البرنامج: بانوراما
مقدم الحلقة: ميسون عزام
تاريخ الحلقة: السبت 3-3-2007
ضيوف الحلقة:
يحيى بدر الدين الحوثي (عضو مجلس النواب اليمني)
سلطان البركاني (حزب المؤتمر الشعبي الحاكم)
- ما حقيقة التدخل الإيراني في اليمن عبر بوابة الحوثيين؟ وهل تسعى الحركة إلى إسقاط النظام الجمهوري وتغذية الطائفية؟ النائب يحيى بدر الدين الحوثي يتحدث لبانوراما عن بواطن الصراع وخلفياته.
ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً لا زلتم تتابعون بانوراما, رفع عنه البرلمان اليمني الحصانة في خطوة تمهيدية لمحاكمته, تتهمه السلطات بالمساهمة في إنشاء عصابة مسلحة وإثارة عصيان مسلح, والتحريض على التمرد على القانون وعلى النظام القائم في اليمن.
يحيى الحوثي شقيق عبد الملك الحوثي الذي يقود الجولة الراهنة من صراع الحوثيين مع السلطات في صعدة, يُعد أحد الشخصيات البارزة في تلك المواجهة, فبعدما كان وسيطاً توفيقياً بين الجانبين, طلبت الحكومة اليمنية من ليبيا تسليمه إليها, عندما لجأ إلى هناك قبل أن يغادر إلى ألمانيا. وتتهمه السلطات الآن بالتخابر مع جهات أجنبية ضد الوطن.
وقد صدرت ضده مذكرة توقيف إلى الشرطة الدولية الإنتربول, قبل أن نلتقي يحيى الحوثي في هذه الحلقة من بانوراما, نتوقف مع التقرير التالي عنه وعن الاتهامات الموجهة إليه.
ما حقيقة التدخل الإيراني في اليمن عبر بوابة الحوثيين؟
التعليق الصوتي: يحيى الحوثي هو ابن بدر الدين الحوثي المرشد الروحي للحوثيين, وشقيق حسين الحوثي الذي قتل في المواجهات الأولى في سبتمبر عام 2004, وشقيق عبد الملك الذي يقود الجولة الثالثة من الصراع.
لم يكن النائب يحيى بدر الدين الحوثي طرفاً في الصراع عندما اندلع عام 2004, وعلى العكس من ذلك كان في بداية الأزمة وسيطاً وطرفاً توفيقاً بين الحكومة والحوثيين.
يحيى الحوثي عضو مجلس النواب اليمني يمثل دائرة انتخابية في محافظة صعدة منذ الانتخابات النيابية التي جرت في 2003, وخاض تلك الانتخابات عن المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم.
يحيى اليوم لاجئ في ألمانيا ومطلوب للعدالة في بلاده, خاصة بعد أن صوّت البرلمان أخيراً على رفع حصانته بتهمة تزعم تنظيم إرهابي وقيادة التمرد في صعدة, حيث أشار تقرير اللجنة الدستورية في البرلمان اليمني إلى أن الحوثي نشط ضمن قيادة التنظيم الصفوي في الدعوة للعودة إلى الحكم الإمامي بكل الوسائل الممكنة, واعتماد ولاية الفقيه والتحريض على عصيان ولي الأمر, وبث روح الطائفية. كما أن السلطات اليمنية سلمت الأنتربول مذكرة رسمية تطالب فيها بتسليمها يحيى الحوثي.
الحوثيين يواجهون تهم بالعمالة, وتنفيذ مخططات خارجية وتتهم صنعاء صراحة بالارتباط بإيران, وتلقي أموال وأسلحة لتغذية التمرد المسلح الجاري بصعدة ضمن تصفية حسابات إقليمية, فضلاً عن اتهامات موجهة إلى ليبيا بدعم التمرد.
