الحرب على صعدة 2007 - مقالات عن الأحداث
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
الأربعاء 07 مارس 2007
الدستور لا الفتوى
* كتب/ رئيس تحرير الوسط ( جمال عامر )
ما كان ينبغي على السلطة أن تسبغ على حرب صعدة صفة القداسة لتتحول من قتال ضد متمردين على الدولة إلى قتال ضد خارجين على الدين وبفتوى دينية تشرع القتل وهو ما سيخلق اصطفافاً مضاداً سيوسع قاعدة الفتنة بدلاً من تضييقها.
رئيس الدولة يستند على شرعية دستورية شعبية لا يمكن التشكيك بها أو الانقلاب عليها حتى وإن بفتوى دينية، إذ ليس هناك غير طريق شرعي واحد لإبعاد رئيس دولة دستورية ديمقراطية عن الحكم وهو الصندوق، إذاً ليس من حاجة تستدعي الاستقواء بشرعية الفتوى الدينية لأن الفتوى هنا ستحل محل الدستور مما يجعلها بديلاً موضوعياً عن الشرعية التي يمنحها الدستور والصندوق وهو ما سيرجع بنا إلى مرحلة حكم الأئمة الذين كان الطامحون للحكم فيه كلاً منهم يبحث عن فقهاء ومراجع دينية تمنحهم الشرعية وهو ما أحرم البلاد من استقرارها زمناً طويلاً.
الدولة حين تدخل في حرب مع جماعات تقول إنها تمردت عليها فإن المنطق وهيبة الدولة يقتضي أن جيشها ولوحده هو من عليه أن يحسم المعركة لأنه المسؤول الأساس عن حماية الشرعية وصونها وحينما يتم الاستعانة بمن هم من خارجه فإن ذلك قد يعد دلالة على ضعف الجيش عن الحسم بالإضافة إلى أن استخدام مسلحي القبائل سينقل الحرب من دائرة القتال الشرعي تحت لواء الدولة إلى دائرة الثأر وهو ما لا يمكن التحكم بآثاره.
بيانات الحوثيين الأخيرة لم تترك مجالاً لحل سوى المواجهة رغم فداحتها إلا أن هذه المواجهة مع ذلك تقتضي من السلطة ورئيسها رباطة جأش لا تقود إلى قرارات متسرعة قد تؤدي إلى خسارة من هم في نفس الخندق كما أن الشك المطلق بالأعوان والتردد في اتخاذ قرارات مبنية على معلومات مؤكده من أسباب الهزيمة.
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=3794
الدستور لا الفتوى
* كتب/ رئيس تحرير الوسط ( جمال عامر )
ما كان ينبغي على السلطة أن تسبغ على حرب صعدة صفة القداسة لتتحول من قتال ضد متمردين على الدولة إلى قتال ضد خارجين على الدين وبفتوى دينية تشرع القتل وهو ما سيخلق اصطفافاً مضاداً سيوسع قاعدة الفتنة بدلاً من تضييقها.
رئيس الدولة يستند على شرعية دستورية شعبية لا يمكن التشكيك بها أو الانقلاب عليها حتى وإن بفتوى دينية، إذ ليس هناك غير طريق شرعي واحد لإبعاد رئيس دولة دستورية ديمقراطية عن الحكم وهو الصندوق، إذاً ليس من حاجة تستدعي الاستقواء بشرعية الفتوى الدينية لأن الفتوى هنا ستحل محل الدستور مما يجعلها بديلاً موضوعياً عن الشرعية التي يمنحها الدستور والصندوق وهو ما سيرجع بنا إلى مرحلة حكم الأئمة الذين كان الطامحون للحكم فيه كلاً منهم يبحث عن فقهاء ومراجع دينية تمنحهم الشرعية وهو ما أحرم البلاد من استقرارها زمناً طويلاً.
الدولة حين تدخل في حرب مع جماعات تقول إنها تمردت عليها فإن المنطق وهيبة الدولة يقتضي أن جيشها ولوحده هو من عليه أن يحسم المعركة لأنه المسؤول الأساس عن حماية الشرعية وصونها وحينما يتم الاستعانة بمن هم من خارجه فإن ذلك قد يعد دلالة على ضعف الجيش عن الحسم بالإضافة إلى أن استخدام مسلحي القبائل سينقل الحرب من دائرة القتال الشرعي تحت لواء الدولة إلى دائرة الثأر وهو ما لا يمكن التحكم بآثاره.
بيانات الحوثيين الأخيرة لم تترك مجالاً لحل سوى المواجهة رغم فداحتها إلا أن هذه المواجهة مع ذلك تقتضي من السلطة ورئيسها رباطة جأش لا تقود إلى قرارات متسرعة قد تؤدي إلى خسارة من هم في نفس الخندق كما أن الشك المطلق بالأعوان والتردد في اتخاذ قرارات مبنية على معلومات مؤكده من أسباب الهزيمة.
http://www.alwasat-ye.net/modules.php?n ... e&sid=3794
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
سيناريوهات حرب صعدة الثلاثة
07/03/2007 م 02:25:23
محمد محمد المقالح
لو كان للحرب الدائرة في صعدة أهداف واضحة ومحددة كنا قد عرفنا إلى أين ستنتهي ومتى ستتوقف وماهي معايير النصر والهزيمة فيها
قبل يومين من تفجير الحرب الأخيرة أعلن رئيس الجمهورية في خطاب متلفز عن عدد من الشروط طالب أن يلتزم بها عبد الملك الحوثي ولا فقد اعذر من انذر وقد تمثلت الشروط ب( تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة , والنزول من الجبال , وتشكيل حزبا سياسيا وفقا للقانون والدستور , وتطبيق قرار العفو العام )
بعد ثلاثة أيام من تفجر الحرب وتحديدا في 7/3/2007م وافق عبد الملك الحوثي على جميع شروط الرئيس المعلنة ومن ضمنها النزول من الجبال وتشكيل حزبا سياسيا وفقا لقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية , وأكد على موافقته عليها مرة أخرى وبصورة أوضح في البيان الصادر عنه في 24/2/2007م , لكن الحرب لم تتوقف وعلى خلاف ذلك اتسعت من حيث نطاقها الجغرافي والاجتماعي ومن حيث عدد ضحاياها والأسلحة المستخدمة فيها , الأمر الذي يعني ان تلك الشروط المعلنة لم تكن هي الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الحرب ,أو أنها فعلا كانت هي الأهداف في بداية الحرب لكنها تغيرت مع تغير طبيعة المتغيرات على ارض المعركة ووفقا للمتغيرات الإقليمية والدولية المتعلقة بها ولو بصورة غير مباشرة
وطالما وأهداف الحرب تتغير يوميا فان السؤال الذي يطرح نفسه اليوم على الرئيس بعد قرابة الاربعين يوما ولاربعين ليلية من الحرب , وبعد مئات الضحايا هو ما هي أهداف الحرب اليوم وما هي اهدافها غدا !؟
الجواب بصراحة واختصار (لا ادري) وربما لا يدري القائمين على الحرب أيضا
وحتى يجاب على السؤال فان الحرب ستظل تدور على نفسها وتأكل أجساد الجنود والمواطنيين حتى يتحقق احد السينارويهات الثلاثة التالية :-
-أن ترتفع نسبة القتلى من الجنود والمواطنيين بدرجة كبيرة لا تستطيع السلطة تحمل نتائجها وبالتالي ترضخ لإيقاف الحرب وتضطر للحوار مع عبد الملك الحوثي وجماعته وهو سيناريو خطير لأنه لا يضمن عودة تفجر الحرب مرة أخرى مثل ما حصل سابقا
-ان تحسم السلطة الحرب ولكن بعد قتل مئات او الاف المواطنيين في صعدة وهو السيناريو الاخطر على الاطلاق كون حجم الضحايا من منطقة واحدة سيتحول الى ورقة رابحة في يد أي طرف داخلي او خارجي يهيء لاسقوط السلطة ذاتها ولو بعد حين فضلا عن انه سيهيئ للتدخلات الخارجية
-ان يتدخل طرف ثالث لاخراج الطرفين من مازق الحرب وأفضل ان يكون طرفا داخليا وبما يضمن الحفاظ على هيبة الدولة وضمان حقوق وحريات المواطنيين وبما يسهم في مداوات جروح الحرب بعد ذلك
http://www.aleshteraki.net/articles.php ... icleID=526
07/03/2007 م 02:25:23
محمد محمد المقالح
لو كان للحرب الدائرة في صعدة أهداف واضحة ومحددة كنا قد عرفنا إلى أين ستنتهي ومتى ستتوقف وماهي معايير النصر والهزيمة فيها
قبل يومين من تفجير الحرب الأخيرة أعلن رئيس الجمهورية في خطاب متلفز عن عدد من الشروط طالب أن يلتزم بها عبد الملك الحوثي ولا فقد اعذر من انذر وقد تمثلت الشروط ب( تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة , والنزول من الجبال , وتشكيل حزبا سياسيا وفقا للقانون والدستور , وتطبيق قرار العفو العام )
بعد ثلاثة أيام من تفجر الحرب وتحديدا في 7/3/2007م وافق عبد الملك الحوثي على جميع شروط الرئيس المعلنة ومن ضمنها النزول من الجبال وتشكيل حزبا سياسيا وفقا لقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية , وأكد على موافقته عليها مرة أخرى وبصورة أوضح في البيان الصادر عنه في 24/2/2007م , لكن الحرب لم تتوقف وعلى خلاف ذلك اتسعت من حيث نطاقها الجغرافي والاجتماعي ومن حيث عدد ضحاياها والأسلحة المستخدمة فيها , الأمر الذي يعني ان تلك الشروط المعلنة لم تكن هي الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها الحرب ,أو أنها فعلا كانت هي الأهداف في بداية الحرب لكنها تغيرت مع تغير طبيعة المتغيرات على ارض المعركة ووفقا للمتغيرات الإقليمية والدولية المتعلقة بها ولو بصورة غير مباشرة
وطالما وأهداف الحرب تتغير يوميا فان السؤال الذي يطرح نفسه اليوم على الرئيس بعد قرابة الاربعين يوما ولاربعين ليلية من الحرب , وبعد مئات الضحايا هو ما هي أهداف الحرب اليوم وما هي اهدافها غدا !؟
الجواب بصراحة واختصار (لا ادري) وربما لا يدري القائمين على الحرب أيضا
وحتى يجاب على السؤال فان الحرب ستظل تدور على نفسها وتأكل أجساد الجنود والمواطنيين حتى يتحقق احد السينارويهات الثلاثة التالية :-
-أن ترتفع نسبة القتلى من الجنود والمواطنيين بدرجة كبيرة لا تستطيع السلطة تحمل نتائجها وبالتالي ترضخ لإيقاف الحرب وتضطر للحوار مع عبد الملك الحوثي وجماعته وهو سيناريو خطير لأنه لا يضمن عودة تفجر الحرب مرة أخرى مثل ما حصل سابقا
-ان تحسم السلطة الحرب ولكن بعد قتل مئات او الاف المواطنيين في صعدة وهو السيناريو الاخطر على الاطلاق كون حجم الضحايا من منطقة واحدة سيتحول الى ورقة رابحة في يد أي طرف داخلي او خارجي يهيء لاسقوط السلطة ذاتها ولو بعد حين فضلا عن انه سيهيئ للتدخلات الخارجية
-ان يتدخل طرف ثالث لاخراج الطرفين من مازق الحرب وأفضل ان يكون طرفا داخليا وبما يضمن الحفاظ على هيبة الدولة وضمان حقوق وحريات المواطنيين وبما يسهم في مداوات جروح الحرب بعد ذلك
http://www.aleshteraki.net/articles.php ... icleID=526
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
عن الصراع في صعده.. حاجة آليات القرن العشرين لأفكار القرن العاشر
07/03/2007
نبيل الصوفي ، نيوز يمن
يقول يحيى الحوثي أن «الحرب في صعدة» هكذا سماها بين «كر وفر»!! كأنه يتحدث عن «لعبة بين أطفال، أو عن حرب بين دولتين ذات سيادة».
وللأسف أن يحيى هذا كان عضو مجلس نواب، وحسب الوقائع فقد ظل بعيدا عن الصراع بفعل نشاط وجهود التجديد في إطار المذهب الزيدي كإطار اجتماعي وتاريخي لتدين أبناء صعدة «هاشميين أو قبائل»، والتي أسقطها شقيقه حسين تغشاه الله برحمته، سواء عبر شقه «منتدى الشباب المؤمن» أو عبر تفجيره حربا ضد القوات العسكرية يوم كانت لاتزال أطقم شرطة، بحجة أنها تريد خطفه لصالح أميركا وإسرائيل!
في المقابل، وفي صنعاء يوزع بيان منسوب «لأبناء الشهداء» يتهم فيه عبدالكريم الخيواني، وأنيسة عثمان، ومحمد المقالح، بأنهم «خونة» و«إرهابيين»، وتصدر تصريحات تعتبر من «ينشر خبرا منسوبا لمصادر الحوثي» عدوا للحكومة!!
يتحدث المتمردون بلغة «خارج العصر» عن سيدي فلان، وسيدي علان، وبركات السماء التي تقتل «عملاء اليهود» من العسكريين وأبناء صعده الذين يرفضون تموين التمرد فضلا عن الاشتراك فيه.
ترد عليهم صنعاء بخطاب لايقل سوءا عنهم. تستحضر الدولة الصفوية -وكأننا في حلف دولة بني عثمان، ويهاجم مذهب الإثنى عشري العاجز أصلا عن احتواء الحركة الاجتماعية، وحتى التدين الشاب في عقر داره في العراق، ونفوذه في إيران. ويكف عن كونه شيئا حيا ككل المذاهب والفرق التراثية التي أنتجتها صراعات السلطة والتي لولا الدول المستبدة المعاصرة لتجددت حسب حاجات الناس ولتغيرت مايسمها حراس المعابد بأصولها، لأنها ليست أكثر من اجتهادات بشر في زمان ومكان مختلفين.
وتدخل في المعركة الكلامية، أطراف بلامسئولية، تعيش معارك خارج الزمان والمكان، هي من حقها ولاشك لو لم تكن مرتبطة بحرب في الزمان والمكان.
من يعبر عن استياءه من استمرار القصف الرسمي، لايقول أبدا لأتباع الحوثي: يكفي رعونة. فلن يكون ثمة حل إلا وضعكم السلاح، والتخلي عن فكر مغرور يعتقد أنه سر الله لحماية مصالح عباده من المسلمين.
ومن يقدر خطورة أن تراق دماء الجيش بأيدي مقامرين، لايقول للمؤسسة الرسمية إنه لن يكون ثمة حل حينما توسع دائرة الخارجين على القانون، وتكثر الخصومات، وتخوض معركة خارج الزمان والمكان. اللذين هما الآن الدولة اليمنية، بمايحكمها نظريا من دستور وقوانين ومنطلقات، وبرؤيتها للعلاقات الدولية، والحرية الدينية، ومكافحة الإرهاب.
يمكن هنا الإشادة بخطاب د.أبوبكر القربي وزير الخارجية، الذي تحدث فيه في القاهرة وذكر بمايلزم به الدستور والقانون كل الأطراف في دولة مهما قلنا عن مساوئ سلطتها، فنحن ننتقد بعدها عن الإطار الدستوري لا أن نسابقها في ذلك الابتعاد.
نعم ثمة تغير.. تعقليقا على خطاب رئيس الأمن القومي
في حلقة نقاشية -هي الثانية التي ينظمها طرف أميركي مع الحكومة اليمنية وتقتصر الدعوة لها على الإعلام الرسمي- قال علي الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ورئيس جهاز الأمن القومي، أن الإصلاحات ومكافحة الفساد قضايا ملحة لمصلحة اليمن وليس لمجرد كونها مطالب دولية.
للمقارنة، قبل أقل من عام وفي محاضرة له في جامعة ذمار، شن نفس المسئول هجوما على الإصلاحات، معتبرا المطالب بمكافحة الفساد «محاولة لاختراق السيادة»، مؤكدا أن «الأمن القومي» هو من سيكافح الفساد، في خطوة اعتبرتها -كقارئ ومتابع ومهتم يومها- تبشيرا بأن الدولة اليمنية ستدخل عصرا يشبه ما أنتجته أجهزة المخابرات التي عملت لحماية مبادئ الاتحاد الاشتراكي المصري أواخر أيام عبدالناصر رحمه الله.
إذ أن أي تدخل لأجهزة الأمن في الحياة المدنية، وبخاصة ماخص منها القضايا السياسية الحديثة، والمطالب الفنية غير العسكرية، لايعني سوى إرهاق تلك الأجهزة وتعطيل القانون بوعي، وليس لمجرد قلة الخبرة، أو ضعف التوجه. فلايكافح الفساد سوى شفافية معلوماتية وقضاء نزيه، ولايحمي الدول سوى حماية الوظائف من تغول بعضها على بعض. ومثلما لايصح أن يقرر قاض أو صحفي أو تاجر إجراءات أمنية، لن يحقق التدخل الأمني في مجالات هؤلاء أي إنجاز، إذ هدف وقانون وتنظيمات وخبرة كل منهم لايعمل إلا في مجاله، أيا تكن الإدعاءات. هكذا تقول الخلاصات النهائية لكل تجارب الإنسانية الناجحة والفاشلة. القديمة والجديدة.
خلاصة القول أن الحديث الجديد للأستاذ علي الآنسي، مشجع للإصرار أن ثمة تغيرات إيجابية للتصدي للتحديات الحقيقة التي تعوق دون تحقيق اليمن الجديد. مع ملاحظة طبيعية أن تلك لاتزال مجرد كلمات في ندوات تغطى من طرف رسمي، ولكن وملثما تشاءمنا من مجرد كلمات أيضا نقلت بأدوات رسمية دعونا نتفاءل بالجديد.
nbil21972@hotmail.com
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 3_07_12372
07/03/2007
نبيل الصوفي ، نيوز يمن
يقول يحيى الحوثي أن «الحرب في صعدة» هكذا سماها بين «كر وفر»!! كأنه يتحدث عن «لعبة بين أطفال، أو عن حرب بين دولتين ذات سيادة».
وللأسف أن يحيى هذا كان عضو مجلس نواب، وحسب الوقائع فقد ظل بعيدا عن الصراع بفعل نشاط وجهود التجديد في إطار المذهب الزيدي كإطار اجتماعي وتاريخي لتدين أبناء صعدة «هاشميين أو قبائل»، والتي أسقطها شقيقه حسين تغشاه الله برحمته، سواء عبر شقه «منتدى الشباب المؤمن» أو عبر تفجيره حربا ضد القوات العسكرية يوم كانت لاتزال أطقم شرطة، بحجة أنها تريد خطفه لصالح أميركا وإسرائيل!
في المقابل، وفي صنعاء يوزع بيان منسوب «لأبناء الشهداء» يتهم فيه عبدالكريم الخيواني، وأنيسة عثمان، ومحمد المقالح، بأنهم «خونة» و«إرهابيين»، وتصدر تصريحات تعتبر من «ينشر خبرا منسوبا لمصادر الحوثي» عدوا للحكومة!!
يتحدث المتمردون بلغة «خارج العصر» عن سيدي فلان، وسيدي علان، وبركات السماء التي تقتل «عملاء اليهود» من العسكريين وأبناء صعده الذين يرفضون تموين التمرد فضلا عن الاشتراك فيه.
ترد عليهم صنعاء بخطاب لايقل سوءا عنهم. تستحضر الدولة الصفوية -وكأننا في حلف دولة بني عثمان، ويهاجم مذهب الإثنى عشري العاجز أصلا عن احتواء الحركة الاجتماعية، وحتى التدين الشاب في عقر داره في العراق، ونفوذه في إيران. ويكف عن كونه شيئا حيا ككل المذاهب والفرق التراثية التي أنتجتها صراعات السلطة والتي لولا الدول المستبدة المعاصرة لتجددت حسب حاجات الناس ولتغيرت مايسمها حراس المعابد بأصولها، لأنها ليست أكثر من اجتهادات بشر في زمان ومكان مختلفين.
وتدخل في المعركة الكلامية، أطراف بلامسئولية، تعيش معارك خارج الزمان والمكان، هي من حقها ولاشك لو لم تكن مرتبطة بحرب في الزمان والمكان.
من يعبر عن استياءه من استمرار القصف الرسمي، لايقول أبدا لأتباع الحوثي: يكفي رعونة. فلن يكون ثمة حل إلا وضعكم السلاح، والتخلي عن فكر مغرور يعتقد أنه سر الله لحماية مصالح عباده من المسلمين.
ومن يقدر خطورة أن تراق دماء الجيش بأيدي مقامرين، لايقول للمؤسسة الرسمية إنه لن يكون ثمة حل حينما توسع دائرة الخارجين على القانون، وتكثر الخصومات، وتخوض معركة خارج الزمان والمكان. اللذين هما الآن الدولة اليمنية، بمايحكمها نظريا من دستور وقوانين ومنطلقات، وبرؤيتها للعلاقات الدولية، والحرية الدينية، ومكافحة الإرهاب.
يمكن هنا الإشادة بخطاب د.أبوبكر القربي وزير الخارجية، الذي تحدث فيه في القاهرة وذكر بمايلزم به الدستور والقانون كل الأطراف في دولة مهما قلنا عن مساوئ سلطتها، فنحن ننتقد بعدها عن الإطار الدستوري لا أن نسابقها في ذلك الابتعاد.
نعم ثمة تغير.. تعقليقا على خطاب رئيس الأمن القومي
في حلقة نقاشية -هي الثانية التي ينظمها طرف أميركي مع الحكومة اليمنية وتقتصر الدعوة لها على الإعلام الرسمي- قال علي الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ورئيس جهاز الأمن القومي، أن الإصلاحات ومكافحة الفساد قضايا ملحة لمصلحة اليمن وليس لمجرد كونها مطالب دولية.
للمقارنة، قبل أقل من عام وفي محاضرة له في جامعة ذمار، شن نفس المسئول هجوما على الإصلاحات، معتبرا المطالب بمكافحة الفساد «محاولة لاختراق السيادة»، مؤكدا أن «الأمن القومي» هو من سيكافح الفساد، في خطوة اعتبرتها -كقارئ ومتابع ومهتم يومها- تبشيرا بأن الدولة اليمنية ستدخل عصرا يشبه ما أنتجته أجهزة المخابرات التي عملت لحماية مبادئ الاتحاد الاشتراكي المصري أواخر أيام عبدالناصر رحمه الله.
إذ أن أي تدخل لأجهزة الأمن في الحياة المدنية، وبخاصة ماخص منها القضايا السياسية الحديثة، والمطالب الفنية غير العسكرية، لايعني سوى إرهاق تلك الأجهزة وتعطيل القانون بوعي، وليس لمجرد قلة الخبرة، أو ضعف التوجه. فلايكافح الفساد سوى شفافية معلوماتية وقضاء نزيه، ولايحمي الدول سوى حماية الوظائف من تغول بعضها على بعض. ومثلما لايصح أن يقرر قاض أو صحفي أو تاجر إجراءات أمنية، لن يحقق التدخل الأمني في مجالات هؤلاء أي إنجاز، إذ هدف وقانون وتنظيمات وخبرة كل منهم لايعمل إلا في مجاله، أيا تكن الإدعاءات. هكذا تقول الخلاصات النهائية لكل تجارب الإنسانية الناجحة والفاشلة. القديمة والجديدة.
خلاصة القول أن الحديث الجديد للأستاذ علي الآنسي، مشجع للإصرار أن ثمة تغيرات إيجابية للتصدي للتحديات الحقيقة التي تعوق دون تحقيق اليمن الجديد. مع ملاحظة طبيعية أن تلك لاتزال مجرد كلمات في ندوات تغطى من طرف رسمي، ولكن وملثما تشاءمنا من مجرد كلمات أيضا نقلت بأدوات رسمية دعونا نتفاءل بالجديد.
nbil21972@hotmail.com
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 3_07_12372
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
حركة مطلبية أم انفصال مذهبي؟
26سبتمبر نت - بقلم/الكاتب/ فيصل جلول
هل تشهد مدينة صعدة تمرداً مطلبياً تنموياً أم حركة مذهبية تشكل خطراً على الوحدة الوطنية اليمنية؟ وهل يمكن لهذه الحركة أن تمتد إلى خارج المحافظة؟وهل يصح الحديث عن حركة محلية عفوية أم أنها محاولة خارجية ذات ارتكاز محلي؟ هل يرغب المتمردون بتشكيل حزب سياسي أم أنهم يسعون للسيطرة على الدولة بالقوة المسلحة؟
هذه الأسئلة وغيرها ما لبثت تتقاطر منذ استئناف التمرد في صعدة خلال الأسابيع الماضية ما يوجب الرد على الثانوي منها أولاً و من ثم محاولة الرد على ما نعتبره جوهريا فيها.بداية لا بد من الإشارة إلى إخفاق المحاولات السابقة في توسيع التمرد نحو المحافظات اليمنية الأخرى وبالتالي توقع إخفاقه ثانية لأن طابعه المذهبي ليس مغرياً لأحد غير أصحابه.أما «عفوية» التمرد فهي صفة كان يمكن أن تصح على المعنيين به في العام 2004 وليس اليوم بعد أن تبين أنهم يضمرون مطالب ونوايا تتعدى منطقتهم إلى اليمن ونظامه ويتناغمون مع جهات خارجية لا يرغب احد حتى الآن بالإشارة إليها صراحة.
يبقى القول أن المتمردين لم يكترثوا بعرض الدولة المطروح لحل المشكلة عبر تكوين حزب سياسي في إطار الدستور والقوانين المرعية الإجراء.
هذا عن الجوانب الثانوية في الأسئلة التي يطرحها التمرد أما الجوهري في حركة صعدة فلربما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسألة المذهبية التي تضرب هذه الأيام مع الأسف- غير بلد عربي.وإن أردنا الذهاب في التحليل إلى مدى أبعد يمكن القول أن اليمن يواجه مشروع انفصال مذهبي بالمعنى الروحي للكلمة طالما أن المتمردين لا ينشدون إصلاحات تنموية لمنطقتهم ولا يبحثون عن ميزانية إضافية لقراهم أو زيادة عدد المدارس فيها أو توسيع الخدمات العامة أو معالجة مشاكل البطالة وتصريف السلع الزراعية، كل هذا لم نسمعه منهم ما يعزز الاعتقاد أن الشعارات الدينية المنسوبة إليهم تعكس مشروعاً مذهبياً محصوراً بهم دون باقي اليمنيين كما أشرنا للتو.
مع تجدد القتال خلال السنوات الماضية كان يتضح تدريجيا أن مواصفات الانفصال المذهبي تتجمع في التمرد فهو محصور في منطقة محددة وفي دعوة مذهبية مسلحة بمعدات عسكرية وإيديولوجيا دينية تخرج على الميثاق التاريخي الذي يحظى بإجماع اليمنيين، هذا الميثاق الذي ينطوي على تجارب غنية في حل المشاكل وتنظيم التعايش و تدعيم الاندماج الداخلي.
نعرف جميعا أن الوحدة الوطنية اليمنية ليست مستمدة من القصائد الحماسية التي تلقى في المناسبات الرسمية بل من ثوابت متراكمة على مر العهود والسنين ولا نبالغ في القول أن الوئام الزيدي الشافعي التاريخي يأتي في طليعة هذه الثوابت.فقد تمكن مسلمو اليمن من الفريقين من حل مشاكل عقيدية صعبة في وقت مبكر دون أن يتخلى أي منهما عن جوهر اعتقاده ما أدى إلى اندماج ديني نادر في عالمنا العربي والإسلامي وبالتالي إلى انتشار قيم التسامح والغفران التي وفرت للأقليات الدينية الأخرى المسلمة وغير المسلمة مناخا ملائماً لممارسة معتقداتها دون صعوبات كبيرة.
لا بد من الاعتراف هنا أن المفاهيم العقلانية التي ميزت الدعوة الزيدية لعبت دوراً حاسماً في صناعة الوفاق الديني اليمني في حين كانت المذاهب المختلفة المشارب في العالم الإسلامي مبنية على أحكام دينية موروثة و قاطعة لا تتحمل الكثير من التأويل والتفسير فيما يخص الإمامة والخلافة في حين حسمت الزيدية هذه المسألة بإقرارها جواز إمامة المفضول على الأفضل وفتحت الطريق واسعا أمام ترتيب شؤون الحكم بالتوافق مع الشافعية ومنذ ذلك الحين ينعم اليمن باستقرار ديني فريد.
قد يغمز قاريء يمني طائفي من قناة هذا الوصف وقد يسخر منه قاريء آخر وإن وقع ذلك فلن أصاب بالدهشة فأنا اعرف أن الميثاق الزيدي الشافعي التاريخي خلف بعض المتضررين من الطرفين وهؤلاء ما لبثوا يراهنون على الانقسام والفرقة لكنهم لحسن الحظ أقلية لم تتمكن يوماً من تهديد الوئام والتعايش الديني اليمني الناجح.
ما من شك إن فرادة اليمن ونجاحه في حلِّ هذه المشكلة العويصة أثار ويثير حفيظة المستفيدين الخارجيين من التشرذم الطائفي في العالم الإسلامي وقد حاول هؤلاء في مناسبات وأزمنة مختلفة التسرب إلى هذا البلد والسعي إلى جره بوسائل مختلفة نحو المستنقع الطائفي دون جدوى وكانت هذه المحاولات تشتد في كل مرة تتعزز فيها الوحدة السياسية وفي كل مرة تحاول الدولة اليمنية لعب ادوار سياسية طموحة تتعدى حدودها الجغرافية.
ما حصل من قبل وما يحصل الان في أقصى الشمال اليمني يدخل في هذا السياق وأكاد أقول انه نتاج سيناريو كلاسيكي يندرج ضمن قاعدة معروفة و مجربة: لكي تحطم السياسة الخارجية لبلد ما عليك إلا أن تحطم وحدته الداخلية عبر إثارة النزاعات الأهلية أو دعم الحركات الانفصالية أو ضرب تماسكه الاجتماعي أو تطييف معتقداته الدينية..الخ.
