لم يكن موفقاً كعادته رئيس الجمهورية في خطاب الأمس الذي ألقاه في صالة جار الله عمر ( 22 مايو ) بمناسبة إفتتاح أعمال المراكز الصيفية !
فلقد تناقض في هذا الخطاب كما يتناقض في خطاباته المعهودة !!
وكالعادة بدء بالحديث عن صعدة وعن الإنفصاليين والإماميين الذين يريدون العودة للماضي وللوراء !!
وهو ربما يجهل أو بالأصح يتجاهل أن الشعب صار يحن بالفعل إلى ذلك الماضي الجميل بكل سلبياته مقارنةً بالحال الذي وصولوا إليه بسبب ظلمه وفساده وسياساته !
الشيء المميز لخطاب الرئيس البارحة هو الهجوم القوي والحاد على تنظيم القاعدة !!
فقد وصفهم بأنهم خونة وعملاء للصهاينة ، وحتى من ذهب منهم للجهاد في أفغانستان إنما كان ينفذ مخططات الصهيونية ؟!!
ونحن بالفعل لا نستبعد أن الصهيونية كانت أحد الداعمين والمشجعين لذهاب الشباب لأفغانستان خدمةً لأمريكا !
ولكن الشيء الذي لانشك فيه أن كل أولئك الشباب الذين ذهبوا أفغانستان كانوا يحملون هم الجهاد وهم الدفاع عن المستضعفين الأفغان ، ولم يكن يدور في رؤسهم شيء عن مصلحة أمريكا وإستفادتها من هذا الجهاد !!
بينما لا نشك أيضاً بأن الأنظمة العربية والإسلامية ( وعلى رأسها بالطبع النظام اليمني بكل أجنحته ) لم يكن تشجيعهم ودعمهم للجهاد في أفغانستان إلا خدمة لأمريكا عن قصد !!
وعليه يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها ، فأولئك الشباب مجاهدون صادقون أوفياء لمبادئهم !!
بينما الأنظمة التي دعمتهم وحفزتهم تقرباً لأمريكا وطاعة لها هي أنظمة عميلة ومرتمية في أحضان أمريكا والصهيونية .. بلا جدال !
الرئيس يوم أمس بعد الهجوم الحاد على القاعدة عاد في نفس الخطاب ليبرر دوافع أعمالهم بالقول : ( أن تلك الأعمال هي نتيجة غياب العدالة الدولية ... ) !!!
وهذا شيء يدعوا للإستغراب !
ولكن ذلك الإستغراب سيزول وستتضح الأمور ويفهمها حتى الأطفال حينما نسمعه في نفس الخطاب يقول أنه : ( لا زالت هناك خلايا نائمة !! ومن المتوقع أن تنشط قريباً ..... )؟!!
إذاً لقد وضحت الرؤية واكتمل المشهد !
هاهي الخلايا النائمة قادمة !!
ومن هي الخلايا النائمة ؟
إنها تلك المجاميع التي لها علاقات مميزة مع أركان السلطة ، وهو من يحركها متى أراد .. ويجعلها تتوب وترجع لجادة لاصواب متى أراد .. ويجعلها نائمة ومستيقضة متى أراد .. ويجعلها مجاهدة أو عميلة للصهيونية متى أراد ... !
أنا متأكد تماماً أن الحديث عن الخلايا النائمة هو رسالة للملكة الشقيقة بأن تستعد لهجمات هذه الخلايا التي سيوقضها من منامها زعيمنا المفدى ؟!!
وهذا الموضوع له علاقة بالوساطة القطرية التي كان يريد النظام من خلالها إبتزاز المملكة ، ولكن الزيارة المفاجئة لرئيس وزراء قطر إلى السعودية الجمعة الماضية أذابت الجليد بين الطرفين وأكدت للملكة أن النظام هو من يسعى لإيجاد بؤرة توتر دائمة على حدودها الجنوبية كي يسترزق منها ؟!!!
المهم أن الرئيس أثبت بحديثه عن الخلايا النائمة أنه الممسك بملف القاعدة في اليمن !
والذين يصفهم حيناً بالمجاهدين وحيناً بعملاء الصهاينة ؟!
وعش رجباً ترى عجباً !
وصايا البغل المستنير !
قال بغلٌ مستنير واعظاً بغلاً فتياً :
يا فتى إصغ إليَّـا ..
إنما كان أبوك امرأ سوءٍ
وكذا أمك قد كانت بغياً
أنت بغلُ
يا فتى .. والبغلُ نغلٌ
......
يا فتى أنت غبيٌ
حكمةُ الله لأمرٍ ما أرادتك غبياً
يا فتى .. من أجل أن تحمل أثقال الورى
صيرك الله قوياً
يا فتى .. فاحمل لهم أثقالهم ما دمت حيّا
واستعذ من عقدة النقص
فلا تركل ضعيفاً حين تلقاه ذكياً
يا فتى إحفظ وصاياي
تعش بغلاً
وإلا ...
ربما يمسخك الله .. رئيساً عربياً !
... أحمد مطر
الرئيس وعملاء الصهيونية والخلايا النائمة ؟!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 1036
- اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am