في ذكرى الإنتصار الإلهي ( 14/8/2006م ) ...!

[علي الحضرمي]

في مثل هذا اليوم الــ 14 من آب / أغسطس من عام 2006م توقفت الحرب الدائرة في جنوب لبنان بين الكيان الصهيوني وحزب الله اللبناني ..
وانقشع غبار المعارك عن هزيمة نكراء شنعاء مجلجلة لذلك الكيان الوهمي الغاصب !
وعن نصر إلهي تأريخي إستراتيجي مؤزر مظفر لتلك الثلة المؤمنة المجاهدة الصابرة المحتسبة !

لقد كانت أمريكا تسعى من خلال تلك الحرب لإنشاء وخلق شرق أوسط أمريكي صهيوني جديد في المنطقة ينطلق من لبنان !!
ولكن أبطال لبنان أفشلوا ذلك الرهان وحطموا هذا الحلم وحولوه إلى كابوس يهدد أمريكا وإسرائيل وكل عملائهم وأدواتهم في المنطقة ؟!
لقد كان وسيظل نصر الـ 14 من آب / أغسطس علامة فارقة في تأريخ لبنان والمنطقة والعالم ؟!
لقد صار عيداً يفرح فيه كل العرب والمسلمين والمستضعفين في أرجاء الدنيا ؟!
لقد عمل ذلك الإنتصار على توحيد صفوف الأمة وتجميع المسلمين ضد عدوهم الحقيقي المشترك !!
لقد أعاد ذلك الإنتصار لكل العرب والمسلمين الثقة بربهم وبمبادئهم وبأنفسهم !!!

ولذلك كان الإنتقام منه قوياً من قبل أعداء الأمة حيث اشتدت بعده مؤمراتهم وهجمتهم وأعمالهم التي تركزت في إشعال الفتن الطائفية والمذهبية بشكل لم يسبق أن عرفه أبناء هذه المنطقة منذ زمن بعيد ؟!!!
وللأسف فقد انجر وراء هذه الفتن الكثير من المسلمين خاصة أولئك المتحجرين الجهلاء .. وكذلك أولئك الغوغائيين الهمج الرعاع أتباع كل ناعق !!
ومع ذلك فقد فشل أعداء الأمة وسيفشلون ..
إن الكلمات مهما استعارت من أساليب البلاغة و الفصاحة لن تستطيع أن توفي من صنعوا نصر الــ 14 من آب / اغسطس ولو أقل القليل من حقهم !

إذاً نقول :مبارك لكل العرب والمسلمين والمستضعفين في العالم هذا النصر المبين !

وبملئ أفواهنا نرسلها تحيـــــــة :-
تحية الفخر و الشمـوخ والإباء والثبات والصمود لأولئك الرجال الذين رفعوا رؤوس أبناء الأمة بين الأمم ... !
تحية الحرية والعزة والكرامة لأولئك الأبطال الذين حموا شرف الإسلام وشرف العروبة وشرف لبنان !!!
تحية الخلود والبقاء والعظمة لشهدائهم الذين رووا بدمائهم الزكية تلك الأرض الطاهرة
تحية الإجلال والإكبار والمساندة لجرحاهم وأسراهم ومشرديهم الصامدين ...!
تحية المجد والرفعة لقائدهم وجنوده الذين بهروا العالم !

وهي تحية إلى كل الشهداء والمجاهدين والمقاومين والأسرى والمعتقلين والمشردين والمظلومين والمحرومين في كل شبر من هذا العالم .. من فلسطين إلى العراق إلى أفغانستان إلى الصومال إلى الشيشان إلى الفلبين إلى السودان إلى صعدة اليمنية الحرة الأبية ؟!



رجال الله يوم الفتح في لبنان !كذا صار الدم العربي سكيناً وذباحا..
وصار الشعر بعد الصمت في الساحات صداحا‏
كذا صرنا ولن نبقى إذا كنا تناسينا جهاد الحق والإيمان.‏
وأن الشعب رغم الذل..رغم القهر..‏ يرفع راية العصيان
يصمم أخذها غصباً..ويأخذها‏
كذا فعلت رجال الله يوم الفتح في لبنان..‏
جنوبي الهوى قلبي و ما أحلاه أن يغدو هوى قلبي جنوبيا
هنا حطت رحاؤلنا..تعال اخلع..
وقد أرجوك أن تركع
تعال اخلع نعالك..
إننا نمشي على أرضٍ مقدسة فلو أسطيع أعبرها على رمشي..‏
هنا سُلبوا, هنا صلبوا, هنا رقدوا, هنا سجدوا ،هنا قُصفوا,
هنا وقفوا,هنا رغبوا, هنا ركبوا براق الله وانسكبوا بشلال من الشهداء‏
قبل رحيلهم كتبوا كتابات بلا عنوان.. ستقرأ في مدارسنا..
رجال الله يوم الفتح في لبنان‏
لأن الشعب كان هناك يرفض فكرة الإذعان..‏
لأن جراحهم نزفت ونخوة عزهم عزفت نشيد المجد للأوطان..‏
لأن الأرض مطلبهم ونور الحق مركبهم, تجرد من بقيتهم رجال آمنوا..
قرؤوا : ( إذا جاء )
رجال عاهدوا صدقوا..وقد شاؤوا كما شاء
صفاء النفس وحدهم..فجلّ حديثهم صمت, وبعض الصمت إيماء َ..‏
إذا هبوا كإعصار فلا يبقي ولايذرُ..‏
لهم في الموت فلسفة, فلا يخشونه أبدا, بذا أُمروا
لأجل بلادهم رفعوا لواء النصر..فانتصروا..‏
جنوبيون يعرفهم تراب الأرض, ملح الأرض, عطر منابع الريحان..‏
جنوبيون يعرفهم سناء البرق, غيث المزَن, سحر شقائق النعمان..‏
نجوم الليل تعرفهم وشمس الصبح تعرفهم..وبوح الماء للغدران‏
وقد عرفوا طيور الحب, فك السيف, شعر الفرس والإغريق والفينيق والرومان..‏
لهم علم ومعرفة بمن سادوا..ومن بادوا..وموسيقا بحور الشعر وكيف يحرر الإنسان..‏
جنوبيون كان الله يعرفهم, وكان الله قائدهم وآمرهم, لذا كانوا بكل تواضعٍ..
كانوا رجال الله يوم الفتح في لبنان..‏

... عمر الفرة
( شاعر سوري )

[موالي آل بيت النبي (ص)]

اللهم صل على محمد و آل محمد

نصرٌ من الله و فتحٌ قريب

[علي الحضرمي]

اللهم صل على محمد و آل محمد

نصرٌ من الله و فتحٌ قريب

شكراً لمروركم
ومبروك علينا وعليكم هذا النصر العظيم