لا تخرج محاولة الانفصال الفاشلة في العام 1994 عن هذه القاعدة ومن الصعب تصنيف الأحداث الأخيرة خارج هذا الإطار.ففي المرة الأولى كان يراد قطع الطريق على وحدة اندماجية طوعية ناجحة في عالم عربي يحطمه اليأس والتشطير السياسي وفي هذه المرة يراد تحطيم وحدة روحية اندماجية منسجمة وبراغماتية في أجواء إقليمية ودولية تضج بالحديث عن مشاريع الفتنة المذهبية وتفكيك البلدان على أسس طائفية .
يجدر التذكير انه ما أن اندلعت الأحداث في صعدة عام 2004 حتى انتشرت مصطلحات مدهشة لا ندري كيف ومن أين تسللت.اخذ البعض يواجه القحطانية بالعدنانية والزيدية بالاثني عشرية المعدلة والشافعية بالشيعية وبدأت أحلام الانفصاليين القدامى تنتعش وهم فئات قهرتها الثورات اليمنية المتعاقبة والوحدة الاندماجية وبدا أن حركة صعدة الساذجة في ظاهرها -على الأقل- يمكن أن تشكل بؤرة للتشطيريين القدامى ومنتظري الثأر السياسي والأقليات الحزبية والمذهبية المهزومة وسائر المتضررين من التغيير الذي يشهده اليمن منذ أكثر من عقد على غير صعيد.
هل ثمة وصف آخر للحديث عمّا حصل ويحصل في أقصى شمال اليمن؟ نعم. هناك من يتكلم عن القمع و المبالغة في استخدام الوحدات العسكرية والأسلحة الثقيلة في التعامل مع المتمردين وهناك من يبرر ما حصل بالفساد والمحسوبية وأسلوب الحكم وعن حق المتمردين في الانتماء إلى المذهب الذي يريدون في ظل نظام ديموقراطي وعدم جواز التعرض لهم...ألخ.
يقينا لا يقدم هذا الكلام اليومي وهو متداول في اليمن قبل الأحداث الأخيرة ومرشح للتداول بعدها لا يقدم تفسيرا ملائما لما يجري في صعدة والدليل أن أصداءه كانت باهتة ولم تتجاوز حدود اليمن باستثناء بعض التغطيات الإعلامية المحدودة والمشتتة.
أغلب الظن أن حركة صعدة لم ولن تتحول إلى فتيل يشعل اليمن ويودي بوحدته ويشغل أهله عن طموحهم المشروع في التنمية والاندماج الإقليمي والسلام الأهلي والاستقرار الروحي و الخروج من حدود بلادهم إلى الأفق العالمي الرحب، فهل تقتنع الأطراف الخارجية التي تراهن على تمزيق اليمن خدمة لأغراضها الخاصة بلا جدوى الرهان مجددا على تهديم الثوابت اليمنية وهل تكف عن العبث بمصير اليمنيين؟هل يقتنع المتمردون أن مشروعهم يسير في اتجاه مسدود وهل يصلون إلى هذه القناعة قبل فوات الأوان؟
http://www.26sep.net/articles.php?id=963
26سبتمبر نت - بقلم/الكاتب/ فيصل جلول
هل تشهد مدينة صعدة تمرداً مطلبياً تنموياً أم حركة مذهبية تشكل خطراً على الوحدة الوطنية اليمنية؟ وهل يمكن لهذه الحركة أن تمتد إلى خارج المحافظة؟وهل يصح الحديث عن حركة محلية عفوية أم أنها محاولة خارجية ذات ارتكاز محلي؟ هل يرغب المتمردون بتشكيل حزب سياسي أم أنهم يسعون للسيطرة على الدولة بالقوة المسلحة؟
هذه الأسئلة وغيرها ما لبثت تتقاطر منذ استئناف التمرد في صعدة خلال الأسابيع الماضية ما يوجب الرد على الثانوي منها أولاً و من ثم محاولة الرد على ما نعتبره جوهريا فيها.بداية لا بد من الإشارة إلى إخفاق المحاولات السابقة في توسيع التمرد نحو المحافظات اليمنية الأخرى وبالتالي توقع إخفاقه ثانية لأن طابعه المذهبي ليس مغرياً لأحد غير أصحابه.أما «عفوية» التمرد فهي صفة كان يمكن أن تصح على المعنيين به في العام 2004 وليس اليوم بعد أن تبين أنهم يضمرون مطالب ونوايا تتعدى منطقتهم إلى اليمن ونظامه ويتناغمون مع جهات خارجية لا يرغب احد حتى الآن بالإشارة إليها صراحة.
يبقى القول أن المتمردين لم يكترثوا بعرض الدولة المطروح لحل المشكلة عبر تكوين حزب سياسي في إطار الدستور والقوانين المرعية الإجراء.
هذا عن الجوانب الثانوية في الأسئلة التي يطرحها التمرد أما الجوهري في حركة صعدة فلربما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسألة المذهبية التي تضرب هذه الأيام مع الأسف- غير بلد عربي.وإن أردنا الذهاب في التحليل إلى مدى أبعد يمكن القول أن اليمن يواجه مشروع انفصال مذهبي بالمعنى الروحي للكلمة طالما أن المتمردين لا ينشدون إصلاحات تنموية لمنطقتهم ولا يبحثون عن ميزانية إضافية لقراهم أو زيادة عدد المدارس فيها أو توسيع الخدمات العامة أو معالجة مشاكل البطالة وتصريف السلع الزراعية، كل هذا لم نسمعه منهم ما يعزز الاعتقاد أن الشعارات الدينية المنسوبة إليهم تعكس مشروعاً مذهبياً محصوراً بهم دون باقي اليمنيين كما أشرنا للتو.
مع تجدد القتال خلال السنوات الماضية كان يتضح تدريجيا أن مواصفات الانفصال المذهبي تتجمع في التمرد فهو محصور في منطقة محددة وفي دعوة مذهبية مسلحة بمعدات عسكرية وإيديولوجيا دينية تخرج على الميثاق التاريخي الذي يحظى بإجماع اليمنيين، هذا الميثاق الذي ينطوي على تجارب غنية في حل المشاكل وتنظيم التعايش و تدعيم الاندماج الداخلي.
نعرف جميعا أن الوحدة الوطنية اليمنية ليست مستمدة من القصائد الحماسية التي تلقى في المناسبات الرسمية بل من ثوابت متراكمة على مر العهود والسنين ولا نبالغ في القول أن الوئام الزيدي الشافعي التاريخي يأتي في طليعة هذه الثوابت.فقد تمكن مسلمو اليمن من الفريقين من حل مشاكل عقيدية صعبة في وقت مبكر دون أن يتخلى أي منهما عن جوهر اعتقاده ما أدى إلى اندماج ديني نادر في عالمنا العربي والإسلامي وبالتالي إلى انتشار قيم التسامح والغفران التي وفرت للأقليات الدينية الأخرى المسلمة وغير المسلمة مناخا ملائماً لممارسة معتقداتها دون صعوبات كبيرة.
لا بد من الاعتراف هنا أن المفاهيم العقلانية التي ميزت الدعوة الزيدية لعبت دوراً حاسماً في صناعة الوفاق الديني اليمني في حين كانت المذاهب المختلفة المشارب في العالم الإسلامي مبنية على أحكام دينية موروثة و قاطعة لا تتحمل الكثير من التأويل والتفسير فيما يخص الإمامة والخلافة في حين حسمت الزيدية هذه المسألة بإقرارها جواز إمامة المفضول على الأفضل وفتحت الطريق واسعا أمام ترتيب شؤون الحكم بالتوافق مع الشافعية ومنذ ذلك الحين ينعم اليمن باستقرار ديني فريد.
قد يغمز قاريء يمني طائفي من قناة هذا الوصف وقد يسخر منه قاريء آخر وإن وقع ذلك فلن أصاب بالدهشة فأنا اعرف أن الميثاق الزيدي الشافعي التاريخي خلف بعض المتضررين من الطرفين وهؤلاء ما لبثوا يراهنون على الانقسام والفرقة لكنهم لحسن الحظ أقلية لم تتمكن يوماً من تهديد الوئام والتعايش الديني اليمني الناجح.
ما من شك إن فرادة اليمن ونجاحه في حلِّ هذه المشكلة العويصة أثار ويثير حفيظة المستفيدين الخارجيين من التشرذم الطائفي في العالم الإسلامي وقد حاول هؤلاء في مناسبات وأزمنة مختلفة التسرب إلى هذا البلد والسعي إلى جره بوسائل مختلفة نحو المستنقع الطائفي دون جدوى وكانت هذه المحاولات تشتد في كل مرة تتعزز فيها الوحدة السياسية وفي كل مرة تحاول الدولة اليمنية لعب ادوار سياسية طموحة تتعدى حدودها الجغرافية.
ما حصل من قبل وما يحصل الان في أقصى الشمال اليمني يدخل في هذا السياق وأكاد أقول انه نتاج سيناريو كلاسيكي يندرج ضمن قاعدة معروفة و مجربة: لكي تحطم السياسة الخارجية لبلد ما عليك إلا أن تحطم وحدته الداخلية عبر إثارة النزاعات الأهلية أو دعم الحركات الانفصالية أو ضرب تماسكه الاجتماعي أو تطييف معتقداته الدينية..الخ.
لا تخرج محاولة الانفصال الفاشلة في العام 1994 عن هذه القاعدة ومن الصعب تصنيف الأحداث الأخيرة خارج هذا الإطار.ففي المرة الأولى كان يراد قطع الطريق على وحدة اندماجية طوعية ناجحة في عالم عربي يحطمه اليأس والتشطير السياسي وفي هذه المرة يراد تحطيم وحدة روحية اندماجية منسجمة وبراغماتية في أجواء إقليمية ودولية تضج بالحديث عن مشاريع الفتنة المذهبية وتفكيك البلدان على أسس طائفية .
يجدر التذكير انه ما أن اندلعت الأحداث في صعدة عام 2004 حتى انتشرت مصطلحات مدهشة لا ندري كيف ومن أين تسللت.اخذ البعض يواجه القحطانية بالعدنانية والزيدية بالاثني عشرية المعدلة والشافعية بالشيعية وبدأت أحلام الانفصاليين القدامى تنتعش وهم فئات قهرتها الثورات اليمنية المتعاقبة والوحدة الاندماجية وبدا أن حركة صعدة الساذجة في ظاهرها -على الأقل- يمكن أن تشكل بؤرة للتشطيريين القدامى ومنتظري الثأر السياسي والأقليات الحزبية والمذهبية المهزومة وسائر المتضررين من التغيير الذي يشهده اليمن منذ أكثر من عقد على غير صعيد.
هل ثمة وصف آخر للحديث عمّا حصل ويحصل في أقصى شمال اليمن؟ نعم. هناك من يتكلم عن القمع و المبالغة في استخدام الوحدات العسكرية والأسلحة الثقيلة في التعامل مع المتمردين وهناك من يبرر ما حصل بالفساد والمحسوبية وأسلوب الحكم وعن حق المتمردين في الانتماء إلى المذهب الذي يريدون في ظل نظام ديموقراطي وعدم جواز التعرض لهم...ألخ.
يقينا لا يقدم هذا الكلام اليومي وهو متداول في اليمن قبل الأحداث الأخيرة ومرشح للتداول بعدها لا يقدم تفسيرا ملائما لما يجري في صعدة والدليل أن أصداءه كانت باهتة ولم تتجاوز حدود اليمن باستثناء بعض التغطيات الإعلامية المحدودة والمشتتة.
أغلب الظن أن حركة صعدة لم ولن تتحول إلى فتيل يشعل اليمن ويودي بوحدته ويشغل أهله عن طموحهم المشروع في التنمية والاندماج الإقليمي والسلام الأهلي والاستقرار الروحي و الخروج من حدود بلادهم إلى الأفق العالمي الرحب، فهل تقتنع الأطراف الخارجية التي تراهن على تمزيق اليمن خدمة لأغراضها الخاصة بلا جدوى الرهان مجددا على تهديم الثوابت اليمنية وهل تكف عن العبث بمصير اليمنيين؟هل يقتنع المتمردون أن مشروعهم يسير في اتجاه مسدود وهل يصلون إلى هذه القناعة قبل فوات الأوان؟
http://www.26sep.net/articles.php?id=963
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
يمن الحروب اللامنتهية والسكوت العام المفزع
2007/03/10
القدس العربي
من المقطوع فيه ان النظام اليمني الذي يقوده منفردا الرئيس المشير علي عبد الله صالح منذ 29 عاما من نصر الي نصر ومن انجاز استراتيجي الي آخر لا يستطيع العيش بدون حروب ودماء واشلاء وضحايا. في صعدة تدور الحرب لرابع مرة في اقل من ثلاث سنوات خصص لها نحو خمسي القوات الامريكية في العراق كله.
وفي الحروب الثلاث الاولي فشل الجيش اليمني فشلا ذريعا في ان يحل الصراع بالقوة ويهدي انتصاره الي قائده الاعلي. ولم يسال سيادة المشير نفسه لماذا لم ينتصر هذا الجيش في الحروب الثلاث الماضية؟ وهل هناك قناعة بعدم عدالة الحرب في اوساطه؟ ولماذا يخرج اعداء الوطن المتربصون بمنجزاته بعد كل حرب اقوي مما كانوا عليه طبقا لما كتبه مندوب صحيفة الحياة بصنعاء حول سيطرة الحوثيين علي 75% من اراضي صعدة في الحرب الرابعة مقارنة بـ20% عام 2004 عام الحرب الاولي.
في اليمن يغتال الناس واقصد السياسيين ولا يجري اي تحقيق ويصمت اهالي الضحايا خوفا ويهمسون بالحقيقة فقط همسا وهم قلقون وكانهم هم المتهمون. اغتيل الشهيد حسن الحريبي علي سبيل المثال وكان اخوه المرحوم الدكتور عبد الله الحريبي يعرف من وراء القتلة، ولكن عندما قال له فلان الفلاني انه لا علاقة له بالاغتيال لم ينبس ببنت شفة وهو يعرف الحقيقة ولا يجهلها. وحدثت حروب ثلاث في صعدة والحقيقة لا تقال للشعب التي يعرفها السفير الامريكي اكثر منه. ولم يجر اي تحقيق في اسباب الحروب الثلاث السابقة واسباب فشل الحل العسكري الحل المفضل عند مقاولي الحرب.
في اول صراع في حزيران (يونيو) 2004 اتهمت قوي اجنبية وفي الحرب الثانية تكرر نفس الاتهام للقوي الخارجية واكد القائد الاعلي امام جمع غفير من خطباء وزارة الاوقاف بانه سيكشف التورط الخارجي في الحرب وان الوثائق جاهزه لفضح اولئك الذين يتآمرون علي المنجزات ولا يريدون لليمن الخير ولم يعمل ذلك حتي لحظتنا هذه. وكان التصريح اقوي من التلميح بدور ايراني ودور لحزب الله اللبناني في الحرب الثالثة. ولكن سرعان ما ذهب وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي الي طهران وكان قيادة البلد واعلامها لم تتناول طهران بالاتهام. وفي الحرب المجنونة الرابعة التي بدات في شهر شباط (فبراير) من هذا العام ولا تزال بدون حسم عسكري تلمس النظام لغة مختلفة وهي ان هناك دولا تريد تصفية حساباتها وخلافاتها علي الساحة اليمنية ولذلك امدت الحوثيين بالاسلحة والاموال التي مكنتهم من اشعال هذه الفتنة. وتبعا لهذا المنطق فان الحوثيين يمارسون اشد انواع الغباء والانتحار السياسي بقتلهم انفسهم نيابة عن هذه الدول التي توظفهم كحطب في صراعها بالوكالة علي جبال صعدة وكهوفها وعدم التمتع بالاموال التي غنموها من الاغبياء الايرانيين والليبيين الذين يريدون تصفيات حساباتهم مع المملكة العربية السعودية ولم يجدوا غير اليمن السعيد مسرحا مناسبا.
وكانت صعدة التي لا تزال محرومة كمحافظة نائية من الخدمات وبعيدة في نفس الوقت لا يقصدها الا الذين يذهبون مضطرين للعلاج في المستشفي السعودي الذي يقدم خدمات نوعية للنخبة وليس لكل من يؤمه لا تقدم مثلها معظم المستشفيات اليمنية التي تدهورت احوالها بسبب قلة امكانياتها التي يستولي عليها الاصحاء الذين يشعرون انهم احق بها من المرضي. صعدة كغيرها من المدن اليمنية بها هياكل مستشفيات خاوية بدون اطباء ومعدات ولها ميزانيات ولكن لانها لا تستحقها ولان الآخرة خير وأبقي فانها تتوزع بين اصحاب كثر في المحافظة والعاصمة.
في احد اعياد ثورة سبتمبر قبل الوحدة حظيت صعدة بقائمة مشاريع خدمية طويلة لم تترك مجالا او مرفقا الا وشملته، ولكن هذه المشاريع كانت في القائمة فقط، علي الورق، لزوم اطلاع ضيوف اليمن عليها فقط ولم تكن اي منها علي الارض. الاحتفال والضيوف كانوا في صنعاء واهل صعدة البعيدون لا يعرفون ان الحكومة تسطر مشاريع وهمية لا صلة لهم بها. وظلت هذه المحافظة منسية الا من طريق بناه الصينيون قبل ثلاثة عقود وقشور مدنية ومظاهر وجود رسمي للدولة لا يخدم الاهالي البتة. ويظل اهم ما في صعدة جمرك البقع علي الحدود مع السعودية الذي تذهب بعض ايراداته الي صنعاء ولقمة كبيرة منها تذهب للسعيد الذي دعت له والدته ليعمل فيه لانه يستطيع تنمية نفسه بسرعة الصاروخ وتنمية رهط غيره.
ولا يخصص منها ولو نسبة بسيطة لتنمية المحافظة. ولم يهتم بامر صعدة قط في الاربعين سنة الماضية وتركت معظم نواحيها او مديرياتها كما تركها ابونا آدم ولم يحكمها احد من ابنائها. و في نفس الوقت انشغل المركز بنفسه ولم ينتبه للتحدي الايجابي الذي تمثله التنمية السعودية التي لم تتوقف في الجنوب المجاور، جامعة، طرقات، خدمات صحية وتعليمية، سدود، مشاريع سياحية، مطار دولي حديث، باختصار تقليل الفجوة التي كانت واسعة بين الجنوب وبين بقية المدن السعودية. هذا الاهتمام التنموي السعودي بالجنوب لم يبدأ الا بعد اعتراف السعودية بالنظام الجمهوري عام 1970 وانتهاء الحرب الاهلية الاولي (1967 ـ 1970) واطمئنان السعودية الي ان الجمهورية العربية اليمنية لن تكون ابدا النموذج الذي توهمنا بان اخوتنا في جيزان ونجران وعسير يشتاقون للانضمام اليه والذي اكدته مظاهر وافعال يندي لها الجبين كتسابق الرسميين اليمنيين علي زيارة المملكة لتزيين ايديهم بالساعات الثمينة او لملء جيوبهم بالنقود والعمل كمخبرين علي حكومتهم بدون ان يطلب منهم ذلك.
جمهوريتنا الفتية رغم تمسكها الظاهري بالتراب الوطني المسلوب طوت نهائيا ملف التراب واستبدلته بملف خصوصي من التبر والقبول من ثم بالامر الواقع في حزيران (يونيو) عام 2000 في جدة. ومنذ هذا التاريخ نحتفل ونشيد بحكمتنا في حل مشكلة الحدود عبر التفاوض في الوقت الذي لا تعتبر السعودية ذلك انجازا لها ربما بسبب الثمن الباهظ الذي دفعته. وهناك تفاصيل حول مساوماتنا وتاخيرنا لعقد الاتفاق لتحسين شروط الدفع. وما دمنا شطارا في التعامل مع الخارج فلماذا تستسهل القيادة اليمنية الحروب عندما يتصل الامر بالداخل ولا تتبع نفس الاسلوب التفاوضي الذي تتبعه مع الخارج؟ هل لان الرئيس من الجيش؟ هل تمد الحرب النظام بمخرج ومهرب ولو الي حين من التزامات انتخابية بجعل اليمن بلد العسل والسمن والحليب وجنة مصغرة تطيب فيها الحياة وتستقر فيها الانفس وتهدأ الصراعات؟ هل من المعقول ان يتوجه خمسون الفا من الجيش للحرب في محافظة صغيرة وتستخدم فيها احدث طائرات الجيش اليمني وهي الميغ 29 الروسية الصنع ضد مواطنين مهما اخطأوا او ضلوا الطريق فان مساحة التسامح والرحابة والحل السلمي كان يجب ان تكون لها الصدارة. اين الحكمة اليمانية التي نتباهي بها ولماذا فرت من العقل والقلب؟ اين نصائحنا للصوماليين لتحقيق الوحدة الوطنية وترك الصراع جانبا وان ما عانوه من خراب ودمار وفرقة يجب ان يتوقف؟ اين حكمتنا التي نتفاخر بها بدون كلل او ملل لسنوات في الخيار الديبلوماسي لحل الصراع مع اريتريا وهي التي كانت معتدية ومحتلة لجزرنا؟ لماذا ينفد صبرنا وتتبخر حكمتنا مع الاهل والوطن؟ وسؤال آخر وليس اخيرا: من الذي يحكم اليمن حقا ويصنع قرار الحرب هل هو الرئيس مع المؤسسات رغم دورها الشكلي والتبريري والتفسيري والتعبوي حتي الان، ام انه ينفرد مع اسرته بشقيها العسكري والقبلي باتخاذ قرار الحرب والسلم؟ اسئلة كثيرة يود الناس معرفة اجاباتها رغم انهم لا ينتظرون تفسير المفسر وتوضيح الموضح لانهم كلهم مدركون بان حرب صعدة الرابعة المشؤومة هدر للامكانيات المحدودة استخدامها رسميا بشكل مزمن حذرت منه المنظمات الدولية جهارا نهارا. وما داموا اي الناس خارج دائرة الاستفادة منها اي من الموارد فلماذا يهتمون؟ ولكنهم يتساءلون بدون توقف لماذا الحرب ومن المستفيد منها؟ وهل خص الله شعب اليمن وحده بالتآمر الخارجي عليه وما السبب وهو الشعب الذي ليس لديه ما يغري القوي الطامعة بالتآمر المتواصل هذا؟ البريطانيون الذين احتلوا جنوبه لم يغرهم شماله واعتبروا ان التحرك شمالا سيشكل عبئا وخيما علي الامبراطورية البريطانية. اذا لا بد ان هناك اسبابا عصية علي فهم المواطن البسيط قد يكون من بينها انجازاتنا العملاقة في المجالات الصناعية والعسكرية المتطورة والحساسة التي تعجز اعين الرقباء الدوليين ومعها الاقمار الصناعية الامريكية عن كشفها كسبب يدفع الاعداء القدامي والجدد الظاهرون والمستترون لحبك المؤمرات تلو المؤمرات علي اليمن السعيد الذي لا يوجد فيه جائع او مريض او امي بفضل حكم المؤسسات وسيادة القوانين (النافذة) والعدالة الاجتماعبة وحسن توظيف الموارد. ولقد وجد اليمنيون تفسيرا آخر للتآمر الخارجي وللهجمة المجهولة الشرسة علي وطنهم وهي ان طموحه لكي يكون دولة نووية سلمية قد يغريه بتصنيع قنبلة نووية يتم تصنيعها سرا في مجاهل وكهوف محافظة صعدة وان الحرب الحالية ما هي الا لذر الرماد في العيون وان العلماء اليمنيين في الطاقة النووية ومهندسي الانشاءات الصعبة يتموضعون الان في مواقع مجهولة في الجبال لتصنيع هذه المنشآت. العالم الذي لم يبال بهذه الحرب للمرة الرابعة سيدفع الثمن غاليا لتجاهله الحرب وعدم مطالبته بوقفها وادانة من تسبب فيها لانه لو ارسل قوات دولية كما يفعل في العادة لكشف سوء نية اليمن النووية واحباط مؤامرة الهلال الشيعي الذي لا يقبل قنبلة نووية غير شيعية. هذا المخطط اليمني هو الاذكي مقارنة بما عمله السابقون واللاحقون الذين ارادوا دخول النادي النووي وسبقتهم الاخبار قبل ان يتمكنوا من ذلك (العراق كمثال). شر البلية ما يضحك حقا. في العام 1988 وبعد انتخابات نيابية قال الرئيس في مجلس الشوري ان الغاز سيكون في كل بيت في العاصمة صنعاء خلال عام ونخشي ان يتكرر الامر او يتبخر مع الطموح النووي السلمي. اصبحنا شعبا يذبح بعضه بعضا والكل يبحث عن القات او حق القات اي ثمنه باي وسيلة ولا تخرج مظاهرة واحدة في صنعاء او عدن او حجة او حضرموت تستنكر الحرب وتطالب بسحب الجيش وحل الخلاف سلميا بصورة تمنع تكرار الصراع وتحفظ للبلد موارده البشرية والمالية الكثيرة الهدر التي تستقر في خزائن غير خزائن الوطن المنهوب والمكلوم. الحرب الرابعة بدون ابطال وبدون حماس شعبي لسياسة الحكومة وحلها العسكري المفضل وبدون تعاطف ايضا مع الحوثيين المحاصرين اعلاميا لمنعهم من توضيح ما يجب ان يعلمه الناس كما يحدث في اي صراع عسكري في الدنيا لانهم بدون قضية وطنية، ومن جهة اخري فانه غير صحيح بالمطلق انهم يريدون اعادة الملكية لان اليمن اليوم كبير جغرافيا وسكانا وهو غير يمن ما قبل الوحدة. الا يحسب النظام لاتهاماته التي ما انزل الله بها من سلطان ويعامل الشعب اليمني كشعب لا يفهم يسهل استغفاله واستغباؤه. وتكبر المأساة عندما يوافق مجلس النواب علي نزع حصانة النائب يحيي الحوثي بدون اي ادلة. اليمن اضحي بلدا المعارضة فيه شكلية مثل هذا المجلس الذي لا يمثل الا نفسه والناس لم تعد تبالي بالقتل وانتهاكات حقوق الانسان التي لم تعد منظمات حقوق الانسان الوطنية والدولية قادرة علي رصدها. المشكلة الاكبر هي ان حكم الفرد يقوي اكثر واكثر والبلدة الطيبة لا تجد طيبا يقودها الي سواء السبيل.
كاتب ومحلل سياسي يمني
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname ... 0المفزعfff
2007/03/10
القدس العربي
من المقطوع فيه ان النظام اليمني الذي يقوده منفردا الرئيس المشير علي عبد الله صالح منذ 29 عاما من نصر الي نصر ومن انجاز استراتيجي الي آخر لا يستطيع العيش بدون حروب ودماء واشلاء وضحايا. في صعدة تدور الحرب لرابع مرة في اقل من ثلاث سنوات خصص لها نحو خمسي القوات الامريكية في العراق كله.
وفي الحروب الثلاث الاولي فشل الجيش اليمني فشلا ذريعا في ان يحل الصراع بالقوة ويهدي انتصاره الي قائده الاعلي. ولم يسال سيادة المشير نفسه لماذا لم ينتصر هذا الجيش في الحروب الثلاث الماضية؟ وهل هناك قناعة بعدم عدالة الحرب في اوساطه؟ ولماذا يخرج اعداء الوطن المتربصون بمنجزاته بعد كل حرب اقوي مما كانوا عليه طبقا لما كتبه مندوب صحيفة الحياة بصنعاء حول سيطرة الحوثيين علي 75% من اراضي صعدة في الحرب الرابعة مقارنة بـ20% عام 2004 عام الحرب الاولي.
في اليمن يغتال الناس واقصد السياسيين ولا يجري اي تحقيق ويصمت اهالي الضحايا خوفا ويهمسون بالحقيقة فقط همسا وهم قلقون وكانهم هم المتهمون. اغتيل الشهيد حسن الحريبي علي سبيل المثال وكان اخوه المرحوم الدكتور عبد الله الحريبي يعرف من وراء القتلة، ولكن عندما قال له فلان الفلاني انه لا علاقة له بالاغتيال لم ينبس ببنت شفة وهو يعرف الحقيقة ولا يجهلها. وحدثت حروب ثلاث في صعدة والحقيقة لا تقال للشعب التي يعرفها السفير الامريكي اكثر منه. ولم يجر اي تحقيق في اسباب الحروب الثلاث السابقة واسباب فشل الحل العسكري الحل المفضل عند مقاولي الحرب.
في اول صراع في حزيران (يونيو) 2004 اتهمت قوي اجنبية وفي الحرب الثانية تكرر نفس الاتهام للقوي الخارجية واكد القائد الاعلي امام جمع غفير من خطباء وزارة الاوقاف بانه سيكشف التورط الخارجي في الحرب وان الوثائق جاهزه لفضح اولئك الذين يتآمرون علي المنجزات ولا يريدون لليمن الخير ولم يعمل ذلك حتي لحظتنا هذه. وكان التصريح اقوي من التلميح بدور ايراني ودور لحزب الله اللبناني في الحرب الثالثة. ولكن سرعان ما ذهب وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي الي طهران وكان قيادة البلد واعلامها لم تتناول طهران بالاتهام. وفي الحرب المجنونة الرابعة التي بدات في شهر شباط (فبراير) من هذا العام ولا تزال بدون حسم عسكري تلمس النظام لغة مختلفة وهي ان هناك دولا تريد تصفية حساباتها وخلافاتها علي الساحة اليمنية ولذلك امدت الحوثيين بالاسلحة والاموال التي مكنتهم من اشعال هذه الفتنة. وتبعا لهذا المنطق فان الحوثيين يمارسون اشد انواع الغباء والانتحار السياسي بقتلهم انفسهم نيابة عن هذه الدول التي توظفهم كحطب في صراعها بالوكالة علي جبال صعدة وكهوفها وعدم التمتع بالاموال التي غنموها من الاغبياء الايرانيين والليبيين الذين يريدون تصفيات حساباتهم مع المملكة العربية السعودية ولم يجدوا غير اليمن السعيد مسرحا مناسبا.
