعد أن ذكر عدة وصايا ، الوصايا العشر يعددها ثم قال ذلك مما أوحى إليك ربك الحكمة كلمة حكمة في القرآن الكريم لاتعني سُنة إطلاقاً.
رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله مُهمتُه هو أن يعلم الناس هذا القرآن بما فيه من آيات أعلام حقائق في كل مجال تتناوله ويزكيهم تزكوا نفوسهم تسمو تطهر ، وعيهم يرتقي يرتفع بما فيه من الحكمة ، ولهذا جاء في أكثر من آية يصف القرآن الكريم بأنه كتاب حكيم سماه في أكثر من آية بأنه حكيم ، وأن آياته أحكمت وأن آياته محكمة إلى آخر ما في القرآن الكريم من ثناء على نفس القرآن .. إنه في الأخير يجعل كل من يسيرون على وفق توجيهاته ويتثقفون بثقافته ، يُمنحون الحكمة ، والعكس الذين لا يسيرون على ثقافة القرآن لا يهتمون بالقرآن سيفقدون الحكمة ، وسيظهر مدى حاجة الناس إلى الحكمة في المواقف المطلوبة منهم ، في القضايا التي تواجههم ..مثلاً الآن في هذا الوضع الذي نعيش فيه وتعيش فيه الأمة العربية والأمة الإسلامية ،ونحن نسمع تهديدات اليهود والنصارى ، تهديدات أمريكا وإسرائيل وسخريتها من الإسلام ومن المسلمين و علماء الإسلام ومن حكام المسلمين بشكل رهيب جداً ، تجد موقف الناس الآن موقف الناس بكل فئاتهم يتنافى مع الحكمة ، أي هم فقدوا الآن المواقف الحكيمة مما يواجهون ، الرؤية الحكيمة لما يواجهون ، النظرة الصحيحة للوضع الذي يعيشون ، فقدوا الحكمة فعادوا إلى الأُمية .. عدنا إلى الأمية من جديد ، بينما الله سبحانه وتعالى كان قد أنقذنا من تلك الأمية لما كنا عرباً بدائيين لا نعرف شيئاً .. لا ثقافة لا تعليم لا وعي ، وعي يكون بمستوى قضايا عالمية ، قضايا تهم الإنسان
كإنسان بصورة عامة ، عدنا من جديد إلى الأمية على الرغم من وجود القرآن الكريم فيما بيننا ، على الرغم من أننا نقرأ ونكتب ، ومدارس متعددة وصحف ومجلات ومكتبات في الشوارع ومكتبات عامة في الجامعات ومراكز علم كثيرة جداً ، مدارس أساسية مدارس ثانوية وجامعات ومراكز علمية ومكتبات تملأ الشوارع ، وكتب على الأرصفة أيضاً تُباع ، ومجلات كل يوم تصدر أو كل أسبوع .. لكن لا يمكن أن يُخرج العرب من الأمية إلا القرآن الكريم فتصبح أمة ثقافتها أعلى من ثقافة الآخرين ، مواقفها حكيمة ، رؤيتها حكيمة. الآن أصبح وضع رهيب جداً ، ومؤسف جداً ، الآن ليس هناك رؤية في الساحة ، ليس هناك موقف في الساحة للعرب ، هاهم مستسلمين الآن ، ونرى مع الأيام كل مرة إنجاز لأمريكا وإسرائيل في سياستهم ، كل مرة إنجاز ، كل مرة يسوقون العرب إلى شيء .. إلى تنازلات ، إلى تقديم إستسلام أكثر وأشياء من هذه ، وبقيت الأمة كلها مستسلمة .. هل هذا موقف حكيم ؟ .. ليس موقفاً حكيماً ، بل الرجل العادي من الناس يقول: ماذا دهى العرب ؟! لو أن العرب اجتمعوا ،لو أن الزعماء اجتمعوا لاستطاعوا ضرب إسرائيل. أي مُحلل عادي من الناس يشهد بأن الوضعية هذه كلها للعرب ليست من الحكمة في شيء.

