البداء ... بين موت إسماعيل ... وبين إمامة إسماعيل ...!!!!

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله ؛
بلى ؛ لكن حالك أخي المعتمد لا يخلو من أمرين ؛
إما أن لا تكون منهم فيبدو منك المناقضة لما أرودته في كلامك ؛
ثم كيف نتبع كل من قام ضد الظلم من أهل البيت؟
لعل هذا الانسان سريرته غير علانيته؟
لعل هذا الانسان يظهر الخير ويؤمن به ولكن عاقبة أمر ما قام به السوء؟
فكيف نتبع الخميني ونحن لا نعرف سريرته ؟!!
وإما أن لا تكون منهم ، وعلى ذلك فأنت تحكم بانحراف كل دولة قام باسم الإسلام منذ أكثر من ألف عام ؟!! وهذا غاية في النكارة إلا أنا يمكن نقاشه بصورة مستقلة .

أخي الكريم ؛ لا أريد أن أحكم عليك حكماً مسبقاً – ويحكم عليك الأخوان تبعاً – فأرجو توضيح كلامك جيداً لأنا إنما نحكم بما نقرأ من الكتابة فهي السبيل الوحيد للوصول إلى تفكير الكاتب ، أكرر رجائي منك توضيح موقفك من الخميني كونك أنكرت اتباع من لا تعلم سريرته .
والسلام عليكم ،،،
عسى مشربٌ يصفو فتروى ظميةٌ *** أطال صداها المنهل المتكدرُ

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

[3]
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ................
=======================

س/ ماذا يترتب على إثبات أو نفي أنّ البدا قد يقع في الإمامة أولا يَقعْ ؟

ج/ أنّه إنْ ثبتَ ( وهو ثابت ) أنّ البدا يقعُ في الإمامة ، فإنّ النظرية الإثني عشرية ستنهدّ وتنهار ، إذ قد يبدو لله بدوٌ في الإمام الثاني عشر الغائب ، فيُميتُه ، أو يُلغي حُجيّتَه ، كما بدا له في إمامة إسماعيل بن جعفر وألغى إمامته وجعلها في أخيه موسى الكاظم ، وكما بدا له في محمد بن علي الهادي عندما ألغى إمامته وجعلها في أخيه الحسن العسكري .

وقد طرحنَا في السابق رسالةً للشيخ البلاغي ، فثَبَتَ لنا من كلامِه أن البدا حصل فعلاً في الإمامة دون الموت ، وهذا أمرٌ جلل .

ونقول في بحثنا هذا أنّ الإمامية تقول :

أنّ العِلْمَ عِلْمَيْنْ :

1- العِلْمُ المكنون : وهو العِلمُ الذي استأثرَ الله نفسه به ، فلا يَعَلَمُهُ إلاَّ الله ، مثل: العلمُ بالآجال والأرزاق والبلايا والأمراض . وهذا النوعُ من العِلم هُوَ الذي يحصلُ فيه البدا .

2- العِلْمُ الغير مكنون : وهو العِلْمُ الذي علَّمهُ الله لملائكتهِ ورُسُلِه وللأئمة الإثني عشر ، مثل : العِلمُ بالفِتَنِ التي ستحصلُ ( الأمور المستقبلية ) ، العِلمُ بأشراط الساعة وعلامتها ، العِلمُ بالجفر . وهذا النّوعُ من العِلم هو الذي لا يحصلُ فيه البدا ، لأنّه إنْ حصلَ فيه البدا ، كانَ هذا تكذيباً للملائكة والرسل والأئمى الإثني عشر فيما يُخبرونا به . كأنّ يبدو لله أنْ يُلغِيَ طلوع الشمس من الغرب في آخر الزمان ولا يجعلها من علامات الساعة ، والرسول قد قال بأن طلوع الشمس من المغرب من علامات الساعة فهذا تكذيبٌ من الله لرسوله صلوات الله عليه وآله وسلم .

