الحفاظ على شئ من ماء الوجه قبل إنهاء أفشل حرب خاضتها السلطة

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
ابن المطهر
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1041
اشترك في: السبت مارس 19, 2005 9:03 pm

الحفاظ على شئ من ماء الوجه قبل إنهاء أفشل حرب خاضتها السلطة

مشاركة بواسطة ابن المطهر »

الحفاظ على شئ من ماء الوجه قبل إنهاء أفشل حرب خاضتها السلطة


قد تتفاوت الآراء والتحليلات ووجهات النظر حول ما يجري في صعدة منذ قرابة شهرين ، إلا أن غالبية الأصوات تتفق – حتى من المحسوبة على السلطة – أن أهداف السلطة في الحرب غير واضحة ، وبمعنى آخر أن هذه الحرب عبثية لا مبرر لها ولا تخدم لا الوطن ولا مصلحة النظام نفسه .
والمراقب لما يجري يمكنه أن يقول أن الحرب في اتجاهها إلى الانتهاء بصورة أو بأخرى لأن السلطة التي لم تحسن دراسة المتغيرات الخارجية والداخلية وقعت في مأزق عصيب لا يمكن أن تتأخر عن الخروج منه ، وفشلها الذريع في هذه الحرب يتجلى في :
1- فشلها في محاولاتها المتعددة في إقحام أطراف إقليمية في المواجهة ، بداية بتسويقها لقضية تهجير اليهود المفبركة ، ثم إظهار الشقيقة العزيزة والعزيزة جداً ليبيا كداعم للحوثيين - كما يسميهم البعض - ثانياً ، واستدعاء إيران في المواجهة من جديد أخيراً ، كل ذلك لم يجد لها نفعاً ، فلا هي استطاعت أن تضع غطاء شرعياً للحرب المستمرة ضد أتباع العلامة الحوثي تحت مبرر أنهم إرهابيون ، ولا أقنعت الجارة السعودية بوجود مؤامرات تستهدف أمنها بل تعمدت المملكة إظهار عدم علاقتها بما يجري في إشارات واضحة ، ولا هبت الرياح الإقليمية كما كانت تشتهي فيما يتعلق بإيران ، وبدأت الأصوات تتعالى من الخارج عربياً ودولياً مطالبة بوقف الحرب ( يلاحظ أنه وللمرة الأولى قام السيد عبد الملك الحوثي بإرسال رسالة إلى المنظمات الإنسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي ومنظمة العفو الدولية أطلعها فيها على ما يحدث وطالبها بعمل شئ لإيقاف الحرب ) .
2- فشلها في التعتيم على ما يجري من أحداث وفي إقناع الشعب بشرعية ما تقوم به رغم محاولاتها المستميتة في ذلك ؛ من إغلاق جميع وسائل الاتصالات على صعدة ، وحظر عدد من المواقع الالكترونية ، والتحذير من نشر بيانات السيد عبد الملك الحوثي أو شقيه يحيى ، إلى استخدام ما يسمى بجمعية علماء اليمن وبعض الفتاوى - سواء المنسوبة لبعض العلماء أو المفبركة على العلامة بدر الدين الحوثي والتي ينشرها الأمن بشكل واسع - وحتى منابر الجوامع في مختلف المحافظات ، فلا الشعب اقتنع ولا الأخبار انقطعت ولا الفتاوى أثرت رغم خطورة سياسة السلطة هذه على المدى البعيد .
3- ثم فشلها الذريع على الجانب العسكري كان هو الأقسى منذ اندلاع أول مواجهة في صيف 2004 بجبال مران ، إذ توسع نطاق المواجهة في محافظة صعدة لتشمل أكثر من عشر جبهات مواجهة مباشرة ( ما زالت المواجهة بين كر وفر على هذه الجبهات ولم تدخل حتى اللحظة في العمق الذي يتركز فيه أتباع الحوثي ) واتخِذ تكتيك عسكري جديد من قبل أتباع الحوثي كبد الجيش خسائر فادحة ، كما امتدت المواجهات إلى مناطق مختلفة وفتحت جبهات في حرف سفيان ووشحة والجوف وهناك احتمالات لانفتاح جبهات جديدة بمحافظة صنعاء نفسها وفي أكثر من منطقة ( و هذا انعكاس للتعاطي الإعلامي الأهوج مع ما يجري في صعدة مما ولد احتقاناً لدى كثير من الشباب الزيدي في مختلف المناطق ) ، وقد جاء حادث تحطم طائرتي الميج ليتوج هذا الفشل العسكري الذريع .
فعلاً لم يعد أمام السلطة إلا الخروج من هذه المواجهة بأي وسيلة لكن مع الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من ماء الوجه ولكن كيف يكون ذلك !
بعد أن خفتت الحملة الإعلامية غير المسبوقة التي شنت على من تسميهم السلطة ( الحوثيين ) قليلاً ، عادت لترتفع بعد تدشين الرئيس لها من جديد بخطابه التلفوني على قيادات محافظة صعدة المحلية والأمنية والعسكرية ومن قيل إنهم مشايخ وأعيان المحافظة معلناً بعد قرابة شهرين من الحرب أنه لم يبق من مجال للحوار مع هؤلاء ( كأن ما كان يجري هو حوار ) !! وما ذاك إلا تمهيد لإعلان انتهاء المواجهات بعد النصر العسكري العظيم الذي حققته قواتنا العسكرية الباسلة امتثالاً لتوجيهات القائد الأعلى والذي سيعلن عنه قريباً فيما يبدو ، يؤكد ذلك ما نشر يوم الأربعاء 14 / 3/ 2007 في الصفحة الرئيسية لصحيفة الثورة تحت عنوان ( القوات المسلحة والأمن تقترب من المعقل الأخير للعصابة الإرهابية بصعدة ) ولا يهم المضمون بقدر ما يهم العنوان ، ثم ما يصوره إعلام السلطة من شعور بالانهزام في نفوس أتباع الحوثي عبر بعض الأخبار غير المعلوم صحتها مثل خبر قتل أو أسر ( حوثيين ) حاولوا التسلل إلى مدينة صعدة بملابس نسائية ، وكأنهم قد أخذوا بالمخنق وصارت تصرفاتهم انفعالية وغير محسوبة ، وهو كما قدمنا تمهيد لإعلان دحر فلول التمرد إلى غير رجعة .. في انتظار حرب خامسة – لا قدر الله لها أن تقوم – قد يعلنها النظام الحاكم في أي لحظة وتحت أي مبرر .
بناء على هذا التحليل لمواقف السلطة الأخيرة - والذي أتوقع أن تنضج طبخته قبل القمة العربية في الرياض - يمكن أن نفسر عمليات إرسال بعض القبائل ( وبالذات المحاذية لمحافظة صعدة ) للقتال فيها بأنها خطوات استباقية تعمل السلطة من خلالها على بناء حواجز في نفوس أبناء تلك القبائل مانعة لانتشار أفكار وأتباع من أرسلتهم لمحاربتهم ، خاصة مع الانتشار الملحوظ والمتزايد لهم في عموم محافظات الجمهورية .