وكانت صعدة التي لا تزال محرومة كمحافظة نائية من الخدمات وبعيدة في نفس الوقت لا يقصدها الا الذين يذهبون مضطرين للعلاج في المستشفي السعودي الذي يقدم خدمات نوعية للنخبة وليس لكل من يؤمه لا تقدم مثلها معظم المستشفيات اليمنية التي تدهورت احوالها بسبب قلة امكانياتها التي يستولي عليها الاصحاء الذين يشعرون انهم احق بها من المرضي. صعدة كغيرها من المدن اليمنية بها هياكل مستشفيات خاوية بدون اطباء ومعدات ولها ميزانيات ولكن لانها لا تستحقها ولان الآخرة خير وأبقي فانها تتوزع بين اصحاب كثر في المحافظة والعاصمة.
في احد اعياد ثورة سبتمبر قبل الوحدة حظيت صعدة بقائمة مشاريع خدمية طويلة لم تترك مجالا او مرفقا الا وشملته، ولكن هذه المشاريع كانت في القائمة فقط، علي الورق، لزوم اطلاع ضيوف اليمن عليها فقط ولم تكن اي منها علي الارض. الاحتفال والضيوف كانوا في صنعاء واهل صعدة البعيدون لا يعرفون ان الحكومة تسطر مشاريع وهمية لا صلة لهم بها. وظلت هذه المحافظة منسية الا من طريق بناه الصينيون قبل ثلاثة عقود وقشور مدنية ومظاهر وجود رسمي للدولة لا يخدم الاهالي البتة. ويظل اهم ما في صعدة جمرك البقع علي الحدود مع السعودية الذي تذهب بعض ايراداته الي صنعاء ولقمة كبيرة منها تذهب للسعيد الذي دعت له والدته ليعمل فيه لانه يستطيع تنمية نفسه بسرعة الصاروخ وتنمية رهط غيره.
ولا يخصص منها ولو نسبة بسيطة لتنمية المحافظة. ولم يهتم بامر صعدة قط في الاربعين سنة الماضية وتركت معظم نواحيها او مديرياتها كما تركها ابونا آدم ولم يحكمها احد من ابنائها. و في نفس الوقت انشغل المركز بنفسه ولم ينتبه للتحدي الايجابي الذي تمثله التنمية السعودية التي لم تتوقف في الجنوب المجاور، جامعة، طرقات، خدمات صحية وتعليمية، سدود، مشاريع سياحية، مطار دولي حديث، باختصار تقليل الفجوة التي كانت واسعة بين الجنوب وبين بقية المدن السعودية. هذا الاهتمام التنموي السعودي بالجنوب لم يبدأ الا بعد اعتراف السعودية بالنظام الجمهوري عام 1970 وانتهاء الحرب الاهلية الاولي (1967 ـ 1970) واطمئنان السعودية الي ان الجمهورية العربية اليمنية لن تكون ابدا النموذج الذي توهمنا بان اخوتنا في جيزان ونجران وعسير يشتاقون للانضمام اليه والذي اكدته مظاهر وافعال يندي لها الجبين كتسابق الرسميين اليمنيين علي زيارة المملكة لتزيين ايديهم بالساعات الثمينة او لملء جيوبهم بالنقود والعمل كمخبرين علي حكومتهم بدون ان يطلب منهم ذلك.
جمهوريتنا الفتية رغم تمسكها الظاهري بالتراب الوطني المسلوب طوت نهائيا ملف التراب واستبدلته بملف خصوصي من التبر والقبول من ثم بالامر الواقع في حزيران (يونيو) عام 2000 في جدة. ومنذ هذا التاريخ نحتفل ونشيد بحكمتنا في حل مشكلة الحدود عبر التفاوض في الوقت الذي لا تعتبر السعودية ذلك انجازا لها ربما بسبب الثمن الباهظ الذي دفعته. وهناك تفاصيل حول مساوماتنا وتاخيرنا لعقد الاتفاق لتحسين شروط الدفع. وما دمنا شطارا في التعامل مع الخارج فلماذا تستسهل القيادة اليمنية الحروب عندما يتصل الامر بالداخل ولا تتبع نفس الاسلوب التفاوضي الذي تتبعه مع الخارج؟ هل لان الرئيس من الجيش؟ هل تمد الحرب النظام بمخرج ومهرب ولو الي حين من التزامات انتخابية بجعل اليمن بلد العسل والسمن والحليب وجنة مصغرة تطيب فيها الحياة وتستقر فيها الانفس وتهدأ الصراعات؟ هل من المعقول ان يتوجه خمسون الفا من الجيش للحرب في محافظة صغيرة وتستخدم فيها احدث طائرات الجيش اليمني وهي الميغ 29 الروسية الصنع ضد مواطنين مهما اخطأوا او ضلوا الطريق فان مساحة التسامح والرحابة والحل السلمي كان يجب ان تكون لها الصدارة. اين الحكمة اليمانية التي نتباهي بها ولماذا فرت من العقل والقلب؟ اين نصائحنا للصوماليين لتحقيق الوحدة الوطنية وترك الصراع جانبا وان ما عانوه من خراب ودمار وفرقة يجب ان يتوقف؟ اين حكمتنا التي نتفاخر بها بدون كلل او ملل لسنوات في الخيار الديبلوماسي لحل الصراع مع اريتريا وهي التي كانت معتدية ومحتلة لجزرنا؟ لماذا ينفد صبرنا وتتبخر حكمتنا مع الاهل والوطن؟ وسؤال آخر وليس اخيرا: من الذي يحكم اليمن حقا ويصنع قرار الحرب هل هو الرئيس مع المؤسسات رغم دورها الشكلي والتبريري والتفسيري والتعبوي حتي الان، ام انه ينفرد مع اسرته بشقيها العسكري والقبلي باتخاذ قرار الحرب والسلم؟ اسئلة كثيرة يود الناس معرفة اجاباتها رغم انهم لا ينتظرون تفسير المفسر وتوضيح الموضح لانهم كلهم مدركون بان حرب صعدة الرابعة المشؤومة هدر للامكانيات المحدودة استخدامها رسميا بشكل مزمن حذرت منه المنظمات الدولية جهارا نهارا. وما داموا اي الناس خارج دائرة الاستفادة منها اي من الموارد فلماذا يهتمون؟ ولكنهم يتساءلون بدون توقف لماذا الحرب ومن المستفيد منها؟ وهل خص الله شعب اليمن وحده بالتآمر الخارجي عليه وما السبب وهو الشعب الذي ليس لديه ما يغري القوي الطامعة بالتآمر المتواصل هذا؟ البريطانيون الذين احتلوا جنوبه لم يغرهم شماله واعتبروا ان التحرك شمالا سيشكل عبئا وخيما علي الامبراطورية البريطانية. اذا لا بد ان هناك اسبابا عصية علي فهم المواطن البسيط قد يكون من بينها انجازاتنا العملاقة في المجالات الصناعية والعسكرية المتطورة والحساسة التي تعجز اعين الرقباء الدوليين ومعها الاقمار الصناعية الامريكية عن كشفها كسبب يدفع الاعداء القدامي والجدد الظاهرون والمستترون لحبك المؤمرات تلو المؤمرات علي اليمن السعيد الذي لا يوجد فيه جائع او مريض او امي بفضل حكم المؤسسات وسيادة القوانين (النافذة) والعدالة الاجتماعبة وحسن توظيف الموارد. ولقد وجد اليمنيون تفسيرا آخر للتآمر الخارجي وللهجمة المجهولة الشرسة علي وطنهم وهي ان طموحه لكي يكون دولة نووية سلمية قد يغريه بتصنيع قنبلة نووية يتم تصنيعها سرا في مجاهل وكهوف محافظة صعدة وان الحرب الحالية ما هي الا لذر الرماد في العيون وان العلماء اليمنيين في الطاقة النووية ومهندسي الانشاءات الصعبة يتموضعون الان في مواقع مجهولة في الجبال لتصنيع هذه المنشآت. العالم الذي لم يبال بهذه الحرب للمرة الرابعة سيدفع الثمن غاليا لتجاهله الحرب وعدم مطالبته بوقفها وادانة من تسبب فيها لانه لو ارسل قوات دولية كما يفعل في العادة لكشف سوء نية اليمن النووية واحباط مؤامرة الهلال الشيعي الذي لا يقبل قنبلة نووية غير شيعية. هذا المخطط اليمني هو الاذكي مقارنة بما عمله السابقون واللاحقون الذين ارادوا دخول النادي النووي وسبقتهم الاخبار قبل ان يتمكنوا من ذلك (العراق كمثال). شر البلية ما يضحك حقا. في العام 1988 وبعد انتخابات نيابية قال الرئيس في مجلس الشوري ان الغاز سيكون في كل بيت في العاصمة صنعاء خلال عام ونخشي ان يتكرر الامر او يتبخر مع الطموح النووي السلمي. اصبحنا شعبا يذبح بعضه بعضا والكل يبحث عن القات او حق القات اي ثمنه باي وسيلة ولا تخرج مظاهرة واحدة في صنعاء او عدن او حجة او حضرموت تستنكر الحرب وتطالب بسحب الجيش وحل الخلاف سلميا بصورة تمنع تكرار الصراع وتحفظ للبلد موارده البشرية والمالية الكثيرة الهدر التي تستقر في خزائن غير خزائن الوطن المنهوب والمكلوم. الحرب الرابعة بدون ابطال وبدون حماس شعبي لسياسة الحكومة وحلها العسكري المفضل وبدون تعاطف ايضا مع الحوثيين المحاصرين اعلاميا لمنعهم من توضيح ما يجب ان يعلمه الناس كما يحدث في اي صراع عسكري في الدنيا لانهم بدون قضية وطنية، ومن جهة اخري فانه غير صحيح بالمطلق انهم يريدون اعادة الملكية لان اليمن اليوم كبير جغرافيا وسكانا وهو غير يمن ما قبل الوحدة. الا يحسب النظام لاتهاماته التي ما انزل الله بها من سلطان ويعامل الشعب اليمني كشعب لا يفهم يسهل استغفاله واستغباؤه. وتكبر المأساة عندما يوافق مجلس النواب علي نزع حصانة النائب يحيي الحوثي بدون اي ادلة. اليمن اضحي بلدا المعارضة فيه شكلية مثل هذا المجلس الذي لا يمثل الا نفسه والناس لم تعد تبالي بالقتل وانتهاكات حقوق الانسان التي لم تعد منظمات حقوق الانسان الوطنية والدولية قادرة علي رصدها. المشكلة الاكبر هي ان حكم الفرد يقوي اكثر واكثر والبلدة الطيبة لا تجد طيبا يقودها الي سواء السبيل.
كاتب ومحلل سياسي يمني
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname ... 0المفزعfff
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
اتساع المعارضة للحرب في صعدة
10/03/2007 م - 18:30:37
علي الصراري - الاشتراكي نت
يوماً عن يوم تتأكد معارضة الرأي العام الوطني لاستمرار الحرب الداخلية الدائرة في صعدة هذه الأيام.
وترى بعض الأوساط الرسمية -في أحاديث جانبية غير مأذون بنشرها ونسبتها إلى مصادرها- أن من غير المصلحة استمرار هذه الحرب، لا بمعايير المصلحة الوطنية، ولا بمعايير مصلحة السلطة القائمة.
وتشير هذه الأوساط إلى أن استمرار حرب صعدة سيؤدي إلى آثار وخيمة على مستويات عدة، من بينها تهتك النسيج الوطني واستنزاف الموارد الشحيحة لليمن، ونشوء أعباء جديدة جراء تنامي تجارة الحروب بما يترتب عليها من مصالح خطيرة سيكون السبيل الى توسيعها هو نفسه سبيل تفجير حروب داخلية جديدة ومدها إلى غير ما منطقة من مناطق البلاد، ولا يقل عن ذلك خطورة انهيار سمعة اليمن بشكل كامل كبلد غير مهيأ وغير صالح لجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية على حد سواء، كما أن اليمن لن تكون بمأمن من الآثار السلبية لتوتر علاقاتها ببعض الأطراف الإقليمية، وببعض التيارات المذهبية المنتشرة في غير ما مكان من المنطقة العربية والإسلامية.
وتلاحظ هذه الأوساط أن استمرار حرب صعدة له آثار سلبية مدمرة على تطور العملية السياسية القائمة في البلد بما ستقود إليه من انتكاسة الممارسات الديمقراطية والتضييق على حرية الرأي والتعبير، وتحويل البلد الى ساحة تدور فيها الحروب ضد ذوي الاعتقادات والاجتهادات المذهبية المغايرة، الأمر الذي سيفقد اليمن الميزة التاريخية التي ورثتها من مئات السنين لتعايش ذوي العقائد والاجتهادات المذهبية المختلفة، وسيادة أجواء التسامح فيما بينهم..
ومجمل القول، أن هذه الأوساط ترى في حرب صعدة، حرباً عبثية خاطئة، ينبغي إيقافها بدون تلكؤ، ومعالجة جروحها بجدية، ومنع تكرار نشوب الحروب الداخلية، سواءً في صعدة، أو في غيرها من المناطق اليمنية، وتوطيد السلم الأهلي ليغدو صرحاً ثابتاً يصلح كقاعدة لإنجاز المهام التي تحتاجها اليمن في تحقيق التنمية ومحاربة الفقر والبطالة، وتوفير الخدمات والاحتياجات العصرية للارتقاء بمستوى حياة ومعيشة المواطن اليمني..
والواقع، لو أن المؤسسات الدستورية في هذا البلد هي التي تصنع القرار، لوجدت آراء هذه الأوساط الرسمية صدى لها داخل المؤسسات ولكان قرارها حاسماً في إيقاف الحرب في صعدة بدون مواربة، لكن واقع الحال يبين ان صناع القرار لايستسيغون سماع هذا النوع من الآراء، ولايتيحون الفرصة لأصحابها للمجاهرة بها بوضوح، وفي غضون بضعة أسابيع تنمر الإرهاب الفكري في وسائل الإعلام الرسمية، وفي الخطاب السياسي الرسمي بهدف تغييب صوت العقل، وتحويل الآلة الإعلامية والإدارة الحكومية، بل وحتى منابر الخطابة في الكثير من المساجد الى معمل ضخم لإنتاج النفاق، وترويج المزاعم المختلقة، وتحول المثقفون والإعلاميون المرتبطون بدوائر السلطة إلى دعاة حرب، وبؤر ناشطة لتأجيج مشاعر الكراهية، ولشحذ الأحقاد وتمجيد نزوات العنف..
ولئن أصرت دوائر القرار على منع أصحاب العقول من استخدام عقولهم، وتفرد المنافقون بأسماع الناس، فإن موجة عاتية من حمى الكراهية ستجتاح البلاد طولاً وعرضاً، مفسحة المجال لتحويل آلام المعيشة، ومعاناة الغبن، وضحايا الممارسات الخاطئة الى ردود أفعال غير عقلانية تتطاير في كل الاتجاهات، وتحرق في طريقها الأخضر واليابس، وبدلاً من أن تزدهر نوازع البناء والخير في أفئدة الناس، ستملأها الأحقاد، والرغبة في ممارسة الأعمال الانتقامية لأتفه الأسباب، وسيتخلى المقهورون عن الثقة بقدرة الحياة على جبر معاناتهم، وستكون المحصلة العامة فورة عارمة من تخبط العضلات، التي لا هادي لها، ولاقيم عقلانية وأخلاقية تحكمها، وسيسقط الجميع تحت افتئات الجميع..
ولا ريب أن هذه النهاية ستكون مأساوية، لابد أن يهتم الخيرون والعقلاء بالعمل من أجل ان لا تصل اليمن إليها.
وبطبيعة الحال يحتاج العمل بالاتجاه الصحيح الى تكثيف المطالبات والمناشدات الموجهة نحو السلطة من اجل إيقاف الحرب في صعدة، خاصة أنها حرب غير مبررة ولا أحد مضطر لخوضها، لا السلطة ولا المواجهين لها في صعدة، وإيقافها عمل سهل بالنظر إلى إن المجموعة الحوثية التي يقودها عبدالملك الحوثي ليس لديها مطالب تعجيزية يصعب التعامل معها، ففي تصريح له في الآونة الأخيرة نقلته عدد من الوسائل الإعلامية، ومن المواقع الإلكترونية، أكد موافقته على الشروط التي وضعها رئيس الجمهورية، وكان المطلب الوحيد الذي طرحه عبدالملك الحوثي، هو أن تصدر التعليمات إلى القوات العسكرية بالسماح للمجموعات المتواجدة في جبال صعدة بالنزول الى بيوتهم، وحفظ حياتهم وكرامتهم عند تسليمهم لأسلحتهم وفقاً لشروط الرئيس، وتنفيذ قرار العفو العام الذي سبق أن أعلن بحقهم.
إذاً دعوهم ينزلون الى بيوتهم، ويسلمون اسلحتهم، والتزموا بتطبيق القانون بشأن ضمان حقوقهم المدنية والسياسية، وإذا ما تحقق ذلك فإن كافة مظاهر التمرد في صعدة ستنتهي فعلياً، وسيكون الملاحقون الآن في صعدة شأنهم شأن كافة المواطنين اليمنيين.
والمؤسف هنا أن السلطات الحاكمة تجاهلت كلية هذا التصريح الإيجابي، بل ذهبت في ردها عليه، أن نشرت صحيفة «الثورة» اليومية الحكومية، تهديداً للصحفيين الذين يتعاملون مع التصريحات الصادرة عن المجموعة الحوثية، وأنذرتهم بأنه سيتم التعامل معهم كإرهابيين أو كمتواطئين مع الإرهاب، وتأكيداً لهذا التوجه شنت صحيفة «الثورة» اليومية الحكومية هجوماً عنيفاً على قناة العربية الفضائية في افتتاحية عددها يوم الأحد الماضي، لأنها سمحت لشقيق عبدالملك الحوثي، يحيى الحوثي المتواجد خارج البلاد حالياً بطرح هذه المطالب، وامتد الهجوم ليشمل المملكة العربية السعودية، جارة اليمن الكبرى، على اعتقاد أنها الممول لهذه القناة.
لاشك أن هذا النوع من التصرفات يتم خارج العقل والمنطق، ويذهب إلى درجة محاولة تعطيل وظيفة الصحفيين، ودور الوسائل الإعلامية خارج اليمن، والتي تقع خارج دائرة نفوذ السلطات اليمنية، والأكثر من ذلك أن هذه السلطات مستعدة لأن تغامر بعلاقات اليمن الاقليمية ومع جيرانها أيضاً، لكي تفرض حالة من الصمت على حربها في صعدة، الأمر الذي يثير الشكوك حول طبيعة أهدافها هناك..
ينبغي أن تعلم السلطات اليمنية ان العصر الذي نعيشه، هو عصر ثورة الإعلام والمعلومات، وأنه يستحيل تجهيل العالم بشأن مايدور في صعدة، ولابد أن يكون هذا التجهيل سبباً إضافياً لاهتمام الصحفيين ووسائل الإعلام المتنوعة بما يجري في صعدة، وتناول المآرب الحقيقية المراد تحقيقها من خلالها.
*** ***
المصدر: صحيفة الثوري (جريدة الحزب الاشتراكي اليمني).
http://www.aleshteraki.net/news.php?act ... ewsID=1883
10/03/2007 م - 18:30:37
علي الصراري - الاشتراكي نت
يوماً عن يوم تتأكد معارضة الرأي العام الوطني لاستمرار الحرب الداخلية الدائرة في صعدة هذه الأيام.
وترى بعض الأوساط الرسمية -في أحاديث جانبية غير مأذون بنشرها ونسبتها إلى مصادرها- أن من غير المصلحة استمرار هذه الحرب، لا بمعايير المصلحة الوطنية، ولا بمعايير مصلحة السلطة القائمة.
وتشير هذه الأوساط إلى أن استمرار حرب صعدة سيؤدي إلى آثار وخيمة على مستويات عدة، من بينها تهتك النسيج الوطني واستنزاف الموارد الشحيحة لليمن، ونشوء أعباء جديدة جراء تنامي تجارة الحروب بما يترتب عليها من مصالح خطيرة سيكون السبيل الى توسيعها هو نفسه سبيل تفجير حروب داخلية جديدة ومدها إلى غير ما منطقة من مناطق البلاد، ولا يقل عن ذلك خطورة انهيار سمعة اليمن بشكل كامل كبلد غير مهيأ وغير صالح لجذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية على حد سواء، كما أن اليمن لن تكون بمأمن من الآثار السلبية لتوتر علاقاتها ببعض الأطراف الإقليمية، وببعض التيارات المذهبية المنتشرة في غير ما مكان من المنطقة العربية والإسلامية.
وتلاحظ هذه الأوساط أن استمرار حرب صعدة له آثار سلبية مدمرة على تطور العملية السياسية القائمة في البلد بما ستقود إليه من انتكاسة الممارسات الديمقراطية والتضييق على حرية الرأي والتعبير، وتحويل البلد الى ساحة تدور فيها الحروب ضد ذوي الاعتقادات والاجتهادات المذهبية المغايرة، الأمر الذي سيفقد اليمن الميزة التاريخية التي ورثتها من مئات السنين لتعايش ذوي العقائد والاجتهادات المذهبية المختلفة، وسيادة أجواء التسامح فيما بينهم..
ومجمل القول، أن هذه الأوساط ترى في حرب صعدة، حرباً عبثية خاطئة، ينبغي إيقافها بدون تلكؤ، ومعالجة جروحها بجدية، ومنع تكرار نشوب الحروب الداخلية، سواءً في صعدة، أو في غيرها من المناطق اليمنية، وتوطيد السلم الأهلي ليغدو صرحاً ثابتاً يصلح كقاعدة لإنجاز المهام التي تحتاجها اليمن في تحقيق التنمية ومحاربة الفقر والبطالة، وتوفير الخدمات والاحتياجات العصرية للارتقاء بمستوى حياة ومعيشة المواطن اليمني..
والواقع، لو أن المؤسسات الدستورية في هذا البلد هي التي تصنع القرار، لوجدت آراء هذه الأوساط الرسمية صدى لها داخل المؤسسات ولكان قرارها حاسماً في إيقاف الحرب في صعدة بدون مواربة، لكن واقع الحال يبين ان صناع القرار لايستسيغون سماع هذا النوع من الآراء، ولايتيحون الفرصة لأصحابها للمجاهرة بها بوضوح، وفي غضون بضعة أسابيع تنمر الإرهاب الفكري في وسائل الإعلام الرسمية، وفي الخطاب السياسي الرسمي بهدف تغييب صوت العقل، وتحويل الآلة الإعلامية والإدارة الحكومية، بل وحتى منابر الخطابة في الكثير من المساجد الى معمل ضخم لإنتاج النفاق، وترويج المزاعم المختلقة، وتحول المثقفون والإعلاميون المرتبطون بدوائر السلطة إلى دعاة حرب، وبؤر ناشطة لتأجيج مشاعر الكراهية، ولشحذ الأحقاد وتمجيد نزوات العنف..
ولئن أصرت دوائر القرار على منع أصحاب العقول من استخدام عقولهم، وتفرد المنافقون بأسماع الناس، فإن موجة عاتية من حمى الكراهية ستجتاح البلاد طولاً وعرضاً، مفسحة المجال لتحويل آلام المعيشة، ومعاناة الغبن، وضحايا الممارسات الخاطئة الى ردود أفعال غير عقلانية تتطاير في كل الاتجاهات، وتحرق في طريقها الأخضر واليابس، وبدلاً من أن تزدهر نوازع البناء والخير في أفئدة الناس، ستملأها الأحقاد، والرغبة في ممارسة الأعمال الانتقامية لأتفه الأسباب، وسيتخلى المقهورون عن الثقة بقدرة الحياة على جبر معاناتهم، وستكون المحصلة العامة فورة عارمة من تخبط العضلات، التي لا هادي لها، ولاقيم عقلانية وأخلاقية تحكمها، وسيسقط الجميع تحت افتئات الجميع..
ولا ريب أن هذه النهاية ستكون مأساوية، لابد أن يهتم الخيرون والعقلاء بالعمل من أجل ان لا تصل اليمن إليها.
وبطبيعة الحال يحتاج العمل بالاتجاه الصحيح الى تكثيف المطالبات والمناشدات الموجهة نحو السلطة من اجل إيقاف الحرب في صعدة، خاصة أنها حرب غير مبررة ولا أحد مضطر لخوضها، لا السلطة ولا المواجهين لها في صعدة، وإيقافها عمل سهل بالنظر إلى إن المجموعة الحوثية التي يقودها عبدالملك الحوثي ليس لديها مطالب تعجيزية يصعب التعامل معها، ففي تصريح له في الآونة الأخيرة نقلته عدد من الوسائل الإعلامية، ومن المواقع الإلكترونية، أكد موافقته على الشروط التي وضعها رئيس الجمهورية، وكان المطلب الوحيد الذي طرحه عبدالملك الحوثي، هو أن تصدر التعليمات إلى القوات العسكرية بالسماح للمجموعات المتواجدة في جبال صعدة بالنزول الى بيوتهم، وحفظ حياتهم وكرامتهم عند تسليمهم لأسلحتهم وفقاً لشروط الرئيس، وتنفيذ قرار العفو العام الذي سبق أن أعلن بحقهم.
إذاً دعوهم ينزلون الى بيوتهم، ويسلمون اسلحتهم، والتزموا بتطبيق القانون بشأن ضمان حقوقهم المدنية والسياسية، وإذا ما تحقق ذلك فإن كافة مظاهر التمرد في صعدة ستنتهي فعلياً، وسيكون الملاحقون الآن في صعدة شأنهم شأن كافة المواطنين اليمنيين.
والمؤسف هنا أن السلطات الحاكمة تجاهلت كلية هذا التصريح الإيجابي، بل ذهبت في ردها عليه، أن نشرت صحيفة «الثورة» اليومية الحكومية، تهديداً للصحفيين الذين يتعاملون مع التصريحات الصادرة عن المجموعة الحوثية، وأنذرتهم بأنه سيتم التعامل معهم كإرهابيين أو كمتواطئين مع الإرهاب، وتأكيداً لهذا التوجه شنت صحيفة «الثورة» اليومية الحكومية هجوماً عنيفاً على قناة العربية الفضائية في افتتاحية عددها يوم الأحد الماضي، لأنها سمحت لشقيق عبدالملك الحوثي، يحيى الحوثي المتواجد خارج البلاد حالياً بطرح هذه المطالب، وامتد الهجوم ليشمل المملكة العربية السعودية، جارة اليمن الكبرى، على اعتقاد أنها الممول لهذه القناة.
لاشك أن هذا النوع من التصرفات يتم خارج العقل والمنطق، ويذهب إلى درجة محاولة تعطيل وظيفة الصحفيين، ودور الوسائل الإعلامية خارج اليمن، والتي تقع خارج دائرة نفوذ السلطات اليمنية، والأكثر من ذلك أن هذه السلطات مستعدة لأن تغامر بعلاقات اليمن الاقليمية ومع جيرانها أيضاً، لكي تفرض حالة من الصمت على حربها في صعدة، الأمر الذي يثير الشكوك حول طبيعة أهدافها هناك..
ينبغي أن تعلم السلطات اليمنية ان العصر الذي نعيشه، هو عصر ثورة الإعلام والمعلومات، وأنه يستحيل تجهيل العالم بشأن مايدور في صعدة، ولابد أن يكون هذا التجهيل سبباً إضافياً لاهتمام الصحفيين ووسائل الإعلام المتنوعة بما يجري في صعدة، وتناول المآرب الحقيقية المراد تحقيقها من خلالها.
*** ***
المصدر: صحيفة الثوري (جريدة الحزب الاشتراكي اليمني).
http://www.aleshteraki.net/news.php?act ... ewsID=1883
آخر تعديل بواسطة محمد النفس الزكية في الأحد مارس 11, 2007 10:50 pm، تم التعديل مرة واحدة.
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
مفتاح والحقيقة التي ينبغي أن يعلمها الجميع
بقلم/ احمد قاسم العمري
26سبتمبر نت
قرأت مؤخرا مقالة قصيرة في العدد الأخير من صحيفة البلاغ للأخ محمد مفتاح حول أحداث الفتنة في صعده بعنوان هيبة الدولة وحكمة الرئيس وأعجبت ببعض ما جاء فيها من رؤى معتدلة وصحيحة خاصة إنها جاءت من شخص طالما تم احتسابه من العناصر المتشددة في الجانب المعارض وإذا كان المنطق يفترض دوما الاعتراف بأي شئ ايجابي من أي شخص أو جهة تأتي سواء في المعارضة أو خارجها وحيث الاعتراف بالحق فضيلة فان من الأنصاف القول ان الأخ محمد مفتاح يستحق الشكر على مقالته حيث لا مس فيها بعض الحقيقة التي لا ينبغي ان تكون غائبة عن الجميع في الوطن فهو يقر بان الدولة هي وحدها من يحق لها استعمال السلاح لحماية الأمن والاستقرار وفرض النظام والقانون الذي ينبغي أن يكون على الجميع و للجميع .