إذاً فالعلمُ المكنون المُختص بالله يقعُ فيه البدا ، والعلمُ الغير مكنون الذي يختصّ بالأنبياء والأئمة لا يقعُ فيه البدا .

وفي هذا سردَ السيد الخوئي في رسالته عن البدا رواية الشيخ الصدوق في «العيون» بإسناده عن الحسن ابن محمد النوفلي، أنّ الرضا عليه السلام قال لسليمان المروزي : «رويت عن أبي، عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال: إنّ لله عزّ وجلّ عِلْمَيْنْ: عِلْمَاً مَخزوناً مكْنوناً، لا يَعْلَمُهُ إلاَّ هُو، مِن ذلك يكون البداء [ تأمل ] ؛ و عِلْمَاً علّمَه ملائكته و رسله، فالعلماء من أهل البيت نبيّك يعلمونه....) اهـ .

وأيضاً ذكرَ السيد الخوئي في نفس الرسالة قول الرضا عليه السلام لسليمان المروزي - في الرواية المتقدمة-عن الصدوق: «إنّ علياً عليه السلام كان يقول: العِلْمُ عِلْمَان: فعِلْمٌ عَلَّمَهُ الله ملائِكَتَه و رُسُلَه، فمَا عَلَّمَهُ ملائكَتَهُ و رُسُلَه فَإنَّهُ يكُون [ تأمّل ] ، و لا يُكّذِّبُ نَفْسَه و لا مَلائِكَتَه و لا رُسُلَه؛ و عِلْمٌ عِنْدَه مخزون لم يُطْلِعْ عليه أَحَدَاً مِنْ خلقه [ تأمّل ]، يُقَدِّمُ منه ما يشاء، و يُؤخِّرُ ما يشاء، ويمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء [ أي يحصل فيه البدا ]»

وأيضاً ذكرَ السيد الخوئي في نفس الرسالة رواية العياشي، عن الفضيل، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «من الأمور أمور محتومة جائية لا محالة، و من الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدّم منها ما يشاء، ويمحو ما يشاء، و يثبت منها ما يشاء، لم يطلع على ذلك أحداً [ تأمّل] - يعني الموقوفة- فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة، لا يكذب نفسه، ولا نبيه، و لا ملائكته».

وأيضاً ذكرَ السيد الخوئي في نفس الرسالة روايةَ علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي جعفر و أبي عبدالله و أبي الحسن عليهم السلام، في تفسير قوله تعالى: (فيها يفرق كل أمرٍ حكيم) .«أي: يقدر الله كل أمر من اللحق و من الباطل، و ما يكون في تلك السنة، و له فيه البداء و المشيئة، يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء من الآجال و الأرزاق والبلايا و الأعراض و الأمراض، و يزيد فيها ما يشاء و ينقص ما يشاء...» . وهُنا ذكرَ مايقعُ فيه البدا .

الخلاصة مما سبق ْ :

أنّ البدا لن يقعَ فيما أخبرنا به الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ، وما أخبرنا به الأئمة الإثني عشر من حوادثٍ مُستقبليّة . وإلاّ لكان هذا تكذيباً للرسول وللأئمة.

تناقض :

ذكر السيد الخوئي في نفس رسالته ما جاء في كتاب الإحتجاج عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال: «لولا آية في كتاب الله، لأخبرتكم بما كان، و بما يكون، و بما هو كائن إلى يوم القيامة، و هي هذه الآية: (يمحو الله ما يشاء ويُثبت وعنده أمّ الكتاب ) .

ثمّ ذكر السيد الخوئي في نفس رسالته ما جاء في تفسير العيّاشي فقال ما نصّه : (عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ( كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة. فقلت: أيَّةُ آيَةْ؟ قال: قول الله: (يمحو الله ما يشاء ويُثبت وعنده أمّ الكتاب ).