أمام صراع مشتبك ومبهم هكذا تتداخل فيه تعقيدات الداخل بأوراق خارجية وبلعبة إقليمية, ولا يتوانى البعض عن ربط التمرد الحوثي منذ اللحظة الأولى لانطلاق شرارة التمرد بالتوجه الإيراني الهادف إلى تعزيز دور إيران الإقليمي, من خلال دعم الأقليات الشيعية في دول الجزيرة العربية والشام.
الحكومة اليمنية من جهتها تقود مواجهة عسكرية حاسمة للقضاء على التمرد, وتسعى في الوقت ذاته لكشف أبعاد التآمر الخارجي من خلال حملة إعلامية وسياسية.
ويبقى يحيى الحوثي من مقره في ألمانيا يأمل في ضغوط خارجية تحقق ما فشل فيه التمرد في الداخل.
يحيى بدر الدين الحوثي يتحدث للعربية
ميسون عزام: ويحيى بدر الدين الحوثي عضو مجلس النواب اليمني معنا الآن مباشرة من برلين, أهلاً بك سيد يحيى بداية وقبل أن ندخل في صلب الموضوع ووضعك الآن, والتطورات الأخيرة, يعني هناك غموض حول مصير والدك بدر الدين الحوثي, هل أنت على اتصال مع والدك؟ هل لديك أي معلومات حول وضعه, حالته الصحية؟
يحيى الحوثي: نعم, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم, أشكركم الأخوة في قناة العربية على هذا اللقاء الطيب, وبالنسبة لسؤالكم عن والدي, فوالدي الحمد لله بخير وعافية, وحوله رجال يحمون.. يحامون عنه ويدافعون عنه, وبحمد الله هو في صحة جيدة وعلى كل خير.
ميسون عزام: كنت في لقاءات سابقة تحدثت على أنه بوضع صحي ليس بالجيد, فهل تقول أنه تحسّن الآن أم ماذا؟
يحيى الحوثي: هو تحسن بحمد الله أفضل مما كان في السابق, خاصة فيما مضى كان لديه بعض المشاكل في الربو, ولكن الآن الحمد لله يتحسن أفضل بكثير.
ميسون عزام: هل هذه المعلومات منقولة عن أشخاص؟ أم أنك على اتصال مباشر معه؟
يحيى الحوثي: منقولة عن أشخاص, ولدينا اتصالات عبر قنواتنا الخاصة.
ميسون عزام: طيب كيف تنظر إلى قرار البرلمان اليمني رفع الحصانة عنك؟
يحيى الحوثي: أنظر إلى هذا القرار بأنه قرار سياسي ولا يفيد أصلاً, قرار سياسي جاء كرد على البيانات التي أُصدرها وأكشف ما يحصل على أهلنا في صعدة من إبادة جماعية, وحرب معتم عليها, فجاء هذا كرد فعل سلبي للسلطة للأسف مع أنه لا يضرنا هذا ولن يؤثر علينا.
ميسون عزام: قبل أن ندخل على تبعات مثل هذا القرار, يعني كيف تنظر إلى أن نواب محافظة صعدة, وأيضاً في مقدمتهم أحد المؤسسين وربما القيادي السابق في تنظيم الشباب المؤمن عبد الكريم جدبان صوتوا جميعاً مع هذا القرار, كيف تنظر إلى ذلك؟
يحيى الحوثي: أنظر إلى ذلك بأن الكثير من الأخوة الأعضاء ليس لهم قرار أصلاً, القرار بيد رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح فهم, موجهين فقط كموظفين, وقد حربت مجلس النواب مرتين المرة الأولى من عام 88 إلى 93 والمرة هذه, الرئيس يوجه.. حتى أنه يتصل بالناس لبيوتهم لماذا تقولون هيك؟ لماذا تتصلون بفلان؟ لماذا تتكلمون كذا؟ لماذا يزورك فلان في بيتك؟ يعني هو يرهب أعضاء مجلس النواب, أيضاً هناك ضغوط عليهم في مجال المساعدات المالية في مجالس السفريات, في مجالات متعددة فما لم يرغب..
