الشيعة والسنة أخوان

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

الشيعة والسنة أخوان

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

الشيعة‮ ‬والسنة‮ ‬أخوان‮ ‬،‮ ‬والحملات‮ ‬المغرضة‮ ‬ستفشل


إنَّ الذين يعملون على تفريق كلمة المسلمين ، وتكفير الشيعة ، أو تكفير السنة ، أو يعملون ضد السنة أو الشيعة ، إنما يعملون لتفريق كلمة المسلمين وهم بذلك أعداء الله ، وأعداء رسوله ، وأعداء الإسلام ، وإن كانوا محسوبين في عداد المسلمين ، وعملهم هذا هو ضد إرادة الله ، وما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فالله سبحانه وتعالى قد وصف الأمة الإسلامية بأنها أمة واحدة ، فقال جل شأنه : (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) ، وقال تعالى : (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) ، فقد وصف جل وعلا الأمة الإسلامية بأنها أمة واحدة ، لا يجوز ولا يصح أن تتفرق ، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : »مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى« ، ومن البديهيات المسلَمات في الإسلام أن دين الإسلام دين توحيد ووحدة.

وقد ظهرت اليوم مجموعة كبيرة ، وقوى خارجية ، وأناس لا يخافون الله ، ولا يخشون عقابه يحاولون إتهام الشيعة بكل سوء ، وتكفيرهم وهم يهيؤون بهذه الزوبعة الكبيرة ضد الشيعة الجو لمخطط لا يعلم إلا الله مبدأه ومنتهاه.

إن الصهاينة والصليبيين الذين تمثلهم الإدارة الأمريكية ومن فيها من صهاينة يريدون التفريق بين المسلمين ، ويخططون لذلك ، وهذا شيء لا ينكره أحد ، وهم لن يجدوا لتفريق كلمة المسلمين ما هو أسهل من إشاعة الفرقة والكراهية بين السنة والشيعة ، وتحريض بعضهم على بعض.

وعلى هذا فإن الذين يصرحون بتكفير الشيعة ، أو تكفير السنة ، أو ينشرون الاتهامات الكاذبة المفتعلة ، إنما يعملون في المخطط الصهيوني الصليبي الأمريكي ، وهو المخطط الذي يهدف للقضاء على الإسلام سنة وشيعة ، إن هؤلاء الذين يثيرون الناس على الشيعة ، أو العكس يذنبون ذنباً كبيراً ، وسيلقون جزاءهم من الله عز وجل في الدنيا والآخرة.

إن بعض الأفراد ، وبعض الأجهزة المخابراتية ، وبعض الحكومات العربية تحاول أن تشوه صورة الشيعة أمام الشعوب العربية ، وتظن أن ذلك في مصلحتها ، ولكن ذلك سيعود عليها حتماً بالنكال والوبال من الله جل وعلا، وكل من يسعى لتفريق كلمة المسلمين اليوم فرداً كان أو جماعة أو حزباً أو حكومة أو أجهزة تتبع الدولة فإنه يتحمل وزراً عظيماً ، وذنباً كبيراً.

إن الذين يسعون لتفريق كلمة المسلمين باتهام الشيعة بالباطل ، وتشويه سمعتهم ، أو اتهام السنة في هذه الظروف -ومع الهجمة الصهيونية الصليبية التي يدبر لها الصهاينة والإدارة الأمريكية- فإنهم مذنبون ذنباً كبيراً ، ولن يلقوا خيراً ، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولا ينظر إليهم ، ولهم عذاب أليم.

إن المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إلى الوحدة لمواجهة العدو المشترك ، فماذا يعمل أولئك المخربون؟ ، وإلى أين يذهبون ، وممن يتلقون التوجيهات في عملهم.

وهم مع اقترافهم هذا الذنب العظيم ، فلن تؤدي حملتهم المسعورة هذه إلى خير أبداً ، وسينصر الله عباده الصالحين ، وستتوحد أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لدرء الخطر شاء أصحاب المصالح ، وناشرو الدعايات المغرضة أم أبوا ، وسيلقون جزاءهم في الدنيا والآخرة.