ثمّ ذكر السيد الخوئي أيضاً في نفس رسالته ما جاء في قرب الإسناد عن البزنطي، عن الرضا عليه السلام قال: « قال أبوعبدالله، و أبوجعفر، و علي بن الحسين ، و الحسين بن علي ، والحسن بي علي ، و علي بن أبي طالب عليهم السلام: و الله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى أن تقوم الساعة: (يمحو الله...)» .

أقول :

ما الذي يُريدُ إخبارنَا به أئمة الإمامية ، علي المرتضى والحسن السبط والحسين السبط وعلي زين العابدين وأبو جعفر محمد الباقر وأبو عبدالله جعفر الصادق ، ما هُوَ العِلْمُ الذي كانوا يريدونَ إخبارنا به ، ثمّ منعهم البداء أن يخبرونا به ؟

سؤالٌ ليس له إلاّ وجهي احتمال :

الإحتمال الأول : أنّهم كانوا يريدونَ أن يُخبرونا بالعِلمِ المكنونْ الذي يحصلُ فيه البدا ، يريدونَ أنْ يُخبرونا عن آجال الناس وأمراضهم وأرزاقهم وبلاياهم وأعراضهم ، إلى أن تقوم السّاعة .

وهذا احتمالُ باطلٌ من وجوه عدّة :

الوجه الأول : أنّ هذا العِلم ( علم الأرزاق والآجال .. ) كما روى الصدوق ، عِلمٌ مكنونٌ اختصّ الله به نفسه فلم يُطلِع عليه أحداً غيره .

الوجه الثاني : وهو استحالة أنْ يكون هذا العِلْمْ هو قصدُ أئمة الإمامية السابق ذِكْرُهُم ، بمعنى استحالة أن يكون قصدُهُمْ عليهم السلام من الإخْبَارْ ، إِخْبَارَنَا بأمراضِ وأعراض وأرزاق وبلايا الناس إلى أن تقوم القيامة ، والعقل يرفض هذا البتّة .

الوجه الثالث : إن قُلنا تجوّزاً وفرضاً ، أنّ بعض الإمامية قالَ أن الله قد يُطْلِعُ الأئمة الإثني عشر على بعضِ مكنونِ عِلْمِهْ الخاصّ فيه ، فنقولُ : إنّ كلام الأئمة عليهم السلام السبق يوحي بأنّهم يعلمونَ كُلَّ العِلْمِ لا بَعضه .

ومن هذه الأوجه الثلاثة نستنتج أنّ العِلمْ الذي كان أئمة الإمامية يريدون إخبارَنا به عِلمَاً غير مكنون ، وقد ذكرْناَ وذكرَت الروايات الإمامية أنّ العِلمَ الغير مكنون لا يقعُ فيه البدا !! ( تأمّل ) .

الإحتمال الثاني : أنّهم كانوا يريدونَ أن يُخبرونا بالعِلمِ الغير المكنونْ ، كالفِتَنْ التي سَتحصُلُ للنّاس إلى يوم القيامة ، أو أهم الأحداثِ ، كقبامِ دولةٍ أمويةٍ ، أو قيامِ دولة عباسية ، أو نهبِ الحجر الأسودِ من مكانه أو ... .

وهذا احتمالٌ مقبول لا غبارَ عليه ، ولقبلونا به عدة أوجه :

الوجه الأوّل : أنّ عِلْمَ الجفر ، قد كانَ يوجدُ فيه أحداث الزمان والفتن والأمور المستقبلية إلى يوم القيامة . وإنّ أهل البيت وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليٌ عليه السلام مِمّن وعَى هذا العِلمَ ( أقصد الجفر ) عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله .

الوجه الثاني : أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام ، قد أخبرنا ببعض الأمور المستقبلية ، كخبرِ صلبِ حفيده زيد بن علي ، وكخبرِ وجودِ أحد عشرَ إماماً من صُلبِهْ ، وأنّ آخرهم المهدي الغائب . وكذلك الحسين أخبرنا بهذا ، وناهيكَ بأحاديث رسول الله بما سيحصلُ في المستقبل .

