( الواحــة الثانيــة )
( الواحــة الثانيــة )
إفتتاحية الواحة :
بسم الله الرحمن الرحيم ( حم)1( وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ)2( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)3( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)4( أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)5( رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)6( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ)7( لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ)8( بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ)9( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ)10( يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ)11( رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)12( أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ)13( ... )
صدق الله العظيم
دعاء الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين ( ع ) في دخول شهر رمضان :
وكان من دعائهِ عليه السلام إذا دخل شهر رمضان
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، لِنَكُونَ لاحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ. وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ، لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ، حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا. وَالْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَشَهْرَ الاِسْلاَم، وَشَهْرَ الطَّهُورِ، وَشَهْرَ التَّمْحِيْصِ، وَشَهْرَ الْقِيَامِ، الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ، وَبَيِّنَات مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقَانِ، فَأَبَانَ فَضِيْلَتَهُ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ وَالْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ، فَحَرَّمَ فِيْهِ ما أَحَلَّ فِي غَيْرِهِ إعْظَاماً، وَحَجَرَ فِيْهِ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ إكْرَاماً، وَجَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَيِّناً لاَ يُجِيزُ جَلَّ وَعَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَهُ، وَلا يَقْبَـلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ، ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيهِ عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْر، وَسَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر، سَلاَمٌ دَائِمُ الْبَرَكَةِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ وَالتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ وَأَعِنَّـا عَلَى صِيَـامِـهِ بِكَفِّ الْجَـوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ، وَاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيْكَ حَتَّى لاَ نُصْغِي بِأَسْمَاعِنَا إلَى لَغْو، وَلا نُسْرِعُ بِأَبْصَارِنَا إلَى لَهْو، وَحَتَّى لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَى مَحْظُور، وَلاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إلَى مَحْجُور، وَحَتَّى لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إلاَّ مَا أَحْلَلْتَ، وَلا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إلاَّ بِمَا مَثَّلْتَ وَلا نَتَكَلَّفَ إلاَّ ما يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ، وَلاَ نَتَعَاطَى إلاّ الَّذِي يَقِيْ مِنْ عِقَابِكَ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِئآءِ الْمُرَائِينَ وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ، لاَ نَشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ، وَلا نَبْتَغِيْ فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِفْنَـا فِيْـهِ عَلَى مَـوَاقِيْتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ، وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ، وَأَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيْبينَ لِمَنَازِلِهَا الْحَافِظِينَ لاِرْكَانِهَا الْمُؤَدِّينَ لَهَـا فِي أَوْقَاتِهَـا عَلَى مَا سَنَّـهُ عَبْدُكَ وَرَسُـولُكَ صَلَوَاتُـكَ عَلَيْهِ وَآلِـهِ فِي رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وَجَمِيْعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ، وَأَسْبَغِهِ وَأَبْيَنِ الْخُشُوعِ وَأَبْلَغِهِ، وَوَفِّقْنَا فِيهِ لاِنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ وَأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالاِفْضَالِ وَالْعَطِيَّةِ وَأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ، وَأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ، وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَـا وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا وَأَنْ نُسَـالِمَ مَنْ عَادَانَا حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيْكَ وَلَكَ، فَإنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لاَ نُوالِيهِ، وَالحِزْبُ الَّذِي لاَ نُصَافِيهِ. وَأَنْ نَتَقَرَّبَ إلَيْكَ فِيْهِ مِنَ الاَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَتَعْصِمُنَا فِيهِ مِمَّا نَسْتَأنِفُ مِنَ الْعُيُوبِ، حَتَّى لا يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ إلاّ دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوابِ الطَّاعَةِ لَكَ، وَأَنْوَاعِ القُرْبَةِ إلَيْكَ. أللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إلَى وَقْتِ فَنَائِهِ مِنْ مَلَك قَرَّبْتَهُ أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ أَوْ عَبْد صَالِح اخْتَصَصْتَهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وَأَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لاِهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ، وَاجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيْعَ الاعْلَى بِرَحْمَتِكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَجَنِّبْنَا الالْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ وَالتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ وَالشَّكَّ فِي دِينِـكَ وَالْعَمَى عَنْ سَبِيْلِكَ وَالاغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ، وَالانْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَإذَا كَانَ لَكَ فِيْ كُلِّ لَيْلَة مِنْ لَيَالِيْ شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ وَاجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْل وَأَصْحَاب. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَامْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحاقِ هِلاَلِهِ وَاسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلاَخِ أَيَّامِهِ حَتَّى يَنْقَضِي عَنَّا وَقَدْ صَفَّيْتَنَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئاتِ، وَأَخْلَصْتَنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَإنْ مِلْنَا فِيهِ فَعَدِّلْنا، وَإنْ زِغْنَا فِيهِ فَقَوِّمْنَا، وَإنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ. أللَهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إيَّاكَ، وَزَيِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَكَ، وَأَعِنَّا فِي نَهَـارِهِ عَلَى صِيَـامِـهِ، وَفِي لَيْلِهِ عَلَى الصَّـلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ إلَيْكَ وَالخُشُوعِ لَكَ، وَالذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى لا يَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَيْنَا بِغَفْلَة، وَلا لَيْلُهُ بِتَفْرِيط. أللَّهُمَّ وَاجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ وَالاَيَّامِ كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ، هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُـونَ، وَمِنَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، فِي كُلِّ وَقْت وَكُلِّ أَوَان وَعَلَى كُـلِّ حَال عَـدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ، وَأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّهِ بِالاضْعافِ الَّتِي لا يُحْصِيهَا غَيْرُكَ، إنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ.
كلمة الواحة :
رمضان في اليمن ( 2 )
كتبه :
مواطن صالح
وقت الأصيل.. وقت "الفحير"
من بعد صلاة العصر- وحتى وقت أذان المغرب- تكون حركة الشارع في ديمومة، ونشاط. الكل يشتغل، والكل يشتري، والكل يبيع، و(النفس حامض، ورمضان مش حق لَوَكْ).
