نشأ أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهرى ( 383 - 456 هـ ) في الأندلس و تربى فى بلاط الحكم حيث كان أباه وزيرا فى الدولة العامرية أما جده الأكبر فقد كان مسيحيا .. مرت عائلة ابن حزم بمحن كثيرة بعد الإطاحة بالأسرة العامرية في دائرة الصراعات التي كانت قائمة بين ملوك الأندلس حتى أصبح وزيرا للخليفة المرتضى خليفة مدينة ( بلنسية ) ثم وزيرا للخليفة المستظهر عبد الرحمن الخامس خليفة قرطبة سنة 414 هـ . ثم قتل عبد الرحمن بعد ذلك بمدة قصيرة و قبض على ابن حزم و وضع في السجن ثم أفرج عنه بعد ذلك و عين وزيرا للخليفة هشام المعتد . و أخيرا أعتزل السياسة و تفرغ للعلم و التأليف فدون العديد من المؤلفات الفقهية و الدينية منها :
-الاحكام فى أصول الأحكام
-النبذة الكافية
-المحلى بالآثار
-الأخلاق و السير
-الفصل فى الملل و الأهواء و النحل
و الكتاب الأخير الذى نحن بصدده طعن فيه أبن حزم فى كافة المذاهب الإسلامية جميعا . و لا يعد مرجع ثقة لمن أراد تقصى الحقائق و من أعتمد عليه فى معرفة المذاهب الاسلامية و التيارات الفكرية فقد ضل ضلالا بعيدا و توهم ما هو أبعد ما يكون عن الحقيقة
و فيما يلى نفند بعضا مما أفتراه أبن حزم على الإمام علي فى كتابه ( الفصل فى الملل و الأهواء و النحل ) الجزء الرابع و ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
1-يقول أبن حزم في الجزء الرابع ص 94 عن حديث رسول الله للأمام علي : ( أنت منى بمنزلة هارون من موسى ) :
و هذا لا يوجب له فضلا على من سواه لأن هارون لم يل أمر بني أسرائيل بعد موسى و أنما ولي الأمر بعد موسى يوشع بن نون فتى موسى . و لم يكن علي نبيا كما كان هارون نبيا انما هو في القرابة فقط
و الرد على ذلك :
إن كان أبن حزم يتصور ان هذا الحديث لا يوجب للإمام علي فضلا على سواه فهذا لا يتعدى رأيا شخصيا من شخص ضيق الأفق لأن من هو خيرا من أبن حزم و هو الصحابى الجليل سعد بن أبى وقاص و هو من السابقين الأولين المهاجرين المبشرين بالجنة قد شهد قائلا : و الله لأن يكون رسول الله قال لى : ألا ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدي . أحب الي من ان يكون لى ما طلعت عليه الشمس
بل وصل الأمر أن هذا الحديث الذي لايوجب فضلا كما يدعى أبن حزم قد هز نفسية معاوية بن أبى سفيان خصم الإمام علي و عدوه و الفضل ما شهدت به الأعادي .فقد دخل سعد بن أبى وقاص على معاوية بعد أستيلاءه على الحكم فدار بينهما الحوار التالى :
معاوية بن أبى سفيان : مالك لم تقاتل علي ؟
سعد بن أبى وقاص : أنى مرت بى ريح مظلمة فأنخت راحلتى حتى أنجلت عنى ثم عرفت الطريق فسرت
معاوية بن أبى سفيان : ليس هذا في كتاب الله و لكن الله قال : و ان طائفتان من المؤمنين أقتتلوا فأصلحوا بينهما فأن بغت أحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ الى أمر الله . فوالله ما كنت مع الباغية على العادلة و لا مع العادلة على الباغية
سعد بن أبى وقاص : ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله : أنت منى بمنزلة هارون من موسى .
معاوية بن أبى سفيان : من سمع هذا معك ؟!