إذاً فنحن عندما نتعلم يجب أن يكون همنا هو ماذا ؟ أن نتعلم القرآن الكريم ، ثقافتنا تكون قرآنية ، ثقافة قرآنية ، عنوان حركتنا ونحن نتعلم ونعلم ونحن نرشد ونحن في أي مجال من مجالات الثقافة ، أن ندور حول ثقافة القرآن الكريم.
وعندما نقول نحن نريد هؤلاء الطلاب أن يتعلموا القرآن الكريم ربما قد شوهت صورة القرآن في فهم الطالب أن معناه أن يكون له (مَعْشَر يُسَمِّعه ومعشر ثاني يوم يسمعه لما يكمل المصحف ويرجع من جديد، أي أن يقرأ القرآن ثم يعيد بالشكل المعروف سابقاً. القرآن علوم واسعة ، القرآن معارف عظيمة.
القرآن أوسع من الحياة ، أوسع مما يمكن أن يستوعبه ذهنك ، مما يمكن أن تستوعبه أنت كإنسان في مداركك ، القرآن واسع جداً وعظيم جداً ، هو ( بحر ) كما قال الإمام علي (( بحر لا يدرك قعره )) .. نحن إذا ما انطلقنا من الأساس ، عنوان ثقافتنا أن نتثقف بالقرآن الكريم سنجد القرآن الكريم هو هكذا ، عندما نتعلم يزكينا يسمو بنا ، يمنحنا الحكمة ، يمنحنا القوة ، يمنحنا كل القيم .. كل القيم التي لما ضاعت ضاعت الأمة بضياعها ، كما هو حاصل الآن في وضع المسلمين ، وفي وضع العرب بالذات.
وشرف عظيم جداً لنا ونتمنى أن نكون ، نتمنى أن نكون بمستوى أن نثقف الآخرين بالقرآن الكريم ، وأن نتثقف بثقافة القرآن الكريم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم يؤتيه من يشاء فنحاول أن نكون ممن يشاء الله أن يؤتوا هذا الفضل العظيم .. لا تفكروا إطلاقاً أن العلم هو في أن ننتهي من الرصات من الكتب ، ربما رصات من الكتب توجد في نفسك جهلاً وضلالاً لا تنفع..
استعرض الآن المكاتب في الشوارع في المدن نجد رصات من الكتب رصات من الكتب في الحديث في التفسير في الفقه في فنون أخرى لكن كم تجد داخلها من ضلال .. كم تجد أنها تنسف تنسف الإنسان حتى أنه لا يبقى على فطرته .
لم يعد العرب حتى في مواقفهم من الآخرين ، لم يعودوا على فطرتهم السابقة كعرب يوم كانوا عرباً على فطرتهم كانوا يمتلكوا قيماً ، يأبى العربي أن يضام ، يأبى أن يظلم ، يتمتع بقيم مهمة .. النجدة ، الفروسية ، الشجاعة ، الكرم ، الإستبسال ، كانوا معروفين بهذا حتى في عصر قبل الإسلام ماكان أحد يستطيع أن يستعمرهم ، معظم البلاد العربية ما كان أحد يستطيع أن يستعمرهم ، وإن كان هناك بعض مناطق مثلاً في الشام كانت تستعمرها الدولة الرومانية ، وبعض مناطق في العراق يستعمرها الأكاسرة ، لكن مثلاً شبه الجزيرة واليمن كان في معظم مراحلها لا تخضع للإستعمار ، وكانوا يقاومون وكانوا يأبون.
اليهود عاشوا فترة طويلة جداً بين العرب وهم كانوا بأعداد كبيرة ، كان أهل خيبر أثناء حصار رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بخيبر كان يقال أن عددهم نحو عشرين ألف مقاتل ، اليهود كانوا نحو عشرين ألف مقاتل .. هناك جماعات بني قريضة .. بني قينقاع .. ويهود آخرون ، هؤلاء أنفسهم لم يستطيعوا في تلك الفترة ، وهم اليهود من يمتلكون المكر ويمتلكون الطموح إلى إقامة دولة ، ويعرفون أن تاريخهم كان فيه إمبراطوريات قامت لهم وقامت لهم حظارة فكانوا ما يزالون يحنون إلى تكرير ذلك الشيء الذي فات عنهم ، ولكن لم يستطيعوا ، كانوا يحتاجون إلىأن يعيشوا في ظل حماية زعامات عربية وقُوًى عربية ، وكان اليهود كل اليهود حول المدينة معظمهم يدخلون في أخلاف مع زعماء من القبائل من قُبل المدينة وما جاورها ، أي لم يستطع اليهود فضلاً من أن يسيطروا ، لم يستطيعوا أن يستقلوا في الحفاظ على أنفسهم ، وأن يحققوا لأنفسهم أمنأً.