قليل من الازدحام أمام محلات الملابس. الفوضى تسكن الأسواق الشعبية. الناس يتزاحمون أمام بائع الخضار والفواكه، وأمام بائع الخبز، والحلويات، وأمام بائع المشروبات. وتبلغ ذروة الفوضى أمام المقوت.
النفوس تتهافت على أنواع الخبز، والحلويات، واللحوح، والكفتة، والكنافة، والسنبوسة، والباجيا، والبسبوسة، والشعوبية، والرواني، والبقلاوة. أما المشروبات فتبدأ ازدحاماً من الشعير إلى الليمون والزبيب المنقع، والكركديه، والفيمتو، وعصير البرتقال.
ويظل سوق القات ملك الفوضى، بلا منافس، ويبقى المقوت مثل أمين الصندوق. الموالعة يتهافتون عليه كأنهم ينتظرون رواتب سنة.
ومع قرب موعد أذان المغرب يعلن الشارع أن الفوضى قد بلغت الذروة، ويعلن الصائمون أن الصبر قد بلغ فيهم حداً لا يطاق- فإياك إياك .
إياك أن تتشاجر مع أحد، فليس هناك من عنده نَفَس في الصبر عليك، فلا وقت للعتاب، ولا وقت للنقاش، حتى إشارات المرور لا وقت لديها للتنظيم. يختلط الجميع في جولة واحدة: السيارات والنساء، والرجال، والأطفال، والشيوخ، ورجال المرور!!
هذا المشهد العبثي الذي يشبه ساحة معركة فاصلة بين طرفين، يتبدد بعد أقل من ساعة؛ فالجميع يذهبوا لتناول وجبة الإفطار، وُيترك الشارع فارغاً، إلا من المشردين من البشر والقطط والكلاب.
وبمجرد زيارة تقوم بها إلى قسم الشرطة، وإدارة المرور تعرف ماذا حدث في وقت الأصيل:
جماعة من الناس اشتبكت مع أخرى- بسبب القات- وسيارات تصادمت مع بعضها بسبب السرعة، والعبثية، ومواطن طعن آخر بسبب (حبة سنبوسة) وشاب ضرب عجوزاً بسبب ( واحد ليم) ورجل طلق زوجته بسبب (الشفوت)، وطفل تضارب مع امرأة شحاذة بسبب عشرة ريال، ومكنس أخذ المكنسة ليضرب صاحب محل لأنه أغلق الباب على إصبعه، فثار أحد أصحاب القضايا وطعن المكنس.
وأطرف المصائب أن صاحب قضية أطلق النار على محاميه لأنه يماطل في قضيته.
أحد الظرفاء سألته: ماذا يحدث وقت الأصيل؟ فقال: قلي ماذا يحدث وقت الفحير؟
استئناف الحكمة
ما إن ينتهي وقت الإفطار وتشبع البطُن، وتذهب (النفس الحامض) يستأنف اليمنيون حكمتهم في التعامل: الأخلاق واسعة، والابتسامات بالمجان. سوق القات يستأنف الفوضى مجدداً، لكنه سرعان ما يهدأ؛ فالناس يذهبون للتخزين مصطحبون معهم القات، والماء البارد، والشعير، والببسي، ويكون في انتظارهم الديوان المبخَّر، والتلفزيون، والستلايت، والكتب الدينية. وعادةً ما يوزعون أوقاتهم على أربع فترات: الفترة الأولى الحّش على الحكومة. والمعارضة والفترة الثانية، وفي الثالثة الحَّش على الفضائيات العربية، وبرامج المسابقات الرمضانية، وتخصص الفترة الثالثة لقراءة الكتب الدينية، والتذكير ببركة شهر رمضان، وعظم الأجر فيه.
أما الشارع فيكاد يختنق بالباعة المتجولين، والمتسولين، والنساء، وقليل من الرجال، والشباب. شوارع المدن تمتلئ بالإعلانات التجارية، وفي معظمها إعلانات تقول (تخفيضات مذهلة، وجودة فاخرة، وموديلات حديثة، والدَّين ممنوع) وكلها (حركة نص كُم)- كما يقال-
ونفس الحركة يضع صاحب المحل إعلاناً في الواجهة – أحياناً يكون حجم الإعلان أكبر من الواجهة- ويكتب فوق كل قطعة سعران الأول مشطوب- علامة على أنه السعر القديم، والثاني سعر أقل منه، وهو السعر الجديد.
المواطن المستهلك وصاحب المحل يعرفان أنها كلها (حركات).
أصحاب المحلات قالوا أن همهم شيء واحد، هو أن يدخل الزبون المحل، يختار بضاعة معينة (وبعدين سهل. حنجيبك، يعني حنجيبك).
أحد أصحاب المحلات قال: "المهم تدق للزبون أخلاق، وتصرف له هدرة، وتأكد على أنك ستبيع بضاعتك بهذه الطريقة".
وصاحب محل آخر قال: نجد سهولة في إقناع النساء، والشباب بالشراء. أما إذا كان الزبون (شيبة) فهو بالتأكيد (عَرِز) لا يخرج منه شيء.
وصاحب محل آخر – أيضاً- قال: "أنا أعرف أنه لا توجد تخفيضات، لكن المهم قدرتك على التعامل مع الزبون".
بعض أصحاب المحلات يحددون سعراً محدوداً لأي قطعة في المحل، وعند فحص هذه القطع تجدها رديئة من حيث الجودة، أو قديمة من حيث الموديل.
فأصحاب المحلات يعتبرون رمضان موسماً لتعويض دخل السنة كاملاً، وتزداد أسعارهم اشتعالاً كلما اقترب منهم موظفو الواجبات، والضرائب، وجمع الزكاة.
إحدى النساء قالت معبرة عن ارتفاع الأسعار في رمضان ( أنا أكسي الجهال في شعبان).
وأخرى قالت (هذه السنة سنة الجن. كل شيء غالي وما قدرت أشتري شيْ).
أما تلك الفتاة فقد عادت إلى البيت بنصف كسوة (تنورة فقط).