سعد بن أبى وقاص : فلان و فلان و أم سلمة
فقام معاوية فسأل أم سلمة رضى الله عنها فحدثته بما حدث سعد بن أبى وقاص فدهش و قال :
لو سمعت هذا قبل اليوم لكنت خادما لعلي حتي يموت أو أموت
و قال معاوية بن أبى سفيان لسعد :
فهلا نصرته ؟ لم قعدت عن بيعته ؟ فأنى لو سمعت من النبى مثل الذي سمعت فيه لكنت خادما لعلي ما عشت
أنظر : مروج الذهب للمسعودي 3 : 18
و قوله أنما ولى الأمر بعد موسى هو يوشع و ليس هارون و ان الإمام علي لم يكن نبيا مثل هارون فهذا تزمت فى فهم ضرورة ان يكون كل ما أنطبق على موسى و هارون يجب أن ينطبق حرفيا عليهما و خفي على أبن حزم فرقا آخر و هو أن هارون توفي قبل موسى و الإمام علي توفى بعد رسول الله . لكن ما نرمي اليه من شبه هو ما قاله الله :
و أجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى أشدد به أزرى و أشركه فى أمرى كى نسبحك كثيرا و نذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا
فالرسول شبه علاقته بالإمام علي كعلاقة هارون و موسى و هي كما ذكرت الآية : وزيره - من أهله - يشد به آزره - شريكه فى الأمر . أما خلافة هارون لموسى التى نشبها بخلافة الإمام علي لرسول الله هى كما قال الله تعالى :
و قال موسى لأخيه هارون أخلفنى فى قومى و أصلح و لا تتبع سبيل المفسدين
فقد خلف هارون موسى فى قومه عندما ذهب موسى وحيدا للقاء ربه - ألا يذكرك الذهاب وحيدا للقاء ربك بالموت مثلا - أما يوشع بن نون الذى خلف موسى بعد موته فإن موسى جعل هارون خليفة عليه عندما ذهب للقاء ربه و لم يتول أمر بنى أسرائيل الا بعد وفاة كلاهما موسى و هارون .
2-و يستمر أبن حزم يقول ص 99 :
لقد كان لطلحة و الزبير و سعد بن أبى وقاص من القتل فى المشركين كالذى كان لعلي فما الذى خصه بأعتقاد الأحقاد له دونهم .. كان لعمر بن الخطاب فى مغالبة كفار قريش ما لم يكن لعلي فليت شعرى ما الذى أوجب أن ينسى آثار هؤلاء كلهم و يعادوا عليا من بينهم كلهم
و الرد على ذلك :
قال الله تعالى :
و لقد نصركم الله ببدر و أنتم أذلة فأتقوا الله لعلكم تشكرون ( آل عمران 123 )
ردا على هذيان أبن حزم سنأخذ مثالا لغزوتين فقط يوم بدر 2 هـ و يوم أحد 3 هـ لنرى اذا كان أبن حزم صادقا فيما قال بأن كان للزبير بن العوام و سعد بن أبى وقاص و عمر بن الخطاب و طلحة بن عبيد الله ما كان لعلي من القتل فى المشركين حيث أنهم جميعا شاركوا فى يوم بدر و أحد إلا طلحة بن عبيد الله الذى لم يشهد يوم بدر :
- غزوة بدر الكبرى 2 هـ قتل من المشركين 70 قتيل قتل الإمام علي وحده منهم 23 قتيل :
قتلى المشركين بسيف الإمام علي يوم بدر ( 23 قتيل ) :
من بنى عبد شمس بن عبد مناف : حنظلة بن أبى سفيان - و هو أخو معاوية بن أبى سفيان
العاص بن سعيد بن العاص
عقبة بن أبى معيط - و قتله صبرا بين يدى رسول الله
الوليد بن عتبة بن ربيعة - و هو خال معاوية بن أبى سفيان
شيبة بن ربيعة - أشترك فى قتله مع حمزة بن عبد المطلب و عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب
عامر بن عبد الله - و قيل قتله سعد بن معاذ
من بنى سهم : منبه بن الحجاج - و قيل قتله أبو أسيد الساعدي
العاص بن منبه بن الحجاج
نبيه بن الحجاج
أبو العاص بن قيس بن عدي - و قيل قتله أبو دجانة الأنصاري
من بنى أسد بن عبد العزى : الحارث بن زمعة بن الأسود
عقيل بن الأسود بن المطلب - و قيل أشترك معه فى قتله حمزة بن عبد المطلب
نوفل بن خويلد بن أسد - و هو الذى كان يقرن أبو بكر و طلحة بن عبيد الله و يعذبهما
من بنى عبد الدار بن قصى : النضر بن الحارث بن كلدة
زيد بن مليص
من بنى مخزوم : أبو قيس الوليد بن الوليد - و هو أخو خالد بن الوليد
حليف لبنى مخزوم - و قيل قتله عمار بن ياسر
عبد الله بن أبى رفاعة
حاجز بن السائب بن عويمر
من بنى نوفل بن عبد مناف : طعيمة بن عدي - و قيل قتله حمزة بن عبد المطلب فى رواية الواقدى
من بنى تيم بن مرة : عمير بن عثمان بن عمرو
من بنى جمح : أوس بن المغيرة
من بنى أمية بن المغيرة : مسعود بن أبى أمية
أما قتلى المشركين بسيف الزبير بن العوام يوم بدر فكانوا قتيلان فقط هما عبيدة بن سعيد بن العاص من بنى عبد شمس و السائب بن السائب من بنى مخزوم أما قتلى المشركين بسيف سعد بن أبى وقاص يوم بدر فأنه لا يذكر لنا المؤرخون اذا كان سعد بن أبى وقاص قد قتل أحدا من المشركين يوم بدر . و أما عن قتلى المشركين بسيف عمر بن الخطاب فقد قيل قتل رجلا واحدا و قيل لم يطعن بسيفه
- غزوة أحد 3 هـ قتل من المشركين 28 قتيل قتل الإمام علي وحده منهم 12 قتيل :
قتلى المشركين بسيف الإمام علي يوم أحد ( 12 قتيل ) :
من بنى عبد الدار : طلحة بن أبى طلحة حامل لواء المشركين
أرطأة بن عبد شرحبيل
قاسط بن شريح بن عثمان
صواب مولى بنى عبد الدار
من بنى عبد شمس : معاوية بن المغيرة - و قيل قتله زيد بن حارثة أو عمار بن ياسر
من بنى عبد مناة بن كنانة : الأخوة الأربعة خالد و أبو الشعثاء و أبو الحمراء و غراب أبناء سفيان بن عويف
من بنى أسد بن عبد العزى : عبد الله بن حميد - و قيل قتله أبو دجانة فى رواية الواقدى
من بنى زهرة : أبو الحكم بن الأخنس بن شريق
من بنى مخزوم : أمية بن أبى حذيفة
أما قتلى المشركين بسيف الزبير بن العوام يوم أحد فكان قتيل واحد فقط هو كلاب بن أبى طلحة من بنى عبد الدار .
