الحرب على صعدة 2007 - مقالات عن الأحداث
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
اي نهاية تنتظر الرئيس صالح ( بقلم : اللواء الركن أحمد عبدالله الحسني )
لندن" عدن برس " خاص : 19/4/2007
لفت انتباهي قرار الرئيس علي عبدالله صالح عزل اللواء يحي الشامي وتعيين محله اللواء مطهر المصري محافظا لصعدة ... وكثيرة هي القرارات المثيرة للانتباه التي يصدرها الرئيس صالح في هده الايام ...لكن هدا القرار بالدات له معاني ودلالات ... فالشامي ليس اي محافظ اخر ... وصعدة ليست اية محافظة اخرى .
اللواء يحي الشامي من القادة المخضرمين ويمكن ان يوصف بالرجل الموسوعة ... رجل على اطلاع واسع على علوم اللغة والادب وله دراية واسعة بعلوم الفقه والدين وله معرفة جيدة بالتاريخ العربي القديم والحديث ويكاد يلم بتفاصيل التاريخ الاسلامي كله على تشعبه , كما ان له خبرة وتجربة في ادارة وحكم المناطق المستعصية من اليمن حيث سبق له ان كان محافظا لمارب في السنوات الصعبة والمرة ثم محافظا للبيضاء وترك فيهما اثرا طيبا .
اما على المستوى العسكري فيعتبر اللواء يحي الشامي من القاده العسكريين اليمنيين القلائل الدين يشار لهم بالبنان , وصفات القائد العسكري الحازم والموهوب هي ما يمكن ان نطلقها عليه دون ان نكون مخطئين .
ومحافظة صعدة هي من اقل مناطق اليمن تنمية وبقيت لعقود من حكم الرئيس صالح خارج اهتماماته وحتى الان
ولاسباب نجهلها وغير واضحة اطلاقا يشن نظام الرئيس صالح حربا عدوانية مجرمة ضد اهالي محافظة صعدة بدات في صيف 2004 وتجلت في ايامنا هده بشكل اكثر ضراوة واكثر فتكا واكثر تدميرا وقتلا دون ان يتمكن الرئيس صالح من فرض ارادته على خصومة من المقاومين من ابناء صعدة الاشاوس الدين ازدادوا خبرة وتمرسا على القتال دفاعا عن ارضهم ومعتقداتهم الدينية وعن اعراضهم وممتلكاتهم وخضعت هده المحافظة بقرار من الحاكم في صنعاء لحصار شديد منع بموجبه امدادات الغداء والمياه عن معظم مدن وقرى المحافظة كما منع الدخول والخروج منها وفرض تعتيما اعلاميا صارما عن اخبار الحرب هناك بل ودعى الى محاكمة اي وسيلة اعلام تنقل اخبار عن المدافعين عن شرفهم وعرضهم وارضهم ... باختصار اعلن الرئيس صالح حربا عدوانية ظالمة على محافظة صعدة واعتبرها واهلها اعداء لا بد من ابادتهم .
وادا كنا قد تفهمنا دوافع الرئيس صالح بتعيين اللواء يحي الشامي محافظا لصعدة في هكدا ظروف واوضاع على الرغم من اننا نعرف انه لا ياتمنه ولا يثق به , فهو الى جانب الصفات التي سبق دكرها , ينتمي الى فئة السادة ولعل الرئيس صالح قد راهن على هده الصفة بالدات مؤملا ان يحدث شرخا وتصدعا في صفوف المقاومين الدين ينتمون في معظمهم الى المدهب الزيدي ويدينون بالولاء والريادة للسيد العلامة بدر الدين الحوثي , فان قرار عزل السيد اللواء يحي الشامي في احلك الظروف واثناء اشتداد المعارك واتساع رقعتها في محافظة صعدة وهو من هو وتعيين بدلا عنه اللواء مطهر المصري , ( نائب وزير الداخلية ) صاحب القدرات المتواضعه عسكريا , قليل الخبرة اداريا لم يسبق له ان مارس الحكم حتى بمستوى مركز ولا مديرية ناهيك عن محافظة وصعدة ليست اي محافظة ... فان القرار لا يسترعي الانتباه فقط بل والدهشة ايضا ...
انه اعلان صريح عن فشل سياسة الرئيس صالح لمعالجة الازمة المستعصية في محافظة صعدة عن طريق الحرب والعدوان ... وهو في نفس الوقت سقوط مريع لكل دعاوي النظام وادعاءاته الباطلة عن حيثيات هده الحرب الظالمة وخسارة واضحة لتحالف سعى اليه الرئيس صالح مع بعض رموز التيار الزيدي في صنعاء سيكون لها تداعيات سلبية كبيرة .
وهو في نفس الوقت دلالة على اشتداد الصراع بين اقطاب النظام في ظل اصرار الرئيس صالح ابقاء قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها نجله العقيد احمد علي عبدالله صالح في صنعاء ومعسكرات تمركزها الدائم قرب القصر الجمهوري ومباني الاداعة والتلفزيون , اضافة الى ابقاءه على قوات الامن المركزي التي يقودها ابن شقيقه العقيد يحي محمد عبدالله صالح في حراسة المنشئات الحكومية الرسمية والسفارات الاجنبية والتحكم بمداخل ومخارج العاصمة صنعاء بعيدا عن محرقة صعدة . , وبعيدا عن مسؤليات جرائم الحرب ضد الانسانية التي يمكن تحميل وزرها على عاتق القادة الميدانيين المخالفين لتوريث الحكم والمعترضين على الصلاحيات الواسعه التي يتمتع بها ابناء الرئيس في شؤون الحكم واستئثارهم بالسلطة والثروة .
اعتقد اننا امام مؤشر واضح على عمق الازمة التي تعصف بالنظام ... فهل هي النهاية ...؟؟؟
هل ستكون نهاية الرئيس صالح على الطريقة الصدامية ؟ ... ام على طريقة محمد سياد بري ؟
المرجح لدي ان تكون النهاية على الطريقة الصومالية .
http://www.adenpress.com/modules.php?na ... =0&thold=0
لندن" عدن برس " خاص : 19/4/2007
لفت انتباهي قرار الرئيس علي عبدالله صالح عزل اللواء يحي الشامي وتعيين محله اللواء مطهر المصري محافظا لصعدة ... وكثيرة هي القرارات المثيرة للانتباه التي يصدرها الرئيس صالح في هده الايام ...لكن هدا القرار بالدات له معاني ودلالات ... فالشامي ليس اي محافظ اخر ... وصعدة ليست اية محافظة اخرى .
اللواء يحي الشامي من القادة المخضرمين ويمكن ان يوصف بالرجل الموسوعة ... رجل على اطلاع واسع على علوم اللغة والادب وله دراية واسعة بعلوم الفقه والدين وله معرفة جيدة بالتاريخ العربي القديم والحديث ويكاد يلم بتفاصيل التاريخ الاسلامي كله على تشعبه , كما ان له خبرة وتجربة في ادارة وحكم المناطق المستعصية من اليمن حيث سبق له ان كان محافظا لمارب في السنوات الصعبة والمرة ثم محافظا للبيضاء وترك فيهما اثرا طيبا .
اما على المستوى العسكري فيعتبر اللواء يحي الشامي من القاده العسكريين اليمنيين القلائل الدين يشار لهم بالبنان , وصفات القائد العسكري الحازم والموهوب هي ما يمكن ان نطلقها عليه دون ان نكون مخطئين .
ومحافظة صعدة هي من اقل مناطق اليمن تنمية وبقيت لعقود من حكم الرئيس صالح خارج اهتماماته وحتى الان
ولاسباب نجهلها وغير واضحة اطلاقا يشن نظام الرئيس صالح حربا عدوانية مجرمة ضد اهالي محافظة صعدة بدات في صيف 2004 وتجلت في ايامنا هده بشكل اكثر ضراوة واكثر فتكا واكثر تدميرا وقتلا دون ان يتمكن الرئيس صالح من فرض ارادته على خصومة من المقاومين من ابناء صعدة الاشاوس الدين ازدادوا خبرة وتمرسا على القتال دفاعا عن ارضهم ومعتقداتهم الدينية وعن اعراضهم وممتلكاتهم وخضعت هده المحافظة بقرار من الحاكم في صنعاء لحصار شديد منع بموجبه امدادات الغداء والمياه عن معظم مدن وقرى المحافظة كما منع الدخول والخروج منها وفرض تعتيما اعلاميا صارما عن اخبار الحرب هناك بل ودعى الى محاكمة اي وسيلة اعلام تنقل اخبار عن المدافعين عن شرفهم وعرضهم وارضهم ... باختصار اعلن الرئيس صالح حربا عدوانية ظالمة على محافظة صعدة واعتبرها واهلها اعداء لا بد من ابادتهم .
وادا كنا قد تفهمنا دوافع الرئيس صالح بتعيين اللواء يحي الشامي محافظا لصعدة في هكدا ظروف واوضاع على الرغم من اننا نعرف انه لا ياتمنه ولا يثق به , فهو الى جانب الصفات التي سبق دكرها , ينتمي الى فئة السادة ولعل الرئيس صالح قد راهن على هده الصفة بالدات مؤملا ان يحدث شرخا وتصدعا في صفوف المقاومين الدين ينتمون في معظمهم الى المدهب الزيدي ويدينون بالولاء والريادة للسيد العلامة بدر الدين الحوثي , فان قرار عزل السيد اللواء يحي الشامي في احلك الظروف واثناء اشتداد المعارك واتساع رقعتها في محافظة صعدة وهو من هو وتعيين بدلا عنه اللواء مطهر المصري , ( نائب وزير الداخلية ) صاحب القدرات المتواضعه عسكريا , قليل الخبرة اداريا لم يسبق له ان مارس الحكم حتى بمستوى مركز ولا مديرية ناهيك عن محافظة وصعدة ليست اي محافظة ... فان القرار لا يسترعي الانتباه فقط بل والدهشة ايضا ...
انه اعلان صريح عن فشل سياسة الرئيس صالح لمعالجة الازمة المستعصية في محافظة صعدة عن طريق الحرب والعدوان ... وهو في نفس الوقت سقوط مريع لكل دعاوي النظام وادعاءاته الباطلة عن حيثيات هده الحرب الظالمة وخسارة واضحة لتحالف سعى اليه الرئيس صالح مع بعض رموز التيار الزيدي في صنعاء سيكون لها تداعيات سلبية كبيرة .
وهو في نفس الوقت دلالة على اشتداد الصراع بين اقطاب النظام في ظل اصرار الرئيس صالح ابقاء قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها نجله العقيد احمد علي عبدالله صالح في صنعاء ومعسكرات تمركزها الدائم قرب القصر الجمهوري ومباني الاداعة والتلفزيون , اضافة الى ابقاءه على قوات الامن المركزي التي يقودها ابن شقيقه العقيد يحي محمد عبدالله صالح في حراسة المنشئات الحكومية الرسمية والسفارات الاجنبية والتحكم بمداخل ومخارج العاصمة صنعاء بعيدا عن محرقة صعدة . , وبعيدا عن مسؤليات جرائم الحرب ضد الانسانية التي يمكن تحميل وزرها على عاتق القادة الميدانيين المخالفين لتوريث الحكم والمعترضين على الصلاحيات الواسعه التي يتمتع بها ابناء الرئيس في شؤون الحكم واستئثارهم بالسلطة والثروة .
اعتقد اننا امام مؤشر واضح على عمق الازمة التي تعصف بالنظام ... فهل هي النهاية ...؟؟؟
هل ستكون نهاية الرئيس صالح على الطريقة الصدامية ؟ ... ام على طريقة محمد سياد بري ؟
المرجح لدي ان تكون النهاية على الطريقة الصومالية .
http://www.adenpress.com/modules.php?na ... =0&thold=0
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
عقيدة مواجهة السلطة وسلاح ثقيل وثارات قبلية.. عن حرب مهملة في اليمن
20/04/2007
معن البياري - نقلا عن الخليج الإماراتية:
لا وصف لها إلا أنها حرب شنيعة، تلك الجارية جولتها الرابعة بين الجيش اليمني وأتباع بدر الدين الحوثي في مناطق في محافظة صعدة، والمستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر، بعد جولات ثلاث متقطعة، كانت الأولى الأكثر عنفا في صيف، 2004 وقضى فيها زعيم الحركة المسلحة الخارجة على الدولة ونظامها حسين الحوثي، فيما قضى أكثر من 500 جندي من الجيش اليمني في شهور ذلك الصيف ومئات آخرون من عناصر الطرف الآخر.
وكان الظن في حينه أن حسما قد جرى للأزمة وللمعارك في تلك الجبال اليمنيّة الصعبة، غير أن جولات أخرى استجدّت، في مواجهات شرسة وكمائن غير قليلة تمكن فيها الحوثيون من قنص أعداد ليست هيّنة من الجنود، وكانت وقائع مثل هذه تتوالى عابرة في نشرات الأخبار، ولا تستأثر بانتباه خاص وحاذق من جمهرة المعلقين في الصحافة والفضائيات العربية. وإذا كان جائزاً تسويغ ذلك بأن قضايا العراق ولبنان وفلسطين تمكنت من السيطرة على الاهتمام العام، فيما الذي كان يجري في صعدة اليمنية لا يتعدى مواجهات عسكرية بين دولة بجيشها ضد متمردين عليها، لن يكون في مقدورهم تحقيق انتصار مؤزر في خاتمة المطاف، بدا استهسالاً وتبسيطاً للمشهد استسلام واضح في القناعات الشائعة عربياً في هذا الشأن إلى الخطاب الحكومي اليمني، وهو للحق يجد الكثير من أسباب الوجاهة، ولا تنشغل السطور التالية بنقض له أو بمخالفته في جوهره، غير أن استئناف الحرب وبشراسة أكثر هولا من الجولات السابقة، ومنذ يناير/ كانون ثاني الماضي، يستدعي كثيرا من التملي في الصورة العامة لهذه الحرب ومختلف أسبابها ومساراتها التي كشفت عن ملف ملتهب في اليمن، نحتاج نحن العرب إلى تبصّر فيه، على الأقل لئلا تباغتنا تفاصيل ومستجدات لاحقة بانكشاف عربي جديد أمام تدويل جديد يماثل الذي باغتنا في إقليم دارفور في غرب السودان، سيما وأنه لا يتبدى أن ثمة انتهاء قريبا لهذه المواجهات التي باتت تستنزف اليمن وجيشه ومقدراته، وتنذر باهتزاز كل الآمال بشأن اتجاه هذا البلد إلى ما نشتهيه له من تطوير وإنماء وتقدم.
يضاعف من المخاوف المشار إليها، تلميحا هنا، أن ثمة رواجا لوجهة النظر التي ترى في المواجهات أبعادا طائفية، بالنظر إلى انتساب الحوثيين إلى المذهب الزيدي الذي يُحسب على طائفة الشيعة، وبالنظر قبل ذلك وبعده إلى ما يحوز عليه هؤلاء من قدرات عسكرية كبيرة، بعتاد كثير من الأسلحة الثقيلة والبسيطة، وقد صاروا أكثر مراسا وكفاءة قتالية في خوض حرب أشباح وكمائن وحرب عصابات طويلة، وفي إنزال خسائر بشرية كبيرة في الجيش اليمني الذي يستخدم المروحيات والطائرات الحربية والصواريخ المتطورة، من دون أن يتمكّن حتى الآن من حسم الحالة العسكرية لمصلحته تماما، على الرغم من وعوده بذلك، فيما تتعاطى السلطات الرسمية مع تفاصيل القتال الجاري في محافظة صعدة ومحيطها بتكتم شديد، وقد تسرب قبل أيام أن جثثا صارت تُشاهد في الشوارع، وتشيع الأمراض الخطيرة، ومنها الكوليرا، في تلك المناطق التي ينزح الآلاف من ساكنيها بحثا عن أمن وأمان، وبعيدا عن حرب ضروس. وأول الأسئلة هي عن أسباب هذا كله، ودواعي تحصن هذه الفئة من اليمنيين وراء قناعات تصل إلى مرتبة العقيدة بوجوب مواجهة السلطة بالنفس والسلاح، وثاني تلك الأسئلة عن هذه الكميات من السلاح الثقيل والعتاد، من أين يؤتى بها ومن أين تتوفر بيسر وسهولة، مع العلم سلفا أن أسواق السلاح في اليمن عصيّة على العدّ، وأن قبائل مؤيدة للحوثيين لديها نوازع الثأر أحيانا توفر السلاح لهم وتساندهم بما أمكن منه ومن تأمين بعض الحماية لبعضهم.
أما وأن الحال هو على هذا النحو الشديد الإيجاز هنا، وعلى كثير من أسباب الشؤم ونذر التأزيم، فإن المرء لا بد وأن تتناهبه زوبعة من الأسئلة المحيرة بشأن ذلك كله، وبشأن هذا الإهمال العربي العام لهذا المشهد البغيض، والذي قد يروح إلى لوحة مشؤومة من اقتتال طائفي وأهلي جديدة في اللوحة العربية العامة البائسة، وكأنه لا ينقصها شيء من ذلك. وكانت في محلها مخاوف بعضهم من أن تصبح صعدة بؤرة صراع إقليمي.
وللإحاطة بمجمل الصورة، يجدر التأشير إلى بيانات هيئات حقوقية يمنية محلية، ولها مصداقيتها وفاعليتها في النشاط المدني والحقوقي، تحدثت بوضوح عن انتهاكات فظيعة تقترفها القوة العسكرية المفرطة التي يستخدمها الجيش اليمني في هذه الحرب، وأصدرت أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في “اللقاء المشترك” بيانات غير مرة، أوردت بعضا من ذلك، وتحدثت عن وجوب معالجة مختلفة لأزمة الحوثيين، بدلاً من النهج العسكري الفظيع الذي لن يزيد الأزمة إلا اشتعالاً. واللافت أن السلطة الحاكمة، ومنها حزب المؤتمر الشعبي العام، ظلت تتعاطى مع هذه النداءات والمؤاخذات بكثير من التوتر والعصبية، وظلت تلح على أن وسائل المعالجة الأخرى للأزمة باتت غير ممكنة، بعد نفادها، وبعد إجراءات عفو عن حوثيين معتقلين غير قليلين، وبعد وساطات لم تنجح، وبعد نداءات ومطالبات بتسليم عبد الملك الحوثي وأتباعه أنفسهم، وتسليم كل مجاميع هؤلاء الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي في حوزتهم، في مقابل إجراءات ووعود تضمن السلم الاجتماعي العام، وتبدأ بتنفيذ مطالب معيشية وإنمائية في مناطق من محافظة صعدة، وهي نائية وتوصف بأنها منسيّة وتفتقر إلى كثير من مستلزمات الخدمات العامة، وإلى موجبات انتشال أهاليها مما يعتبره الحوثيون اضطهادا وتمييزا ضدهم.
هي مجرد دعوة هنا إلى التنبيه إلى الحرب المهملة في اليمن، والبحث في أسباب تحول داعية بارز اسمه بدر الدين الحوثي مع أبنائه، وكان اثنان منهم نائبين في البرلمان، إلى توجه ديني متعصب وإلى حمل السلاح ضد الدولة بدعوى مواجهة طغيان أمريكا و”إسرائيل”، هل من يستجيب قبل أن تتفاقم تلك الحرب وتتسع الظاهرة الحوثية المستنكرة هذه؟
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 4_20_12977
20/04/2007
معن البياري - نقلا عن الخليج الإماراتية:
لا وصف لها إلا أنها حرب شنيعة، تلك الجارية جولتها الرابعة بين الجيش اليمني وأتباع بدر الدين الحوثي في مناطق في محافظة صعدة، والمستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر، بعد جولات ثلاث متقطعة، كانت الأولى الأكثر عنفا في صيف، 2004 وقضى فيها زعيم الحركة المسلحة الخارجة على الدولة ونظامها حسين الحوثي، فيما قضى أكثر من 500 جندي من الجيش اليمني في شهور ذلك الصيف ومئات آخرون من عناصر الطرف الآخر.
وكان الظن في حينه أن حسما قد جرى للأزمة وللمعارك في تلك الجبال اليمنيّة الصعبة، غير أن جولات أخرى استجدّت، في مواجهات شرسة وكمائن غير قليلة تمكن فيها الحوثيون من قنص أعداد ليست هيّنة من الجنود، وكانت وقائع مثل هذه تتوالى عابرة في نشرات الأخبار، ولا تستأثر بانتباه خاص وحاذق من جمهرة المعلقين في الصحافة والفضائيات العربية. وإذا كان جائزاً تسويغ ذلك بأن قضايا العراق ولبنان وفلسطين تمكنت من السيطرة على الاهتمام العام، فيما الذي كان يجري في صعدة اليمنية لا يتعدى مواجهات عسكرية بين دولة بجيشها ضد متمردين عليها، لن يكون في مقدورهم تحقيق انتصار مؤزر في خاتمة المطاف، بدا استهسالاً وتبسيطاً للمشهد استسلام واضح في القناعات الشائعة عربياً في هذا الشأن إلى الخطاب الحكومي اليمني، وهو للحق يجد الكثير من أسباب الوجاهة، ولا تنشغل السطور التالية بنقض له أو بمخالفته في جوهره، غير أن استئناف الحرب وبشراسة أكثر هولا من الجولات السابقة، ومنذ يناير/ كانون ثاني الماضي، يستدعي كثيرا من التملي في الصورة العامة لهذه الحرب ومختلف أسبابها ومساراتها التي كشفت عن ملف ملتهب في اليمن، نحتاج نحن العرب إلى تبصّر فيه، على الأقل لئلا تباغتنا تفاصيل ومستجدات لاحقة بانكشاف عربي جديد أمام تدويل جديد يماثل الذي باغتنا في إقليم دارفور في غرب السودان، سيما وأنه لا يتبدى أن ثمة انتهاء قريبا لهذه المواجهات التي باتت تستنزف اليمن وجيشه ومقدراته، وتنذر باهتزاز كل الآمال بشأن اتجاه هذا البلد إلى ما نشتهيه له من تطوير وإنماء وتقدم.
يضاعف من المخاوف المشار إليها، تلميحا هنا، أن ثمة رواجا لوجهة النظر التي ترى في المواجهات أبعادا طائفية، بالنظر إلى انتساب الحوثيين إلى المذهب الزيدي الذي يُحسب على طائفة الشيعة، وبالنظر قبل ذلك وبعده إلى ما يحوز عليه هؤلاء من قدرات عسكرية كبيرة، بعتاد كثير من الأسلحة الثقيلة والبسيطة، وقد صاروا أكثر مراسا وكفاءة قتالية في خوض حرب أشباح وكمائن وحرب عصابات طويلة، وفي إنزال خسائر بشرية كبيرة في الجيش اليمني الذي يستخدم المروحيات والطائرات الحربية والصواريخ المتطورة، من دون أن يتمكّن حتى الآن من حسم الحالة العسكرية لمصلحته تماما، على الرغم من وعوده بذلك، فيما تتعاطى السلطات الرسمية مع تفاصيل القتال الجاري في محافظة صعدة ومحيطها بتكتم شديد، وقد تسرب قبل أيام أن جثثا صارت تُشاهد في الشوارع، وتشيع الأمراض الخطيرة، ومنها الكوليرا، في تلك المناطق التي ينزح الآلاف من ساكنيها بحثا عن أمن وأمان، وبعيدا عن حرب ضروس. وأول الأسئلة هي عن أسباب هذا كله، ودواعي تحصن هذه الفئة من اليمنيين وراء قناعات تصل إلى مرتبة العقيدة بوجوب مواجهة السلطة بالنفس والسلاح، وثاني تلك الأسئلة عن هذه الكميات من السلاح الثقيل والعتاد، من أين يؤتى بها ومن أين تتوفر بيسر وسهولة، مع العلم سلفا أن أسواق السلاح في اليمن عصيّة على العدّ، وأن قبائل مؤيدة للحوثيين لديها نوازع الثأر أحيانا توفر السلاح لهم وتساندهم بما أمكن منه ومن تأمين بعض الحماية لبعضهم.
أما وأن الحال هو على هذا النحو الشديد الإيجاز هنا، وعلى كثير من أسباب الشؤم ونذر التأزيم، فإن المرء لا بد وأن تتناهبه زوبعة من الأسئلة المحيرة بشأن ذلك كله، وبشأن هذا الإهمال العربي العام لهذا المشهد البغيض، والذي قد يروح إلى لوحة مشؤومة من اقتتال طائفي وأهلي جديدة في اللوحة العربية العامة البائسة، وكأنه لا ينقصها شيء من ذلك. وكانت في محلها مخاوف بعضهم من أن تصبح صعدة بؤرة صراع إقليمي.
وللإحاطة بمجمل الصورة، يجدر التأشير إلى بيانات هيئات حقوقية يمنية محلية، ولها مصداقيتها وفاعليتها في النشاط المدني والحقوقي، تحدثت بوضوح عن انتهاكات فظيعة تقترفها القوة العسكرية المفرطة التي يستخدمها الجيش اليمني في هذه الحرب، وأصدرت أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في “اللقاء المشترك” بيانات غير مرة، أوردت بعضا من ذلك، وتحدثت عن وجوب معالجة مختلفة لأزمة الحوثيين، بدلاً من النهج العسكري الفظيع الذي لن يزيد الأزمة إلا اشتعالاً. واللافت أن السلطة الحاكمة، ومنها حزب المؤتمر الشعبي العام، ظلت تتعاطى مع هذه النداءات والمؤاخذات بكثير من التوتر والعصبية، وظلت تلح على أن وسائل المعالجة الأخرى للأزمة باتت غير ممكنة، بعد نفادها، وبعد إجراءات عفو عن حوثيين معتقلين غير قليلين، وبعد وساطات لم تنجح، وبعد نداءات ومطالبات بتسليم عبد الملك الحوثي وأتباعه أنفسهم، وتسليم كل مجاميع هؤلاء الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي في حوزتهم، في مقابل إجراءات ووعود تضمن السلم الاجتماعي العام، وتبدأ بتنفيذ مطالب معيشية وإنمائية في مناطق من محافظة صعدة، وهي نائية وتوصف بأنها منسيّة وتفتقر إلى كثير من مستلزمات الخدمات العامة، وإلى موجبات انتشال أهاليها مما يعتبره الحوثيون اضطهادا وتمييزا ضدهم.
هي مجرد دعوة هنا إلى التنبيه إلى الحرب المهملة في اليمن، والبحث في أسباب تحول داعية بارز اسمه بدر الدين الحوثي مع أبنائه، وكان اثنان منهم نائبين في البرلمان، إلى توجه ديني متعصب وإلى حمل السلاح ضد الدولة بدعوى مواجهة طغيان أمريكا و”إسرائيل”، هل من يستجيب قبل أن تتفاقم تلك الحرب وتتسع الظاهرة الحوثية المستنكرة هذه؟
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 4_20_12977
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
عابد المهذري - صحيفة الثوري ( عن القتل في صعدة )
نسي الجميع البحث عن الحلول.. فقط.. منذ ثلاث سنوات وهم مشغولون بالنقاش البيزنطي عن أسباب هذه الحرب.. صعدة تحترق.. أبناء الوطن يموتون هنا.. القتل المجاني بضاعة رائجة بالجملة.. الدماء أرخص من سعر التراب.. عزرائيل يوزع هداياه بكرم مفرط.. مقبرة المدينة الصغيرة تمتد أفقياً كل يوم.. أعداد الأرامل واليتامى الصغار في ازدياد مضطرد.. الجميع يواصلون الانشغال بقضايا الدين والسياسة.. المأساة تكبر بحجم الوطن.. والحرب تستوطن صعدة.. لم تعد للدماء تلك الحرمة واللون الأحمر صار التعاطي معه كما لو كان ماء وليس دماءً.. يعلق مواطن من صعدة: «القتل أسهل من إشعال سيجارة».. المأساة تجاوزت هذا الحد.. القتل أصبح مثل "شربة ماء" حد تعليق مواطن آخر.. هذا يحدث في صعدة -الآن- والجميع يواصلون الانشغال بالبحث عن أسباب الحرب.
** عند ما تكون في صعدة لا تندهش حين تجد "الحيرة" هي شعار الوقت الراهن.. ستوزع علامات الاستفهام على الملأ.. لكنك لن تحصل سوى على إجابة واحدة متشابهة.. لن تلقى غير البحلقة من عينيك رداً على سؤال عارض.. هنا.. الناس يقلبون كفوفهم على مدار الوقت.. «لا أدري» هي الكلمة الأكثر تداولاً بين أوساط المجتمع.. حتى الذين يملكون مفاتيح المعرفة عن الاستفسارات الطارئة.. يتحاشون التمادي في البراءة خوفاً من لبس قد ينتج.. لم أصدق أنهم جميعاً لا يعرفون أبسط الأشياء.. كلما زادت شكوكي بانت خيوط مهمة.. إنهم يهربون من الحديث عما يملكون من أخبار ومعلومات.. قال «عبدالله» إن القلق يرجع إلى «مقاضاة الأغراض».. والكلمتان الأخيرتان معناهما في القاموس الشعبي لأبناء صعدة يقابل معنى «تصفية الحسابات» في لغة السياسة.. حساسية مسؤولي الدولة بما تصيب الموقف العسكري من حرج.. يدفعهم لتصديق أي وشاية وإن كانت كاذبة!!
** كثيرون وقعوا ضحايا الفخ.. إذا كان لديك خصومة مع أحد وتريد الانتقام.. أسلك طريق «الحوثية».. قدم نفسك كمتعاون مع الدولة ضد أتباع الحوثي ثم مرر وشايتك ضد من تريد.. لن يمر وقت طويل حتى يكون الخصم في السجن وهو من الحوثية براء.. ضحايا هذا المأزق بالعشرات.. منهم من يصبر ويتحمل.. وكثيرون تأخذهم العزة بالقهر إلى الانضمام لصفوف المقاتلين من أصحاب الشعار كردة فعل طبيعية على ظلم لحقهم أو تأثراً بأفكار حوثيين عايشوهم في المعتقل.. حتى «منصر» صار أحد (المكبرين).. كان مسجوناً على ذمة قضية جنائية من قبل اندلاع الحرب في 2004م.. حين زج بالمئات من المحسوبين على الحوثي في السجن.. اختلط بهم وتعرفوا عليه.. في فترة وجيزة اقتنع بما حملوه من رؤى وطقوس دينية.. أخبرني «منصر» بقصته قبل عام.. وحالياً أخبروني أنه يقاتل في تلك الجبال البعيدة.. قصة «منصر» هي نسخة طبق الأصل لنماذج بالعشرات.. أصبحوا «حوثيين» بإحدى وسليتن كلاهما دون ترتيبات مسبقة دون وعي وغصباً عنهم!
