المهزلة الدموية: القاعدة تذبح الشيعة و السنة قتلا وتهجيرا!

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
عبدالله الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 149
اشترك في: السبت فبراير 28, 2004 8:53 pm

المهزلة الدموية: القاعدة تذبح الشيعة و السنة قتلا وتهجيرا!

مشاركة بواسطة عبدالله الحسني »

المهزلة الدموية: القاعدة تذبح الشيعة و السنة قتلا وتهجيرا!
علاء اللامي

العرب السنة هم المؤسسون الفعليون ـ بمعني من المعاني ـ للدولة العراقية المعاصرة والتي دمرها الغزو الاجنبي قبل اربعة اعوام ومنهم جاء جميع حكام العراق (ثلاثة ملوك وخمسة رؤساء جمهورية علي التواصل)، وقد نختلف او نتفق علي طبيعة وانجازات ومثالب هذه الدولة، وعلي حقيقة كونها دولة برانية قسرية مفروضة من الخارج علي مجتمع شديد الخصوصية كالمجتمع العراقي الرافض بطبيعته المجتمعية ونسيجه الموروث لكل شكل سلطوي براني فوقاني، غير ان هذا الواقع لا يغير من حقيقة ان العرب العراقيين السنة ولاسباب تاريخية ـ ليس هذا موضع الاسهاب والخوض المتأني فيها شجبا او اطراءً ـ هم بناة تلك الدولة التي لها ما لها وعليها ما عليها.. وكما ان العرب السنة من حقهم ان يفاخروا بانجازات تلك الدولة والتي كان من حسناتها الابرز انها لم تكن طائفية واقعا ودستورا مع انها لم تخلُ تماما من الجنوح والميل الطائفي المعلن عنه من هوية الملوك والرؤساء العراقيين جميعا الامر الذي لا يمكن تفسيره بالمصادفة المحضة وليس انتهاء بالقمع الابادي البشع الذي قام به النظام البعثي السابق ضد القيادات الروحية والسياسية الشيعية الاسلامية وغير الاسلامية التي كانت ناشطة في الجنوب والوسط، نقول: اذا كان من حقهم المفاخرة بما سبق فان من واجبهم تقبل ما يلقي عليهم من مسؤولية الخراب العميم وانهيار تلك الدولة وتسليم البلد دون قتال تقريبا للمحتلين الاجانب. هذا لا يعني الانتقاص من مسؤولية المكونات المجتمعية الاخري ومنها الاغلبية الشيعية العربية عن المآل الذي صارت اليه تلك الدولة ومسؤولية زاعمي تمثيلها واحزابها الدعوة والمجلس الاعلي خصوصا التي تخلت عن القضية الوطنية بل وخانتها فتحالفت وما زالت مع المحتلين مقابل ضمان حصتها الطائفية الجزافية في حكم هش وفاسد ومفسد من الالف الي الياء ولا تمكن مقارنته حتي بنظام القمع الصدامي الدموي ذاته ..
ما تقدم قد لا يعدو تذكيرا بحقائق يعرفها العراقيون ولا يحبذون الكلام عنها وفيها، غير ان هناك حقيقة مخيفة يتحاشاها البعض الذكي وقد لا يعلم بها البعض الآخر المتذاكي الا وهي ان ضحايا التهجير والنزوح الي خارج العراق هم من العرب السنة وبنسبة تكاد تكون مطلقة فتصل الي 95%. صحيح ان هناك ضحايا للتهجير الطائفي من الشيعة العرب وغير العرب ولكن هؤلاء يعتبرون غالبا ضحايا للتهجير الداخلي اي من محافظة او قضاء الي آخر.