و أما قتلى المشركين بسيف سعد بن أبى وقاص يوم أحد فكان قتيل واحد فقط هو أبو سعيد بن أبى طلحة من بنى عبد الدار .
أما قتلى المشركين بسيف طلحة بن عبيد الله يوم أحد فكانوا قتيلان هما الجلاس بن أبى طلحة من بنى عبد الدار و شيبة بن مالك من بنى عامر . و لا يوجد قتلى من المشركين بسيف عمر بن الخطاب يوم أحد
و لن نجد من لغة الأرقام و الأحصائيات ما هو أبين دليلا على هذيان و أفتراءات أبن حزم !
3-و يستمر أبن حزم يقول ص 135 :
وجدناهم يحتجون بأن على كان اكثر الصحابة جهادا و طعنا في الكفار و الجهاد أفضل الأعمال . هذا خطأ لأن الجهاد ينقسم أقساما ثلاثة احداها الدعاء الى الله باللسان و الثاني الجهاد عند الحرب بالرأي و التدبير و الثالث الجهاد باليد في الطعن
و الرد على ذلك :
أنواع الجهاد تلك التى اخترعها أبن حزم لا توجد الا في خياله اذ لا نجد لها أثرا فى كتاب الله لأن الله تعالي ذكر الجهاد فى القرآن الكريم 32 مرة و حدد ان الجهاد فى فى سبيل الله يكون بشيئين بالأموال و الأنفس و لا يذكر الله شيئا عن ان من أنواع الجهاد جهاد باللسان و جهاد بالرأى و جهاد بالتدبير الذي تفتق عنهم ذهن أبن حزم !
يقول الله تعالى :
أنفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم فى سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ( التوبة 41 )
تؤمنون بالله و رسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم و أنفسكم ذلكم خيرا لكم ان كنتم تعلمون ( الصف 11 )
الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا فى سبيل الله بأموالهم و أنفسهم أعظم درجة عند الله و أولئك هم الفائزون ( التوبة 20 )
أنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون الحجرات 15 )
لكن رسول الله و الذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم و أنفسهم و أولئك لهم الخيرات و أولئك هم المفلحون ( التوبة 88 )
و الله أصدق مقالا من أبن حزم اذ قال ان المجاهدون بالأموال و الأنفس هم الأعظم درجة عند الله و أنهم هم الفائزون و الصادقون و المفلحون و هذان الجهادان أقر أبن حزم بأن ليس لأبى بكر أو عمر ليس لهما نصيبا يذكر فيهما لأنهما كانا منشغلين بالجهاد الأعظم الذي تفتق ذهنه عنه و لا يشير إليه الله تعالى !