الوجه الثّالث : الأخبار المستقبلية الصادرة عن أئمة الإمامية الإثني عشرية ، وهي أكثر من أن تُحصى ، ومن يتقصّى البحث في كتب الإمامية يجدِ كلامي صدق كلامي هذا ، كإخبار الصادق بمقتل محمد بن عبدالله النفس الزكية، وكالإخبار بموضع قتل الحسين الفخي و ... وهذا الوجه ملازمٌ للوجه الثاني.


الوجه الرابع : أنّ هذا الإحتمال هو أقربُ للعقلِ وأقربُ للتصديقِ وعدم الإستنكار من الإحتمال الأول.

ومن هذه الأوجه الأربعة نستنتج أنّ العِلمْ الذي كان أئمة الإمامية يريدون إخبارَنا به عِلمَاً غير مكنون ، عِلْمٌ اختصّ بالملائكة والأنبياء والمُرسلين والأئمة الإثني عشر ، عِلمٌ يصف لنا الفتن وأهم الأحداث التي سيتعرّض لها الناس إلى يوم القيامة ، وقدْ سبقَ وأنْ قلنا وقال السيد الخوئي والصدوق أنّ العلم الغير مكنون لا يحصلُ فيه البدا ، لأنّه إن حصل البدا كانَ في هذا تكذيبٌ للرسول وللأئمة من بعده .

اعتراض :


أئمة الإمامية ، امتنعوا أن يُخبرونا بهذا العلم الغير مكنون ، متعللين بأنّه قد يحصلُ لهذا العلم تغيير وتبديل من الله أي أنّه قد يبدو لله فيه البدوات ، فليتَ شعري أيُ تناقضٍ بعدَ هذا التناقض ؟! الخوئي والصدوق وجمهور الإمامية ينفونَ وقوع البدا في العلم الغير مكنون!! ، والإمام علي بن أبي طالب وأبناؤه المعصومون يمتنعون عن إخبارنا بما سيكون إلى يوم القيامة من العلم الغير مكنون ، مُتعلّلين بأنّه قد يحصل البدا في هذا العِلْمْ .


=============

وهنا وجبَ ترك تأويلات العلماء الإمامية ، والأخذ بأقوال الأئمة المعصومين ، ونؤمن بأن البدا قد يحدث فيما أخبرونا به من الحوادث الغيبية المستقبلية ، وهنا تدخل الإمامة فيما قد كانوا أخبرونا عنه ، فصدقَ الإمام جعفر الصادق عليه السلام عندما قال : أنه ما بدا لله مثل ما بدا له في ولده إسماعيل ، فإنّ الله قد بدا له في إمامة إسماعيل ووضعها في أخوه موسى الكاظم عليه السلام ، وكذلك صدقَ علي الهادي بن محمد الجواد عليهما سلام الله ، عندما طلبَ من ابنه الحسن العسكري عقيب وفاة أخيه محمد ، أن يشكرَ الله ، فإنّ الله قد أحدَث فيه أمراً ، وهذا الأمر هو الإمامة ، وأيضاً فنحن لا نعلم الغيب ، ولايوجد بيننا اليوم مَنْ هُم معصومين يعلمون غيبَ الله متى شاؤوا ، فيخبرونا عن حال المهدي وعن حال إمامته ، فإنّه قد يتبادر إلى أذهاننا أنّ إمامة الإمام محمد بن الحسن العسكري ، غير مستقرة وغير ثابتة ، إذ أن الأئمة المعصومين قد أخبرونا بغيبته وأنه القائم المهدي ، ولكنّ عِلْمَهُم هذا قابلٌ لنظرية البدا ، فربما بدا لله أن يُميت المهدي ويُلغي حُجيّته ، أو .... .