** على الطريق المسفلت الفسيح الذي تبرعت بإنشائه حكومة السعودية في الثمانينات.. نمشي بحذر وتوجس خلف سيارة بيضاء عليها شعار الصليب الأحمر.. قبل قليل كنت أتحدث مع أحد موظفي هذه المنظمة.. الصورة في هذا المكان مثل تلك التي اعتدنا مشاهدتها في نشرات الأخبار المتلفزة وتقارير مراسلي الفضائيات من مواقع الحروب والنزاعات المسلحة بمختلف دول العالم.. لكننا مازلنا داخل اليمن.. لم نغادر حدود صعدة.. قمت بجولة سريعة وسط غابة من «الخيم»..
مساحة واسعة من مزارع مملوكة للقطاع العام في منطقة «الضميد» حدِّدت لتكون مخيماً لإيواء النازحين من أهالي الطلح وضحيان وآل الصيفي.. وزع الصليب الأحمر والجمعيات الخيرية مواد إغاثة وإسعافات أولية لمئات الأسر الفارين من بيوت ومزارع يقطنونها منذ عشرات السنين.. الصورة مأساوية من حولي.. هؤلاء الأبرياء مشردون.. شيء لا يصدق الحال الذي باتوا فيه.. الصورة أكثر مأساوية في مناطق التوتر كما فهمت من نبرة صوت موظف يمني يعمل مع الصليب الأحمر «هناك قضايا إنسانية مؤلمة.. نحاول القيام بواجب إنساني.. لكننا لا نستطيع التحرك إلا في حدود ما يسمحون به...»!
** للمرة الثامنة نتوقف أمام البرميل للتفتيش.. على امتداد طريق «صعدة - ضحيان» هناك نقطة عسكرية في كل خمسة كيلو مترات.. يتفحص الجندي المناوب وجوه المارة ويوميء لهم بمواصلة السير بعد ما يكون قد تأكد من عدم حملهم لأي سلاح غير مرخص.. صاحبي كان قد استجاب لطلبي وترك سلاحه في منزله لكي لا نلفت الأنتباه أو نتعرض لعراقيل.. عند كل نقطة تواجد عسكري مكثف.. مدرعات وأطقم ودبابات تحتمي بسواتر ترابية.. نخضع لتفتيش دقيق.. هذه الإجراءات الأمنية ينزعج منها المترددون على الطريق يومياً من سكان تلك القرى.. ليس هناك خيار آخر.. الطرق الفرعية مغلقة كاحترازات حربية تهدف إلى الحد من عملية التنقل وضبط حركة المرور لمنع أي عمليات تسلل ينفذها الحوثيون.. هناك طريق واحد إلى كل قرية، لا بد أن يكون تحت مراقبة الجيش!!
** نقطة المقاش هي الأخيرة التي توقفنا عندها في طريق عودتنا من ضحيان والطلح وبنى معاذ.. مسافة قصيرة تفصل بيننا. ووسط مدينة صعدة.. ننعطف جهة الشمال لنسلك طريق يربط عاصمة المحافظة عبر منفذ البقع الحدودي.. تتداخل على امتداد الطريق مناطق وعزل تتبع إدارياً مديريات عدة.. الحمزات والطويلة لمديرية سحار.. نشور والرزامات وآل شافعة لمديرية الصفراء.. العشاش وآل بوجبارة لمديرية كتاف.. آل سالم لمديرية الحشوة.. ومرجعها قبلياً يعود إلى همدان وائلة.
معسكرات وبشمركة
** المعسكرات الضخمة ملامحها بارزة للمارة.. على اليسار معسكر اللواء 15 حالياً وخلفه مدينة سكانية حديثة تسمى «قحزة» ترابط تحت أسوار سجن الإصلاحية الشهير.. بجوار السجن معسكر آخر حديث ما زال محتفظاً بتسميته القديمة المستمدة من نشاطات المعسكرات الصيفية.. وهنا أيضاً محطة توليد الكهرباء ومنشأة لتعبئة الغاز تابعة لشركة النفط.. ويمتد مطار صعدة ليتوسط المقاش وقحزة وولد مسعود.. المنطقة تبدو استراتيجية لذلك فالاحتياطات الأمنية مشددة.. نحو كيلو متر واحد يفصل معسكر العروبة والمجد سابقاً «الـ15» حالياً.. عن معسكر قيادة المحور.. أمامه من جهة الشرق مباني كلية التربية ومعهد المعلمين.. ملاصقين لدار رعاية الأيتام الذي اتخذت منه قيادة حرس الحدود والاستخبارات العسكرية مقراً منذ سنوات.. يجاوره بأمتار قليلة مكتب الشباب والاستاد الرياضي والصالة المغلقة.. في ذات المربع.. هناك بيت الشباب بأدواره الثلاثة المؤثثة، يستخدم أحياناً لأعراض عسكرية ومبنى مكتب التربية والتعليم.. وبعد كيلو مترات قليلة ستجد معسكر كهلان الخاص بقوات المدفعية يتموضع بأحضان سلسلة جبلية متقاربة.. قبل أن تصل إلى هناك ستكون قد توقفت في مفرق الحمزات امتثالاً لإجراءات النقطة العسكرية المرابطة عند نقطة الطريق الفرعي المؤدي إلى قرى الحمزات والقهر.
** هذه المناطق كانت ساحة ملتهبة في الحرب الثانية المعروفة بحرب نشور والرزامات التي تبعد عن مواقع المعسكرات نحو 15 كيلو تقريباً.. الحواجز الخرسانية ما تزال منذ الحرب الأولى تمنع الدخول إلى الجهة المقابلة لقيادة المحور باتجاه الكلية.. ومئات الأكياس الرملية عادت إلى أماكنها السابقة على أسوار قيادة المحور وفوق أسطح مبانيه.. استطاع الحوثيون الوصول إلى هذه النقطة في الحرب الأولى والثانية.. قاموا بهجمات انتحارية استهدفت قيادة المحاور وسقط في المواجهات ضحايا من الجانبين بينهم «يحيى» نجل «عبدالله الرازمي» خليفة «حسين بدر الدين الحوثي».. وحتى هذه الحرب يشن المكبرون هجمات مباغته على معسكر كهلان ومواقع عسكرية محاذية له تسفر عن مواجهات شرسة تدوم لأيام وساعات.. يتناوب الجانبان في عمليات الكر والفر وتبادل السيطرة على مواقع ذات تحصينات جبلية تتمركز على مساحات جغرافية هامة وحيوية.
** من على جانب الطريق تشاهد منزل «الرزامي» مهدماً وآثار الحرب الثانية ما تزال موضحة على بعض المباني.. الأوضاع هادئة نسبياً في هذه المناطق.. وسوى مناوشات متفرقة وغارات متبادلة يمكن التخلي عن بعض القلق.. الأحداث أضفت على هذه الأمكنة هيبة وحضوراً ذهنياً مهماً.. ليست مختلفة عن تضاريس الجغرافية الطبيعية.. تجمعات سكنية تشكل قرى متناثرة حول أودية زراعية تحيط بها جبال ليست شاهقة كجبال مديريات صعدة الغربية «ساقين - حيدان - رازح - منبه».. وصلنا إلى المكان الذي بدأت منه شرارة الحرب الثانية.. هنا قتل ضابط كبير واستولى أتباع الحوثي على طقمه المسلح.. وقعت الحادثة عندما حاول الضابط اختراق الحظر المفروض على الطريق المؤدية إلى كتاف أثناء سيطرة الحوثيين على حركة السير عبر الخط.. على صخور الجبال تظهر آثار القصف المدفعي وبصمات القذائف المصوبة إلى متاريس المقاتلين على امتداد سلسلة جبال العصائد وما حولها.. أعلام مرفوعة في تكنات العساكر ومواطنون من مختلف الأعمار تصادفهم على الطريق.. يتمنطقون بالجيتري والكلانشكوف والجرامل وعلى صدورهم. تتعلق «جعب» ممتلئة بخزانات الرصاص والذخيرة.. المعارك التي دارت في نشور والرزامات كبدت «المكبرين» خسائر فادحة.. ألحق بهم الجيش ضربات موجعة أقساها كان في الحرب الثالثة.. الطالب الجامعي"نائف" سقط في تلك المعارك ليلحق بوالده واثنين من إخوانه.. ما حصل لـ«نائف» يعد مقياساً على نتائج المواجهات.. حين أخبرني أحدهم أن تحت الكوم الترابي القريب من رقعة الإسفلت عشرات الجثث المدفونة على عجل.. تذكرت \"منصور\" موظف البلدية الذي كلفته قيادة المحافظة بتجميع الجثث والأشلاء والتعامل معها كما يفترض.. كان قد شرح لي في لقاء سابق كيف تمكن من تنفيذ المهمة مستعيناً بعمال النظافة.. كان وصفه لمناظر الجثث مقززاً بعد بقائها في العراء لأيام عديدة.. معظم الجثث يصعب التعرف على أصحابها.. والكثير منها دفن في سراديب تشبه المقابر الجماعية!!
** عبدالله الرازمي.. هو القائد الفعلي لجماعة الشعار.. وإن بدا عبدالملك بدر الدين كقائد ميداني في وسائل الإعلام.. يؤكد «محمد ضيف» تلك الحقيقة.. عدة لقاءات جمعت «محمد وعبدالملك» لتبادل وجهات النظر بحثا عن مخارج ممكنة لإنهاء القضية.. في كل لقاء يؤكد عبدالملك أن «أبو يحيى» صاحب الرأي الأول.. لا يمكن لأحد تجاوز الرازمي في اتخاذ أي قرار.. و«أبو يحيى» ليس هاشمياً.. هو محب لآل البيت وشيعي مخلص للزيدية ورفيق وفي لحسين بدر الدين.. عندما شد الرحال إلى «النقعة» أحاط نفسه بغموض شديد.. قطع قنوات التواصل مع الجميع.. المصادر تؤكد استئناس «بدر الدين» الأب بهذا الرجل.. وعندما عاد الاثنان من صنعاء إلى نشور عقب الحرب الأولى.. ظلت الحكايات تتناسل بغزارة.. الرزامي والحوثي لم يتمكنا من الالتقاء برئيس الجمهورية كما كان متفقاً عليه لإغلاق ملف الحرب.. قضوا عشرة أسابيع داخل العاصمة ثم عاودوها فجأة ليتفاجأ اليمنيون بعد فترة باندلاع الحرب في صعدة مجدداً!
** هناك «سر» إلهي.. يحتدم النقاش لدى أبناء صعدة بسخونة وجدية حول ما يعايشونه من حرب.. لا أحد حتى اللحظة تمكن من كشف الحلقة المفقودة في حرب صعدة.. تتعدد التفسيرات عن عدم الحسم وغياب النهاية لمشكلة تزداد تعقيداً وتطوراً.. هناك شيء ما غير مفهوم.. حرب صعدة تحولت إلى لغز عصي على تفكيك متاهات شفراته المتشعبة.. اليأس من حلول جذرية لهذه الورطة أوصل الناس في صعدة إلى حالة نفسية متأزمة.. لقد طفح بهم الصبر.. ها هو «أحمد علي» يتحدث بلسان أبناء صعدة.. يقول رداً على استفساراتي «العلم عند الله».. أسأله كيف فيجب «الله أعلم».. طيب ما الحل: «على الله».. عندما تكون في صعدة تتحدث مع الناس حول الوضع المؤلم. قد تقتنع بالفعل أن البشرية عاجزة عن احتواء الصراع الدامي.. لم تفلح الوسائل المستخدمة.. فكرياً.. عسكرياً.. سياسياً.. التوصل إلى النهاية.. غير رب العرش العظيم.. لا يمكن لأحد حسم الموقف.. المطلوب استيعاب مدلولات هذه الخلاصة!!
** وهؤلاء من هم؟!.. إنهم «البشمركة»!
أعداد كبيرة من البشر يرتدون ملابس عسكرية جديدة وبنادق هي الأخرى مصروفة للتو.. لكن الهندام الخارجي يدل على قصور في تعامل هؤلاء مع «الميري».. طريقة اللبس وأشياء أخرى تدفعك للبحث عمن يكون أولئك المنتشرون بكثافة داخل شوارع مدينة صعدة.. صاحبي يقول لكم إنهم المتطوعون للقتال إلى جانب جنود الجيش.. شباب وصغار وكبار قدموا إلى صعدة من عديد قبائل مجاورة.. أغلبهم من حاشد.. يأتي كل شيخ بمن لبى نداءه من رجال قبيلته.. يُشحنون بالمعنويات القتالية ودون تدريبات يتم إرسالهم إلى خطوط المواجهة.. القبيلي يجيد الرماية وكيفية استخدام البندقية.. بسبب أخطاء تكتيكية.. يسقط عشرات المتطوعين فرائس سهلة لقناصة الحوثي.. سأل «حسين» أحد العائدين من صعدة عن خسمة من زملائه.. مع كل اسم كان المجيب يرد بكلمة واحدة: قتل..!!
** لا أدري كيف أنقل للقارئ صوت الطائرات الحربية التي أسمع صوتها المخيف فوق رأسي الآن.. لكن لا أحد يعرف كيف يستطيع الحوثيون إسقاط مروحيات مقاتلة.. مصادر موثوقة تؤكد عدم وجود أسلحة مضادة للطيران في أيديهم.. إذا كانت بوازيك الـ«آر بي جي» تساعدهم على تدمير المجنزرات.. ربما لو ساعدهم خبير عسكري في شرح الطريقة المثلى لإصابة أهداف في الجو بسلاح تقليدي.. خصوصاً وما يتناقل من روايات متضاربة عن تحطم طائرتي «ميج 29» في مطار صعدة الشهر الماضي.. ما زال محط جدل واسع وحادثة يضيفها البعض إلى رصيد الحوثيين.
الهبوط الاضطراري إلى الأرض.. نقتحم ثكنات المتطوعين.. لقد أصيبوا بالصدمة.. لم يتوقعوا أن صعدة صعبة جداً.. بعضهم كانوا يعتبرونها رحلة تنزه للصيد في البراري.. سمعت متطوعاً يشجع صاحبه على الرجوع إلى بلادهم.. كان يقول له: صعدة جحيم وموت أحمر!!
سنتوقف قليلاً لشرب فنجان قهوة مع مجموعة مزارعين ترهق ملامح وجوههم مرارة الحرب.. الإرهاق البدني واضح.. أكثر منه.. تعب نفسي اكتشفناه من الحديث معهم.. الأرض الخصبة في صعدة تحتفي بفصل الصيف غير أن أهازيج ومواويل الانتشاء غائبة هذا الموسم.. دوي الانفجارات ولعلعة الرصاص أكمل المعالجات التصويرية لأجواء الموت ومواكب الجنائز والنواح والأنين هي أصوات الفاجعة.. تتشح القيعان المنبسطة بالسواد.. إنها هي التي كانت في عيون من يعرض صعدة تختال كعروس بكساء سندسي أخضر.. قل حماس الفلاحين لممارسة الحب العذري مع الحقول.. أصاب الانهيار معنويات التنافس الزراعي.. بساتين الرمان لم تحظى هذه المرة بالاهتمام المعهود.. الحرب هي السبب في كل شيء.. لقد بلغ الضيق أوج المصيبة.. بعد أسابيع سيتدق فراشات الخريف أبواب.. لن يتمكن أهالي صعدة من تسويق منتجات الفاكهة.. هدايا الرمان الصعدي سيفتقدها الوطن هذا العام.
** ممارسات بعض المتطوعين الخارجة عن النص.. رسخت انطباعاً ساد لدى أهالي المحافظة.. تسمية «البشمركة» ولدت تلقائياً منذ حرب مران في استعارة لفظية بشمركة العراق الذين برز حضورهم خلال حرب احتلال بلاد الرافدين.. أطلقت على المتطوعين في صعدة تعبيراً عن حالة انزعاج وتأفف شعبي من استعانة الجيش برجال القبائل.. شاع وسط الناس اعتقاد بنوايا «البشمركة» لنهب ممتلكات المواطنين.. مثل ذلك حدث في الحروب السالفة.. لذا، خاف سكان القرى الملتهبة مغادرة بيوتهم والتخلي عن أملاكهم الزراعية خشية تعرضها للنهب والفيد.. هناك من استجاب لأوامر القيادة العسكرية ونزح من داره مكرهاً على قلق.. آخرون أخرجوا النساء والأطفال وظل الرجال يحرسون المنازل والأملاك.. ليسوا جميعاً حوثيين لكن رفض مغادرة المساكن ألصق بهم تهم الجيش.. وحين طال القصف المدفعي القرى المستهدفة بالاجتياح وتعقب مقاتلي الحركة.. سقط كثير من حراس الأعراض ضحايا الدفاع عن كرامة مهددة بالاستباحة.. لولا الظروف الاقتصادية المدقعة لما جاء المتطوعون إلى ساحة الحرب طمعاً في رقم عسكري يهب راتباً شهرياً يعين على الحياة.. لا أحد يريد أن يموت ببساطة والدافع ليس عشقاً للدماء أو ممارسة هواية الجاهلية.. تفهمت وضع هؤلاء و«الشيخ صالح» يحدثني بمرارة عن أصحابه.. ومنه عرفت أن المتطوعين يتذمرون من مناداتهم بـ"البشمركة" والتعامل معهم كغزاة جاءوا لاحتلال صعدة.. أبناء صعدة -أيضاً- يؤلمهم استفزاز المتطوعين لمشاعرهم عندما يقال باستعلاء «جئنا لتحريركم يا أهل صعدة من السادة».. أبناء صعدة أحرار وأسياد للحرية والتاريخ يشهد.. رد قوي عبر عن جمرة غضب خامد في نفوس الصعديين.. زفرة حارة ألقاها في وجهي شيخ شاب من صعدة يدعونه أبو عبدالرحمن!!
جنود يفرون ومدنيون ينزحون
الرحيل من صعدة متواصل على مدار الخوف والحياة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. إلى جانبي في «بيجوت» العودة إلى صنعاء.. موظف من تعز وزوجته وطفلهما الصغير.. يقسم أنه لن يعود إلى صعدة بعد الآن ولو كلفه العناد خسارة درجته الوظيفية.. كما يحاول بقية الركاب إخفاء الانتماء للقطاع العسكري.. لهجتهم تدل على انتمائهم للمحافظات الجنوبية.. يتبادلون الحديث بحذر يغلب عليه التمتمة الخافتة.. السائق يشي إلى أن عشرات الجنود يلوذون بالفرار يومياً.. جندي شجاع كان قد أفصح لي بأن الوضع لا يطاق.. أبدى احتجاجاً صارخاً على تقديم المساكين للمحرقة - قاصداً الجنود -.. ساخطاً على القيادات العسكرية التي تضحي بالأفراد لكي تسلم وتستفيد.. لسنا جبناء لكننا نرفض أن نكون كباش فداء.. ومضى يقص عليَّ حكايات يشيب لها الرأس.. الجندي الشجاع سيغضب حين يقرأ هذا دون الإشارة إلى اسمه رغم إلحاحه على نشر الاسم الرباعي مع الصورة.. اعتذر له عن تراجعي لأسباب سيتفهمها لاحقاً.. كما سيتفهم القراء الظروف التي تجعلني أتعامل مع الأسماء بحذر يجنب الشخوص أي عقاب او مضايقة.
** فاصل قصير.. نتابع فيه هذه القصة المحزنة ثم نواصل.. بعد ثلاثة أيام من رحلة شاقة.. وصلت امرأة من ضحيان إلى مدينة صعدة مشياً على قدميها وهي حامل في الشهر السابع.. اخترقت حصار القوات المفروض على ضحيان.. بأعجوبة نجت من الموت إثر قذائف انفجرت في منزلها مخلفة نصف الأسرة بين قتيل وجريح.. لم تكن تبكي أو تنوح.. كانت تستنجد.. تصرخ بصوت.. شاحب.. مذبوح.. نبرة الكارثة ترعد في آذان المتلقي.. تحاملت على الآلام تستنهض نخوة الرجال مثل تلك التي نادت واااا معتصماه منذ زمن بعيد.. أخذت تتصل.. تنادي.. تستغيث.. تبحث عن أهل العقل وأصحاب الضمائر.. حشرجات صوتها توقفت عند: يا خلق الله.. الجثث مليان الشوارع.. ويتوقف قلمي ليضع علامة تعجب بين قوسين «!!».
من معسكر كهلان الذي كنا بجواره تقصف المدافع والكاتيوشا تلك المناطق التي زرناها.. الطلح.. ضحيان.. آل الصيفي.. بني معاذ.. التصويب يخطئ الهدف باستمرار.. الدقة ليست بالقدر الذي يحافظ على دماء الأبرياء.. تتساقط القذائف بغتة على السكان الآمنين.. تنفجر بغباء داخل الجدران.. عشرات الضحايا قضوا نحبهم بنيران صديقة ظلت الطريق إلى متاريس الحوثيين.
** بالخطأ كذلك مات عشرات آخرون.. لكن بطريقة مختلفة.. هذه المرة بالرصاص وليس بالقذائف.. مازالت دماء تلك الشابة تغلي في بنى معاذ.. هي وزوجها كانا يشحنان أثاث المنزل على ظهر السيارة استعداداً للرحيل من البيت والنزوح إلى مكان بعيد عن التوتر.. كانا على وشك الانتهاء من رصف الحمولة.. غير أن زخات الرصاص المنبعثة بغزارة من موقع عسكري أعلى جبل مطل على القرية الوديعة.. أنهت حياة المرأة تلك أمام أعين زوج مفجوع بشريكة حياته.. الرصاص ينهال دون توقف.. الزوجة تنزف والزوج مصدوم بما لم يكن يتوقعه.. لفظت المسكينة أنفاسها.. تماسك الرجل قليلاً حتى تمكن من نقل جثة عروسه إلى خلف جدار.. ضرب النيران يتواصل.. يودع المواطن زوجته بنظرات دامعة.. بالكاد استطاع تغطيتها ببطانية على عجل.. ليهرب وهو يبكي بحرقة وينجو من موت محقق!
** الكثير من الحكايات عالقة في الذهن عمن يسمون «بشمركة».. بقايا حطام السيارة التي شاهدتها عند زيارتي إلى منطقة «الجروف» في جبال «مران» لها تفاصيل مثيرة.. التويوتا «الشاص» وقعت في أيدي مجموعة من المتطوعين ضمن غنائم الحرب.. طرأ خلاف جاد بين المجموعة على السيارة.. كانوا على شفا اقتتال فيما بينهم.. يتدخل قائد عسكري لفظ النزاع.. تأزمت المشكلة وانعدم الاتفاق على حل.. كانوا على شرفة حيد في قمة جبل.. أمر القائد العسكري جنوده بإلقاء السيارة من تلك الهوة السحيقة إلى الأسفل.. أمام ذهول المتطوعين نفذ الجنود الأمر.. تدحرجت الشاص لتهوي من مرتفع شاهق إلى حيث استقرت قطع حديدية متناثرة فوق الجرف الذي احتمي فيه «حسين بدر الدين» وعائلته في آخر أيام حرب مران.. هذه قصة تقود إلى قصص بلا نهاية.. تتناقل الحكايات ألسنة العامة كما تتدرج الأصابع على خرزات المسبحة في دوران متواصل!!
قذائف فضولية
في حرب الرزامات.. كنت أرى من على سطح منزلنا -في ضواحي المدينة- لمع إطلاق القذائف مصحوباً بدوي هائل لحظة الانفجار.. كما كنت أشاهد كبقية الناس عاصفة الغبار تتوارى في السماء من على ظهر جبال الشبكة وهي تقصف بالسلاح الثقيل ليلاً ونهاراً.. في هذه الحرب يتردد الناس عن الصعود إلى سطوح البيوت لإشباع فضول الإطلاع والمعاينة.. الرصاص ليس لها عيون.. القذائف تتطفل على القرى وتزور المنازل بلا دعوة عشاء أو وليمة عرس.. السكان يتعمدون النوم في الأدوار السفلية ولا مانع من البقاء في البدروم الأرضي إذا وجد.. صار الأهالي بحاجة إلى ملاجئ تحميهم وصفارات إنذار تُعلم بالاستعداد للمصير المجهول..
** أما تلك الطبيبة الروسية فموضوعها مختلف تماماً عن المألوف. فرضت حضوراً طاغياً في صميم أخلاقيات الإنسانية.. بموقفها ذاك أحدثت هزة عنيفة في المشاعر الإسمنتية وأحاسيس الوقت الراهن المتصلبة.. بالتأكيد ستصيبكم قشعريرة صحوة الضمير حين تعرفون أن الأجنبية إياها رفضت مواصلة العمل مع زوجها في أحد مستشفيات صعدة مستعجلة طلب الطلاق والانفصال بإصرار عجيب.. كادت تجن وهي تستيقظ كل صباح على عشرات الضحايا الجدد.. أمام الكم الهائل من القتلى والمصابين حكمت علينا كيمنيين بالإجرام.. عرفت من خلال عملها أن هذه الحرب عبثية بلا هدف واضح ولا مبرر منطقي.. رفضت البقاء حبيسة تأنيب الذات.. عندما كانت تمارس عملها كطبيبة ظلت تتعامل مع حالات المرضى بقدر متساو من الاهتمام والرعاية.. مع الحرب يأتي الإسعاف بأعداد إضافية من الضحايا إلى عيادة الطوارئ المزدحمة بالجروح النازفة.. كان يفُرض عليها معالجة الجنود أولاً ثم المواطنين العاديين بعيداً عن مقاييس الخطورة والحاجة لأولوية التطبيب.. أحست بالإهانة وفيض الإنسانية داخلها لا يقبل الرضوخ لما يتعارض مع شرف المهنة ومبادئ ملائكة الرحمة أمام شياطين العذاب.. استشاطت سخطاً في وجه بعلها اليمني وهي تفرغ عليه حمم أوجاع قلبها المفعم بروح السلام والتسامح.. علمت بحكاية الطبيبة الروسية ومضيت أبحث عنها كي أنحني إجلالاً وعرفاناً أمام موقفها النبيل.. مازلت أواصل بحثي ومساعي الصلح لاحتواء الموقف بينها وزوجها ما تزال كذلك تتواصل.. كما هي الحرب -أيضاً- تواصل نيرانها التهام بقايا الحياة في صعدة.
نسي الجميع البحث عن الحلول.. فقط.. منذ ثلاث سنوات وهم مشغولون بالنقاش البيزنطي عن أسباب هذه الحرب.. صعدة تحترق.. أبناء الوطن يموتون هنا.. القتل المجاني بضاعة رائجة بالجملة.. الدماء أرخص من سعر التراب.. عزرائيل يوزع هداياه بكرم مفرط.. مقبرة المدينة الصغيرة تمتد أفقياً كل يوم.. أعداد الأرامل واليتامى الصغار في ازدياد مضطرد.. الجميع يواصلون الانشغال بقضايا الدين والسياسة.. المأساة تكبر بحجم الوطن.. والحرب تستوطن صعدة.. لم تعد للدماء تلك الحرمة واللون الأحمر صار التعاطي معه كما لو كان ماء وليس دماءً.. يعلق مواطن من صعدة: «القتل أسهل من إشعال سيجارة».. المأساة تجاوزت هذا الحد.. القتل أصبح مثل "شربة ماء" حد تعليق مواطن آخر.. هذا يحدث في صعدة -الآن- والجميع يواصلون الانشغال بالبحث عن أسباب الحرب.
** عند ما تكون في صعدة لا تندهش حين تجد "الحيرة" هي شعار الوقت الراهن.. ستوزع علامات الاستفهام على الملأ.. لكنك لن تحصل سوى على إجابة واحدة متشابهة.. لن تلقى غير البحلقة من عينيك رداً على سؤال عارض.. هنا.. الناس يقلبون كفوفهم على مدار الوقت.. «لا أدري» هي الكلمة الأكثر تداولاً بين أوساط المجتمع.. حتى الذين يملكون مفاتيح المعرفة عن الاستفسارات الطارئة.. يتحاشون التمادي في البراءة خوفاً من لبس قد ينتج.. لم أصدق أنهم جميعاً لا يعرفون أبسط الأشياء.. كلما زادت شكوكي بانت خيوط مهمة.. إنهم يهربون من الحديث عما يملكون من أخبار ومعلومات.. قال «عبدالله» إن القلق يرجع إلى «مقاضاة الأغراض».. والكلمتان الأخيرتان معناهما في القاموس الشعبي لأبناء صعدة يقابل معنى «تصفية الحسابات» في لغة السياسة.. حساسية مسؤولي الدولة بما تصيب الموقف العسكري من حرج.. يدفعهم لتصديق أي وشاية وإن كانت كاذبة!!
** كثيرون وقعوا ضحايا الفخ.. إذا كان لديك خصومة مع أحد وتريد الانتقام.. أسلك طريق «الحوثية».. قدم نفسك كمتعاون مع الدولة ضد أتباع الحوثي ثم مرر وشايتك ضد من تريد.. لن يمر وقت طويل حتى يكون الخصم في السجن وهو من الحوثية براء.. ضحايا هذا المأزق بالعشرات.. منهم من يصبر ويتحمل.. وكثيرون تأخذهم العزة بالقهر إلى الانضمام لصفوف المقاتلين من أصحاب الشعار كردة فعل طبيعية على ظلم لحقهم أو تأثراً بأفكار حوثيين عايشوهم في المعتقل.. حتى «منصر» صار أحد (المكبرين).. كان مسجوناً على ذمة قضية جنائية من قبل اندلاع الحرب في 2004م.. حين زج بالمئات من المحسوبين على الحوثي في السجن.. اختلط بهم وتعرفوا عليه.. في فترة وجيزة اقتنع بما حملوه من رؤى وطقوس دينية.. أخبرني «منصر» بقصته قبل عام.. وحالياً أخبروني أنه يقاتل في تلك الجبال البعيدة.. قصة «منصر» هي نسخة طبق الأصل لنماذج بالعشرات.. أصبحوا «حوثيين» بإحدى وسليتن كلاهما دون ترتيبات مسبقة دون وعي وغصباً عنهم!