و الله أصدق مقالا من أبن حزم اذ قال:
لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر و المجاهدون فى سبيل الله بأموالهم و بأنفسهم على القاعدين درجة و كلا وعد الله الحسنى و فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ( النساء 95 )
فالأفضل كما يقول الله هو المجاهد بماله أو نفسه و ليس كما يهذى أبن حزم
حتى باب الجهاد بالأموال عندما أراد أبو هريرة رفع شأن أبو بكر الصديق فقال أن رسول الله قال :
ما نفعنى مال قط ما نفعنى مال أبى بكر . فبكى أبو بكر و قال : هل أنا و مالى إلا لك يا رسول الله
سنن أبن ماجة - المقدمة - باب فضائل أبى بكر الصديق
فأننا نجد ثوابت التاريخ لا تتفق مع هذه المقالة العجيبة ! فمتى مون أبو بكر الصديق رسول الله بالمال ؟ فعندما ولد كفله جده عبد المطلب سيد قريش و عندما بلغ 6 سنوات كفله عمه أبو طالب رحمه الله كبير بنى هاشم و لما بلغ 25 سنة تزوج السيدة خديجة و كانت ذات تجارة و ثراء و لما هاجر للمدينة أحل الله له غنيمة الحرب
و الله أصدق مقالا إذ قال أنه أغنى رسوله : و وجدك عائلا فأغنى
4-و يستمر أبن حزم يقول ص 135 :
وجدنا الجهاد باللسان لا يلحق فيه أحد بعد رسول الله أبا بكر و عمر . أما أبو بكر فان أكابر الصحابة أسلموا على يديه فهذا أفضل عمل و ليس لعلي من هذا حظ كثير و أما عمر فأنه من يوم أسلم عز الأسلام و عبد الله بمكة جهرا . و هذا أعظم الجهاد فقد أنفرد هذان الرجلان و لا حظ لعلي في هذا أصلا
و الرد على ذلك :
قول أبن حزم ان اكابر الصحابة أسلموا على يد ابو بكر فهذا حق لا ننكره أما قوله و ليس لعلي من هذا حظ كثير فهذا يضلل القارئ لأن في ذلك مقارنة غير متكافئة بينهما لأن ابو بكر دعا خمسة من أصدقاءه يعرفونه و يحبونه و هو عندهم محل ثقة كما ان لديهم أستعدادا فطري لقبول الأسلام لأستنكارهم كفر قومهم بينما كان الإمام علي آنذاك صبيا لا يتجاوز عمره الثامنة على أحسن تقدير !
و قوله عن ان الدعوة الى سبيل الله قد أنفرد بها ابو بكر و عمر { و لا حظ لعلي في هذا أصلا } فهذا كذب صريح من أبن حزم لأن الإمام علي لما بلغ مبلغ الرجال و جاءته الفرصة للدعوة للإسلام كما جاءت لأبي بكر و عمر نجده لا يهدي الي الأسلام أفرادا معدودين بل نجده يهدي الي دين الله أفواجا من شعوبا و قبائل :
بعث رسول الله خالد بن الوليد الي أهل اليمن يدعوهم للأسلام فأقام فيهم ستة أشهر كاملة يدعوهم للأسلام فلا يجيبونه فأمر رسول الله بأعادة خالد بن الوليد و بعث الإمام علي فلما دنا من القوم خرجوا اليه فصف الإمام علي أصحابه و صلي بهم ثم تقدم الي همدان و خطب فيهم و قرأ عليهم كتاب رسول الله فأسلمت همدان جميعا فى يوم واحد فكتب بذلك الإمام علي الى رسول الله فلما قرأ رسول الله كتابه سجد لله و قال : السلام على همدان . السلام على همدان
أنظر : البداية و النهاية لأبن كثير 4 : 13
فنجد الإمام علي يهدي للأسلام جماعات من البشر لا يعرفهم و لا يعرفونه و يقرأ عليهم القرآن ستة أشهر كاملة فيرفضونه و مع ذلك أدخلهم جميعا فى الأسلام فى يوما واحدا !
5-و يستمر أبن حزم يقول ص 135 و 136 :
و بقي القسم الثالث و هو الطعن و الضرب و المبارزة فوجدناه أقل مراتب الجهاد ببرهان ان رسول الله وجدنا جهاده أنما في القسمين الأولين من الدعاء الي الله و التدبير فوجدنا علي لم ينفرد بالنسوق فيه بل شاركه في ذلك غيره شركة العنان كطلحة و الزبير و سعد
و الرد على ذلك :
ما يدعيه ابن حزم من ان رسول الله أنما كان جهاده جهادا بالدعاء و التدبير و ليس بالقتال - حيث أنه يتصور ان ذلك أقل مراتب الجهاد - فهذا قولا شاذا يتناقض مع ما أمر الله رسوله به . فقد أمر الله رسوله بالجهاد بالقتال :
فقاتل فى سبيل الله لا تكلف الا نفسك و حرض المؤمنين ( النساء 84 )
يا أيها النبى جاهد الكفار و المنافقين و أغلظ عليهم و مأواهم جهنم و بئس المصير ( التوبة 73 و التحريم 9 )
و قوله ان الإمام علي لم ينفرد بالجهاد بالنفس و شاركه آخرون فهذا حق لا ننكره و لكن للحق أيضا يجب أن نقر أن أحدا من الصحابة أصاب ما أصاب الإمام علي من بلاء فقد شهد الإمام علي مع رسول الله كافة مغازيه ( ما عدا تبوك 9 هـ) و طعن بسيفه بين يدي رسول الله في كافة مشاهده
و حمل لواء رسول الله فى غزوة بدر الأولى فى جمادى الأولى 2 هـ
و حمل راية الرسول السوداء التى تسمى العقاب فى غزوة بدر الكبرى 2 هـ
و حمل لواء رسول الله فى غزوة حمراء الأسد فى شوال 3 هـ و غزوة بنى قريظة 5 هـ
و كتب بين يدي رسول الله صلح الحديبية فى 1 ذو القعدة 6 هـ
و أعطاه رسول الله راية المسلمين ففتح الله على يديه يوم خيبر فى 20 رجب 7 هـ