حراج .. مول
تلك الرائحة المميزة لمحلات الحراج، هي المخدر المشروع للفقراء، والبسطاء، وهذه المحلات هي أضخم مركز تجاري يرتاده ذوا الدخل الميسور، وكل شيء بسيط هنا، فلا المحلات تضع إعلانات على أبوابها، ولا الناس يتزاحمون. "الأخلاق ما شية على سِنَّة ورمح".
يأتي المواطن العادي مصحوباً بزوجته، وزوجته مصحوبة بكتيبة من الجهال. يتوزعون داخل الحراج، كل واحد ينقي حسب ذوقه.
وعند البوابة يكون الملتقى ويكون الحساب، وتكون الحسرات أيضاً.
شخصية الواحة :
الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام
هو الإمام الهادي إلى الحق المبين، أبو الحسين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ولد بالمدينة المطهرة سنة خمس وأربعين ومائتين، وحمل إلى جده القاسم عليهما السلام فوضعه في حجره المبارك وعوذه، وقال لأبيه: بم سميته؟ قال: يحيى - وقد كان للحسين أخ يسمى يحيى توفي قبل ذلك - فبكى القاسم حين ذكره، وقال: هو والله يحيى صاحب اليمن. وإنما قال ذلك لأخبار رويت بذكره.
وبقي القاسم عليه السلام بعد ذلك سنة واحدة،
صفته عليه السلام: قال الإمام المنصور بالله عليه السلام: كان أسدياً أنجل العينين، غليظ الساعدين بعيد ما بين المنكبين والصدر، خفيف الساقين والعجز، كالأسد.
قيامه عليه السلام: سنة ثمانين ومائتين، أقام الله به الدين في أرض اليمن، وأحيا به رسوم الفرائض والسنن، فجدد أحكام خاتم النبيين، وآثار سيد الوصيين، وله مع القرامطة الخارجين عن الإسلام نيف وسبعون وقعة، كانت له اليد فيها كلها، ومع بني الحارث، نيف وسبعون وقعة. وخطب له بمكة المشرفة سبع سنين، كما ذكر ذلك في عمدة الطالب، وغيره.
قال الإمام أبو طالب عليه السلام: وكان - الإمام الناصر الأطروش - يحث الناس على نصرة الهادي يحيى بن الحسين، ويقول: من يمكنه أن ينصره وقرب منه فنصرته واجبة عليه، ومن تمكن من نصرتي وقرب مني فلينصرني.
وقد أشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بيده إلى اليمن، وقال: ((سيخرج رجل من ولدي في هذه الجهة اسمه يحيى الهادي يحيي الله به الدين)).
شيء مما قيل فيه:
ومن الشهادات التاريخية الحقة ما شهد به للإمام الهادي إلى الحق وللأئمة من أهل البيت الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري، حيث فسر بهم الخبر النبوي المروي في البخاري وغيره، وهو: ((لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان))، فأفاد أنه صدق الحديث ببقاء الأمر في قريش باليمن من المائة الثالثة في طائفة من بني الحسن، قال: ولا يتولى الإمامة فيهم إلا من يكون عالماً متحرياً للعدل.
إلى قوله: والذي في صعدة وغيرها من اليمن، لا شك في كونه قرشياً ؛ لأنه من ذرية الحسن بن علي.
وقال العلامة إمام المحدثين في عصره، مؤلف بهجة المحافل يحيى بن أبي بكر العامري في الرياض المستطابة ما لفظه ك ثم في زمن المعتمد والمعتضد والمقتدر إلى المستعصم آخر ملوك العباسيين، تحرز أهل البيت إلى بلدان لا يقدر عليهم فيها مثل: جيلان وديلمان وما يواليها من بلاد العجم، ومثل نجد اليمن كصنعاء وصعدة وجهاتها، واستوثق أمرهم وقاموا بالإمامة بشروطها قاهرين ظاهرين، فقام منهم بنجد اليمن نحو بضع وعشرين إماماً أولهم وأولاهم بالذكر الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى، كان مولده بالمدينة، ومنشاؤه بالحجاز، وتعلمه به وبالعراق، وظهور سلطانه باليمن سنة ثمانين ومائتين، وكان جاء إلى اليمن وقد عم بها مذهب القرامطة والباطنية، فجاهدهم جهاداً شديداً، وجرى له معهم نيف وثمانون وقعة لم ينهزم في شيء منها، وكان له علم واسع، وشجاعة مفرطة.
إلى قوله: ثم قام بعد الهادي ولده المرتضى محمد بن يحيى، ثم ولده الناصر أحمد بن يحيى، وكانا ممن جمع خصال الكمال والفضل كأبيهما، ودفنا إلى جنبه بصعدة، ومن ذريتهما أكثر أشراف اليمن.
ثم ساق في تعداد الأئمة فأورد قطعة تاريخية، وبحثاً نفيساً يدل على غزارة علم واطلاع وإنصاف واعتراف بالحق وبعد عن الإنحراف.
حتى قال: وقد ذكر ابن الجوزي وغيره: أن الأئمة المتبوعين في المذاهب بايع كل واحد منهم لإمام من أئمة أهل البيت، بايع أبو حنيفة لإبراهيم بن عبدالله بن الحسن، وبايع مالك لأخيه محمد، وبايع الشافعي لأخيهما يحيى.
وقال ابن حزم صاحب المحلى - في ذكر أولاد الإمام الناصر - ما لفظه: والحسن المنتخب، والقاسم المختار، ومحمد (المهدي)، بنو أحمد الناصر بن يحيى الهادي بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا، وليحيى هذا الملقب بالهادي رأي في أحكام الفقه قد رأيته لم يبعد فيه عن الجماعة كل البعد..إلى آخره.