لكن ماذا لو كانت هذه القراءة غير صحيحة !! وماذا لو أن السلطة مصممة فعلاً على مواصلة الحرب واستئصال الحوثيين من جذورهم !! ( طبعاً لا يمكن أن يكون هذا هدفاً للسلطة وإن كان يمكن أن تقدمه كغطاء لما تقوم به ولأهدافها الحقيقية ، لأنه أمر أقرب إلى المستحيل )
في هذه الحال فإن السلطة ستمضي باتجاه المجهول وسينحرف مسار الحرب إلى اتجاه لا يمكن أن يتحكم فيه أي ضابط ، وكلما شعرت السلطة بأي فشل ستقوم بأعمال عدوانية ضد من تطالهم يدها وتحسبهم أو تصورهم محسوبين على الحوثيين معتمدة على سخط العسكريين الذي سيتزايد في تنفيذ ما يحلو لها ، وهذه الأعمال قد تتعدى الاعتقال والمطاردة إلى ما هو أخطر بكثير ، وفي الجانب الإعلامي ستصعد لغة التحريض المذهبي وستعمل على فرض ذلك على الجميع لتعرف المخلص لها من غيره ( عملية طائشة لاختبار ولاء الناس وانصياعهم لها ) معتمدة سياسة من ليس معي فهو ضدي ، مما يهدد بكارثة وطنية أخطر من الحرب نفسها ، الطرف الآخر للنزاع لا يمكنني التكهن بخصوصه إلا بأنه سيكون عصياً على المواجهة وأن المتعاطفين معه سيتزايدون باستمرار ، إلا أن الأخطر هو دخول أطراف أخرى في ساحة النزاع لتصفية حساباتها مع بعض الخصوم أو تحقيق مآرب خاصة مستغلة حالة الفوضى التي لا بد وأن تقارن طول أمد المواجهة وامتدادها على نطاق أوسع من مقدرة السلطة .
حقيقة أشك في أن الحرب ستستمر لأن ميزانية البلد لا يمكن أن تتحمل حرباً طويلة الأمد ولذلك أشك – على اعتبار صحة هذه القراءة الثانية – في دخول أطراف خارجية في اللعبة ، من يدري فمثلاً يتحدث البعض هذه الأيام عن تواجد العقيد أحمد علي عبد الله صالح في الشقيقة ليبيا هذه الأيام !!

ضياء المطهر
14/ 3/ 2007
عندما نصل إلى مرحلة الفناء على المنهج القويم ، أعتقد أنا قد وصلنا إلى خير عظيم .
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“