ميسون عزام: نعم ولكن تتحدث عن ضغوط.. عذراً سيد يحيى تتحدث عن ضغوط, ولكن بالرغم أن الأكثرية صوتة للقرار هناك لم يخف وصوت ضد هذا القرار؟
يحيى الحوثي: الذين صوتوا هم أعضاء الحزب الحاكم, والحزب الحاكم معروف موقفه منا الآن, هو يبيدنا الآن, يحاول أن يبيدنا إبادة جماعية فضلاً عن قرار بالنسبة لحصانتي في مجلس النواب, ثانياً هذا القرار لا يفيد ولا يضرني أصلاً, ولا يضر إخواني في صعدة لأنه أولاً قرار سياسي, ولأنني لست بحاجة الآن إلى الحصانة الدبلوماسية لدي حصانة دولية, ثانياً الحصانة الدبلوماسية لم تفدنا من أول, حاول أن يغتالني أربع مرات وأنا في مجال المصالحة, وكنتم تتصلون بنا, ووكالات أنباء كثيرة كانوا يتصلون بي ويستطلعون الأخبار عندما كنت في لجان الوساطة, وكنت أحاول في أن يسود السلام والأمن..
ميسون عزام: نعم سنتطرق إلى مصير الوساطة, ولماذا فشلت حتى اللحظة, ولكن قبل ذلك يعني رفع الحصانة هناك بالمقابل طلباً بالقبض عليكم عن طريق الأنتربول, كيف تتعامل ألمانيا مع هذا الطلب؟ هل من تحركات واتصالات معك بهذا الصدد؟
يحيى الحوثي: هذه كلها مسائل إعلامية وحرب نفسية لا أثر لها ولا فائدة فيها, أولاً إن رفع الحصانة الدبلوماسية في البلد تعني أنه يصح للقضاء أن يستدعي شخص عضو مجلس النواب, لأن يحضر للقضاء في أن يحضر للجواب على مرافعة قضائية, أو إذا تمرد عن الحضور يمكن للشرطة أن تستدعيه, أنا الآن لست في اليمن وهذا لا يضرني, أما بالنسبة للأنتربول الدولي فهو جهاز لا يمكن أن يخضع لرغبات علي عبد الله صالح.
ميسون عزام: هل أنت تقول أن الحصانة الدولية التي أنت تحظى بها الآن.. الحصانة التي تحظى بها الآن ستمنع الأنتربول وتمنع علي عبد الله صالح من إلقاء القبض عليك والوصول إليك, هذا ما تقوله؟
يحيى الحوثي: يا أختي لو أن الأنتربول الدولي يعني يستجيب لطالبات كثير من حكامنا العرب, ما وجدنا هنا في أوروبا أي شخص, كانوا كلهم مسفرين إلى البلاد العربية, لأن أي واحد يكتب حتى يعني يبدي رأيه ضد السلطة أو ينتقد السلطات في كثير من بلدان العربية, هذه البلدان العربية تطالب الأنتربول الدولي بتسليمه, وتلفق عليه دعاوى غير صحيحة من أجل أن يسلمه الأنتربول الدولي, من أجل ترهبه لا يكتب, لا يكشف الحقيقة, لا يعبر عن آرائه إلى آخره, وإلى يعني كما قلت لكم بالنسبة للأنتربول الدولي ليس قسم شرطة يأتمر لأوامر علي عبد الله صالح وينفذ رغباته.
ميسون عزام: طيب, هناك حديث عن مسعى أوروبي لتحويل أو تصنيف الشباب المؤمن كتنظيم إرهابي, هل تلمستم ذلك؟ وكيف يمكن أن تتعاملوا مع الوضع إذا ما صح ذلك؟
يحيى الحوثي: هذا العمل أصلاً.. هذا العمل هو بدأه الرئيس منذ بداية الحرب علينا, وكما أوضحنا عبر قناتكم وعبر قنوات كثيرة, وعبر كتابات كثيرة بأن الرئيس يسعى لأن نكون نحن الزيديين بديلاً عن إرهابييه, الإرهابيين الذين نظمهم وجعلهم.. وجعلهم يختطفون السواح ويفجرون السفن ويقتلون الأطباء الأجانب في البلاد, هؤلاء الإرهابيين يريد أن نكون بديلاً عنهم, لكن لم ترضَ دول.. لم ترضَ دول التحالف ولم توافق على أن تجعلنا يعني أن تصنفنا كحركة إرهابية..