وقال نشوان الحميري في كتاب الحور العين ص196ما لفظه: وأول من دعا باليمن إلى مذهب الزيدية ونشر مذهب أئمتهم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولقبه الهادي إلى الحق، فنزل بين خولان، وقال:
يهتز عرش الله منها الأعظم
في الله أبديه وحيناً أكتم
والله والله العظيم أليَّةً
إني لودك يا حسين لمضمر
إلى قوله:
فودادهم فرض عليَّ ومغنم
ونصوصهم أفتي الخصوم وأحكم
وَلَوُدُّ سائر بيت آل محمد
قوم أدين بحبهم وبدينهم
خروجه إلى اليمن:
ولما انتشرت فضائله، وظهرت أنواره وشمائله، وفد إليه وفد أهل اليمن، فسألوه إنقاذهم من الفتن، فساعدهم وخرج الخرجة الأولى، ثم كر راجعاً لما شاهد من بعض الجند أخذ شيء يسير من أموال الناس، فنزل بأهل اليمن من الشدائد والفتن ما لا قبل لهم به، فعاودوا الطلب وتضرعوا إليه، فأجابهم وخرج ثانياً عام أربعة وثمانين.
ومن كلامه المأثور: (يا أهل اليمن لكم علي ثلاث: أن أحكم فيكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن أقدمكم عند العطاء، وأتقدمكم عند اللقاء، ولي عليكم: النصح، والطاعة ما أطعت الله). ولقد أقسم في بعض مقاماته أنه لا يغيب عنهم من رسول الله إلا شخصه (إن أطاعوه).
ولقد حكى عالم من علماء الشافعية - وصل من العراق لزيارته - من علمه وعدله وفضله وسيرته النبوية ما بهر الألباب، وأنه شاهده يتولى بيده الكريمة معالجة الجرحى، ويتولى بنفسه إطعام اليتامى والمساكين، وغير ذلك مما هو مشهور، وعلى صفحات التاريخ مسطور.
فليس بمحتاج إلى كثرة الوصف
إذا كان فضل المرء في الناس ظاهراً
وما نشر الله في أقطار الدنيا أنواره، وبث في اليمن الميمون بركاته وآثاره - منذ أحد عشر قرناً - إلا لشأن عظيم، ولقد ملأ اليمن أمناً وإيماناً، وعلماً وعدلاً، ومساجد ومعاهد، وأئمة هدى، وما أصدق قول القائل فيه عليه السلام:
والفجر حين بدا والصبح حين أضا
من علم الناس مسنوناً ومفترضا
فسائل الشهب عنه في مطالعها
سل سنة المصطفى عن نجل صاحبها
وكراماته المنيرة، وبركاته المعلومة الشهيرة مشرقة الأنوار، دائمة الاستمرار على مرور الأعصار، وما أحقه بقول القائل في جده الحسين السبط صلوات الله عليه:
فطيب تراب القبر دل على القبر
أرادوا ليخفوا قبره عن وليه
مؤلفاته:
كان عليه السلام لا يتمكن من إملاء مسألة إلا وهو على ظهر فرسه في أغلب الأوقات، ومن مؤلفاته: كتاب الأحكام، والمنتخب، وكتاب الفنون، وكتاب المسائل، ومسائل محمد بن سعيد، وكتاب التوحيد، وكتاب القياس، وكتاب المسترشد، وكتاب الرد على أهل الزيغ، وكتاب الإرادة والمشيئة، وكتاب الرضاع، وكتاب المزارعة، وكتاب أمهات الأولاد، وكتاب العهد، وكتاب تفسير القرآن ستة أجزاء، ومعاني القرآن تسعة أجزاء، وكتاب الفوائد جزآن، وكتاب مسائل الرازي جزآن، *كتاب السنة، وكتاب الرد على ابن الحنفية، وكتاب تفسير خطايا الأنبياء، وكتاب أبناء الدنيا، وكتاب الولاء، وكتاب مسائل الحسين بن عبدالله (الطبري)، ومسائل ابن أسعد، وكتاب جواب مسائل نصارى نجران، وكتاب بوار القرامطة، وكتاب أصول الدين، وكتاب الإمامة وإثبات النبوة والوصاية، وكتاب مسائل أبي الحسين، وكتاب الرد على الإمامية، وكتاب الرد على أهل صنعاء، والرد على سليمان بن جرير، وكتاب البالغ المدرك في الأصول شرحه الإمام أبو طالب، وكتاب المنزلة بين المنزلتين.
قال الإمام المنصور بالله عليه السلام: وقد تركنا قدر ثلاثة عشر كتاباً كراهة التطويل، وهي عندنا معروفة موجودة. انتهى كلام الإمام عليه السلام.
قلت: فانظر إلى هذا مع اشتغاله بإظهار الدين الحنيف، وضربه بذي الفقار رؤوس أهل الزيغ والتحريف، وقد كان ابتداؤهم في التأليف من عصر الوصي عليه السلام، فقد كانوا يكتبون ما يمليه عليهم من العلوم الربانية، والحكم البالغة، التي خص الله بها أهل هذا البيت الشريف، ومؤلفاتهم بين ظهراني الأمة قد ملؤوها بحجج العقول، وأكدوها بصحة المنقول.
أما التوحيد والعدل، فإمامهم فيه والدهم الوصي، الذي خطب به، وبلغ الخلق على رؤوس المنابر، ولقنه أولاده الوارثين له كابراً عن كابر.
وأما سنة جدهم فمن باب المدينة دخلوا، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه، ولقد حفظ بعضهم عن باقر علم الأنبياء محمد بن علي سبعين ألف حديث.