و حمل أحدى رايات المهاجرين الثلاث يوم فتح مكة 8 هـ
و بعثه رسول الله فى عدة سرايا فبعثه أميرا على 100 رجل الى بنى سعد قرب فدك فى شعبان 6 هـ و بعثه اميرا على 150 رجلا من الانصار الى طئ فى ربيع الآخر 9 هـ
و بعثه أميرا على 300 فارس الى بلاد مذحج فى رمضان 10 هـ …. و هذا لم يتحقق لأي صحابى آخر
-و ما من غزوة غزاها النبى إلا صرع الإمام علي صناديد الكفر فصرع 23 من المشركين من 70 مشرك قتلوا يوم بدر 2 هـ
و صرع طلحة بن أبى طلحة حامل لواء قريش و 4 من فرسان بنى كنانة و بلغ قتلاه 12 قتيل مشرك يوم أحد 3 هـ
و صرع الفارس المغوار عمرو بن ود يوم الأحزاب 5 هـ
و صرع الفارس اليهودي مرحب يوم خيبر 7 هـ
-و يوم خيبر بات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطي النبى رايته فلما أصبح الناس غدوا على النبي كلهم يرجو ان يعطاها حتى قال عمر : فما أحببت الامارة الا يومئذ . فصلى رسول الله الغداة ثم دعا باللواء و قام قائما فما من رجل له منزلة من رسول الله الا و هو يرجو ان يكون ذلك الرجل فقال رسول الله : أين علي بن أبي طالب ؟
فجاء الإمام علي و بعينه رمد فتفل رسول الله في عينه و أعطاه الراية و قال له : أذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك و لا تلتفت .
ففضله رسول الله على الزبير و سعد و كافة صحابته
أنظر : البداية و النهاية لأبن كثير 3: 358-363
-ويذكر أبن هشام فى ( السيرة النبوية ) عن يوم أحد 3 هـ أن الإمام علي أخذ يمزق الكتائب و هو يذب عن رسول الله فقال جبريل لرسول الله : لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى . فقال رسول الله : و ما يمنعه . و هو منى و أنا منه . فقال جبريل : و أنا منكما . ثم سمع صوت صارخ فى الجنبات : لا سيف الا ذو الفقار و لا فتى الا علي . فسئل النبى عن هذا الصوت فقال : هذا جبريل
-و مما نذكر به ابن حزم أن للامام علي من الجهاد ما يفضله على كافة الصحابة على سبيل المثال لا الحصر :
فقد شهد يوم بدر بينما لم يشهده طلحة بن عبيد الله
و ثبت يوم أحد بينما فر عثمان بن عفان
و ثبت يوم حنين بينما فر آلاف الصحابة
و اعطاه رسول الله الراية يوم خيبر بينما منعها رسول الله عن سعد بن أبى وقاص
و كان الإمام علي هو أول صحابى يلبس درعا لا ظهر لها
فهل بعد ذلك يخرج علينا أحدا تائها يهذي مرددا ما كتبه أبن حزم ؟
6-و يستمر أبن حزم يقول ص 136 :
و قد بعثهما رسول الله ( أي أبو بكر و عمر ) أكثر مما بعث علي و قد بعث أبا بكر الي بني فزارة و غيرهم و بعث عمر الي بني فلان و ما نعلم لعلي بعثا الا الي بعض حصون خيبر فحصل أربع أنواع الجهاد لأبي بكر و عمر و قد شاركا علي في أقل أنواع الجهاد
و الرد على ذلك :
هذا تزيف واضح للتاريخ لا يخرج إلا عن جاهل أو كاذب
فأن رسول الله بعث أبو بكر الصديق مرة واحدة فقط لا غير عندما بعثه في شعبان 7 هـ فى سرية الى بنى كلاب فى نجد
و بعث رسول الله عمر بن الخطاب مرة واحدة فقط لا غير عندما بعثه في شعبان 7 هـ فى سرية من ثلاثين رجلا الى هوازن فهربوا من المسلمين فعاد للمدينة دون أن يشهر سيفا
* الطبقات الكبري لأبن سعد 1 : 429
أما الإمام علي الذي يقول عنه أنه بعثهما أكثر مما بعثه فالحقيقة التي يدلسها أبن حزم هى العكس تماما اذ أن رسول الله بعثه أكثر مما بعث الشيخين مجتمعين معا :
فقد بعث رسول الله الإمام علي فى شعبان 6 هـ فى سرية من 100 رجل الى بنى سعد بن بكر قرب فدك
و بعثه رسول الله فى ربيع الآخر 9 هـ فى سرية من 150 رجلا من الأنصار الى طئ فهدم صنمهم الذي يسمى الفلس
و بعثه رسول الله فى رمضان 10 هـ الى بلاد مذحج باليمن فى سرية من 300 فارس
* الطبقات الكبري لأبن سعد 1 : 408و 461و 465
أما يوم خيبر الذي لا يعلم أبن حزم غيره فهو أبين دليل على أفضلية الإمام علي على أبو بكر و عمر فقد أعطاهما الراية الواحد تلو الآخر فخذلاها و لقيا الهزيمة فعندها قال رسول الله :
لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله يفتح الله على يديه و ليس بفرار
فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على النبي كلهم يرجو ان يعطاها حتى قال عمر بن الخطاب : فما أحببت الامارة الا يومئذ . فصلى رسول الله صلاة الغداة ثم دعا باللواء و قام قائما فما منا من رجل له منزلة من رسول الله الا و هو يرجو ان يكون ذلك الرجل فقال رسول الله : أين علي بن أبى طالب ؟ . فجاء الإمام علي و بعينه رمد فتفل رسول الله فى عينه و أعطاه الراية و قال له : أذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك و لا تلتفت .