ماالذي أوصل العرب إلى هذا ؟ أحياناً الإنسان إذا ما تُرك على فطرته يدرك أشياء كثيرة ، لكنه أحياناً بعض الثقافات تمسخه عن الإنسانية وتحطه ، تقدم له الجبن دين ، تقدم له الخضوع للظلم دين يدين الله به ، كما روى في الأحاديث عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أنه قال ( سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي [نهائياً لا يقفون عند حد] قالوا ماذا تأمرنا يارسول الله؟. قال ( اسمع وأطع الأمير ، وإن قصم ظهرك وأخد مالك).
العربي يوم كان جاهلي ، يوم كان جاهلي ، يوم كان على فطرته ما كان يمكن إطلاقاً أن يقبل مثل هذا ، لكن لما قدمت له المسألة باسم دين ، لما قُدِّم -الآن .. الآن في هذا الظرف السكوت والخضوع- بأنه هو الحكمة هو السياسة ، هو الرؤية الحكيمة لفلان أو فلان ، السكوت هو من أجل أن لا تثير الآخرين علينا ، من أجل كذا ، من أجل كذا.




إستراحة الواحة :
أرسلت بواسطة الهاشمي اليماني



خلال سنوات القحط ... وفي العصور الأخيرة كان القحط مصطنعا حيث كان يتم حصار اليمن بعد أن يعرفوا أن الموسم لم يمطر وأن الحصاد ناقص ( تخريب إقتصادي كخلخلة سعرالريال حاليا ) ... عموما هذا ليس الهدف والهدف هو طرائق تقع خلال تلك السنوات العجاف ..
أحدهم إستضاف صديقا قديما وفد عليه خلال فترة الغداء ... الصديق كان يتضور جوعا وربما قدم من مسافة بعيدة دون أن يأكل ... وحالما وصل الغداء لم يتماسك ، وقام بهجوم كاسح لكل ما وضع أمامه ، في ذهول صاحب المنزل ... وبعد فترة إستدار الضيف وقد أفرغ كافة الصحون ... إستدار موجها سؤال لصديقه صاحب المنزل :
آه ..... هل هذا ولدكم ...؟ وكان يشير لإبن المضيف ..
صاحب المنزل : .. نعم ... نعم ... كلوه ..
آخر تعديل بواسطة علي الحضرمي في الأحد سبتمبر 30, 2007 12:25 am، تم التعديل مرة واحدة.

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

( الواحة السابعة عشر )

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

دعاء وداع شهر رمضان
و يُستحب الإبتهال إلى الله عَزَّ و جَلَّ عند وداع شهر رمضان بهذا الدُعاء ، و هو دُعاءُ الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السَّلام ) :
" اللَّهُمَّ يَا مَنْ لَا يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ ، وَ يَا مَنْ لَا يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ ، وَ يَا مَنْ لَا يُكَافِئُ عَبْدَهُ عَلَى السَّوَاءِ ، مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ ، وَ عَفْوُكَ تَفَضُّلٌ ، وَ عُقُوبَتُكَ عَدْلٌ ، وَ قَضَاؤُكَ خِيَرَةٌ ، إِنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطَاءَكَ بِمَنٍّ ، وَ إِنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً ، تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وَ أَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ ، وَ تُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَ أَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ ، تَسْتُرُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ ، وَ تَجُودُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ ، وَ كِلَاهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ وَ الْمَنْعِ غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ ، وَ أَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ ، وَ تَلَقَّيْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالْحِلْمِ ، وَ أَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِهِ بِالظُّلْمِ ، تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إِلَى الْإِنَابَةِ ، وَ تَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ لِكَيْلَا يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ ، وَ لَا يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إِلَّا عَنْ طُولِ الْإِعْذَارِ إِلَيْهِ ، وَ بَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ ، كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ يَا كَرِيمُ ، وَ عَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يَا حَلِيمُ .