معلوم علي نطاق واسع ان التهجير الطائفي القسري بدأ في عهد الزرقاوي قبل اشهر من مقتله استعدادا للاعلان عن امارته دولة العراق الاسلامية القائمة الآن علي شبكة الانترنيت وفي سكاكين الذباحين وسائقي شاحنات المتفجرات وغاز الكلور! لعلها المرة الاولي والفريدة في تاريخ البشرية التي تستعمل فيه جماعة مسلحة تزعم انها معادية لمحتل اجنبي اسلحة دمار شامل كهذه. التهجير والهجرة الطوعية للعرب السنة، ظاهرة خطيرة وكارثة حقيقية فعلا غير ان هناك من يحاول الاستفادة منها بشكل اناني وخبيث كما فعلت ـ علي سبيل المثال لا الحصر ـ السلطات في البحرين والتي اعلنت في قرار واحد عن منح الجنسية البحرينية لخمسين الف عراقي من العرب السنة ليس حبا في سواد عيونهم العراقية بل لحسابات طائفية داخلية.. اطراف اخري مدمنة علي الغباء السياسي، وتحسب نفسها علي معسكر مناهضة الاحتلال، حاولت تشجيع هذه الظاهرة علي اعتبار انها تزيد من تناقضات وحرج وعزلة المحتلين الامريكيين وحلفائهم في حكومة المحاصصة الطائفية الصنيعة.. ولا ندري ـ بحق الشيطان ـ كيف يشعر بالحرج حزب او حكم طائفي ايا كان اسمه وهو يتمني انقراض جميع ابناء الطوائف والاديان الاخري في العراق، او كيف ولماذا يشعر بالخجل والتردد محتل اجنبي يعتمد فلسفة الابادة الجماعية من جراء هجرة العرب السنة الجماعية من البلاد؟
العراقيون من العرب السنة اليوم واقعون بين المطرقة والسندان: فهم بين رصاص المحتلين وعناصر المليشيات الطائفية الشيعية والكردية من جهة وبين عمليات الانتقام الاجرامية واسعة النطاق التي تقوم بها منظمة القاعدة وحليفاتها من جهة اخري.. القاعدة التي استباحت دماء الشيعة بعد ان كفرتهم علنا ودماء الاكراد بعد ان اعلنتهم مرتدين علنا وراحت تطبق برنامجها الابادي ضد العراقيين لم تستثنِ العرب السنة المخالفين او المتحفظين او الساكتين علي نهجها المدمر هذا.
العرب السنة يدفعون ثمن جرائم القاعدة وحليفاتها مرتين: مرة حين ترد المليشيات التابعة للمكونات الاخري المستهدفة، باعمال انتقامية مدانة كما حدث في تلعفر، فيقتلون ويهاجر او يهجر من البلد من نجا من المجازر، ومرة اخري حين يسكتون او يحتجون علي نهج القاعدة حيث يوصمون بالردة وتقوم مفارز دولة ابو عمر البغدادي بقتلهم شر قتة.. في هذا الطوفان الاسود من دماء العراقيين، ما زلنا نسمع دعوات لتاجيل مواجهة القاعدة عسكريا واستئصالها الي ما بعد طرد الاحتلال من العراق..وعلي اصحاب هذا الراي ان علموا من تجارب الشعوب، ان المحتلين لن يرحلوا من العراق والقاعدة موجودة فيه! المحتلون وبفضل القاعدة باتوا حماة لقطاعات واسعة من الناس المرعوبين من رصاص او تفجيرات المليشيات وهذا امر خطير، فهل ثمة امكانية لتشغيل العقل الوطني وبناء تحالف وطني جديد يقطع ويناهض المحتل والاوساط المتحالفة علنا واستراتيجيا مع الاحتلال ويلم شمل الحركة العراقية المناهضة للاحتلال بكل مكوناتها من جميع الطوائف والطبقات وبأفق جديد بعيدا عن روح الاستئثار او القيمومة الموروثة والانفتاح علي اهل البلد الحقيقيين في غالبيتهم السكانية اذ دون نهضة الاغلبية العراقية او في الاقل، نهضة لعرب العراق من الشيعة والسنة متحالفين ضد الاحتلال وضد الذباحين في تنظيم القاعدة التكفيري معا ودون ذلك فلن يبزغ فجر الاستقلال وسيتواصل النزيف والتهجير الداخلي والخارجي وهذا الاخير هو الاخطر والاكثر تدميرا لحاضر ومستقبل العراق وشعبه ككل وللعرب السنة علي جهة التخصيص.

كاتب من العراق يقيم في جنيف
www.albadeeliraq.com
ياليتَ شعري، ما يكون’ جوابهمْ حين الخلائقِ لِلْحساب ’تساق’...!
حين الخصيم’ "محمدُ"، وشهوده أهل السّما ، والحاكم’ الخلاّق ..! ؟

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

لا تصدقش هم الأمريكـان .. وقوات غدر ..