اتهامات للحوثي بأنه يتلقى دعماً من ليبيا
ميسون عزام: حتى هذه اللحظة هناك اتهامات سيد يحيى عن أنكم تتلقون الدعم إن كان من ليبيا وأيضاً من إيران, هناك ربما تأكيدات بحسب السلطات اليمنية بأنكم على الأقل تتلقون دعماً مادياً من مؤسسات دينية إيرانية, ماذا تقول في ذلك؟
يحيى الحوثي: هذه التهمة كما قلنا سابقاً بأنها تهمة يكررونها دوماًَ, منذ أن قامت الثورة الإسلامية في إيران على يد الإمام الخميني رحمة الله عليه, جاؤوا ليقولوا بأن هؤلاء الزيدية ممكن أن يرتبوا مع إيران, وممكن أن يؤثروا أن يضروا دولة كالسعودية أو نحو ذلك, فلذلك نشطت.. نشط نظام علي عبد الله صالح في حرب الزيدية, فبنى المعاهد ونشر الكتب التي تتحدث عن الشيعة, وتسبنا, وتسب أهل البيت, وتسب أولياء أهل البيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم, وعمل على تكثيف وتواجد الحركة الوهابية في البلاد والمعاهد التي.. والنشرات المرتبطة بذلك التيار, وكل ذلك دعاية, وكل ذلك كلام فارغ غير صحيح..
ميسون عزام: طيب كل ذلك دعاية دعنا نستمع إلى رأي من الداخل اليمني, معنا على الهاتف الآن من صنعاء الأستاذ سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم, سيد سلطان بداية ربما استمعت إلى السيد يحيى, هناك مؤامرة ضد الزيديين, الرئيس علي عبد الله صالح بشخصه يتقصدهم, هناك حملة إعلامية ضدهم, ماذا تقول في ذلك؟
سلطان البركاني: أولاً كنا نتمنى على قناة العربية وهذا ليس ضد حرية الرأي, أن لا تتيح فرصة لمتمرد ومحرض على وطنه وعلى بلاده وعلى..
ميسون عزام: يعني أنت موجود لتدافع فارجوك أدخل في صلب الموضوع لو سمحت؟
سلطان البركاني: ..أن يظهر على شاشتها, ولأن ما طلع يحيى الحوثي من حديث اليوم هو يحمل نفس العقلية القديمة التي لا تؤمن بالديمقراطية, ولا تؤمن بسيادة الدولة والأمن والاستقرار والوطن الذي لا يقبل التجزئة, فقضية الزيدية التي المشعله التي يرفعها الآن هي ليست محل خلاف لا في الماضي ولا في الحاضر ولن تكون في المستقبل.
ميسون عزام: إذاً أين هو الخلاف سيدي؟
سلطان البركاني: والرئيس علي عبد الله صالح الذي يتحدث كأنه خصم للزيدية هو جزء لا يتجزأ ربما هو ينتمي إلى هذه الطائفة, لكنه قد تجاوزها, وانتمى لليمن, انتمى للديمقراطية, انتمى للحرية, انتمى للإنسانية التي لا تسفك الدم ولا تتمرد ولا تقتل ولا تتحول إلى عميل ومتمرد, يبحث عن القيام بالإضرار, تارة بالقول بأنه يحمل حصانة دولية, وتارة بالقول أنه لا يمكن لعلي عبد الله صالح..