وقال انا من الفريق الذي ينادي ويسعى للحفاظ على هيبة الدولة محلا إلى ذلك الموقف المتخاذل لبعض القوى السياسية في الساحة حيث قال وليس خافيا ان هناك من هو متشف بالرئيس وجماعة الحوثي معا بل ويتمني ان تطول المحنة ويراهن عليها لبلوغ ما يطمح إلى تحقيقه من مأرب وما من شك في ان خروج أي جماعة أو عناصر على النظام والقانون وقيامها برفع السلاح في وجه الدولة والسعي لزعزعة الأمن والاستقرار وآيا كان المبرر الذي تطرحه لذلك يستوجب على الدولة أي دولة في العالم تحترم نفسها الاضطلاع بواجباتها ومسؤوليتها في الحفاظ على امن الوطن ومواطنها ومواجهة تلك العناصر وإخضاعها لسلطة النظام والقانون وهو ما تم بالفعل مع تلك العناصر التي أشعلت الفتنة في بعض مناطق صعدة وحملت السلاح بكافة أنواعه الخفيف والثقيل والمتوسط وواجهت به الدولة وما تزال وارتكبت أعمال القتل والإرهاب بحق المواطنين وإفراد القوات المسلحة والأمن وقطعت الطرقات الآمنة وخربت المنشات العامة و الخاصة وروعت المواطنين الأبرياء في مساكنهم وقراهم فهل يمكن لأي دولة ان تسكت عن كل ذلك وتظل متفرجة وعاجزة عن فعل أي شئ في مواجهة هؤلاء مع العلم انه لم يتم ذلك من قبل الدولة إلا بعد ان سدت كل سبل الحوار والتفاهم وبعد مبادرات عديدة قامت بها الدولة ومع هذه العناصر حيث أرسلت الوساطة تلو الأخرى من العلماء والشخصيات السياسية والاجتماعية لإقناعهم بالتخلي عن ضلالهم وإعمالهم التخريبية والعيش كمواطنين صالحين مثلهم مثل سائر المواطنين بل وان الدولة أبدت استعدادها للسماح لهم بتشكيل حزب سياسي إذا ما رغبوا في ذلك وعلى أساس ان لا يكون حزبا مذهبيا أو طائفيا وطبقا للدستور والقانون بالإضافة إلى ما قامت به من إصدار العفو العام عن كافة المتورطين في تلك الفتنة والإفراج عن كافة المعتقلين على ذمتها وتعويض المتضررين منها انطلاقا من الحرص المسئول على احتواء تلك الفتنة وتجنيب الوطن إراقة الدماء لان الدم الذي يسيل في تلك الفتنة هو دم يمني ولكن من ا لمؤسف ان تلك العناصر استمرت في غيها وموقفها المعاند ورؤاها المتعصبة وظلوا يترجمون الشعار الذي زعموه" الموت لإسرائيل الموت لأمريكا" بقتل إخوانهم اليمنيين المسلمين من الجنود والضباط في القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء فهل هذا هو الجهاد الذي يعلنونه أم هي الجهالة والضلال الذي فيه يعمهون .
ان ما يحتاجة الوطن اليوم في مواجهة تلك الفتنة هو ان يرفع الصوت الوطني المسئول والعاقل من الجميع في السلطة والمعارضة وخارجها وان يصدع صوت الحق والعدل والحكمة والمنطق الذي يقول لهذه العناصر الضالة كفى عبثا بأمن الوطن وسكينة المجتمع كفى لعبا بالنار وإثارة للفتنة والعصبية من اجل تحقيق مصالح ذاتية أنانية أو طموحات مريضة غير مشروعة.
وإذا ما وجدت تلك العناصر الخارجة على النظام والقانون والتي لا تمثل إلا نفسها من يقول لها ذلك بصوت قوى مسموع وبعيدا عن أي حسابات أو مكايدات حزبية أو سوء تقدير للأمور فإننا سنفوت بذلك الفرصة على كل من يحاول الأضرار بوحدتنا الوطنية وصب الزيت على النار لإشعال الحرائق والفتن في الوطن ظنا منه انه بذلك يحقق لنفسه أهدافا خاصة وعلى حساب مصالح الوطن والمواطن والسلام الاجتماعي وشتات بين معارضة السلطة ومعارضة الوطن والمساس بآمنة واستقراره ومصالحة فالوطن ملك الجميع وهو مسؤوليتهم جميعا دون استثناء.
http://www.26sep.net/articles.php?id=965
بقلم/ احمد قاسم العمري
26سبتمبر نت
قرأت مؤخرا مقالة قصيرة في العدد الأخير من صحيفة البلاغ للأخ محمد مفتاح حول أحداث الفتنة في صعده بعنوان هيبة الدولة وحكمة الرئيس وأعجبت ببعض ما جاء فيها من رؤى معتدلة وصحيحة خاصة إنها جاءت من شخص طالما تم احتسابه من العناصر المتشددة في الجانب المعارض وإذا كان المنطق يفترض دوما الاعتراف بأي شئ ايجابي من أي شخص أو جهة تأتي سواء في المعارضة أو خارجها وحيث الاعتراف بالحق فضيلة فان من الأنصاف القول ان الأخ محمد مفتاح يستحق الشكر على مقالته حيث لا مس فيها بعض الحقيقة التي لا ينبغي ان تكون غائبة عن الجميع في الوطن فهو يقر بان الدولة هي وحدها من يحق لها استعمال السلاح لحماية الأمن والاستقرار وفرض النظام والقانون الذي ينبغي أن يكون على الجميع و للجميع .
وقال انا من الفريق الذي ينادي ويسعى للحفاظ على هيبة الدولة محلا إلى ذلك الموقف المتخاذل لبعض القوى السياسية في الساحة حيث قال وليس خافيا ان هناك من هو متشف بالرئيس وجماعة الحوثي معا بل ويتمني ان تطول المحنة ويراهن عليها لبلوغ ما يطمح إلى تحقيقه من مأرب وما من شك في ان خروج أي جماعة أو عناصر على النظام والقانون وقيامها برفع السلاح في وجه الدولة والسعي لزعزعة الأمن والاستقرار وآيا كان المبرر الذي تطرحه لذلك يستوجب على الدولة أي دولة في العالم تحترم نفسها الاضطلاع بواجباتها ومسؤوليتها في الحفاظ على امن الوطن ومواطنها ومواجهة تلك العناصر وإخضاعها لسلطة النظام والقانون وهو ما تم بالفعل مع تلك العناصر التي أشعلت الفتنة في بعض مناطق صعدة وحملت السلاح بكافة أنواعه الخفيف والثقيل والمتوسط وواجهت به الدولة وما تزال وارتكبت أعمال القتل والإرهاب بحق المواطنين وإفراد القوات المسلحة والأمن وقطعت الطرقات الآمنة وخربت المنشات العامة و الخاصة وروعت المواطنين الأبرياء في مساكنهم وقراهم فهل يمكن لأي دولة ان تسكت عن كل ذلك وتظل متفرجة وعاجزة عن فعل أي شئ في مواجهة هؤلاء مع العلم انه لم يتم ذلك من قبل الدولة إلا بعد ان سدت كل سبل الحوار والتفاهم وبعد مبادرات عديدة قامت بها الدولة ومع هذه العناصر حيث أرسلت الوساطة تلو الأخرى من العلماء والشخصيات السياسية والاجتماعية لإقناعهم بالتخلي عن ضلالهم وإعمالهم التخريبية والعيش كمواطنين صالحين مثلهم مثل سائر المواطنين بل وان الدولة أبدت استعدادها للسماح لهم بتشكيل حزب سياسي إذا ما رغبوا في ذلك وعلى أساس ان لا يكون حزبا مذهبيا أو طائفيا وطبقا للدستور والقانون بالإضافة إلى ما قامت به من إصدار العفو العام عن كافة المتورطين في تلك الفتنة والإفراج عن كافة المعتقلين على ذمتها وتعويض المتضررين منها انطلاقا من الحرص المسئول على احتواء تلك الفتنة وتجنيب الوطن إراقة الدماء لان الدم الذي يسيل في تلك الفتنة هو دم يمني ولكن من ا لمؤسف ان تلك العناصر استمرت في غيها وموقفها المعاند ورؤاها المتعصبة وظلوا يترجمون الشعار الذي زعموه" الموت لإسرائيل الموت لأمريكا" بقتل إخوانهم اليمنيين المسلمين من الجنود والضباط في القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء فهل هذا هو الجهاد الذي يعلنونه أم هي الجهالة والضلال الذي فيه يعمهون .
ان ما يحتاجة الوطن اليوم في مواجهة تلك الفتنة هو ان يرفع الصوت الوطني المسئول والعاقل من الجميع في السلطة والمعارضة وخارجها وان يصدع صوت الحق والعدل والحكمة والمنطق الذي يقول لهذه العناصر الضالة كفى عبثا بأمن الوطن وسكينة المجتمع كفى لعبا بالنار وإثارة للفتنة والعصبية من اجل تحقيق مصالح ذاتية أنانية أو طموحات مريضة غير مشروعة.
وإذا ما وجدت تلك العناصر الخارجة على النظام والقانون والتي لا تمثل إلا نفسها من يقول لها ذلك بصوت قوى مسموع وبعيدا عن أي حسابات أو مكايدات حزبية أو سوء تقدير للأمور فإننا سنفوت بذلك الفرصة على كل من يحاول الأضرار بوحدتنا الوطنية وصب الزيت على النار لإشعال الحرائق والفتن في الوطن ظنا منه انه بذلك يحقق لنفسه أهدافا خاصة وعلى حساب مصالح الوطن والمواطن والسلام الاجتماعي وشتات بين معارضة السلطة ومعارضة الوطن والمساس بآمنة واستقراره ومصالحة فالوطن ملك الجميع وهو مسؤوليتهم جميعا دون استثناء.
http://www.26sep.net/articles.php?id=965
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
حرب صعدة وأثرها على السعودية
إسماعيل المتوكل
نشرت صحيفة( أخبار اليوم اليمنية) على الإنترنت يوم الخميس , 2 نوفمبر 2006 م خبر عن اعتقال قوات الأمن السعودي لبعض مواطنيها من الشيعة الأثنى عشرية بسبب ترديدهم شعارات ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، والملفت للنظر أن الصحيفة تطوعت بتسميتها (شعارات الحوثيين )، رابطة ذلك بتصريح السيد يحيى الحوثي الأخير والذي كان قاسياً على قادة النظام اليمني، ويعبر عن وجهة نظره الخاصة في بعض الأحداث.
النظام اليمني، ويعبر عن وجهة نظره الخاصة في بعض الأحداث.
معروف أن صحيفة أخبار اليوم تتبع شخصيات قيادية عليا تعتبر الأب الروحي والراعي للجماعات التكفيرية في اليمن، فما هي أبعاد نشر مثل هذا الخبر؟ وما الفائدة التي تعود من نشره على هؤلاء؟
بدأت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة تتخذ خطوات جدية لإرساء الأمن والاستقرار داخل أراضيها، وإغلاق الملفات العالقة ومحاولة التصالح مع عدد من الأطراف والطوائف، وكانت آخر هذه الخطوات هي العفو عن معتقلين من الشيعة الإسماعيليين الذين كانت السلطات السعودية قد اتهمتم بإثارة الشغب.
وهو نفس النهج الذي تحاول اتخاذه في سياستها الخارجية، فمن مصلحتها أن تبقى المناطق المجاورة لها في حالة استقرار لا حروب متواصلة، وإذا ما تناولنا هنا حرب صعدة تحديدا – والتي تقع على الحدود مع السعودية_ فإن المملكة قد حاولت إرسال رسالة سلم من خلال تبني إعمار بعض القرى التي دمرها الجيش في حربه ضد المواطنين هناك-وقد جاء ذلك بعد علمها بأن السلطات اليمنية قد سربت للحوثيين معلومات ووثائق تشير إلى تورط المملكة في الحروب الماضية في محاولة لإشعال التوتر بين الطرفين-ولا يستبعد أن تعارض المملكة بشكل علني محاولة النظام إشعال حرب أخرى لما قد تسببه من زعزعة لأمنها، الأمر الذي قد تستفيد منه الجماعات التكفيرية التي لها امتداد تنظيمي واسع داخل المملكة.
هذه التهدئة والسياسة الذكية التي تنتهجها القيادة السعودية والتي قد تصل بها إلى استقرار حقيقي، لم ترق للجهات المستفيدة من الحرب والتي أبرزها من يقفون خلف صحيفة أخبار اليوم، وهذا في اعتقادي من أسباب ربط الصحيفة لخبر اعتقال الشيعة الاثنى عشرية بالحوثيين ( الزيدية )، لقد أرادت الإيهام بأن للحوثيين امتداد داخل المملكة كما للمتطرفين التكفيريين والقاعدة.
إن تسريبهم لخبر اعتقال الأمن السعودي للشيعة الأثنى عشرية ( والذي هم مصدره الوحيد ) من شأنه إثارة مشاكل وفتن طائفية تسعى المملكة جاهدة لحلها وإغلاقها، وهو خبر يدلل على وجود عناصر استخباراتية داخل المملكة تعمل لصالح هؤلاء وتسرب مثل هذه الأخبار وتسعى لزعزعة الأمن هناك.
ومع هذا أعتقد أن كل ذلك الدجل لن ينطلي على القيادة في المملكة العربية السعودية، فهي تعي أنه ليس من مصلحتها استمرار الحروب بالقرب من حدودها، وهي تحمل الوعي الكفيل بإنهاء محاولات تجار الحروب بالفشل.
ومن الحكمة أن تتعقل القيادة السياسية في اليمن وتكف عن إثارة الفتن المذهبية والطائفية لأهداف سياسية، وأن تنتهج نهج المملكة العربية السعودية في جهودها من أجل التصالح مع جميع الطوائف بما فيهم الشيعة بمختلف مذاهبهم.
إسماعيل المتوكل
اشط حقوقي
http://www.tajaden.org/arabicweb/module ... le&sid=403
إسماعيل المتوكل
نشرت صحيفة( أخبار اليوم اليمنية) على الإنترنت يوم الخميس , 2 نوفمبر 2006 م خبر عن اعتقال قوات الأمن السعودي لبعض مواطنيها من الشيعة الأثنى عشرية بسبب ترديدهم شعارات ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، والملفت للنظر أن الصحيفة تطوعت بتسميتها (شعارات الحوثيين )، رابطة ذلك بتصريح السيد يحيى الحوثي الأخير والذي كان قاسياً على قادة النظام اليمني، ويعبر عن وجهة نظره الخاصة في بعض الأحداث.
النظام اليمني، ويعبر عن وجهة نظره الخاصة في بعض الأحداث.
معروف أن صحيفة أخبار اليوم تتبع شخصيات قيادية عليا تعتبر الأب الروحي والراعي للجماعات التكفيرية في اليمن، فما هي أبعاد نشر مثل هذا الخبر؟ وما الفائدة التي تعود من نشره على هؤلاء؟
بدأت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة تتخذ خطوات جدية لإرساء الأمن والاستقرار داخل أراضيها، وإغلاق الملفات العالقة ومحاولة التصالح مع عدد من الأطراف والطوائف، وكانت آخر هذه الخطوات هي العفو عن معتقلين من الشيعة الإسماعيليين الذين كانت السلطات السعودية قد اتهمتم بإثارة الشغب.
وهو نفس النهج الذي تحاول اتخاذه في سياستها الخارجية، فمن مصلحتها أن تبقى المناطق المجاورة لها في حالة استقرار لا حروب متواصلة، وإذا ما تناولنا هنا حرب صعدة تحديدا – والتي تقع على الحدود مع السعودية_ فإن المملكة قد حاولت إرسال رسالة سلم من خلال تبني إعمار بعض القرى التي دمرها الجيش في حربه ضد المواطنين هناك-وقد جاء ذلك بعد علمها بأن السلطات اليمنية قد سربت للحوثيين معلومات ووثائق تشير إلى تورط المملكة في الحروب الماضية في محاولة لإشعال التوتر بين الطرفين-ولا يستبعد أن تعارض المملكة بشكل علني محاولة النظام إشعال حرب أخرى لما قد تسببه من زعزعة لأمنها، الأمر الذي قد تستفيد منه الجماعات التكفيرية التي لها امتداد تنظيمي واسع داخل المملكة.
هذه التهدئة والسياسة الذكية التي تنتهجها القيادة السعودية والتي قد تصل بها إلى استقرار حقيقي، لم ترق للجهات المستفيدة من الحرب والتي أبرزها من يقفون خلف صحيفة أخبار اليوم، وهذا في اعتقادي من أسباب ربط الصحيفة لخبر اعتقال الشيعة الاثنى عشرية بالحوثيين ( الزيدية )، لقد أرادت الإيهام بأن للحوثيين امتداد داخل المملكة كما للمتطرفين التكفيريين والقاعدة.
إن تسريبهم لخبر اعتقال الأمن السعودي للشيعة الأثنى عشرية ( والذي هم مصدره الوحيد ) من شأنه إثارة مشاكل وفتن طائفية تسعى المملكة جاهدة لحلها وإغلاقها، وهو خبر يدلل على وجود عناصر استخباراتية داخل المملكة تعمل لصالح هؤلاء وتسرب مثل هذه الأخبار وتسعى لزعزعة الأمن هناك.
ومع هذا أعتقد أن كل ذلك الدجل لن ينطلي على القيادة في المملكة العربية السعودية، فهي تعي أنه ليس من مصلحتها استمرار الحروب بالقرب من حدودها، وهي تحمل الوعي الكفيل بإنهاء محاولات تجار الحروب بالفشل.
ومن الحكمة أن تتعقل القيادة السياسية في اليمن وتكف عن إثارة الفتن المذهبية والطائفية لأهداف سياسية، وأن تنتهج نهج المملكة العربية السعودية في جهودها من أجل التصالح مع جميع الطوائف بما فيهم الشيعة بمختلف مذاهبهم.
إسماعيل المتوكل
اشط حقوقي
http://www.tajaden.org/arabicweb/module ... le&sid=403
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
صعدة.. السبابة ما تزال على الزناد
11/3/2007
ناس برس - خاص:
كما هي الحياة تنتظر المستقبل.. كذلك هم أبناء صعدة وسكانها على دوي المدافع وأخبار القتل ينتظرون المجهول بقلوب قلقة ترجف تحت أيدٍ مرتعشة.
الحرب الرابعة دخلت شهرها الثاني بأعداد من القتلى والجرحى وكمٍ هائل من غموض يزيد القضية تعقيداً في أوساط السياسيين.. ولا يجد الرأي العام الشعبي ما يسد الحاجة المعلوماتية فيما تنشره الصحف المحلية من أنباء متضاربة عن تفاصيل ما يجري في صعدة التي ما تزال معزولة عن العالم.
وإضافة لقطع اتصالات الـ G.S.M قبل ثلاثة أسابيع.. فصلت قبل أسبوع خدمة الانترنت وفي المناطق التي يطالها القصف تصل الإجراءات إلى فصل الهواتف المنزلية.. عدد محدود من مسئولي المحافظة والمشايخ أعيدت لهم خدمة يمن موبايل.. فيما لجأ أنصار الحوثي وقيادات الحركة للتواصل عبر أجهزة "الثريا" وسط أنباء تتحدث عن استخدامهم لشبكة الجوال السعودي التي تغطي أجزاء من صعدة.
الأسبوع الأخير كان الأكثر إثارة.. مصدر عسكري يطل عبر المواقع الرسمية متفاخراً بمقتل 160 من عناصر الحوثي.. لكن احتراق طائرتين من طراز ميج 29 في مطار صعدة سيطر على نقاش الشارع اليمني وأعاد الشائعات إلى مربع المعجزات الدينية ومناصرة السماء للمقاتلين تحت شعار الموت لأمريكا واليهود.
الحركة اليومية المشلولة داخل مدينة صعدة فاقمت أحاسيس التذمر والسخط في أوساط السكان.. الشعور بتباطؤ التقدم العسكري على أرض الواقع لحسم المشكلة.. يؤثر سلبياً على معنويات الجيش ويستفيد منه الطرف الآخر تكتيكياً.
شلل الحياة العامة وتوقفها عن العمل.. يقابله حركة دءوبة في حركة النقل من وإلى صعدة.. سيارات النازحين من الحرب يتقاطرون بأعداد متزايدة في طريق صعدة - صنعاء.
على ذات الطريق يتواصل مرور أرتال العربات العسكرية محملة بالجنود والعتاد الحربي متجهين إلى تعزيز جبهات المواجهات في مناطق الأحداث.
مصادر صحفية تتحدث عن قدوم 20 ألف جندي لعشرات الآلاف من المرابطين هناك.. وتتحدث أخرى عن تجنيد القوات المسلحة لبعض رجال القبائل الذين يحاولون الاستفادة المادية فقط.. أحدهم قال: "واحدة بواحدة.. المرة الأولى زادوا علينا في مران وقتل منا أكثر من مائة.. هذه المرة وقعنا ذياب.. شلينا البنادق ورجعنا بيوتنا".
على امتداد الطرقات الرئيسية بمحافظة صعدة تنتشر العشرات من نقاط التفتيش الأمنية المستحدثة وأعداد المطبات والخرسانات الإسمنتية في تزايد مستمر يقابله إقبال كبير على أكياس الدقيق الفارغة.
الجنود يملئونها بالرمل لاستخدامها كمصدات حماية لحماية الثكنات العسكرية من الهجمات المباغتة التي يشنها مقاتلو الحوثي في الليل معتمدين على طريقة حرب العصابات والاعتماد على عنصر المفاجأة.
ورغم إعلان يحيى الحوثي عبر قناة الحوار عن سقوط 30 ألف قتيل في هذه الحروب من الجانبين.. إلا أن مصدراً مسئولاً نفى ما أوردته وكالة أسيوشيتد برس عن مقتل نحو 500 جندي في الشهر الأول من حرب صعدة الرابعة.
وتحت الحصار الإعلامي المخيف والتكتيم المتعمد.. لا أحد يستطيع الحصول على معلومات إحصائية دقيقة.. الشائعات تلعب دورا بارزاً لتغطية هذا الفراغ.. وتبقى أسواق القات في صعدة هي محور الحركة النشطة.
في ساعات الظهيرة تتدفق المركبات العسكرية لشراء القات للمقاتلين.. والمدينة التي تعودت النوم مبكراً.. صارت مع حالة الطوارئ المفروضة تغلق أبواب بيوتها على السكان مع غروب الشمس.. النهار الذي يمشي ببطء وملل لا يعكر رتابته سوى ضجيج طائرات الهيلوكبتر وأصوات المقاتلات الحربية المفتوحة بالصوت.
لكن الليل يظل محور الحدث.. مساءات صعدة حافلة بالانفجارات الضخمة ودوي المدافع ورنين القصف المكثف على الجبال لا يشاهدها منها غير لمعات ارتطام القذائف بصخورها.
http://nasspress.com/news.asp?n_no=4272
11/3/2007
ناس برس - خاص:
كما هي الحياة تنتظر المستقبل.. كذلك هم أبناء صعدة وسكانها على دوي المدافع وأخبار القتل ينتظرون المجهول بقلوب قلقة ترجف تحت أيدٍ مرتعشة.
الحرب الرابعة دخلت شهرها الثاني بأعداد من القتلى والجرحى وكمٍ هائل من غموض يزيد القضية تعقيداً في أوساط السياسيين.. ولا يجد الرأي العام الشعبي ما يسد الحاجة المعلوماتية فيما تنشره الصحف المحلية من أنباء متضاربة عن تفاصيل ما يجري في صعدة التي ما تزال معزولة عن العالم.
وإضافة لقطع اتصالات الـ G.S.M قبل ثلاثة أسابيع.. فصلت قبل أسبوع خدمة الانترنت وفي المناطق التي يطالها القصف تصل الإجراءات إلى فصل الهواتف المنزلية.. عدد محدود من مسئولي المحافظة والمشايخ أعيدت لهم خدمة يمن موبايل.. فيما لجأ أنصار الحوثي وقيادات الحركة للتواصل عبر أجهزة "الثريا" وسط أنباء تتحدث عن استخدامهم لشبكة الجوال السعودي التي تغطي أجزاء من صعدة.
الأسبوع الأخير كان الأكثر إثارة.. مصدر عسكري يطل عبر المواقع الرسمية متفاخراً بمقتل 160 من عناصر الحوثي.. لكن احتراق طائرتين من طراز ميج 29 في مطار صعدة سيطر على نقاش الشارع اليمني وأعاد الشائعات إلى مربع المعجزات الدينية ومناصرة السماء للمقاتلين تحت شعار الموت لأمريكا واليهود.
الحركة اليومية المشلولة داخل مدينة صعدة فاقمت أحاسيس التذمر والسخط في أوساط السكان.. الشعور بتباطؤ التقدم العسكري على أرض الواقع لحسم المشكلة.. يؤثر سلبياً على معنويات الجيش ويستفيد منه الطرف الآخر تكتيكياً.
شلل الحياة العامة وتوقفها عن العمل.. يقابله حركة دءوبة في حركة النقل من وإلى صعدة.. سيارات النازحين من الحرب يتقاطرون بأعداد متزايدة في طريق صعدة - صنعاء.
على ذات الطريق يتواصل مرور أرتال العربات العسكرية محملة بالجنود والعتاد الحربي متجهين إلى تعزيز جبهات المواجهات في مناطق الأحداث.
مصادر صحفية تتحدث عن قدوم 20 ألف جندي لعشرات الآلاف من المرابطين هناك.. وتتحدث أخرى عن تجنيد القوات المسلحة لبعض رجال القبائل الذين يحاولون الاستفادة المادية فقط.. أحدهم قال: "واحدة بواحدة.. المرة الأولى زادوا علينا في مران وقتل منا أكثر من مائة.. هذه المرة وقعنا ذياب.. شلينا البنادق ورجعنا بيوتنا".
على امتداد الطرقات الرئيسية بمحافظة صعدة تنتشر العشرات من نقاط التفتيش الأمنية المستحدثة وأعداد المطبات والخرسانات الإسمنتية في تزايد مستمر يقابله إقبال كبير على أكياس الدقيق الفارغة.
الجنود يملئونها بالرمل لاستخدامها كمصدات حماية لحماية الثكنات العسكرية من الهجمات المباغتة التي يشنها مقاتلو الحوثي في الليل معتمدين على طريقة حرب العصابات والاعتماد على عنصر المفاجأة.
ورغم إعلان يحيى الحوثي عبر قناة الحوار عن سقوط 30 ألف قتيل في هذه الحروب من الجانبين.. إلا أن مصدراً مسئولاً نفى ما أوردته وكالة أسيوشيتد برس عن مقتل نحو 500 جندي في الشهر الأول من حرب صعدة الرابعة.
وتحت الحصار الإعلامي المخيف والتكتيم المتعمد.. لا أحد يستطيع الحصول على معلومات إحصائية دقيقة.. الشائعات تلعب دورا بارزاً لتغطية هذا الفراغ.. وتبقى أسواق القات في صعدة هي محور الحركة النشطة.
في ساعات الظهيرة تتدفق المركبات العسكرية لشراء القات للمقاتلين.. والمدينة التي تعودت النوم مبكراً.. صارت مع حالة الطوارئ المفروضة تغلق أبواب بيوتها على السكان مع غروب الشمس.. النهار الذي يمشي ببطء وملل لا يعكر رتابته سوى ضجيج طائرات الهيلوكبتر وأصوات المقاتلات الحربية المفتوحة بالصوت.
لكن الليل يظل محور الحدث.. مساءات صعدة حافلة بالانفجارات الضخمة ودوي المدافع ورنين القصف المكثف على الجبال لا يشاهدها منها غير لمعات ارتطام القذائف بصخورها.
http://nasspress.com/news.asp?n_no=4272
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
أسرار حرب صعده
الإثنين 12 مارس - آذار 2007
بقلم/ عابد المهذري
مأرب برس – خاص
* كعادتها دائماً.. تأتي دولتنا بعد انتهاء المباراة.. أحياناً تلحق الوقت الإضافي فلا تستطيع تعويض الخسارة أو تقليص الفارق!!
* في صعدة.. الدولة آخر من يحضر المهرجان.. منذ زمن وهي بعيدة جداً عن ميدان الواقع.. جاءت الآن لتغطي سلبياتها المتراكمة منذ عشرات السنين في محاولة يائسة لاستعادة الهيلمان المفترض والهيبة مجروحة الكبرياء!!
ليس في صعدة فقط تحضر الدولة في وقت متأخر.. غالباً ما تكون آخر من يحضر.. وعندما تكون الحاجة القصوى يستدعي وصولها أولاً.. نجدها تتعمد ألا تصل.. وتأتي حينما لا يكون أحداً محتاجاً لحضورها.. وتأتي الدولة –عادة- ولأسباب مثيرة للاشمئزاز لخلط الأوراق واشعال الحرائق بدلاً عن فض الاشتباك!!
* أنها الدولة اليمنية الظافرة.. غريبة التصرف بإمتياز.. والعجيبة الأداء والتعامل حد الشفقة والقهقهة في آن.. هي دولتنا المغوارة.. الغارقة حتى أذنيها في مستنقع الفساد.. والمتورطة حتى الركب في أنهار الدماء المتدفقة من جروح وطن نازف بالحروب الداخلية!
* لو حاولنا مناقشة ما طرأ في صعدة من انفجار مسلح للوضع منذ ثلاث سنوات.. سنكتشف أن الدولة ظلت غائبة عن المحافظة منذ قيام الثورة وإعلان الوحدة وديولة المؤتمر الشعبي العام.. إذ اقتصر حضورها في صعدة على تواجد شكلي عبر خطط سياسية عقيمة تقيس الأمور بمحاذير خاطئة وعقليات إدارية تتعامل مع الواقع بسطحية لا تستقري العمق.. لذلك ظلت صعدة في حسابات الدولة محافظة زائدة عن الحاجة.. قوبلت بإهمال رسمي وحرمان شبة متعمد!!
* هل سألت الدولة نفسها لماذا يحس أبناء صعدة بأنهم "مظلومين".. وهل وقفت عند هذه الجزئية بجدية واهتمام.. بالتأكيد أنها لم تفعل.. ولو فعلت ذلك لأجدت المعالجات المناسبة ووفرت كل هذا التعب والصداع الذي لحق بها جراء حروب صعدة الأربع.. هذه هي الحقيقة التي يجب ألا يتجاوزها الجميع!
* أبناء صعدة لا يشعرون فقط بظلم وغبن الدولة فقط.. لأنهم كذلك بالفعل.. من قبل الحوثي ومن بعده.. أبناء صعدة مظلومون.. مهضومون.. محُارَبون.. مواطنون من الدرجة الثالثة في تصنيفات القيادة.. تحاصرهم الدولة بين قوسين وتلاحقهم بعلامات التعجب والاستفهام.. دونما مبررات واضحة ومقبولة!!