اعرف الجـاني من مصلحته .

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

إحدى مشكلاتهم

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي السيد عبدالله الحسني

إحدى مشكلاتهم يا أخي أنهم أوغلوا في الدماء ووجدوا أنفسهم هم ومنظري فتاوى الذبح والولوغ في الدماء المعصومة قد قطعوا شوطا كبيرا في ذلك فإن هم رجعوا بقي تاريخهم الدموي ماثلا أمام أعينهم حين لا يستطيعون أن يصلحوا ما أفسدوا فالحياة لن تدب إلى أطراف من قتلوهم وذبحوهم من جديد ، وإن هم استمروا احتاجوا إلى مزيد من الفتاوى والأغطية والإلصاق باليهود والأمريكان وغيرهم من أعداء المسلمين. الذابحون يفعلون فعلتهم ويعترفون بما فعلوا جهارا نهارا ويأبى منظروهم إلا أن يلصقوا سوء أفعالهم بسواهم.

لقد فقدوا الفسحة في الرجوع والتوبة هم ومنظروهم . تلك الفسحة التي ذكرها المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام حين قال كما في البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراما)

لقد فقدوا الفسحة . هم يعلمون أنه لا رجعة ولا توبة إلا بالاقتصاص منهم فسبيلهم الوحيد هو المضي قدما والإيغال فيما عملوه . إن رجعوا عما عملوا وماهم مستمرون فيه فأول من سيستقبلهم أتباعهم ويضعوهم تحت المساءلة لم فعلتم ذلك وورطتمونا معكم في كل هذه الدماء قبل أن تتأكدوا من عدم عصمتها ؟؟؟ مشكلة الدماء أنها لا يمكن عكس مفعول ما أفسد بشأنها فلن يحيا القتلى من جديد ولذلك كانت مناطة بانعدام الفسحة عند الشارع الحكيم وحال من لم يكن متأكدا من عدم عصمتها أن لا يقربها فهي من الحمى بلا شك بل هي من أحمى الحمى إن شئت !! أتباع هذه الطرق التي تستبيح الدماء المعصومة أكثرهم في الواقع من أرباع وأخماس وأسداس العلماء فما دون ذلك وهم إما منقطعو السند في علمهم وإما متصلوه من طرق من يتنفعون بتقليد هذا الطريق إما سياسيا وإما ماديا وإما معنويا . السياسي والمادي واضح ، أما المعنوي فلأنهم لا يجدون لهم مكانا في غير طريقهم هذه فغيرها طريق صعبة شديدة تحتاج إلى كثير من الجلوس لطلب العلم وتحتاج إلى كثير من تسليم النفس للتربية والتهذيب مما تضيق به صدورهم كضيق المستعجل الذي حصره البول فيلجؤون إلى طريق أقصر مختصر يظهرون عند أتباعه على درجة من العلم وهم يعلمون ماهم ويجدون السلوى في المضي على طريقهم بوجود من حولهم فهي على طريقة (إمسك لي وأقطع لك معي). الحقيقة لن تجد أكثر منهم على وجه الأرض تعصبا ولن تجد أكثر منهم إقداما على معصوم الدماء ويكفيهم ذلك شؤما على الإنسانية وبعدا عن منهج الحق وعن سنة الله في خلقه وعن نهج أنبيائه ورسله . والقلة منهم طيب النفس خدعه بريقهم وكلماتهم ونسأل الله له عاجل الهداية قبل فوات الوقت.
ويكفيك أن تعلم أن أكثرهم ممن لم يعرفوا في حقل الدعوة والعلم . إقرأ اسماءهم في الجرائد والله لا نعرف منهم أحدا (بالكاد) إلا رؤوسهم . وأكثر رؤوسهم عرفناهم وحالهم كما وصفنا لك . كيف ومن أين ظهروا ؟ لا ندري ومن وراءهم لا نعلم . لم نشاهدهم في مجالس العلم ولم نشاهدهم في طريق الدعوة ولم نقرأ لهم كتبا ولم نعرف من يشهد لهم من أهل العلم . أكثرهم أولاد وأطفال و (ورعان) يتسنمون المنابر ويتسنمون قيادة الأمة والأمة منهم براء. من أراد أن يتسنم أمر الأمة ويجرها إلى الدماء فليطل برأسه وشخصه حتى نعلم من هو وليعش بين الأمة وليعان ما تعاني الأمة . ليست القيادة بالاختفاء بين المغارات والجبال طول العمر . إظهر وعش بين الناس وإن كنت على الحق فلتثبت عليه أمام خلق الله حتى يعرفوا من أنت وما هويتك فلن يتبع من يتخفى بهذه الطريقة ولهذا الأمد إلا مجنون أسلم عقله لمن لا يعرفه !!! وإن تعرض المؤمن للأذى لظهوره ومجاهرته بالحق فليكن ذلك من باب من قال فيهم سيد الخلق فيما روى البخارى فى صحيحه عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو متوسد بردة له فى ظل الكعبة قلنا يا رسول الله ألا تستنصر لنا من الله عزوجل ؟ قال عليه الصلاة و السلام: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له فى الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق بائنتين و ما يصده ذلك عن دينه و يمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب و ما يصده ذلك عن دينه و الله ليتمنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه . هؤلاء نسوا أن المؤمن لا يخشى في الله لومة لائم ونسوا أن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر (فيما رواه أبو داوود والترمذي وفيما أظن ابن ماجه) في الظهور والعلن وفي رابعة النهار لا من المغارات وبين الجبال في أفغانستان وتحت الأقبية في العراق . والحقيقة ان قول الحق لن يزيد أو ينقص عمر المرء إلا في العقيدة الخفية لهؤلاء ولذلك تشكلت عندهم هذه الخلفيات العجيبة المشوهة في طريقة ما يسمونه بالجهاد مما أوصلهم إلى استباحة ماحرم الله من دماء أبرياء المسلمين فضلا عن المعاهدين . وليراجع من شاء يوم ذبحوا أحد الأشراف وهو سفير مصر في العراق منذ فترة كذبح الشاة وليقرأ من شاء عن الفرنسيين الذين قتلوهم في السعودية قريبا قرب المدينة المنورة ثم اتضح أن بعضهم ممن أسلم (فرنسي مسلم) وهؤلاء المساكين على مذهب هؤلاء الخوارج (سوف يبعثون على نياتهم يوم القيامة) لأنهم قتلوا خطأ أو تترسا أو ... أو ..... .(مساكين رحمهم الله تعالى) ولكن ماذنب (((المجاهد))) الذي أزهق روحهم ورمل زوجة ذلك المسلم الفرنسي ويتم أبناءه فهو مسكين جاهل لا يعلم رآه فرنسيا أشقر أزرق العينين فإذن هو مثلهم و (يلا نقتله احتياطا). هذا هو الجهاد وهذا هو الدين . هذا (((المجاهد))) لا يقدر ما فعل (بل لعله يقدر) لا يعلم كمية من ارتد عن الإسلام لفعلته هذه !! لا يعلم ما حال زوجة هذا المسلم الفرنسي وكيف ستستسيغ البقاء على دين الإسلام ولا يعلم ما حال اولاده وما الذي سيقولونه ويعتقدونه عن الإسلام . لا أستبعد أن يتحول كل منهم إلى بوق للكفر والبعد عن الإسلام من شين ما أتاه هؤلاء. والله إن في القلب لوعات و صرخات مكتومة من أفاعيل هؤلاء الخوارج. الله تعالى لم يأمر بشيء مما يفعلونه والله ولكن لماذا ؟ لأنهم فقدوا الفسحة !!!
ولاحظ أخي كل هذا العذاب الذي طلب الشارع إلى المقاتلين الحقيقيين من هذه الأمة أن يتحملوه حين لم يأمرهم بالتمنطق بالقنابل وتفجير أنفسهم ومن حولهم بها هربا من التعرض لهذا العذاب . المؤمن الحق لا يهرب من هذا العذاب باستعجال إزهاق روحه بل هو الذي يقف عيانا مجاهرا بالحق لا يخشى في الله لومة لائم (إلا في ظروف محددة ولفترات محدودة جدا) وإن حمه قضاء الله بتعذيبه على مبادئه يثبت أمام الناس كلها حتى يعلم الله ويعلم الناس ذلك منه . لعمري هم بذلك أشبه بحواريي الأنبياء فهم عندها يجاهدون في الله ببذل أنفسهم والتعرض للعذاب ويجاهدون رياء النفس ومحبة الرئاسة والظهور والمدحة بين الخلق بملاحظة أنهم يحتملون ما هم فيه لوجه الله تعالى وحده وليس لمدحة الخلق أو شفاء غليل النفس بالوصول سريعا إلى ما يريحها أو إراحة الجسد بالتخلص سريعا من عذابه . فإن ثبتوا فلعمري إن أثر ذلك في الأمة اقوى وأعظم بكثير من سخافات جرائم الذبح التي يقوم بها هؤلاء المارقون الخوارج وأقوى وأعظم من تفجير النفس بين مجموعة من الأبرياء حتى يصطاد علجا أو اثنين مما لن تجد له في تاريخ الإسلام مثيلا إلا عند هؤلاء. ومع كل ذلك فإن زادت وطأة العذاب وخشي المؤمن من إزهاق روحه أو على إيمانه أو ما على ما فصله المجتهدون في فتاواهم فله في قوله تعالى مندوحة (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) رغم أن الأولى احتمال العذاب والأذى مهما اشتدت وطأته ومهما كانت نفسه تحتمله ولن تجد هذا الاحتمال في هذه المراتب إلا عند من امتلأ قلبه إيمانا وعقله علما وثقلت كفته في دين الله ولا يتأتى ذلك إلا ممن سار على النهج وألزم نفسه طريق الحق وربيت نفسه على ذلك أمدا كبيرا أو أكرمه اله تعالى بصحبة الأنبياء وشاهد من أنوارهم وأسرارهم ما أدخل نور الإيمان إلى قلبه وعلى كل حال فالمرجع في كل ذلك كتاب الله وسيرة سيد الخلق عليه وعلى آله الصلاة والسلام وسيرة أتباعه من الصحابة الأجلاء وعلى رأسهم الإمام علي عليه وعلى آله السلام هو وآل بيته ممن احتمل الأذى وسار على نهج الحق حتى أتاه اليقين من أمثال الإمام زيد عليه السلام وغيره ممن ضرب لمن بعده أعلى الأمثلة في الوفاء لهذا الدين حتى أعجز من بعده عن اللحاق به وبمن هو على مثل ما كان عليه.