** على الطريق المسفلت الفسيح الذي تبرعت بإنشائه حكومة السعودية في الثمانينات.. نمشي بحذر وتوجس خلف سيارة بيضاء عليها شعار الصليب الأحمر.. قبل قليل كنت أتحدث مع أحد موظفي هذه المنظمة.. الصورة في هذا المكان مثل تلك التي اعتدنا مشاهدتها في نشرات الأخبار المتلفزة وتقارير مراسلي الفضائيات من مواقع الحروب والنزاعات المسلحة بمختلف دول العالم.. لكننا مازلنا داخل اليمن.. لم نغادر حدود صعدة.. قمت بجولة سريعة وسط غابة من «الخيم»..
مساحة واسعة من مزارع مملوكة للقطاع العام في منطقة «الضميد» حدِّدت لتكون مخيماً لإيواء النازحين من أهالي الطلح وضحيان وآل الصيفي.. وزع الصليب الأحمر والجمعيات الخيرية مواد إغاثة وإسعافات أولية لمئات الأسر الفارين من بيوت ومزارع يقطنونها منذ عشرات السنين.. الصورة مأساوية من حولي.. هؤلاء الأبرياء مشردون.. شيء لا يصدق الحال الذي باتوا فيه.. الصورة أكثر مأساوية في مناطق التوتر كما فهمت من نبرة صوت موظف يمني يعمل مع الصليب الأحمر «هناك قضايا إنسانية مؤلمة.. نحاول القيام بواجب إنساني.. لكننا لا نستطيع التحرك إلا في حدود ما يسمحون به...»!
** للمرة الثامنة نتوقف أمام البرميل للتفتيش.. على امتداد طريق «صعدة - ضحيان» هناك نقطة عسكرية في كل خمسة كيلو مترات.. يتفحص الجندي المناوب وجوه المارة ويوميء لهم بمواصلة السير بعد ما يكون قد تأكد من عدم حملهم لأي سلاح غير مرخص.. صاحبي كان قد استجاب لطلبي وترك سلاحه في منزله لكي لا نلفت الأنتباه أو نتعرض لعراقيل.. عند كل نقطة تواجد عسكري مكثف.. مدرعات وأطقم ودبابات تحتمي بسواتر ترابية.. نخضع لتفتيش دقيق.. هذه الإجراءات الأمنية ينزعج منها المترددون على الطريق يومياً من سكان تلك القرى.. ليس هناك خيار آخر.. الطرق الفرعية مغلقة كاحترازات حربية تهدف إلى الحد من عملية التنقل وضبط حركة المرور لمنع أي عمليات تسلل ينفذها الحوثيون.. هناك طريق واحد إلى كل قرية، لا بد أن يكون تحت مراقبة الجيش!!
** نقطة المقاش هي الأخيرة التي توقفنا عندها في طريق عودتنا من ضحيان والطلح وبنى معاذ.. مسافة قصيرة تفصل بيننا. ووسط مدينة صعدة.. ننعطف جهة الشمال لنسلك طريق يربط عاصمة المحافظة عبر منفذ البقع الحدودي.. تتداخل على امتداد الطريق مناطق وعزل تتبع إدارياً مديريات عدة.. الحمزات والطويلة لمديرية سحار.. نشور والرزامات وآل شافعة لمديرية الصفراء.. العشاش وآل بوجبارة لمديرية كتاف.. آل سالم لمديرية الحشوة.. ومرجعها قبلياً يعود إلى همدان وائلة.
معسكرات وبشمركة
** المعسكرات الضخمة ملامحها بارزة للمارة.. على اليسار معسكر اللواء 15 حالياً وخلفه مدينة سكانية حديثة تسمى «قحزة» ترابط تحت أسوار سجن الإصلاحية الشهير.. بجوار السجن معسكر آخر حديث ما زال محتفظاً بتسميته القديمة المستمدة من نشاطات المعسكرات الصيفية.. وهنا أيضاً محطة توليد الكهرباء ومنشأة لتعبئة الغاز تابعة لشركة النفط.. ويمتد مطار صعدة ليتوسط المقاش وقحزة وولد مسعود.. المنطقة تبدو استراتيجية لذلك فالاحتياطات الأمنية مشددة.. نحو كيلو متر واحد يفصل معسكر العروبة والمجد سابقاً «الـ15» حالياً.. عن معسكر قيادة المحور.. أمامه من جهة الشرق مباني كلية التربية ومعهد المعلمين.. ملاصقين لدار رعاية الأيتام الذي اتخذت منه قيادة حرس الحدود والاستخبارات العسكرية مقراً منذ سنوات.. يجاوره بأمتار قليلة مكتب الشباب والاستاد الرياضي والصالة المغلقة.. في ذات المربع.. هناك بيت الشباب بأدواره الثلاثة المؤثثة، يستخدم أحياناً لأعراض عسكرية ومبنى مكتب التربية والتعليم.. وبعد كيلو مترات قليلة ستجد معسكر كهلان الخاص بقوات المدفعية يتموضع بأحضان سلسلة جبلية متقاربة.. قبل أن تصل إلى هناك ستكون قد توقفت في مفرق الحمزات امتثالاً لإجراءات النقطة العسكرية المرابطة عند نقطة الطريق الفرعي المؤدي إلى قرى الحمزات والقهر.
** هذه المناطق كانت ساحة ملتهبة في الحرب الثانية المعروفة بحرب نشور والرزامات التي تبعد عن مواقع المعسكرات نحو 15 كيلو تقريباً.. الحواجز الخرسانية ما تزال منذ الحرب الأولى تمنع الدخول إلى الجهة المقابلة لقيادة المحور باتجاه الكلية.. ومئات الأكياس الرملية عادت إلى أماكنها السابقة على أسوار قيادة المحور وفوق أسطح مبانيه.. استطاع الحوثيون الوصول إلى هذه النقطة في الحرب الأولى والثانية.. قاموا بهجمات انتحارية استهدفت قيادة المحاور وسقط في المواجهات ضحايا من الجانبين بينهم «يحيى» نجل «عبدالله الرازمي» خليفة «حسين بدر الدين الحوثي».. وحتى هذه الحرب يشن المكبرون هجمات مباغته على معسكر كهلان ومواقع عسكرية محاذية له تسفر عن مواجهات شرسة تدوم لأيام وساعات.. يتناوب الجانبان في عمليات الكر والفر وتبادل السيطرة على مواقع ذات تحصينات جبلية تتمركز على مساحات جغرافية هامة وحيوية.
** من على جانب الطريق تشاهد منزل «الرزامي» مهدماً وآثار الحرب الثانية ما تزال موضحة على بعض المباني.. الأوضاع هادئة نسبياً في هذه المناطق.. وسوى مناوشات متفرقة وغارات متبادلة يمكن التخلي عن بعض القلق.. الأحداث أضفت على هذه الأمكنة هيبة وحضوراً ذهنياً مهماً.. ليست مختلفة عن تضاريس الجغرافية الطبيعية.. تجمعات سكنية تشكل قرى متناثرة حول أودية زراعية تحيط بها جبال ليست شاهقة كجبال مديريات صعدة الغربية «ساقين - حيدان - رازح - منبه».. وصلنا إلى المكان الذي بدأت منه شرارة الحرب الثانية.. هنا قتل ضابط كبير واستولى أتباع الحوثي على طقمه المسلح.. وقعت الحادثة عندما حاول الضابط اختراق الحظر المفروض على الطريق المؤدية إلى كتاف أثناء سيطرة الحوثيين على حركة السير عبر الخط.. على صخور الجبال تظهر آثار القصف المدفعي وبصمات القذائف المصوبة إلى متاريس المقاتلين على امتداد سلسلة جبال العصائد وما حولها.. أعلام مرفوعة في تكنات العساكر ومواطنون من مختلف الأعمار تصادفهم على الطريق.. يتمنطقون بالجيتري والكلانشكوف والجرامل وعلى صدورهم. تتعلق «جعب» ممتلئة بخزانات الرصاص والذخيرة.. المعارك التي دارت في نشور والرزامات كبدت «المكبرين» خسائر فادحة.. ألحق بهم الجيش ضربات موجعة أقساها كان في الحرب الثالثة.. الطالب الجامعي"نائف" سقط في تلك المعارك ليلحق بوالده واثنين من إخوانه.. ما حصل لـ«نائف» يعد مقياساً على نتائج المواجهات.. حين أخبرني أحدهم أن تحت الكوم الترابي القريب من رقعة الإسفلت عشرات الجثث المدفونة على عجل.. تذكرت \"منصور\" موظف البلدية الذي كلفته قيادة المحافظة بتجميع الجثث والأشلاء والتعامل معها كما يفترض.. كان قد شرح لي في لقاء سابق كيف تمكن من تنفيذ المهمة مستعيناً بعمال النظافة.. كان وصفه لمناظر الجثث مقززاً بعد بقائها في العراء لأيام عديدة.. معظم الجثث يصعب التعرف على أصحابها.. والكثير منها دفن في سراديب تشبه المقابر الجماعية!!
** عبدالله الرازمي.. هو القائد الفعلي لجماعة الشعار.. وإن بدا عبدالملك بدر الدين كقائد ميداني في وسائل الإعلام.. يؤكد «محمد ضيف» تلك الحقيقة.. عدة لقاءات جمعت «محمد وعبدالملك» لتبادل وجهات النظر بحثا عن مخارج ممكنة لإنهاء القضية.. في كل لقاء يؤكد عبدالملك أن «أبو يحيى» صاحب الرأي الأول.. لا يمكن لأحد تجاوز الرازمي في اتخاذ أي قرار.. و«أبو يحيى» ليس هاشمياً.. هو محب لآل البيت وشيعي مخلص للزيدية ورفيق وفي لحسين بدر الدين.. عندما شد الرحال إلى «النقعة» أحاط نفسه بغموض شديد.. قطع قنوات التواصل مع الجميع.. المصادر تؤكد استئناس «بدر الدين» الأب بهذا الرجل.. وعندما عاد الاثنان من صنعاء إلى نشور عقب الحرب الأولى.. ظلت الحكايات تتناسل بغزارة.. الرزامي والحوثي لم يتمكنا من الالتقاء برئيس الجمهورية كما كان متفقاً عليه لإغلاق ملف الحرب.. قضوا عشرة أسابيع داخل العاصمة ثم عاودوها فجأة ليتفاجأ اليمنيون بعد فترة باندلاع الحرب في صعدة مجدداً!
** هناك «سر» إلهي.. يحتدم النقاش لدى أبناء صعدة بسخونة وجدية حول ما يعايشونه من حرب.. لا أحد حتى اللحظة تمكن من كشف الحلقة المفقودة في حرب صعدة.. تتعدد التفسيرات عن عدم الحسم وغياب النهاية لمشكلة تزداد تعقيداً وتطوراً.. هناك شيء ما غير مفهوم.. حرب صعدة تحولت إلى لغز عصي على تفكيك متاهات شفراته المتشعبة.. اليأس من حلول جذرية لهذه الورطة أوصل الناس في صعدة إلى حالة نفسية متأزمة.. لقد طفح بهم الصبر.. ها هو «أحمد علي» يتحدث بلسان أبناء صعدة.. يقول رداً على استفساراتي «العلم عند الله».. أسأله كيف فيجب «الله أعلم».. طيب ما الحل: «على الله».. عندما تكون في صعدة تتحدث مع الناس حول الوضع المؤلم. قد تقتنع بالفعل أن البشرية عاجزة عن احتواء الصراع الدامي.. لم تفلح الوسائل المستخدمة.. فكرياً.. عسكرياً.. سياسياً.. التوصل إلى النهاية.. غير رب العرش العظيم.. لا يمكن لأحد حسم الموقف.. المطلوب استيعاب مدلولات هذه الخلاصة!!
** وهؤلاء من هم؟!.. إنهم «البشمركة»!
أعداد كبيرة من البشر يرتدون ملابس عسكرية جديدة وبنادق هي الأخرى مصروفة للتو.. لكن الهندام الخارجي يدل على قصور في تعامل هؤلاء مع «الميري».. طريقة اللبس وأشياء أخرى تدفعك للبحث عمن يكون أولئك المنتشرون بكثافة داخل شوارع مدينة صعدة.. صاحبي يقول لكم إنهم المتطوعون للقتال إلى جانب جنود الجيش.. شباب وصغار وكبار قدموا إلى صعدة من عديد قبائل مجاورة.. أغلبهم من حاشد.. يأتي كل شيخ بمن لبى نداءه من رجال قبيلته.. يُشحنون بالمعنويات القتالية ودون تدريبات يتم إرسالهم إلى خطوط المواجهة.. القبيلي يجيد الرماية وكيفية استخدام البندقية.. بسبب أخطاء تكتيكية.. يسقط عشرات المتطوعين فرائس سهلة لقناصة الحوثي.. سأل «حسين» أحد العائدين من صعدة عن خسمة من زملائه.. مع كل اسم كان المجيب يرد بكلمة واحدة: قتل..!!
** لا أدري كيف أنقل للقارئ صوت الطائرات الحربية التي أسمع صوتها المخيف فوق رأسي الآن.. لكن لا أحد يعرف كيف يستطيع الحوثيون إسقاط مروحيات مقاتلة.. مصادر موثوقة تؤكد عدم وجود أسلحة مضادة للطيران في أيديهم.. إذا كانت بوازيك الـ«آر بي جي» تساعدهم على تدمير المجنزرات.. ربما لو ساعدهم خبير عسكري في شرح الطريقة المثلى لإصابة أهداف في الجو بسلاح تقليدي.. خصوصاً وما يتناقل من روايات متضاربة عن تحطم طائرتي «ميج 29» في مطار صعدة الشهر الماضي.. ما زال محط جدل واسع وحادثة يضيفها البعض إلى رصيد الحوثيين.
الهبوط الاضطراري إلى الأرض.. نقتحم ثكنات المتطوعين.. لقد أصيبوا بالصدمة.. لم يتوقعوا أن صعدة صعبة جداً.. بعضهم كانوا يعتبرونها رحلة تنزه للصيد في البراري.. سمعت متطوعاً يشجع صاحبه على الرجوع إلى بلادهم.. كان يقول له: صعدة جحيم وموت أحمر!!
سنتوقف قليلاً لشرب فنجان قهوة مع مجموعة مزارعين ترهق ملامح وجوههم مرارة الحرب.. الإرهاق البدني واضح.. أكثر منه.. تعب نفسي اكتشفناه من الحديث معهم.. الأرض الخصبة في صعدة تحتفي بفصل الصيف غير أن أهازيج ومواويل الانتشاء غائبة هذا الموسم.. دوي الانفجارات ولعلعة الرصاص أكمل المعالجات التصويرية لأجواء الموت ومواكب الجنائز والنواح والأنين هي أصوات الفاجعة.. تتشح القيعان المنبسطة بالسواد.. إنها هي التي كانت في عيون من يعرض صعدة تختال كعروس بكساء سندسي أخضر.. قل حماس الفلاحين لممارسة الحب العذري مع الحقول.. أصاب الانهيار معنويات التنافس الزراعي.. بساتين الرمان لم تحظى هذه المرة بالاهتمام المعهود.. الحرب هي السبب في كل شيء.. لقد بلغ الضيق أوج المصيبة.. بعد أسابيع سيتدق فراشات الخريف أبواب.. لن يتمكن أهالي صعدة من تسويق منتجات الفاكهة.. هدايا الرمان الصعدي سيفتقدها الوطن هذا العام.
** ممارسات بعض المتطوعين الخارجة عن النص.. رسخت انطباعاً ساد لدى أهالي المحافظة.. تسمية «البشمركة» ولدت تلقائياً منذ حرب مران في استعارة لفظية بشمركة العراق الذين برز حضورهم خلال حرب احتلال بلاد الرافدين.. أطلقت على المتطوعين في صعدة تعبيراً عن حالة انزعاج وتأفف شعبي من استعانة الجيش برجال القبائل.. شاع وسط الناس اعتقاد بنوايا «البشمركة» لنهب ممتلكات المواطنين.. مثل ذلك حدث في الحروب السالفة.. لذا، خاف سكان القرى الملتهبة مغادرة بيوتهم والتخلي عن أملاكهم الزراعية خشية تعرضها للنهب والفيد.. هناك من استجاب لأوامر القيادة العسكرية ونزح من داره مكرهاً على قلق.. آخرون أخرجوا النساء والأطفال وظل الرجال يحرسون المنازل والأملاك.. ليسوا جميعاً حوثيين لكن رفض مغادرة المساكن ألصق بهم تهم الجيش.. وحين طال القصف المدفعي القرى المستهدفة بالاجتياح وتعقب مقاتلي الحركة.. سقط كثير من حراس الأعراض ضحايا الدفاع عن كرامة مهددة بالاستباحة.. لولا الظروف الاقتصادية المدقعة لما جاء المتطوعون إلى ساحة الحرب طمعاً في رقم عسكري يهب راتباً شهرياً يعين على الحياة.. لا أحد يريد أن يموت ببساطة والدافع ليس عشقاً للدماء أو ممارسة هواية الجاهلية.. تفهمت وضع هؤلاء و«الشيخ صالح» يحدثني بمرارة عن أصحابه.. ومنه عرفت أن المتطوعين يتذمرون من مناداتهم بـ"البشمركة" والتعامل معهم كغزاة جاءوا لاحتلال صعدة.. أبناء صعدة -أيضاً- يؤلمهم استفزاز المتطوعين لمشاعرهم عندما يقال باستعلاء «جئنا لتحريركم يا أهل صعدة من السادة».. أبناء صعدة أحرار وأسياد للحرية والتاريخ يشهد.. رد قوي عبر عن جمرة غضب خامد في نفوس الصعديين.. زفرة حارة ألقاها في وجهي شيخ شاب من صعدة يدعونه أبو عبدالرحمن!!
جنود يفرون ومدنيون ينزحون
الرحيل من صعدة متواصل على مدار الخوف والحياة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. إلى جانبي في «بيجوت» العودة إلى صنعاء.. موظف من تعز وزوجته وطفلهما الصغير.. يقسم أنه لن يعود إلى صعدة بعد الآن ولو كلفه العناد خسارة درجته الوظيفية.. كما يحاول بقية الركاب إخفاء الانتماء للقطاع العسكري.. لهجتهم تدل على انتمائهم للمحافظات الجنوبية.. يتبادلون الحديث بحذر يغلب عليه التمتمة الخافتة.. السائق يشي إلى أن عشرات الجنود يلوذون بالفرار يومياً.. جندي شجاع كان قد أفصح لي بأن الوضع لا يطاق.. أبدى احتجاجاً صارخاً على تقديم المساكين للمحرقة - قاصداً الجنود -.. ساخطاً على القيادات العسكرية التي تضحي بالأفراد لكي تسلم وتستفيد.. لسنا جبناء لكننا نرفض أن نكون كباش فداء.. ومضى يقص عليَّ حكايات يشيب لها الرأس.. الجندي الشجاع سيغضب حين يقرأ هذا دون الإشارة إلى اسمه رغم إلحاحه على نشر الاسم الرباعي مع الصورة.. اعتذر له عن تراجعي لأسباب سيتفهمها لاحقاً.. كما سيتفهم القراء الظروف التي تجعلني أتعامل مع الأسماء بحذر يجنب الشخوص أي عقاب او مضايقة.
** فاصل قصير.. نتابع فيه هذه القصة المحزنة ثم نواصل.. بعد ثلاثة أيام من رحلة شاقة.. وصلت امرأة من ضحيان إلى مدينة صعدة مشياً على قدميها وهي حامل في الشهر السابع.. اخترقت حصار القوات المفروض على ضحيان.. بأعجوبة نجت من الموت إثر قذائف انفجرت في منزلها مخلفة نصف الأسرة بين قتيل وجريح.. لم تكن تبكي أو تنوح.. كانت تستنجد.. تصرخ بصوت.. شاحب.. مذبوح.. نبرة الكارثة ترعد في آذان المتلقي.. تحاملت على الآلام تستنهض نخوة الرجال مثل تلك التي نادت واااا معتصماه منذ زمن بعيد.. أخذت تتصل.. تنادي.. تستغيث.. تبحث عن أهل العقل وأصحاب الضمائر.. حشرجات صوتها توقفت عند: يا خلق الله.. الجثث مليان الشوارع.. ويتوقف قلمي ليضع علامة تعجب بين قوسين «!!».
من معسكر كهلان الذي كنا بجواره تقصف المدافع والكاتيوشا تلك المناطق التي زرناها.. الطلح.. ضحيان.. آل الصيفي.. بني معاذ.. التصويب يخطئ الهدف باستمرار.. الدقة ليست بالقدر الذي يحافظ على دماء الأبرياء.. تتساقط القذائف بغتة على السكان الآمنين.. تنفجر بغباء داخل الجدران.. عشرات الضحايا قضوا نحبهم بنيران صديقة ظلت الطريق إلى متاريس الحوثيين.
** بالخطأ كذلك مات عشرات آخرون.. لكن بطريقة مختلفة.. هذه المرة بالرصاص وليس بالقذائف.. مازالت دماء تلك الشابة تغلي في بنى معاذ.. هي وزوجها كانا يشحنان أثاث المنزل على ظهر السيارة استعداداً للرحيل من البيت والنزوح إلى مكان بعيد عن التوتر.. كانا على وشك الانتهاء من رصف الحمولة.. غير أن زخات الرصاص المنبعثة بغزارة من موقع عسكري أعلى جبل مطل على القرية الوديعة.. أنهت حياة المرأة تلك أمام أعين زوج مفجوع بشريكة حياته.. الرصاص ينهال دون توقف.. الزوجة تنزف والزوج مصدوم بما لم يكن يتوقعه.. لفظت المسكينة أنفاسها.. تماسك الرجل قليلاً حتى تمكن من نقل جثة عروسه إلى خلف جدار.. ضرب النيران يتواصل.. يودع المواطن زوجته بنظرات دامعة.. بالكاد استطاع تغطيتها ببطانية على عجل.. ليهرب وهو يبكي بحرقة وينجو من موت محقق!
** الكثير من الحكايات عالقة في الذهن عمن يسمون «بشمركة».. بقايا حطام السيارة التي شاهدتها عند زيارتي إلى منطقة «الجروف» في جبال «مران» لها تفاصيل مثيرة.. التويوتا «الشاص» وقعت في أيدي مجموعة من المتطوعين ضمن غنائم الحرب.. طرأ خلاف جاد بين المجموعة على السيارة.. كانوا على شفا اقتتال فيما بينهم.. يتدخل قائد عسكري لفظ النزاع.. تأزمت المشكلة وانعدم الاتفاق على حل.. كانوا على شرفة حيد في قمة جبل.. أمر القائد العسكري جنوده بإلقاء السيارة من تلك الهوة السحيقة إلى الأسفل.. أمام ذهول المتطوعين نفذ الجنود الأمر.. تدحرجت الشاص لتهوي من مرتفع شاهق إلى حيث استقرت قطع حديدية متناثرة فوق الجرف الذي احتمي فيه «حسين بدر الدين» وعائلته في آخر أيام حرب مران.. هذه قصة تقود إلى قصص بلا نهاية.. تتناقل الحكايات ألسنة العامة كما تتدرج الأصابع على خرزات المسبحة في دوران متواصل!!
قذائف فضولية
في حرب الرزامات.. كنت أرى من على سطح منزلنا -في ضواحي المدينة- لمع إطلاق القذائف مصحوباً بدوي هائل لحظة الانفجار.. كما كنت أشاهد كبقية الناس عاصفة الغبار تتوارى في السماء من على ظهر جبال الشبكة وهي تقصف بالسلاح الثقيل ليلاً ونهاراً.. في هذه الحرب يتردد الناس عن الصعود إلى سطوح البيوت لإشباع فضول الإطلاع والمعاينة.. الرصاص ليس لها عيون.. القذائف تتطفل على القرى وتزور المنازل بلا دعوة عشاء أو وليمة عرس.. السكان يتعمدون النوم في الأدوار السفلية ولا مانع من البقاء في البدروم الأرضي إذا وجد.. صار الأهالي بحاجة إلى ملاجئ تحميهم وصفارات إنذار تُعلم بالاستعداد للمصير المجهول..
** أما تلك الطبيبة الروسية فموضوعها مختلف تماماً عن المألوف. فرضت حضوراً طاغياً في صميم أخلاقيات الإنسانية.. بموقفها ذاك أحدثت هزة عنيفة في المشاعر الإسمنتية وأحاسيس الوقت الراهن المتصلبة.. بالتأكيد ستصيبكم قشعريرة صحوة الضمير حين تعرفون أن الأجنبية إياها رفضت مواصلة العمل مع زوجها في أحد مستشفيات صعدة مستعجلة طلب الطلاق والانفصال بإصرار عجيب.. كادت تجن وهي تستيقظ كل صباح على عشرات الضحايا الجدد.. أمام الكم الهائل من القتلى والمصابين حكمت علينا كيمنيين بالإجرام.. عرفت من خلال عملها أن هذه الحرب عبثية بلا هدف واضح ولا مبرر منطقي.. رفضت البقاء حبيسة تأنيب الذات.. عندما كانت تمارس عملها كطبيبة ظلت تتعامل مع حالات المرضى بقدر متساو من الاهتمام والرعاية.. مع الحرب يأتي الإسعاف بأعداد إضافية من الضحايا إلى عيادة الطوارئ المزدحمة بالجروح النازفة.. كان يفُرض عليها معالجة الجنود أولاً ثم المواطنين العاديين بعيداً عن مقاييس الخطورة والحاجة لأولوية التطبيب.. أحست بالإهانة وفيض الإنسانية داخلها لا يقبل الرضوخ لما يتعارض مع شرف المهنة ومبادئ ملائكة الرحمة أمام شياطين العذاب.. استشاطت سخطاً في وجه بعلها اليمني وهي تفرغ عليه حمم أوجاع قلبها المفعم بروح السلام والتسامح.. علمت بحكاية الطبيبة الروسية ومضيت أبحث عنها كي أنحني إجلالاً وعرفاناً أمام موقفها النبيل.. مازلت أواصل بحثي ومساعي الصلح لاحتواء الموقف بينها وزوجها ما تزال كذلك تتواصل.. كما هي الحرب -أيضاً- تواصل نيرانها التهام بقايا الحياة في صعدة.
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
حرب اليمن الغامضة!!
الاثنيـن 05 ربيـع الثانـى 1428 هـ 23 ابريل 2007
أحمد الربعي - الشرق الأوسط
لم يعد احد يمكنه أن يقتنع بان ما يدور في جبال صعده اليمنية هو مجرد «تمرد» يقوده أنصار الحوثي. فالتمرد يمكن أن يستمر أياما أو أسابيع، ونحن أمام حرب حقيقية تستمر منذ أكثر من سنتين وذهب ضحيتها مئات بل ربما آلاف الضحايا سواء من أفراد الجيش اليمني أو من المقاتلين المتحصنين في الجبال.
الحكومة اليمنية تعطي إشارات وتقارير غامضة عن الأحداث، فأحيانا يقال انه مجرد تمرد قبلي بقيادة الحوثي وجماعته، مرة يقال أنها حرب هدفها إعادة النظام الملكي إلى اليمن، مرة يقال أن المتمردين تقودهم عناصر من المخابرات الإيرانية وأنهم يطرحون أفكارا شيعية مستوردة من إيران ويقولون بعدم جواز تولي الحكم لغير الهاشميين، ومرة يقال إن ليبيا تقوم بالدور الأساسي عبر احد أبناء الحوثي الموجودين في طرابلس. هناك أسئلة تستحق الإجابة عليها، ومن حق الخائفين على اليمن أن يتساءلوا عن حقيقة استمرار هذه الحرب لسنتين، وعن صعوبة حسم الحرب رغم وجود دولة مركزية في صنعاء وجيش كبير له خبرة في القتال وتصرف عليه الدولة أموالا طائلة، ومن حق الناس أن تعرف الأبعاد الحقيقية لهذا التمرد، والعلاقات الإقليمية لهذه الجماعات المقاتلة، والآيديولوجية التي يرفعونها ويموتون من أجلها، ومصدر السلاح المتطور الذي يستخدمونه، ومصدر الأموال التي تساعدهم على الاستمرار هذه المدة الطويلة.
اليمن دولة ذات موقع جغرافي واستراتيجي مهم، واليمن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وجود دولة مركزية قوية تمنع ظهور أمراء حرب وقيادات قبلية ومناطقية لها طموحات قد تدفع إلى خطر التمزق الاجتماعي وهو آخر ما يحتاجه اليمن، وهو خطر ماحق ليس على اليمن فحسب بل على الإقليم الخليجي برمته.
أخطر ما في ظاهرة حرب صعده اليمنية أن تتحول إلى حرب أكثر غموضاً، ويتم الصمت عن الأسباب الحقيقية للحرب، ويتم تبسيط المسألة كما حدث من قبل في دارفور السودانية وغيرها لنكتشف أن ما في الفخ أكبر من العصفور، وعندها ستكون المعالجة صعبة إن لم تكن مستحيلة.
الخائفون على اليمن، وأهل اليمن من حقهم أن يعرفوا الحقيقة كاملة. أما الاستمرار في حكاية أن المسألة هي مجرد «تمرد عائلة» أو قبيلة فهو كلام لا يصمد أمام حقيقة هذا العدد الكبير من الضحايا، وهذه التكلفة المالية الباهظة، وهذه المدة الطويلة للحرب.
http://www.aawsat.com/leader.asp?sectio ... state=true
الاثنيـن 05 ربيـع الثانـى 1428 هـ 23 ابريل 2007
أحمد الربعي - الشرق الأوسط
لم يعد احد يمكنه أن يقتنع بان ما يدور في جبال صعده اليمنية هو مجرد «تمرد» يقوده أنصار الحوثي. فالتمرد يمكن أن يستمر أياما أو أسابيع، ونحن أمام حرب حقيقية تستمر منذ أكثر من سنتين وذهب ضحيتها مئات بل ربما آلاف الضحايا سواء من أفراد الجيش اليمني أو من المقاتلين المتحصنين في الجبال.
الحكومة اليمنية تعطي إشارات وتقارير غامضة عن الأحداث، فأحيانا يقال انه مجرد تمرد قبلي بقيادة الحوثي وجماعته، مرة يقال أنها حرب هدفها إعادة النظام الملكي إلى اليمن، مرة يقال أن المتمردين تقودهم عناصر من المخابرات الإيرانية وأنهم يطرحون أفكارا شيعية مستوردة من إيران ويقولون بعدم جواز تولي الحكم لغير الهاشميين، ومرة يقال إن ليبيا تقوم بالدور الأساسي عبر احد أبناء الحوثي الموجودين في طرابلس. هناك أسئلة تستحق الإجابة عليها، ومن حق الخائفين على اليمن أن يتساءلوا عن حقيقة استمرار هذه الحرب لسنتين، وعن صعوبة حسم الحرب رغم وجود دولة مركزية في صنعاء وجيش كبير له خبرة في القتال وتصرف عليه الدولة أموالا طائلة، ومن حق الناس أن تعرف الأبعاد الحقيقية لهذا التمرد، والعلاقات الإقليمية لهذه الجماعات المقاتلة، والآيديولوجية التي يرفعونها ويموتون من أجلها، ومصدر السلاح المتطور الذي يستخدمونه، ومصدر الأموال التي تساعدهم على الاستمرار هذه المدة الطويلة.