* أبناء صعدة.. دون غيرهم من أبناء الوطن اليمني.. مهمشون.. لا يحظون برعاية وتشجيع الدولة.. يؤدون ما عليهم من واجبات دستورية بزيادة وكرم القبيلي الأصيل.. ولا يحصلون على الحد الأدنى من حقوقهم المكفولة.. وبطيب خاطر يتعايشون مع هذا الظلم برضى وصبر.. ورغم كل التنازلات التي يقدمونها.. ما يزالون في نظر الدولة مشكوك في وطنيتهم وغير جديرين بالثقة المتبادلة.. أو يستحقون مبادلة مواقفهم الوطنية بالوفاء المفترض.. وكأن أبناء صعدة في مقاييس السلطة "عيال خالة" وليسوا كالآخرين أبناء تسعة شهور!!
* لم يشفع لأبناء صعدة وقوفهم الدائم مع الحزب الحاكم.. في كل انتخابات رئاسية ومحلية ونيابية يهدون "الخيل" أصواتهم على طبق من طيبة زائدة.. ينتظرون المكافأة في كل موسم.. ولا يجدون غير وعود كاذبة كالتي قبلها.. وهكذا دواليك.. أمور الحياة شغلت أبناء صعدة عن المطالبة بالمواطنة المتساوية.. وظل الجرح يكبر والهوة تتسع!!
* يبدو أن الدولة حددت لـ "صعدة" وأبنائها سقف معين من الحرية والمشاريع والوظائف وبقية الحقوق.. ويفعل فاعل.. ربما نسيت أن هذه المحافظة "الحدودية" البعيدة والنائية بحاجة إلى رعاية استثنائية واهتمام على نحو مختلف لاعتبارات عدة.. قد يكون أهمها.. امتداد نصف مديرياتها على الشريط الحدودي المحاذي للمنطقة الجنوبية السعودية.. حيث النهضة والاهتمام المستفز لمشاعر اليمنيين من أبناء صعدة الذين وصل بهم الحرمان إلى مشاهدة التلفزيون السعودي لعدم وصول بث التلفزيون اليمني إلى قلب المحافظة.. ناهيك عن بقاءهم عشرات السنين بلا مشاريع ماء وطرق وكهرباء وشعاع النور القادم من "نجران" يغرس فصوص الملح في جروح صعدة الملتهبة!!
* النفوذ السعودي في المحافظة.. استغل الفراغ الناتج عن غياب الرعاية الحكومية والاهتمام الرسمي بأوضاع السياسة والتنمية.. ليصل إلى حدود تهدد السيادة الوطنية.. وحتى الآن تكاد الهيمنة السعودية هي المسيطرة على تداعيات الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل صعدة.. وهو الموضوع الذي سيكون محور مناقشة قادمة!!
* المهم.. الظلم هو قاسم المعاناة المشترك لجميع أبناء صعدة من مختلف الشرائح والتكوينات.. هذا الشعور ليس وليد اليوم.. لكنه حصيلة تراكمات مزمنة تمتد إلى الثمانينات من القرن الماضي.. تكرست كمفهوم بمرور الوقت.. ومع استمرارية السياسة المتبعة فيما يخص صعدة.. صار الإحساس ملازماً لتفاصيل الايقاع اليومي.. هناك من ساهم بشكل مباشر في تكريس هذا الإحساس.. وساهم آخرون بصورة غير مباشرة في تعزيز هذا الجرح دون انتباه من دولة ترفع شعار اللامبالاة!!
* الشواهد على الظلم والتجاهل والإهمال أكثر من أن تحصى.. غير أن الاستدلال بأمثلة قليلة قد يكفي لشد انتباه النوايا المتحمسة لترميم بؤر التوتر من خلال العودة إلى مربع القضية الأول.. وقد يكون التساؤل عمن اغتال حلم أبناء صعدة الأكبر مناسباً كبداية للمرور على الوجع بصراحة وصدق!!
* جامعة صعدة.. ظلت وما تزال حلم كل كبير وصغير في صعدة.. ومنذ عشرين سنة وهذا الحلم مجرد وعد يتحطم على رؤوس المتربصين بأبناء صعدة والمعادين لأي مصلحة تتحقق للمحافظة.. تعود الحكاية إلى مطلع التسعينات.. الرئيس الذي لا يزور المحافظة إلا مرة واحدة كل عشر سنوات.. جاء لإفتتاح كلية التربية بصعدة ومعه وعد قريب بإنشاء جامعة في المحافظة.. ومنذ ذلك اليوم لم تنشأ الجامعة سوى فوق أوراق الوعود الانتخابية مع أن مقومات إنشاءها متوفرة.. الأرض ودراسات الجدوى والتوصيات والمطالب تطرح بقوة ضرورة وجود جامعة في صعدة.. وفي كل لقاء مع الرئيس وكبار قيادات الدولة لا يطلب أبناء صعدة شيء آخر غير الجامعة.. ومع كل طلب، يتجدد الوعد مع ابتسامة تسلية وهزة رأس للمجاملة.. قبل عامين أو أقل كانت هناك جهود جبارة لبلورة هذا الحلم إلى واقع.. وبينما كان الصعديون منتظرين على نيران الشوق صدور قرار جمهوري بإنشاء جامعة صعدة.. إذا بالصدمة تلجمهم مع قرار إنشاء جامعة في عمران.. وأثناء الحملة الانتخابية الأخيرة شدد أبناء المحافظة على مطلب جامعة صعدة.. لكن مشرف المحافظة حينها بطريقته الخاصة أقنع الناس بأن إعلان الموضوع على هامش الدعاية الانتخابية للمؤتمر الشعبي العام سيكون مخالفاً للقانون باعتباره استغلالاً للمقدرات الحكومية.. ليظهر بعد أسبوعين إلى جوار الرئيس معلناً في مهرجان انتخابي بمحافظة حجة عن هدية الدولة لأبناء المحافظة بإنشاء "جامعة حجة".. وهو ما ضاعف استياء أبناء صعدة وزاد آلام جراحهم مع شعور محبط نتيجة الاستخفاف الذي يقابلون به.. ليس هذا فقط.. لقد بلغ الاستخفاف حيزاً يمس كرامة أبناء صعدة.. فالإعلان قبل أشهر عن قرار جمهوري بإنشاء جامعة في "أبين".. عمق في نفوس أبناء صعدة أحاسيس الظلم وزاد مشاعر الإهانة شبه المتعمدة.. كل ذلك يحدث والجميع يعرف أن أنشاء جامعة في صعدة معناه قطع شوط كبير على طريق إحتواء الفتنة ومعالجة أسباب وأثار التمرد الشبابي والفكري المسلح!!
* شباب صعدة يريدون أن يتعلموا.. الناس تواقون للاندماج في المجتمع المدني.. متحمسون لخدمة الوطن والتضحية في سبيل السلام.. لكن سياسة الدولة العوجاء تدفعهم مكرهين إلى العصيان والتمرد والخروج عن النص.. وحينما نجد من يقول أن الحوثي استغل الجهلة وأنصاف المتعلمين لا نجد من يقول بأن الدولة لم تساعد الناس على العلم والمعرفة.. وعندما نرى مئات الدرجات الوظيفية المخصصة لأبناء المحافظة تذهب إلى غير مستحقها من خارج صعدة بطريقة أو بأخرى يجب أن نتلمس العذر لأصحاب المؤهلات الجامعية الذي يقاتلون مع الحوثي بعدما أصابهم الإحباط على رصيف البطالة والفراغ بحثاً عن درجة وظيفة تحفظ آدميتهم!!
* عقب انتهاء حرب "مران" الأولى.. أعلنت القيادة اليمنية عن اعتماد ثلاثة ألف درجة وظيفية لأبناء صعدة في لحظة صحوة ضمير نادرة هدفها معالجة أسباب التمرد.. إلا أن أحداً لا يعلم أين ذهبت تلك الثلاثة آلاف وظيفة.. وأستطيع الجزم أن شاباً واحداً من صعدة حصل على درجة واحدة من تلك الدرجات.. من يدري.. ربما صادرها لوبي الفساد ومنحت حقوق أبناء صعدة لمن لا يستحقها.. شيء آخر يجب الإشارة إليه.. غياب الكوادر المؤهلة من أبناء صعدة عن المناصب الوظيفية العليا.. من يصدق أن قرية صغير في حاشد أو شرعب يعين منها عشرات المسئولين في مواقع إدارية كبيرة وفق حسابات ومحسوبيات تعتمد على غير القانون.. بينما لاتجد من أبناء محافظة بحجم صعدة إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد يتبوأون مناصب رفيعة!!
* أنا لا أبرر للتمرد والحرب بقدر ما أنا ضد استخدام القوة والعنف.. كما لست مباركاً لرفع السلاح في وجه الدولة ما دام هناك هامش ديمقراطي.. لكن ما يحدث هو إفراز طبيعي لإشكاليات سياسية الأمر الواقع.. واتحدى من يثبت العكس.. وفي الجعبة من الشواهد والأمثلة مالا يتسوعب التطرق إليه بهذه المساحة.. في صعدة.. الدولة تأتي بعد فوات الأوان.. وإذا ما حاولنا تفسير أسباب تدهور المحافظة وسوء أوضاعها عما كانت عليه في الثمانينات قد نكون مسكنا خيط العقل الأول.. وما دامت الذكرى تنفع المسئولين.. لابد من تذكير الجميع بحضور الدولة المتأخر أثناء اندلاع شرارة حرب صعدة عام 2004م.. لم تعرف الدولة أهمية طريق "صعدة – ساقين – حيدان" الذي ظلت تماطل في تنفيذه عقدين من الزمن.. إلا حينما نالت من الخسائر في الأرواح والعتاد ما لو كان الطريق موجوداً من قبل لوفر معظم الخسائر.. علماً بأن الطريق لا يتعدى مائة كيلو متر ولم يستكمل العمل فيه حتى اللحظة كما لو التنفيذ يحتاج إلى حرب جديدة كي ينتهي!!
* ما كان مفترضاً أن يكون بدون حرب على صعيد التنمية ومشاريع البنية التحتية.. دأبت الدولة ألا تقوم به في صعدة إلا بالحرب.. فالدولة لم تعرف أهمية وضرورة "الإعلام" لمحافظة صعدة إلا الأسبوع الماضي.. وبكلفتة وتخبط دشنوا ما أسموه "إذاعة صعدة" بالمزمار وأغاني الفنان "أبو نصار" بدلاً من تبني خطاب إعلامي هادف ذا رسالة وطنية تعمل على التعامل بذكاء مع ما تشهده المحافظة من توتر واحتقان شعبي وحرب مسلحة امتدت على نحو أكبر مما كانت عليه في الجولات الثلاث الماضية!!
* في حالة صعدة والدولة.. أن لا تأتي بالمطلق.. أفضل من أن تأتي متأخراً.. لأننا نعيش في سباق مع العصر.. وحين تأتي الدولة متأخرة بلا خطة واضحة وهي لا تعرف ماذا تريد بالضبط.. فإن الثمن يكون باهض الخسارة.. والاعتماد على نزعة العناد ونوازع المكابرة يزيد القضية تعقيد لا حاجة له حالياً.. فالتحديات التي يواجها الوطن لا تحتمل سياساته المزيد من اشعال الحرائق ما دامت قدرات التحكم بها وإمكانيات السيطرة عليها غير متوفرة الآن بما يكفي لمنع تجددها مرات أخرى..... اعتقد أن الفكرة وصلت.. فهل تصل الدولة هذه المرة دون تأخير؟!!
http://www.marebpress.net/articles.php?id=1325
الإثنين 12 مارس - آذار 2007
بقلم/ عابد المهذري
مأرب برس – خاص
* كعادتها دائماً.. تأتي دولتنا بعد انتهاء المباراة.. أحياناً تلحق الوقت الإضافي فلا تستطيع تعويض الخسارة أو تقليص الفارق!!
* في صعدة.. الدولة آخر من يحضر المهرجان.. منذ زمن وهي بعيدة جداً عن ميدان الواقع.. جاءت الآن لتغطي سلبياتها المتراكمة منذ عشرات السنين في محاولة يائسة لاستعادة الهيلمان المفترض والهيبة مجروحة الكبرياء!!
ليس في صعدة فقط تحضر الدولة في وقت متأخر.. غالباً ما تكون آخر من يحضر.. وعندما تكون الحاجة القصوى يستدعي وصولها أولاً.. نجدها تتعمد ألا تصل.. وتأتي حينما لا يكون أحداً محتاجاً لحضورها.. وتأتي الدولة –عادة- ولأسباب مثيرة للاشمئزاز لخلط الأوراق واشعال الحرائق بدلاً عن فض الاشتباك!!
* أنها الدولة اليمنية الظافرة.. غريبة التصرف بإمتياز.. والعجيبة الأداء والتعامل حد الشفقة والقهقهة في آن.. هي دولتنا المغوارة.. الغارقة حتى أذنيها في مستنقع الفساد.. والمتورطة حتى الركب في أنهار الدماء المتدفقة من جروح وطن نازف بالحروب الداخلية!
* لو حاولنا مناقشة ما طرأ في صعدة من انفجار مسلح للوضع منذ ثلاث سنوات.. سنكتشف أن الدولة ظلت غائبة عن المحافظة منذ قيام الثورة وإعلان الوحدة وديولة المؤتمر الشعبي العام.. إذ اقتصر حضورها في صعدة على تواجد شكلي عبر خطط سياسية عقيمة تقيس الأمور بمحاذير خاطئة وعقليات إدارية تتعامل مع الواقع بسطحية لا تستقري العمق.. لذلك ظلت صعدة في حسابات الدولة محافظة زائدة عن الحاجة.. قوبلت بإهمال رسمي وحرمان شبة متعمد!!
* هل سألت الدولة نفسها لماذا يحس أبناء صعدة بأنهم "مظلومين".. وهل وقفت عند هذه الجزئية بجدية واهتمام.. بالتأكيد أنها لم تفعل.. ولو فعلت ذلك لأجدت المعالجات المناسبة ووفرت كل هذا التعب والصداع الذي لحق بها جراء حروب صعدة الأربع.. هذه هي الحقيقة التي يجب ألا يتجاوزها الجميع!
* أبناء صعدة لا يشعرون فقط بظلم وغبن الدولة فقط.. لأنهم كذلك بالفعل.. من قبل الحوثي ومن بعده.. أبناء صعدة مظلومون.. مهضومون.. محُارَبون.. مواطنون من الدرجة الثالثة في تصنيفات القيادة.. تحاصرهم الدولة بين قوسين وتلاحقهم بعلامات التعجب والاستفهام.. دونما مبررات واضحة ومقبولة!!
* أبناء صعدة.. دون غيرهم من أبناء الوطن اليمني.. مهمشون.. لا يحظون برعاية وتشجيع الدولة.. يؤدون ما عليهم من واجبات دستورية بزيادة وكرم القبيلي الأصيل.. ولا يحصلون على الحد الأدنى من حقوقهم المكفولة.. وبطيب خاطر يتعايشون مع هذا الظلم برضى وصبر.. ورغم كل التنازلات التي يقدمونها.. ما يزالون في نظر الدولة مشكوك في وطنيتهم وغير جديرين بالثقة المتبادلة.. أو يستحقون مبادلة مواقفهم الوطنية بالوفاء المفترض.. وكأن أبناء صعدة في مقاييس السلطة "عيال خالة" وليسوا كالآخرين أبناء تسعة شهور!!
* لم يشفع لأبناء صعدة وقوفهم الدائم مع الحزب الحاكم.. في كل انتخابات رئاسية ومحلية ونيابية يهدون "الخيل" أصواتهم على طبق من طيبة زائدة.. ينتظرون المكافأة في كل موسم.. ولا يجدون غير وعود كاذبة كالتي قبلها.. وهكذا دواليك.. أمور الحياة شغلت أبناء صعدة عن المطالبة بالمواطنة المتساوية.. وظل الجرح يكبر والهوة تتسع!!
* يبدو أن الدولة حددت لـ "صعدة" وأبنائها سقف معين من الحرية والمشاريع والوظائف وبقية الحقوق.. ويفعل فاعل.. ربما نسيت أن هذه المحافظة "الحدودية" البعيدة والنائية بحاجة إلى رعاية استثنائية واهتمام على نحو مختلف لاعتبارات عدة.. قد يكون أهمها.. امتداد نصف مديرياتها على الشريط الحدودي المحاذي للمنطقة الجنوبية السعودية.. حيث النهضة والاهتمام المستفز لمشاعر اليمنيين من أبناء صعدة الذين وصل بهم الحرمان إلى مشاهدة التلفزيون السعودي لعدم وصول بث التلفزيون اليمني إلى قلب المحافظة.. ناهيك عن بقاءهم عشرات السنين بلا مشاريع ماء وطرق وكهرباء وشعاع النور القادم من "نجران" يغرس فصوص الملح في جروح صعدة الملتهبة!!
* النفوذ السعودي في المحافظة.. استغل الفراغ الناتج عن غياب الرعاية الحكومية والاهتمام الرسمي بأوضاع السياسة والتنمية.. ليصل إلى حدود تهدد السيادة الوطنية.. وحتى الآن تكاد الهيمنة السعودية هي المسيطرة على تداعيات الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل صعدة.. وهو الموضوع الذي سيكون محور مناقشة قادمة!!
* المهم.. الظلم هو قاسم المعاناة المشترك لجميع أبناء صعدة من مختلف الشرائح والتكوينات.. هذا الشعور ليس وليد اليوم.. لكنه حصيلة تراكمات مزمنة تمتد إلى الثمانينات من القرن الماضي.. تكرست كمفهوم بمرور الوقت.. ومع استمرارية السياسة المتبعة فيما يخص صعدة.. صار الإحساس ملازماً لتفاصيل الايقاع اليومي.. هناك من ساهم بشكل مباشر في تكريس هذا الإحساس.. وساهم آخرون بصورة غير مباشرة في تعزيز هذا الجرح دون انتباه من دولة ترفع شعار اللامبالاة!!
* الشواهد على الظلم والتجاهل والإهمال أكثر من أن تحصى.. غير أن الاستدلال بأمثلة قليلة قد يكفي لشد انتباه النوايا المتحمسة لترميم بؤر التوتر من خلال العودة إلى مربع القضية الأول.. وقد يكون التساؤل عمن اغتال حلم أبناء صعدة الأكبر مناسباً كبداية للمرور على الوجع بصراحة وصدق!!
* جامعة صعدة.. ظلت وما تزال حلم كل كبير وصغير في صعدة.. ومنذ عشرين سنة وهذا الحلم مجرد وعد يتحطم على رؤوس المتربصين بأبناء صعدة والمعادين لأي مصلحة تتحقق للمحافظة.. تعود الحكاية إلى مطلع التسعينات.. الرئيس الذي لا يزور المحافظة إلا مرة واحدة كل عشر سنوات.. جاء لإفتتاح كلية التربية بصعدة ومعه وعد قريب بإنشاء جامعة في المحافظة.. ومنذ ذلك اليوم لم تنشأ الجامعة سوى فوق أوراق الوعود الانتخابية مع أن مقومات إنشاءها متوفرة.. الأرض ودراسات الجدوى والتوصيات والمطالب تطرح بقوة ضرورة وجود جامعة في صعدة.. وفي كل لقاء مع الرئيس وكبار قيادات الدولة لا يطلب أبناء صعدة شيء آخر غير الجامعة.. ومع كل طلب، يتجدد الوعد مع ابتسامة تسلية وهزة رأس للمجاملة.. قبل عامين أو أقل كانت هناك جهود جبارة لبلورة هذا الحلم إلى واقع.. وبينما كان الصعديون منتظرين على نيران الشوق صدور قرار جمهوري بإنشاء جامعة صعدة.. إذا بالصدمة تلجمهم مع قرار إنشاء جامعة في عمران.. وأثناء الحملة الانتخابية الأخيرة شدد أبناء المحافظة على مطلب جامعة صعدة.. لكن مشرف المحافظة حينها بطريقته الخاصة أقنع الناس بأن إعلان الموضوع على هامش الدعاية الانتخابية للمؤتمر الشعبي العام سيكون مخالفاً للقانون باعتباره استغلالاً للمقدرات الحكومية.. ليظهر بعد أسبوعين إلى جوار الرئيس معلناً في مهرجان انتخابي بمحافظة حجة عن هدية الدولة لأبناء المحافظة بإنشاء "جامعة حجة".. وهو ما ضاعف استياء أبناء صعدة وزاد آلام جراحهم مع شعور محبط نتيجة الاستخفاف الذي يقابلون به.. ليس هذا فقط.. لقد بلغ الاستخفاف حيزاً يمس كرامة أبناء صعدة.. فالإعلان قبل أشهر عن قرار جمهوري بإنشاء جامعة في "أبين".. عمق في نفوس أبناء صعدة أحاسيس الظلم وزاد مشاعر الإهانة شبه المتعمدة.. كل ذلك يحدث والجميع يعرف أن أنشاء جامعة في صعدة معناه قطع شوط كبير على طريق إحتواء الفتنة ومعالجة أسباب وأثار التمرد الشبابي والفكري المسلح!!
* شباب صعدة يريدون أن يتعلموا.. الناس تواقون للاندماج في المجتمع المدني.. متحمسون لخدمة الوطن والتضحية في سبيل السلام.. لكن سياسة الدولة العوجاء تدفعهم مكرهين إلى العصيان والتمرد والخروج عن النص.. وحينما نجد من يقول أن الحوثي استغل الجهلة وأنصاف المتعلمين لا نجد من يقول بأن الدولة لم تساعد الناس على العلم والمعرفة.. وعندما نرى مئات الدرجات الوظيفية المخصصة لأبناء المحافظة تذهب إلى غير مستحقها من خارج صعدة بطريقة أو بأخرى يجب أن نتلمس العذر لأصحاب المؤهلات الجامعية الذي يقاتلون مع الحوثي بعدما أصابهم الإحباط على رصيف البطالة والفراغ بحثاً عن درجة وظيفة تحفظ آدميتهم!!
* عقب انتهاء حرب "مران" الأولى.. أعلنت القيادة اليمنية عن اعتماد ثلاثة ألف درجة وظيفية لأبناء صعدة في لحظة صحوة ضمير نادرة هدفها معالجة أسباب التمرد.. إلا أن أحداً لا يعلم أين ذهبت تلك الثلاثة آلاف وظيفة.. وأستطيع الجزم أن شاباً واحداً من صعدة حصل على درجة واحدة من تلك الدرجات.. من يدري.. ربما صادرها لوبي الفساد ومنحت حقوق أبناء صعدة لمن لا يستحقها.. شيء آخر يجب الإشارة إليه.. غياب الكوادر المؤهلة من أبناء صعدة عن المناصب الوظيفية العليا.. من يصدق أن قرية صغير في حاشد أو شرعب يعين منها عشرات المسئولين في مواقع إدارية كبيرة وفق حسابات ومحسوبيات تعتمد على غير القانون.. بينما لاتجد من أبناء محافظة بحجم صعدة إلا عدد لا يتجاوز أصابع اليد يتبوأون مناصب رفيعة!!
* أنا لا أبرر للتمرد والحرب بقدر ما أنا ضد استخدام القوة والعنف.. كما لست مباركاً لرفع السلاح في وجه الدولة ما دام هناك هامش ديمقراطي.. لكن ما يحدث هو إفراز طبيعي لإشكاليات سياسية الأمر الواقع.. واتحدى من يثبت العكس.. وفي الجعبة من الشواهد والأمثلة مالا يتسوعب التطرق إليه بهذه المساحة.. في صعدة.. الدولة تأتي بعد فوات الأوان.. وإذا ما حاولنا تفسير أسباب تدهور المحافظة وسوء أوضاعها عما كانت عليه في الثمانينات قد نكون مسكنا خيط العقل الأول.. وما دامت الذكرى تنفع المسئولين.. لابد من تذكير الجميع بحضور الدولة المتأخر أثناء اندلاع شرارة حرب صعدة عام 2004م.. لم تعرف الدولة أهمية طريق "صعدة – ساقين – حيدان" الذي ظلت تماطل في تنفيذه عقدين من الزمن.. إلا حينما نالت من الخسائر في الأرواح والعتاد ما لو كان الطريق موجوداً من قبل لوفر معظم الخسائر.. علماً بأن الطريق لا يتعدى مائة كيلو متر ولم يستكمل العمل فيه حتى اللحظة كما لو التنفيذ يحتاج إلى حرب جديدة كي ينتهي!!
* ما كان مفترضاً أن يكون بدون حرب على صعيد التنمية ومشاريع البنية التحتية.. دأبت الدولة ألا تقوم به في صعدة إلا بالحرب.. فالدولة لم تعرف أهمية وضرورة "الإعلام" لمحافظة صعدة إلا الأسبوع الماضي.. وبكلفتة وتخبط دشنوا ما أسموه "إذاعة صعدة" بالمزمار وأغاني الفنان "أبو نصار" بدلاً من تبني خطاب إعلامي هادف ذا رسالة وطنية تعمل على التعامل بذكاء مع ما تشهده المحافظة من توتر واحتقان شعبي وحرب مسلحة امتدت على نحو أكبر مما كانت عليه في الجولات الثلاث الماضية!!
* في حالة صعدة والدولة.. أن لا تأتي بالمطلق.. أفضل من أن تأتي متأخراً.. لأننا نعيش في سباق مع العصر.. وحين تأتي الدولة متأخرة بلا خطة واضحة وهي لا تعرف ماذا تريد بالضبط.. فإن الثمن يكون باهض الخسارة.. والاعتماد على نزعة العناد ونوازع المكابرة يزيد القضية تعقيد لا حاجة له حالياً.. فالتحديات التي يواجها الوطن لا تحتمل سياساته المزيد من اشعال الحرائق ما دامت قدرات التحكم بها وإمكانيات السيطرة عليها غير متوفرة الآن بما يكفي لمنع تجددها مرات أخرى..... اعتقد أن الفكرة وصلت.. فهل تصل الدولة هذه المرة دون تأخير؟!!
http://www.marebpress.net/articles.php?id=1325
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
هل فشلت ورقة "صعدة" اقليميا!؟
الاشتراكي نت - 13/03/2007 م 07:39:26
محمد الغباري
منذ بداية المواجهة بين القوات الحكومية والمؤيدين لحسين الحوثي في محافظة صعدة في صيف عام 2004م تردد تلميحا اسم ايران كطرف داعم لهذه الجماعة, حين اورد الاعلام الرسمي قيام المنتمين لتنظيم الشباب المؤمن برفع علم حزب الله اللبناني بدلا عن علم الجمهورية, وقد زاد من وهج الاتهامات لإيران ورود أنباء عن مخطط شيعي يبغي إيجاد جماعة تدين بالولاء للمرجعيات الدينية في قم, والقول بدخول رجال أعمال وجماعات شيعية في السعودية والبحرين على خط المواجهة بتوفير الدعم المادي لأتباع الحوثي.
ومع أن المواجهة التي انتهت بمقتل حسين الحوثي بعد ثمانية وثمانين يوما قد تسببت في فتور في العلاقة بين صنعاء وطهران بعد ان أدركت مراكز صنع القرار خطأ استدعاء دولة محورية مثل إيران إلى جانب جماعة مسلحة يفترض ان القانون وأدوات تنفيذه كفيلة بالتعامل معها, غير ان اتهام الداعية يحيى الديلمي بالتخابر لصالح ايران واعتبار لقاء جمعه مع السفير الإيراني على مائدة غداء دليلا قاطعا على ثبوت التهمة ومن ثم إدانته والحكم عليه بالإعدام ادخل الدولة الإيرانية حليفا رسميا لأتباع الحوثي ومنح هذه الجماعة حق التمتع بسند إقليمي اعتقد الكثيرون ان انتهاء المواجهة بمقتل قائدها قد أغلق ملف الأزمة العابرة في العلاقة بين الدولتين.
وإذا كان ثابتا قيام مرجعيات دينية بارزة باستنكار ما قالت انه استهداف لأتباع "آل البيت" في اليمن, فان المواجهة في مرحلتها الحالية قد أظهرت رغبة حقيقية لدى صنعاء بإخراج المشكلة من إطارها المحلي المغلق إلى فضاء التجاذبات الإقليمية التي تجتاح المنطقة, وبدى ان الرياض بحكم المكانة التي منحتها لنفسها كحامٍ لأتباع المذهب السني بطبعته الوهابية ولأسباب تتصل بالمشكلة المذهبية القائمة في المجتمع السعودي وبالحضور القوي للمملكة في الشأن اليمني وعلاقاتها المتشعبة مع الجماعات القبلية والسياسية ستكون ابرز طرف يمكن استدعاؤه لمواجهة المشروع الإيراني الليبي في اليمن كما عكس ذلك القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني والذي نص على إعادة النظر في علاقة اليمن مع هاتين الدولتين.
ولان أسباب تجدد المواجهة بين القوات النظامية والمسلحين من أتباع الحوثي بعد هدنة دامت أكثر من عام لا تزال غير معروفة, فان استعراض القوة الذي أظهره المطاردون في الاحتفال بيوم الغدير قد سيق كأبرز سبب لتوقف جهود استكمال قرار العفو العام, كما أن طرد أتباع الديانة اليهودية من آل سالم قدم كسبب وجيه يسوق لدى الغرب وقد زادت على ذلك تهمة قيام أتباع الحوثي بمنع السعودية من شق طريق ترابي داخل أراضيها بالقرب من الحدود مع اليمن.
ومع اتهام عدد من المسئولين ووسائل إعلامية مقربة من الحكم لأتباع الحوثي بالعمل ضمن مخطط اسمي بالمشروع "الصفوي" في المنطقة فان هذا كله قد أعطى إشارات لا لبس فيها عن ان الدولة اليمنية باتت على يقين بتورط إيراني في المواجهة في سياق مخطط يستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة بما يتوافق ورغبة "الفقهاء", وان السعودية تحديدا ودول الخليج من بعدها لا بد وان يكونوا شركاء لليمن في المواجهة لان الخطر يستهدف هذه البلدان في المقام الأول.
