بين ركام الزمن - (( البحث عن الهوية )) ..

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

بين ركام الزمن - (( البحث عن الهوية )) ..

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

البحث عن الهوية ... لاشك أن هناك تخبطا للأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين اليمنيين عامة وعلى قمة هرم ذلك التخبط هو البحث عن الذات والذي قد يجده الجاد عبر التنقيب بالذات أو الأسرة ومنها للقرية والقبيلة وتتوسع العملية .... ولكنها لاتصل بالضرورة للإنتساب الأممي أو الوطني وهناك مكمن الخلل ،،،
هل يعني أن المهاجر تائه ؟ والجواب كلا ،،، ولاكن هناك تراكم من الأخطاء بل وأكوام من ركام الزمن جعلت من المهاجر الموصوف يأبى التطلع للوطن الأم بل ربما يشيح بوجهه عن وجهته حيث يعتقد عميقا أنه عار لافخار ..
بالطبع لا أحد ينكر سلبيات المجمتعات بالشرق الأوسط وعنصريتها الصارخة ،، وإذا سلمنا أن الجيل القديم كان يتأقلم ومن كلا الطرفين المهاجر والمواطن لكن الجيل الجديد (ببلدالمهجر) أخذ من الحضارة العالمية أسواء مافيها وهو التعالي وجرح شعور الغير بمناسبة أو غير مناسبة والامبالاة بما ستسفر عنه النتيجة ،، وهنا كانت القصة التي الهبت عقل المهاجر وجعلته يبتكر أكثر من علامة إستفهام حول هويته ... فهو يجد أنه يعيش بموطن يتكلم نفس اللغة ويتعامل بنفس الثقافة ولكن ذلك المجتمع لايتقبله بل ولايطيقه رغم أنه (المهاجر) لم يعرف مكان أخر سواه ،، وهو بالتالي يشعر بالإغتراب .. بل والوحشة والكرب والكدر ونسئل الله السلامة .
المهاجر اليمني قديما وتحديدا من حضرموت وعبر التاريخ تعود أن يحافظ على هويته الوطنية ... لإسباب مألوفة وهي وصوله لمجتمع مختلف وكان الدين هو الفيصل لذا كان المهاجرين يشكلون تجمعات أقلية ويحيطون أنفسهم بإطار إجتماعي معين ... هذه المجتمعات الصغيرة تناثرت ولكنها كانت تحتوي على قواسم مشتركة وهي إما الأسرة الواحدة ونضرب مثال لها :
آل جمل الليل المتواجدين بجزر القمر والمتواجدين بأندونيسيا ثم المهاجرين منهم لدول الخليج الحديثة نسبيا كبلاد مهجر .. كان التعامل يتم وكأن الأسرة لم تفصلها محيطات ،، وعبر زمن قديم حيث كانت الرحلة البحرية من المكلا أو من جزر القمر وبأي إتجاه تحتاج لمايقارب الستة أشهر مابين إستعداد وإنتضار وإبحار ... لكن وبمجتمع الغربة الجديد القريب البعيد ذاب البعض بذاك المجتمع وتعس البعض فالذائب ذاب حتى فقد والتعيس يبحث عن هوية ..
وإما القبيلة أو المنطقة وتأتي ترتيبا بعد الأسرة ..
آل حضرموت ومع النصب والتعب وبعد المسافات قديما لم يكن لهم تلك الجذور القوية بمجتمع الغربة بكل كانت روابطهم بأسرهم الرئيسية بالوطن الأم وبالتالي تلك الصفة الحميدة بالطبع أورثتهم مشاكل وعدم إستقرار خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ... وبالطبع أنا أؤمن بنظرية المؤامرة ، فأنا لاأنفي أن للإنجليز دورا بمحاولة شل قوة التيارالجامح الديموغرافي اليمني عامة وتقزيمه وتحجيمه .. وتهميش دوره حضاريا مع دخول البشرية للعصر الجديد ...
بأندونيسيا لم يحاول الحضارم وغيرهم من اليمنيين التوطن أو حمل الهوية الهولندية ربما تأففا من حمل هوية نصراني كما كان يقال ... وعندما تحرك الوطنيين الأندونيسين بقيادة أحمد سوكارنو كان اليمنيين بأندونيسيا معظمهم يعيش دون هوية .. وهكذا برزت أزمة هوية ، وقبلها حدث نفس الشئ بالهند وبعدها بشرق أفريقيا ثم بالحبشة ولكن مراحل مابعد الهند وأندونيسيا لم يكن لها تأثير قوي ..
سردنا وقائع ومشاهد ربما تقودنا للتعرف على حل نجد معه مبررا لإنتساب وطني ... وهي الدائرة المفرغة والتي لازال الكثير يدور بداخلها دون أن يدرك إتجاهه الحقيقي ... حيث أننا أمة أشبه بسفينة تائهة ولاتجد فنارا يرشدها .... وعصرنا ليل حالك الظلام وإن استدل البعض على الفنار لايجد به نورا يضئ ..
الفنار هو الوطن والضؤ هو السلطة ... فهلا تكاتفت الجهود لترميم الفنار وتزويده بمصباح قبل أن ترتطم سفينتنا بصخور الشاطئ ..
وإذا كان الهوية الوطنية وتعميقها مطلب أساسي فإن الإشارة لمرجعية تتعامل مع الموضع الحرج بشئ من المصداقية العالية والشفافية بالطرح هو المطلب الملح ... أما تمييع القضية وتقطيع أوصال الوطنية عبر سلسلة من العنتريات الغجرية التي عفى عليها الزمن وعلى شعارتها وأهازيجها المملة فإن ذلك ما يجعلنا نعود للمربع الأول من اللعبة وبالتالي تكن كل قبيلة أو قرية تبحث عن هويتها الفردية حيث أن لكل قبيلة زامل ومهجل ومغرد ( نشيد) يختلف عن القبيلة أو القرية ...... الأخرى ...
المطلوب إبراز الزوامل والمهاجل وإخراس العنتريات والمستورد منها له الأولوية .
مع خالص التحيات والإحترام .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“