وأما علوم اللغة فمنها ارتضعوا، وفيها دبوا ودرجوا، ومن زلالها كرعوا، يتلقونها أباً عن أب، لم تدنسها السنة العجم، ولا غيرتها تحاريف المولدين، بل تربوا في حجور آبائهم الطاهرين، ليس لهم هم إلا تعريفهم ما أنزل الله من الفرائض، وتبيين ما ضل عن الخلق من الغوامض، لم يكن بينهم وبين أبيهم أمير المؤمنين وأخي سيد المرسلين - مَنْ كلامه فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق، من احتذت على آثاره فصحاء الأمة، واقتبست من أنواره بلغاء الأئمة - إلا إمامٌ سابق، ومقتصد لاحق، وهم العرب الصميم، وأرباب زمزم والأباطح والحطيم، فلولا أن ما نقلته النقلة من أهل اللغة موافق لكلام الله وكلام رسوله وأهل بيته لما قبلناه منهم، ولما أخذناه عنهم، فهو معروض على هذه الأصول الحكيمة، والقواعد الراسخة القويمة، ومن له عناية في اقتفاء آثار أهل بيت نبيه، أمكنه أن يأخذ من كلامهم متون اللغة وإعرابها وتصريفها، ومعانيها وبيانها وبديعها وتأليفها، وحقائق التأويل، وطرائق التنزيل، فلم يأتمنهم الله على دينه، إلا وهم أهل لحمله وتلقينه، ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام:124].
وفاته: قبضه الله إليه شهيداً بالسم، وهو في ثلاث وخمسين سنة، ليلة الأحد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن يوم الاثنين في قبره الشريف المقابل لمحراب جامعه الذي أسسه بصعدة، وروى السيد أبو العباس عليه السلام أنه نعي إلى الإمام الناصر الأطروش فبكى بنحيب ونشيج، وقال: اليوم انهد ركن الإسلام.
مشهده بصعدة من أرض اليمن، وقد كان عليه السلام رأى نوراً ساطعاً في حال حياته، واختط الجامع المقدس على جذوة ذلك النور. ذكر ذلك بتمامه في (الأسانيد اليحيوية) في قصة لا يسع الحال الإتيان بها، وكان ذلك أول أساس لصعدة هذه الموجودة المعمورة ببركته، وكانت صعدة القديمة تحت جبل تلمص كما هو المشهور.
أولاده المعقبون: محمد، وأحمد، والحسن.
واحة التأريخ :
( أحداث اليمن في نصف قرن من الزمن ) :
- في عهد معاوية بن أبي سفيان إستعمل على اليمن عثمان الثقفي ثم عزله بأخيه عتبة بن أبي سفيان ، وبعد وفاة عتبة إستعمل النعمان بن بشير فأقام سنة ثم استعمل بعده فيروز الديلمي ، وبقي فيروز حتى مات معاوية .
- في عهد يزيد بن معاوية إستعمل على اليمن يحيى بن زياد الحميري ثم عزله وأعاد النعمان بن بشير ،ثم استعمل خلفاً له بجير بن وشلي الحميري .
- ولما استقر الأمر في مكة والمدينة لعبدالله بن الزبير بن العوام إستعمل على اليمن الضحاك بن فيروز الديلمي فأقام سنة ثم تم عزله بعبدالله بن عبدالرحمن بن خالد المخزومي ، فأقام أياماً فقط ثم عزله بعبدالله بن عبدالمطلب بن وداعة السهمي ، فأقام سنة وثمانية أشهر ، ثم عزله بأخيه وداعة ، ثم عزله بأخيه عبيده بن الزبير بن العوام .
- ولما قُتل عبدالله بن الزبير عام 72 هجرية في مكة على يد جنود عبدالملك بن مروان بقيادة السفاح الدموي ( الحجاج بن يوسف الثقفي ) واستتب الأمر لعبدالملك بن مروان الذي جعل أمر اليمن والحجاز إلى هذا الحجاج ، والذي بدوره إستعمل على صنعاء ومخاليفها أخاه محمد بن يوسف ، وعلى مخلاف الجند واقد بن مسلمة الثقفي ، وعلى حضرموت الحكم بن مولى الثقفي ، ثم عزلهم جميعاً وابقى أخاه محمد بن يوسف على كل مخاليف اليمن ، وقد كان هذا المدعو محمد بن يوسف مشتهراً بالظلم والتجبر وقبره الآن في صنعاء تروى فيه الروايات الدالة على سيرته .
- بعد وفاة محمد بن يوسف إستخلف الحجاج بدلاً عنه إبن عمه أيوب بن يحيى الثقفي ولم يزل كذلك حتى توفي الوليد بن عبدالملك فتولى الأمر أخوه سليمان والذي استعمل على اليمن عروة بن محمد السعدي إلى أيام عمر بن عبدالعزيز ( رحمة الله عليه ) ..
واحة الشعر :
سنواصل في واحة اليوم سرد الجزء الثاني من قصيدة (
دامغة الدوامغ )
للشاعر والمفكر والسياسي اليمني :
أحمد محمد الشامي رحمة الله عليه
( يــوم المنــارة )
ولإبن (الفضل ) في ( صنعاء ) يوم ***رهيب لم يكن في الغابرينـا
أطل من المنارة والعذارى *** عرايــا يستغثن الفاسقينـا .. !!
ببيت الله يقترف المعاصي *** ويغتصب الحرائر ، والبنينــا
ويفعل مـا يشـا فسقاً وظلمـاً *** ولا يخشى التبابع والذوينــا
( نعمــــــان والإريـــــاني )
بني ( نعمان ) لا تبغوا على من يرى منكم رجالاً صالحينا
(محمدكم ) تجاوز في الدعاوى وقال الزور والبهتان فينــا
خذوا قلم ( الشقي ) فقد تمادى وقد أعيا الكرام الكاتبينا
و(إريانيكم ) لا تسمعوه فقدماً كان قاضينا الأمينــا
وكان أبوه (زيدياً عتيقاً ) وهم كتبوا لنا مستوزرينا
وتلك قصائد الشعراء منهم وتلك مؤلفات الناثرينا
* * *
( نحن مظلومون )
ألا :لا تنكئوا جرحاً قديمــاً فلسنا للعروبة منكرينا
ولا للعرق نغضب إن غضبنا ولم نك في الورى متعصبينا
نبجل كل ذي حلم وعلم ونحتقر الطغاة الجاهلينا
وبالأحساب لا نسموا ، إذا لم تكن أحسابنـا خلقاً ودينا !!
* * *
( بنو الزهراء )
( بنو الزهراء ) نحن ، إذا أنتسبنا و(للسبطين ) نعزى أجمعينا
وهم من تذكرون إذا عكفتم على صلواتكم متعبدينــا !