فليعملوا ما شاءوا فإن الله بالغ أمره ، ولن يرد أحد قضاءه وإرادته في نصر المسلمين وتوحيد كلمتهم ، وسيتوحد المسلمون وينتصرون بإذن الله ، والله على كل شيء قدير..

وتوحد المسلمين وانتصارهم آتٍ لا ريب فيه ، والله تعالى يقول في كتابه العزيز : (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).

نؤكد لكم يا إخوان بكل صدق أن الإسلام لا يرضى بعملكم هذا ، وأنكم تعملون ما هو حرام حرام حرام ، وننصحكم بكل محبة وإشفاق أن تتركوا تفريق كلمة المسلمين ، فالسنة والشيعة أخوان ، وكلهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا هو الذي كان يطلبه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله من أي إنسان وهو القائل : »من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عصم مني دمه وحسابه على الله« ، وعملكم هذا في التكفير والتشويه يفرق بين المسلمين ، وهو بذلك ضد مبادئ الإسلام ، وضد أوامر الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

والعمل من أجل انتصار المسلمين ضد أعدائهم من الصهاينة والصليبيين واجب على كل مسلم ، ووحدة المسلمين من أعظم وأهم عوامل النصر ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، فاتقوا الله في أنفسكم ، وفي الأمة الإسلامية ، والأقطار العربية.



إن الوحدة واجبة ، وهي قادمة بإذن الله ، ومن سعى لها فهو يؤدي واجباً محتماً عظيماً وأجره على الله ، ومن فرّق كلمة المسلمين فهو يحارب الله ورسوله والمؤمنين.

والله ولي الهداية والتوفيق..

وهو حسبنا ونعم الوكيل..

نعم المولى ، ونعم النصير..

وعلى الله توكلت..

منقول من البلاغ نت
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أيامك وزادك حبا في أمتك وجزاك خيرا وكتب لك أجر ما كتبت.

عبدالله الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 149
اشترك في: السبت فبراير 28, 2004 8:53 pm

صراع السنة والشيعة المفتعل والتنازع علي مقاعد التايتانيك

مشاركة بواسطة عبدالله الحسني »