وحيث ان السعودية قد تصدرت الدعوة لحماية السنة في العراق مما تقول انها حملة تطهير مذهبي تتهم فيها الحكومة الشيعية هناك فان الأجواء حسب تقديرات المسئولين اليمنيين باتت مهيئة كي تدخل المملكة طرفا مساندا في المواجهة مع أنصار الحوثي وهو ما تجلى في الرسالة التي حملها الشيخ عبد الله الأحمر إلى القيادة السعودية والتي وان لم يكشف عن تفاصيلها فان تعزيزها برسالة أخرى بعد يومين من ذلكم التاريخ حملها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي ومعه وكيلا جهازي الأمن القومي والسياسي ألقت الضوء على الجوانب المظلمة في مواقف الدولتين من القضية حيث أشارت المصادر إلى أن الجانب السعودي تلقى المقترحات اليمنية بهذا الخصوص بفتور حتى ما يتصل بالدور الليبي المزعوم في توظيف أتباع الحوثي من أجل زرع القلاقل على الحدود الجنوبية للمملكة.
الاستعجال اليمني في جعل المواجهة مع أتباع الحوثي مدخلاً لتوثيق العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي وإزالة حالة عدم الثقة القائمة مع جناح ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز غاب عنه الدور الإقليمي للسعودية والثقل المتزايد لإيران في المنطقة والتداخل في النفوذ بين العاصمتين في أكثر من منطقة ولهذا أتت الزيارات المكوكية للمسئولين الأمنيين في الدولتين والتي توجت بزيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد إلى السعودية والاتفاق على اتمام المصالحة داخل لبنان ضمن رؤية شاملة قد تمتد نتائجها إلى العراق قد أبان عن إستراتيجية سعودية تقوم على أساس ان التوافق مع إيران كفيل بعدم تحريك ملف الأقلية الشيعية داخل المملكة وخارجها أيضا وهو أمر سيجنبها عناء البحث عن معالجات جزئية لهذا الملف على الصعيد الداخلي والخارجي.
القلق الذي أظهرته اليمن من التوافق السعودي الإيراني بعد زيارة نجاد, توج بزيارة وزير الخارجية اليمني إلى طهران حيث نقل رسالتين إلى المرشد العام للثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية اهم ما أوضحته تصريحات الجانبين بشأنهما ان صنعاء تريد احتواء التوتر في العلاقة الذي سببها اتهام طهران بالضلوع في أحداث صعدة دون الكشف عن الأدلة الداعمة لهذه الاتهامات, وتعثر مساعيها لتسويق جهودها في مواجهة هذا التمدد المحسوب على الثورة الإيرانية لدى دول الخليج.
http://www.aleshteraki.net/articles.php ... icleID=531
الاشتراكي نت - 13/03/2007 م 07:39:26
محمد الغباري
منذ بداية المواجهة بين القوات الحكومية والمؤيدين لحسين الحوثي في محافظة صعدة في صيف عام 2004م تردد تلميحا اسم ايران كطرف داعم لهذه الجماعة, حين اورد الاعلام الرسمي قيام المنتمين لتنظيم الشباب المؤمن برفع علم حزب الله اللبناني بدلا عن علم الجمهورية, وقد زاد من وهج الاتهامات لإيران ورود أنباء عن مخطط شيعي يبغي إيجاد جماعة تدين بالولاء للمرجعيات الدينية في قم, والقول بدخول رجال أعمال وجماعات شيعية في السعودية والبحرين على خط المواجهة بتوفير الدعم المادي لأتباع الحوثي.
ومع أن المواجهة التي انتهت بمقتل حسين الحوثي بعد ثمانية وثمانين يوما قد تسببت في فتور في العلاقة بين صنعاء وطهران بعد ان أدركت مراكز صنع القرار خطأ استدعاء دولة محورية مثل إيران إلى جانب جماعة مسلحة يفترض ان القانون وأدوات تنفيذه كفيلة بالتعامل معها, غير ان اتهام الداعية يحيى الديلمي بالتخابر لصالح ايران واعتبار لقاء جمعه مع السفير الإيراني على مائدة غداء دليلا قاطعا على ثبوت التهمة ومن ثم إدانته والحكم عليه بالإعدام ادخل الدولة الإيرانية حليفا رسميا لأتباع الحوثي ومنح هذه الجماعة حق التمتع بسند إقليمي اعتقد الكثيرون ان انتهاء المواجهة بمقتل قائدها قد أغلق ملف الأزمة العابرة في العلاقة بين الدولتين.
وإذا كان ثابتا قيام مرجعيات دينية بارزة باستنكار ما قالت انه استهداف لأتباع "آل البيت" في اليمن, فان المواجهة في مرحلتها الحالية قد أظهرت رغبة حقيقية لدى صنعاء بإخراج المشكلة من إطارها المحلي المغلق إلى فضاء التجاذبات الإقليمية التي تجتاح المنطقة, وبدى ان الرياض بحكم المكانة التي منحتها لنفسها كحامٍ لأتباع المذهب السني بطبعته الوهابية ولأسباب تتصل بالمشكلة المذهبية القائمة في المجتمع السعودي وبالحضور القوي للمملكة في الشأن اليمني وعلاقاتها المتشعبة مع الجماعات القبلية والسياسية ستكون ابرز طرف يمكن استدعاؤه لمواجهة المشروع الإيراني الليبي في اليمن كما عكس ذلك القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني والذي نص على إعادة النظر في علاقة اليمن مع هاتين الدولتين.
ولان أسباب تجدد المواجهة بين القوات النظامية والمسلحين من أتباع الحوثي بعد هدنة دامت أكثر من عام لا تزال غير معروفة, فان استعراض القوة الذي أظهره المطاردون في الاحتفال بيوم الغدير قد سيق كأبرز سبب لتوقف جهود استكمال قرار العفو العام, كما أن طرد أتباع الديانة اليهودية من آل سالم قدم كسبب وجيه يسوق لدى الغرب وقد زادت على ذلك تهمة قيام أتباع الحوثي بمنع السعودية من شق طريق ترابي داخل أراضيها بالقرب من الحدود مع اليمن.
ومع اتهام عدد من المسئولين ووسائل إعلامية مقربة من الحكم لأتباع الحوثي بالعمل ضمن مخطط اسمي بالمشروع "الصفوي" في المنطقة فان هذا كله قد أعطى إشارات لا لبس فيها عن ان الدولة اليمنية باتت على يقين بتورط إيراني في المواجهة في سياق مخطط يستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة بما يتوافق ورغبة "الفقهاء", وان السعودية تحديدا ودول الخليج من بعدها لا بد وان يكونوا شركاء لليمن في المواجهة لان الخطر يستهدف هذه البلدان في المقام الأول.
وحيث ان السعودية قد تصدرت الدعوة لحماية السنة في العراق مما تقول انها حملة تطهير مذهبي تتهم فيها الحكومة الشيعية هناك فان الأجواء حسب تقديرات المسئولين اليمنيين باتت مهيئة كي تدخل المملكة طرفا مساندا في المواجهة مع أنصار الحوثي وهو ما تجلى في الرسالة التي حملها الشيخ عبد الله الأحمر إلى القيادة السعودية والتي وان لم يكشف عن تفاصيلها فان تعزيزها برسالة أخرى بعد يومين من ذلكم التاريخ حملها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الدكتور رشاد العليمي ومعه وكيلا جهازي الأمن القومي والسياسي ألقت الضوء على الجوانب المظلمة في مواقف الدولتين من القضية حيث أشارت المصادر إلى أن الجانب السعودي تلقى المقترحات اليمنية بهذا الخصوص بفتور حتى ما يتصل بالدور الليبي المزعوم في توظيف أتباع الحوثي من أجل زرع القلاقل على الحدود الجنوبية للمملكة.
الاستعجال اليمني في جعل المواجهة مع أتباع الحوثي مدخلاً لتوثيق العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي وإزالة حالة عدم الثقة القائمة مع جناح ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز غاب عنه الدور الإقليمي للسعودية والثقل المتزايد لإيران في المنطقة والتداخل في النفوذ بين العاصمتين في أكثر من منطقة ولهذا أتت الزيارات المكوكية للمسئولين الأمنيين في الدولتين والتي توجت بزيارة الرئيس الإيراني احمدي نجاد إلى السعودية والاتفاق على اتمام المصالحة داخل لبنان ضمن رؤية شاملة قد تمتد نتائجها إلى العراق قد أبان عن إستراتيجية سعودية تقوم على أساس ان التوافق مع إيران كفيل بعدم تحريك ملف الأقلية الشيعية داخل المملكة وخارجها أيضا وهو أمر سيجنبها عناء البحث عن معالجات جزئية لهذا الملف على الصعيد الداخلي والخارجي.
القلق الذي أظهرته اليمن من التوافق السعودي الإيراني بعد زيارة نجاد, توج بزيارة وزير الخارجية اليمني إلى طهران حيث نقل رسالتين إلى المرشد العام للثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية اهم ما أوضحته تصريحات الجانبين بشأنهما ان صنعاء تريد احتواء التوتر في العلاقة الذي سببها اتهام طهران بالضلوع في أحداث صعدة دون الكشف عن الأدلة الداعمة لهذه الاتهامات, وتعثر مساعيها لتسويق جهودها في مواجهة هذا التمدد المحسوب على الثورة الإيرانية لدى دول الخليج.
http://www.aleshteraki.net/articles.php ... icleID=531
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
الحسم في صعدة لمستقبل اليمن الأفضل
13/03/2007
لطفي نعمان- نيوزيمن:
رئيس الجمهورية أيام إصراره على التخلي عن الرئاسة، نوشد بالبقاء في الرئاسة خوفاً من المجهول، المستقبل المظلم، وأعداء الحياة.. ومن المبررات التي قدمت لإقناعه إن ملفات مفتوحة في عهده لا ينبغي لغيره إغلاقها، ويجب حل مسائلها المعقدة في عهده لا في عهد غيره.
ومن بينها ملف التمرد الحوثي في صعدة. ونزل عند مطلب الشعب لما رأى أعداء الحياة في اليمن يكشرون عن أنيابهم ليحمي اليمن منهم.
وها هي صعدة بأحداثها في الواجهة متجددة وحولها تثور الزوابع ويجتهد المحللون في تفسير دوافعها وبواعثها، من بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وبدء الالتزام بما ورد في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وإعداد الحكومة لمصفوفة تختص بآليات التنفيذ.
ولم تتجدد أحداث صعدة من فراغ أبداً.. فبغض النظر عما يسوقه الحوثيون من مبررات لا شك في إنها واهية.. فإنها رسالة موجهة لرئيس الجمهورية وللحكومة اليمنية والسلطات الأمنية مفادها: احسموا الأمر، فإن طال لن يكون هناك يمن جديد ولا مستقبل أفضل. وهنا باعث القلق.
فاستمرار التصعيد في صعدة دون تهدئة حاسمة يقود البلد إلى:
- إعلان حالة طوارئ تقيد فيه الحريات وتطغي قوة جاهلة على قوة واعية.
- استشراء التمرد في مختلف المناطق، إن لم يكن مسلحاً ففكرياً وسياسياً في غفلة من الصاحين.
- نشر خطاب التمييز المذهبي وإثارة النعرات الطائفية
- إلغاء حالة الاستقرار والطمأنينة التي ينعم بها شعبنا في ظل قيادته.
- صرف المستثمرين عن اليمن وضياع فرص الاستثمار فيه.
فماذا ننتظر لكي نحسم الأمر؟ تفاقم الأزمة أو قطع علاقاتنا مع من يشار أو يحتمل تعاونهم مع الحوثيين؟
بالنسبة للدول التي يحتمل تورطها أو يتأكد تدخلها في مسائل اليمن الداخلية، من المحتمل عدم تعبيره عن موقف رسمي، غير أن بعض الأطراف العاملة في السلطات الرسمية سخرت نفسها لتحقيق أهداف خارجية بعد أن توفرت الإمكانيات اللازمة فعملت بعيداً عن التوجه الرسمي العام. ربما!
وليكن.. فعلاقات الدول والحكومات ببعضها وكسبها لبعض أهم بكثير من كسب فئة قليلة تضر ولا تنفع.. وعلامات إضرارها هو عزفها على وتر طائفي كما من شأنه شرخ جدار الوحدة الوطنية، من شأن استمرار العزف عليه إحراق العازف.
أشار بعض المحللين إلى احتمال عدم الحسم واللجوء إلى المساومة، بالطبع لن يكون مقبولاً وقد جاء التفويض من المؤسسات الدستورية بالحسم ناتجه المساومة التي تعطي مساحة للتحرك المضاد للدولة والنظام دون أن يشعر به أحد.
في الدولة والنظام.. ومهما أشدنا بالحكمة اليمانية فلن تكون هذه المرة أي حكمة من الحل والمسكن المؤقت للأزمة الدائمة.
كيف لن تحسم والجميع يقر بأحقية الدولة في الحسم حفاظاً على الوحدة الوطنية، هيبة الدولة، الأمن والاستقرار والعلاقات الخارجية.
إن الحوثيين بفضل زعيمهم اللاجئ وخطابه المتخبط، خاسرون.. مهما ربحوا من سقوط الشهداء والجرحى من الجنود وقتلوا من الضحايا الأبرياء.. فحتى لا يتساقط جنود أبرياء همهم حماية وطنهم، ومواطنون يحلمون بيمن جديد حقاً وبلد يتسع لهم لا لحد يؤويهم. ولكي يكون المستقبل أفضل واليمن جديداً بحق، ويستمر بعدنا من يريد الاستمرار على أساس من
الاستقرار نرسخه نحن.
وتستمر الديمقراطية لتصون وحدتنا الوطنية.
إلى فخامة الرئيس:
إنهم يكشرون عن أنيابهم، ولا بد من حسم في صعدة لمستقبل اليمن الأفضل..
لا بد من الحسم.. إذ ضاق الصدر ونفد الصبر.
lutfialnoaman@hotmail.com
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 3_13_12455
13/03/2007
لطفي نعمان- نيوزيمن:
رئيس الجمهورية أيام إصراره على التخلي عن الرئاسة، نوشد بالبقاء في الرئاسة خوفاً من المجهول، المستقبل المظلم، وأعداء الحياة.. ومن المبررات التي قدمت لإقناعه إن ملفات مفتوحة في عهده لا ينبغي لغيره إغلاقها، ويجب حل مسائلها المعقدة في عهده لا في عهد غيره.
ومن بينها ملف التمرد الحوثي في صعدة. ونزل عند مطلب الشعب لما رأى أعداء الحياة في اليمن يكشرون عن أنيابهم ليحمي اليمن منهم.
وها هي صعدة بأحداثها في الواجهة متجددة وحولها تثور الزوابع ويجتهد المحللون في تفسير دوافعها وبواعثها، من بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية وبدء الالتزام بما ورد في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وإعداد الحكومة لمصفوفة تختص بآليات التنفيذ.
ولم تتجدد أحداث صعدة من فراغ أبداً.. فبغض النظر عما يسوقه الحوثيون من مبررات لا شك في إنها واهية.. فإنها رسالة موجهة لرئيس الجمهورية وللحكومة اليمنية والسلطات الأمنية مفادها: احسموا الأمر، فإن طال لن يكون هناك يمن جديد ولا مستقبل أفضل. وهنا باعث القلق.
فاستمرار التصعيد في صعدة دون تهدئة حاسمة يقود البلد إلى:
- إعلان حالة طوارئ تقيد فيه الحريات وتطغي قوة جاهلة على قوة واعية.
- استشراء التمرد في مختلف المناطق، إن لم يكن مسلحاً ففكرياً وسياسياً في غفلة من الصاحين.
- نشر خطاب التمييز المذهبي وإثارة النعرات الطائفية
- إلغاء حالة الاستقرار والطمأنينة التي ينعم بها شعبنا في ظل قيادته.
- صرف المستثمرين عن اليمن وضياع فرص الاستثمار فيه.
فماذا ننتظر لكي نحسم الأمر؟ تفاقم الأزمة أو قطع علاقاتنا مع من يشار أو يحتمل تعاونهم مع الحوثيين؟
بالنسبة للدول التي يحتمل تورطها أو يتأكد تدخلها في مسائل اليمن الداخلية، من المحتمل عدم تعبيره عن موقف رسمي، غير أن بعض الأطراف العاملة في السلطات الرسمية سخرت نفسها لتحقيق أهداف خارجية بعد أن توفرت الإمكانيات اللازمة فعملت بعيداً عن التوجه الرسمي العام. ربما!
وليكن.. فعلاقات الدول والحكومات ببعضها وكسبها لبعض أهم بكثير من كسب فئة قليلة تضر ولا تنفع.. وعلامات إضرارها هو عزفها على وتر طائفي كما من شأنه شرخ جدار الوحدة الوطنية، من شأن استمرار العزف عليه إحراق العازف.
أشار بعض المحللين إلى احتمال عدم الحسم واللجوء إلى المساومة، بالطبع لن يكون مقبولاً وقد جاء التفويض من المؤسسات الدستورية بالحسم ناتجه المساومة التي تعطي مساحة للتحرك المضاد للدولة والنظام دون أن يشعر به أحد.
في الدولة والنظام.. ومهما أشدنا بالحكمة اليمانية فلن تكون هذه المرة أي حكمة من الحل والمسكن المؤقت للأزمة الدائمة.
كيف لن تحسم والجميع يقر بأحقية الدولة في الحسم حفاظاً على الوحدة الوطنية، هيبة الدولة، الأمن والاستقرار والعلاقات الخارجية.
إن الحوثيين بفضل زعيمهم اللاجئ وخطابه المتخبط، خاسرون.. مهما ربحوا من سقوط الشهداء والجرحى من الجنود وقتلوا من الضحايا الأبرياء.. فحتى لا يتساقط جنود أبرياء همهم حماية وطنهم، ومواطنون يحلمون بيمن جديد حقاً وبلد يتسع لهم لا لحد يؤويهم. ولكي يكون المستقبل أفضل واليمن جديداً بحق، ويستمر بعدنا من يريد الاستمرار على أساس من
الاستقرار نرسخه نحن.
وتستمر الديمقراطية لتصون وحدتنا الوطنية.
إلى فخامة الرئيس:
إنهم يكشرون عن أنيابهم، ولا بد من حسم في صعدة لمستقبل اليمن الأفضل..
لا بد من الحسم.. إذ ضاق الصدر ونفد الصبر.
lutfialnoaman@hotmail.com
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 3_13_12455
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
لمناسبة الحديث عن الحوثية والإمامة.. من قرأ منكم محمد يحيى عزّان؟ - علي المقري
النداء - الخميس , 8 مارس 2007 م
كيف يمكن الحديث عن الحوثية والحوثيين وما يُنقل عنهم من قول في الإمامة، ولا يتم التطرق أو العرض، أو حتى الإشارة إلى ما قام به الأستاذ المفكِّر محمد يحيى سالم عزان من بحث وتحليل ونقد في هذه المسألة؟
هل طبول الحرب،كعادتها، تخنق صوت العقل، فيصبح لا مجال لصاحب فكر، أو رأي حر، ينشد الحياة، لا الموت؟.
أم أن صاحب هذا الفكر ملازم صمت، لكي لا يصبح، وسط ضجيج طبول العقول، مستهدفا بالتهمة و محاسبا، في النتيجة، عليها؟.
وهو أمر أدى بمحمد عزان، الباحث المتميز إلى السجن،أثناء المواجهة الأولى مع الحوثيين، بتهمة انتمائه السابق إلى جماعة الشباب المؤمن، التي كانت قد تأسست مع حسين الحوثي.
وطبعا، لم يجد من أدخلوه السجن فرصة للبحث عن عزان، واكتفوا بما وصلهم من خطف قول في تقرير مكتوب على عجل، أو ما يشبه، بل إنهم، ربما، لم يجدوا الوقت للاعتذار له، وتعويضه عن مكوثه عدة شهور في السجن بتهمة الانتماء للأفكار الحوثية، كما يقولون.
لم أتعرف على عزان شخصيا حتى الآن، لأعرف إذا كان قد تلقى اعتذارا،ومعرفتي به تقتصر على قراءتي لكتبه التي اشتريتها من المكتبات في صنعاء،و متابعتي محنته غير المسبوقة. فبعد أن خرج من السجن تحدث إلى الصحافي القدير جمال عامر (في صحيفة "الوسط")،وصرح بما يعتقده، وما يتوافق مع شخصية الباحث والمفكر التي عرفناها فيه، من خلال مؤلفاته. إلا أن أحدهم، ويبدو أنه مناصر للحوثية، قام بالتعقيب عليه والانتقاص من حقه بأن يكون مفكرا حرا مستقلا،فأعتبر تصريحاته تراجعا ومن أثر ضغط السجن عليه، واصفا إياه بالمتخاذل، وهو ما لا يليق بمخاطبة عالم محترم بمكانة عزان.
فهل تساوى السجان مع مَن سُجن بتهمتهم في عدم معرفة من هو محمد يحيى سالم عزان؟.
لعزان مؤلفات وأبحاث كثيرة إلا أن ما لدي من كتبه هي: "قرشية الخلافة: تشريع ديني أم رؤية سياسية"، "حديث افتراق الأمة تحت المجهر"، "الصحابة عند الزيدية"، وكتاب حققه "حوار في الإمامة"، وكتاب شارك فيه "حوار حول المطرفية".
وقراءة عناوين كتبه تكشف لنا مكانة بحوثه، والتي هي في مواضيع شائكة، خاصة في ظل الأطروحات المتعصبة التي ينتقدها عزان.
في كتابه "قرشية الخلافة: تشريع ديني أم رؤية سياسية" يقدم رؤية بحثية معمقة من مجتهد زيدي مستنير، وهو إذ يستعرض الإشكالية من كل جوانبها التاريخية والدينية متبينا "أن ما يذكر من أحكام وتفريعات في شأن الخلافة توصف أحيانا بأنها شرعية؛ لا يتجاوز كونها اجتهادات غير ملزمة إلزاما شرعيا لا يجوز الفكاك عنه، ولهذا تجد أن أكثر علماء الأمة متفقون على أن معظم مسائل الإمامة ظنية لا يترتب على الاختلاف في شيء منها تكفير أو تفسيق"، وأمر الحكم ليس مرهونا بالخلافة والإمامة، حسب شروط النسب الموضوعة في الأحاديث الضعيفة،بل هو "متروك للأمة يختار كل مجتمع ما يناسبه، ويتحقق به صلاحه وصيانته، لاسيما وأن الأزمنة والظروف دائمة التبدل والاختلاف".
ويبحث عزان في كيفية تطور مفهوم نسبة الخلافة لقريش من اجتماع السقيفة وما صاحبه من أحداث، إلى الأمويين والعلويين، ثم العباسيين، وإدعاء كل فريق أنه المعني بالخلافة.
ويبين بالدراسة والتحليل وجهة كل فريق ومنطلقة، آخذا المنهج النقدي في تناوله، ومتكئا على مواقف وآراء المجتهدين كالأمام عزالدين بن الحسن، والمقبلي، والحسن الجلال، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى.
ويذهب عزان برؤية حديثة إلى نقد ابن خلدون في مقدمته التي يرى فيها "استقامة الأمور بالعصبية" معتبرا كلامه "لا يتجاوز كونه تبريرا لما حدث من احتكار الخلافة من قبل قريش باسم الدين".
وفي الكتاب الذي صدر عن مركز التراث والبحوث اليمني عام (2004)، الذي يرأسه الأستاذ زيد بن علي الوزير، يخلص المؤلف إلى "أن اشتراط القرشية في الخليفة كان مجرد رؤية فرضها واقع معين، وعندما راقت الفكرة للبعض طلبوا لها الشواهد الشرعية ثم قدمت ضمن فقه السير كواحدة من المسائل الشرعية، رغم ضعف أدلتها وبعدها عن المقصود". ويبين "أن الخلافة حق لكل صالح قادر إذا اختاره المجتمع وفوضه في إدارة شؤونه، فإذا قصر في أداء واجبه أو لم يتمكن من القيام بمسؤوليته كان للناس أن يعزلوه ويختاروا سواه".
هذا المنهج وهذه الرؤيه، مضى بهما عزان في تحقيقه وتقديمه لكتاب "حوار في الإمامة" الذي ينشر فيه مخطوطة هامة حول الإمامة، للإمام عزالدين بن الحسن (ت 900هـ)، وردود عليها من قبل علماء معاصرين له: عبدالله بن محمد النجري، علي بن محمد البكري، صارم الدين بن إبراهيم الوزير، إضافة إلى تعقيب الإمام عز الدين عليهم.
وفي مقدمة الكتاب الذي صدر عام 2000 عن مركز التراث والبحوث اليمني،أيضا، وهو الناشر والراعي لمؤلفات عزان، يدعو المحقق المنحاز إلى رؤية الإمام عز الدين الاجتهادية "المهتمين بنظرية الإمامة بمختلف توجهاتهم إلى البحث الجاد في أصول النظرية وظروفها وتاريخها بإنصاف وتحرر من ضغط الموروثات المذهبية وتقديس الأسلاف، لعل الأمة تنهض إلى ما يحييها مستفيدة من تجارب الماضين وما توصلوا إليه، لا أن تكبل نفسها بقيود مسلمات أنتجتها ظروف ومتغيرات مضت وانقضت ولم يعد لها وجود في حاضرنا".
وإذا كان كتابه "حديث افتراق الأمة تحت المجهر" وكذلك كتابه "الصحابة عند الزيدية" لا يقلان في الأهمية عن سابقيهما،فإنه في كتاب "حوار عن المطرفيه" يشارك في سجال فكري متميز، مع زيد بن علي الوزير من جهة، والحوثي الأب من جهة ثانية،عن هذه الفرقة الزيدية التي تعرضت للتكفير، ومن ثم الإبادة، وهي الفرقة التي قال الشاعر الراحل أحمد محمد الشامي: لو أنها بقيت لكان اليمنيون أول من أرتاد الفضاء.
ووقف عزان مع الصف الداعي إلى رد الاعتبار للمطرّفية، فرد على الحوثي اتهاماته لها، وتبريراته لما حصل لها من تنكيل وإبادة!.
ولا يمكن لنا، من خلال هذه الإشارات القليلة، أن نبين أهمية فكر عزان ونتاجه المعرفي في سياق الفكر الزيدي،والإسلامي عامة، وكذلك تقديمه لأبرز مجتهدي الزيدية في قضاياهم التنويرية الهامة، إلاّ أنه يمكن القول إن الأمل كان بخروج سجال محمد عزان مع الحوثيين إلى فضاءات الفكر العربي والإسلامي كدليل على عافية الثقافة في اليمن وتطورها،بدلا من صوت التعصب والتطرف والاقتتال، ومحاولات إلغاء الآخر التي لا جدوى منها.
ali_almuqri@yahoo.com
http://www.alnedaa.net/index.php?action=showNews&id=682
النداء - الخميس , 8 مارس 2007 م
كيف يمكن الحديث عن الحوثية والحوثيين وما يُنقل عنهم من قول في الإمامة، ولا يتم التطرق أو العرض، أو حتى الإشارة إلى ما قام به الأستاذ المفكِّر محمد يحيى سالم عزان من بحث وتحليل ونقد في هذه المسألة؟
هل طبول الحرب،كعادتها، تخنق صوت العقل، فيصبح لا مجال لصاحب فكر، أو رأي حر، ينشد الحياة، لا الموت؟.
أم أن صاحب هذا الفكر ملازم صمت، لكي لا يصبح، وسط ضجيج طبول العقول، مستهدفا بالتهمة و محاسبا، في النتيجة، عليها؟.
وهو أمر أدى بمحمد عزان، الباحث المتميز إلى السجن،أثناء المواجهة الأولى مع الحوثيين، بتهمة انتمائه السابق إلى جماعة الشباب المؤمن، التي كانت قد تأسست مع حسين الحوثي.
وطبعا، لم يجد من أدخلوه السجن فرصة للبحث عن عزان، واكتفوا بما وصلهم من خطف قول في تقرير مكتوب على عجل، أو ما يشبه، بل إنهم، ربما، لم يجدوا الوقت للاعتذار له، وتعويضه عن مكوثه عدة شهور في السجن بتهمة الانتماء للأفكار الحوثية، كما يقولون.
لم أتعرف على عزان شخصيا حتى الآن، لأعرف إذا كان قد تلقى اعتذارا،ومعرفتي به تقتصر على قراءتي لكتبه التي اشتريتها من المكتبات في صنعاء،و متابعتي محنته غير المسبوقة. فبعد أن خرج من السجن تحدث إلى الصحافي القدير جمال عامر (في صحيفة "الوسط")،وصرح بما يعتقده، وما يتوافق مع شخصية الباحث والمفكر التي عرفناها فيه، من خلال مؤلفاته. إلا أن أحدهم، ويبدو أنه مناصر للحوثية، قام بالتعقيب عليه والانتقاص من حقه بأن يكون مفكرا حرا مستقلا،فأعتبر تصريحاته تراجعا ومن أثر ضغط السجن عليه، واصفا إياه بالمتخاذل، وهو ما لا يليق بمخاطبة عالم محترم بمكانة عزان.
فهل تساوى السجان مع مَن سُجن بتهمتهم في عدم معرفة من هو محمد يحيى سالم عزان؟.
لعزان مؤلفات وأبحاث كثيرة إلا أن ما لدي من كتبه هي: "قرشية الخلافة: تشريع ديني أم رؤية سياسية"، "حديث افتراق الأمة تحت المجهر"، "الصحابة عند الزيدية"، وكتاب حققه "حوار في الإمامة"، وكتاب شارك فيه "حوار حول المطرفية".
وقراءة عناوين كتبه تكشف لنا مكانة بحوثه، والتي هي في مواضيع شائكة، خاصة في ظل الأطروحات المتعصبة التي ينتقدها عزان.
في كتابه "قرشية الخلافة: تشريع ديني أم رؤية سياسية" يقدم رؤية بحثية معمقة من مجتهد زيدي مستنير، وهو إذ يستعرض الإشكالية من كل جوانبها التاريخية والدينية متبينا "أن ما يذكر من أحكام وتفريعات في شأن الخلافة توصف أحيانا بأنها شرعية؛ لا يتجاوز كونها اجتهادات غير ملزمة إلزاما شرعيا لا يجوز الفكاك عنه، ولهذا تجد أن أكثر علماء الأمة متفقون على أن معظم مسائل الإمامة ظنية لا يترتب على الاختلاف في شيء منها تكفير أو تفسيق"، وأمر الحكم ليس مرهونا بالخلافة والإمامة، حسب شروط النسب الموضوعة في الأحاديث الضعيفة،بل هو "متروك للأمة يختار كل مجتمع ما يناسبه، ويتحقق به صلاحه وصيانته، لاسيما وأن الأزمنة والظروف دائمة التبدل والاختلاف".