فلا تستكثروا خيراً بلينــا به ، كي ندفع الثمن الثمينــأ !
( امية ) لم تدع منا رضيعاً لكي يستوطن الحضن الحنونا !
وأوسعنا بنو ( العباس ) قتلاً وإن كانوا الموالي الأقربينا
ولليمن السعيدة قد بذلنا الأئمة ، والأرامل ، والبنينا
وقد ظل الأئمة ألف عام بهدي أبيهم متمسكينــا
يخوضون المكاره والمنايـا ويعتنقونها مستقتلينـا
ولا يستعذبون العيش حتى يصير الحق أبلج مستبينا
لهم وقفات صدق لا تبارى إذا وثب ( الأجانب ) معتدينـا
ورغماً قد بغى منهم غواة فباتوا في عداد الظالمينــا
إذا ( العلوي ) لم يك مثل زيد فلا تنكر ملام اللائمينــا
* * *
( أل البيت وبكيل )
جحافل آل ( عثمان ) أبادوا و(للأقباط ) قد ثبتوا سنينا
وها هم في الجبال وفي البراري جهاداً .. يستطيبون المنونــا !
وحولهم البواسل من ( بكيل ) وأنصار الدعاة المخلصينا !
ومن في الخير لا يخشون شراً وفي اللأوآء لا يتأخرونــا
( يعينون الموالد والمنايا ويبنون الحياة ويهدمونــا )
ولو وجدوا إلى نجم صراطاً لطاروا نحوه مستبسلينــا
وتلك سجية الآباء منهم وقد ظلوا لها متوارثينـا
إذا ديس العرين مضوا غضابـــــاً ليصطلموا الذي داس العرينــا
إذا قالوا : بكيل . حنت رؤوس وخر لها الجبابر ساجدينــأ
بنفسي ، والأب الغالي ، ونجلي ومالي ، أفتدي ( المتبكلينــا ) !
واحة المكبرين :-
سنواصل في واحة اليوم سرد كلام السيد محمد بن بدرالدين الحوثي :-
من الذي بدأ الحرب الرابعة في صعدة ؟
• السلطة هي التي بدأت، وذلك حينما وجهت أول حملة عسكرية من صنعاء إلى صعدة،
ومع أنها قد مرت من عدد من المناطق التي يتمركز فيها المجاهدون في سفيان
والعمشية وغيرها دون أن تتعرض لأحد أو يعترضها أحد، إلا أنها توقفت في مذاب
وبدأت الضرب على المناطق التي يتمركز فيها المجاهدون، وعلى مدى نحو ساعتين
والضرب مستمر، ولم يرد المجاهدون برصاصة واحدة حتى سقط منهم شهيد وجرح آخران،
عندها رد المجاهدون وبدأت الاشتباكات.
هذه القصة وكيف بدأت يعرفها رئيس الجمهورية، وقد شهد بها يوم ذاك بمحضره شاهد
من أهله ممن كان متواجداً في الميدان وفي مكان المواجهة. بعدها قامت وحدات من
الجيش بمهاجمة منطقة آل سالم، ثم وسعت السلطة هجماتها وقصفها بالطيران وغيره
من الأسلحة الثقيلة، وبدأت الزحوف تتجه إلى عدد من المناطق التي يتواجد فيها
المجاهدون، وخلال هذه الأحداث كلها وعلى مدى أسبوعين لم يرد المجاهدون فيها
بطلقة واحدة، حيث كان الأخ عبد الملك الحوثي قد وجه بعدم الرد، كي يتسنى لدعاة
الإصلاح والسلام التدخل لتدارك المشكلة، ولكي يعلم الجميع أننا لم نبدأ الحرب.
• وعندما وصلت الأمور إلى حد اليأس من تراجع السلطة عن قرار الحرب، ـ خصوصاً
بعد أن زجت بعدد من أعضاء لجنة الوساطة في السحن، وبعد أن تمت محاصرة
المجاهدين والزحف على مناطقهم، وسقط منهم شهداء وجرحى ـ اضطروا للدفاع عن أنفسهم ويشهد بما قلنا جميع المواطنين الذين حدثت المواجهات أمام ناظرهم في تلك المناطق. كما أن حشود السلطة، وتقاطر الألوية العسكرية المتجهة إلى صعدة هي
أكبر دليل على أن السلطة كانت عازمة على شن حرب كبيرة علينا، وأنها ليست مجرد
مدافعة عن نفسها، إضافة إلى ما سبق ذلك من تصريحات وبيانات وكتابات مهيجة
للفتنة غصت بها وسائل إعلام السلطة،ولأن قرار العفو الذي أطلقه الرئيس لم
يفعّل بالشكل الذي كنا نتوقعه، حيث لا تزال السلطة تحتفظ بعدد كبير من السجناء
والمفقودين لحد الآن، منهم في السجن المركزي بصنعاء ما يسمى بخلية صنعاء الذين
اعتقلوا خلال الحرب الثانية، حكم على بعضهم بالإعدام، وبعضهم عشر سنوات حبساً
وبدون أي مبرر سوى تلفيقات واتهامات باطلة تماماً.
• كما أن المفقودين بالعشرات من الحرب الأولى والثانية والثالثة وفي مقدمتهم
السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي خرج من جرف سلمان وبه جروح طفيفة إثر تعهد
أولئك الضباط بتأمينه، وطبع وجوههم أنه لن يناله سوء على الإطلاق ولكن لحد
الآن ولم يعرف مصيره ، وهكذا غيره كثير ممن أخذ من المعركة سليماً أو جريحاً،
وبعضهم اختطف في غير المعركة وغيبوا تماماً، وقد علمنا أنه تم توزيع معظمهم في
محافظات شتى، ويتواجد منهم عدد في الأمن القومي بصنعاء وقبل فترة تم نقل
مجموعة منهم إلى الأمن السياسي وهم زهاء خمسة عشر شخصاً من الحرب الثانية فقد
أغلبهم في نشور منهم السيد العلامة احمد قاسم الداعي الذي تم التأكد من وجوده
الآن مع تلك المجموعة في الأمن السياسي بصنعاء، أضف إلى ذلك العشرات من جثامين
الشهداء الذين تحتفظ بهم السلطة لديها. فأين العفو؟!!
