التقاعد ..... أي الإستراحة بعد عناء ومشقة رحلة الحياة العملية ... من البديهي أن تكن هذه المرحلة من العمر بها من التفاوت بالوضع الإستمتاع والراحة أو الشقاء والصبر كماهو شأن الحياة عموما ،،، ومن البديهي أو المسلم به أن المتقاعد يبحث عن عش دافئ وأمان ... وقد تنبهت لذلك دول العالم الغربي وسائر الدول المتمدنة بالعالم فشملت برعايتها ذالك المحارب العتيد الذي أفنى زهرة شبابه بخدمة المجتمع .. وقبل أن تشمله الرعاية تم توعية المواطن لها وضرورتها عبر وسائل الإعلام والتي هي وسيلة للتعليم والتثقيف وليست لغرض التحريف والتزييف كما هو شأننا ..
ومن مشاهداتي عبر التليفزيون والصحافة ... شاهدت مرة "مناحيم بيقن" رئيس وزراء إسرائيل السابق ، وزعيم ومؤسس حزب حيروت ( الأحرار) وقائد عصابة شتيرن الإجرامية سابقا ، ومدبر مذبحة دير ياسين الشهيرة ، وأخيرا مؤسس كتلة " هاليكود " وهذا الشخص تصوروا بعد عمر عملي جاوز الخمسين عاما به مابه من إنجازات حقيقية ولعل أبرزها زيارة الرئيس السادات إلى القدس وإنجاز معاهدة كامب ديفد ( معسكرداود) .... ولكن بيقن مع كل ذلك " تقاعــــــــــــــــد " وحتى لم يعد مستشارا أو أي نشاط سياسي .. وقد كرس وفاة زوجته عزلته ... وأذكر كيف أطال بيقن لحيته تعبيرا عن حزنه على رفيقة العمر رغم أنه كان زوملائه يبقرون بطون النساء الحوامل أيام " شتيرن " ... وتقاعد بيقن بمنجزاته سواء كانت مجزرة دير يس أو إقامة الكيان المغتصب أو حتى المساهمة بنشؤ التقنية الإسرائيلية المتطورة بما فيها السلاح النووي والذي أفصح عنه العالم الإسرائيلي المنسق " فعنونو" ..
عندما كنت طفلا لازال رنة إسم الباجهجي ترن في أذني ... وفي ما بعد وعند إشتداد أزمة العراق عرفت أن عدنان الباجهجي كان وزيرا وناشطا سياسيا خلال العهد الملكي بالعراق .. وعرفت أنه بالثمانينات من العمر .. وحاليا رأيت شخصا يمارس النشاط السياسي وأسمه عدنان الدليمي .. وتأكد لي أن ذلك الشخص هو الباجهجي بشحمه ولحمه .. لم يتقاعد ..
الباجهجي يمثل العقلية العربية ونظرتها للتقاعد .... بينما يمثل بيقن العقلية الغربية وعبر ممثلتها الحضارية بالمنطقة ( إسرائيل ) ... وإذا قمنا بتثمين دور هذا ودور ذاك وطنيا ودون عاطفة سنصل لما يشبه العاصفة ..
هل نظرة العربي المريبة للتقاعد يقبع خلفها أكثر من سبب ... كخسارة الهيبة ، والوجاهة والنفوذ .. وقبل كل شئ النقود قبل النفوذ .. وغالبا قد لايحصل على شئ على الإطلاق ... بالطبع المتقاعد العربي لايتم تثمين أوتقييم أدائه وطنيا وغالبا هوشخصيا الذي يفرض التثمين وقد يتشبه بالأغاخان إن حالفه الحظ فيأمر بوزنه ... ذهبا أو ماسا .. ولن يكتف بذلك بل سيلتمس وغالبا ما يأمر " إستوصوا بإبني خيرا " ... وهذا التطرف المفرط .. إما يأخذ كل شئ على الأحياء والأموات ... وإما لايترك له شئ ولاحتى الفتات ..
لوقلنا أنه لايحق للعربي أن يتقاعد ( يستريح ) والساسة تحديدا .. وهم لايستريحون ولايريحون ولايريح منهم الإ هادم اللذات ومفرق الجماعات ... وبتقييم آدائهم وتثمينه ماديا ووطنيا ،، فلربما عرفنا السر المشاع وتوصلنا للإجابة المعروفة سلفا ... ماسبب كراهية التقاعد عن العرب ..؟
ماسر كراهية التقاعد عند العرب ..؟
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1036
- اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 668
- اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
- اتصال:
أشكر حضوركم الكريم سيدي المجاهد الصابر ، ونسئله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا صومنا وأن يصبر قلوبنا على كل المآسي والكوارث التي إنتشرت بعصرنا ..
المتقاعد من الجنوب كان من حيث التأهيل العلمي يعتبر متميزا ، فالكثير من هؤلاء قضوا ردحا من أعمارهم بالأكاديميات العالمية وبتخصصات يعتبر البعض منها نادرا ... ومع ذلك تم إحالتهم للتقاعدة بينما يقبع أساطين الفساد والجهل بوظائفهم ولايتركونها حتى يورثونها .. هي الرعونة التي أردت الكثير من الأمم وجعلتنا بذيل القائمة حضاريا .
المتقاعد من الجنوب كان من حيث التأهيل العلمي يعتبر متميزا ، فالكثير من هؤلاء قضوا ردحا من أعمارهم بالأكاديميات العالمية وبتخصصات يعتبر البعض منها نادرا ... ومع ذلك تم إحالتهم للتقاعدة بينما يقبع أساطين الفساد والجهل بوظائفهم ولايتركونها حتى يورثونها .. هي الرعونة التي أردت الكثير من الأمم وجعلتنا بذيل القائمة حضاريا .