ويبحث عزان في كيفية تطور مفهوم نسبة الخلافة لقريش من اجتماع السقيفة وما صاحبه من أحداث، إلى الأمويين والعلويين، ثم العباسيين، وإدعاء كل فريق أنه المعني بالخلافة.
ويبين بالدراسة والتحليل وجهة كل فريق ومنطلقة، آخذا المنهج النقدي في تناوله، ومتكئا على مواقف وآراء المجتهدين كالأمام عزالدين بن الحسن، والمقبلي، والحسن الجلال، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى.
ويذهب عزان برؤية حديثة إلى نقد ابن خلدون في مقدمته التي يرى فيها "استقامة الأمور بالعصبية" معتبرا كلامه "لا يتجاوز كونه تبريرا لما حدث من احتكار الخلافة من قبل قريش باسم الدين".
وفي الكتاب الذي صدر عن مركز التراث والبحوث اليمني عام (2004)، الذي يرأسه الأستاذ زيد بن علي الوزير، يخلص المؤلف إلى "أن اشتراط القرشية في الخليفة كان مجرد رؤية فرضها واقع معين، وعندما راقت الفكرة للبعض طلبوا لها الشواهد الشرعية ثم قدمت ضمن فقه السير كواحدة من المسائل الشرعية، رغم ضعف أدلتها وبعدها عن المقصود". ويبين "أن الخلافة حق لكل صالح قادر إذا اختاره المجتمع وفوضه في إدارة شؤونه، فإذا قصر في أداء واجبه أو لم يتمكن من القيام بمسؤوليته كان للناس أن يعزلوه ويختاروا سواه".
هذا المنهج وهذه الرؤيه، مضى بهما عزان في تحقيقه وتقديمه لكتاب "حوار في الإمامة" الذي ينشر فيه مخطوطة هامة حول الإمامة، للإمام عزالدين بن الحسن (ت 900هـ)، وردود عليها من قبل علماء معاصرين له: عبدالله بن محمد النجري، علي بن محمد البكري، صارم الدين بن إبراهيم الوزير، إضافة إلى تعقيب الإمام عز الدين عليهم.
وفي مقدمة الكتاب الذي صدر عام 2000 عن مركز التراث والبحوث اليمني،أيضا، وهو الناشر والراعي لمؤلفات عزان، يدعو المحقق المنحاز إلى رؤية الإمام عز الدين الاجتهادية "المهتمين بنظرية الإمامة بمختلف توجهاتهم إلى البحث الجاد في أصول النظرية وظروفها وتاريخها بإنصاف وتحرر من ضغط الموروثات المذهبية وتقديس الأسلاف، لعل الأمة تنهض إلى ما يحييها مستفيدة من تجارب الماضين وما توصلوا إليه، لا أن تكبل نفسها بقيود مسلمات أنتجتها ظروف ومتغيرات مضت وانقضت ولم يعد لها وجود في حاضرنا".
وإذا كان كتابه "حديث افتراق الأمة تحت المجهر" وكذلك كتابه "الصحابة عند الزيدية" لا يقلان في الأهمية عن سابقيهما،فإنه في كتاب "حوار عن المطرفيه" يشارك في سجال فكري متميز، مع زيد بن علي الوزير من جهة، والحوثي الأب من جهة ثانية،عن هذه الفرقة الزيدية التي تعرضت للتكفير، ومن ثم الإبادة، وهي الفرقة التي قال الشاعر الراحل أحمد محمد الشامي: لو أنها بقيت لكان اليمنيون أول من أرتاد الفضاء.
ووقف عزان مع الصف الداعي إلى رد الاعتبار للمطرّفية، فرد على الحوثي اتهاماته لها، وتبريراته لما حصل لها من تنكيل وإبادة!.
ولا يمكن لنا، من خلال هذه الإشارات القليلة، أن نبين أهمية فكر عزان ونتاجه المعرفي في سياق الفكر الزيدي،والإسلامي عامة، وكذلك تقديمه لأبرز مجتهدي الزيدية في قضاياهم التنويرية الهامة، إلاّ أنه يمكن القول إن الأمل كان بخروج سجال محمد عزان مع الحوثيين إلى فضاءات الفكر العربي والإسلامي كدليل على عافية الثقافة في اليمن وتطورها،بدلا من صوت التعصب والتطرف والاقتتال، ومحاولات إلغاء الآخر التي لا جدوى منها.
ali_almuqri@yahoo.com
http://www.alnedaa.net/index.php?action=showNews&id=682
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
الرئيس يعلن العفو عن الحوثيين ؟!
15 March 2007 12:52 pm
يمن برس - المجاهد الصابر
"كان النظام على موعد مع الشعب لبدء تنفيذ وعوده الإنتخابية الخيالية !
وفي نفس الوقت كان لازال عائداً من مؤتمر لندن للمانحين والذي تكفلت فيه دول الخليج وخاصة السعودية بتقديم معظم الدعم المعتمد في هذا المؤتمر !
وغير صحيح أن أموال المانحين تقدم فقط لدعم التنمية و دعم الإصلاحات السياسية والإقتصادية ولوكان كذلك لقاموا بأنفسهم بتنفيذ تلك المشاريع أو الإشراف عليها !
ولكن الحقيقة أن وراء دعم كل دولة أو مؤسسة دولية مجموعة من المطالب التي تهدد أمن اليمن واستقراره واقتصاده !!
فمثلاً كانت أهم المطالب السعودية غير المعلنة إنهاء قضية صعدة والسيطرة الكاملة على المحافظة حدودياً وأمنياً وسياسياً وقبلياً ودينياً ؟!
في هذا الوقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت بتقسيم المنطقة إلى محور للمتطرفين بقيادة إيران وسوريا ومجموعات المقاومة ومحور للمعتدلين بقيادة السعودية ومصر والأردن و... واليمن لاحقاً ؟!
كما أن أجواء الشحن الطائفي والذي لم تشهده المنطقه من قبل كانت مهيأة لتصوير حرب صعدة الأخيرة على أنها حرب ضد مجموعة تعد أحد أطراف الحلف الأيراني !!
ومضى النظام في حربه العبثية وهو واثقٌ ومطمئنٌ إلى الدعم المادي والمعنوي خارجياً وإلى الإستعداء والشحن الطائفي داخلياً !
ولكن
حدث مالم يكن في الحسبان !!
لقد جرت رياح الأحداث بما لاتشتهي سفن النظام وأهدافه ومخططاته !
فإذا بقادة المتطرفين والمعتدلين ( إيران والسعودية ) يعقدون قمة ثنائية غير متوقعة في الرياض ، ويناقشون فيها كل قضايا المنطقة !
فتم أولاً الإتفاق على تهدئة وإحتواء الصراع والفرز الطائفي الذي إجتاح المنطقة ( ضمن خطة أمريكية قديمة جديدية ) وصار يهدد الجميع ؟!
كما تم مباركة إتفاق مكة بين فتح وحماس والإلتزام بدعم حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة !
وتم الإتفاق على إيجاد حل للمشكلة اللبنانية ( وقد بدأت ملامح هذا الحل تظهر من خلال اللقاءات الثنائية والمكثفة للفرقاء اللبنانييين فيما بينهم البين ! )
وتم – وهذا أهم ما ناقشوه – الإتفاق على تهدئة الوضع في العراق ، وذلك بالتنسيق لمؤتمر بغداد الذي عُقد السبت الماضي وجلست فيه أمريكا مع إيران وسوريا ؟!!
كل هذه التطورات جعلت النظام اليمني يشعر بخيبة الأمل وبأنه قد ورط نفسه في أجندة خارجية كان في غنىً عنها !
فقد فضحت هذه التطورات أكاذيبه حول صلة صعدة بالصراع والتنافس الإقليمي !!
فلو كان الحوثيون تابعون أو مدعومون إقليمياً لتوقفت الحرب أو على الأقل لهدأت قليلاً !
لقد أدرك المراقبون والمهتمون بالشأن اليمني حقيقة أن النظام هو من يسعى لجعل صعدة منطقة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وجعل قضيتها وسيلة لإبتزاز الجيران !!!
وقد كانت المفاجأة الأكبر للنظام أن تقوم وسائل الإعلام المدعومة سعودياً بعقد لقاءات مع قادة حركة الشعار ونشر أخبار الحرب !
كل ما سبق جعل النظام يعيد النظر في سياساته الخارجية فأرسل مسؤلين ورسائل إلى كل من إيران وليبيا ؟!
بالتأكيد للإعتذار عن الإتهامات الباطلة ولإغاضة الأشقاء والأصدقاء ! وليس لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها كما يردد الإعلام الرسمي ؟!!!
هذا الفشل والتخبط في إدارة الحرب خارجياً صاحبه فشل وتخبط أسوأ في الداخل على جبهات القتال !
فالجيش إلى الآن لم يستطع تحقيق أي تقدم أو إنجاز حقيقي وجماعة الشعار صار أفرادها منتشرون في كل منطقة في صعدة بل إمتد إنتشارهم إلى حجة والجوف وعمران وغيرها !!!
هذا عدا الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش يومياً (آخرها طرائرات الميج 29 ) عدا أخبار الهروب الجماعي لأفراد الحرس الجمهوري والقوات المسلحة من المعسكرات ؟!!
وعدم موافقة روسيا على بيع طائرات حربية متطورة وأسلحة محرمة دولياً ؟!!
أخيراً
أعتقد أن النظام قريباً سيعلن أو يوافق على وقف الأعمال العسكرية فقط لإستعادة أنفاسه ، وإعادة ترتيب صفوفه ، وللإستعداد لأعمال القمة العربية التي ستُعقد بعد أسبوع في الرياض !!
وكذا للإستعداد لإحتفالات العيد الوطني (22 مايو ) والذي سيقام في محافظة مهجري الجعاشنة ( محافظة إب ) وهو العيد الذي لن يجد الرئيس ما يقوله فيه إلا إعلان العفو عن القتلى والجرحى والمعذبين والمهجرين والمظلومين !!!"
http://www.yemen-press.com/news.php?go= ... newsid=671
15 March 2007 12:52 pm
يمن برس - المجاهد الصابر
"كان النظام على موعد مع الشعب لبدء تنفيذ وعوده الإنتخابية الخيالية !
وفي نفس الوقت كان لازال عائداً من مؤتمر لندن للمانحين والذي تكفلت فيه دول الخليج وخاصة السعودية بتقديم معظم الدعم المعتمد في هذا المؤتمر !
وغير صحيح أن أموال المانحين تقدم فقط لدعم التنمية و دعم الإصلاحات السياسية والإقتصادية ولوكان كذلك لقاموا بأنفسهم بتنفيذ تلك المشاريع أو الإشراف عليها !
ولكن الحقيقة أن وراء دعم كل دولة أو مؤسسة دولية مجموعة من المطالب التي تهدد أمن اليمن واستقراره واقتصاده !!
فمثلاً كانت أهم المطالب السعودية غير المعلنة إنهاء قضية صعدة والسيطرة الكاملة على المحافظة حدودياً وأمنياً وسياسياً وقبلياً ودينياً ؟!
في هذا الوقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت بتقسيم المنطقة إلى محور للمتطرفين بقيادة إيران وسوريا ومجموعات المقاومة ومحور للمعتدلين بقيادة السعودية ومصر والأردن و... واليمن لاحقاً ؟!
كما أن أجواء الشحن الطائفي والذي لم تشهده المنطقه من قبل كانت مهيأة لتصوير حرب صعدة الأخيرة على أنها حرب ضد مجموعة تعد أحد أطراف الحلف الأيراني !!
ومضى النظام في حربه العبثية وهو واثقٌ ومطمئنٌ إلى الدعم المادي والمعنوي خارجياً وإلى الإستعداء والشحن الطائفي داخلياً !
ولكن
حدث مالم يكن في الحسبان !!
لقد جرت رياح الأحداث بما لاتشتهي سفن النظام وأهدافه ومخططاته !
فإذا بقادة المتطرفين والمعتدلين ( إيران والسعودية ) يعقدون قمة ثنائية غير متوقعة في الرياض ، ويناقشون فيها كل قضايا المنطقة !
فتم أولاً الإتفاق على تهدئة وإحتواء الصراع والفرز الطائفي الذي إجتاح المنطقة ( ضمن خطة أمريكية قديمة جديدية ) وصار يهدد الجميع ؟!
كما تم مباركة إتفاق مكة بين فتح وحماس والإلتزام بدعم حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة !
وتم الإتفاق على إيجاد حل للمشكلة اللبنانية ( وقد بدأت ملامح هذا الحل تظهر من خلال اللقاءات الثنائية والمكثفة للفرقاء اللبنانييين فيما بينهم البين ! )
وتم – وهذا أهم ما ناقشوه – الإتفاق على تهدئة الوضع في العراق ، وذلك بالتنسيق لمؤتمر بغداد الذي عُقد السبت الماضي وجلست فيه أمريكا مع إيران وسوريا ؟!!
كل هذه التطورات جعلت النظام اليمني يشعر بخيبة الأمل وبأنه قد ورط نفسه في أجندة خارجية كان في غنىً عنها !
فقد فضحت هذه التطورات أكاذيبه حول صلة صعدة بالصراع والتنافس الإقليمي !!
فلو كان الحوثيون تابعون أو مدعومون إقليمياً لتوقفت الحرب أو على الأقل لهدأت قليلاً !
لقد أدرك المراقبون والمهتمون بالشأن اليمني حقيقة أن النظام هو من يسعى لجعل صعدة منطقة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وجعل قضيتها وسيلة لإبتزاز الجيران !!!
وقد كانت المفاجأة الأكبر للنظام أن تقوم وسائل الإعلام المدعومة سعودياً بعقد لقاءات مع قادة حركة الشعار ونشر أخبار الحرب !
كل ما سبق جعل النظام يعيد النظر في سياساته الخارجية فأرسل مسؤلين ورسائل إلى كل من إيران وليبيا ؟!
بالتأكيد للإعتذار عن الإتهامات الباطلة ولإغاضة الأشقاء والأصدقاء ! وليس لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها كما يردد الإعلام الرسمي ؟!!!
هذا الفشل والتخبط في إدارة الحرب خارجياً صاحبه فشل وتخبط أسوأ في الداخل على جبهات القتال !
فالجيش إلى الآن لم يستطع تحقيق أي تقدم أو إنجاز حقيقي وجماعة الشعار صار أفرادها منتشرون في كل منطقة في صعدة بل إمتد إنتشارهم إلى حجة والجوف وعمران وغيرها !!!
هذا عدا الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش يومياً (آخرها طرائرات الميج 29 ) عدا أخبار الهروب الجماعي لأفراد الحرس الجمهوري والقوات المسلحة من المعسكرات ؟!!
وعدم موافقة روسيا على بيع طائرات حربية متطورة وأسلحة محرمة دولياً ؟!!
أخيراً
أعتقد أن النظام قريباً سيعلن أو يوافق على وقف الأعمال العسكرية فقط لإستعادة أنفاسه ، وإعادة ترتيب صفوفه ، وللإستعداد لأعمال القمة العربية التي ستُعقد بعد أسبوع في الرياض !!
وكذا للإستعداد لإحتفالات العيد الوطني (22 مايو ) والذي سيقام في محافظة مهجري الجعاشنة ( محافظة إب ) وهو العيد الذي لن يجد الرئيس ما يقوله فيه إلا إعلان العفو عن القتلى والجرحى والمعذبين والمهجرين والمظلومين !!!"
http://www.yemen-press.com/news.php?go= ... newsid=671
-
- مشرفين مجالس آل محمد (ع)
- مشاركات: 1642
- اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
- مكان: هُنــــاك
أسطورة صاحب الزمان ومؤامرة الطامحين
17/03/2007
عبد السلام الاثوري - نيوزيمن:
في فبراير 2004 نشرت صحيفة الحياة الصادرة في لندن مقالا عن ثورة 48نشر باسم احد أحفاد الإمام يحي وقد حاول المقال التحدث على أن ثورة 48جات كمؤامرة بريطانية مع الإخوان المسلمين للقضاء على الإمام يحي لقطع الطريق أمام الإصلاحات التي نصح بها الأمريكان الإمام يحي للقيام بها وقبل بها وأنهم سيدعمونه، لكن البريطانيون كما حاول المقال الإيحاء به استبقوا الأحداث وقاموا بمؤامرة مع الأخوان المسلمين في مصر والذي كلفوا من طرفهم الفضيل الورتلاني بالقيام بدور تنظيم المؤامرة للقضاء على الشرعية الممثلة بنظام الإمام يحي وقطع الطريق أمام الأمريكان لدعم الإمام وتحقيق الإصلاحات.
الكاتب اعتبر أن كل ما جاء بعد 48 وبعدها 62 يمثل انقلابا على تلك الشرعية التي يجب أن تسترد لأصحابها وان ذلك الحق مستندا إلى حق الهي وان على الطرف الذي ساهم في المؤامرة(بريطانيا ) أن تقوم بدور أساس لاستعادة الحق الذي نزع لكي تتحقق الإصلاحات التي قبل بها الإمام وبدعم الأمريكان.
الذي قرأ المقال بتمعن واستدراك يشعر أن هناك أمورا تترتب بأبعاد خارجية لليمن تعتمد على جذر المشكلة التاريخية لثورة 48 ومحاولة ربط الأحداث كأساس للتعبير عن طبيعة وهوية الأحداث والتطورات التي ستتشكل على الخارطة اليمنية اعتمادا على تثوير المشكلة من خلال المحور المذهبي والسلالي وتكيفها وفقا لنسق الأحداث والتطورات في المنطقة التي تشكلت بعد احتلال العراق والاستقواء بالقضية المذهبية والطائفية كأساس لخلق الفوضى والاضطرابات والصراعات والحروب لجعل قضية الهيمنة والسيطرة على الدولة هي الطعم والحافز الذي يدفع الفئة الطائفية والمذهبية تتجه نحو الاستفراد كما حدث في العراق وهو الذي جعل المحتل يستحضر الاستحقاق الطائفي والمذهبي ويدفع الشيعية ليفرضوا استحقاق حكم الاغلبية والهيمنة على الدولة.
ظهرت ادعاءات أطلقها يحي الحوثي أن نسبة مذهبهم يصل إلى 60% من الشعب اليمني ليحاول من خلال هذا الطرح شد العواطف الداخلية والخارجية معاه ومع تمرده وإخوانه وأتباعه قاده حسين قبل مقتله وهذا الطرح يحاول أن يعكس نفس الصورة الحادثة في العراق بان الشيعة هناك كانوا محكومين من قبل الأقلية السنية وهو طرح يحمل كل الخبث واصطناع الفتنة لدى الشعب اليمني وقد ظهرت بعض الأدبيات التي تعزز هذا الطرح بمحاولة تصنيف المجتمع اليمني (الشافعي السني والزيدي الشيعي ) من أطراف تعمل على تغذية هذه الأبعاد كمحاولة لتصعيد الصراع وإفراز عصبية المذهبية لتبرير التمردات التي يقودها الحوثيون ليصنعوا بذلك التشبث والتي تمنيهم بعودة حكم البطنية التي جاء بها الهادي والمتسقة من الأفكار والفلسفات البراهيمية وقد اعتبرها حفيد الإمام يحي بمقاله المذكور بان هذا الحق يجب أن يعود إلى أصله والذي اسقط بمؤامرة الإخوان المسلمين والبريطانيين في 48 وقد ذهب نحو الاعتقاد بأنه مادام البريطانيين اليوم والأمريكان يقودون مشروعا واحدا لإعادة ترتيب المنطقة وفقا لتلك العوامل والمعايير التي عبر عنها حفيد الإمام يحي وحملة قناة المستقلة التي سبقت إعلان تمرد حسين الحوثي بأشهر وإعلانه الحرب ضد الدولة فإنهم سيساعدون على إعادة شرعية الحكم الامامي كما أنهم يحاولون استعادة السيطرة على النفط بعد أن أممه صدام حسين وهو نفس الاعتقاد الذي تولد لدى الحوثيين بان الظروف تتيح لهم إسقاط النظام والدولة وعودة الإمامة إلى الحكم مادام التوجه الأمريكي البريطاني يقوم على استعادة المذهبية والطائفية إلى واجهة الصراع البيني داخل المجتمع العربي والإسلامي.
وبالتالي ظهر حسين الحوثي مستندا إلى تملكه للمئاة من الشباب المؤمن الذي تم تأهيلهم وتدريبهم عقائديا وعسكريا وتعصبيا وتوزيعهم في أكثر من منطقة لتوسيع حضور الحركة عبر شعار الموت لإسرائيل الموت لأمريكا واستخدامهم لتعزيز وهم المشروعية لتلك الطموحات باصطناع شعار العداء لأمريكا وإسرائيل في إطار منظومة التوسع باستقطاب الشباب وعواطف الناس استغلالا إلى كره الشعب اليمني للغطرسة الأمريكية وهمجية إسرائيل ليجد من هذا الشعار وسيلة للتوسع في منهجه وطموحاته التي جعلت يحي الحوثي أخيرا يفصح عن تلك الطموحات عندما قال إن أتباع مذهبه يصلون في اليمن إلى 60% ما بعد الوحدة معتبرا أيضا أن المحافظات الجنوبية منضوية ضمن تبعيته ليدلس بذلك على نفسه والعالم بهذا التصنيف، ومثل هذا الطرح التدليسي لا يأتي عفويا وإنما يأتي انعكاسا لتوجهات وأبعاد تبرر الاستنجاد بهذا الادعاء لتحقيق أغراض سياسية واسعة.
الأمر ليس مبنيا فقط على قضية عارضة نتجت بسبب مشكلة أمنية عارضة اتسعت وتوسعت الى مواجهات عسكرية بين الدولة وحسين الحوثي وليست القضية قضية تمرد الحوثي عن دفع الزكاة فقط ، فالقضية ابعد من ذلك فهي تقوم على إسقاط شرعية الدولة تدريجيا بالتمرد عليها وهي تتجاوز قدرات وإمكانيات حسين الحوثي وإخوانه فالتمرد يعبر عن عملية منظمة وقدرات لوجستيه يقف وراءها أطراف محلية وخارجية متعددة يهمها أن تواجه الدولة اليمنية المركزية صراعا داخليا وفي المناطق الشمالية القبلية وتستند على أساس الأبعاد المذهبية والطائفية وتختلط الأوراق على الدولة لتجد نفسها أمام تمردات داخلية وضغوطات خارجية وحملات موجه ضدها من قبل المناصرين والداعمين للتمرد وأمام معتركات داخلية يتم الوصول بها إلى حالة الاستنزاف المتواصل فتضعف أمام ذلك وتنهار لتتفكك وتتجزأ وتتشطر فيصبح الأمر سهلا أن تتشطر البلاد وصولا إلى حالة انهيار الدولة المركزية.
واليوم وفقا لقراءة الواقع وسيناريو المشكلة يستنتج أن هناك أطراف خارجية تخطط وتمني المتمردين أنهم سيحققوا استعادة مجد الهيمنة والسيطرة والحكم والحق الإلهي المنزوع وأقنعوهم أن اليمن تمر بظروف سيئة وانهيارات اقتصادية وخاصة أن التقييم لذلك استند إلى تقييم الواقع الاقتصادي بناء على ظروف ما قبل غزو الأمريكان للمنطقة واحتلال العراق وخلال الأعوام 2002-2003-2004 فقد كانت المؤشرات الاقتصادية تضع اليمن في وضع سيء بسبب تراجع كمية النفط وإمكانية تراجع الأسعار وهو الأمر الذي كان حسب تقيماتهم انه يمثل للدولة اليمنية حالة كارثية وما ستواجهه من اختلالات كبيرة في ارتفاع التضخم والعجز والأسعار إلى مستويات غير محتملة ستدفع بالناس إلى المظاهرات والفوضى العارمة وهذا الأمر كاد أن يحدث خلال الموقف الذي قامت الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية والتي تسببت بمظاهرات وتقطعات بعض القبائل والقيام بأعمال عنف كانت ستؤدى إلى توسع كبير وربما جاءت تلك الزيادات في وقت لم تكتمل مخطط الاستفادة من تلك الظروف مما انتهت الى موقف تحكم الدولة بها وبنتائجها.
وبناء على ذلك تم التصور لمثل هذا السيناريو الذي كانت كل عناصره تترابط مع بعضها لتحقق تلك المعادلة لتحقيق الأهداف لكن الظروف تغيرت وتحسنت أسعار النفط وتعززت قدرات الدولة وبالتالي فشلت محاولة التمرد الأول والثاني وقتل حسين الحوثي لكن التمرد لم ينتهي بسبب أن القضية مرتبطة بأطراف خارجية تدعمها وتدفعها للاستمرار.
هذا التوجه يمكن استنتاجه من الحديث المتواصل الذي قامت به قناة المستقلة والتي غالبا ما تعمل هذه القناة بتوافق مع أفكار تدعمها أطراف استخباراتية لتحقيق أهداف معينة يتم استئجارها لذلك، فقد أطلقت برنامجا عن اليمن في 21فبراير 2004 مدفوع الثمن من قبل الأطراف وقد أطلقت هذه القناة حملتها في اليوم الثاني لنشر مقال حفيد الإمام يحي في الحياة واستمر برنامج المستقلة أكثر من ستة أشهر وبصورة متواصلة يوميا يتحدث عن اليمن وكأن اليمن تسير إلى مرحلة تغيير مؤكدة تستعيد شرعية النظام الذي سقط في 48 واستضافت القناة أطراف يعملون في الخط الامامي وقد أظهرت تلك الحوارات وبقراءة بين السطور أن هناك مخططات جديدة تستهدف اليمن ولكن هذه المرة من خلال بوابة الأبعاد المذهبية والطائفية بعد أن فشلت مؤامرة 94 في تحقيق الانفصال والتجزئة وبعدها ظهرت أعمال الإرهاب والدسائس وبأشكال متعددة والاهم من ذلك ظهور أبو الحمزة المصري الذي تكلف بإحداث مؤامرة إرهاب موجهه ضد النظام والدولة، وإرسال شباب من بريطانيا ليقوم بتلك الأعمال الإرهابية ومحاولة التفجيرات كمحاولة لعزل اليمن على العالم وجعلها لا تستفيد من اى استقرار لتطور نفسها اقتصاديا وتصبح معزولة وعالية المخاطر بسبب أعمال الإرهاب المتواصلة في اليمن وقد استنتج بناء على التحقيقات أن هناك أطراف دولية تعمل بمنهجية مستمرة ضد اليمن وفي إطار أهداف إستراتيجية.
أصبح الإرهاب في اليمن بناء على التطورات عنصر مصدرا إليها مدعوما ومرتبا خارجيا ويأتيها بطرق واليات مختلفة مستغلا ظروفها وتوجهاتها الانفتاحية والديمقراطية والحرية التي أنهت قواعد التعتيم والسياسات الأمنية وقد كانت الدولة اليمنية تستهدف من وراء ذلك الإثبات للعالم أنها تعمل على تجسيد الثقة بتوجهاتها الديمقراطية لكن الأمور كانت تسير باتجاه استغلال تلك التوجهات من قبل قوى وأطراف عديدة لتولد الأضرار وأعمال الإرهاب، وخاصة ما بعد حرب 94 التي انتصرت فيها اليمن على أطراف عديدة محلية وخارجية عندما حافظت على الوحدة واستمرت في توطيد الدولة ولملمة الجراحات لكن المؤامرات استمرت وتم احتلال حنيش واستمرار أعمال التمردات والإرهاب والإضرار الاقتصادي، واحتدام الصراعات السياسية الداخلية والتي وسعت فجوة الخلاف بين القوى السياسية المؤتمر والإصلاح وظهرت الجماعات الدينية والمذهبية كل جماعة تتخندق في إطار خصوصيتها وطموحاتها وتتوسع بأدواتها الفكرية والثقافية على حساب الهوية الوطنية لتظهر الأمور تسير نحو تقويض مقومات الوحدة الوطنية بسبب انحراف تلك الفئة عن المقاصد الوطنية باستغلال الحرية والديمقراطية ببناء المراكز والمعاهد والجامعات التي تعلم قواعد وثقافة العصبية والتطرف ليتحول المرتبطين بها إلى ميليشيات عقائدية يصعب التأثير عليها ومحاولة استردادها لجادة الصواب بعد أن دمغت عقولها وأفكارها بثقافة الولاء المطلق لهذا الطرف أو ذاك لتشكل وفقا لذلك القاعدة للصراع المستقبلي الذي سيعرفه اليمن لتصبح الدولة محكومة بتلك المآزق والتحديات وحينما يتجه طرفا استباقا للأحداث وتعاملا مع التطورات فانه يتلقى أمر التحرك للتمرد وإعلان الحرب على الدولة بأنه سيمتلك المبادرة في التحكم بنتيجة الصراع والمواجه والانقضاض على الدولة باستغلال الظروف الاقتصادية والأمنية وظروف التحولات في المنطقة التي تجنح لتغليب الصراع على أساس تلك الأبعاد التي تفرز الاثنية المذهبية والطائفية.
اعتقدوا أن ما حدث في العراق سيفرز نفسه في اليمن عند أولئك الذين اعتقدوا بأوهام أن دعوة الإمام الغائب المهدي صاحب الزمان الذي قرب فرجه حسب اعتقادهم تبدأ بتجهيز جيشه وأتباعه في العراق واليمن ليسبق ظهوره المزمع في مكة وفي الحرم بعد أن يكون جيشه قد مهد السيطرة على مكة والمدينة ليقود بعدها حكم العالم العربي والإسلامي, ولذلك تم اصطناع فكرة ظهور الحسين من أبناء فاطمة من جبال مران وحيدان كعلامة سابقة لظهور المهدي ليجعلوا من هذه الفكرة أساس دعم الشيعة لتمرد الحوثيين في اليمن والذين يمثلون جيش المهدي الذي سيتلاقى مع جيش المهدي القادم من العراق ليهيمنوا على مكة والمدينة وقبل خروجه من جنب الكعبة ليجد جيشه حاضرا وقد طهر الأرض من أعداءه وأعداء آبائه.