أَنْتَ الَّذِي فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إِلَى عَفْوِكَ ، وَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ ، وَ جَعَلْتَ عَلَى ذَلِكَ الْبَابِ دَلِيلًا مِنْ وَحْيِكَ لِئَلَّا يَضِلُّوا عَنْهُ ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [1] فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ وَ إِقَامَةِ الدَّلِيلِ ، وَ أَنْتَ الَّذِي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلَى نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ ، تُرِيدُ رِبْحَهُمْ فِي مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ ، وَ فَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَةِ عَلَيْكَ ، وَ الزِّيَادَةِ مِنْكَ ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَ تَعَالَيْتَ ﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا ... ﴾ [2] ، وَ قُلْتَ ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء ... ﴾ [3] ، وَ قُلْتَ ﴿ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ... ﴾ [4] ، وَ مَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَضَاعِيفِ الْحَسَنَاتِ ، وَ أَنْتَ الَّذِي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ مِنْ غَيْبِكَ وَ تَرْغِيبِكَ الَّذِي فِيهِ حَظُّهُمْ عَلَى مَا لَوْ سَتَرْتَهُ عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْهُ أَبْصَارُهُمْ ، وَ لَمْ تَعِهِ أَسْمَاعُهُمْ ، وَ لَمْ تَلْحَقْهُ أَوْهَامُهُمْ ، فَقُلْتَ ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾ [5] ، وَ قُلْتَ ﴿ ... لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [6] ، وَ قُلْتَ ﴿ ... ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [7] ، فَسَمَّيْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَةً ، وَ تَرْكَهُ اسْتِكْبَاراً ، وَ تَوَعَّدْتَ عَلَى تَرْكِهِ دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ . فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ ، وَ شَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ ، وَ دَعَوْكَ بِأَمْرِكَ ، وَ تَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِيدِكَ ، وَ فِيهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ ، وَ فَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ ، وَ لَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِهِ عَلَى مِثْلِ الَّذِي دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوفاً بِالْإِحْسَانِ ، وَ مَنْعُوتاً بِالِامْتِنَانِ ، وَ مَحْمُوداً بِكُلِّ لِسَانٍ ، فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِي حَمْدِكَ مَذْهَبٌ ، وَ مَا بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ ، وَ مَعْنًى يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ .
يَا مَنْ تَحَمَّدَ إِلَى عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ وَ الْفَضْلِ ، وَ غَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَ الطَّوْلِ ، مَا أَفْشَى فِينَا نِعْمَتَكَ ، وَ أَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ ، وَ أَخَصَّنَا بِبِرِّكَ ، هَدَيْتَنَا لِدِينِكَ الَّذِي اصْطَفَيْتَ ، وَ مِلَّتِكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ ، وَ سَبِيلِكَ الَّذِي سَهَّلْتَ ، وَ بَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ ، وَ الْوُصُولَ إِلَى كَرَامَتِكَ .