صراع السنة والشيعة المفتعل والتنازع علي مقاعد التايتانيك

د. عبدالوهاب الافندي

في منتصف الثمانينات، حينما كانت حرب الخليج بين العراق وإيران في أوج اشتعالها، دخلت الولايات المتحدة طرفاً في تلك الحرب بدعوي حماية دول الخليج من الخطر الإيراني. وأذكر وقتها حواراً دار بيني وبين مفكر إسلامي كان يدعم الموقف الخليجي ـ العراقي بقوة بحجة أن الشيعة أصحاب عقائد منحرفة وهم خطر يجب محاربته حتي إذا استدعي ذلك ممالأة أمثال صدام وريغان. فقلت لصاحبي: هل نفهم من ذلك أن الأساطيل الأمريكية قد جاءت إلي المنطقة لمحاربة البدع وإقامة السنة الصحيحة؟ أجاب الرجل قائلاً إنه لو كان له جيش لكان يومها في الخنادق مع صدام أو في البحر مع الأمريكان لمحاربة الشيعة المبتدعة، فليس هناك جهاد أولي من هذا الجهاد، ولا حتي الجهاد في فلسطين!
دارت الأيام وعادت الأساطيل الأمريكية إلي الخليج، ولكن هذه المرة لمحاربة صدام الدكتاتور المارق. ولا يمكن أن ألوم صديقي المجاهد في ثبات موقفه، لأنه كان أيضاً يقف وراء الأساطيل الأمريكية، ولكن هذه المرة لمحاربة صدام العلماني المعادي للإسلام والناقض للعهود. وفي الحالين كان هناك دعاة وأئمة يطوفون الآفاق ويعتلون المنابر في دعم الموقف إياه، والوقوف وراء ولي الأمر. وكانت الولايات المتحدة تهش لهؤلاء الدعاة وتطرب لمقولاتهم المؤيدة لصحيح العقيدة، والمحاربة لبدع الشيعة التي كانت تري فيها أكبر خطر علي الأمن والسلم في العالم، حتي أن ال دعاة إياهم أصبحت لهم مكاتب في واشنطن ومساجد في كل مدينة أمريكية كبري.
ثم جاءت أحداث ايلول (سبتمبر) فغزو العراق، فانقلب كل شيء. الآن أصبح دعاة التوحيد المحاربون للبدعة وهابيين خارجين عن الملة، يطاردون في كل مكان ويلعنون من علي كل منبر. أما الإسلام الشيعي الذي كان يوصف في الماضي بـ الخمينية ويهاجم من كل موقع، فإنه أصبح اليوم عنوان الاعتدال ومفتاح الديمقراطية. وأصبح اليوم يدعي للإمام علي السيستاني رضي الله عنه من علي منابر واشنطن وصفحات نيوزويك والواشنطن بوست.
ومن يستمع إلي بعض مقولات المهللين لهذا الفتح الأمريكي المبين يكون معذوراً لو اعتقد أن الرئيس جورج بوش قد بعث بين يدي المهدي المنتظر ليملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، ويعجل بفرج آل البيت ويكبت عدوهم. وهكذا أصبح الجهاد اليوم كتفاً بكتف مع المارينز علي مشارف كربلاء وعلي بعد خطوات من مراقد الأئمة هو الجهاد الأكبر الذي يأثم تاركه ويفوز من يتولاه. وأنعم بمن فتح الله عليه حتي يكون من جند الشيطان الأكبر الذي أصبح بقدرة قادر نصير الأئمة وسند أهل البيت.
تكفي نظرة عجلي علي مثل هذه المصائر والمنقلبات حتي يري من رزقه الله من العقل أقل نصيب أن الوقت حان للتوقف وللتأمل في حال هذه الأمة، ومسارعة كبار قادتها إلي التهلكة. فمن الواضح أن هناك خللاً كبيراً في التفكير يدفع الناس إلي ورود موارد لا يقترب منها عاقل. وكل ذلك نتيجة العكوف علي النظرات الطائفية الضيقة، وعدم التدبر في العواقب.
ولا نريد هنا للحظة أن نقول أنه لا يوجد خلاف حقيقي بين الشيعة والسنة، فالخلاف موجود، وهو خلاف ليس باليسير. وهناك مفكرون يقللون من شأن هذا الخلاف، مثل الشيخ حسن الترابي الذي يقول إنه ليس بسني ولا شيعي. وإذا كان هذا الموقف النظري له ما يبرره كما سنوضح لاحقاً إن شاء الله، فإنه لا يحل المشكلة فيما يتعلق بالاستقطاب الطائفي القائم، لأن طرفي هذا الاستقطاب لا يقبلان الحياد، وسيتساءلان: هل أنت شيعي محايد أم سني محايد؟ (ويذكرني هذا بطرفة رواها سفير هندي سابق في بغداد عن أطفاله الذين أتوه بعد أول يوم لهم في المدرسة في بغداد يتساءلون: يا أبي، هل نحن هندوس شيعة أم هندوس سنة؟).
ولكن الخلاف شيء والصراع شيء آخر. فليس هناك ما يدفع المختلفين إلي الصراع، خاصة إذا لاحظنا في حالات الخلاف التي أشرنا إليها أن كلا الفريقين لم يكن فقط مستعداً للتعايش مع غير المسلمين ممن يخالفونه العقيدة إضافة إلي مناصبته العداء، بل كان مستعداً للقتال جنباً إلي جنب معهم. أفلا يسع إذن هؤلاء مع إخوانهم المسلمين ما وسعهم مع العدو البعيد، خاصة وأن المطلوب منهم ليس القتال إلي جانبهم، بل مجرد الكف عن قتالهم؟
وهذا يقودنا إلي نقطة افتعال الصراع الدائر اليوم والذي يكتسي طابعاً طائفياً عقائدياً. فنحن نقول بأنه صراع مفتعل لأنه لوكان هناك صراع ديني أو مذهبي لكان من هم أولي بالقتال هم المخالفون في الدين. ولكن الطائفية اليوم افتقدت تماماً أي بعد ديني، وأصبحت ظاهرة قبلية. فالانتماء الطائفي كما يتبلور في هذه الصراعات لا علاقة بالعقيدة من بعيد أو قريب. ذلك أن الشيعي (بمعني من انتمي آباؤه إلي الطائفة وتربي في كنفها) يعتبر في عرف هؤلاء المتقاتلين جزءاً من الطائفة حتي وإن كان ملحداً لا يؤمن بالله ورسوله، فضلاً عن أن يكون من مساندي إمامة أهل البيت. أما السني (بمعني الآخر) فهو مرفوض حتي وإن كان مؤمناً محباً لأهل البيت (ولا يوجد مسلم سني لا يحب أهل البيت ويتبرك بهم). وبالمثل فإن الصف السني يشتمل في عرف متولي كبر هذا الصراع علي من انتمي إلي المعسكر المعني حتي وإن كان متطرفاً تكفيرياً، أو ملحداً أو علمانياً. وفي الحالين يتغاضي عن جريمة المجرم من أهل الصف ويغفر ذنبه، بينما تعظم جريمة الآخر مهما صغرت وتحمل طائفته كلها الجرم بحيث يستحل القتل لمجرد الانتماء لتلك الفئة. وهكذا يرتكب الكل الجرائم التي يخلد صاحبها في النار وهم يدعون اتباع منهج الدين.
