15/06/2007 م
سلام صعدة ... هل يكمن الشيطان في التفاصيل الهامشية !؟
---------------- محمد محمد المقالح
يوم امس استبشر اليمنيون وكل المحبين لهم ولأمن واستقرار وازدهار وطنهم , حين سمعوا وتابعوا تصريحات ايجابية متبادلة من قبل طرفي الاقتتال اليمني اليمني في صعدة تشير الى قرب التوصل الى اتفاق سياسي ينهي الحرب ويوقف نزيف الدم اليمني المتدفق من صعدة ومن كل انحاء الوطن ومنذ اكثر من اربعة اشهر متواصلة.
غير ان هذه الفرحة القصيرة ان جاز لنا ان نسميها كذلك، سرعان ما تبددت بعد ان تبين ان الارادة السياسية الصادقة والجادة لايقاف الحرب لم تتوفر بعد، وحين دخلت الاطراف المستفيدة من الحروب والصراعات ومن هز استقرار وامن اليمن لافشال كل مساعي الخير التي بذلت على مدار الاسابيع الماضية .
من الواضح ان هنالك اطرف لا تزال مقتنع بامكانية الحسم و"السحق" العسكري لحل مشكلة صعدة بقدر ما ان هنالك اطراف لاتزال تستخدم الدماء والجراحات في صعدة كورقة للمساومات والبيع والشراء في اسواق النخاسة الاقليمية والدولية ولو لم يكن هذا موجودا لما تعلل البعض بكلمة هنا او عبارة هناك امام الانجاز الكبير للسلم الاهلي الذي كنا ننتظر الاعلان عنه بين لحظة واخرى في الساعات القليلة الماضية .
ان من سرب خبرا قبيحا يتحدث عن "نفي الحوثي والرزامي الى قطر" كمرتكز للاتفاق السياسي حول المشكلة في صعدة، كان يوكد وبما لايدع مجالا للشك انه ليس جادا في حل المشكلة ولا يزال يراهن على اطراف وحلول اخرى غير ما هو مطروح على الطاولة ومنذ اكثر من ثلاث اسابيع.
يعرف من طرح هذا المقترح "اللغم" بان نفي اي مواطن يمني واخراجه من اهله ودياره غير مقبول ليس من قبل الحوثيين بل ومن قبل اي وطني اخر لا علاقة له باطراف الصراع في صعدة ونداعياتها الا من بوابة المواطنة اليمنية وحقوقها المكنسبة دستوريا ، ثم ان لغة النفي والاقصاء عن الاهل والوطن هي في الحقيقة لغة حرب استئصالية اكثر من ان تكون لغة حوار او سلام واخوة وتسامح بين الفرقاء ، واكثر من هذا كيف لصاحب هذا المقترح الخبيث ان يتصور ولو للحظة واحدة ان يقبل اي من الحوثي او الرزامي مشروع اخراجه من بلده والقبول بان يكون رهينة " جواز" سفر يحدد حركته وقضيته بعد ان قدم الغالي والنفيس من اجل قناعاته ومعتقداته.
التصور الخاطىء بان الحوثي والرزامي يبحثان في الحوار عن وسيلة لحماية راسيهما مقابل التفريط بالجماعة وتركها عرضة للتشرذم والتجاذب من قبل "الوسطاء" الذين يبحثون عن املاء الفراغ الذي سيتركانه في صعدة هو الذي عرقل وقد يفشل الوصول الى اتفاق سياسي للمشكلة ،كما ان الخطأ الاكبر والذي ادا الى هذا الاشكال هو ان الحوار كان – كما تبين مؤخرا- يدار منذ اسابيع بدون معرفة او تصال مباشر باصحاب الشان واذا استمر الوضع متروكا لمقاولي الباطن فلن تنجح الجهود رغم عدم تشكيكنا باهمتها واخلاص اصحابها.
يبقى ان نقول بان المطلوب في هذه اللحظة هو اعلان ايقاف الحرب اولا وترك بقية التفاصيل للحوار الذي يجب ان تشترك فيه جميع الاطراف الوطنية لتكون شاهدة عليه ومسئولةعن تحديد الطرف المخطىء او الطرف الباغي ازائه ، مع التاكيد مرة اخرى بان من لديه ارادة صادقة وجادة لحل المشكلة فعليه ان لا يبحث عن بند هامشي هنا أونقطة اضافية هناك
...وتذكروا دائما بان الحلول الصحيحة للمشكلة لن تتم الا بتنازلات متبادلة لصالح الانجاز الوطني الاهم
سلام صعدة ..... هل يكمن الشيطان في التفاصيل الهامشية !؟
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 233
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 14, 2005 11:19 am
سلام صعدة ..... هل يكمن الشيطان في التفاصيل الهامشية !؟
قال الأمام زيد بن علي عليه السلام ؛
من استشعر حب البقاء ،،، استدثر الذل إلى الفناء
من استشعر حب البقاء ،،، استدثر الذل إلى الفناء