=========

تحياتي
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

تأييد

مشاركة بواسطة المتوكل »

أحييكم وأؤيدكم سيدي الكريم وأخي العزيز / الكاظم ، على ما تفضلتم بتوضيحه ، وما يؤكد بأن البداء عند الإماميه هو بداءٌ في الإمامه .
وياحبذا أن يتفضل الإخوه الإماميه المشتركون بالرد ( إن كان لديهم رد على ما طرح ) ، وإلا فعليهم أن يصححوا أفكارهم حول البداء . ويعترفوا بضعف حجج عقيدة النص عندهم .
صورة
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

رأيت أخيرا ما كتبه الأخ الكاظم في موضوع البداء و بخطوط ملوّنة!

و أقول لأخينا المتوكل المنتقل من السنة إلى الإمامية و من الإمامية إلى الزيديةّ..:

يبدو أن الأخ صححّ أفكاره – على حدّ زعمه- في ما قبل بنفس الأسلوب و بهذه السرعة و إثر مثل هذه الاستنتاجات!
و يا ليت بدلاً من هذه التسرعات نرى منه التأمل و السؤال من أهل العلم و هذا كان أنفع له من التسرع في الحكم بضعف حجة هذا أو ذاك و الانتقالات المذهبيّة!

أخي العزيز! لا تستعجل!
ليس كلّ عدم ردّ, يحكي عن الضعف!

إذ عدم الردّ تارة يرجع إلى اشتغال المشاركين بأمور أخرى فليس المشاركة في هذه المجالس الهمّ الوحيد!
وتارة يرجع إلى ضعف ما يكتب و عدم لزوم الردّ على كل كلام ضعيف و...
و أما أنا فأرى أن مثل هذه المسألة قد مضى عليها تاريخ طويل و كتب عنها الكثير الكثير فليس الأخ الكاظم هو الذي أول من يستشكل و لا الموسوي بأول من يجيب...
فياليت بدلاً من طرح هذه الشبهات و الإشكالات و الإجابات المتكررة, كنّا نركز على ما يهمّنا اليوم.
فإن هناك الكثير الكثير من القضايا التي نحتاج إليه في عصرنا.
و أما بحث البداء و التقيّة و الامامة و الصحابة و...
فقد تعرض لها جميع الأمة و في جميع الأعصار و يمكننا مراجعة الأقوال و الآراء و مطالعة الكتب و الآثار حتى نرى تاريخ البحث و المناقشة و أن ما نكتبه ليس بجديد في كثير من الحالات.

و أما ما كتبه الأخ الكاظم!
فيجب أن نشكره لطول باله في الكتابة و هدوئه.
رغم حرصه على المباحث الجدليّة و الخلافات المذهبيّة و بتعابير متحديّة!
قال:
إنْ ثبتَ ( وهو ثابت) أنّ البدا يقعُ في الإمامة، فإنّ النظرية الإثني عشرية ستنهدّ وتنهار، إذ قد يبدو لله بدوٌ في الإمام الثاني عشر الغائب، فيُميتُه، أو يُلغي حُجيّتَه.
فأولاً, لم يثبت البداء في الإمامة!
فإن المروي في خصوص الموضوع رواية مرسلة ضعيفة السند و قد صرّح بضعفها الشيخ الصدوق الراوي لها في كتاب التوحيد!
و لم يذكرها في عداد سائر الروايات!
بل رواها مرسلة و مصرّحة بضعفها!
و روى بعده و بلا فصل رواية أخرى و جاء فيها:
البداء لأبي إسماعيل!
و يرجع إلى قصة إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام.
و لا تجدون رواية معتبرة فيه صراحة أو ظهور في أن البداء وقع في أمر الإمامة.

ثانياً, لا يهمّنا بعد هذا, أقوال هذا أو ذاك.
فنحن محققون و باحثون و أمامنا الأدلة و الكتب.
أرجوكم أن تقلّلوا من نقل الأقوال و ركّزوا على فهم ما يقال!

ثالثاً, إن البداء من أصله أمر مختلف فيه بين علماء الإمامية أيضا!
هناك من لم يقبل القول به!
فإن منهم من صرّح بعدم الفرق بين البداء و النسخ و منهم من نفى البداء صريحاً و...
فراجع كلمات أمثال السيد المرتضى و الشيخ الطوسي و العلامة الحلي و غيرهم.