يضاف إلي هذا صحة ما لمح إليه الشيخ الترابي في أن الخلاف القديم الذي أسس للانقسام السني الشيعي لم تعد له علاقة بواقعنا اليوم. فلا يوجد بيننا حالياً أئمة من أهل البيت ينتظرون دورهم في الحكم، كما لا يوجد أدعياء خلافة من بني أمية أو بني العباس يناصبونهم العداء أو يتولون اضطهادهم. وبنفس القدر فإن الروايات التاريخية عما ارتكب من كبائر في حق هذه الفئة أو تلك لم يعد بذي موضوع، وأن اجترار تلك الأحداث والمرارات كان له في الماضي دور في الدعاية الحزبية، ولكن لم يعد له اليوم دور أو وظيفة.
لقد اندثر اليوم ملك قريش بأميتها وعباسها وهاشمها، ولم يعد هذا أمراً يستحق الالتفات له أو النبش في خفاياه إلا للمؤرخين. وما يواجه السنة والشيعة معاً هو واقع جديد لاعلاقة له بذلك الماضي. فالصراع علي السلطة في الدول الإسلامية هو بين مجموعات عرقية أو تيارات سياسية، أو بين المتدينين والعلمانيين. أما الصراع الأهم فهو صراع الاستقلال وتحرير إرادة الأمة، وهو صراع تساهم النزاعات الطائفية في خسارته، حتي وإن لم تؤد هذه الخلافات إلي انحياز هذا الطرف أو ذاك إلي المستعمر والمحاربة في صفه.
وإن من الانصرافية ما يقوم به البعض من تبشير طائفي لكسب الأنصار هنا أو هناك، لأن الأمر كما ذكرنا غير ذي موضوع. فالولاءات التي تتبلور ليست ولاءات دينية، وإنما هي عصبيات طائفية، والتزيد فيها يؤدي إلي المزيد من الاستقطاب وشق الصف. ولو كان الأمر أمر دين، لكان الأولي بالدعوة القسم الكبير من الشيعة في إيران والعراق ممن أداروا ظهرهم للدين، وهم يوشكون أي يصبحوا غالبية في إيران، وهم بالقطع الغالبية في المهجر، خاصة في الولايات المتحدة. والأقربون أولي بالمعروف.
إن التحديات التي تواجه الأمة أكبر من أن يتم الانشغال عنها باهتمامات انصرافية، وأمور تعمق أزمة الأمة وتخلق في وسطها انشقاقات جديدة نحن في غني عنها. هناك خطر يتهدد اليوم إيران، وأخطار تتهدد السعودية وبقية دول المنطقة. ويجب كذلك أن ما سماه الكاتب ولي نصر النهضة الشيعية هي ظاهرة مهددة بدورها، لأنها جاءت علي حراب الأمريكان، وهم أول من تنبه لخطرها. وستكون خطوتهم التالية هي العمل علي تحجيمها، لأن مخططهم في ضرب إيران لن ينجح بغير ذلك. والمخطط الآن هو استخدام الشيعة لإخضاع العراق، ثم التحول لتحجيمهم. وفي الماضي كان الاستهداف والاستنصار يأتي علي موجات. وهكذا كان هناك عهد طغي فيه الحديث عن خطر شيعي إيراني، ويستنجد فيه بالخارج ضد إيران، ثم تلا عهد أصبح الشيعة فيه هم من حباهم الله بنعمة رضي أمريكا وأصبحوا يتقربون إليها بسب الوهابيين المغضوب عليهم. ولكننا نشهد اليوم اندماج المرحلتين. فالأصوات تتصاعد مستنجدة بأمريكا من الهلال الشيعي، في نفس الوقت التي تتصاعد فيه أصوات أخري تحرض أمريكا علي الخطر الوهابي. ولا شك أن المدعو الأمريكي يرحب بإجابة هذه الدعوات، ولكنه سيختار بنفسه ترتيب الأولويات، وبمن يتغدي وبمن يتعشي، وبمن يفطر في اليوم التالي.
هناك مثل إنكليزي مشهور يقول عمن يشتغل بأمور انصرافية في وقت الشدائد: هذا كمن يرتب المقاعد علي ظهر التايتانيك . و التايتانيك التي اشتهرت مؤخراً بالفيلم الذي صور كارثتها هي بالطبع تلك السفينة الضخمة التي غرقت في مطلع القرن الماضي بعد اصطدامها بجبل جليدي وهي في طريقها من بريطانيا إلي أمريكا، وكان علي متنها قرابة ألف شخص لمن ينج منهم إلا القليل. وما نراه اليوم من صراع واستهداف طائفي هو أسوأ، لأنه تنازع علي مقاعد السفينة الغارقة التي تقصف ليل نهار. فأي فائدة من غنائم كهذه؟
ليس هذا مجال الوعظ وتنبيه الغافلين والتذكير بقيم الإسلام والأخوة، لأن مثل هذا التذكير في الغالب لن ينفع. ولكن فقط نذكر بعاقبة من انتهج هذا النهج في السابق وما حاق به من خسار وندامة، وما أمر صدام منكم ببعيد. فمراعاة المصلحة الذاتية قبل مراعاة حقوق الله والعباد توجب الانتهاء عن هذا النهج الذي يجمع بين الإثم والضلالة، وضيق الأفق وقصر النظر، لأنه عاقبته الخاسرة تأتي بأسرع مما يتصور من يتورط هذه الورطة.
كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
ياليتَ شعري، ما يكون’ جوابهمْ حين الخلائقِ لِلْحساب ’تساق’...!
حين الخصيم’ "محمدُ"، وشهوده أهل السّما ، والحاكم’ الخلاّق ..! ؟