ولذلك تم استباق تلك الأحداث ومن مرحلة سابقة من بداية التسعينات عندما تم تشكيل وتنظيم خلايا الشباب المؤمن لمواجهة السلفيين الذين مثلوا خلال التسعينات حالة الصعود والانتشار في اليمن وبصورة أرعبت النظام والإصلاح والأطراف الزيدية السياسية والمذهبية وتم تشكيل ودعم فكرة الشباب المؤمن ليشكل طرفا مواجها للسلفيين، ومع تطور تلك التوجهات وتطور الأحداث أخذت الأمور تسير بعيدا عن الأهداف المحددة لها لتصبح الدولة والحكم الهدف الذي يعمل من اجله ووجدت تلك الفئة أطرافا لها خارجيا تولد لديها تلك الطموحات وتحقيق تلك الأهداف ولذلك توسع العمل في نشر الأفكار المذهبية الاثنى عشرية على عموم المناطق في اليمن وإطلاق منظومة الشعار (الموت لإسرائيل الموت لأمريكا ) كوسيلة لتعزيز المشروعية والانتشار واستغلال عواطف الناس وكرههم للغطرسة الأمريكية والهمجية الإسرائيلية ليتمكنوا من توسيع دائرة التأثير والاستقطاب وهو توجه ذكي ببعده التكتيكي باستخدام الشعار عندما تتم المواجهة مع الدولة يمكن اتهامها بأنها مدفوعة من قبل الأمريكان لمحاربة هذه الدعوة ليتمكن من ذلك إسقاط مشروعية النظام بذلك وتبرير الحرب عليه .وبالتالي وبناء على مخطط انتشار المذهب في عموم مناطق البلاد انه عندما يتم مواجهة الدولة وإعلان الحرب عليها ستجد الحركة التعاطف والمناصرة في عموم البلاد ليسهل لهم اسقطا النظام باستغلال الظروف الاقتصادية والمعيشية للناس من خلال التمردات والمظاهرات والإضرابات لتعم الفوضى البلاد ويكونوا هم قد امتلكوا كل وسائل الترتيبات والجاهزية للانقضاض على الدولة وإنهاء النظام الجمهوري ليتم استعادة النظام الامامي وفقا للحالة التي تعيد سلطة الحكم بالبطنين كتحقيق للفكرة التي تم اصطناعها لتبرير وتحقيق الدعم الشيعي الخارجي لها وعبر المنظمات المذهبية المخترقة من قبل أجهزة استخباراتية متعددة تمر إلى أهدافها وأغراضها عبر العديد من الآليات التي تدفعها في الغالب إلى إعلان العداء لها ولدولها لتضعها في موضع العداء وتستخدما كأداة لتبرير الكثير والكثير من المواقف والأعمال التي تقوم بها دولها تجاه العالم وتجاه الناس التي تظهر تلك المنظمات منتسبة لهم.
ما يحدث في صعدة قضية مرتبطة بتوجهات ومخططات تستهدف الوصول إلى نقطة مهمة في سيناريو الأحداث هذا السيناريو لاشك أن هناك أطرافا خارجية تقف وراءه بعضها تقف معتقدة أنها تدعم تلك الأفكار الأسطورية المصطنعة بالجاهزية المسبقة لجيش المهدى وظهور احد أولاد فاطمة في مران صعدة لتوسع نفوذها المذهبي على عموم الجزيرة وتطويق الجزيرة والخليج بقوة النفوذ السياسي والمذهبي وطرفا آخر يقف داعما لهذا التوجهات لأهداف غير معلنة والتي يرى انه سيحقق أهداف إستراتيجية في المنطقة من خلال خلط الأوراق وتوزيع ادوار الصراعات ويدفع نحو تحقيق أهدافه بوسائل عدة لعله يحقق من خلالها ما لم يتمكن من تحقيقه عبر محاولات عدة ظهرت مقاصدها خلال حرب 94 ومحاولات تصعيد أعمال الإرهاب المصدرة إلي اليمن ومحاولة عزل النظام اليمني بتصعيد تلك الأعمال التي أفقدت اليمن قدرتها على الاستقرار والنهوض الاقتصادي .
وهناك هدف آخر لم يكن يدركه العديد من أصحاب الطموحات باستعادة حكم اللائمة أن السيناريو يتجه إلى إشعال حرب التمردات ضد الدولة اليمنية من خلال اصطناع المشكلة في إطار مذهبي اثنا عشري لكي تجد لنفسها الدعم الخارجي بصورة كبيرة من قبل التجمعات والمنظمات الشيعية في المنطقة والعالم لتصبح القضية بأبعادها الواسعة لا تقف عند حد ماء وإنما تأخذ شكل الارتباط بما يحدث في العراق والمنطقة من انقسام واضح داخل كيان الأمة العربية والإسلامية على معايير المذهبية والطائفية وبالتالي الذين خططوا لاستحداث هذا الشرخ في اليمن استحدثوه من خلال نشر المذهبية الاثنى عشرية بأبعادها السياسية والفكرية التعصبية كمحاولة لتجيير المذهبية الزيدية في إطار الوعاء المذهبي الاثنا عشري وإنشاء قواعد ناشئة من المريدين والتابعين من الشباب الذين يتم صياغتهم صياغة جديدة بعيدا عن الفكر الزيدى وثقافته السياسية والفكرية المعبرة عن الوسطية في الفكر والفقه والسياسة وهو المذهب الذي يتسق مع المذاهب السنية ويعلوا عن كل المذاهب الشيعية باستيعابه قيم وحدة الأمة عندما رفض عصبية الرافضة ومنطلقاتهم التي تقوم على سب الصحابة والشيخين ، ويرفض فكرة الحق الإلهي في الحكم معتبرا أن الحكم مصدره الأمة ويقبل بالمفضول مع وجود الفاضل وكل ما جاء متاخرا من فكرة البطنيين إنما هي فكرة هادوية أصلتها الأفكار الشعوبية المنقولة عن الفلسفات البراهمية التي تقوم على قداسة السلالية.
فكرة البطنيين ليس لها أي علاقة مع أساس المذهب الزيدي ومرجعيته الأولى للإمام زيد بن علي زين العابدين عليه السلام فهذه الفكرة جاءت بها الهادوية التي نقلت عصبية البطنين تجاوزا لعصبية الاثنى عشر التي لا تعترف بالأمامية إلا من نسل الحسين عليه السلام ولا تعرف بالحق بالإمامة لنسل الحسن عليه السلام وبالتالي ذهبت الهادوية لتوسع هذا الحق للبطنيين دون الاستناد إلى فقه الإمام زيد نفسه لتصنع من فكرة البطنين منهجا للتعصب وتدمر بها منهج الإمام زيد عليه السلام ومنهج آل البيت القائم على الاستقامة ومنهج النبوة الذي يخلوا من اى عصبية سلالية اوعشائرية او مذهبية والذي يستند إلى قيم العبودية والوحدانية لله والمساواة الانسانية والتفاضل بالتقوى فقط (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) ولذلك يحترم المسلمون ال البيت عليهم السلام ويصلون عليهم في كل صلاة لارتباطهم بمنهج الرسالة وليس وفقا لما اصطنعته التحريفات وفقا لمقاصد العصبية ولا يزيد النسب أمام التقوى أي ميزة تفاضلية فالكل متساون بالخلق ومتساون بالحقوق وميدان التفاضل هو العمل والتقوى وهو جوهر الخيرية ، هذا هو الإسلام الذي ننتصر إليه ولا نقبل أن يعلوا عليه عصبية المذاهب والسلالات ونحن في اليمن لا نقبل العصبية والمذهبية، فاليمن فوق كل مذهب وكل عصبية ومن أراد عكس ذلك فليبحث له عن ارض سواها.
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 3_17_12491
17/03/2007
عبد السلام الاثوري - نيوزيمن:
في فبراير 2004 نشرت صحيفة الحياة الصادرة في لندن مقالا عن ثورة 48نشر باسم احد أحفاد الإمام يحي وقد حاول المقال التحدث على أن ثورة 48جات كمؤامرة بريطانية مع الإخوان المسلمين للقضاء على الإمام يحي لقطع الطريق أمام الإصلاحات التي نصح بها الأمريكان الإمام يحي للقيام بها وقبل بها وأنهم سيدعمونه، لكن البريطانيون كما حاول المقال الإيحاء به استبقوا الأحداث وقاموا بمؤامرة مع الأخوان المسلمين في مصر والذي كلفوا من طرفهم الفضيل الورتلاني بالقيام بدور تنظيم المؤامرة للقضاء على الشرعية الممثلة بنظام الإمام يحي وقطع الطريق أمام الأمريكان لدعم الإمام وتحقيق الإصلاحات.
الكاتب اعتبر أن كل ما جاء بعد 48 وبعدها 62 يمثل انقلابا على تلك الشرعية التي يجب أن تسترد لأصحابها وان ذلك الحق مستندا إلى حق الهي وان على الطرف الذي ساهم في المؤامرة(بريطانيا ) أن تقوم بدور أساس لاستعادة الحق الذي نزع لكي تتحقق الإصلاحات التي قبل بها الإمام وبدعم الأمريكان.
الذي قرأ المقال بتمعن واستدراك يشعر أن هناك أمورا تترتب بأبعاد خارجية لليمن تعتمد على جذر المشكلة التاريخية لثورة 48 ومحاولة ربط الأحداث كأساس للتعبير عن طبيعة وهوية الأحداث والتطورات التي ستتشكل على الخارطة اليمنية اعتمادا على تثوير المشكلة من خلال المحور المذهبي والسلالي وتكيفها وفقا لنسق الأحداث والتطورات في المنطقة التي تشكلت بعد احتلال العراق والاستقواء بالقضية المذهبية والطائفية كأساس لخلق الفوضى والاضطرابات والصراعات والحروب لجعل قضية الهيمنة والسيطرة على الدولة هي الطعم والحافز الذي يدفع الفئة الطائفية والمذهبية تتجه نحو الاستفراد كما حدث في العراق وهو الذي جعل المحتل يستحضر الاستحقاق الطائفي والمذهبي ويدفع الشيعية ليفرضوا استحقاق حكم الاغلبية والهيمنة على الدولة.
ظهرت ادعاءات أطلقها يحي الحوثي أن نسبة مذهبهم يصل إلى 60% من الشعب اليمني ليحاول من خلال هذا الطرح شد العواطف الداخلية والخارجية معاه ومع تمرده وإخوانه وأتباعه قاده حسين قبل مقتله وهذا الطرح يحاول أن يعكس نفس الصورة الحادثة في العراق بان الشيعة هناك كانوا محكومين من قبل الأقلية السنية وهو طرح يحمل كل الخبث واصطناع الفتنة لدى الشعب اليمني وقد ظهرت بعض الأدبيات التي تعزز هذا الطرح بمحاولة تصنيف المجتمع اليمني (الشافعي السني والزيدي الشيعي ) من أطراف تعمل على تغذية هذه الأبعاد كمحاولة لتصعيد الصراع وإفراز عصبية المذهبية لتبرير التمردات التي يقودها الحوثيون ليصنعوا بذلك التشبث والتي تمنيهم بعودة حكم البطنية التي جاء بها الهادي والمتسقة من الأفكار والفلسفات البراهيمية وقد اعتبرها حفيد الإمام يحي بمقاله المذكور بان هذا الحق يجب أن يعود إلى أصله والذي اسقط بمؤامرة الإخوان المسلمين والبريطانيين في 48 وقد ذهب نحو الاعتقاد بأنه مادام البريطانيين اليوم والأمريكان يقودون مشروعا واحدا لإعادة ترتيب المنطقة وفقا لتلك العوامل والمعايير التي عبر عنها حفيد الإمام يحي وحملة قناة المستقلة التي سبقت إعلان تمرد حسين الحوثي بأشهر وإعلانه الحرب ضد الدولة فإنهم سيساعدون على إعادة شرعية الحكم الامامي كما أنهم يحاولون استعادة السيطرة على النفط بعد أن أممه صدام حسين وهو نفس الاعتقاد الذي تولد لدى الحوثيين بان الظروف تتيح لهم إسقاط النظام والدولة وعودة الإمامة إلى الحكم مادام التوجه الأمريكي البريطاني يقوم على استعادة المذهبية والطائفية إلى واجهة الصراع البيني داخل المجتمع العربي والإسلامي.
وبالتالي ظهر حسين الحوثي مستندا إلى تملكه للمئاة من الشباب المؤمن الذي تم تأهيلهم وتدريبهم عقائديا وعسكريا وتعصبيا وتوزيعهم في أكثر من منطقة لتوسيع حضور الحركة عبر شعار الموت لإسرائيل الموت لأمريكا واستخدامهم لتعزيز وهم المشروعية لتلك الطموحات باصطناع شعار العداء لأمريكا وإسرائيل في إطار منظومة التوسع باستقطاب الشباب وعواطف الناس استغلالا إلى كره الشعب اليمني للغطرسة الأمريكية وهمجية إسرائيل ليجد من هذا الشعار وسيلة للتوسع في منهجه وطموحاته التي جعلت يحي الحوثي أخيرا يفصح عن تلك الطموحات عندما قال إن أتباع مذهبه يصلون في اليمن إلى 60% ما بعد الوحدة معتبرا أيضا أن المحافظات الجنوبية منضوية ضمن تبعيته ليدلس بذلك على نفسه والعالم بهذا التصنيف، ومثل هذا الطرح التدليسي لا يأتي عفويا وإنما يأتي انعكاسا لتوجهات وأبعاد تبرر الاستنجاد بهذا الادعاء لتحقيق أغراض سياسية واسعة.
الأمر ليس مبنيا فقط على قضية عارضة نتجت بسبب مشكلة أمنية عارضة اتسعت وتوسعت الى مواجهات عسكرية بين الدولة وحسين الحوثي وليست القضية قضية تمرد الحوثي عن دفع الزكاة فقط ، فالقضية ابعد من ذلك فهي تقوم على إسقاط شرعية الدولة تدريجيا بالتمرد عليها وهي تتجاوز قدرات وإمكانيات حسين الحوثي وإخوانه فالتمرد يعبر عن عملية منظمة وقدرات لوجستيه يقف وراءها أطراف محلية وخارجية متعددة يهمها أن تواجه الدولة اليمنية المركزية صراعا داخليا وفي المناطق الشمالية القبلية وتستند على أساس الأبعاد المذهبية والطائفية وتختلط الأوراق على الدولة لتجد نفسها أمام تمردات داخلية وضغوطات خارجية وحملات موجه ضدها من قبل المناصرين والداعمين للتمرد وأمام معتركات داخلية يتم الوصول بها إلى حالة الاستنزاف المتواصل فتضعف أمام ذلك وتنهار لتتفكك وتتجزأ وتتشطر فيصبح الأمر سهلا أن تتشطر البلاد وصولا إلى حالة انهيار الدولة المركزية.
واليوم وفقا لقراءة الواقع وسيناريو المشكلة يستنتج أن هناك أطراف خارجية تخطط وتمني المتمردين أنهم سيحققوا استعادة مجد الهيمنة والسيطرة والحكم والحق الإلهي المنزوع وأقنعوهم أن اليمن تمر بظروف سيئة وانهيارات اقتصادية وخاصة أن التقييم لذلك استند إلى تقييم الواقع الاقتصادي بناء على ظروف ما قبل غزو الأمريكان للمنطقة واحتلال العراق وخلال الأعوام 2002-2003-2004 فقد كانت المؤشرات الاقتصادية تضع اليمن في وضع سيء بسبب تراجع كمية النفط وإمكانية تراجع الأسعار وهو الأمر الذي كان حسب تقيماتهم انه يمثل للدولة اليمنية حالة كارثية وما ستواجهه من اختلالات كبيرة في ارتفاع التضخم والعجز والأسعار إلى مستويات غير محتملة ستدفع بالناس إلى المظاهرات والفوضى العارمة وهذا الأمر كاد أن يحدث خلال الموقف الذي قامت الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية والتي تسببت بمظاهرات وتقطعات بعض القبائل والقيام بأعمال عنف كانت ستؤدى إلى توسع كبير وربما جاءت تلك الزيادات في وقت لم تكتمل مخطط الاستفادة من تلك الظروف مما انتهت الى موقف تحكم الدولة بها وبنتائجها.
وبناء على ذلك تم التصور لمثل هذا السيناريو الذي كانت كل عناصره تترابط مع بعضها لتحقق تلك المعادلة لتحقيق الأهداف لكن الظروف تغيرت وتحسنت أسعار النفط وتعززت قدرات الدولة وبالتالي فشلت محاولة التمرد الأول والثاني وقتل حسين الحوثي لكن التمرد لم ينتهي بسبب أن القضية مرتبطة بأطراف خارجية تدعمها وتدفعها للاستمرار.
هذا التوجه يمكن استنتاجه من الحديث المتواصل الذي قامت به قناة المستقلة والتي غالبا ما تعمل هذه القناة بتوافق مع أفكار تدعمها أطراف استخباراتية لتحقيق أهداف معينة يتم استئجارها لذلك، فقد أطلقت برنامجا عن اليمن في 21فبراير 2004 مدفوع الثمن من قبل الأطراف وقد أطلقت هذه القناة حملتها في اليوم الثاني لنشر مقال حفيد الإمام يحي في الحياة واستمر برنامج المستقلة أكثر من ستة أشهر وبصورة متواصلة يوميا يتحدث عن اليمن وكأن اليمن تسير إلى مرحلة تغيير مؤكدة تستعيد شرعية النظام الذي سقط في 48 واستضافت القناة أطراف يعملون في الخط الامامي وقد أظهرت تلك الحوارات وبقراءة بين السطور أن هناك مخططات جديدة تستهدف اليمن ولكن هذه المرة من خلال بوابة الأبعاد المذهبية والطائفية بعد أن فشلت مؤامرة 94 في تحقيق الانفصال والتجزئة وبعدها ظهرت أعمال الإرهاب والدسائس وبأشكال متعددة والاهم من ذلك ظهور أبو الحمزة المصري الذي تكلف بإحداث مؤامرة إرهاب موجهه ضد النظام والدولة، وإرسال شباب من بريطانيا ليقوم بتلك الأعمال الإرهابية ومحاولة التفجيرات كمحاولة لعزل اليمن على العالم وجعلها لا تستفيد من اى استقرار لتطور نفسها اقتصاديا وتصبح معزولة وعالية المخاطر بسبب أعمال الإرهاب المتواصلة في اليمن وقد استنتج بناء على التحقيقات أن هناك أطراف دولية تعمل بمنهجية مستمرة ضد اليمن وفي إطار أهداف إستراتيجية.
أصبح الإرهاب في اليمن بناء على التطورات عنصر مصدرا إليها مدعوما ومرتبا خارجيا ويأتيها بطرق واليات مختلفة مستغلا ظروفها وتوجهاتها الانفتاحية والديمقراطية والحرية التي أنهت قواعد التعتيم والسياسات الأمنية وقد كانت الدولة اليمنية تستهدف من وراء ذلك الإثبات للعالم أنها تعمل على تجسيد الثقة بتوجهاتها الديمقراطية لكن الأمور كانت تسير باتجاه استغلال تلك التوجهات من قبل قوى وأطراف عديدة لتولد الأضرار وأعمال الإرهاب، وخاصة ما بعد حرب 94 التي انتصرت فيها اليمن على أطراف عديدة محلية وخارجية عندما حافظت على الوحدة واستمرت في توطيد الدولة ولملمة الجراحات لكن المؤامرات استمرت وتم احتلال حنيش واستمرار أعمال التمردات والإرهاب والإضرار الاقتصادي، واحتدام الصراعات السياسية الداخلية والتي وسعت فجوة الخلاف بين القوى السياسية المؤتمر والإصلاح وظهرت الجماعات الدينية والمذهبية كل جماعة تتخندق في إطار خصوصيتها وطموحاتها وتتوسع بأدواتها الفكرية والثقافية على حساب الهوية الوطنية لتظهر الأمور تسير نحو تقويض مقومات الوحدة الوطنية بسبب انحراف تلك الفئة عن المقاصد الوطنية باستغلال الحرية والديمقراطية ببناء المراكز والمعاهد والجامعات التي تعلم قواعد وثقافة العصبية والتطرف ليتحول المرتبطين بها إلى ميليشيات عقائدية يصعب التأثير عليها ومحاولة استردادها لجادة الصواب بعد أن دمغت عقولها وأفكارها بثقافة الولاء المطلق لهذا الطرف أو ذاك لتشكل وفقا لذلك القاعدة للصراع المستقبلي الذي سيعرفه اليمن لتصبح الدولة محكومة بتلك المآزق والتحديات وحينما يتجه طرفا استباقا للأحداث وتعاملا مع التطورات فانه يتلقى أمر التحرك للتمرد وإعلان الحرب على الدولة بأنه سيمتلك المبادرة في التحكم بنتيجة الصراع والمواجه والانقضاض على الدولة باستغلال الظروف الاقتصادية والأمنية وظروف التحولات في المنطقة التي تجنح لتغليب الصراع على أساس تلك الأبعاد التي تفرز الاثنية المذهبية والطائفية.
اعتقدوا أن ما حدث في العراق سيفرز نفسه في اليمن عند أولئك الذين اعتقدوا بأوهام أن دعوة الإمام الغائب المهدي صاحب الزمان الذي قرب فرجه حسب اعتقادهم تبدأ بتجهيز جيشه وأتباعه في العراق واليمن ليسبق ظهوره المزمع في مكة وفي الحرم بعد أن يكون جيشه قد مهد السيطرة على مكة والمدينة ليقود بعدها حكم العالم العربي والإسلامي, ولذلك تم اصطناع فكرة ظهور الحسين من أبناء فاطمة من جبال مران وحيدان كعلامة سابقة لظهور المهدي ليجعلوا من هذه الفكرة أساس دعم الشيعة لتمرد الحوثيين في اليمن والذين يمثلون جيش المهدي الذي سيتلاقى مع جيش المهدي القادم من العراق ليهيمنوا على مكة والمدينة وقبل خروجه من جنب الكعبة ليجد جيشه حاضرا وقد طهر الأرض من أعداءه وأعداء آبائه.
ولذلك تم استباق تلك الأحداث ومن مرحلة سابقة من بداية التسعينات عندما تم تشكيل وتنظيم خلايا الشباب المؤمن لمواجهة السلفيين الذين مثلوا خلال التسعينات حالة الصعود والانتشار في اليمن وبصورة أرعبت النظام والإصلاح والأطراف الزيدية السياسية والمذهبية وتم تشكيل ودعم فكرة الشباب المؤمن ليشكل طرفا مواجها للسلفيين، ومع تطور تلك التوجهات وتطور الأحداث أخذت الأمور تسير بعيدا عن الأهداف المحددة لها لتصبح الدولة والحكم الهدف الذي يعمل من اجله ووجدت تلك الفئة أطرافا لها خارجيا تولد لديها تلك الطموحات وتحقيق تلك الأهداف ولذلك توسع العمل في نشر الأفكار المذهبية الاثنى عشرية على عموم المناطق في اليمن وإطلاق منظومة الشعار (الموت لإسرائيل الموت لأمريكا ) كوسيلة لتعزيز المشروعية والانتشار واستغلال عواطف الناس وكرههم للغطرسة الأمريكية والهمجية الإسرائيلية ليتمكنوا من توسيع دائرة التأثير والاستقطاب وهو توجه ذكي ببعده التكتيكي باستخدام الشعار عندما تتم المواجهة مع الدولة يمكن اتهامها بأنها مدفوعة من قبل الأمريكان لمحاربة هذه الدعوة ليتمكن من ذلك إسقاط مشروعية النظام بذلك وتبرير الحرب عليه .وبالتالي وبناء على مخطط انتشار المذهب في عموم مناطق البلاد انه عندما يتم مواجهة الدولة وإعلان الحرب عليها ستجد الحركة التعاطف والمناصرة في عموم البلاد ليسهل لهم اسقطا النظام باستغلال الظروف الاقتصادية والمعيشية للناس من خلال التمردات والمظاهرات والإضرابات لتعم الفوضى البلاد ويكونوا هم قد امتلكوا كل وسائل الترتيبات والجاهزية للانقضاض على الدولة وإنهاء النظام الجمهوري ليتم استعادة النظام الامامي وفقا للحالة التي تعيد سلطة الحكم بالبطنين كتحقيق للفكرة التي تم اصطناعها لتبرير وتحقيق الدعم الشيعي الخارجي لها وعبر المنظمات المذهبية المخترقة من قبل أجهزة استخباراتية متعددة تمر إلى أهدافها وأغراضها عبر العديد من الآليات التي تدفعها في الغالب إلى إعلان العداء لها ولدولها لتضعها في موضع العداء وتستخدما كأداة لتبرير الكثير والكثير من المواقف والأعمال التي تقوم بها دولها تجاه العالم وتجاه الناس التي تظهر تلك المنظمات منتسبة لهم.
ما يحدث في صعدة قضية مرتبطة بتوجهات ومخططات تستهدف الوصول إلى نقطة مهمة في سيناريو الأحداث هذا السيناريو لاشك أن هناك أطرافا خارجية تقف وراءه بعضها تقف معتقدة أنها تدعم تلك الأفكار الأسطورية المصطنعة بالجاهزية المسبقة لجيش المهدى وظهور احد أولاد فاطمة في مران صعدة لتوسع نفوذها المذهبي على عموم الجزيرة وتطويق الجزيرة والخليج بقوة النفوذ السياسي والمذهبي وطرفا آخر يقف داعما لهذا التوجهات لأهداف غير معلنة والتي يرى انه سيحقق أهداف إستراتيجية في المنطقة من خلال خلط الأوراق وتوزيع ادوار الصراعات ويدفع نحو تحقيق أهدافه بوسائل عدة لعله يحقق من خلالها ما لم يتمكن من تحقيقه عبر محاولات عدة ظهرت مقاصدها خلال حرب 94 ومحاولات تصعيد أعمال الإرهاب المصدرة إلي اليمن ومحاولة عزل النظام اليمني بتصعيد تلك الأعمال التي أفقدت اليمن قدرتها على الاستقرار والنهوض الاقتصادي .
وهناك هدف آخر لم يكن يدركه العديد من أصحاب الطموحات باستعادة حكم اللائمة أن السيناريو يتجه إلى إشعال حرب التمردات ضد الدولة اليمنية من خلال اصطناع المشكلة في إطار مذهبي اثنا عشري لكي تجد لنفسها الدعم الخارجي بصورة كبيرة من قبل التجمعات والمنظمات الشيعية في المنطقة والعالم لتصبح القضية بأبعادها الواسعة لا تقف عند حد ماء وإنما تأخذ شكل الارتباط بما يحدث في العراق والمنطقة من انقسام واضح داخل كيان الأمة العربية والإسلامية على معايير المذهبية والطائفية وبالتالي الذين خططوا لاستحداث هذا الشرخ في اليمن استحدثوه من خلال نشر المذهبية الاثنى عشرية بأبعادها السياسية والفكرية التعصبية كمحاولة لتجيير المذهبية الزيدية في إطار الوعاء المذهبي الاثنا عشري وإنشاء قواعد ناشئة من المريدين والتابعين من الشباب الذين يتم صياغتهم صياغة جديدة بعيدا عن الفكر الزيدى وثقافته السياسية والفكرية المعبرة عن الوسطية في الفكر والفقه والسياسة وهو المذهب الذي يتسق مع المذاهب السنية ويعلوا عن كل المذاهب الشيعية باستيعابه قيم وحدة الأمة عندما رفض عصبية الرافضة ومنطلقاتهم التي تقوم على سب الصحابة والشيخين ، ويرفض فكرة الحق الإلهي في الحكم معتبرا أن الحكم مصدره الأمة ويقبل بالمفضول مع وجود الفاضل وكل ما جاء متاخرا من فكرة البطنيين إنما هي فكرة هادوية أصلتها الأفكار الشعوبية المنقولة عن الفلسفات البراهمية التي تقوم على قداسة السلالية.
فكرة البطنيين ليس لها أي علاقة مع أساس المذهب الزيدي ومرجعيته الأولى للإمام زيد بن علي زين العابدين عليه السلام فهذه الفكرة جاءت بها الهادوية التي نقلت عصبية البطنين تجاوزا لعصبية الاثنى عشر التي لا تعترف بالأمامية إلا من نسل الحسين عليه السلام ولا تعرف بالحق بالإمامة لنسل الحسن عليه السلام وبالتالي ذهبت الهادوية لتوسع هذا الحق للبطنيين دون الاستناد إلى فقه الإمام زيد نفسه لتصنع من فكرة البطنين منهجا للتعصب وتدمر بها منهج الإمام زيد عليه السلام ومنهج آل البيت القائم على الاستقامة ومنهج النبوة الذي يخلوا من اى عصبية سلالية اوعشائرية او مذهبية والذي يستند إلى قيم العبودية والوحدانية لله والمساواة الانسانية والتفاضل بالتقوى فقط (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) ولذلك يحترم المسلمون ال البيت عليهم السلام ويصلون عليهم في كل صلاة لارتباطهم بمنهج الرسالة وليس وفقا لما اصطنعته التحريفات وفقا لمقاصد العصبية ولا يزيد النسب أمام التقوى أي ميزة تفاضلية فالكل متساون بالخلق ومتساون بالحقوق وميدان التفاضل هو العمل والتقوى وهو جوهر الخيرية ، هذا هو الإسلام الذي ننتصر إليه ولا نقبل أن يعلوا عليه عصبية المذاهب والسلالات ونحن في اليمن لا نقبل العصبية والمذهبية، فاليمن فوق كل مذهب وكل عصبية ومن أراد عكس ذلك فليبحث له عن ارض سواها.
http://newsyemen.net/view_news.asp?sub_ ... 3_17_12491