* البداية و النهاية لأبن كثير 3: 358-363
أما قوله عن الجهاد بالقتال هو أقل أنواع الجهاد فأن الله أصدق مقالا من أبن حزم و قد قال ان للقتال فى سبيل الله الأجر العظيم و أنه هو الفوز العظيم :
فليقاتل فى سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة و من يقاتل فى سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ( النساء 74 )
ان الله أشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا فى التوراة و الأنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فأستبشروا ببيعكم الذي بايعتم و ذلك هو الفوز العظيم ( التوبة 111 )
7-و يستمر أبن حزم يقول ص 136 و 137 :
و أحتج أيضا من قال بأن علي كان أكثرهم علما . كذب هذا القائل و أنما يعرف الصحابي لأحد وجهين لا ثالث لهما احدهما كثرة روايته و فتاويه و الثاني كثرة أستعمال النبي له فوجدنا النبى قد ولي ابا بكر الصلاة بحضرته ..و استعمل أبا بكر على الحج
و الرد على ذلك :
اذا قسنا بنفس مقياس أبن حزم لوجدنا أن الإمام علي هو الأفضل عكس ما يرمي اليه . فقد أستعمل رسول الله الإمام علي قاضيا على اليمن و هي بلاد شاسعة الاطراف و هو شابا لا يتعدي عمره 30 عام يقضي بين الناس و يفتيهم بينما لم يول أبو بكر القضاء و هو أسن من الإمام علي بأكثر من 30 سنة !
و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للامام علي عندما ولاه القضاء :
ان الله سيهدى لسانك و يثبت قلبك
* مسند أحمد بن حنبل - حديث 636 و البداية و النهاية لأبن كثير 4 : 16
أما حج أبو بكر الصديق فهو دليل صريح على أفضلية الإمام علي عليه ! لأن رسول الله ولاه ان يحج بالناس فعلا و لكن لم يكن من الناس الذي حج بهم الإمام علي فلما أنزل الله على رسوله سورة التوبة قال رسول الله : لا يبلغها الا أنا أو رجل من أهل بيتى . فأوفد الإمام علي ليقرأ في الناس سورة التوبة فلحق بأبي بكر الصديق و الناس فى منى يوم 10 ذو الحجة 9 هـ يؤدون مناسك الحج فقرأ عليهم سورة التوبة : براءة من الله و رسوله الى الذين عاهدتم من المشركين . ثم بلغ الناس أمر رسول الله : أيها الناس . لا يدخل الجنة كافر . و لا يحج بعد العام مشرك . و لا يطوف بالبيت عريان . و من كان له عند رسول الله عهد فهو الى مدته
فلما عاد أبو بكر الصديق جاء رسول الله فقال : يا رسول الله نزل في شئ ؟
قال : لا و لكن جبريل جاءني فقال لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك .
* البداية و النهاية لأبن كثير 3: 640
و هكذا نجد ان الله و رسوله أمرا ان يكون الإمام علي هو من يبلغ أمر الله و رسوله في الناس الذين يحج بهم أبو بكر و ليس أبو بكر رغم أنه يقيم بالناس الحج ! فعندما يتعلق الأمر بمن يحل محل النبى شخصيا فى أداء ما كلفه به الله لن يكون سوى الإمام علي و لا غيره
أما الصلاة بالناس التى أخذ أهل السنة يعظمون و يعظمون من شأنها فأصبحت مقياسا للأفضلية و دليلا لأستحقاق الخلافة فأننا نجد أن عمر بن الخطاب نفسه لا يشاطرهم هذا الرأى فعندما طعن عمر و جعل الخلافة شورى فى ستة نفر و لن يخرج الخليفة القادم منهم لم يجعل أحدهم يؤم الصلاة فيصور أنه الأولى و هو محق فى ذلك لكن المثير أنه لم يجعلهم يتبادلون إمامة الصلاة بالناس رغم أن الخليفة سيكون منهم بل أمر صهيب بن سنان الرومى أن يصلى بالناس و قال مبررا ذلك : أنه ليس له فى الأمر شئ !