ميسون عزام: سأعود إليك سيد سلطان, ولكن اسمح لي أن أعود للسيد يحيى الحوثي, سيد يحيى الحوثي عذراً.. أستاذ سلطان لو تبقى معي دقيقة واحدة سأعود إليك الآن.. ولكن اسمح لي أن أعود للسيد يحيى لأنه لسنا لدينا الكثير من الوقت, سيد يحيى مئات القتلى آلاف الجرحى وأيضاً الخسائر المادية, إلى أين تريدون أن تصلوا؟ ما الذي تريدون أن تفعلوه من الخارج الآن لم تستطع أن تفعله في الداخل؟
يحيى الحوثي: بالنسبة لما يحصل في صعدة هي حرب إبادة يقوم بها هؤلاء العملاء, من أجل إبادة طائفة ارتد الرئيس عنها وارتد كثيراً من وزرائه من حاشيته في اليمن, وأرادوا أن ينفذوا مخطط أجنبي, ثانياً سلطان البركاني هذا مستمد من الخارج, ولديه مرتب من اللجنة الخاصة, لديه مرتب هو والرئيس يديه مرتب كلهم..
ميسون عزام: ولكن دعني أتحدث عن هذه التحركات, ألا تتخوفون من أن تغذي هذه التحركات وهذه الأحداث التغذية المذهبية بالأحرى؟ وبالتالي ربما يعني وبالتالي ربما جر اليمن إلى الصراع الدائر في المنطقة فيما يتعلق بالطائفية؟
يحيى الحوثي: يا أختي بالنسبة للصراع في المنطقة لا نريد نصارع أحداً, نحن جماعتنا إنما يدفعون عن أنفسهم, ما رأيك بمن يأتي بيتك يريد أن يقتلك ماذا ستفعلين؟ يا عالم هم يهاجمون الناس في بيوتهم يرفع جيوشه وما حد هاجم لا في صنعاء ولا في ..
ميسون عزام: سؤال أخير قبل أن ينتهي الوقت معك سيد يحيى, يعني الوساطة التي كنت تتحدث عنها لماذا فشلت؟ وبرأيك من هو المسؤول عن ذلك؟
يحيى الحوثي: المسؤول عن فشلها هو الرئيس, أولاً كان الرئيس يعين ناس لهم ارتباط به, ويريد أن ينفذ من خلالهم مؤامرة, أن يطلعوا على مراصد الأخوة, أن يطلعوا على قوتهم إلى آخره.. ثم في الأخير كان لا يلتفت إلى مقرراتهم, ولا إلى آرائهم, وهذه لجنة الوساطة كشفت للرئيس ما يحصل في خولان بن عامر ثم أنه حبسهم, والآن عبد الكريم أمير الدين الحوثي الذي كان ضمن لجنة وساطة مؤخراً سُجنوه وغيبوه واختطفوه لا يدرى الآن أين هو, حتى أهله يبحثوا عنه في السجون لا يدرون أين هو.
ميسون عزام: قبل أن ننهي هل صحيح أن الرئيس علي عبد الله صالح طلب الوساطة من الرئيس الليبي معمر القذافي؟
يحيى الحوثي: نعم, نعم صحيح, وأعطاه رقمي في ألمانيا, وقال له أرجو أن تدعي لي الحوثي وهذا رقم تليفونه, وادعي له عندك وادخل فيما بيننا للمصالحة, ثم أنه استدعاني رئيس ليبيا الرئيس معمر القذافي, استدعاني وقال قدموا طلباتكم, و إذا كان غير صادق يرد عليه علي عبد الله صالح..