رابعاً, أفرض أن البداء ثبت و في أمر الإمامة!
فما هو دخله بانهيار نظرية الإمامة؟!
أليس هذا مجرد إمكان البداء و مادام لم يثبت بدليل شرعي فلا مجال للتشكيك في ما ثبت بالأدلة و نحن لسنا مكلفين إلا بما اُخبرنا من العلم الغير مكنون.
هل ترون إشكالاً في هذه القضية:
الإمامية يعتقدون أن رسول الله عيّن بعده اثناعشر إماما و خليفة و سمّاهم بأسماءهم و في عين الوقت يجوّزون –لو سلمنا- أن يحصل هناك البداء.
هل بمجرد هذا الاحتمال و الجواز تنهد و تنهار نظرية الاثني عشرية؟!!!
كأن الأخ الكاظم ظنّ أن البداء يأتي من الجدار و الشباك!؟!
و لكن يجب أن نعلم أن البداء لا يمكن كشفه و الإخبار به إلا بعد مضيّ زمان وقوع الحادث المخبربه و عدم وقوعه و بإخبار من يعلم الغيب .
و لكن هذا لا يضرّنا في لزوم التعبد بما اُخبرنا به ما دام لم يكشف خلافه بمضي زمانه و كشف خلافه.
فإن الإمامية الذين يقولون بالبداء, لا يقبلون القول بالبداء من البقّال و القصّاب!
فسؤالي من الأخ يرجع إلى أنه هل يجب أن يصل إلينا هذا البداء من طريق صحيح أم لا؟!
فإن اللإمامية إذا وصل إليهم من طريقه أنه حصل البداء في أمر من الأمور, يقبلون و يقولون سمعاً و طاعةً!
و لكن مهما لم يصل – و هو المفروض- فهم موظّفون بالعمل بمقتضي الإخبار و الاعتقاد به و لا مجال أصلاً لما توهمه الأخ الكاظم من الانهيار!!!

خامساً, سلّمنا ثمّ سلّمنا! إلىما تفضلتم به!
و لكن لا مجال لما توهمتم من انهيار النظرية لأن النظرية عند الإماميّة من الثوابت التي لا تتغيّر.
و أمر البداء أمر مختلف فيه و لا أقلّ في دائرة توسعته و شموله لمثل المقام.
و لا يمكن و لا يجوز رفع اليد عن المسلّمات للشبهات.
فترى أخي العزيز أنه خاب أملك و أمل من تخيّل ضعف الآخرين و هو قرينه.

و أما ما ذكر في تقسيم العلم إلى المكنون و غير المكنون ثمّ نسبة التناقض إلى الروايات,
فيبدو أن الأخ لم يفهم المقصود!
و لرؤية الأجوبة الخمسة الشافية التي أتى بها العلامة المجلسي في موسوعته, بحار الأنوار, أدعو إلى مراجعة كتاب التوحيد باب النسخ و البداء من الموسوعة:
http://www.al-shia.com/html/ara/books/b ... 4/a14.html

و لمزيد الاطلاع, فراجع إلى غيره من الكتب!
(و كان بإمكاني أن أكتب و أبين الموضوع و حلّ ما أشكل على الأخ حلّه! كما بمكنني أن أضع هنا عشرات من الروابط و لكن لا أرى حاجة إلى التطويل)

