الوجاهة بـ"المرافقين"..!!

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

الوجاهة بـ"المرافقين"..!!

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

للوجاهة الاجتماعية الرسمية أو الشعبية بريقها.. لكن هذا البريق إما يفقد صاحبه التوازن أو يدفعه للتواضع..
* وعندما يصل عدد المرافقين الذين يتكدسون في سيارات هذه الوجاهات إلى عشرات الآلاف من المسلحين يصبح وجود لائحة تنظم العملية فرض عين.. ولكن ما الذي نريده بالضبط؟.
هل نريد السيطرة على الحال المائل وتنظيمه أم تحويله من ظاهرة سلبية تستدعي التقليص إلى تشريع لما هو غارق في الخطأ..؟
* وإذا كنت لا أعرف بالضبط عدد الذين تتكدس بهم سيارات الوجاهات فإن الذي نعرفه جميعاً أن كثيراً من السيارات المزدحمة بالمسلحين تتحول إلى بؤر حديدية للخطر ومراكز إشعال النار.. بل والنفخ فيها.
* وحتى قبل أن تصدر الحكومة قرار تنظيم حماية كبار الموظفين والشخصيات كان هناك سؤال يلح على خاطري..
هل هناك ضرورة أمنية تستدعي أن يفخخ البعض سياراتهم بالمرافقين على تلك الصورة؟.. البعض فقط لمجرد أنه رشح نفسه لعضوية مجلس النواب وفاز سجل اسمه ضمن القائمة غير المنظورة..
كانوا عاديين.. يمشون في الأسواق.. على أقدامهم يركبون "دابة" أو سيارة وبدون مرافقين.. وفجأة.. قامت القيامة.. وكأن عدد المرافقين هو الدليل الوحيد على الأهمية..
* ولو كانت بعض تلك المشاهد مجرد رغبة في الهنجمة أو استعراض لعلة نفسية بصورة سلمية لهان الأمر "لكنه تحوّل مع الأسف إلى مظاهر من السلوك الاعتباطي الذي يجري ممارسته لإرهاب من يطبق القانون وإفساد الذوق العام في الشارع والسطو على أراضي الخلق دون وجه حق، بل والتسبب في إراقة الدماء وتفريخ المشاكل وبذر الثأرات وصناعة الأزمات.
* لست رومانسياً.. ولا أبحث عن شوارع "اسكندنافية" في بلد يعاني إرث ألف عام من العزلة لكن من حق البسطاء المدنيين أن يشاهدوا المسئول الحكومي والعسكري والشيخ وهم يحترمون النظام فلا يتحول الواحد منهم بمرافقيه إلى مصدر إزعاج وبؤرة قلق في الشارع أو في المرفق الحكومي أو في الأسواق الأسبوعية للأرياف..
* لست رومانسياً بما فيه الكفاية لكن من حقي أن أنام على قطعة موسيقية وليس على قوارح مرافقين يستهدفون أرضية أو "تبة" تماماً كما أن من حق الطفل أن ينام على حكاية حالمة وليس على إطلاق نار يقف وراءه - عند التقصي- شخصية اعتباطية لا تدرك بأن اقتناء المرافقين ليس إنجازاً يستحق المفاخرة وإنما الأهم أن يعلمهم كيف أن القانون حماية للجميع وأن التصرف المهذب لا يكلف صاحبه أي شيء.
* الوجاهة هي في التسابق على محبة الناس وتلبية مصالحهم والمسؤول ليس بالضرورة طاووساً يسرح بكبرياء بين المارة .. وليس سنجاباً يطلق روائح نفاثة وهو يقطع الطريق بين مقر العمل أو البرلمان وبين منزله في البلاد..
* ومع كامل احترامي للمرافقين المهذبين وهم كثيرون.. هناك مرافقون يحتاجون من المسئول عنهم أن يخضعهم لاختبار الذوق قبل القدرة على اختبار القنص والسيارة مسرعة.. وهناك من يطمس رقم السيارة بالطين حتى يخرق القانون على راحته وكأنه يهيئ نفسه لارتكاب جريمة لم يحددها بعد.
* واستغرب ليس من تحوّل المرافقين إلى تقليعة بمناسبة وبدون مناسبة وإنما لأن تكدس بعض السيارات بالمفخخين يجعلهم حتى غير قادرين على التعامل مع أي طارئ، الأمر الذي يشير ليس إلى جهل وإنما الاستسلام للأوجاع النفسية ومركبات النقص رغم أننا مأمورون بالتداوي على قاعدة أن الله خلق لكل داء دواء..
* إن ظاهرة المرافقين لا تحتاج فقط إلى تطبيق قرار الحكومة الأخير الخاص بهذا الشأن فحسب ولا تحتاج لجهود استثنائية من الوزير الدكتور رشاد العليمي كان الله في عونه وإنما تحتاج إلى مراجعة ذاتية من وجاهات المسؤولية الرسمية والشعبية والحزبية.
* مراجعة تعيد الاعتبار لمرجعياتنا الدينية والوطنية والأخلاقية.. تحتاج إلى فتح نافذة على ما هو حضاري ومتمدن بعيداً عن إساءات استخدام الموقع أو النظرة الاستعلائية للموقع.
* كل هذه الوجاهات بحاجة ليس إلى المرافقين وإنما لتحريك دولاب الاقتراب من الناس عبر الكلمة الطيبة والانجاز وليس بالتنافس على العصف بمنظومة القيم ومفاهيم الاحترام للنظام والتقدير للقانون والإعلاء من شأن رعاية كل ما يتصل بالذوق العام ..
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“