و لا علاقة شرعية بين إمامة الصلاة و الخلافة فالإمامة تصح مثلا للروسى أو المرأة و الخلافة كما قال رسول الله : الأئمة من قريش
8-و يستمر أبن حزم يقول ص 137 و 138 :
و لم يرو عن علي الا خمس مائة و ست و ثمانون حديثا يصح منها نحو خمسين و قد عاش بعد رسول الله أزيد من ثلاثين سنة … فوجدنا حديث أبي هريرة خمسة آلاف و ثلاثمائة و أربع و سبعين مسندا
و الرد على ذلك :
الباحث المنصف يري ان في ذلك فضل عظيم للامام علي و ليس كما يرمي أبن حزم لأنه كما لا يخفي على أحد أن الأمويين عقب أستيلاءهم على الحكم عام 41 هـ أمروا بسب الإمام علي جهرا على منابر المساجد بل أن الحجاج بن يوسف الثقفي منع الناس عن التحديث عن الإمام علي فكان الحسن البصري و التابعين اذا رووا حديثا عنه لم يقدروا ان يصرحوا بأسم الإمام علي خوفا من بطشه فكان يقول

و بنفس مقياس أبن حزم فأن عثمان بن عفان الذى يفضله أبن حزم على الإمام علي فقد عاش بعد رسول الله 25 سنة و تسلط رهطه من بني أمية على الحكم لأكثر من 90 سنة و تحزب الآلاف تحت دعوي الطلب بدمه و كثر الحديث عن فضله أبان عهد الدولة الأموية و برغم كل تلك الظروف المواتية لم يصل لنا منه سوي 146 حديثا فقط ! أى ربع ما وصل لنا عن الإمام علي !
أما أبو هريرة الذي يفخر له أنه روي عن رسول الله 5374 حديثا فأننا نجده يعترف بوضع الأحاديث تارة و أخفاء بعضها تارة و نسب روايات آخرين الي رسول الله تارة أخرى و و يحدث أهل السنة ان رسول الله كان يغمس الذباب في طعامه و يسب و يؤذي المؤمنين و تفوته الصلاة و يسهو فيها و الأنبياء عنده يضربون الملائكة و يجرون وراء الأحجار و عنده الفئران أصلها بشر و البقر يتكلم و هو يمشى على الماء ويحاور الشيطان
9-و يستمر أبن حزم يقول ص 137 و 138 :
ان الذي كان عند ابي بكر من العلم أضعاف ما كان عند علي …و فتاوي عمر موازنة لفتاوي علي في أبواب الفقه
و الرد على ذلك :
سنوفر الجهد في الجدال اذ يتكفل بالرد على هذه المقالة العجيبة من هو خيرا منى و من أبن حزم و من البشر جميعا و هو رسول الله نفسه قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
أنا مدينة العلم و علي بابها . فمن أراد العلم فليأت الباب
* سنن الترمذي - كتاب المناقب - باب مناقب علي بن أبى طالب
* أحمد بن حنبل - كتاب فضائل الصحابة - حديث 1081
* المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري
و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
أنت يا علي تبين لأمتى ما اختلفوا فيه من بعدي
* المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري - حديث 4620
و مصداقا لقول النبى فأننا نجد أن الحقيقة تخالف ما يدعيه أبن حزم و يشهد على كذب مقالته أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب أنفسهما ! . فلم يدع أبو بكر الصديق بألمامه بكافة أحكام القرآن فقد أستفتى يوما و هو خليفة المسلمين عن أرث الكلالة التى نزل حكمها في القرآن فى سورة النساء آية 12 فقال : سأقول فيها برأيى فأن يك صوابا فمن الله و ان يك خطأ فهو منى و من الشيطان !