ميسون عزام: كان معنا السيد يحيى بدر الدين الحوثي عضو مجلس النواب اليمني من برلين شكراً جزيلاً لك على هذه المشاركة, وأعود إلى الأستاذ سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم, أستاذ سلطان يعني الرئيس علي عبد الله صالح ومنذ سبتمبر 2005 أمر بعفوٍ أو وعد بعفوٍ عام عن الحوثيين في صعدة, وإطلاق صراح المساجين منهم, لماذاٍ لم يفِ بهذا الوعد؟ وهل فعلاً هو المسؤول عن فشل هذه الوساطة؟
سلطان البركاني: أولاً أختي العزيزة قضية العفو.. صدر عفو وأفرج عن جميع المساجين, ولم يبقَ أحد, وكان يومها الحديث أن بقاؤهم كمواطنين صالحين مرتبط بالأفراج عن المساجين, وهم من باب إثبات حسن نوايا, ثم أن الرئيس علي عبد الله صالح لم يكن في أي يوم من الأيام رئيس دولة يواجه تمرد فيعفي عن المتمردين, ويعوضهم ويبني مساكنهم ثم يفرج عن جميع المساجين الذين قتلوا وتمردوا, واستشهد كلام يحيى الحوثي الذي تحدث بأن السلطة عميلة, أنا أعتقد أن يحيى هو السلطة الشرعية أو هو السلطة التشريعية مع بيت الحوثي, وكأن السلطة الشرعية القائمة بالبلد هم العملاء هذا هو المنطق الذي غير مقبول, علي عبد الله صالح كان أكثر حرصاً على انتهاء هذه الفتنة, ولا يزقوا في محافظة بكاملها وأن لا يستمروا في قتل أبناءها.
ميسون عزام: لماذا فشلت الوساطة إذا كانت هناك نية حقيقية للوصول إلى حل؟ وهل تؤكد ما ذكره يحيى الحوثي أن علي عبد الله صالح بالفعل طلب الوساطة من القذافي؟
سلطان البركاني: أولاً علي عبد الله صالح يحترم نفسه ويعرف قدر نفسه تماماً, ويعرف أنه رئيس دولة ويتحمل مسؤولية وطن, فلا يمكن أن يستجدي أو يتسكع في أبواب السفارات أو لدى أي جهة أجنبية, هو حريص على إنهاء الفتنة داخلياً, وإلا كانت القوات المسلحة بإمكانها بعد أن ناشدتها كل الهيئات والمؤسسات والمواطنين أن تنهي الموقف بالجانب العسكري, لا يعقل أن رئيس دولة يطلب من رئيس دولة أن يتوسط لمتمردين في داخل دولته, لأنهم لم يكونوا الدولة مجاورة أو دولة خصمه حتى يطلب من رئيس دولة ثالث أن يقف في موقف الوسط أو أن يتوسط هذا..
ميسون عزام: ولكن أنتم تقولون اليمن تقول بأن الحوثين..
سلطان البركاني: هذا أمر لا يقبله العقل ولا يقبله منطق, ولا يمكن للرئيس علي عبد الله صالح أن يقول لمتمردين تعالوا أجلس معكم على طاولة حوار, أو أطلب من العقيد القذافي الذي يمدكم بالمال ومن إيران..
ميسون عزام: ما هذه النقطة, سيد سلطان أنتم تقولون أن ليبيا تدعم الحوثيين وأيضاً إيران, فهل تقول أن الحل لن يكون من الخارج أم ماذا؟
سلطان البركاني: أولاً هذا موضوع الخارج أمر مستبعد تماماً, لأن هناك متمردين.. القوات المسلحة في أي بلد لا تبنى إلا للدفاع عن الشرعية وعن الأوطان هذه مهمتها, وهي الأجدر بأن تتحمل مسؤوليتها, فلا نستجدي أحداً, ولا نطلب وساطة, ولا يمكن الحديث عن حلول خارجية لأن قضية العصابة والتمرد وقتلة ومجرمين, لا يمكن أن تسجدي العالم بأن يأتي إلى هنا إلى صنعاء أو إلى صعدة ليخاطبهم بالحسنى, ويرفع إشارة السلام لهؤلاء القتلة والمجرمين والخارجين عن النظام والقانون.