• هناك المئات من المنازل المهدمة، والمزارع والممتلكات المسلوبة، أما
التعويضات المعلن عنها فكانت جزئية، ووزع منها ما وزع بطريقة عشوائية ، وحصلت
فيها مغالطات وسطو وانتقائية من قبل متنفذين في السلطة وحولها. ولم يصل
للمتضررين الحقيقيين منها إلا الشيء اليسير وبعضهم حرم منها نهائياً فأين
العفو العام وأين التعويضات؟.
• هناك التحرشات الكثيرة من قبل السلطة امتدت طوال الهدنة المعلنة بعد الحرب
الثالثة، وبأساليب ووسائل كثيرة، وليس آخرها تقليد وسام(22مايو) لأحد أزلامهم
ومجرمي حربهم، والانتهاكات كثيرة لا يمكن حصرها، هذه الأمور وغيرها كلها كانت
دليلاً واضحاً على سوء النية لدى السلطة وأنها لا تريد حلاً جذرياً للفتنة، بل
كانت تتأهب وتعد العدة لإشعال هذه الحرب الرابعة. ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ
السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) صدق الله العظيم.
***
واقعنا يفصح عن مطالبنا
ما هي مطالبكم؟ ..لماذا كل هذه الحروب مع السلطة؟!
هكذا يتساءل الكثير، والواقع أنه بأدنى تأمل في الوضع الذي تعيشه الزيدية نجد
الإجابة على هذه التساؤلات. إذا أنه معلوم للجميع ما تعانيه الزيدية من اضطهاد
وحرمان وتمييز عنصري وطائفي منذ انقلاب 1963م، والذي لم يَعُد انقلاباً على
حاكم معين أو أسرة بعينها، بل تم الانقلاب على ذلك الانقلاب وتحول إلى انقلاب
على الهاشميين عموماً، وعلى مدى العقود الماضية والإعلام السلطوي يكرس جهوده
في تشويه صورتهم والنيل منهم، وتصاعدت حدته أكثر مع مرور الأيام حتى وصلت به
الوقاحة إلى درجة سب كبار أئمة الزيدية ابتداء من أول الأئمة في اليمن، وصاحب
الفضل الكبير على اليمنيين الإمام الهادي يحيى بن الحسين(عليه السلام).
تم تطور الانقلاب أكثر، بعد تغلغل الوهابية في اليمن، حتى استهدف الانقلاب
المذهب الزيدي والزيدية بشكل عام،ومهما خادعوا، وضللوا بإدعاء أنهم لا
يستهدفون الزيدية.. فِإن تصرفاتهم، والواقع المرّ الذي تعيشه الزيدية يشهد بما
قلنا؟ وبأدنى مقارنه بين ما تتمتع به الزيدية من الحقوق وما يتمتع به غيرها من
الوهابية أو الصوفية أو غيرهما تظهر الحقيقة.
إذن... مطالبنا هي مطالب أي أمة أو طائفة تعاني من التمييز العنصري والطائفي،
مضطهدة في فكرها وعقائدها، مصادرة حريتها، وعندما تتطلع وتسعى لفكرة أو لعمل
مشروع خيري وبأية وسيلة مشروعة للحفاظ على هويتها ـ وخصوصاً عندما تلمس السلطة
إمكانية نجاح المشروع وتلحظ جدوائيته وأنه بعيد عن الغوغائية والمجاملات التي
من شأنها تجميد الطاقات، ووأد الكفاءات لأن مثل هكذا مشاريع وأعمال مقبولة
عندهم، بل يمكن أن يدعموها ـ
أقول : ما إن تبدأ المسيرة حتى تنصب عليها المشاكل وتعاني الويلات من قبل
النظام بحجة أن هولاء يريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، والعودة إلى
الحكم الإمامي الكهنوتي الـ...الـ...الخ. وأنهم يسعون للانقلاب على النظام
الجمهوري، والوحدة، والديمقراطية وعرقلة مشاريع التنمية، والقضاء على المنجزات
و..و..الخ وهكذا لم يسلم من هذه التهمة أي مشروع زيدي ، سواء كان حزبياً أو
تربوياً ، أو غيره ، بل على مستوى الأفراد كالمدرسين ونحوهم ، وما قضية
العلماء الزيديين يحيى الديلمي ومحمد لقمان ومحمد مفتاح عنا ببعيد.
إنني أعتقد أن التوجه الطائفي العنصري ضد الزيدية والهاشميين إنما هو أستجرار
لتاريخ قمعي ، وإرث لتركة غنية بالأحقاد والظلم والاضطهاد، خلفها لهم أئمة
الجور من الأمويين والعباسيين الذين لطخوا صفحات التاريخ بجرائمهم ضد أهل
البيت وشيعتهم عبر مئات السنين، وهذا ما نلمسه واقعاً معاشاً قولاً وعملاً ،
وكلنا يقرأ ويسمع ويشاهد ما تبثه وسائل إعلامهم( وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ
أَكْبَرُ)، ثم حروبهم الظالمة المتتالية على الزيدية في صعدة وغيرها.