و ستعترفون بعد المراجعة بما أشرت إليه من قبل من:
ان لمثل هذه المسائل و الشبهات تاريخ قديم قد أجيب من زمان عن كل شبهة تكتبونه و تقتبسونه من هنا و هناك.
و لستم أنتم بأول من تحاولون تنقيص هذا المذهب أو ذاك و إنما كان هذا الدور و التسلسل جارية على طول الزمان.
و على الأسف و لا يزال و نحن في القرن الواحد و العشرين من يصرف همّه في مثل هذه الخلافات و التي لا نهاية لها و لا طائل!
و لا يمكن من خلالها إلا التشكيك في اعتقاد ضعفة العقول و الايمان!
و ياليت بدلاً من هذه الكتابات, نرى ما يكتب عن الفضائل و روح الإسلام العالي و محاسن كلام الأئمة و ما علمونا من المعارف و الأخلاق.
و نحاول أن نعرف تراثنا القيّم و أسلافنا و علماءنا الذين جاهدوا في سبيل نشر هذه المعارف و نستعين من السنّة الماضية في طريق معالجة مشاكلنا الجارية و...
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

أتشرّف بمشاركتكم أخي الموسوي في هذا الموضوع البدا ...

وسنضعُ ما أوردتموه من استشكالات على البال وسُنعيدُ النّظر ، فيما أفدتم به .

وسنحرر لكم راداً شافياً في أقرب وقت ، وسنعمل على الإتيان بأدلة غير ماقد أوردنا في إثبات البداء في الإمامة .