اللَّهُمَّ وَ أَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَايَا تِلْكَ الْوَظَائِفِ ، وَ خَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سَائِرِ الشُّهُورِ ، وَ تَخَيَّرْتَهُ مِنْ جَمِيعِ الْأَزْمِنَةِ وَ الدُّهُورِ ، وَ آثَرْتَهُ عَلَى كُلِّ أَوْقَاتِ السَّنَةِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ النُّورِ ، وَ ضَاعَفْتَ فِيهِ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَ فَرَضْتَ فِيهِ مِنَ الصِّيَامِ ، وَ رَغَّبْتَ فِيهِ مِنَ الْقِيَامِ ، وَ أَجْلَلْتَ فِيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، ثُمَّ آثَرْتَنَا بِهِ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ ، وَ اصْطَفَيْتَنَا بِفَضْلِهِ دُونَ أَهْلِ الْمِلَلِ ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَهُ ، وَ قُمْنَا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ ، مُتَعَرِّضِينَ بِصِيَامِهِ وَ قِيَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَ تَسَبَّبْنَا إِلَيْهِ مِنْ مَثُوبَتِكَ ، وَ أَنْتَ الْمَلِي‏ءُ بِمَا رُغِبَ فِيهِ إِلَيْكَ ، الْجَوَادُ بِمَا سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ ، الْقَرِيبُ إِلَى مَنْ حَاوَلَ قُرْبَكَ ، وَ قَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ ، وَ صَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ ، وَ أَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِهِ ، وَ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِ ، وَ وَفَاءِ عَدَدِهِ ، فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُهُ عَلَيْنَا ، وَ غَمَّنَا وَ أَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا ، وَ لَزِمَنَا لَهُ الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ ، وَ الْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ ، وَ الْحَقُّ الْمَقْضِيُّ ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ :
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ ، وَ يَا عِيدَ أَوْلِيَائِهِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ ، وَ يَا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الْأَيَّامِ وَ السَّاعَاتِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيهِ الْآمَالُ ، وَ نُشِرَتْ فِيهِ الْأَعْمَالُ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِينٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُوداً ، وَ أَفْجَعَ فَقْدُهُ مَفْقُوداً ، وَ مَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيفٍ آنَسَ مُقْبِلًا فَسَرَّ ، وَ أَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ ، وَ قَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ ، وَ صَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الْإِحْسَانِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللَّهِ فِيكَ ، وَ مَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بِكَ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ ، وَ أَسْتَرَكَ لِأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ ، وَ أَهْيَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لَا تُنَافِسُهُ الْأَيَّامُ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ ، وَ لَا ذَمِيمِ الْمُلَابَسَةِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ ، وَ غَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئَاتِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً وَ لَا مَتْرُوكٍ صِيَامُهُ سَأَماً .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ ، وَ مَحْزُونٍ عَلَيْهِ قَبْلَ فَوْتِهِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا ، وَ كَمْ مِنْ خَيْرٍ أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا .
السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَحْرَصَنَا بِالْأَمْسِ عَلَيْكَ ، وَ أَشَدَّ شَوْقَنَا غَداً إِلَيْكَ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ ، وَ عَلَى مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ .
اللَّهُمَّ إِنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي شَرَّفْتَنَا بِهِ ، وَ وَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَهُ حِينَ جَهِلَ الْأَشْقِيَاءُ وَقْتَهُ ، وَ حُرِمُوا لِشَقَائِهِمْ فَضْلَهُ ، أَنْتَ وَلِيُّ مَا آثَرْتَنَا بِهِ مِنْ مَعْرِفَتِهِ ، وَ هَدَيْتَنَا لَهُ مِنْ سُنَّتِهِ ، وَ قَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وَ قِيَامَهُ عَلَى تَقْصِيرٍ ، وَ أَدَّيْنَا فِيهِ قَلِيلًا مِنْ كَثِيرٍ .
اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إِقْرَاراً بِالْإِسَاءَةِ ، وَ اعْتِرَافاً بِالْإِضَاعَةِ ، وَ لَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ ، وَ مِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الِاعْتِذَارِ ، فَأْجُرْنَا عَلَى مَا أَصَابَنَا فِيهِ مِنَ التَّفْرِيطِ أَجْراً نَسْتَدْرِكُ بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيهِ ، وَ نَعْتَاضُ بِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ ، وَ أَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَى مَا قَصَّرْنَا فِيهِ مِنْ حَقِّكَ ، وَ ابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَيْنَ أَيْدِينَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ ، فَإِذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنِّا عَلَى تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ ، وَ أَدِّنَا إِلَى الْقِيَامِ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَ أَجْرِ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ مَا يَكُونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ مِنْ شُهُورِ الدَّهْرِ .
