ليس هناك أحد , فيلسوفاً كان أو عبقرياً , يملك وحده الحقيقة ويعرف وحده كل الصواب .
إن الناس لم يختصروا في واحد .. والحقيقة لم تحبس نفسها داخل دماغ ..!!!
فمهما يفتح الله لك من رحمة وحكمة . لا تدع التعصب والغرور يستحوذ عليك ـ إن التعصب عزاء تقدمه الطبيعة لصغار النفوس , فلا تكن صغير النفس ..!!
واذكر أن آفة كل تفكير سديد , هو التعصب الذي يأخذ ضحاياه بعيداً عن الصواب , ويعزلهم دون أن يدرو عن مجال المعرفة والفهم .
واذكر دائماً , أن رأيك , أو اقتناعك ليس هو الحق كله لأن واحداً بمفرده لا يستطيع أن يعرف الحق كله ..
إن رأيك في أعلى مستويات صدقه وحذقه , يمثل وجهاً من وجوه الحقيقة ..
وهو ـ إذا صادف الصواب ـ تفسير صحيح للمسألة التي يعالجها , لكنه ليس التفسير الأوحد , ولا التفسير النهائي ..
ضع في يقينك , أنه لا أحد يصيب كل الصواب .. ولا أحد يخطيء كل الخطأ ..
ومن ثم , فالحقيقة لا يملكها عقل واحد .. وإنما تُهدى إليها جميع العقول , العاملة في سبيل الوصول إليها ..
وهذا يقتضي أن ترفض التعصب .
إن الذين يتعصبون , هم الذين يؤمنون إيماناً أعمى .. إيمان وراثة , أو عدوى , أو تقليد ...
وهم يتعصبون لما عندهم ,لأن التخلي عنه يتطلب منهم جهداً عقلياً , هم أعجز عن أن يقدروا عليه ..
ويحسب المتعصبون أنهم أقوياء الإيمان , بيد أنهم واهمون , لأن الإيمان القوي الرشيد يحمي نفسه بالتسامح والفهم , بينما يبحث الإيمان الضعيف المهلهل عن سناد من التعصب والجهل يحمي به بناءه المتداعي ..
إننا في عصر يستمد من عمليات المعرفه , حقائقه , ومذاهبه . والمعرفة ترفض التعصب رفضاً مطلقاً , لأن غاية المعرفة , الوصول إلى ما هو حقيقي ..
والطريقة الوحيدة لمعرفة ما هو حقيقي , اشتراك جميع العارفين في الكشف عنه .. وهذا يتطلب أن تطرح جميع مقدماته وقضاياه في حلبة الجدل , وفي مجال النقاش والفحص .. ولذلك ينبغي عليك ألا تحوط وجهة نظرك بتقديس خاص , لأن ذلك يذود الآخرين عن مناقشتها والإستفادة منها ..
فنحي التعصب دائماً عن قلبك وعقلك ..
محبة
نح التعصب عن عقلك وقلبك !!
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 21
- اشترك في: الجمعة مايو 18, 2007 12:38 am
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 724
- اشترك في: الأحد يناير 08, 2006 4:40 pm
- مكان: مجالس آل محمد
- اتصال:
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 625
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
- اتصال:
الأستاذ القدير عبد الرشيد الفقيه,
اسمح لي أولا أن أرحب بك في هذا المنتدى بصفتي عضو فيه.
كلامك كله أكثر من رائع ولكن هذه الفقرة لاقت عندي تقديرا خاصا لتشخيصها الداء تشخيصا حقيقيا:
أسأل الله أن يقينا جميعا من داء التعصب
لك كل الحب والتقدير
اسمح لي أولا أن أرحب بك في هذا المنتدى بصفتي عضو فيه.
كلامك كله أكثر من رائع ولكن هذه الفقرة لاقت عندي تقديرا خاصا لتشخيصها الداء تشخيصا حقيقيا:
إن الذين يتعصبون , هم الذين يؤمنون إيماناً أعمى .. إيمان وراثة , أو عدوى , أو تقليد ...
وهم يتعصبون لما عندهم ,لأن التخلي عنه يتطلب منهم جهداً عقلياً , هم أعجز عن أن يقدروا عليه ..
ويحسب المتعصبون أنهم أقوياء الإيمان , بيد أنهم واهمون , لأن الإيمان القوي الرشيد يحمي نفسه بالتسامح والفهم , بينما يبحث الإيمان الضعيف المهلهل عن سناد من التعصب والجهل يحمي به بناءه المتداعي ..
أسأل الله أن يقينا جميعا من داء التعصب
لك كل الحب والتقدير
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85