اليمن دولة ذات موقع جغرافي واستراتيجي مهم، واليمن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وجود دولة مركزية قوية تمنع ظهور أمراء حرب وقيادات قبلية ومناطقية لها طموحات قد تدفع إلى خطر التمزق الاجتماعي وهو آخر ما يحتاجه اليمن، وهو خطر ماحق ليس على اليمن فحسب بل على الإقليم الخليجي برمته.
أخطر ما في ظاهرة حرب صعده اليمنية أن تتحول إلى حرب أكثر غموضاً، ويتم الصمت عن الأسباب الحقيقية للحرب، ويتم تبسيط المسألة كما حدث من قبل في دارفور السودانية وغيرها لنكتشف أن ما في الفخ أكبر من العصفور، وعندها ستكون المعالجة صعبة إن لم تكن مستحيلة.
الخائفون على اليمن، وأهل اليمن من حقهم أن يعرفوا الحقيقة كاملة. أما الاستمرار في حكاية أن المسألة هي مجرد «تمرد عائلة» أو قبيلة فهو كلام لا يصمد أمام حقيقة هذا العدد الكبير من الضحايا، وهذه التكلفة المالية الباهظة، وهذه المدة الطويلة للحرب.
http://www.aawsat.com/leader.asp?sectio ... state=true
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
صنعاء / لندن "عدن برس " : خاص / 24 / 4 / 2007
صالح وتعهداته لواشنطن ( دִ علي أحمد بيضاني )
أولا – صعدة اليمن – تبدو الأمور تزداد صعوبة و سؤا . و أتباع الحوثي من (الشباب المؤمن) يحظون بتعاطف في مديريات صعدة خاصة في ضحيان و في محافظات الجوف و ذمار بسبب عجز عساكر علي عبد الله صالح من ابناء المحافطات الجنوبية من تصفية عناصر الحوثي المتمردة و عدم إقتناع أحزاب و تجمعات سياسية و مرجعيات دينية زيدية و قادة عسكريين بجدوى الحسم العسكري الذي يتمنى الرئيس اليمني و رجاله و أتباعه من القادة العسكريين و قبائل [سنحان و حاشد و بكيل المتورطة مع الرئيس حسمها بتحقيق هزيمة عسكرية كاملة لسحق التمرد في صعدة .
و فشل الرئيس اليمني و جيشه في إخماد التمرد قد أشاع حالة من إهتزاز الثقة المفرطة التي كانت تحكم الإصتفاف وراء النظام و الولاء المطلق للرئيس و أعوانه . و هذا يعني أن مكانة علي عبد الله صالح و نظامه تتأرجح و تخف كفته في موازين العلاقات الداخلية و الخارجية حيث أعتاد أن يسترضي حاشد و يتجاهل بكيل و علماء سادة حضرموت على حساب علماء سادة الزيود من الهاشمين أو كما يسمونهم عسكر اليمن [أبناء فاطمة] . و خارجيا يسترضي واشنطن في توفير معلومات عن العراق . و يتبنى تعليمات CIA في الصومال و لبنان و فلسطين و الإمتثال لما تطلبه واشنطن من ملاحقة إسلاميين في مأرب و صنعاء و أبين و شبوة و عدن . و إجراء تحقيقات مع معتقلين عرب في اليمن و جبوتي .
لقد فضحه الله في الصومال بداية تأسيس تجمع صنعاء من اليمن و إثوبيا و السودان و إمتناع أريتريا و جبوتي عن الإنخراط في هذا التجمع المشبوه الذي كان بمثابة غطاء لتدخل أمريكي غير مباشر بواسطة غزو عسكري إثيوبي للصومال حتث لعبت اليمن و جبوتي أدوارا لوجيستية مساندة للدور الإثيوبي في إحتلال الصومال .
و أمام الوضع غير المستقر في اليمن و المفتوح على إحتمالات و تحولات شتى أقدم الرئيس علي عبد الله صالح على إقالة محافظ صعدة العميد يحى الشامي الذي وجه إليه أبواق الرئيس تهمة التواطؤ مع الهاشمين للإبقاء على تمرد الحوثي . و العميد يحى الشامي – هاشمي – و عسكري معتدل و إقالته و هو من أهل صعدة سوف تكسب التمرد تعاطفا إضافيا .
ثانيا – زيارة وشيكة لواشنطن – و كما جرت العادة فإن الرئيس اليمني حين يواجه متاعب سياسية و أمنية في اليمن يسعي للجؤ إلى الخارج للإيحاء بأنه موضع إهتمام ورعاية و دعم مرة من السعودية أو الإمارات و مرة من مصر و ليبيا و مرات من واشنطن و باريس و برلين .
و في خضم أزمته الداخلية أعلن منذ أسبوع أنه قبل دعوة من الكونجرس لزيارة واشنطن لمقابلة بوش [المودع للبيت الأبيض و إلقاء خطابا في الكونجرس من باب التطاول و التهريج . فالرئيس اليمني لا يمثل بالضرورة حاجة أمريكية لبناء شرق أوسط جديد أو إقرار أسس سلام عادل في فلسطيب أو له ثقل سياسي يعزز موقف جنبلاط و سعد الحريري و سمير جعجع في لبنان . و زيارته للولايات المتحدة في واقع الحال بلا أثر أو خطر . و سيسمع الأوامر من الأجهزة الأمريكية بما يسخره و من معه لإرتكاب حماقات سياسية تضر باليمن و بالموقف العربي الراهن .
و السيناريو المطروح كالأتي :
- سيطالب أعضاء في الكونجرس من الرئيس اليمني مواصلة تعاونه لملاحقة عناصر المحاكم الصومالية و الزنداني و إقلاق جيرانه السعوديين بتوجيه تهم إرهاب لمواطنين سعوديين بعضهم من أصول يمنية . و التعاون مع إثيوبيا و الحكومة العميلة في الصومال .
- سيطالب الرئيس بوش من الرئيس اليمني أن يسوي قضيية التعويضات التي تطالب بها شركة هنت الأمريكية و تتجاوز السبعة المليار دولار .
- و ستكون عصا الديمقراطية و الفساد و سؤ الإدارة مرفوعة لتلهب ظهر الرئيس اليمني لو عصى لواشنطن أمرا .
و من المتوقع أن يتعهد الرئيس اليمني في واشنطن بصورة تلقائية غير معلنة بأن يتبنى إفراغ المبادرة العربية للسلام من جوانب تقلق إسرائيل . و أن يلتزم صالح أيضا بالإصطفاف وراء محاربة التمدد الشيعي و التنديد بدور إيران في المنطقة .
http://www.adenpress.com/modules.php?na ... =0&thold=0
صالح وتعهداته لواشنطن ( دִ علي أحمد بيضاني )
أولا – صعدة اليمن – تبدو الأمور تزداد صعوبة و سؤا . و أتباع الحوثي من (الشباب المؤمن) يحظون بتعاطف في مديريات صعدة خاصة في ضحيان و في محافظات الجوف و ذمار بسبب عجز عساكر علي عبد الله صالح من ابناء المحافطات الجنوبية من تصفية عناصر الحوثي المتمردة و عدم إقتناع أحزاب و تجمعات سياسية و مرجعيات دينية زيدية و قادة عسكريين بجدوى الحسم العسكري الذي يتمنى الرئيس اليمني و رجاله و أتباعه من القادة العسكريين و قبائل [سنحان و حاشد و بكيل المتورطة مع الرئيس حسمها بتحقيق هزيمة عسكرية كاملة لسحق التمرد في صعدة .
و فشل الرئيس اليمني و جيشه في إخماد التمرد قد أشاع حالة من إهتزاز الثقة المفرطة التي كانت تحكم الإصتفاف وراء النظام و الولاء المطلق للرئيس و أعوانه . و هذا يعني أن مكانة علي عبد الله صالح و نظامه تتأرجح و تخف كفته في موازين العلاقات الداخلية و الخارجية حيث أعتاد أن يسترضي حاشد و يتجاهل بكيل و علماء سادة حضرموت على حساب علماء سادة الزيود من الهاشمين أو كما يسمونهم عسكر اليمن [أبناء فاطمة] . و خارجيا يسترضي واشنطن في توفير معلومات عن العراق . و يتبنى تعليمات CIA في الصومال و لبنان و فلسطين و الإمتثال لما تطلبه واشنطن من ملاحقة إسلاميين في مأرب و صنعاء و أبين و شبوة و عدن . و إجراء تحقيقات مع معتقلين عرب في اليمن و جبوتي .
لقد فضحه الله في الصومال بداية تأسيس تجمع صنعاء من اليمن و إثوبيا و السودان و إمتناع أريتريا و جبوتي عن الإنخراط في هذا التجمع المشبوه الذي كان بمثابة غطاء لتدخل أمريكي غير مباشر بواسطة غزو عسكري إثيوبي للصومال حتث لعبت اليمن و جبوتي أدوارا لوجيستية مساندة للدور الإثيوبي في إحتلال الصومال .
و أمام الوضع غير المستقر في اليمن و المفتوح على إحتمالات و تحولات شتى أقدم الرئيس علي عبد الله صالح على إقالة محافظ صعدة العميد يحى الشامي الذي وجه إليه أبواق الرئيس تهمة التواطؤ مع الهاشمين للإبقاء على تمرد الحوثي . و العميد يحى الشامي – هاشمي – و عسكري معتدل و إقالته و هو من أهل صعدة سوف تكسب التمرد تعاطفا إضافيا .
ثانيا – زيارة وشيكة لواشنطن – و كما جرت العادة فإن الرئيس اليمني حين يواجه متاعب سياسية و أمنية في اليمن يسعي للجؤ إلى الخارج للإيحاء بأنه موضع إهتمام ورعاية و دعم مرة من السعودية أو الإمارات و مرة من مصر و ليبيا و مرات من واشنطن و باريس و برلين .
و في خضم أزمته الداخلية أعلن منذ أسبوع أنه قبل دعوة من الكونجرس لزيارة واشنطن لمقابلة بوش [المودع للبيت الأبيض و إلقاء خطابا في الكونجرس من باب التطاول و التهريج . فالرئيس اليمني لا يمثل بالضرورة حاجة أمريكية لبناء شرق أوسط جديد أو إقرار أسس سلام عادل في فلسطيب أو له ثقل سياسي يعزز موقف جنبلاط و سعد الحريري و سمير جعجع في لبنان . و زيارته للولايات المتحدة في واقع الحال بلا أثر أو خطر . و سيسمع الأوامر من الأجهزة الأمريكية بما يسخره و من معه لإرتكاب حماقات سياسية تضر باليمن و بالموقف العربي الراهن .
و السيناريو المطروح كالأتي :
- سيطالب أعضاء في الكونجرس من الرئيس اليمني مواصلة تعاونه لملاحقة عناصر المحاكم الصومالية و الزنداني و إقلاق جيرانه السعوديين بتوجيه تهم إرهاب لمواطنين سعوديين بعضهم من أصول يمنية . و التعاون مع إثيوبيا و الحكومة العميلة في الصومال .
- سيطالب الرئيس بوش من الرئيس اليمني أن يسوي قضيية التعويضات التي تطالب بها شركة هنت الأمريكية و تتجاوز السبعة المليار دولار .
- و ستكون عصا الديمقراطية و الفساد و سؤ الإدارة مرفوعة لتلهب ظهر الرئيس اليمني لو عصى لواشنطن أمرا .
و من المتوقع أن يتعهد الرئيس اليمني في واشنطن بصورة تلقائية غير معلنة بأن يتبنى إفراغ المبادرة العربية للسلام من جوانب تقلق إسرائيل . و أن يلتزم صالح أيضا بالإصطفاف وراء محاربة التمدد الشيعي و التنديد بدور إيران في المنطقة .
http://www.adenpress.com/modules.php?na ... =0&thold=0
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
أخبار: الشامي .. قدم استقالاته فتمت إقالته
الأربعاء 25 أبريل 2007 - الوسط
حمل أداء اللواء مطهر رشاد المصري لليمين الدستورية بزيه العسكري إشارة إلى نوعية مهمته القادمة في محافظة صعدة باعتبارها ساحة حرب لا تنمية. ولم تمثل إقالة العميد يحيى الشامي للمتابعين أي مفاجأة خاصة بعد أن كان قد قدم استقالته أكثر من مرة للرئيس على خلفية احتكاكات مع قيادات عسكرية ميدانية بسبب اختلاف في الرؤى حول كيفية التعامل مع الحوثيين وبسبب تسريبات تشكك بموقفه من الحرب بعضها جرى إخراجها عبر تصريحات منسوبة
لمشائخ بعضهم نفوها كما حدث مع الشيخ عثمان مجلي حين نسبت إليه أخبار اليوم المقربة من القيادة العسكرية تصريحاً فيه لمز بموقف الشامي من الحرب وقام بتكذيبه جملة وتفصيلاً في عدد سابق من "الوسط".
بدأت بعد تعيينه بفترة قصيرة حين وجد نفسه مستبعداً حتى من تعيين مدير مديرية أو مدير أمن إذا عادة ما كان يتم تعيينهم. بتوجيهات من القائدة العسكري الميداني العميد على محسن الأحمر المكلف بالقضاء على التمرد الحوثي الأمر الذي أدى إلى عدم انسجام بين القيادة العسكرية الميدانية والقيادة المدنية ممثلة بمحافظ المحافظة رغم الإيحاء إعلاميا بغير ذلك وعكس نفسه على علاقة الأخير بموظفيه ووصل الأمر إلى حد الاحتكاك بين مرافقي محافظ المحافظة ووكيله الذي قام دون الرجوع إليه بسجن مدير عام الزراعة وحين وجه الشامي بإطلاقه حدثت اشتباكات بين مرافقي المحافظ والوكيل، وكانت هذه بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.. وأدت إلى قبول استقالة العميد يحيى الشامي التي تم إخراجها بقرار إقالة.
الشامي الذي عاد لممارسة مهام عمله في الرقابة التنظيمية بالمؤتمر كان قد رد على سؤال "الوسط" في لقاء أجرته معه قبل أسبوعين من تعيين بديل عنه عن تفسيره للتشكيك به من قبل قياديين داخل الدولة بشطر بيت من الشعر يقول "إذا ساء فعل المرأ ساءت ضنونه".
يشار إلى أن شكاوي الشامي من عدم منحه اختصاصاته القانونية
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=4109
الأربعاء 25 أبريل 2007 - الوسط
حمل أداء اللواء مطهر رشاد المصري لليمين الدستورية بزيه العسكري إشارة إلى نوعية مهمته القادمة في محافظة صعدة باعتبارها ساحة حرب لا تنمية. ولم تمثل إقالة العميد يحيى الشامي للمتابعين أي مفاجأة خاصة بعد أن كان قد قدم استقالته أكثر من مرة للرئيس على خلفية احتكاكات مع قيادات عسكرية ميدانية بسبب اختلاف في الرؤى حول كيفية التعامل مع الحوثيين وبسبب تسريبات تشكك بموقفه من الحرب بعضها جرى إخراجها عبر تصريحات منسوبة
لمشائخ بعضهم نفوها كما حدث مع الشيخ عثمان مجلي حين نسبت إليه أخبار اليوم المقربة من القيادة العسكرية تصريحاً فيه لمز بموقف الشامي من الحرب وقام بتكذيبه جملة وتفصيلاً في عدد سابق من "الوسط".
بدأت بعد تعيينه بفترة قصيرة حين وجد نفسه مستبعداً حتى من تعيين مدير مديرية أو مدير أمن إذا عادة ما كان يتم تعيينهم. بتوجيهات من القائدة العسكري الميداني العميد على محسن الأحمر المكلف بالقضاء على التمرد الحوثي الأمر الذي أدى إلى عدم انسجام بين القيادة العسكرية الميدانية والقيادة المدنية ممثلة بمحافظ المحافظة رغم الإيحاء إعلاميا بغير ذلك وعكس نفسه على علاقة الأخير بموظفيه ووصل الأمر إلى حد الاحتكاك بين مرافقي محافظ المحافظة ووكيله الذي قام دون الرجوع إليه بسجن مدير عام الزراعة وحين وجه الشامي بإطلاقه حدثت اشتباكات بين مرافقي المحافظ والوكيل، وكانت هذه بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.. وأدت إلى قبول استقالة العميد يحيى الشامي التي تم إخراجها بقرار إقالة.
الشامي الذي عاد لممارسة مهام عمله في الرقابة التنظيمية بالمؤتمر كان قد رد على سؤال "الوسط" في لقاء أجرته معه قبل أسبوعين من تعيين بديل عنه عن تفسيره للتشكيك به من قبل قياديين داخل الدولة بشطر بيت من الشعر يقول "إذا ساء فعل المرأ ساءت ضنونه".
يشار إلى أن شكاوي الشامي من عدم منحه اختصاصاته القانونية
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=4109
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
النظام الجمهوري ضحية من ؟ الحوثيون ام التوريث !؟
السبت 28 إبريل-نيسان 2007 القراءات: 65
مأرب برس ـ ريما الشامي ـ خاص
بغياب الدولة وحضور الانتقام . . . ابادة صعدة تحت جنح الظلام
أفضت حرب صعدة الى وضع انساني خطير صارت فيه المنطقة المذكورة ساحة مباحة للقتل والإبادة الجماعية للانسان والبنيان بكل حرية ومنذ تدشين الحرب الرابعة تعيش صعدة معزولة عن العالم نهائيا في أتون حرب ابادة واستئصال باقرار قادة الحرب
( لا أحد يعلم شيئا عن أحوال صعدة ومايجري فيها ) هذا باختصار جوابا شافيا كافيا لحال صعدة اليوم المعزولة عن اليمن والعالم و التي تعيش حربا يحضر فيها الانتقام ومن يجرؤ ان يتناول هذه المأساة الانسانية فهو في خانة الخونة والحاقدين على الوطن وعليه ان ينتظر مصير أهل صعدة .
تجار الحروب هم الذين يغلقون صعدة اليوم ويحيلوها الى ساحة مفتوحة لإشباع دمويتهم بعيدا عن أنظار العالم وفي ظل أجواء مناسبة لجنون الانتقام الذي لايعرف حدودا واخلاقا أمام رغباته في جعل هذه المنطقة وماعليها عبرة لمن لايعتبر.
لا أحد يمكنه الاقتراب من تلك المنطقة التي تنتمي لجغرافية الجمهورية اليمنية بما في ذلك المنظمات الانسانية والاغاثية لذا فلا يمكن تقييم الوضع الانساني في صعدة الا أن تقديرات تقول بأن هناك 20000مشرد لا أحد يعرف أية ظروف يعيشونها تحت ظروف حرب تدار تحت جنح الظلام وفي ظل انعدام كامل للمعلومات حول تطورات الحرب غير توارد أنباء عن مجازر واستباحة ضحيان بعد قصفها بالطيران وتدميرها بيتا بيتا وهي التي سكانها يربو عن 30000 مواطن عدا ذلك فتفاصيل الحرب والمعاناة تحت ستار الظلام .
ثـكــلى تـبـكي ابنها وزوجها في الطلح
حجب المعلومة برزت كخصوصية يمنية تفردت بها السلطة كسياسة لادراة حروبها تحت جنح الظلام ووصل الأمر في حرب صعدة الى حد التخوين والتهديد بتصفية كل من يتناول أحداث الحرب والدعوة لايقاف تلك الكارثة هذا فضلا عن منع وصول المساعدات الانسانية والمنظمات الاغاثية وحتى الادارة الأمريكية لم تفطن لهذه الخصوصية اليمنية في ادارة حروبها في العالم بعيدا عن انظار البشرية لترتكب تحت جنح الظلام ماتشاء من جرائم ولا حد شاف أو درى بل أن مايجري في الأرض المحتلة للشعب الفلسطيني من جرائم وانتهاكات من قبل اليهود تنقله وسائل الاعلام على الهواء مباشرة .
ان ظروف المأساة الانسانية في صعدة والتي لايمكن الوقوف عليها ومعرفة معطياتها بفضل التعتيم والسرية وحجب المعلومة ‘ هذا الوضع الذي أحال صعدة الى غابة صراع وحوش وجزيرة معزولة عن العالم للانتقام يجعل من استمرار الصمت مشاركة فيما يحدث لصعدة ولاينبغي أن يظل الصمت أكثر من هذا الوقت الذي مضى اذ أن مسؤلية مايحدث في منطقة في الوطن هي مسؤلية المجتمع بكل تفاعلاته وتكويناته لان مايحدث اليوم في صعدة غدا ستكون ساحته مناطق أخرى في الوطن وليس من الأجدى حينها القول بعد فوات الأون ذبحت يوم ذبح الثور الأبيض.
ان سيناريوهات حرب صعدة التي تدخل عامها الرابع تؤكد ان كل مايجري هناك هو منطق الفوضى ورغبات الانتقام وفرضا لأجندة شخصية باستخدام مقدرات الدولة وتسخير امكانيات السلطة لأجلها والا هل تتعامل الدولة مع مشكلة وطنية بمثل هكذا أساليب تعتمد الشخصانية في اتخاذ قرارات الحروب وحجب المعلومات عن الشعب وحشد الجيش لضرب مواطنيه في حرب عبثية لا يعرف أحدا لماذا قامت ولماذا تتجدد ؟ وماهي أسبابها ؟ وما هي أهدافها ؟ ومن المستفيد منها ؟
ان تداعيات وأثار هذه الحرب تقود البلاد الى ما هو اسوأ مما تعيشه صعدة اليوم ولن نفاجأ غدا بإسدال ستار الغموض والسرية عن ابادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في حق ابنائها مالم تتحرك فعاليات البلد نحو فك حصار صعدة وايقاف نزيف تلك الحرب الظالمة على الوطن والعودة للاحتكام الى مرجعية الشعب وهو الدستور والقانون ومؤسسات الدولة وليقل القضاء كلمته وحكمه الفصل والذي سيقف الشعب الى جانبه بقوة وهو ماسيعيد للدولة هيبتها واعتبارها أما استخدام امكانيات البلد واستغلال السلطة لأهداف غير وطنية واجندة شخصية فهو الذي صير البلد الى ماهي عليه اليوم من واقع جحيم ينتج كل هذه الحروب التي تدار بأساليب الحصار والعزل والسريةفي بلد قدره أن يعيش حياة العصور الوسطى الى الأبد.
ان هذا الوطن الذي أرهقته الحروب المتواصلة لم يعد يحتمل المزيد من الجراحات ولم يعد هناك متسع من الصمت واللامبالاة وقد صار جزءا من الوطن تحت التصرف الحر لهستيريا الانتقام الذي يقود البلاد الى محرقة يعلم الله وحده ماهي عواقبها في ظل هذا الجنون المغرم بالحروب الذي يغلق صعدة اليوم عن العالم ليؤدبها كما يحلو له .
ان هذه الحرب المجنونة التي لاهدف لها يجب أن تتوقف بعد ان أتخذت اتجاها مأساويا بعيدا عن الأنظار ولن يكون من أبسط وأقل تداعياتها ارتكاب أبشع الجرائم ضد الانسانية وانتهاكات لم تشهدها البشرية لحقوق الانسان في ظل التعتيم والسرية و الحصار
الحوثيون أم التوريث ؟ . . . أين الحقيقة ؟
للتذكير فان ثورة 26 سبتمبر قامت ضد الظلم والطغيان والاستبداد وكان أول أهدافها هو القضاء على الاستبداد وتخليص اليمن من الحكم الامامي وبالتالي فليس هناك إمكانية للتنازل عن الثورة وتضحيات الأجيال اليمنية لأجل اعادة حكم الائمة وبيت حميد الدين أو توريث الحكم جمهوريا إذ ان الثورة وما رافقها من تضحيات الشهداء لم تقم لاجل استبدال حكم فردي وحكم أسرة بحكم فردي أخر وأسرة حاكمة أخرى
ومثلما الشعب رفض ويرفض قطعيا الحكم الامامي الاستبدادي فأنه يرفض اليوم الحكم الفردي الأسري الذي يسعى اليوم لتوريث الحكم في اطار اسرة الرئيس صالح التي تمسك بمقاليد السلطة والجيش وتخوض به حروبها في صعدة لأجل تثبيت أركانها في حكم اليمن كأسرة بيت حميد الدين أخرى.
ان توريث الحكم هو خيانة لدماء الشهداء وتضحيات الأجيال وتنازل عن الجمهورية واهداف الثورة التي قامت ضد الحكم الفردي وقضت على حكم الأسر والاستعلاء بالطائفة والمذهب وغيرها من العصبيات الجاهلية وكان من جوهر اهدافها مواطنة متساوية وعدالة في ظل مجتمع ديمقراطي حر يستمد نظامه من روح الاسلام الحنيف والشعب مناط به الدفاع عن ثورته والنظام الجمهوري الذي يتم الان تصفيته والانقلاب عليه وتوريثه وتمرير هذه الحرب تحت ادعاء الدفاع عن الثورة والجمهورية لأن هذا الادعاء لن يستطيع ان يصمد كثيرا امام أهداف الحرب الحقيقية التي تسعى لتوطيد أركان الأسرة الحاكمة الجديدة لليمن و العودة بالبلاد الى الحكم الأسري واستبدال أسرة بيت حميد الدين بأسرة الرئيس صالح بكل بساطة وكأنه لم تكن هناك ثورة أصلا.
استنادا الى واقع وطننا اليوم فهل يمكن قبول أن من يسدد الطعنات للنظام الجمهوري ويحكم اليمن عمليا بالأسرة والمقربين ويسعى لتوريث الحكم وفرضه أمرا واقعا بقوة السلطة يمكن له بنفس الوقت أن يقف مدافعا عن نفس ذلك النظام الجمهوري ويدعي حمايته من أعدائه الحوثيون أو غيرهم الذين يريدون اعادة الحكم الامامي المقبور .
ان ادارة الحرب بالخفاء تحت ستار الحصار والاغلاق وفي جنح الظلام لن يحل المشكلة مهما كانت درجة الدموية والانتقام والمجازر بقدر ما تضاعف مثل هكذا أساليب وحشية من جراحات الوطن و تفتح بؤرا لصراعات وحروب متوالدة تلقي بالبلد الى المجهول
ان الخروج من كل أزمات اليمن وأوجاعها ومنها حرب صعدة لن يكون الا على قاعدة دستور البلد وبتفعيل مؤسسات الدولة وافساح المجال للقضاء ليقل كلمته الفصل في صراع طال امده ومن ثم فان الشعب سيتخذ موقفه بكل وضوح وشفافية وقوة الى جانب مؤسساته ودستوره ونظامه الجمهوري بدلا عن هذه الحرب العمياء التي لايعلم عنها شيئا ولايدرك من تفاصيلها وأبعادهاالا انها تدار تحت جنح الظلام
http://www.marebpress.net/articles.php?id=1641
السبت 28 إبريل-نيسان 2007 القراءات: 65
مأرب برس ـ ريما الشامي ـ خاص
بغياب الدولة وحضور الانتقام . . . ابادة صعدة تحت جنح الظلام
أفضت حرب صعدة الى وضع انساني خطير صارت فيه المنطقة المذكورة ساحة مباحة للقتل والإبادة الجماعية للانسان والبنيان بكل حرية ومنذ تدشين الحرب الرابعة تعيش صعدة معزولة عن العالم نهائيا في أتون حرب ابادة واستئصال باقرار قادة الحرب
( لا أحد يعلم شيئا عن أحوال صعدة ومايجري فيها ) هذا باختصار جوابا شافيا كافيا لحال صعدة اليوم المعزولة عن اليمن والعالم و التي تعيش حربا يحضر فيها الانتقام ومن يجرؤ ان يتناول هذه المأساة الانسانية فهو في خانة الخونة والحاقدين على الوطن وعليه ان ينتظر مصير أهل صعدة .
تجار الحروب هم الذين يغلقون صعدة اليوم ويحيلوها الى ساحة مفتوحة لإشباع دمويتهم بعيدا عن أنظار العالم وفي ظل أجواء مناسبة لجنون الانتقام الذي لايعرف حدودا واخلاقا أمام رغباته في جعل هذه المنطقة وماعليها عبرة لمن لايعتبر.
لا أحد يمكنه الاقتراب من تلك المنطقة التي تنتمي لجغرافية الجمهورية اليمنية بما في ذلك المنظمات الانسانية والاغاثية لذا فلا يمكن تقييم الوضع الانساني في صعدة الا أن تقديرات تقول بأن هناك 20000مشرد لا أحد يعرف أية ظروف يعيشونها تحت ظروف حرب تدار تحت جنح الظلام وفي ظل انعدام كامل للمعلومات حول تطورات الحرب غير توارد أنباء عن مجازر واستباحة ضحيان بعد قصفها بالطيران وتدميرها بيتا بيتا وهي التي سكانها يربو عن 30000 مواطن عدا ذلك فتفاصيل الحرب والمعاناة تحت ستار الظلام .
ثـكــلى تـبـكي ابنها وزوجها في الطلح
حجب المعلومة برزت كخصوصية يمنية تفردت بها السلطة كسياسة لادراة حروبها تحت جنح الظلام ووصل الأمر في حرب صعدة الى حد التخوين والتهديد بتصفية كل من يتناول أحداث الحرب والدعوة لايقاف تلك الكارثة هذا فضلا عن منع وصول المساعدات الانسانية والمنظمات الاغاثية وحتى الادارة الأمريكية لم تفطن لهذه الخصوصية اليمنية في ادارة حروبها في العالم بعيدا عن انظار البشرية لترتكب تحت جنح الظلام ماتشاء من جرائم ولا حد شاف أو درى بل أن مايجري في الأرض المحتلة للشعب الفلسطيني من جرائم وانتهاكات من قبل اليهود تنقله وسائل الاعلام على الهواء مباشرة .