========

تحيّاتي
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

تعقيب

مشاركة بواسطة المتوكل »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الموسوي ، كتب :-
فياليت بدلاً من طرح هذه الشبهات و الإشكالات و الإجابات المتكررة, كنّا نركز على ما يهمّنا اليوم.
فإن هناك الكثير الكثير من القضايا التي نحتاج إليه في عصرنا.
عفواً أخي الموسوي ،، هذا نفس كلام الوهابيه عندما يعجزون عن الرد .
وهل تظن أن البداء يهم عصراً دون آخر ؟؟؟
ثم ألستم تخوضون في الشبه المثاره حول الزيديه ، عندما تحاولون نقل جاهلٍ زيدي إلى مذهب الإماميه ؟؟ وأشهد لله أن بعض الأصدقاء الإماميه كانوا يثيرون الشبه حول الزيديه لي عندما كانوا يجدون مني دفاعاً عن الزيديه . حتى أوصلوني لمرحله كنت أقول فيها أن المذهب الزيدي مختل الأساس .
فقد تعرض لها جميع الأمة و في جميع الأعصار و يمكننا مراجعة الأقوال و الآراء و مطالعة الكتب و الآثار حتى نرى تاريخ البحث و المناقشة و أن ما نكتبه ليس بجديد في كثير من الحالات
أنا أرى أن تبيين ردود الزيديه على ذلك هو جديد بالنسبه لكم وبالنسبه لأغلبية الإخوه الزيديه غير المتعمقين في الفكر الزيدي .
فالكتب الزيديه التي ترد على الإماميه لم تطبع إلا في وقت قريب جداً ،، علماً بأن تلك التي طبعت حتى الآن لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحده .
وأكثر الردود التي تتحدثون عنها بقولكم : ( ليس بجديد ) ، إنما كانت من غير الزيديه .
و أما ما كتبه الأخ الكاظم!
فيجب أن نشكره لطول باله في الكتابة و هدوئه.
رغم حرصه على المباحث الجدليّة و الخلافات المذهبيّة و بتعابير متحديّة!
وأنا أشكر أخي العزيز / الكاظم ، جزيل الشكر لتبينه لتلك الأقوال التي يغرر بها على الزيديه الجهال .
واستمر يا أخي الكاظم أيدك الله بتأييده .
فأولاً, لم يثبت البداء في الإمامة!
فإن المروي في خصوص الموضوع رواية مرسلة ضعيفة السند و قد صرّح بضعفها الشيخ الصدوق الراوي لها في كتاب التوحيد!
و لم يذكرها في عداد سائر الروايات!
بل رواها مرسلة و مصرّحة بضعفها!
و روى بعده و بلا فصل رواية أخرى و جاء فيها:
البداء لأبي إسماعيل!
و يرجع إلى قصة إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام.
و لا تجدون رواية معتبرة فيه صراحة أو ظهور في أن البداء وقع في أمر الإمامة.
نرجوا منك أخي الموسوي ، أن تذكر سبب ضعف تلك الروايات على حد قولك ؟ بمعنى هل لأن الراوي ليس بثقه أم لأن الراوي أتى بخلاف ما تشاؤون ؟؟ وهل تمارسون التقيه في الحكم على الرواه ؟؟؟
ولكي لا يحصل سوء فهم حول ما تدعون من البداء في قصة نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهم صلوت الله تعالى ، فأرجوا أن توضحوا الفرق بين البداء والنسخ أم هل البداء والنسخ عندكم نفس الشيئ بإختلاف اللفظ ؟
ثانياً, لا يهمّنا بعد هذا, أقوال هذا أو ذاك.
فنحن محققون و باحثون و أمامنا الأدلة و الكتب.
أرجوكم أن تقلّلوا من نقل الأقوال و ركّزوا على فهم ما يقال!
ونحن معك في ذلك . فأرجوا أن نعمل سوياً بقول أمير المؤمنين عليه السلام : ( لا تنظر إلى من يقول ، ولكن إنظر إلى ما يقول ) .
ثالثاً, إن البداء من أصله أمر مختلف فيه بين علماء الإمامية أيضا!
هناك من لم يقبل القول به!
فإن منهم من صرّح بعدم الفرق بين البداء و النسخ و منهم من نفى البداء صريحاً و...
فراجع كلمات أمثال السيد المرتضى و الشيخ الطوسي و العلامة الحلي و غيرهم.
إذا كان البداء من أصله مختلف بين علماء الإماميه ( حسب قولك ) ، فدع الدفاع عن شيئ لم تتفقوا عليه أصلاً .
وإن كان الإختلاف نتج بسبب إستخدام التقيه ، فلابد من توضيح ملابسات ذلك .
وإن كان هناك من نفى البداء صريحا ( حسب قولكم ) ، فلماذا نفى ذلك رغم أن رواية الإمام الصادق في البداء صحيحه عندكم ؟
رابعاً, أفرض أن البداء ثبت و في أمر الإمامة!
فما هو دخله بانهيار نظرية الإمامة؟!
أليس هذا مجرد إمكان البداء و مادام لم يثبت بدليل شرعي فلا مجال للتشكيك في ما ثبت بالأدلة و نحن لسنا مكلفين إلا بما اُخبرنا من العلم الغير مكنون.
هل ترون إشكالاً في هذه القضية:
الإمامية يعتقدون أن رسول الله عيّن بعده اثناعشر إماما و خليفة و سمّاهم بأسماءهم و في عين الوقت يجوّزون –لو سلمنا- أن يحصل هناك البداء.
هل بمجرد هذا الاحتمال و الجواز تنهد و تنهار نظرية الاثني عشرية؟!!!
خامساً, سلّمنا ثمّ سلّمنا! إلىما تفضلتم به!
و لكن لا مجال لما توهمتم من انهيار النظرية لأن النظرية عند الإماميّة من الثوابت التي لا تتغيّر.
و أمر البداء أمر مختلف فيه و لا أقلّ في دائرة توسعته و شموله لمثل المقام.
و لا يمكن و لا يجوز رفع اليد عن المسلّمات للشبهات.
فترى أخي العزيز أنه خاب أملك و أمل من تخيّل ضعف الآخرين و هو قرينه.
!!!!!!!!!!!!!!!!
لنفرض أخي الموسوي ، أن الله تعالى بدا له في إمامة المهدي المنتظر ( محمد بن الحسن ، عندكم ) ، أفلا تظن أن ذلك إنهداد لنظرية الإمامه التي تتشدقون بها ؟
ومن ثم من الذي سيخبركم بأنه قد بدا لله في إمامته !!!!!!! ؟؟؟؟؟؟

=============================
أرجوا منك أخي الموسوي ، أن تتفضل بتبين حججك على الاخ / الكاظم ، ليفهم الموضوع من لا يفهمه من القراء .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“