أما منظروهم فهم شركاؤهم فيما عملوا . وفوق ذلك فهم (المنظرون) سيفقدون مكانتهم العلمية إن رجعوا وتابوا ولذلك تنازعهم أنفسهم في الرجوع وعدمه ، قد ابتلاهم المولى عز وجل بحب الظهور وحب الرياسة وهي أكثر الأدواء تدميرا للإنسان وقد قال أهل الطريق والإخلاص والعلم (آخر الأمراض التي تخرج من قلوب الصديقين حب الرياسة) ولذلك كان سيد الصحابة قاطبة الإمام علي بن أبي طالب صديقا لأنه زهد في الرياسة لمصلحة الأمة . ولذا روي أنه الصديق الأكبر عليه السلام وكرم الله وجهه. فمن ادعى الشرف وادعى طريقته فهذه هي .
وما ذلك إلا لتمكن الرياسة من قلب المرء وسلوكه ولصعوبة الاستغناء عن حلاوتها وطلاوتها مع ما يضاف إليها من منافع أخرى كان مثلهم يعتاش عليها فإنها بالنسبة له وقود حياته يذهب معها إن ذهبت ، ولعمري لا أجد أصدق منهم مثالا على ما قال المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام فيما روي في مشكاة المصابيح في كتاب العلم وكذا فيما رواه البيهقي في شعب الإيمان، قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام :(يوشك أن يأتي زمان على الناس لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه. مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى. ((((علماؤهم شر من تحت أديم السماء، منهم تخرج الفتنة وفيهم تعود)))

ومع كل ذلك فلو أنهم رجعوا لوجدوا الله توابا رحيما.

حسن عزي

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“