ان ظروف المأساة الانسانية في صعدة والتي لايمكن الوقوف عليها ومعرفة معطياتها بفضل التعتيم والسرية وحجب المعلومة ‘ هذا الوضع الذي أحال صعدة الى غابة صراع وحوش وجزيرة معزولة عن العالم للانتقام يجعل من استمرار الصمت مشاركة فيما يحدث لصعدة ولاينبغي أن يظل الصمت أكثر من هذا الوقت الذي مضى اذ أن مسؤلية مايحدث في منطقة في الوطن هي مسؤلية المجتمع بكل تفاعلاته وتكويناته لان مايحدث اليوم في صعدة غدا ستكون ساحته مناطق أخرى في الوطن وليس من الأجدى حينها القول بعد فوات الأون ذبحت يوم ذبح الثور الأبيض.
ان سيناريوهات حرب صعدة التي تدخل عامها الرابع تؤكد ان كل مايجري هناك هو منطق الفوضى ورغبات الانتقام وفرضا لأجندة شخصية باستخدام مقدرات الدولة وتسخير امكانيات السلطة لأجلها والا هل تتعامل الدولة مع مشكلة وطنية بمثل هكذا أساليب تعتمد الشخصانية في اتخاذ قرارات الحروب وحجب المعلومات عن الشعب وحشد الجيش لضرب مواطنيه في حرب عبثية لا يعرف أحدا لماذا قامت ولماذا تتجدد ؟ وماهي أسبابها ؟ وما هي أهدافها ؟ ومن المستفيد منها ؟
ان تداعيات وأثار هذه الحرب تقود البلاد الى ما هو اسوأ مما تعيشه صعدة اليوم ولن نفاجأ غدا بإسدال ستار الغموض والسرية عن ابادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في حق ابنائها مالم تتحرك فعاليات البلد نحو فك حصار صعدة وايقاف نزيف تلك الحرب الظالمة على الوطن والعودة للاحتكام الى مرجعية الشعب وهو الدستور والقانون ومؤسسات الدولة وليقل القضاء كلمته وحكمه الفصل والذي سيقف الشعب الى جانبه بقوة وهو ماسيعيد للدولة هيبتها واعتبارها أما استخدام امكانيات البلد واستغلال السلطة لأهداف غير وطنية واجندة شخصية فهو الذي صير البلد الى ماهي عليه اليوم من واقع جحيم ينتج كل هذه الحروب التي تدار بأساليب الحصار والعزل والسريةفي بلد قدره أن يعيش حياة العصور الوسطى الى الأبد.
ان هذا الوطن الذي أرهقته الحروب المتواصلة لم يعد يحتمل المزيد من الجراحات ولم يعد هناك متسع من الصمت واللامبالاة وقد صار جزءا من الوطن تحت التصرف الحر لهستيريا الانتقام الذي يقود البلاد الى محرقة يعلم الله وحده ماهي عواقبها في ظل هذا الجنون المغرم بالحروب الذي يغلق صعدة اليوم عن العالم ليؤدبها كما يحلو له .
ان هذه الحرب المجنونة التي لاهدف لها يجب أن تتوقف بعد ان أتخذت اتجاها مأساويا بعيدا عن الأنظار ولن يكون من أبسط وأقل تداعياتها ارتكاب أبشع الجرائم ضد الانسانية وانتهاكات لم تشهدها البشرية لحقوق الانسان في ظل التعتيم والسرية و الحصار
الحوثيون أم التوريث ؟ . . . أين الحقيقة ؟
للتذكير فان ثورة 26 سبتمبر قامت ضد الظلم والطغيان والاستبداد وكان أول أهدافها هو القضاء على الاستبداد وتخليص اليمن من الحكم الامامي وبالتالي فليس هناك إمكانية للتنازل عن الثورة وتضحيات الأجيال اليمنية لأجل اعادة حكم الائمة وبيت حميد الدين أو توريث الحكم جمهوريا إذ ان الثورة وما رافقها من تضحيات الشهداء لم تقم لاجل استبدال حكم فردي وحكم أسرة بحكم فردي أخر وأسرة حاكمة أخرى
ومثلما الشعب رفض ويرفض قطعيا الحكم الامامي الاستبدادي فأنه يرفض اليوم الحكم الفردي الأسري الذي يسعى اليوم لتوريث الحكم في اطار اسرة الرئيس صالح التي تمسك بمقاليد السلطة والجيش وتخوض به حروبها في صعدة لأجل تثبيت أركانها في حكم اليمن كأسرة بيت حميد الدين أخرى.
ان توريث الحكم هو خيانة لدماء الشهداء وتضحيات الأجيال وتنازل عن الجمهورية واهداف الثورة التي قامت ضد الحكم الفردي وقضت على حكم الأسر والاستعلاء بالطائفة والمذهب وغيرها من العصبيات الجاهلية وكان من جوهر اهدافها مواطنة متساوية وعدالة في ظل مجتمع ديمقراطي حر يستمد نظامه من روح الاسلام الحنيف والشعب مناط به الدفاع عن ثورته والنظام الجمهوري الذي يتم الان تصفيته والانقلاب عليه وتوريثه وتمرير هذه الحرب تحت ادعاء الدفاع عن الثورة والجمهورية لأن هذا الادعاء لن يستطيع ان يصمد كثيرا امام أهداف الحرب الحقيقية التي تسعى لتوطيد أركان الأسرة الحاكمة الجديدة لليمن و العودة بالبلاد الى الحكم الأسري واستبدال أسرة بيت حميد الدين بأسرة الرئيس صالح بكل بساطة وكأنه لم تكن هناك ثورة أصلا.
استنادا الى واقع وطننا اليوم فهل يمكن قبول أن من يسدد الطعنات للنظام الجمهوري ويحكم اليمن عمليا بالأسرة والمقربين ويسعى لتوريث الحكم وفرضه أمرا واقعا بقوة السلطة يمكن له بنفس الوقت أن يقف مدافعا عن نفس ذلك النظام الجمهوري ويدعي حمايته من أعدائه الحوثيون أو غيرهم الذين يريدون اعادة الحكم الامامي المقبور .
ان ادارة الحرب بالخفاء تحت ستار الحصار والاغلاق وفي جنح الظلام لن يحل المشكلة مهما كانت درجة الدموية والانتقام والمجازر بقدر ما تضاعف مثل هكذا أساليب وحشية من جراحات الوطن و تفتح بؤرا لصراعات وحروب متوالدة تلقي بالبلد الى المجهول
ان الخروج من كل أزمات اليمن وأوجاعها ومنها حرب صعدة لن يكون الا على قاعدة دستور البلد وبتفعيل مؤسسات الدولة وافساح المجال للقضاء ليقل كلمته الفصل في صراع طال امده ومن ثم فان الشعب سيتخذ موقفه بكل وضوح وشفافية وقوة الى جانب مؤسساته ودستوره ونظامه الجمهوري بدلا عن هذه الحرب العمياء التي لايعلم عنها شيئا ولايدرك من تفاصيلها وأبعادهاالا انها تدار تحت جنح الظلام
http://www.marebpress.net/articles.php?id=1641
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
صالح في واشنطن.. هل يبحث مع بوش الدور الإيراني في صعده؟
29/04/2007
أحمد غراب، نيوزيمن:
يبدو بديهيا ان يسعى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خلال زيارته الحالية لواشنطن الى ايضاح ابعاد الصراع المشتعل الدائر منذ شهور في محافظة صعدة اليمنية بين حكومة صالح وجماعة الحوثي ولا شك ان صالح سيعمل على الاشارة بوضوح الى حقيقة الدور الايراني في صعده مستشهدا بالأدلة والبراهين التي باتت تشير اليها التصريحات الحكومية اليمنية وخصوصا تصريحات رئيس الوزراء اليمني الجديد في اليومين السابقين والتي اتهم فيها ايران وليبيا صراحة بالتدخل في الصراع المشتعل القائم بين الحكومة والحوثيين.
وتبدو هذه الخطوة بالغة الاهمية على صعيد حسم ملف الحوثي عسكريا باعتبار ان الضوء الاميركي خطوة لا بد منها خصوصا في ظل ما تؤكده الحكومة اليمنية من وجود تدخل ايراني وهو ما يخدم من الناحية السياسية والاستراتيجية حملة الضغوط الاميركية باتجاه طهران وتدخلاتها في المنطقة العربية عموما ولعل وجهة النظر الاميركية هذه تتوافق جملة وتفصيلا مع الرؤية السعودية التي عبر عنها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اثناء زيارة محمود احمدي نجاد للسعودية حيث ذكرت مصادر سياسية سعودية ان الملك عبدالله انتقد ايران لتدخلها في الشؤون العربية ولعله كان يشير ضمنيا الى تورط ايراني في احداث صعده التي تقبع على الحدود الشمالية للملكة العربية السعودية بالاضافة الى التدخل الايراني في العراق ولبنان والاقليات الشيعية المنتشرة في الكثير من بلدان الخليج العربي.
وقد جاءت مطالبة صالح خلال القمة العربية الاخيرة باستعادة الجزر الاماراتية الثلاث التي استولت عليها ايران رسالة قوية تشير بوضوح الى مدى الدور الذي تلعبه ايران في صعده وخصوصا وان هذه المطالبة جاءت في وقت كان يوجد فيه وزير الخارجية الايراني كضيف شرف للقمة ولعل صالح يبدو مضطرا الى الاستعانة بعلاقاته القوية مع الخليج من جهة وواشنطن من جهة اخرى لوقف اي دعم ايراني قائم بأي شكل من الاشكال للحوثيين في صعده.
ويمكن القول إن السلطة اليمنية نجحت في حد ما إلى تجيير الدور الأميركي لصالحها في مواجهتها مع ملف الحوثي من خلال استثمارها لعدة أوراق أهمها ورقة التدخل الإيراني ولعل ظهور الحوثيين بأسلحة ثقيلة جعلت المواجهة بنظر بعض المراقبين مواجهة بين جيشين وليس بين حكومة ومجموعة متمردة امر له دلالات وابعاد هامة ابرزها وجود دعم ايراني قوي حصلت عليه جماعة الحوثي بشكل مباشر او غير مباشر وبحسب المراقبين فإن الفكرة التي تسعى الحكومة اليمنية إلى توضيحها للمجتمع الدولي هو أنها لم تلجأ إلى استخدام القوة ضد الحوثيين إلا بعد إن استنفذت جميع الوسائل السلمية والتي كان منها التعويضات والإفراج عن المعتقلين وعرض تشكيل حزب سياسي لكن المشكلة الان باتت في غاية التعقيد والخيار العسكري لان الحياد عن هذا الخيار يشكل خطرا اساسيا مباشر للأمن اليمني بشكل عام فضلا عن السلطة اليمنية.
ولاشك ان لملف الحوثي والصراع المشتعل حاليا في صعده ابعاد هامة وخطيرة على الدور اليمني في مكافحة الارهاب فالجهود التي تبذلها اليمن على صعيد مكافحة الارهاب سواء في اطار تحالفها مع واشنطن او مع المملكة العربية السعودية لتعقب اعضاء تنظيم القاعدة كل هذه الجهود من شأنها ان تتقلص في ظل انشغال اليمن وقوات الامن اليمنية بالصراع الدائر في صعدة وهو ما يدفع الى ضرورة وجود دعم اميركي وسعودي قوي يساند اليمن في حربها ضد المتمردين في صعده باعتبار ان صعده تستهلك الجهود الامنية التي يفترض ان تبذلها اليمن في حربها ضد الارهاب ولعل هذا يفسر عدم وجود تنسيق امني كبير فيما يخص تعقب اعضاء القاعدة الذين افلحت السلطات الامنية في المملكة العربية السعودية في القبض عليهم مؤخرا والكشف عن اكبر مخطط ارهابي كان يستهدف المملكة وهو الامر الذي يدفع باتجاه وجود تنسيق يمني سعودي اكبر في مواجهة الارهاب.
ويرى البعض إن سياسة المصالح الاستراتيجية المتبعة من قبل واشنطن او الرياض هي ذاتها التي تجبرهذان الطرفان على إتباع سياسة المحايدة وإظهار عدم المبالاة إزاء ملف الحوثي وما يدور في صعده من صراع مشتعل باعتبار إن وجود تدخل واضح من واشنطن او الرياض قد يدفع إلى تدخل صريح ومباشر من إيران الأمر الذي لا يخدم امن اليمن واستقراره ولكن ذلك لا يجب ان يشكل بأي حال من الاحوال عائقا يحول دون قيام هذان الطرفان الهامان بدور مساند لليمن لايقاف أي تدخل خارجي في صعدة اليمنية باعتبار ان هذه النقطة قد تشكل ثغرة امنية في الجدار الخليجي ومعبرا للرياح البارده باتجاه الحلف اليمني الاميركي الخليجي في مواجهة الارهاب.
والخلاصة ان زيارة صالح لواشنطن في هذا الوقت الذي تتنامي فيه تحركات واشنطن والدول الغربية تجاه ايران امر في غاية الاهمية ومن شأنه ان يمنح اليمن دعما اميركيا قويا لمواجهة التدخل الايراني في صعده باعتبار ان لليمن أهمية كبرى في السياسة والاستراتيجية الأميركية لموقعها الاستراتيجي المتميز والهام والذي يمثل رقما صعبا في استقرار المنطقة ولقربها من منابع البترول العربي ولحدودها وموانئها ومضايقها البحرية والاستراتيجية التي تجعل منها منفذا هاما يطل على جميع دول المنطقة وهو ما يدفع باتجاه وجود دور اميركي قوي لوقف تيارالتدخلات الخارجية وخصوصا الايراني في ملف صعده اليمني.
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 4_29_13073
29/04/2007
أحمد غراب، نيوزيمن:
يبدو بديهيا ان يسعى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خلال زيارته الحالية لواشنطن الى ايضاح ابعاد الصراع المشتعل الدائر منذ شهور في محافظة صعدة اليمنية بين حكومة صالح وجماعة الحوثي ولا شك ان صالح سيعمل على الاشارة بوضوح الى حقيقة الدور الايراني في صعده مستشهدا بالأدلة والبراهين التي باتت تشير اليها التصريحات الحكومية اليمنية وخصوصا تصريحات رئيس الوزراء اليمني الجديد في اليومين السابقين والتي اتهم فيها ايران وليبيا صراحة بالتدخل في الصراع المشتعل القائم بين الحكومة والحوثيين.
وتبدو هذه الخطوة بالغة الاهمية على صعيد حسم ملف الحوثي عسكريا باعتبار ان الضوء الاميركي خطوة لا بد منها خصوصا في ظل ما تؤكده الحكومة اليمنية من وجود تدخل ايراني وهو ما يخدم من الناحية السياسية والاستراتيجية حملة الضغوط الاميركية باتجاه طهران وتدخلاتها في المنطقة العربية عموما ولعل وجهة النظر الاميركية هذه تتوافق جملة وتفصيلا مع الرؤية السعودية التي عبر عنها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اثناء زيارة محمود احمدي نجاد للسعودية حيث ذكرت مصادر سياسية سعودية ان الملك عبدالله انتقد ايران لتدخلها في الشؤون العربية ولعله كان يشير ضمنيا الى تورط ايراني في احداث صعده التي تقبع على الحدود الشمالية للملكة العربية السعودية بالاضافة الى التدخل الايراني في العراق ولبنان والاقليات الشيعية المنتشرة في الكثير من بلدان الخليج العربي.
وقد جاءت مطالبة صالح خلال القمة العربية الاخيرة باستعادة الجزر الاماراتية الثلاث التي استولت عليها ايران رسالة قوية تشير بوضوح الى مدى الدور الذي تلعبه ايران في صعده وخصوصا وان هذه المطالبة جاءت في وقت كان يوجد فيه وزير الخارجية الايراني كضيف شرف للقمة ولعل صالح يبدو مضطرا الى الاستعانة بعلاقاته القوية مع الخليج من جهة وواشنطن من جهة اخرى لوقف اي دعم ايراني قائم بأي شكل من الاشكال للحوثيين في صعده.
ويمكن القول إن السلطة اليمنية نجحت في حد ما إلى تجيير الدور الأميركي لصالحها في مواجهتها مع ملف الحوثي من خلال استثمارها لعدة أوراق أهمها ورقة التدخل الإيراني ولعل ظهور الحوثيين بأسلحة ثقيلة جعلت المواجهة بنظر بعض المراقبين مواجهة بين جيشين وليس بين حكومة ومجموعة متمردة امر له دلالات وابعاد هامة ابرزها وجود دعم ايراني قوي حصلت عليه جماعة الحوثي بشكل مباشر او غير مباشر وبحسب المراقبين فإن الفكرة التي تسعى الحكومة اليمنية إلى توضيحها للمجتمع الدولي هو أنها لم تلجأ إلى استخدام القوة ضد الحوثيين إلا بعد إن استنفذت جميع الوسائل السلمية والتي كان منها التعويضات والإفراج عن المعتقلين وعرض تشكيل حزب سياسي لكن المشكلة الان باتت في غاية التعقيد والخيار العسكري لان الحياد عن هذا الخيار يشكل خطرا اساسيا مباشر للأمن اليمني بشكل عام فضلا عن السلطة اليمنية.
ولاشك ان لملف الحوثي والصراع المشتعل حاليا في صعده ابعاد هامة وخطيرة على الدور اليمني في مكافحة الارهاب فالجهود التي تبذلها اليمن على صعيد مكافحة الارهاب سواء في اطار تحالفها مع واشنطن او مع المملكة العربية السعودية لتعقب اعضاء تنظيم القاعدة كل هذه الجهود من شأنها ان تتقلص في ظل انشغال اليمن وقوات الامن اليمنية بالصراع الدائر في صعدة وهو ما يدفع الى ضرورة وجود دعم اميركي وسعودي قوي يساند اليمن في حربها ضد المتمردين في صعده باعتبار ان صعده تستهلك الجهود الامنية التي يفترض ان تبذلها اليمن في حربها ضد الارهاب ولعل هذا يفسر عدم وجود تنسيق امني كبير فيما يخص تعقب اعضاء القاعدة الذين افلحت السلطات الامنية في المملكة العربية السعودية في القبض عليهم مؤخرا والكشف عن اكبر مخطط ارهابي كان يستهدف المملكة وهو الامر الذي يدفع باتجاه وجود تنسيق يمني سعودي اكبر في مواجهة الارهاب.
ويرى البعض إن سياسة المصالح الاستراتيجية المتبعة من قبل واشنطن او الرياض هي ذاتها التي تجبرهذان الطرفان على إتباع سياسة المحايدة وإظهار عدم المبالاة إزاء ملف الحوثي وما يدور في صعده من صراع مشتعل باعتبار إن وجود تدخل واضح من واشنطن او الرياض قد يدفع إلى تدخل صريح ومباشر من إيران الأمر الذي لا يخدم امن اليمن واستقراره ولكن ذلك لا يجب ان يشكل بأي حال من الاحوال عائقا يحول دون قيام هذان الطرفان الهامان بدور مساند لليمن لايقاف أي تدخل خارجي في صعدة اليمنية باعتبار ان هذه النقطة قد تشكل ثغرة امنية في الجدار الخليجي ومعبرا للرياح البارده باتجاه الحلف اليمني الاميركي الخليجي في مواجهة الارهاب.
والخلاصة ان زيارة صالح لواشنطن في هذا الوقت الذي تتنامي فيه تحركات واشنطن والدول الغربية تجاه ايران امر في غاية الاهمية ومن شأنه ان يمنح اليمن دعما اميركيا قويا لمواجهة التدخل الايراني في صعده باعتبار ان لليمن أهمية كبرى في السياسة والاستراتيجية الأميركية لموقعها الاستراتيجي المتميز والهام والذي يمثل رقما صعبا في استقرار المنطقة ولقربها من منابع البترول العربي ولحدودها وموانئها ومضايقها البحرية والاستراتيجية التي تجعل منها منفذا هاما يطل على جميع دول المنطقة وهو ما يدفع باتجاه وجود دور اميركي قوي لوقف تيارالتدخلات الخارجية وخصوصا الايراني في ملف صعده اليمني.
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 4_29_13073
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
دار فايف اليمنية
07/05/2007 م 20:44:52
علي محمد الصراري
لا تزال مشكلة دارفور في السودان الشقيق تتفاقم، فاتحة الباب على مصراعيه لأنواع شتى من التدخلات الدولية، وبسببها صار مصير السودان وسيادته ووحدته مفتوحاً على الكثير من الاحتمالات السيئة.
وخطوة إثر أخرى، تراجع الإصرار السوداني الرسمي إلى الإقرار بمشروعية التدخلات الدولية في مشكلة دارفور، واتجهت مواقفه نحو المزيد من التواضع، فبدلاً من إرسال قوات دولية وافقت الحكومة السودانية على إرسال قوات من الاتحاد الأفريقي ووافقت على أن تحصل هذه القوات على تسليح وتجهيزات فنية من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبدلاً من تسليم المسئولين الحكوميين السودانيين المتهمين باقتراف جرائم حرب في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، وافقت الحكومة السودانية على تقديمهم للمحاكمة الوطنية، وبين حين وآخر تطرح مشاريع قرارات على مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات متدرجة على الدولة السودانية..
حتى الرأي العام العربي، الذي أبدى تعاطفاً في بداية الأمر مع الحكومة السودانية باعتقاد أنها ضحية أطماع ومؤامرات دولية، بدأ يدرك طبيعة المأساة الإنسانية التي يعانيها سكان دارفور وبالتالي مشروعية التدخلات الدولية الهادفة إلى وضع حد لتلك المأساة.
وإلى جانب كل ذلك فقدت السلطات السودانية المصداقية لدى تعاطيها مع مشكلة دارفور، وبدا أنها لا تتمتع بحس المسئولية الوطنية والإنسانية نحو شعبها، وغدا الرأي العام العالمي أكثر تفهماً لأسباب ودوافع النزاعات السودانية ـ السودانية التي تعبر عن نفسها في عدد من التمردات المسلحة في غير ما مكان من الأرض السودانية، ولم يعد هنالك سبب قوي يستدعي الاكتراث بما يقال عن مصالح دولية في السودان تحرك المؤامرات ضده.
وبمقارنة ما يجري في محافظة صعدة اليمنية منذ عام 2004م وتجدد القتال بين القوات النظامية ومجاميع قبلية مسلحة كانت تتبع حسين بدر الدين الحوثي، وبعد مقتله في حرب صعدة الأولى، انتقلت تبعتها إلى أخيه عبد الملك المتحصن في بعض جبال صعدة الوعرة، بما جرى في دارفور السودانية، يبدو أن السلطات اليمنية لم تتعظ من الدرس السوداني، وسارت على نفس النهج الذي سارت عليه السلطات السودانية، مجسدة نفس الاستهانة بحقوق مواطنيها، عازفة عن ممارسة مسئولياتها كما يقتضي واجبها ذلك، وتحلت بنفس الصلف، متسببة بكارثة وطنية وإنسانية يدفع ثمنها الضحايا في صعدة من الجنود والمواطنين، وجراءها تدمر قرى ومدن، وتشرد آلاف العائلات.
على أن السلطات اليمنية تتحمل مسئولية إفشال كافة الوساطات التي بادر إليها علماء دين وزعامات قبلية وحزبية، وسعت إلى إحاطة حربها في صعدة بالحصار الإعلامي، وشن حملات دعائية مليئة بالأكاذيب والأضاليل، واستثارة أنواع شتى من الكراهية الدينية والجهوية والشخصية، ولم توفر كل أنواع القتل والتدمير، مستهينة بردود أفعال ذوي الضمائر الحية، سواءً داخل اليمن أو خارجها.
ولم تفلح محاولات السلطات اليمنية في ممارسة الإرهاب الفكري لإسكات الأصوات الرافضة لحرب صعدة، والمنادية بإيقافها، كما لم تفلح جهودها في التسويق الإقليمي والدولي للحرب، كحرب ضد الإرهاب تارة، أو لحماية أمن المملكة العربية السعودية من مؤامرة ليبية تارة ثانية، أو لضرب تيار محلي يتبع إيران تساوقاً مع مخطط تفجير فتنة طائفية تحترب في أتونها طائفتي الشيعة والسنة الإسلاميتين تارة ثالثة، أو لحماية الأقلية اليهودية من بطش الحوثيين تارة رابعة.
ورداً على هذه الإدعاءات، رفضت السلطات الأمريكية اعتبارها حرباً ضد الإرهاب، ونصح دبلوماسيون أمريكان السلطات اليمنية بالعمل من أجل حل سلمي يوقف الحرب ويصون حقوق المواطنين في صعدة، ولم تلق السلطات السعودية بالاً لمزاعم حماية أمنها معتبرة ما يجري في صعدة شأناً داخلياً يمنياً، ومن جانبه كشف الزعيم الليبي معمر القذافي عدم تورط بلاده في تقديم الدعم للحوثيين موضحاً أن اتصاله بالنائب يحيى الحوثي بغرض الوساطة لوقف الحرب كان بطلب من الرئيس علي عبد الله صالح ولم تقدم السلطات اليمنية دليلاً واحداً على مزاعمها عن وجود دعم خارجي -وعلى وجه التحديد من إيران- يتلقاه الحوثيون، كما أن مزاعم أخرى من نوع التمرد لقلب نظام الحكم الجمهوري، وإعادة النظام الملكي لا يوجد ما يسندها في دعاية الحوثيين أو في تصريحاتهم الصحفية الشحيحة بسبب الحصار الإعلامي المفروض عليهم.
غير أن قدرة السلطات اليمنية على فرض التكتم الإعلامي ليست مطلقة ونجاحها في نسج الأكاذيب والأباطيل بشأن حقيقة ما يجري في صعدة لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وفعلاً وجدت أخبار الحرب سبيلها إلى أخذ مكانها في دائرة الاهتمامات العربية والدولية، وبدأ بعض الكتاب العرب من ذوي المكانة المحترمة مثل الدكتور أحمد الربعي، والأستاذ فهمي هويدي بتناول موضوع حرب صعدة بالرأي والتحليل والنصيحة وزادت دائرة اهتمام الفضائيات العربية بالموضوع، وقد أفضى الاستغراب من موقف السلطات اليمنية إلى طرح دعوة لتدخل الجامعة العربية لمعالجة المشكلة، قبل أن تتلقفها المحافل الدولية، وتشتغل عليها بحسن نية أو سوء نية، خاصة أن حرب صعدة ما انفكت تتسع وتستقطب أنواع مختلفة من الاحتقانات الاجتماعية المتزايدة، علاوة على قابليتها للامتداد والانتقال إلى محافظات أخرى، وتحولها إلى أزمة معقدة تستعصي على الحل.
وبكلمة أخرى، توشك حرب صعدة أن تتحول إلى أزمة دارفايف يمنية، لا تستطيع معها السلطة أن تقنع العالم بأنه غير معني بها، وأنها تمتلك كامل الحرية في التصرف بحياة مواطنيها.
***
المصدر: صحيفة الناس -7 مايو 2007.
http://www.aleshteraki.net/articles.php ... icleID=621
07/05/2007 م 20:44:52
علي محمد الصراري
لا تزال مشكلة دارفور في السودان الشقيق تتفاقم، فاتحة الباب على مصراعيه لأنواع شتى من التدخلات الدولية، وبسببها صار مصير السودان وسيادته ووحدته مفتوحاً على الكثير من الاحتمالات السيئة.
وخطوة إثر أخرى، تراجع الإصرار السوداني الرسمي إلى الإقرار بمشروعية التدخلات الدولية في مشكلة دارفور، واتجهت مواقفه نحو المزيد من التواضع، فبدلاً من إرسال قوات دولية وافقت الحكومة السودانية على إرسال قوات من الاتحاد الأفريقي ووافقت على أن تحصل هذه القوات على تسليح وتجهيزات فنية من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبدلاً من تسليم المسئولين الحكوميين السودانيين المتهمين باقتراف جرائم حرب في دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية، وافقت الحكومة السودانية على تقديمهم للمحاكمة الوطنية، وبين حين وآخر تطرح مشاريع قرارات على مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات متدرجة على الدولة السودانية..
حتى الرأي العام العربي، الذي أبدى تعاطفاً في بداية الأمر مع الحكومة السودانية باعتقاد أنها ضحية أطماع ومؤامرات دولية، بدأ يدرك طبيعة المأساة الإنسانية التي يعانيها سكان دارفور وبالتالي مشروعية التدخلات الدولية الهادفة إلى وضع حد لتلك المأساة.
وإلى جانب كل ذلك فقدت السلطات السودانية المصداقية لدى تعاطيها مع مشكلة دارفور، وبدا أنها لا تتمتع بحس المسئولية الوطنية والإنسانية نحو شعبها، وغدا الرأي العام العالمي أكثر تفهماً لأسباب ودوافع النزاعات السودانية ـ السودانية التي تعبر عن نفسها في عدد من التمردات المسلحة في غير ما مكان من الأرض السودانية، ولم يعد هنالك سبب قوي يستدعي الاكتراث بما يقال عن مصالح دولية في السودان تحرك المؤامرات ضده.
وبمقارنة ما يجري في محافظة صعدة اليمنية منذ عام 2004م وتجدد القتال بين القوات النظامية ومجاميع قبلية مسلحة كانت تتبع حسين بدر الدين الحوثي، وبعد مقتله في حرب صعدة الأولى، انتقلت تبعتها إلى أخيه عبد الملك المتحصن في بعض جبال صعدة الوعرة، بما جرى في دارفور السودانية، يبدو أن السلطات اليمنية لم تتعظ من الدرس السوداني، وسارت على نفس النهج الذي سارت عليه السلطات السودانية، مجسدة نفس الاستهانة بحقوق مواطنيها، عازفة عن ممارسة مسئولياتها كما يقتضي واجبها ذلك، وتحلت بنفس الصلف، متسببة بكارثة وطنية وإنسانية يدفع ثمنها الضحايا في صعدة من الجنود والمواطنين، وجراءها تدمر قرى ومدن، وتشرد آلاف العائلات.
على أن السلطات اليمنية تتحمل مسئولية إفشال كافة الوساطات التي بادر إليها علماء دين وزعامات قبلية وحزبية، وسعت إلى إحاطة حربها في صعدة بالحصار الإعلامي، وشن حملات دعائية مليئة بالأكاذيب والأضاليل، واستثارة أنواع شتى من الكراهية الدينية والجهوية والشخصية، ولم توفر كل أنواع القتل والتدمير، مستهينة بردود أفعال ذوي الضمائر الحية، سواءً داخل اليمن أو خارجها.