* تفسير الطبري - تفسير القرآن العظيم لأبن كثير - الدر المنثور لجلال الدين السيوطي
أما عمر بن الخطاب فطالما أستعصت عليه المسائل الفقهية أبان خلافته فيهرع الى الإمام علي يسأله و يستفتيه و أقر له بالأفضلية فى الفتوى و القضاء بل أقر له صراحة أنه لولا ما أفتاه علي لأمور فقهية أحتار فيها عمر لكان عمر من الهالكين فقال عمر بن الخطاب :
-لولا علي لهلك عمر
أحمد بن حنبل - كتاب فضائل الصحابة - حديث 1209 / مسند أحمد بن حنبل - حديث 1330 و 1364
سنن أبو داود - حديث 4399 و 4402
-أنت يا علي خيرهم فتوى
سنن الدارقطني - كتاب الصيام - باب القبلة للصائم
-علي أقضانا
صحيح البخاري - كتاب تفسير القرآن - تفسير آية ( و ما ننسخ من آية ) -حديث 4481
-أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن
أحمد بن حنبل - كتاب فضائل الصحابة - حديث 1100
و لم تكن أبدا فتاوى عمر موازنة لفتاوى علي فى أبواب الفقه لأن عمر بن الخطاب كان مقرا بعدم تمكنه من الفقه
و قد أوضح عمر بن الخطاب نفسه سبب غياب العديد من السنن و الأحكام عليه عندما أختلف مع أبو موسى الأشعرى فى أمر الأستئذان فقال أبو سعيد الخدرى : قد كنا نؤمر بهذا . فقال عمر : خفى على هذا من أمر النبى ألهانى الصفق بالأسواق
* صحيح البخارى - كتاب الأعتصام بالكتاب و السنة
كما أن عمر بن الخطاب لم يكن شاهدا للعديد من مواقف السنة النبوية حيث لم يكن ملازما للنبى يوميا بل يوما و يوما كما يروى هو نفسه : كنت أنا و جار لى من الأنصار فى عوالى المدينة و كنا نتناوب النزول على رسول الله ينزل يوما و أنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحى و إذا نزل فعل مثل ذلك
* صحيح البخارى - كتاب العلم - باب التناوب فى العلم
لذا نجد عمر بن الخطاب مثلا يسأل الصحابى أبو واقد الليثى : ما كان يقرأ رسول الله فى صلاتى عيد الأضحى و الفطر ؟ فيجاوبه : كان يقرأ سورتى ق و القمر
* صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب ما يقرأ به فى صلاة العيدين
و من أمثلة عدم تمكن عمر بن الخطاب فى الفقه :
-أتى إلى عمر بمجنونة قد زنت فأستشار ناسا فأمر بها أن ترجم فمر علي بن أبى طالب فقال : ما شأنها ؟ قالوا : مجنونة بنى فلان زنت فأمر عمر أن ترجم قال : أرجعوا بها ثم أتاه فقال : ألم تعلم أن القلم رفع عن المجنون حتى يعقل و عن الصبى حتى يحتلم ؟ فخلى عنها عمر و قال : لولا علي لهلك عمر
-تحير عمر بن الخطاب فى ماذا يفعل إذا شك فى الصلاة فيسأل عبد الله بن العباس ( و كان فتى صغيرا ) : يا غلام هل سمعت من رسول الله أو من أحد أصحابه إذا شك فى صلاته ماذا يصنع ؟
* مسند أحمد بن حنبل - مسند العشرة المبشرين بالجنة - مسند عبد الرحمن بن عوف - حديث 1568
-و أعترف عمر بن الخطاب صراحة بعدم تمكنه من الفقه فى قوله الخاص بمهور النساء الذي جادلته فيه أمرأة من عامة المسلمات فأفحمته : فقد خطب عمر بن الخطاب يوما : من غالى فى مهر أمرأته جعلته في بيت مال المسلمين
فقالت له أمرأة : تمنعنا ما أحل الله لنا حيث قال و آتيتم أحداهن قنطارا فلا تأخذون منه شيئا أتأخذونه بهتانا و أثما مبينا
فقال عمر بن الخطاب : كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات فى البيوت
-و فى صحيح مسلم : أتى رجلا عمر فقال : أنى أجنبت فلم أجد ماء فقال : لا تصلى فقال عمار بن ياسر : أما تذكر يا أمير المؤمنين اذا أنا و أنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فأما أنت فلم تصلى و أما أنا فتمعكت فى التراب و صليت فقال النبى : أنما يكفيك ان تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بها وجهك و كفيك فقال عمر : أتق الله يا عمار . قال : أن شئت لم أحدث به
و يرينا الحديث كيف غاب عن عمر بن الخطاب أبسط الأحكام التى يعرفها كل مسلم و هى التيمم التى وردت فى القرآن فى سورتى النساء و المائدة و يفتى عمر بعدم الصلاة ! . إذ قال الله :أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا
و حتى لو صدق زعم أبن حزم أن فتاوى عمر موازنة لفتاوى علي . فما فائدة تلك الفتاوى إذا كان لا يستفيد منها أحد ؟
جاء فى المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابورى 1 : 178 - حديث 335
أن الصحابى معاذ بن جبل أوصى أصحابه أن يطلبوا العلم فسئل عن من يطلب منهم العلم :
قال معاذ بن جبل عند أربعة نفر : عند أبى الدرداء و عند عبد الله بن مسعود و عند سلمان الفارسى وعند عبد الله بن سلام . قال يزيد : وعند عمر بن الخطاب ؟ فقال : لا تسأله عن شيء فإنه عنك مشغول .