متى دعمت الدولة الحوثيين
الكثير يردد ان الدولة دعمت الحوثيين لتقاتل بهم السلفيين
وكأن المسالة محتومة لاشك فيها . وهذا خطأ فادح اذ أن هذا الكلام لم يظهر الا بعد ان قامت
الدولة بمحاولة القضاء على حسين بدر الدين الحوثي واصحابه واستخدمت في ذلك شتى انواع
الاسلحة بمختلف قوتها
وفي الوقت نفسه استخدمت الاعلام كسلاح اخر لايقل عن سلاح القوة العسكرية فاتهمت
الحوثيين بانهم اتباع نبي جديد ثم قالت انهم اتباع المهدي المنتظر ثم قالت ان الحوثي مدع
للا مامة ثم انه ملكي ضد النظام الجمهوري وما الى ذلك من الاتهامات التي اطلقت على الزيدية
ممثلة في هذه الجماعة.
كما انها اعتقلت المئات بل الالاف من الزيدية في مختلف المدن والقرى مِن مَن هم مؤيدون
للحوثي او كانوا مختلفين معه فتهمة التمسك بالمذهب الزيدي كافية لاستحقاق الاعتقال.
ومن تلك الحملة الاعلامية ان الدولة قامت بدعم الحوثيين في مواجهة السلفيين
او حزب الاصلاح
فتلقفها الكثير كما تلقفوا غيرها من التهم بدون وعي اوبصيرة او اثبات غير مجرد ترديد الكلام
الذي نشرته الدولة في وسائل اعلامها كجزء من الحرب على الحوثيين . مكملا للحرب
العسكرية في مواقع ا لقتال
ولو ان هذا الكلام صدر من الحوثيين انفسهم انهم تلقوا من الدولة دعما قبل الحرب
او خلالها لكان ذلك مسوغا لهذا التركيز الكبير على تلقي الحوثيين دعما من الدولة .
من ناحية ثانية طيلة الفترة السابقة على الحرب لم نشهد او نسمع ان الحوثيين الذين
لاتتعدى مدة نشأتهم ثلاث سنوات قاموا بالاعتداء على أي سلفي في منطقتهم
او خارج منطقتهم مع ان السلفيين يقومون بالتبشير بمذهبهم في محافظة صعدة
من قبل نشأة مركز دماج السلفي المدعوم من الجارة السعودية ثم من الدولة
والذي تقطنه خمسة آلاف عائلة سلفية جاءت اليه من خارج محافظة صعدة .
فكيف يسوغ القول بان الدولة تدعم الحوثيين لمواجهة السلفيين فلا يقوموا بحادثة
اعتداء واحدة على السلفيين او غيرهم طوال فترة ماقبل الحرب اوبعدها .
والى الان لاتزال تقطن في مركز دماج ثلاثة الاف اسرة من خارج المحافظة .
ثالثا : قامت الدولة بادخال الكثير من عناصرها واياديها في حزب الحق الذي كان
يفترض به ان يعبر عن الفكر الزيدي من الناحية السياسية , ولكن هذا لم يرق للدولة
فتحركت فيه اياديها اكثر من مرة فتوالت في حزب الحق الانشقاقات عدة مرات حتى
لم يبق فيه غير عناصر الدولة ومن لاتأثير له او من يتأثر بريح الدولة واتجاهها .
وكان احد هذه الانشقاقات انشقاق جماعة الشباب المؤمن الذي كان فيها
حسين بدر الدين الحوثي واخوته , ولما كانت الدولة موجودة في هذه الجماعة
من خلال عناصرها المعروفة أدى ذلك الى انشقاق هذه الجماعة أيضا .
ولوجود ايادي الدولة في هذه الجماعة ممثلة في محمد يحي سالم عزان
وعبد الكريم جدبان وغيرهما فقد تم مساعدة هذه الجماعة ماليا على ان
تتسلم هذه المساعدة يد الدولة في الجماعة محمد يحي سالم عزان .
وحيث كانت الثقة بين افراد الشباب المؤمن متوفرة في بداية الامر ولقلة
هذه المساعدة وبساطتها كان عزان يأخذ المساعدة ولا يُقدم في اوجه صرفها
بيانا ولاحسابا , وعند ان بدأ عناصر الشباب المؤمن يشُكّون في محمد يحي سالم عزان
وانه يستغل هذا المال الذي لايتعدى عشرات الالاف ريال طلبوا منه بيانا وحسابا في كيفية صرف هذا المال فعجز عن تقديم بيان في ذلك .
وهنا وضعت الدولة اول حجر في الانشقاق داخل جماعة الشباب المؤمن .
فتم الاتفاق على ان يتسلم المساعدة احد الموثوق بهم منهم .
فتم بهذه المساعدة بنا ثلاث مراكز لتدريس الطلاب وبمساعدة االاهالي ايضا
ثم لم تمض اشهر حتى قامت الحرب الاولى في مران على حسين بدر الدين الحوثي واتباعه...
فهل يمكن بما لاتتعدى امكانياته بناء ثلاثة مراكز لتدريس الطلاب وبمساعدة الاهالي ايضا
ان يقال في ذلك ان الدولة انشات هذه الجماعة لمواجهة المد السلفي الموجود
في كل زاوية وشبر من جهاز الدولة المدني والثقافي والعسكري .
تلك باختصار هي قصة التهويل الكبير في دعم الدولة للحوثيين .
تجد ان اكثرها ترديد للاعلام الرسمي الذي يستكمل بها حربه على اهالي محافظة صعدة .