ولم تفلح محاولات السلطات اليمنية في ممارسة الإرهاب الفكري لإسكات الأصوات الرافضة لحرب صعدة، والمنادية بإيقافها، كما لم تفلح جهودها في التسويق الإقليمي والدولي للحرب، كحرب ضد الإرهاب تارة، أو لحماية أمن المملكة العربية السعودية من مؤامرة ليبية تارة ثانية، أو لضرب تيار محلي يتبع إيران تساوقاً مع مخطط تفجير فتنة طائفية تحترب في أتونها طائفتي الشيعة والسنة الإسلاميتين تارة ثالثة، أو لحماية الأقلية اليهودية من بطش الحوثيين تارة رابعة.
ورداً على هذه الإدعاءات، رفضت السلطات الأمريكية اعتبارها حرباً ضد الإرهاب، ونصح دبلوماسيون أمريكان السلطات اليمنية بالعمل من أجل حل سلمي يوقف الحرب ويصون حقوق المواطنين في صعدة، ولم تلق السلطات السعودية بالاً لمزاعم حماية أمنها معتبرة ما يجري في صعدة شأناً داخلياً يمنياً، ومن جانبه كشف الزعيم الليبي معمر القذافي عدم تورط بلاده في تقديم الدعم للحوثيين موضحاً أن اتصاله بالنائب يحيى الحوثي بغرض الوساطة لوقف الحرب كان بطلب من الرئيس علي عبد الله صالح ولم تقدم السلطات اليمنية دليلاً واحداً على مزاعمها عن وجود دعم خارجي -وعلى وجه التحديد من إيران- يتلقاه الحوثيون، كما أن مزاعم أخرى من نوع التمرد لقلب نظام الحكم الجمهوري، وإعادة النظام الملكي لا يوجد ما يسندها في دعاية الحوثيين أو في تصريحاتهم الصحفية الشحيحة بسبب الحصار الإعلامي المفروض عليهم.
غير أن قدرة السلطات اليمنية على فرض التكتم الإعلامي ليست مطلقة ونجاحها في نسج الأكاذيب والأباطيل بشأن حقيقة ما يجري في صعدة لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وفعلاً وجدت أخبار الحرب سبيلها إلى أخذ مكانها في دائرة الاهتمامات العربية والدولية، وبدأ بعض الكتاب العرب من ذوي المكانة المحترمة مثل الدكتور أحمد الربعي، والأستاذ فهمي هويدي بتناول موضوع حرب صعدة بالرأي والتحليل والنصيحة وزادت دائرة اهتمام الفضائيات العربية بالموضوع، وقد أفضى الاستغراب من موقف السلطات اليمنية إلى طرح دعوة لتدخل الجامعة العربية لمعالجة المشكلة، قبل أن تتلقفها المحافل الدولية، وتشتغل عليها بحسن نية أو سوء نية، خاصة أن حرب صعدة ما انفكت تتسع وتستقطب أنواع مختلفة من الاحتقانات الاجتماعية المتزايدة، علاوة على قابليتها للامتداد والانتقال إلى محافظات أخرى، وتحولها إلى أزمة معقدة تستعصي على الحل.
وبكلمة أخرى، توشك حرب صعدة أن تتحول إلى أزمة دارفايف يمنية، لا تستطيع معها السلطة أن تقنع العالم بأنه غير معني بها، وأنها تمتلك كامل الحرية في التصرف بحياة مواطنيها.
***
المصدر: صحيفة الناس -7 مايو 2007.
http://www.aleshteraki.net/articles.php ... icleID=621
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
الصقور بدلا عن الحمام (أخر العلاج الكي).. مقوله هل تصدق في صعدة؟!!
09/05/2007
أحمد الزرقة- نيوزيمن
"يجب استئصال الإرهابيين من أتباع الحوثي لأنهم أصبحوا ورماً خبيثاً لقد منحوا جميع الفرص وفتحت لهم أبواب الدولة كلها، وذهبت إليهم الوفود تلو الوفود، وعرضت عليهم حلول عديدة في إطار الوحدة الوطنية والحقوق والحريات المكفولة للجميع في الدستور بلا استثناء ودون تمييز، لكنهم ركبوا رؤوسهم وما يزالون.. وكما يقول المثل فإن آخر الدواء الكي".
بهذه العبارات القليلة عبر الدكتور عبد الكريم الارياني قبل في شهر مارس الماضي عن تغير في طريقة تعامل الدولة اليمنية مع قضية صعده، خيار الحل العسكري هو عنوان الحرب الثالثة مع الحوثيين، ونهاية ابريل الماضي كان علي محمد مجور رئيس الحكومة يعرف جيدا ما يقوله عندما تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية عن ضرورة الحسم العسكري للحرب في صعده وعدم التفاوض مع الحوثيين، ولم تكن زلة لسان كما حاول البعض تصوير ذلك التصريح الذي جاء بعد أقل من شهر من تولي مجور رئاسة الحكومة، في جر واضح للحكومة إلى مربع الحرب وإعلانا لمساندتها لخيار الحسم العسكري، بعد أن ظلت الحكومة بعيدة عن مجريات الحرب خلال مراحلها السابقة.
الدولة ممثلة برأس النظام الرئيس علي عبد الله صالح وخلفه القيادات العسكرية والسياسية يبدو من خلال عدد من المعطيات أنها استبعدت خيار الحل السلمي للحرب في صعده، وأوصدت نهائيا باب التفاوض مع من تصفهم الدولة بالمتمردين والخارجين على شرعية الحكم في جبال صعدة، حيث تم تأجيل المبادرة القطرية للوساطة بين الدولة والحوثيين التي دار حديث عنها الأسبوع الماضي، كما أن صحيفة الثورة الرسمية قالت مطلع هذا الأسبوع نقلا عن مصدر أمني أنه لن يكون هناك تفاوض مع الحوثيين وأن القوات المسلحة مصممة على التعامل معها بكل حزم حتى يتم إستسلامهم، ردا على بيان أصدره يحيى الحوثي من مقر أقامته في ألمانيا، الانتصار للحل العسكري كان أيضا وراء تعيين اللواء مطهر رشاد المصري خلفا للعميد يحيى الشامي، الذي قاد مراحل طويلة من المفاوضات مع الحوثيين خلال الحرب الثانية في (2005) والتي قادها " بدر الدين الحوثي ،وعبدالله عيضة الرزامي" بعد فشل الدولة في احتوائهما وعدم حل المشكلة معهم نهائيا بعد أن كانا قد مكثا في صنعاء بضعة أشهر بعد مصرع حسين بدر الدين الحوثي في سبتمبر 2004م، وقيل وقتها أنه تم الاتفاق بين الطرفين على إطلاق السجناء من الحوثيين وإفساح المجال لهم لممارسة الشعائر الدينية ووقف الأعمال العسكرية والتفاهم على حل تلك المشكلة بشكل نهائي، لكن الرئيس لم يلتقي بالحوثي الأب، ولم يعرف بالضبط ما سيفضي إليه بقائه في صنعاء، وأختار بدر الدين الحوثي توجيه نداء للرئيس صالح عبر صحيفة الوسط في عددها الصادر في التاسع من مارس 2005م ، قال فيه إن الرئيس علي عبد الله صالح، ""كان خائفا من أن ينازعه إبنه حسين على ولاية الامر"!! كما طلب من الرئيس إطلاق السجناء وإيقاف المحاكمات التي يتعرض لها أتباعه.
وهي المقابلة التي اعتبرتها الدولة بمثابة إعلان حرب خاصة بعد عودة بدر الدين، والرزامي بعدها إلى صعده مما جعل الحرب تندلع مرة أخرى .
وساهم وجود المحافظ الشامي في صعده ،في إنهاء الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات مجددا بعد قرار الرئيس صالح بالعفو العام الذي أعلنه الرئيس في 25 سبتمبر 2005، والبدء بإطلاق السجناء وصرف التعويضات للمواطنين المتضررين من الحرب ،وكبادرة على حسن نيتها تجاه الصراع في صعده ساهمت المملكة العربية السعودية بدفع عشرة ملايين دولار مساهمة منها في إعادة أعمار محافظة صعدة والمديريات التي تضررت من الحرب.
ويبدو أن هناك اختلالات رافقت تلك الاجراءات نجم عنها عن حسم الموضوع نهائيا، حيث إشتكي العديد من المواطنين عن عدم تسلم تعويضاتهم، كما أن الحوثيين قالوا أنه مازال هناك سجناء لم يطلق سراحهم بعد، مما ساهم في تجدد تلك الحرب للمرة الثالثة بعد حوالي سنة من توقفها، وهي فترة اتاحت للحوثيين إعادة تجميع انصارهم والتزود بالسلاح الذي كان متوفرا على بعد مرمى حجر منهم في اسواق صعده ، ودخل عاملي التمويل الأجنبي لشراء تلك الأسلحة حيث اتهمت السلطة كلا من إيران وليبيا بدعم الحوثيين ومساعدتهم على إعادة ترتيب أوضاعهم .
وعلى الرغم من التسامح الذي أبدته الدولة والنوايا الحسنة التي قدمتها لهم ،ولعل أبرزها السماح للحوثيين لأول مرة من الاحتفال بيوم الغدير بشكل علني واحتفلوا به في مختلف ارجاء محافظة صعدة بل وفي قلب عاصمة المحافظة، واستخدموا في تلك الاحتفالات جميع أنواع الاسلحة مما أدى لوقوع اصابات بين المواطنين ، وقدم المحافظ الشامي للحوثيين خمسين مليون ريال وعدد من السيارات ، من أجل اثبات حسن النوايا أيضاً.
تعيين المصري (الذي كان مرابطا في صعدة منذ بدايات الحرب الثالثة) محافظا لصعدة جاء من أجل الانتصار للخيار العسكري، بعد أن قيل أن المحافظ الشامي لم يكن متحمسا لإدارة الحرب وكان متعاطفا مع الحوثيين، وغالبا ما كان يدخل في خلافات مع القيادة العسكرية للحرب، خاصة والشامي عرف بعلاقاته الواسعة مع الحوثيين .
المصري بدوره كانت له مطالب أبرزها تغيير مدير الأمن العام في صعدة حيث تم الخميس الماضي تعيين العقيد خالد القحوم مديرا لآمن صعدة .
التعبئة من اجل الحرب سبقها حل حزب الحق الذي كان الحوثيين ينتمون إليه قبل أن يستقيلوا منه في 1997م وعلى الرغم من أن حيثيات قرار حل الحزب "الذي لم يكن في الأصل له وجود على الساحة وكان في حكم الميت سريريا" وأعطى رسالة واضحة المعالم ردا على رفض الحوثيين ترك السلاح وتكوين حزب سياسي، حيث اعتبر العديد من السياسيين عدم قبول الحوثيين تأسيس حزب كان نتيجة لوجود حزب الحق الذي هو يعبر عن الهاشميين في اليمن وبالتالي فإن تأسيسهم لحزب جديد سيؤدي لانقسام الهاشميين، ودخولهم أو انضمامهم للحق سيصور على أن الهاشميين جميعا متعاطفين مع الحوثيين.
شراسة الحرب جعلت الجيش يسعى لاستخدام أبناء القبائل في الحرب في عودة لمربعات الصراع في سبعينيات القرن الماضي حيث قامت السلطات العسكرية بتجنيد عدد من أبناء القبائل اليمنية لمساندة القوات الحكومية في حربها ضد أتباع الحوثيين في صعدة حيث تداولت العديد من الصحف سعي العديد من المشايخ لعرض خدماتهم لتجنيد عدد المقاتلين لمساندة الجيش وتقديم عمليات الدعم اللوجستي والسيطرة على المواقع التي تقوم قوات الجيش بتطهريها من الحوثيين.
وبحسب الأنباء الصحافية فقد قام الشيخ صادق الأحمر وأخيه حسين بتجنيد حوالي خمسة ألاف مقاتل من أبناء قبيلة حاشد فيما تعهد الشيخ طارق الفضلي بتقديم خمسمائة مقاتل من محافظة أبين وأرسل الشيخ محمد بن فريد حوالي 700 مقاتل من محافظة شبوه وتحديدا من قبيلة العوالق والتحق قبل ذلك حوالي 1000متطوع من شرعب ويخضع هؤلاء لدورات تدريبية قصيرة في معسكر الاستقبال يتم فيه تزويدهم بالأسلحة الخفيفة وترقيمهم ولا يخضع أبناء القبائل لأي جهة عسكرية بل يتم تعيين قيادة خاصة بهم ومسئول ارتباط مع قيادة الفرقة الأولى مدرع .
ويبدو أن هناك استنزافا كبيرا لمخزون سلاح الجيش حيث قالت وكالة الأنباء الروسية مطلع العام الحالي أن وفدا عسكريا برئاسة العقيد عمار محمد عبد الله صالح وكيل جهاز الأمن القومي قام بزيارة للعاصمة الروسية موسكو من أجل الاتفاق على تزويد الجيش اليمني بأسلحة ومعدات عسكرية وتأتي زيارة عمار لموسكو بعد قرار الحكومة اليمنية في بدايات 2005م بشراء الأسلحة مباشرة دون الاعتماد على سماسرة السلاح .
وأدى عجز قوات الفرقة الأولى مدرع تحت قيادة اللواء علي محسن الأحمر في حسم المعركة مع الحوثيين، بالإضافة لاتساع رقعة المناطق التي تدور فيها المعارك، حيث تدور رحى المعارك في 12 مديرية وهي مهددة بالانتشار إلى مناطق مجاورة أخرى، " إلى استدعاء " لواء العمالقة" وهو واحد من أكبر ألوية الجيش بالإضافة استدعاء عدد كبير من الضباط العاملين في قوات المدفعية، وحشد ألوية الزمرة المرابطة في محافظة الجوف، ومؤخرا ذكرت صحف قريبة من السلطة أن هناك وحدات من القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب تم استدعائها لتنفيذ مهام محدودة، وقام الجيش مؤخرا باستخدام عمليات الإنزال المظلي في مناطق محددة، لكنها لم تفضي إلى نتائج كبيرة ميدانيا.
الإعلان الأسبوع قبل الماضي عن ترقية عدد من قادة الجيش من ضمنهم علي محسن الأحمر يرى محللون أنه يأتي كخطوة أولى من أجل إزاحته من إدارة المعركة بطريقة الرفس إلى أعلى، مؤكدين حدوث تغييرات واسعة في قيادات عدد من المناطق العسكرية، من اجل توحيد الرؤى على جبهة القتال في صعدة، حيث يرى المحللين انه لا يوجد انسجام في القيادة، أو خطط واضحة لتلك الحرب، حيث لم يتعود الجيش على نمط تلك الحرب غير النظامية، والتي يبدو أن الحوثيين قد تدربوا عليها طويلا، ولديهم من السلاح والمؤن ما يجعلهم يستطيعون الصمود طويلا، حيث قال يحيى الحوثي في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة أن أتباعه على استعداد للصمود ل500 سنة في حرب من هذا النوع وهو تقدير مبالغ فيه.
لجوء الدولة للخيار العسكري قد يكون أخر الحلول التي يلجأ إليها بعد أن جربت الحل السلمي الذي تدخلت عوامل كثيرة لإفشاله، منها ما هو مرتبط بالحوثيين ومنها ما يتعلق بالأخطاء التي نجمت عن القصور في أداء بعض أجهزه الدولة التنفيذية، لكن ماذا لو لم ينجح هذا الخيار، إلى متى ستستمر دوامة العنف تعصف باليمن، ومن سيتحمل الخسائر البشرية والمادية والدماء التي تسيل، والى الآن تبدو فاتورة الحرب ضخمة تفوق قدرة احتمال الدولة وتؤثر على سمعة اليمن وفرص نهوضها ويلمس أثارها السلبية المواطن اليمني يوما بعد آخر.
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 5_09_13180
09/05/2007
أحمد الزرقة- نيوزيمن
"يجب استئصال الإرهابيين من أتباع الحوثي لأنهم أصبحوا ورماً خبيثاً لقد منحوا جميع الفرص وفتحت لهم أبواب الدولة كلها، وذهبت إليهم الوفود تلو الوفود، وعرضت عليهم حلول عديدة في إطار الوحدة الوطنية والحقوق والحريات المكفولة للجميع في الدستور بلا استثناء ودون تمييز، لكنهم ركبوا رؤوسهم وما يزالون.. وكما يقول المثل فإن آخر الدواء الكي".
بهذه العبارات القليلة عبر الدكتور عبد الكريم الارياني قبل في شهر مارس الماضي عن تغير في طريقة تعامل الدولة اليمنية مع قضية صعده، خيار الحل العسكري هو عنوان الحرب الثالثة مع الحوثيين، ونهاية ابريل الماضي كان علي محمد مجور رئيس الحكومة يعرف جيدا ما يقوله عندما تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية عن ضرورة الحسم العسكري للحرب في صعده وعدم التفاوض مع الحوثيين، ولم تكن زلة لسان كما حاول البعض تصوير ذلك التصريح الذي جاء بعد أقل من شهر من تولي مجور رئاسة الحكومة، في جر واضح للحكومة إلى مربع الحرب وإعلانا لمساندتها لخيار الحسم العسكري، بعد أن ظلت الحكومة بعيدة عن مجريات الحرب خلال مراحلها السابقة.
الدولة ممثلة برأس النظام الرئيس علي عبد الله صالح وخلفه القيادات العسكرية والسياسية يبدو من خلال عدد من المعطيات أنها استبعدت خيار الحل السلمي للحرب في صعده، وأوصدت نهائيا باب التفاوض مع من تصفهم الدولة بالمتمردين والخارجين على شرعية الحكم في جبال صعدة، حيث تم تأجيل المبادرة القطرية للوساطة بين الدولة والحوثيين التي دار حديث عنها الأسبوع الماضي، كما أن صحيفة الثورة الرسمية قالت مطلع هذا الأسبوع نقلا عن مصدر أمني أنه لن يكون هناك تفاوض مع الحوثيين وأن القوات المسلحة مصممة على التعامل معها بكل حزم حتى يتم إستسلامهم، ردا على بيان أصدره يحيى الحوثي من مقر أقامته في ألمانيا، الانتصار للحل العسكري كان أيضا وراء تعيين اللواء مطهر رشاد المصري خلفا للعميد يحيى الشامي، الذي قاد مراحل طويلة من المفاوضات مع الحوثيين خلال الحرب الثانية في (2005) والتي قادها " بدر الدين الحوثي ،وعبدالله عيضة الرزامي" بعد فشل الدولة في احتوائهما وعدم حل المشكلة معهم نهائيا بعد أن كانا قد مكثا في صنعاء بضعة أشهر بعد مصرع حسين بدر الدين الحوثي في سبتمبر 2004م، وقيل وقتها أنه تم الاتفاق بين الطرفين على إطلاق السجناء من الحوثيين وإفساح المجال لهم لممارسة الشعائر الدينية ووقف الأعمال العسكرية والتفاهم على حل تلك المشكلة بشكل نهائي، لكن الرئيس لم يلتقي بالحوثي الأب، ولم يعرف بالضبط ما سيفضي إليه بقائه في صنعاء، وأختار بدر الدين الحوثي توجيه نداء للرئيس صالح عبر صحيفة الوسط في عددها الصادر في التاسع من مارس 2005م ، قال فيه إن الرئيس علي عبد الله صالح، ""كان خائفا من أن ينازعه إبنه حسين على ولاية الامر"!! كما طلب من الرئيس إطلاق السجناء وإيقاف المحاكمات التي يتعرض لها أتباعه.
وهي المقابلة التي اعتبرتها الدولة بمثابة إعلان حرب خاصة بعد عودة بدر الدين، والرزامي بعدها إلى صعده مما جعل الحرب تندلع مرة أخرى .
وساهم وجود المحافظ الشامي في صعده ،في إنهاء الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات مجددا بعد قرار الرئيس صالح بالعفو العام الذي أعلنه الرئيس في 25 سبتمبر 2005، والبدء بإطلاق السجناء وصرف التعويضات للمواطنين المتضررين من الحرب ،وكبادرة على حسن نيتها تجاه الصراع في صعده ساهمت المملكة العربية السعودية بدفع عشرة ملايين دولار مساهمة منها في إعادة أعمار محافظة صعدة والمديريات التي تضررت من الحرب.
ويبدو أن هناك اختلالات رافقت تلك الاجراءات نجم عنها عن حسم الموضوع نهائيا، حيث إشتكي العديد من المواطنين عن عدم تسلم تعويضاتهم، كما أن الحوثيين قالوا أنه مازال هناك سجناء لم يطلق سراحهم بعد، مما ساهم في تجدد تلك الحرب للمرة الثالثة بعد حوالي سنة من توقفها، وهي فترة اتاحت للحوثيين إعادة تجميع انصارهم والتزود بالسلاح الذي كان متوفرا على بعد مرمى حجر منهم في اسواق صعده ، ودخل عاملي التمويل الأجنبي لشراء تلك الأسلحة حيث اتهمت السلطة كلا من إيران وليبيا بدعم الحوثيين ومساعدتهم على إعادة ترتيب أوضاعهم .
وعلى الرغم من التسامح الذي أبدته الدولة والنوايا الحسنة التي قدمتها لهم ،ولعل أبرزها السماح للحوثيين لأول مرة من الاحتفال بيوم الغدير بشكل علني واحتفلوا به في مختلف ارجاء محافظة صعدة بل وفي قلب عاصمة المحافظة، واستخدموا في تلك الاحتفالات جميع أنواع الاسلحة مما أدى لوقوع اصابات بين المواطنين ، وقدم المحافظ الشامي للحوثيين خمسين مليون ريال وعدد من السيارات ، من أجل اثبات حسن النوايا أيضاً.
تعيين المصري (الذي كان مرابطا في صعدة منذ بدايات الحرب الثالثة) محافظا لصعدة جاء من أجل الانتصار للخيار العسكري، بعد أن قيل أن المحافظ الشامي لم يكن متحمسا لإدارة الحرب وكان متعاطفا مع الحوثيين، وغالبا ما كان يدخل في خلافات مع القيادة العسكرية للحرب، خاصة والشامي عرف بعلاقاته الواسعة مع الحوثيين .
المصري بدوره كانت له مطالب أبرزها تغيير مدير الأمن العام في صعدة حيث تم الخميس الماضي تعيين العقيد خالد القحوم مديرا لآمن صعدة .
التعبئة من اجل الحرب سبقها حل حزب الحق الذي كان الحوثيين ينتمون إليه قبل أن يستقيلوا منه في 1997م وعلى الرغم من أن حيثيات قرار حل الحزب "الذي لم يكن في الأصل له وجود على الساحة وكان في حكم الميت سريريا" وأعطى رسالة واضحة المعالم ردا على رفض الحوثيين ترك السلاح وتكوين حزب سياسي، حيث اعتبر العديد من السياسيين عدم قبول الحوثيين تأسيس حزب كان نتيجة لوجود حزب الحق الذي هو يعبر عن الهاشميين في اليمن وبالتالي فإن تأسيسهم لحزب جديد سيؤدي لانقسام الهاشميين، ودخولهم أو انضمامهم للحق سيصور على أن الهاشميين جميعا متعاطفين مع الحوثيين.
شراسة الحرب جعلت الجيش يسعى لاستخدام أبناء القبائل في الحرب في عودة لمربعات الصراع في سبعينيات القرن الماضي حيث قامت السلطات العسكرية بتجنيد عدد من أبناء القبائل اليمنية لمساندة القوات الحكومية في حربها ضد أتباع الحوثيين في صعدة حيث تداولت العديد من الصحف سعي العديد من المشايخ لعرض خدماتهم لتجنيد عدد المقاتلين لمساندة الجيش وتقديم عمليات الدعم اللوجستي والسيطرة على المواقع التي تقوم قوات الجيش بتطهريها من الحوثيين.
وبحسب الأنباء الصحافية فقد قام الشيخ صادق الأحمر وأخيه حسين بتجنيد حوالي خمسة ألاف مقاتل من أبناء قبيلة حاشد فيما تعهد الشيخ طارق الفضلي بتقديم خمسمائة مقاتل من محافظة أبين وأرسل الشيخ محمد بن فريد حوالي 700 مقاتل من محافظة شبوه وتحديدا من قبيلة العوالق والتحق قبل ذلك حوالي 1000متطوع من شرعب ويخضع هؤلاء لدورات تدريبية قصيرة في معسكر الاستقبال يتم فيه تزويدهم بالأسلحة الخفيفة وترقيمهم ولا يخضع أبناء القبائل لأي جهة عسكرية بل يتم تعيين قيادة خاصة بهم ومسئول ارتباط مع قيادة الفرقة الأولى مدرع .
ويبدو أن هناك استنزافا كبيرا لمخزون سلاح الجيش حيث قالت وكالة الأنباء الروسية مطلع العام الحالي أن وفدا عسكريا برئاسة العقيد عمار محمد عبد الله صالح وكيل جهاز الأمن القومي قام بزيارة للعاصمة الروسية موسكو من أجل الاتفاق على تزويد الجيش اليمني بأسلحة ومعدات عسكرية وتأتي زيارة عمار لموسكو بعد قرار الحكومة اليمنية في بدايات 2005م بشراء الأسلحة مباشرة دون الاعتماد على سماسرة السلاح .
وأدى عجز قوات الفرقة الأولى مدرع تحت قيادة اللواء علي محسن الأحمر في حسم المعركة مع الحوثيين، بالإضافة لاتساع رقعة المناطق التي تدور فيها المعارك، حيث تدور رحى المعارك في 12 مديرية وهي مهددة بالانتشار إلى مناطق مجاورة أخرى، " إلى استدعاء " لواء العمالقة" وهو واحد من أكبر ألوية الجيش بالإضافة استدعاء عدد كبير من الضباط العاملين في قوات المدفعية، وحشد ألوية الزمرة المرابطة في محافظة الجوف، ومؤخرا ذكرت صحف قريبة من السلطة أن هناك وحدات من القوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب تم استدعائها لتنفيذ مهام محدودة، وقام الجيش مؤخرا باستخدام عمليات الإنزال المظلي في مناطق محددة، لكنها لم تفضي إلى نتائج كبيرة ميدانيا.
الإعلان الأسبوع قبل الماضي عن ترقية عدد من قادة الجيش من ضمنهم علي محسن الأحمر يرى محللون أنه يأتي كخطوة أولى من أجل إزاحته من إدارة المعركة بطريقة الرفس إلى أعلى، مؤكدين حدوث تغييرات واسعة في قيادات عدد من المناطق العسكرية، من اجل توحيد الرؤى على جبهة القتال في صعدة، حيث يرى المحللين انه لا يوجد انسجام في القيادة، أو خطط واضحة لتلك الحرب، حيث لم يتعود الجيش على نمط تلك الحرب غير النظامية، والتي يبدو أن الحوثيين قد تدربوا عليها طويلا، ولديهم من السلاح والمؤن ما يجعلهم يستطيعون الصمود طويلا، حيث قال يحيى الحوثي في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة أن أتباعه على استعداد للصمود ل500 سنة في حرب من هذا النوع وهو تقدير مبالغ فيه.
لجوء الدولة للخيار العسكري قد يكون أخر الحلول التي يلجأ إليها بعد أن جربت الحل السلمي الذي تدخلت عوامل كثيرة لإفشاله، منها ما هو مرتبط بالحوثيين ومنها ما يتعلق بالأخطاء التي نجمت عن القصور في أداء بعض أجهزه الدولة التنفيذية، لكن ماذا لو لم ينجح هذا الخيار، إلى متى ستستمر دوامة العنف تعصف باليمن، ومن سيتحمل الخسائر البشرية والمادية والدماء التي تسيل، والى الآن تبدو فاتورة الحرب ضخمة تفوق قدرة احتمال الدولة وتؤثر على سمعة اليمن وفرص نهوضها ويلمس أثارها السلبية المواطن اليمني يوما بعد آخر.
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 5_09_13180
صمت مدان
- جمال أنعم
10/05/2007 الصحوة نت خاص
gamal_anam@yahoo.com
إنتبه.. أنت في صعدة ، تكتبُ عن حربٍ دامية ضارية ملتبسة عصية على الفهم والحسم ، الكتابة عنها اشتباكٌ مكلفٌ مع السياسة والدين والتاريخ وأسئلة الدولة الحديثة وقلة العقل غوصٌ في الدم ,تقليبٌ للمواجع المختلطة ، خوضٌ في سخرياتٍ قاتلة
، معركةٌ أخرى تفرضُ عليها الحربُ رهابها و مهدداتها الكثيرة.
سنوات وصعدهٌ في الشمال تشتعل قريباً من القلب ونحن نسفح عجزنا بيانات منمقة تتوخى الحصافة في توجيه اللائمة والعتب.
ذهب كل شيء إلى صعدة إلا الحكمة ومع استمرار الحرب استمرأنا التناسي ولكي نغفو على عار اليوم وأيقظنا صراعات الأمس ملء الذاكرة.
ما أصعب أن تكتب عن صعدة وما أقسى أن تستمر في الهرب وإلامَ تهرب وهي تلاحقك لحظة لحظة.. عذاباً ملازماً، أرقاً وندماً و فضيحة... في كل يومٍ قتلى.. جرحى.. مشردون.. وصمتٌ مدانْ.
ما زالت الحربُ بعيدة.. أنتَ في مأمن بإمكانك حفظ قلبك بعيداً.. لا قتيلٌ قريبٌ يقضّ مضجعك ويستثيرُ أدمعك.. يبدو الموتُ أليفاً مألوفاً حين تباعد بيننا وبينه المسافات.. لا يستدعي منـّا سوى الإشفاق والتعاطف عن بُعد و إبداء
سُحنة آسفة.
أسألك يا أمين أشعرتَ ليلتها بخذلاني لك وأنت تهاتفني بصوت مفجوع تفوح منه رائحة الموت.. لم أكن لحظتها الصحفي الذي أمّلت.
كنت تدعوني إلى مشاركتك الوقوف على ناقلة قتلى مكتظة بالجثث الفتية كان منهم ابن عمك ذو الـ 16 ربيعاً.
ثمّة ورقة مدعوكة تتشبث بمكانها من أرض المكتب على مدى اسبوعين.. فوق مكتب الزميل تناوشتها أيدي كثيرة غير مُبالية واستقرت على الأرض أخيراً محكوماً عليها بالإعدام.
ماذا في الورقة؟ قتيلٌ مجهول في مرثية لصديقٍ حميم تفتقر إلى الجزالة والشاعرية، أخذتني شعرية الموقف.. شعرية الموضوع ودراميته الموجعة هذا الفتى يرثي أخاه، صاحبه، صديقه شهيد شرعب في صعدة.. الذاهب بصمت إلا من بكاء
قريب.