عبدالله الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 149
اشترك في: السبت فبراير 28, 2004 8:53 pm

بالعدل والإعذار نُميت الفتن

مشاركة بواسطة عبدالله الحسني »

الوسط - العدد 1620 الاثنين 12 فبراير 2007 الموافق 24 محرم 1428 هــ


بالعدل والإعذار نُميت الفتن
محمد الصفار
«إننا ندير الحوار بمفاهيم ومناهج أو برامج تسد أبوابه، بقدر ما تفضي إلى تمزيق نسيج المجتمعات العربية.

وأبرز هذه المفاهيم هو مفهوم (التسامح) الذي يلغّم الحوار قبل أن يبدأ، لأنه يعني التساهل مع الآخر، ولكن مع الاعتقاد بخطئه أو بالانتقاص من إيمانه وربما من إنسانيته. وليعذرني القارئ إذ أكرر القول إن (التسامح) هو مجرد هدنة بين فتنتين، سواء في ما يخص العلاقة بين السنة والشيعة أو بين المسلمين والمسيحيين»، هذه المقدمة اقتطفتها من مقال بعنوان: «لماذا تندلع الحرب المذهبية وتستيقظ الفتنة النائمة؟» للكاتب والمفكر علي حرب، مجلة «المجلة» 3 فبراير/ شباط 2007.