اتهام للمؤسسة العسكرية بأنها تقوم بتصفية حسابات داخلية
ميسون عزام: طيب دعنا نتحدث عن الداخل, يعني هناك أنباء تتحدث عن أن المؤسسة العسكرية أو بالأحرى اتهامات من الحوثي نفسه يحيى الحوثي بأنها تقوم بتصفية حسابات داخلية, وأكبر دليل على ذلك الأعداد الهائلة من القتلى في جانب المؤسسة العسكرية, ماذا تقولون في ذلك؟
سلطان البركاني: أولاً أنا استغرب أن نردد كلام يحيى الحوثي بأن هناك تصفية يعني قضية تصفية حسابات داخلية, مع من لو أن الرئيس علي عبد الله صالح والمؤسسة العسكرية دموية لكانت قتلت كل معتقل المساجين الذين تم الإفراج عنهم, وهم الآن في الجبال يقاتلون, لو أن الرئيس علي عبد الله صالح دموي كان قبض على يحيى الحوثي قبل مغادرته صنعاء, أو أخيه الموجود في صنعاء محمد قبض عليهم جميعاً, لكن الرئيس علي عبد الله صالح حريص على كل قطرة دم ليس في صعدة وأنما في كل أرجاء اليمن, وهو صاحب القلب الكبير وهو صاحب المبادرات, وهو صاحب العفو دائماً ليس في صعدة فقط, وأتاح فرصة للحوثيين أكثر بكثير مما يمكن لرئيس دولة..
ميسون عزام: عن أي فرص تتحدث سيد سلطان فيما يتعلق بتقديم الرئيس علي عبد الله صالح للحوثيين عن أي فرص؟ ويعني هناك أنباء تتحدث على أن علي عبد الله صالح قد شجع منذ البداية حسين الحوثي على توجيه انتقادات مباشرة للولايات المتحدة كورقة يعني يستخدمها ماذا تقول؟
سلطان البركاني: هل يعني هذا المنطق أن الرئيس علي عبد الله صالح استخدم حسين الحوثي لأنه كان يريد أن يمارس ابتزاز على الولايات المتحدة من قبل الرئيس علي عبد الله صالح, ثم ما هو وزن حسين الحوثي حتى يطلب منه الرئيس علي عبد الله صالح أن يوجه عملية ابتزاز الولايات المتحدة, أو أن يقوم بشتم الولايات المتحدة, حسين الحوثي يحمل فكراً غير يمنياً فكراً خارجياً تماماً, لا يرتبط بالزيدية ولا بالشافعية ولا بالديمقراطية ولا بغيرها, وهو رجل يبحث على أنه المهدي المنتظر وأنه صاحب السلطة وأنه الأب الروحي.
ميسون عزام: يقال أن هذه مجرد حملة إعلامية ضدهم, ولكن سيد سلطان سؤال أخير وباختصار.. سيد سلطان سؤال أخير باختصار لو سمحت لم يعد هناك وقت, أين هو الحل الآن وباختصار لو سمحت؟
سلطان البركاني: الحديث عن وساطات أو الحديث عن محاورة مجرمين وقتلة ومتمردين وخارجين عن القانون أمر لا يمكن أن يقبله أحد, لأن قضية الجانب المذهبي الذي يتحدث عنه يحيى الحوثي فليعد إلى علماء الزيدية, الذين أدانوا كل تصرفات الحوثي, وليعد إلى أننا من يعني مسلمين نؤمن بالكتاب والسنة..
ميسون عزام: فقط الحل العسكري هو القائم..
سلطان البركاني: دخول الدين الإسلامي إليها والجانب المذهبي أخوة ليس هناك فرق ولا قتال ولا اختلاف, إلا في رأس الحوثيين الذين يبحثون عن سلطة كهنوتية, وعن سلطة يتحدثون كأنهم وكلاء عن الرب في هذا البلد ليس إلا, وإلا فليس هناك ما يدعو لسفك الدماء, وليس ما يدعو لتجنيد الشباب الذين لم يتجاوز أعمارهم 18 والعشرين سنة, ويغرسون في رؤوسهم أفكاراً متخلفة ويدعون وكأنهم ألآن سلطة مقابل السلطة..
ميسون عزام: كنا نتمنى أن نتحدث عن دور الدولة فيما يتعلق بذلك, على كلٍ الأستاذ سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم كنت معنا من صنعاء, شكراً جزيلاً على هذه المشاركة.
------
http://www.alarabiya.net/Articles/2007/03/05/32290.htm