اللَّهُمَّ وَ مَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِي شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إِثْمٍ ، أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ مِنْ ذَنْبٍ ، وَ اكْتَسَبْنَا فِيهِ مِنْ خَطِيئَةٍ عَلَى تَعَمُّدٍ مِنَّا ، أَوْ عَلَى نِسْيَانٍ ظَلَمْنَا فِيهِ أَنْفُسَنَا ، أَوِ انْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ ، وَ اعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ ، وَ لَا تَنْصِبْنَا فِيهِ لِأَعْيُنِ الشَّامِتِينَ ، وَ لَا تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاعِنِينَ ، وَ اسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وَ كَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ بِرَأْفَتِكَ الَّتِي لَا تَنْفَدُ ، وَ فَضْلِكَ الَّذِي لَا يَنْقُصُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْبُرْ مُصِيبَتَنَا بِشَهْرِنَا ، وَ بَارِكْ لَنَا فِي يَوْمِ عِيدِنَا وَ فِطْرِنَا ، وَ اجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنَا أَجْلَبِهِ لِعَفْوٍ ، وَ أَمْحَاهُ لِذَنْبٍ ، وَ اغْفِرْ لَنَا مَا خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَ مَا عَلَنَ .
اللَّهُمَّ اسْلَخْنَا بِانْسِلَاخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا ، وَ أَخْرِجْنَا بِخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئَاتِنَا ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ ، وَ أَجْزَلِهِمْ قِسْماً فِيهِ ، وَ أَوْفَرِهِمْ حَظّاً مِنْهُ .
اللَّهُمَّ وَ مَنْ رَعَى هَذَا الشَّهْرَ حَقَّ رِعَايَتِهِ ، وَ حَفِظَ حُرْمَتَهُ حَقَّ حِفْظِهَا ، وَ قَامَ بِحُدُودِهِ حَقَّ قِيَامِهَا ، وَ اتَّقَى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقَاتِهَا ، أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقُرْبَةٍ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ ، وَ عَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْهِ ، فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ ، وَ أَعْطِنَا أَضْعَافَهُ مِنْ فَضْلِكَ ، فَإِنَّ فَضْلَكَ لَا يَغِيضُ ، وَ إِنَّ خَزَائِنَكَ لَا تَنْقُصُ بَلْ تَفِيضُ ، وَ إِنَّ مَعَادِنَ إِحْسَانِكَ لَا تَفْنَى ، وَ إِنَّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنَّا .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صَامَهُ ، أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَتُوبُ إِلَيْكَ فِي يَوْمِ فِطْرِنَا الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ عِيداً وَ سُرُوراً ، وَ لِأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً وَ مُحْتَشَداً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ ، أَوْ سُوءٍ أَسْلَفْنَاهُ ، أَوْ خَاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ ، تَوْبَةَ مَنْ لَا يَنْطَوِي عَلَى رُجُوعٍ إِلَى ذَنْبٍ ، وَ لَا يَعُودُ بَعْدَهَا فِي خَطِيئَةٍ ، تَوْبَةً نَصُوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَ الِارْتِيَابِ ، فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا ، وَ ارْضَ عَنَّا ، وَ ثَبِّتْنَا عَلَيْهَا .
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ ، وَ شَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ حَتَّى نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِهِ ، وَ كَأْبَةَ مَا نَسْتَجِيرُكَ مِنْهُ ، وَ اجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِينَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ ، وَ قَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ ، يَا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ .
اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا وَ أَهْلِ دِينِنَا جَمِيعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَ مَنْ غَبَرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ، وَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، صَلَاةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا ، وَ يَنَالُنَا نَفْعُهَا ، وَ يُسْتَجَابُ لَهَا دُعَاؤُنَا ، إِنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ ، وَ أَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْهِ ، وَ أَعْطَى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِهِ ، وَ أَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ " [8] .


--------------------------------------------------------------------------------
[1] القران الكريم : سورة التحريم ( 66 ) ، الآية : 8 ، الصفحة : 561 .
[2] القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 160 ، الصفحة : 150 .
[3] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 261 ، الصفحة : 44 .
[4] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 245 ، الصفحة : 39 .
[5] القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 152 ، الصفحة : 23 .
[6] القران الكريم : سورة إبراهيم ( 14 ) ، الآية : 7 ، الصفحة : 256 .
[7] القران الكريم : سورة غافر ( 40 ) ، الآية : 60 ، الصفحة : 474 .
[8] الصحيفة السجادية : دعاء رقم : ( 45 ) .
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“