إن هذا التوجه الحاقد كان من جملة الدوافع والأسباب لإشعال الفتنة وتأجيج نار
الحرب في محافظة صعدة، كما يلحظه من له أدنى متابعة للأحداث منذ الحرب الأولى
بمران، إضافة إلى تلك الدوافع الغير خافية على أحد ، والتي أفرزتها العلاقات
المتنامية مع الإدارة الأمريكية، وهي أسباب كلها تندرج ضمن المخطط الاستعماري
الذي تنفذه الإدارة الأمريكية وعملاؤها تحت مسمى (مكافحة الإرهاب)
إذن.. وفي ظل هذا الوضع المزري للزيدية والذي يلمسه كل عاقل منصف.. أفلا تكون
مطالبنا واضحة جلية؟ ألا نستحق العيش بحرية وكرامة في ظل ما يسمى : دولة
النظام والقانون؟ أين هو فكرنا وعقائدنا في المناهج التعليمية؟ أين الأساتذة
والمفكرون والمثقفون الزيديون في كافة المؤسسات الثقافية الرسمية؟ أين
المشاريع التنموية في بلاد الزيدية؟ قارنوا بين وضع الزيود وغيرهم من التيارات
الأخرى في هذه المجالات على الأقل!! وهل من المعقول أن يمنّوا علينا بموظف
زيدي هنا أوهناك ممن لا يعرف من الزيدية سوى الإرسال في الصلاة ؟!! وأكثرهم
يكونون في وظائف سيئة كالجمارك، والضرائب، والمالية ونحو ذلك!! لكن أين
العلماء الأخيار؟ أين الواعون والمثقفون؟ أين الأكفاء الأمناء المخلصون؟ هولاء
كلهم مهمشون كلهم مبعدون، وأغلبهم توزع عليهم مختلف أنواع التهم حسب تأثيرهم
ومكانتهم الاجتماعية، وكفاءتهم العلمية والثقافية. فهم في نظر السلطة ملكيون،
انفصاليون، عملاء لإيران، جعفريون اثنا عشريون..... وهكذا.
ـ إن من يريد معرفة حقيقة ما يواجهه أبناء المذهب الزيدي لا بد أن يتجاوز ما
يتشدق به المسؤلون ووسائل إعلامهم من التضليل والتزييف وقلب الحقائق والخداع ،
فهل يكفي الزيدية رفع الأذان من الجامع الكبير بحي على خير العمل ؟ هذا خداع ،
وهل يكفي أن يقال إن رئيس الجمهورية زيدي وهو يذبح أبناء الزيدية في
صعدة؟!!(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) ألا تهدف هذه المقولة إلى
تحميل الزيدية أخطاء هذا الرئيس من قبل من لا يعرف مَنْ هُم الزيدية ؟
بلى...وهذا ما يسمعه الكثير منا خاصة في بعض المحافظات الجنوبية. يقولون : هذه
دولتكم يازيود!!. وعلى كل حال .. من لم يعرف مطالبنا فليتلمس واقعنا..
وسائلنا لنيل حقوقنا:
لا بد أن يعلم الجميع أنه مهما كانت مطالبنا، مهما كانت المظالم المنصبة على
رؤؤسنا، مهما واجهنا من تمييز ضدنا.. فإن طريقنا لنيل حقوقنا لا يمكن أن
يتجاوز الطرق السلمية التي كفلها لنا دستور الجمهورية اليمنية الذي تم
الاستفتاء عليه بعد الوحدة مباشرة، مع أن هذه الطريق السلمية أصبحت ـ وللأسف ـ
مسدودة ، وأبسط مسيرة أو اعتصام أو حتى تعبير عن الرأي بالكلمة يواجه بقمع
شديد وهل شعار: الموت لأمريكا وإسرائيل خارج عن نطاق حرية التعبير عن الرأي؟
ولماذا نسجن ونقَتَل ونحارب بسببه؟!!. ولكن مهما يكن تبقى تلك الوسائل هي
النهج الذي نؤمن به ونرتضيه.
أما هذه الحروب التي نخوضها منذ ما يقارب أربعة أعوام فليست من أجل نيل تلك
الحقوق والمطالب، وإن كان التمادي في سلبها والإمعان في القهر و الحرمان مما
ينذر بتفجر الوضع العام الذي قد لا يمكن لأحد من السيطرة عليه. لكن هذه الحرب
فرضت علينا فرضاً، والكل يعلم أن السلطة هاجمتنا بقواتها المسلحة إلى بيوتنا،
ولم يبق لنا من وسيلة سلمية للدفاع عن أنفسنا، واضطررنا اضطراراً للجوء إلى
سلاحنا دفاعاً عن النفس، وهذا حق مشروع من قبل الله تعالى لنا ولكل من ابتلى
بمثل ما ابتلينا به، قال الله تعالى(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (فَمَنِ
اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )
وغيرها من الآيات، فليتنبه الجميع لهذه المسألة، ويعرفوا أننا ومنذ البداية
وسنبقى إنشاء الله دعاة سلم وسلام ووحدة ووئام.
والله من وراء القصد.
تحت هذا العنوان سنناقش يومياً أحد المواضيع المتعلقة بأفكار وأعمال أنصار الحوثي .... !
واحة القرآء :
لا زال الإخوة القرآء بخلاء بمواضيعهم !!!!
إستراحة الواحة :
- في مرة من المرات كان الرئيس مجتمعاً بكب وزرائه وأركان حكمه فإذا بإتصال عاجل مفاده بلاغ عن حادثة سرقة حصلت في أحد شوراع العاصمة ، فأمر الرئيس بالتأكد من الواقعة ، فكان الرد تأكيد وقوعها ، فصمت برهة ثم قال بصوت مسموع : كيف توقع عملية سرقة ، والسرق كلنا مجتمعين هانا !!
- في إحدى الولائم كان الأصدقاء يتناولون طعام الغداء وكان بينهم فقيه ، وأرادوا إحراجه بقصد إشغاله عن الأكل فقال أحدهم : ياسيدنا أمانة عليكم حدثونا عن قصة نبي الله يوسف ( ع ) .. فعرف الفقيه مقصدهم ، وأجابهم مسرعاً وهو يأكل : قصته أنه ( ضاع ولقيوه ) !!
- عندما تم عرض مسلسل ( أم كلثوم ) لأول مرة جلس أحد أبناء ذمار يشاهد المسلسل وكانت زوجته بجواره تشاهد ، فسألها : من هي هذه الممثلة التي تقوم بدور أم كلثوم – وكان قد أعجب بها مستبشعاً زوجته – فردت عليه : هذه هي ( صابرين ) فرد عليها : والله ما صابرين إلا إحنا !!!!
تحياتي الخالصة
وإلى اللقاء في واحة جديدة