بدا حانقاً من الزمن الراكض على الجماجم والدماء صوب البعيد مطالباً إياه بالتوقف لتحية هذا القربان المقدم.. قف يا زمان ـ تلك صرخته ـ وفيها يلتمس عزاءات كثر ويذكر أسماءً كأنهم أطفال الشهيد.
أية حربٍ هذه يسلبُُ فيها المرء مجد الشهادة وكموته اليسير ينتهي مجرد ورقة مهملة.. قصيدة ميتة ركيكة غير مقدرة في عين الشعر لا مكان لها في صدر الزمان والمكان .
لكأنهم يذهبون فقط لكي يعودوا أمواتاً لا بواكي لهم ولا بيانات نعي.
فضحتنا هذه الحرب كشفت سوءاتنا المخفية بعناية.. أي مجتمع نحن؟ حين نتعايش ونتصالح مع حربٍ تأكلنا وتلتهم أبناءنا وإخواننا وتفتح ساحتنا للشيطان.. السياسي يبحث عن معلومة لم يُمكن منها كي يشيد موقفاً أكثر إتزاناً وتوازناً كي يدبّج
بياناً واضح الحجة شديد اللهجة يبرأ من التهمة ويشير إلى متهم.. السياسي يريدُ شفافية في الحرب كما لو أنه منعّم بها في السلام..
والصحافة هنا في صنعاء ترابط بانتظار التصريح الضامن للسلامة.
ثمة تواطؤ عام على الخرس ومحاولة التفلت من المسئولية.
كيف تخفي السلطة حرباً ضروساً كهذه ثلاث سنين متواصلة؟.. منْ فكر جاداً بتجاوز الحظر والمحظور باعتبارها قضية وطن.
حتى الآن لا موقف عام يستحق الإشادة والخطير أن يتكئ الجميع على مبرر سهل لا يعفيهم من المسائلة.. أي صحفي هذا الذي ينتظر السلطة كي تأخذ بيده إلى حيث تكمن الدهشة.. صعدة موتنا الذي نهرب منه.
ربما كانت الورطة القاتلة بالنسبة للسلطة والخطأ الفادح بالنسبة للأحزاب والمنظمات والجماهير إذ لم تبلغ مواقفها حد التأثير في مجريات الحرب.. ثمة استسلام موارب لإرهاب الخطاب السلطوي المواكب للحرب وهو ما عنى غياب الموقف السياسي
الفاعل المغالب لخطاب الحرب.
في (إسرائيل) عاش أولمرت مؤخراً أسوء فترات حياته كقائد سياسي إذ خضع للمساءلة بعد ضغط شعبي هائل ينم عن حساسية عالية تجاه الشئون العامة والتي أثر فيها قرار الحرب على لبنان.
بالله عليكم ماذا يجري في صعدة؟؟ من المسئول؟؟ أين صاحب هذا البرنامج كي يطرح هذا السؤال؟ منْ يتحمل مسئولية استمرار ما يجري؟ هل فلتت فعلاً ؟ هل يأست صعدة من حل قريب؟
أنا يا صعدة قلقٌ خائفٌ، دمي يسيل وصرختي مغلولة... من يوقف كل هذا الجنون؟ من يوقف الحوثيين؟ والمدافع العمياء من يعيد الاعتبار للعقل والحكمة؟.
- جمال أنعم
10/05/2007 الصحوة نت خاص
gamal_anam@yahoo.com
إنتبه.. أنت في صعدة ، تكتبُ عن حربٍ دامية ضارية ملتبسة عصية على الفهم والحسم ، الكتابة عنها اشتباكٌ مكلفٌ مع السياسة والدين والتاريخ وأسئلة الدولة الحديثة وقلة العقل غوصٌ في الدم ,تقليبٌ للمواجع المختلطة ، خوضٌ في سخرياتٍ قاتلة
، معركةٌ أخرى تفرضُ عليها الحربُ رهابها و مهدداتها الكثيرة.
سنوات وصعدهٌ في الشمال تشتعل قريباً من القلب ونحن نسفح عجزنا بيانات منمقة تتوخى الحصافة في توجيه اللائمة والعتب.
ذهب كل شيء إلى صعدة إلا الحكمة ومع استمرار الحرب استمرأنا التناسي ولكي نغفو على عار اليوم وأيقظنا صراعات الأمس ملء الذاكرة.
ما أصعب أن تكتب عن صعدة وما أقسى أن تستمر في الهرب وإلامَ تهرب وهي تلاحقك لحظة لحظة.. عذاباً ملازماً، أرقاً وندماً و فضيحة... في كل يومٍ قتلى.. جرحى.. مشردون.. وصمتٌ مدانْ.
ما زالت الحربُ بعيدة.. أنتَ في مأمن بإمكانك حفظ قلبك بعيداً.. لا قتيلٌ قريبٌ يقضّ مضجعك ويستثيرُ أدمعك.. يبدو الموتُ أليفاً مألوفاً حين تباعد بيننا وبينه المسافات.. لا يستدعي منـّا سوى الإشفاق والتعاطف عن بُعد و إبداء
سُحنة آسفة.
أسألك يا أمين أشعرتَ ليلتها بخذلاني لك وأنت تهاتفني بصوت مفجوع تفوح منه رائحة الموت.. لم أكن لحظتها الصحفي الذي أمّلت.
كنت تدعوني إلى مشاركتك الوقوف على ناقلة قتلى مكتظة بالجثث الفتية كان منهم ابن عمك ذو الـ 16 ربيعاً.
ثمّة ورقة مدعوكة تتشبث بمكانها من أرض المكتب على مدى اسبوعين.. فوق مكتب الزميل تناوشتها أيدي كثيرة غير مُبالية واستقرت على الأرض أخيراً محكوماً عليها بالإعدام.
ماذا في الورقة؟ قتيلٌ مجهول في مرثية لصديقٍ حميم تفتقر إلى الجزالة والشاعرية، أخذتني شعرية الموقف.. شعرية الموضوع ودراميته الموجعة هذا الفتى يرثي أخاه، صاحبه، صديقه شهيد شرعب في صعدة.. الذاهب بصمت إلا من بكاء
قريب.
بدا حانقاً من الزمن الراكض على الجماجم والدماء صوب البعيد مطالباً إياه بالتوقف لتحية هذا القربان المقدم.. قف يا زمان ـ تلك صرخته ـ وفيها يلتمس عزاءات كثر ويذكر أسماءً كأنهم أطفال الشهيد.
أية حربٍ هذه يسلبُُ فيها المرء مجد الشهادة وكموته اليسير ينتهي مجرد ورقة مهملة.. قصيدة ميتة ركيكة غير مقدرة في عين الشعر لا مكان لها في صدر الزمان والمكان .
لكأنهم يذهبون فقط لكي يعودوا أمواتاً لا بواكي لهم ولا بيانات نعي.
فضحتنا هذه الحرب كشفت سوءاتنا المخفية بعناية.. أي مجتمع نحن؟ حين نتعايش ونتصالح مع حربٍ تأكلنا وتلتهم أبناءنا وإخواننا وتفتح ساحتنا للشيطان.. السياسي يبحث عن معلومة لم يُمكن منها كي يشيد موقفاً أكثر إتزاناً وتوازناً كي يدبّج
بياناً واضح الحجة شديد اللهجة يبرأ من التهمة ويشير إلى متهم.. السياسي يريدُ شفافية في الحرب كما لو أنه منعّم بها في السلام..
والصحافة هنا في صنعاء ترابط بانتظار التصريح الضامن للسلامة.
ثمة تواطؤ عام على الخرس ومحاولة التفلت من المسئولية.
كيف تخفي السلطة حرباً ضروساً كهذه ثلاث سنين متواصلة؟.. منْ فكر جاداً بتجاوز الحظر والمحظور باعتبارها قضية وطن.
حتى الآن لا موقف عام يستحق الإشادة والخطير أن يتكئ الجميع على مبرر سهل لا يعفيهم من المسائلة.. أي صحفي هذا الذي ينتظر السلطة كي تأخذ بيده إلى حيث تكمن الدهشة.. صعدة موتنا الذي نهرب منه.
ربما كانت الورطة القاتلة بالنسبة للسلطة والخطأ الفادح بالنسبة للأحزاب والمنظمات والجماهير إذ لم تبلغ مواقفها حد التأثير في مجريات الحرب.. ثمة استسلام موارب لإرهاب الخطاب السلطوي المواكب للحرب وهو ما عنى غياب الموقف السياسي
الفاعل المغالب لخطاب الحرب.
في (إسرائيل) عاش أولمرت مؤخراً أسوء فترات حياته كقائد سياسي إذ خضع للمساءلة بعد ضغط شعبي هائل ينم عن حساسية عالية تجاه الشئون العامة والتي أثر فيها قرار الحرب على لبنان.
بالله عليكم ماذا يجري في صعدة؟؟ من المسئول؟؟ أين صاحب هذا البرنامج كي يطرح هذا السؤال؟ منْ يتحمل مسئولية استمرار ما يجري؟ هل فلتت فعلاً ؟ هل يأست صعدة من حل قريب؟
أنا يا صعدة قلقٌ خائفٌ، دمي يسيل وصرختي مغلولة... من يوقف كل هذا الجنون؟ من يوقف الحوثيين؟ والمدافع العمياء من يعيد الاعتبار للعقل والحكمة؟.
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 724
- اشترك في: الأحد يناير 08, 2006 4:40 pm
- مكان: مجالس آل محمد
- اتصال:
[ السلطة تحكم بعقلية القتل ] ... بقلم / أنيسة عثمان
السلطة تحكم بعقلية القتل
* أنيسة محمد علي عثمان
الخميس 10 مايو 2007
لا يوجد في أي بلد آخر سلطة كما هو حال السلطة في هذا البلد الذي كتب عليه الشقاء والتعاسة..
فها هي السلطة تقتل في صعدة أبناء صعدة جميعاً.. أطفالاً ونساء وشيوخاً وشباباً.. وتقتل الشباب الذين تجندهم وترسلهم إلى صعدة.. هدفها من إرسالهم الفتنة وزرعها بين كل أبناء الشعب.. ولكن هذه السياسة سوف ترتد وبالاً عليها...
وتقتل عند ما تحارب السواد الأعظم من الفقراء بالغلاء الفاحش. وهي تعلم أن الناس أصبحوا غير قادرين على مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية..
وتقتل المرضى عن طريق الخدمات الصحية المتردية.. لأن المستشفيات والمراكز الصحية لا يدخلها أهل السلطة.. إنهم يتعالجون في الخارج وعلى حساب الفقراء..
وتقتل عن طريق التعليم الذي يتدهور ويواصل تدهوره من سيء إلى أسوأ وتقتل بالقمع والقهر والإذلال والتسلط والفساد والظلم والفلتان الأمني الذي صار يفتك بالأبرياء وكأنه وباء.. قتل بالجملة وقتل بالقطاعي.. هذا هو برنامج فخامة الرئيس أثناء حملته الانتخابية.
السلطة تحارب بالأصالة عن نفسها.. وتحارب بعد أن تخلق الأعذار بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية..
الحرب في صعدة بدأت بتهمة محاولة التحول من النظام الجمهوري إلى نظام الإمامة.. وبعدها تحولت التهمة نحو إيران بأنها تساعد أهل المذهب الزيدي.. وكأن هذا المذهب فقط ظهر بعد أن أصبحت إيران تحارب من أمريكا وإسرائيل وبعض دول أوروبا الغربية بسبب امتلاكها التقنية النووية.
لماذا تحشر السلطة نفسها وتصطف إلى جانب الإدارة الأمريكية ضد إيران.. ودول الجوار.. وأخص بالذكر هنا الإمارات العربية المتحدة التي تقيم تعاوناً في مجال الكهرباء.. ودولة الإمارات بينها وبين إيران خلاف حول الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.. ولكن الإمارات تتصرف بعقلية من يدير دولة تتطور باطراد، ففي خبر نشرته جريدة البيان الإماراتية يوم 2 مايو 2007م يفيد الخبر بأن هيئة كهرباء ومياه دبي وتحت مذكرة تفاهم مع شركة كهرباء إيران للإنتاج والتوزيع بشأن الربط الكهربائي بين إيران ودبي وأن هذا المشروع سيجعل دبي المعبر الرئيسي للربط الكهربائي بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي...
دول مجلس التعاون تعمل من أجل التعاون مع إيران كهربائياً.. وهي من هي دولة غنية.. ونحن الدولة التي تعيش أوضاعاً مزرية كهربائياً.. ونعيش أوهام الوزير الهام الذي أبهرنا بأفكاره النووية.
وبدأها بمطالبة موظفي وزارته بربط الكرفتة.. ولا أدري هل لدينا خبراء في المجال النووي البهراني.. أم أن الرجل يتخيل حصول هذا في المستقبل البعيد عن الواقع..
نريد كهرباء تقليدية.. والكهرباء النووية احتفظ بها يا معالي الوزير للانتخابات القادمة لكي يعيد الرئيس هذا الموضوع في مهرجاناته الانتخابية للفترة الثانية.. إن بقيت اليمن.. أو بقي بها شعب وليس أشباح. .وقطيع.. أبناء صعدة سيظلون أبرياء طالما أن السلطة تفرض عليهم تعتيماً إعلامياً يكاد لا يصدق ونحن نعيش عصر ثورة المعلومات والفضائيات حتى وإن استعملوا السلاح.. فهم في مناطقهم ولم يأتوا للقتال في صنعاء.
أما حكاية حصول الإخوة في صعدة على أسلحة ثقيلة ومتطورة فمن أين ستحصل على هذه الأسلحة.. وهي محاصرة من الشمال والشرق بالحدود السعودية.. ومعروف موقف السعودية من هذه الحرب.. ثم أنه ليس لصعدة منافذ بحرية.
إذاً إذا صح خبر حصول أبناء صعدة على الأسلحة.. فإما من الداخل وكثير من يريدون بيع الأسلحة المكدسة في المخازن.. وكلهم من النافذين ويهمهم أن يجمعوا ثروات طائلة.. أو أن هناك تجار سلاح في البلاد يتعاونون مع منافذ بحرية.. وهم أيضاً من النافذين وكلهم يريدون المال.. التاجر والنافذ وهم من الدائرة الضيقة في حلقة السلطة.. أما غير هذين المدخلين فكلام لا يصدر إلا عن..
المال ليس فيه مخلصون.. وهناك مثل في فلسطين المقاومون يحصلون على السلاح الإسرائيلي من بعض المسئولين الصهاينة.. الكل أصبح يبحث عن المال.. وبكل الوسائل.
دولة رئيس الوزراء أتحفنا بتصريحه عندما اتهم ليبيا وعندما قال إن مشكلة صعدة يجب حلها فقط بالوسائل العسكرية... ليبيا صرح القذافي من على شاشة الجزيرة بأنه لم يكن يعرف الحوثي وأن فخامة الرئيس هو الذي أعطاه رقم تلفون السيد يحيى الحوثي وعندما توسط اشترط السيد الحوثي بعض الشروط قبل الرئيس بنصفها ورفض ا لنصف الآخر.. أما حل المسألة عسكرياً فبإمكان دولة رئيس الوزراء أن يرسل إبنه أو أحد أفراد أسرته وعندما يعود محمولاً سيعرف معنى الحسم العسكري، أما أن يضحي بالبسطاء ويرسلهم كوقود لحرب خاسرة والحروب لا تفيد البشرية في شيء وإنما تجلب الدمار والخراب. يكفي الأسر التي تستقبل أبناءها جثثاً هامدة.. الذين يذهبون ضحايا حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل اللهم أنهم يزجون في هذه الحرب من أجل بقاء سلطة.. فاسدة وفاشلة وظالمة ..
فخامة الرئيس الصومالي وصل إلى ما وصل إليه بسبب سياسة سياد بري الغبية.. والعراق وصل إلى ما وصل إليه بسبب سياسة صدام حسين ودخوله في حرب استمرت ثماني سنوات مع إيران واستنزافه لثروات دول الخليج للإنفاق على تلك الحرب.. واستدراج أمريكي لصدام وغزوه للكويت.. وفتح المنطقة وتحويلها إلى مستعمرة بيد أمريكا وإسرائيل....
وها أنت تقود البلاد إلى نفس المصير.. فشل في إدارة شئون الدولة.. وتسلط وقمع وفلتان أمني وحروب.. وخدمة مجانية لأمريكا واستعداء لإيران.
الفائدة الوحيدة هي أن تبقى على كرسي السلطة وتورث الحكم لإبنك من بعدك. فما الفرق بين النظام الجمهوري القائم الذي تديره أنت وأسرتك وأصهارك.. والأجهزة القمعية.. وبين النظام الملكي الذي قال د. المرزوقي عنه: ميزة الأنظمة الملكية أنها كانت على الأقل تعتمد على شرعية تاريخية...
حبذا فخامة الرئيس لو أعدتم السلطة للأستاذ فيصل بن شملان الذي فاز بالانتخابات... وقد شاهدت بأم عينيك الجماهير التي خرجت تؤيده لأنها تتطلع إلى التغيير أما فوزك فقد كان فوزاً مزوراً.... وأنت تعلم ذلك أكثر من غيرك.
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=4271
* أنيسة محمد علي عثمان
الخميس 10 مايو 2007
لا يوجد في أي بلد آخر سلطة كما هو حال السلطة في هذا البلد الذي كتب عليه الشقاء والتعاسة..
فها هي السلطة تقتل في صعدة أبناء صعدة جميعاً.. أطفالاً ونساء وشيوخاً وشباباً.. وتقتل الشباب الذين تجندهم وترسلهم إلى صعدة.. هدفها من إرسالهم الفتنة وزرعها بين كل أبناء الشعب.. ولكن هذه السياسة سوف ترتد وبالاً عليها...
وتقتل عند ما تحارب السواد الأعظم من الفقراء بالغلاء الفاحش. وهي تعلم أن الناس أصبحوا غير قادرين على مواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية..
وتقتل المرضى عن طريق الخدمات الصحية المتردية.. لأن المستشفيات والمراكز الصحية لا يدخلها أهل السلطة.. إنهم يتعالجون في الخارج وعلى حساب الفقراء..
وتقتل عن طريق التعليم الذي يتدهور ويواصل تدهوره من سيء إلى أسوأ وتقتل بالقمع والقهر والإذلال والتسلط والفساد والظلم والفلتان الأمني الذي صار يفتك بالأبرياء وكأنه وباء.. قتل بالجملة وقتل بالقطاعي.. هذا هو برنامج فخامة الرئيس أثناء حملته الانتخابية.
السلطة تحارب بالأصالة عن نفسها.. وتحارب بعد أن تخلق الأعذار بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية..
الحرب في صعدة بدأت بتهمة محاولة التحول من النظام الجمهوري إلى نظام الإمامة.. وبعدها تحولت التهمة نحو إيران بأنها تساعد أهل المذهب الزيدي.. وكأن هذا المذهب فقط ظهر بعد أن أصبحت إيران تحارب من أمريكا وإسرائيل وبعض دول أوروبا الغربية بسبب امتلاكها التقنية النووية.
لماذا تحشر السلطة نفسها وتصطف إلى جانب الإدارة الأمريكية ضد إيران.. ودول الجوار.. وأخص بالذكر هنا الإمارات العربية المتحدة التي تقيم تعاوناً في مجال الكهرباء.. ودولة الإمارات بينها وبين إيران خلاف حول الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.. ولكن الإمارات تتصرف بعقلية من يدير دولة تتطور باطراد، ففي خبر نشرته جريدة البيان الإماراتية يوم 2 مايو 2007م يفيد الخبر بأن هيئة كهرباء ومياه دبي وتحت مذكرة تفاهم مع شركة كهرباء إيران للإنتاج والتوزيع بشأن الربط الكهربائي بين إيران ودبي وأن هذا المشروع سيجعل دبي المعبر الرئيسي للربط الكهربائي بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي...
دول مجلس التعاون تعمل من أجل التعاون مع إيران كهربائياً.. وهي من هي دولة غنية.. ونحن الدولة التي تعيش أوضاعاً مزرية كهربائياً.. ونعيش أوهام الوزير الهام الذي أبهرنا بأفكاره النووية.
وبدأها بمطالبة موظفي وزارته بربط الكرفتة.. ولا أدري هل لدينا خبراء في المجال النووي البهراني.. أم أن الرجل يتخيل حصول هذا في المستقبل البعيد عن الواقع..
نريد كهرباء تقليدية.. والكهرباء النووية احتفظ بها يا معالي الوزير للانتخابات القادمة لكي يعيد الرئيس هذا الموضوع في مهرجاناته الانتخابية للفترة الثانية.. إن بقيت اليمن.. أو بقي بها شعب وليس أشباح. .وقطيع.. أبناء صعدة سيظلون أبرياء طالما أن السلطة تفرض عليهم تعتيماً إعلامياً يكاد لا يصدق ونحن نعيش عصر ثورة المعلومات والفضائيات حتى وإن استعملوا السلاح.. فهم في مناطقهم ولم يأتوا للقتال في صنعاء.
أما حكاية حصول الإخوة في صعدة على أسلحة ثقيلة ومتطورة فمن أين ستحصل على هذه الأسلحة.. وهي محاصرة من الشمال والشرق بالحدود السعودية.. ومعروف موقف السعودية من هذه الحرب.. ثم أنه ليس لصعدة منافذ بحرية.
إذاً إذا صح خبر حصول أبناء صعدة على الأسلحة.. فإما من الداخل وكثير من يريدون بيع الأسلحة المكدسة في المخازن.. وكلهم من النافذين ويهمهم أن يجمعوا ثروات طائلة.. أو أن هناك تجار سلاح في البلاد يتعاونون مع منافذ بحرية.. وهم أيضاً من النافذين وكلهم يريدون المال.. التاجر والنافذ وهم من الدائرة الضيقة في حلقة السلطة.. أما غير هذين المدخلين فكلام لا يصدر إلا عن..
المال ليس فيه مخلصون.. وهناك مثل في فلسطين المقاومون يحصلون على السلاح الإسرائيلي من بعض المسئولين الصهاينة.. الكل أصبح يبحث عن المال.. وبكل الوسائل.
دولة رئيس الوزراء أتحفنا بتصريحه عندما اتهم ليبيا وعندما قال إن مشكلة صعدة يجب حلها فقط بالوسائل العسكرية... ليبيا صرح القذافي من على شاشة الجزيرة بأنه لم يكن يعرف الحوثي وأن فخامة الرئيس هو الذي أعطاه رقم تلفون السيد يحيى الحوثي وعندما توسط اشترط السيد الحوثي بعض الشروط قبل الرئيس بنصفها ورفض ا لنصف الآخر.. أما حل المسألة عسكرياً فبإمكان دولة رئيس الوزراء أن يرسل إبنه أو أحد أفراد أسرته وعندما يعود محمولاً سيعرف معنى الحسم العسكري، أما أن يضحي بالبسطاء ويرسلهم كوقود لحرب خاسرة والحروب لا تفيد البشرية في شيء وإنما تجلب الدمار والخراب. يكفي الأسر التي تستقبل أبناءها جثثاً هامدة.. الذين يذهبون ضحايا حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل اللهم أنهم يزجون في هذه الحرب من أجل بقاء سلطة.. فاسدة وفاشلة وظالمة ..
فخامة الرئيس الصومالي وصل إلى ما وصل إليه بسبب سياسة سياد بري الغبية.. والعراق وصل إلى ما وصل إليه بسبب سياسة صدام حسين ودخوله في حرب استمرت ثماني سنوات مع إيران واستنزافه لثروات دول الخليج للإنفاق على تلك الحرب.. واستدراج أمريكي لصدام وغزوه للكويت.. وفتح المنطقة وتحويلها إلى مستعمرة بيد أمريكا وإسرائيل....
وها أنت تقود البلاد إلى نفس المصير.. فشل في إدارة شئون الدولة.. وتسلط وقمع وفلتان أمني وحروب.. وخدمة مجانية لأمريكا واستعداء لإيران.
الفائدة الوحيدة هي أن تبقى على كرسي السلطة وتورث الحكم لإبنك من بعدك. فما الفرق بين النظام الجمهوري القائم الذي تديره أنت وأسرتك وأصهارك.. والأجهزة القمعية.. وبين النظام الملكي الذي قال د. المرزوقي عنه: ميزة الأنظمة الملكية أنها كانت على الأقل تعتمد على شرعية تاريخية...
حبذا فخامة الرئيس لو أعدتم السلطة للأستاذ فيصل بن شملان الذي فاز بالانتخابات... وقد شاهدت بأم عينيك الجماهير التي خرجت تؤيده لأنها تتطلع إلى التغيير أما فوزك فقد كان فوزاً مزوراً.... وأنت تعلم ذلك أكثر من غيرك.
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=4271
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
الوساطة الإقليمية.. هل تمنح صعدة حكماً ذاتياً؟
14/5/2007
المحرر السياسي - ناس برس
قبيل انعقاد مجلس التنسيق اليمني السعودي صعدت الحكومة اليمنية من لهجتها تجاه ليبيا وإيران باستدعاء السفيرين للتشاور، وكان لافتاً أن يجزم رئيس الحكومة في أول تصريح له بـ (تورط) ليبيا والاشتباه في (تورط) إيران!!
مما يوحي بالقصد السياسي واستثمار العلاقة المتوترة بين ليبيا والمملكة العربية السعودية. ومعروف أن الوساطة الليبية قامت بناء على رغبة الطرفين وليس من مصلحة اليمن خوض الحروب الداخلية واستعداء الأشقاء والأصدقاء بناء على حسابات ضيقة أهمها استثمار الخصومات.
إذ أفصحت مصادر متطابقة عن تقديم المملكة العربية السعودية 10 ملايين دولار شهرياً لدعم الموازنة اليمنية لم يثبت بعد وجودها في الموازنة، كما أن السعودية قامت بتسليم مليار ومائتي مليون دولار (فترة التوقف من عام 90-2001م) دفعة واحدة إلى جانب ما تدفعه من التزامات عبر اللجنة الخاصة لمسئولين كبار ومشائخ، ولنفس الأسباب أيضاً تم تأجيل الإعلان عن نجاح الوساطة القطرية بين الحكومة والحوثيين، وتتوقع أوساط سياسية إعلانها بمناسبة الاحتفالات بـ 22 مايو القادم في محافظة إب، ومع ترحيب الجميع بنجاح الوساطة إلا أنها تفتح مجالاً واسعاً لشكوك عن نجاح أو إخفاق الحل العسكري؟ وعن إصرار القرار السياسي وتعاميه عن وجهة نظر قدمتها المعارضة وأطراف أخرى من البداية؟
وماذا يعني الجنوح نحو القبول بوساطة إقليمية بعد التشاور مع إيران وأطراف أخرى من قبل الوسيط؟
وإذا كانت هذه الحرب (الرابعة) مع أسرة فقط وقبلت الحكومة بعد سيل من الدماء الحوار ودفع فاتورة سياسية كاستحقاق لهزيمة غير معلنة.
فهناك مؤشرات أخطر تتعلق بالحياة السياسية والسلم الاجتماعي والاندماج الوطني وتضع كل ذلك عرضة لابتزاز يمكن أن تغامر في سبيله أطراف أخرى. وقبول الحكومة أن تكون اليمن ساحة تصفيات إقليمية سياسياً ومالياً انعكس بنتائج حروب على الأرض ومن ثم أيضا الرضوخ لنتائج قد لا يكون أقلها حكماً ذاتياً غير معلن وهو ما يفتح الباب واسعاً لحسابات ومشاريع ضيقة لدى البعض في مناطق أخرى.
التخبط والفشل في السياسة العامة إزاء مكونات الوحدة الوطنية وعوامل بنائها مترافقاً مع فشل اقتصادي ينذر بعواقب سيئة، فالانشغال بترتيب البيت الداخلي للحكم والذي انعكس سلباً على تدهور الأوضاع العامة وأفرز انقساماً لأول مرة في الجانب العسكري يضع علامات استفهام حول الاستقرار العام والأداء الكلي، ورغم النجاح السياسي لليمن في الانتخابات الرئاسية إلا أن العد التنازلي للحياة الاقتصادية خصوصاً والاستقرار العام يقود لتساؤل أكبر حول المستفيد من إحداث كل هذا التدهور، وهل ذلك ضمن مخطط مدروس لصنع أزمة وطنية لهندسة وضع جديد يتم فيه التخلص من فرقاء داخل النظام، الأمر لا يشبه (هندسة المكعبات) إنها خارطة بشرية وجغرافية معقدة سياسياً واجتماعياً، وكل يوم تتجه اليمن من حيث الشكل نحو التدهور لكنها تحث الخطى نحو تغيير أفضل فحبل (المراهنات) على استغفال الشعب يبدو أقصر من حبل الكذب!
http://nasspress.com/news.asp?n_no=4527
14/5/2007
المحرر السياسي - ناس برس
قبيل انعقاد مجلس التنسيق اليمني السعودي صعدت الحكومة اليمنية من لهجتها تجاه ليبيا وإيران باستدعاء السفيرين للتشاور، وكان لافتاً أن يجزم رئيس الحكومة في أول تصريح له بـ (تورط) ليبيا والاشتباه في (تورط) إيران!!
مما يوحي بالقصد السياسي واستثمار العلاقة المتوترة بين ليبيا والمملكة العربية السعودية. ومعروف أن الوساطة الليبية قامت بناء على رغبة الطرفين وليس من مصلحة اليمن خوض الحروب الداخلية واستعداء الأشقاء والأصدقاء بناء على حسابات ضيقة أهمها استثمار الخصومات.
إذ أفصحت مصادر متطابقة عن تقديم المملكة العربية السعودية 10 ملايين دولار شهرياً لدعم الموازنة اليمنية لم يثبت بعد وجودها في الموازنة، كما أن السعودية قامت بتسليم مليار ومائتي مليون دولار (فترة التوقف من عام 90-2001م) دفعة واحدة إلى جانب ما تدفعه من التزامات عبر اللجنة الخاصة لمسئولين كبار ومشائخ، ولنفس الأسباب أيضاً تم تأجيل الإعلان عن نجاح الوساطة القطرية بين الحكومة والحوثيين، وتتوقع أوساط سياسية إعلانها بمناسبة الاحتفالات بـ 22 مايو القادم في محافظة إب، ومع ترحيب الجميع بنجاح الوساطة إلا أنها تفتح مجالاً واسعاً لشكوك عن نجاح أو إخفاق الحل العسكري؟ وعن إصرار القرار السياسي وتعاميه عن وجهة نظر قدمتها المعارضة وأطراف أخرى من البداية؟
وماذا يعني الجنوح نحو القبول بوساطة إقليمية بعد التشاور مع إيران وأطراف أخرى من قبل الوسيط؟
وإذا كانت هذه الحرب (الرابعة) مع أسرة فقط وقبلت الحكومة بعد سيل من الدماء الحوار ودفع فاتورة سياسية كاستحقاق لهزيمة غير معلنة.