لقد جال في خاطري سؤال يحضرني دائماً، وهو أننا إنما نسعى للحوار بين بعضنا وبيننا وبين الآخر بغية التعرف والفهم حتى نصل إلى الإنصاف والعدل فيما بيننا، لكننا حين نتأمل آيات القرآن الكريم فسنرى أننا مأمورون بالعدل والإنصاف بشكل مطلق، تحاورنا أم لم نتحاور، وتناقشنا أم لم نتناقش، وفهمنا بعضنا أم لا.

نحن مأمورون بالعدل بين الناس بعيداً عن معتقداتهم وأديانهم ومذاهبهم، إن مجرد إنسانيتهم كافية ووافية في ضرورة انبعاثنا لإقامة العدل والإنصاف بيننا وبينهم، في مقابل ذلك هنالك من يشكك في كوننا مأمورين بالحوار مع الآخرين؟ فآيات القرآن الكريم ليست لها دلالة مباشرة على هذا المعنى، بل إن قسماً من هذه الآيات ليست في سياق المبادرة للحوار، بل هي في صدد التجاوب معه إذا صدر من الآخرين «وإن جادلوك فقل الله اعلم بما تعملون» (الحج: 68).

على العكس من ذلك تماماً الآيات المتكاثرة في العدل والقسط بين الناس، والتي تدل على أمر إلهي واضح وباعث للإنسان باتجاهه «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون» (المائدة: 8)، «إن الله يأمر بالعدل والإحسان» (النحل: 90)، «يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين» (النساء: 135).

ثم أن أقصى ما يقال عن الحوار هو أنه مفردة أخلاقية قيّمة غايتها الوصول إلى المعرفة والعلم بما عند الآخر وتقويم ما تحوزه الذات بغية الوصول للمشتركات، إلى أن نصل إلى ما نفتقده بيننا وهو العدل وإنصاف الآخر، في الجهة المقابلة لا يمكن التعامل مع الآيات القرآنية الباعثة نحو العدل، والمتوعدة للظلم والظالم باعتبارها في منزلة المفردة الأخلاقية، وخصوصا في مثل النص القرآني السابق «إن الله يأمر بالعدل والإحسان».

أكتب هذا ليس كرهاً للحوار ولا للانتقاص منه، ولكن لأنه كما أظن لم يتحول إلى قوة حقيقية تبعثنا نحو احترام بعضنا، بل ربما أصبح بديلاً عن صناعة الواقع المتعاون والمتعاضد، وحولنا من الحوادث والمنصات الحوارية ما تخفي تحت طاولتها الكثير من الصراعات والتشنجات، لقد تعامل كثيرون مع الجلسات الحوارية كفقاعات إعلامية، وتعامل معها آخرون للاستعراض، واستفاد منها قسم آخر لتسجيل النقاط ضد الآخر.

هناك نقطة أخرى تتحرك في نفسي، وأرى لها من الأهمية ما تستحق وهي ضرورة أن تتوجه الكثير من الجهود الدينية والثقافية والفكرية لتعزيز ثقافة الاعذار لتكون لها الأولوية في الكتابة والخطابة والكثير من الدراسات التي نعدها لأجيالنا وأبنائنا.

يبدو لي أن إعذارنا لبعضنا أوسع لنا من تسامحنا مع بعضنا، لأنه يحمل معنى القبول النفسي والرضا الداخلي بأن يمارس الآخر تصوراته وقناعاته وهو غير منتقص في أنفسنا وغير محتقر في وجداننا، له الاحترام منا ولنا حق الاختلاف معه، له القبول منا ولنا تأكيد قناعاتنا في ناشئتنا بكل مناسبة وإن عارضته، له كماله وتقديره، ولنا أن لا نتابعه في ما يذهب إليه بل نحصن أجيالنا وأنفسنا بإيجابية وعقلانية.