فهناك مؤشرات أخطر تتعلق بالحياة السياسية والسلم الاجتماعي والاندماج الوطني وتضع كل ذلك عرضة لابتزاز يمكن أن تغامر في سبيله أطراف أخرى. وقبول الحكومة أن تكون اليمن ساحة تصفيات إقليمية سياسياً ومالياً انعكس بنتائج حروب على الأرض ومن ثم أيضا الرضوخ لنتائج قد لا يكون أقلها حكماً ذاتياً غير معلن وهو ما يفتح الباب واسعاً لحسابات ومشاريع ضيقة لدى البعض في مناطق أخرى.
التخبط والفشل في السياسة العامة إزاء مكونات الوحدة الوطنية وعوامل بنائها مترافقاً مع فشل اقتصادي ينذر بعواقب سيئة، فالانشغال بترتيب البيت الداخلي للحكم والذي انعكس سلباً على تدهور الأوضاع العامة وأفرز انقساماً لأول مرة في الجانب العسكري يضع علامات استفهام حول الاستقرار العام والأداء الكلي، ورغم النجاح السياسي لليمن في الانتخابات الرئاسية إلا أن العد التنازلي للحياة الاقتصادية خصوصاً والاستقرار العام يقود لتساؤل أكبر حول المستفيد من إحداث كل هذا التدهور، وهل ذلك ضمن مخطط مدروس لصنع أزمة وطنية لهندسة وضع جديد يتم فيه التخلص من فرقاء داخل النظام، الأمر لا يشبه (هندسة المكعبات) إنها خارطة بشرية وجغرافية معقدة سياسياً واجتماعياً، وكل يوم تتجه اليمن من حيث الشكل نحو التدهور لكنها تحث الخطى نحو تغيير أفضل فحبل (المراهنات) على استغفال الشعب يبدو أقصر من حبل الكذب!
http://nasspress.com/news.asp?n_no=4527
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
الحوثيون يسيطرون على 4 من 12 مديرية، وسندهم الأول تخبط إدارة العمليات العسكرية والتضاريس الوعرة
صعده.. مشروع لأكثر من كارثة
14/05/2007
صعده – محمد الظاهري- نيوزيمن:
سيسمع حسام مرارا، قصة صراخه من الرعب وهو في الثانية من العمر حين مرت طائرة في سماء صنعاء التي وصلها هربا من جحيم أكثر الحروب غرابة ميدانها صعده.
عندما يكبر حسام سيخبرونه كيف جعله التطرف يتيما، وكيف زرع السياسيين الرعب في قلبه الصغير، وكيف نفيت طفولته.
حين يكبر حسام... من سيخبره الحقيقية؟
على مائدة غداء أعدت خصيصا لاستقبال حسام في صنعاء مع أفراد عائلته المكونة من 15 شخصا مرت طائرة ليتشظى صوته الصغير من الفزع ويهتف بحروفه القصيرة: "أرفعوا.. أرفعوا".
ومساهمة منه رفع الصغير ذي العامين احد أطباق المائدة. لقد اعتاد هذا الإجراء خلال الأيام التي قضاها في صعده. ما إن يبدأ الدوي أو تأز طائرة في الجو حتى يهب الجميع للاختباء.
في حرب لا تعترف حتى بشريعة الحروب، لا أحد يدري من التالي، الجميع معرضون ليصبحوا أهدافا في لحظات.
أتباع الحوثي يحرصون بشدة أن تتسع دائرة الألم والدمار في أكبر مساحة ممكنة. يجعلون من القرى والأحياء السكنية ميادين لمعاركهم، وأحيانا يكتفون بإطلاق رصاصه واحدة تفي بالغرض.
والقوات الحكومية لديها أوامر بقصف أي مكان يتواجد فيه أتباع الحوثي، وأحيانا تقصف بناء على اشتباه كما حدث في "الطلح" نهاية مارس الماضي.
والمواطنون لا يريدون مغادرة منازلهم خوفا من أفراد الجيش غير النظامي أو (البشمركة) كما يسميهم الناس هناك.
إنهم مجموعة من رجال القبائل المدرجين في سجلات الجيش، يرتدون البزات العسكرية ويسيرون بأقدام حافية ورؤوس عارية، وكل ما يسعون وراءه هو سرقة أي شيء.
ويتسبب هؤلاء في الكثير من المشاكل والأخطاء، ورغم الإجراءات الصارمة التي اتخذت لردعهم إلا أنهم تحولوا إلى عبء على القوات النظامية.
حسب أحد الجنود: "لا يمكنني الثقة بهم، لو وجدوني وحد لقتلوني ليحصلوا على سلاحي".
وحسام، لا يعرف ما هي الحرب، ولا يفرق بين صوت طائرة مدنية ستهبط في مطار صنعاء، وأخرى عسكرية ترسل صواريخها بحثا عن (الحوثيين) في صعده، فقط أصبح يشعر بالخوف.
قبل ولادته افترق والداه بسبب تطرف والده "السلفي". شعرت أم حسام أن الحياة مستحيلة مع رجل يعتقد أنه المؤمن الوحيد، ويشك في كل من حوله.
منعها من زيارة أقاربها، ثم إخوتها، ثم شقيقتها التي تسكن على بعد خطوات، ثم اعتبر إجابتها نداء والده الضرير والمسن في الغرفة المجاورة دون موافقته "كفر بواح". وكان الطلاق خياره الوحيد لإنقاذ الإسلام منها.
بعد ولادة حسام كان قد مضى عام على بداية أزمة الحوثي في صعده حيث انتقلت أمه للعيش في بيت والدها. وعام من الاعتقاد أنها مجرد أزمة تطرف ديني آخر.
بعد عامين صار الأمر أكثر مأساوية، ووجهه السياسي أكثر وضوحا، يزداد بشاعة مع تزايد أعداد القتلى والمشردين كل يوم في محافظة صعده المدفونة قسرا تحت حصار صارم.
أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، ورئيس الوزراء السابق عبدالقادر باجمال قال الأربعاء الفائت: "أحداث صعده لا تمثل صراعا مذهبيا أو طائفيا".
بات الأمر واضحا اليوم، الحوثيون يسيطرون على أربع مديريات من 12 مديرية في صعده بشكل كامل، ويتصرفون وكأنهم السلطات الرسمية الجديدة.
في مديرية رازح الحدودية التي استولوا عليها أخيرا أفرجوا عن السجناء باستثناء المدانين أو المتهمين بجرائم قتل. ووعدوا بحل القضايا الأخرى للبقية.
وأصدر "أمراء" المجموعات المسيطرة في رازح وغمر، وقطابر، ومديرية رابعة في "خولان عامر" قالت بعض المصادر أنه القوات الحكومية استعادتها مؤخرا، أصدروا قرارات بمجانية الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه.
الكهرباء والمياه خدمتين ليستا موجودتين سوى بشكل محدود جدا في المحافظة بأسرها، لكن القرارات جزء من نوايا سياسية لاستعادة نظام هاشمي في اليمن.
أعداد الحوثيون عشرة أضعاف ما كانوا عليه حين بدأت الأزمة في 2004، وأكثر قوة أيضا، ويطلقون على أنفسهم اسم "المجاهدين، ويأخذون شكلا منظما مؤخرا.
بالإضافة إلى أمراء المجموعات ومسئولي الدعم والإمداد أعلن مؤخرا عن قسم الإعلام الحربي الذي يتبنى الرد على منشورات الجيش، والأخبار الرسمية، ويصدر نشرة باسم "بشائر النصر".
ويقوم هذا القسم بتصوير عمليات (المجاهدين)، ونسخها في سيديهات يتم توزيعها على نطاق واسع مؤخرا. غير أنها مادة غير موثوق بها ليس بسبب طرق إيصالها الملتوية فقط.
أول إصدار من هذه السيديهات تضمن صورة التقطت من مكان قريب لإحدى طائرتي (ميج 29) الحديثة والمعطلة في مطار صعده باعتبارها إحدى عملياتهم.
وكان سقوط الطائرتين في مارس الماضي أثار الكثير من اللغط، وبسبب تكتم السلطات على تفاصيل ما جرى بقي الأمر قابلا للطرح والضرب.
مصادر موثوقه قالت إن الحادث نتج بسبب هبوط الطائرتين في مطار غير مجهز، وهو ما أكده شاهد عيان كان موجودا هناك لإصلاح إحدى معدات شركة كانت تنفذ مشروع تعبيد مدرج المطار.
وقالت المصادر أن الطيارين أثناء عودتهم إلى قاعدتهم في صنعاء تلقيا أوامر بالرجوع والهبوط في مطار صعده، وهي الأوامر التي لم تفسر حتى الآن.
هبطت الطائرة الأولى حسب المصادر لتصطدم في حاجز ترابي في بداية المدرج غير المعبد ما تسبب في تحطم عجلاتها قبل أن تجثو في ارض المطار.
وحاول الطيار التالي تفادي الأمر والهبوط بعيدا، لكنه فشل في كبح طائرته التي تجاوزت المدرج إلى خارج المطار. وتعرض محركها لأضرار بالغة بسبب الضغط عليه أثناء محاولة إيقاف الطائرة.
ورغم تزايد أعداد "الحوثيين" وتجهيزاتهم العسكرية التي يحصلون عليها من المواقع العسكرية التي يسيطرون عليها حسب ما ذكره قائدهم عبدالملك الحوثي في حوار منسوب إليه نشرته جريدة "التجمع" مؤخرا. إلا أنهم كما يبدوا يراهنون على عوامل أخرى.
التخبط في إدارة العمليات العسكرية والتضاريس الوعرة يساعدهم على توسيع محيط المعركة، ويرفع معدل الأضرار والضحايا بين المدنيين الأبرياء بسبب تبني الجيش لعمليات شاملة وغير دقيقة.
والظروف الاقتصادية التي فاقمها حصار صارم أصاب مظاهر الحياة بالشلل، يضاعف حالة الإحباط واليأس بين الناس. يدعمه فشل القوات الحكومية في إحراز تقدم مقنع بالنظر إلى فارق القوى، فمهما بلغت قوة "الحوثيين" إلا أنهم مجرد مجموعة في مواجهة جيش نظامي صار متواجد بكل ثقله هناك.
بالإضافة إلى العوامل السابقة فإن التكتم الصارم على ما يحدث في صعده، يبقيك مع شائعات تجعل من الوضع السياسي اليمني بكل مشاكل جبلا من الأزمات والصراعات المعقدة.
أحاديث تفشل في العثور على سند ملموس ومقنع، إما لأنه غير متوفر، أو لا احد يجرؤ على الاقتراب منه.
ربما أهون هذه الأزمات تلك القائمة بين السلطة والمعارضة في صنعاء، وإن بلغت مؤخرا حد التشكيك بأن أيا من الطريفين يرغب في انتهاء الأزمة.
من الشائعات الخطرة وجود تواطؤ من جهات وشخصيات سياسية في السلطة وقادة عسكريين، فأحد مسئولي الحزب الحاكم في مديرية رازح وعدد من المسئولين التنفيذيين هناك تعاونوا مع أتباع الحوثي.
وترتقي الأحاديث سلم المقامرة بالشائعات لتطال مناصب عليا ورجال أعمال وصراع قوى داخلية ومصالح خارجية ليس آخرها أن الحرب في صعده محاولة لإثبات حرب اليمن على الإرهاب.
ورغم أن المسئولين الحكوميين يرفضون تسمية ما يجري في صعده بالحرب، إلا أن الجيش أقحم في الأمر منذ البداية، ولم يتمكن منذ 2004 في إنهاء أزمة يفترض أنها مهمة أمن داخلي.
حسام
فمنذ بدأت الجولة الرابعة من أحداث أو حرب صعده وهي الجولة التي أحيطت بغطاء صارم من التكتم، فشل الجيش في شق طريق آمن إلى (نقعه) في الشمال الشرقي للمحافظة حيث يتحصن أو كان يتحصن قادة الحوثيين وقدراتهم بين سلسلة جبال صخرية صغيرة.
كما فشلت قوات الجيش منذ شهرين في دخول مدينة ضحيان وسط المحافظة واكتفت بحصارها، وتقول الانباء الواردة من هناك خصوصا مع النازحين فإن جثث القتلى تبقى في كثير من الأحيان حتى تتعفن دون أن يتمكن أحد من الاقتراب.
ورغم نجاح الجيش في تنظيف عدد من مراكز تواجد الحوثيين وسط المحافظة إلا أنهم فشلوا في إيقاف تمدد ساحة المعركة وانتقالها إلى مناطق الأطراف الوعرة شمال وغرب صعده.
ويقع الجيش حسب ما يرد من انباء غير رسمية في نفس الكمائن، وتجد فصائله نفسها محاصرة دون أي مدد. ففي منطقة (بدر) في مديرية غمر قاتل القائد العسكري المسئول هناك مع مجموعته ببسالة واطاحو بأكثر من 45 من أتباع الحوثي قبل أن تنفد ذخيرته ويضطر للانسحاب دون أن يحصل على أي مدد.
وقالت مصادر محلية أنه تمكن من منع تقدم أتباع الحوثي أو وصولهم إلى أي من المنشاءات الحكومية هناك، وان مجموعة كبيرة منهم حاولوا تفجير المبنى الذي يتحصن به بعد أن نفذت ذخيرته.
وحسب المصادر فوجئ أتباع الحوثي بكمية هائلة من القنابل تسقط عليهم من المبنى أثناء محاولتهم زرع الألغام تحته ما دفع الناجين منهم للهرب، غير أن الضابط اضطر للانسحاب ليلا لعدم وصول أي دعم.
ومنذ بدأت العمليات العسكرية لم تتوقف أنباء تعرض الجيش لقصف الجيش بالخطأ، إنها نفس الأخطاء التي تضرر منها مدنيين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل.
وشهدت الأسابيع الثلاثة الماضية عدد من الأحداث مثل بدء عملية إشراك نخب من الجيش لم تشترك من قبل.
وتقول مصادر قريبة أن هذه النخب لم تدخل أرض المعركة بشكل فعلي حتى الآن، وينتظر الجميع تغيير جذري في أسلوب إدارة المعارك لإنهاء الأزمة قبل حلول الثاني والعشرين من مايو الجاري وهو تاريخ الذكرى السنوية لتحقق الوحدة اليمنية.
ويشكك كثيرين في قدرة الجيش على تحقيق ما عجز عن تحقيقه خلال ثلاث سنوات في ما تبقى من وقت قبل حلول الذكرى السابعة عشر لتحقق الوحدة.
ومع التكتم الصارم على ما يجري فإن ما يتردد بشكل غير رسمي وأحيانا غير واضح هو كل ما لدى المهتمين والسياسيين والمحللين لكتابة عناوين بتت مفزعة وتنذر بغد قاتم.
ويستحوذ الوضع الإنساني في صعده أخيرا على معظم الاهتمام، فاستمرار توسع ميدان المعارك، وتمترس أتباع الحوثي خلف المواطنين، وعجز الجيش عن إيجاد استراتيجية بديلة للعمليات الميدانية الشاملة واسعة النطاق، وتوقف أسباب الحياة لا يمكنها نقل "بشرى سارة".
خلال ثلاثة أشهر مضت خسر الغالبية مصادر دخلهم واستنفد كثيرين مدخراتهم، وكل يوم تنزح عشرات الأسر إلى محافظات أخرى للبدء من جديد أو لتحميل الأقارب عبء ما يجري.
انه امتداد لاتساع دائرة الأضرار.
لقد اضطرت عائلة حسام للانتقال إلى منزل أحد أقاربهم في صنعاء تحويل إلى معسكر لجوء.
فيما بقي الذكور في صعده لحماية المنازل من عمليات سطو، أو استخدامها من قبل أتباع الحوثي كتحصينات مؤته لن يغادروها حتى تصبح دكا.
ونقل الآلاف ممن خسروا منازلهم وتحولت قراهم إلى أوكار لأتباع الحوثي إلى مخيمات متفرقة في المحافظة جهزها الهلال الأحمر اليمني لم تقيهم أمطار الموسم فاضطروا إلى إنفاق ما تبقى لديهم لتغطيتها بنوع آخر من الخيام.
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 5_14_13249
صعده.. مشروع لأكثر من كارثة
14/05/2007
صعده – محمد الظاهري- نيوزيمن:
سيسمع حسام مرارا، قصة صراخه من الرعب وهو في الثانية من العمر حين مرت طائرة في سماء صنعاء التي وصلها هربا من جحيم أكثر الحروب غرابة ميدانها صعده.
عندما يكبر حسام سيخبرونه كيف جعله التطرف يتيما، وكيف زرع السياسيين الرعب في قلبه الصغير، وكيف نفيت طفولته.
حين يكبر حسام... من سيخبره الحقيقية؟
على مائدة غداء أعدت خصيصا لاستقبال حسام في صنعاء مع أفراد عائلته المكونة من 15 شخصا مرت طائرة ليتشظى صوته الصغير من الفزع ويهتف بحروفه القصيرة: "أرفعوا.. أرفعوا".
ومساهمة منه رفع الصغير ذي العامين احد أطباق المائدة. لقد اعتاد هذا الإجراء خلال الأيام التي قضاها في صعده. ما إن يبدأ الدوي أو تأز طائرة في الجو حتى يهب الجميع للاختباء.
في حرب لا تعترف حتى بشريعة الحروب، لا أحد يدري من التالي، الجميع معرضون ليصبحوا أهدافا في لحظات.
أتباع الحوثي يحرصون بشدة أن تتسع دائرة الألم والدمار في أكبر مساحة ممكنة. يجعلون من القرى والأحياء السكنية ميادين لمعاركهم، وأحيانا يكتفون بإطلاق رصاصه واحدة تفي بالغرض.
والقوات الحكومية لديها أوامر بقصف أي مكان يتواجد فيه أتباع الحوثي، وأحيانا تقصف بناء على اشتباه كما حدث في "الطلح" نهاية مارس الماضي.
والمواطنون لا يريدون مغادرة منازلهم خوفا من أفراد الجيش غير النظامي أو (البشمركة) كما يسميهم الناس هناك.
إنهم مجموعة من رجال القبائل المدرجين في سجلات الجيش، يرتدون البزات العسكرية ويسيرون بأقدام حافية ورؤوس عارية، وكل ما يسعون وراءه هو سرقة أي شيء.
ويتسبب هؤلاء في الكثير من المشاكل والأخطاء، ورغم الإجراءات الصارمة التي اتخذت لردعهم إلا أنهم تحولوا إلى عبء على القوات النظامية.
حسب أحد الجنود: "لا يمكنني الثقة بهم، لو وجدوني وحد لقتلوني ليحصلوا على سلاحي".
وحسام، لا يعرف ما هي الحرب، ولا يفرق بين صوت طائرة مدنية ستهبط في مطار صنعاء، وأخرى عسكرية ترسل صواريخها بحثا عن (الحوثيين) في صعده، فقط أصبح يشعر بالخوف.
قبل ولادته افترق والداه بسبب تطرف والده "السلفي". شعرت أم حسام أن الحياة مستحيلة مع رجل يعتقد أنه المؤمن الوحيد، ويشك في كل من حوله.
منعها من زيارة أقاربها، ثم إخوتها، ثم شقيقتها التي تسكن على بعد خطوات، ثم اعتبر إجابتها نداء والده الضرير والمسن في الغرفة المجاورة دون موافقته "كفر بواح". وكان الطلاق خياره الوحيد لإنقاذ الإسلام منها.
بعد ولادة حسام كان قد مضى عام على بداية أزمة الحوثي في صعده حيث انتقلت أمه للعيش في بيت والدها. وعام من الاعتقاد أنها مجرد أزمة تطرف ديني آخر.
بعد عامين صار الأمر أكثر مأساوية، ووجهه السياسي أكثر وضوحا، يزداد بشاعة مع تزايد أعداد القتلى والمشردين كل يوم في محافظة صعده المدفونة قسرا تحت حصار صارم.
أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، ورئيس الوزراء السابق عبدالقادر باجمال قال الأربعاء الفائت: "أحداث صعده لا تمثل صراعا مذهبيا أو طائفيا".
بات الأمر واضحا اليوم، الحوثيون يسيطرون على أربع مديريات من 12 مديرية في صعده بشكل كامل، ويتصرفون وكأنهم السلطات الرسمية الجديدة.
في مديرية رازح الحدودية التي استولوا عليها أخيرا أفرجوا عن السجناء باستثناء المدانين أو المتهمين بجرائم قتل. ووعدوا بحل القضايا الأخرى للبقية.
وأصدر "أمراء" المجموعات المسيطرة في رازح وغمر، وقطابر، ومديرية رابعة في "خولان عامر" قالت بعض المصادر أنه القوات الحكومية استعادتها مؤخرا، أصدروا قرارات بمجانية الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه.
الكهرباء والمياه خدمتين ليستا موجودتين سوى بشكل محدود جدا في المحافظة بأسرها، لكن القرارات جزء من نوايا سياسية لاستعادة نظام هاشمي في اليمن.
أعداد الحوثيون عشرة أضعاف ما كانوا عليه حين بدأت الأزمة في 2004، وأكثر قوة أيضا، ويطلقون على أنفسهم اسم "المجاهدين، ويأخذون شكلا منظما مؤخرا.
بالإضافة إلى أمراء المجموعات ومسئولي الدعم والإمداد أعلن مؤخرا عن قسم الإعلام الحربي الذي يتبنى الرد على منشورات الجيش، والأخبار الرسمية، ويصدر نشرة باسم "بشائر النصر".
ويقوم هذا القسم بتصوير عمليات (المجاهدين)، ونسخها في سيديهات يتم توزيعها على نطاق واسع مؤخرا. غير أنها مادة غير موثوق بها ليس بسبب طرق إيصالها الملتوية فقط.
أول إصدار من هذه السيديهات تضمن صورة التقطت من مكان قريب لإحدى طائرتي (ميج 29) الحديثة والمعطلة في مطار صعده باعتبارها إحدى عملياتهم.
وكان سقوط الطائرتين في مارس الماضي أثار الكثير من اللغط، وبسبب تكتم السلطات على تفاصيل ما جرى بقي الأمر قابلا للطرح والضرب.
مصادر موثوقه قالت إن الحادث نتج بسبب هبوط الطائرتين في مطار غير مجهز، وهو ما أكده شاهد عيان كان موجودا هناك لإصلاح إحدى معدات شركة كانت تنفذ مشروع تعبيد مدرج المطار.
وقالت المصادر أن الطيارين أثناء عودتهم إلى قاعدتهم في صنعاء تلقيا أوامر بالرجوع والهبوط في مطار صعده، وهي الأوامر التي لم تفسر حتى الآن.
هبطت الطائرة الأولى حسب المصادر لتصطدم في حاجز ترابي في بداية المدرج غير المعبد ما تسبب في تحطم عجلاتها قبل أن تجثو في ارض المطار.
وحاول الطيار التالي تفادي الأمر والهبوط بعيدا، لكنه فشل في كبح طائرته التي تجاوزت المدرج إلى خارج المطار. وتعرض محركها لأضرار بالغة بسبب الضغط عليه أثناء محاولة إيقاف الطائرة.
ورغم تزايد أعداد "الحوثيين" وتجهيزاتهم العسكرية التي يحصلون عليها من المواقع العسكرية التي يسيطرون عليها حسب ما ذكره قائدهم عبدالملك الحوثي في حوار منسوب إليه نشرته جريدة "التجمع" مؤخرا. إلا أنهم كما يبدوا يراهنون على عوامل أخرى.
التخبط في إدارة العمليات العسكرية والتضاريس الوعرة يساعدهم على توسيع محيط المعركة، ويرفع معدل الأضرار والضحايا بين المدنيين الأبرياء بسبب تبني الجيش لعمليات شاملة وغير دقيقة.
والظروف الاقتصادية التي فاقمها حصار صارم أصاب مظاهر الحياة بالشلل، يضاعف حالة الإحباط واليأس بين الناس. يدعمه فشل القوات الحكومية في إحراز تقدم مقنع بالنظر إلى فارق القوى، فمهما بلغت قوة "الحوثيين" إلا أنهم مجرد مجموعة في مواجهة جيش نظامي صار متواجد بكل ثقله هناك.
بالإضافة إلى العوامل السابقة فإن التكتم الصارم على ما يحدث في صعده، يبقيك مع شائعات تجعل من الوضع السياسي اليمني بكل مشاكل جبلا من الأزمات والصراعات المعقدة.
أحاديث تفشل في العثور على سند ملموس ومقنع، إما لأنه غير متوفر، أو لا احد يجرؤ على الاقتراب منه.
ربما أهون هذه الأزمات تلك القائمة بين السلطة والمعارضة في صنعاء، وإن بلغت مؤخرا حد التشكيك بأن أيا من الطريفين يرغب في انتهاء الأزمة.
من الشائعات الخطرة وجود تواطؤ من جهات وشخصيات سياسية في السلطة وقادة عسكريين، فأحد مسئولي الحزب الحاكم في مديرية رازح وعدد من المسئولين التنفيذيين هناك تعاونوا مع أتباع الحوثي.
وترتقي الأحاديث سلم المقامرة بالشائعات لتطال مناصب عليا ورجال أعمال وصراع قوى داخلية ومصالح خارجية ليس آخرها أن الحرب في صعده محاولة لإثبات حرب اليمن على الإرهاب.
ورغم أن المسئولين الحكوميين يرفضون تسمية ما يجري في صعده بالحرب، إلا أن الجيش أقحم في الأمر منذ البداية، ولم يتمكن منذ 2004 في إنهاء أزمة يفترض أنها مهمة أمن داخلي.
حسام
فمنذ بدأت الجولة الرابعة من أحداث أو حرب صعده وهي الجولة التي أحيطت بغطاء صارم من التكتم، فشل الجيش في شق طريق آمن إلى (نقعه) في الشمال الشرقي للمحافظة حيث يتحصن أو كان يتحصن قادة الحوثيين وقدراتهم بين سلسلة جبال صخرية صغيرة.
كما فشلت قوات الجيش منذ شهرين في دخول مدينة ضحيان وسط المحافظة واكتفت بحصارها، وتقول الانباء الواردة من هناك خصوصا مع النازحين فإن جثث القتلى تبقى في كثير من الأحيان حتى تتعفن دون أن يتمكن أحد من الاقتراب.
ورغم نجاح الجيش في تنظيف عدد من مراكز تواجد الحوثيين وسط المحافظة إلا أنهم فشلوا في إيقاف تمدد ساحة المعركة وانتقالها إلى مناطق الأطراف الوعرة شمال وغرب صعده.
ويقع الجيش حسب ما يرد من انباء غير رسمية في نفس الكمائن، وتجد فصائله نفسها محاصرة دون أي مدد. ففي منطقة (بدر) في مديرية غمر قاتل القائد العسكري المسئول هناك مع مجموعته ببسالة واطاحو بأكثر من 45 من أتباع الحوثي قبل أن تنفد ذخيرته ويضطر للانسحاب دون أن يحصل على أي مدد.
وقالت مصادر محلية أنه تمكن من منع تقدم أتباع الحوثي أو وصولهم إلى أي من المنشاءات الحكومية هناك، وان مجموعة كبيرة منهم حاولوا تفجير المبنى الذي يتحصن به بعد أن نفذت ذخيرته.
وحسب المصادر فوجئ أتباع الحوثي بكمية هائلة من القنابل تسقط عليهم من المبنى أثناء محاولتهم زرع الألغام تحته ما دفع الناجين منهم للهرب، غير أن الضابط اضطر للانسحاب ليلا لعدم وصول أي دعم.
ومنذ بدأت العمليات العسكرية لم تتوقف أنباء تعرض الجيش لقصف الجيش بالخطأ، إنها نفس الأخطاء التي تضرر منها مدنيين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل.
وشهدت الأسابيع الثلاثة الماضية عدد من الأحداث مثل بدء عملية إشراك نخب من الجيش لم تشترك من قبل.
وتقول مصادر قريبة أن هذه النخب لم تدخل أرض المعركة بشكل فعلي حتى الآن، وينتظر الجميع تغيير جذري في أسلوب إدارة المعارك لإنهاء الأزمة قبل حلول الثاني والعشرين من مايو الجاري وهو تاريخ الذكرى السنوية لتحقق الوحدة اليمنية.
ويشكك كثيرين في قدرة الجيش على تحقيق ما عجز عن تحقيقه خلال ثلاث سنوات في ما تبقى من وقت قبل حلول الذكرى السابعة عشر لتحقق الوحدة.
ومع التكتم الصارم على ما يجري فإن ما يتردد بشكل غير رسمي وأحيانا غير واضح هو كل ما لدى المهتمين والسياسيين والمحللين لكتابة عناوين بتت مفزعة وتنذر بغد قاتم.
ويستحوذ الوضع الإنساني في صعده أخيرا على معظم الاهتمام، فاستمرار توسع ميدان المعارك، وتمترس أتباع الحوثي خلف المواطنين، وعجز الجيش عن إيجاد استراتيجية بديلة للعمليات الميدانية الشاملة واسعة النطاق، وتوقف أسباب الحياة لا يمكنها نقل "بشرى سارة".
خلال ثلاثة أشهر مضت خسر الغالبية مصادر دخلهم واستنفد كثيرين مدخراتهم، وكل يوم تنزح عشرات الأسر إلى محافظات أخرى للبدء من جديد أو لتحميل الأقارب عبء ما يجري.
انه امتداد لاتساع دائرة الأضرار.
لقد اضطرت عائلة حسام للانتقال إلى منزل أحد أقاربهم في صنعاء تحويل إلى معسكر لجوء.
فيما بقي الذكور في صعده لحماية المنازل من عمليات سطو، أو استخدامها من قبل أتباع الحوثي كتحصينات مؤته لن يغادروها حتى تصبح دكا.
ونقل الآلاف ممن خسروا منازلهم وتحولت قراهم إلى أوكار لأتباع الحوثي إلى مخيمات متفرقة في المحافظة جهزها الهلال الأحمر اليمني لم تقيهم أمطار الموسم فاضطروا إلى إنفاق ما تبقى لديهم لتغطيتها بنوع آخر من الخيام.
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 5_14_13249