بقي أن أشير إلى أن المعذور هو من استنفد جهوده في سبيل الحق والحقيقة، وأعمل تفكيره ليكون على الجادة، وبذل ما بوسعه ليصل إلى الصواب، لكن الطرق قد انقطعت به هاهنا، وأسلمته قدراته وتحليلاته إلى هذه النقطة أو تلك، فهو يعمل من خلال اجتهاد لا هوى وبحث وعناء لا تهاون واستهتار، ودليل وحجة لا أكاذيب وأباطيل، ومثل هذا حقيق بأن يُحترم ويُكبر ويعذر.

إننا لن نجد عملاً يصلح أمورنا أفضل من أن نعذر بعضنا بعضاً فيما تفارقنا فيه فهو الطريق الأمثل لتستقيم حياتنا مع أولادنا وعوائلنا وأصدقائنا ومجتمعنا وأحبتنا في العمل والنشاط والدين والمذهب والمدرسة والفكر، وهو السبيل لكي تستمر قوتنا ومهابتنا كمجتمع إسلامي كبير يعيش ظروفه الحساسة والخطيرة في زمن الفتن وسياسات التفرقة التي يبرع فيها الأعداء ويمارسونها علانية في كل نقطة وبقعة من عالمنا العربي والإسلامي الكبير.
ياليتَ شعري، ما يكون’ جوابهمْ حين الخلائقِ لِلْحساب ’تساق’...!
حين الخصيم’ "محمدُ"، وشهوده أهل السّما ، والحاكم’ الخلاّق ..! ؟

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني ...

جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم وكتب لكم أجر ما تكتبون وتنقلون . هكذا يجب أن يعمل المخلصون . هدفهم توحيد الكلمة فإن لم يكن فالإعذار والتسامح.

قال الشيخ الصفار جزاه الله خيرا :
بقي أن أشير إلى أن المعذور هو من استنفد جهوده في سبيل الحق والحقيقة، وأعمل تفكيره ليكون على الجادة، وبذل ما بوسعه ليصل إلى الصواب، لكن الطرق قد انقطعت به هاهنا، وأسلمته قدراته وتحليلاته إلى هذه النقطة أو تلك، فهو يعمل من خلال اجتهاد لا هوى وبحث وعناء لا تهاون واستهتار، ودليل وحجة لا أكاذيب وأباطيل، ومثل هذا حقيق بأن يُحترم ويُكبر ويعذر.
هذا كلام عقلاء محبين للخير محبين لاجتماع الأمة . كلام من يصدق فيما يريده ويبتغي به وجه الله تعالى
(هذا على خلاف الفقير مع الإمامية في كثير من الأساسيات) ولكن لن يمنعني ذلك من إبداء الإعجاب بكلمة أراها حقا.

حسن عزي
آخر تعديل بواسطة حسن عزي في الجمعة مايو 04, 2007 8:46 pm، تم التعديل مرة واحدة.

محمَّد الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 41
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 15, 2006 6:05 pm
مكان: فناء الكعبة المشرفة

مشاركة بواسطة محمَّد الحسني »

صحح الطبري والمحاملي والعسقلاني والبوصيري جميعا عن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه وصحح الطحاوي والحاكم النيشابوري والذهبي وابن كثير والألباني جميعا عن زيد بن أرقم وصحح الألباني عن زيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله..

هذا من المتسمين بأهل السنة والجماعة,,

وصححت الزيدية والإسماعيلية والإمامية جميعا, قول رسول الله صلى الله عليه وآله:

((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما))

فإذا أراد أي فرد من أي فرقة من الفرق المذكورة أن يتحد مع فرد آخر من أي فرقة أخرى من الفرق المذكورة فهذا الحديث يمثل لهما أرضية مشتركة لبناء الوحدة..

أما أن تتم الوحدة على مبنى نحن الأكثرية وأنتم الأقلية ويجب أن تتبعون الأكثر فهذه لا يقول بها ذو مسكة!
ومن زعم خلاف ذلك فليبين وجه نكوصه عن اتباع البوذيين أو النصارى فهم أكثر عددا من المنتسبين للإسلام بكثير!
- روى البخاري في صحيحه (ح3714, 3767) مرفوعا:

"فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني".

- وروى في صحيحه (ج4 ص42) عن عائشة:

"..فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت..".

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“