ومضيت في طريقي....!

[الحوراء]

مضيت بتفكيري أسبح في هذه الأرجاء....أرجاء الدنيا...
الأيام تمضي بسرعة مذهلة..حيناً...وحيناً آخر لا يكاد تمضي الساعات ويخالها المرء وكأن العالم توقف في لحظة ما ولا يريد الاستمرار...

كنت أمشي اليوم في الصباح الباكر بين بنايات عملاقة شاهقة...بذل المهندسون لإقامتها جهوداً عظيمة...وأصرفت الدولة لإنشائها الملايين.....و رعت زينتها و تقنياتها العالية...

من قبل كنت أفكر دوماً وأتأمل في ذلك الإتقان وتلك المهارة...

ولكن اليوم عندما مررت بها لم أحس برغبة حتى برفع بصري إلى قمتها كالعادة وساورني إحساس بأن كل هذه البهرجة والأموال ومتاع الدنيا إنما إقيم لمن يأمل أن يكون من الأحياء في اللحظات القليلة القادمة...

وبعدها اضطرب في نفسي نوعان من الرؤى ....

وما الخطب المزعج في البناء والتعمير و جلب السياحة ورفع مستوى اقتصاد الدولة..وما العيب في ذلك...

ثم مرة أخرى فكرت....

وفكرت...

وفكرت...


معظم هذه المباني هي لرفاهية الإنسان...فنادق...منتجعات...أسواق..............

وصلت إلى أنها كلها تروح عن الإنسان و تخفف عنه الضيق....ولكن هي في نفس اللحظة مجلبة للفساد من نواحي عدة...

إختلاط الشباب من الجنسين...تضييع الوقت.....تضييع الأموال....تحليل المحرمات وتصغيرها في نظر الإنسان بغض النظر عن ديانته...

هذا مبنى للبورصات...هذه البورصة التي أودت بحياة الكثيرين شباب...كبيرو السن...من مختلف طبقات المجتمع و الجنسيات...

لا أدري بالضبط...

لا نستطيع الحكم بالجزم بأنها ضارة بالإطلاق...أو انها منفعة بالإطلاق....ولكن من وجهة نظري أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها...والله المستعان والله أعلم...

ومضيت في طريقي..


إلى أن وصلت إلى مدرسة مرموقة....كانت قد تزاحمت عند بوابتها السيارات....
و لمحت والد أحد الطلبة و امرأته....كان الوالد طبيباً وهذا ظهر من خلال ملبسه...
خرج الوالد و زوجته و فتحا الباب الخلفي للسيارة الجميلة و أخرجا طفلتهما...كانت فتاة صغيرة يبدو أنها لم تكمل السادسة من عمرها...
أمسكاها يداً بيد ...
شعرت حينها بحرصهما الشديد عليها و حبهما لها....

كلاهما يخرج ليمسك بيد من يدي ابنته و يوصلها إلى صفها....؟؟

نطق حينها عقلي قائلاً............"الموت لا يميز و لا مرد له.........!!!"

قد فكرت بعدها مباشرة بما قلته فأحسست أني كنت في تلك اللحظة قاسية...؟؟!

وبعدها فكرت أكثر......

لم أكن قاسية أبداً...ما كنت قلته ما كان سوى الحقيقة......!!

"الموت لا يميز ....ولا مرد له.............!!"


مضيت و مضيت ومضيت.....

وصلت إلى مقصدي...!


مممم ها أنا الآن وصلت...

و دخلت من البوابة الرئيسية....................


المكان خالٍ تماماً من أي بشر.....الرياح تهب من جهة اليمين.....تهب بقوة.....

و مضيت بضعة خطوات...

و توقفت..

ماذا الآن..؟؟

وقفت لدقائق أتأمل السماء فوقي....

ورأيت في مخيلتي وأنا أنظر للسماء......طريقاً مشقوقاً بين السحاب ...لم أكد أميز نهاية له....
تمنيت لو أني أستطيع بقدماي هاتين السير في الهواء..لأذهب و أسير في ذلك الطريق الطويل لأرى ما نهايته........................................................................................

وبعدها أحسست بداخلي إحساساً قوياً جداً ........."لم يحن الوقت بعد..لم يحن بعد"....وأحسست أنه علي أولاً أن أسير في طرقات عدة على الأرض التي قدماي ملامستان لها في هذه اللحظة و سيأتي يوم من الأيام لا محالة ...تتمكن فيه قدماي من المشي في الهواء وعلى السحاب وحينها سأبلغ تلك النهاية التي أردت أن أصل لها لفضول ساورني في تلك اللحظة السابقة.........

بعد ذلك أنزلت نظري و لأرمي بصري على ساعة يدي فأجد أني تأخرت كثيراً عن محاضرتي...فأسرعت للقاعة....

مضى الوقت و مضى.....

خرجت من القاعة بعد انتهائها......و توقفت وقفة تأمل.....إذاً إنها لم تكن فقط دقائق معدودة في صباح اليوم....وإنما ساعة بأكملها وأنا أنظر لذلك الطريق الذي رسمته مخيلتي بين السحاب...طريق لم تصل عيناي إلى نهايته رغم إجهادي لها في التركيز....

ماذا الآن.....؟؟

ممم

سأشق طريقي في الدنيا بيدي وكل ما أوتيته من قوة وسأعمل كل ما في وسعي وسأبذل قصارى جهدي للمضي في هذا الطريق الذي عليه قدماي....حتى إذا حان الوقت اكتسبت قدماي القدرة للمشي على السحاب ....حينها سأمشي.....

أما الآن فلا وقت أضيعه...............أغلقت بهذه الكلمات مسار تفكري تلك اللحظة......

و مضيت في طريقي.....!!

[محمد الغيل]

بحق مبدعة والقصة مؤثرة وذات مغزى

اختي للفائدة وحسب اقول لكِ
لو تبحثي هنا في المجلس الادبي عن ثلاث قصصة قصيرة كتبتم زمان اخت لنا اسمها /حنان الوادعي حفظها الله قوي جميلات ومؤثرات وهدفات حول قضيا معينة ...!!
كذا ما كتبته الاخت / آية حفظها الله قوي جميل ومؤثر ...!!!
تحياتي

[الحوراء]

اختي للفائدة وحسب اقول لكِ
لو تبحثي هنا في المجلس الادبي عن ثلاث قصصة قصيرة كتبتم زمان اخت لنا اسمها /حنان الوادعي حفظها الله قوي جميلات ومؤثرات وهادفات حول قضايا معينة ...!!
كذا ما كتبته الاخت / آية حفظها الله قوي جميل ومؤثر ...!!!
تحياتي

شكراً جزيلاً لكم أستاذي القدير ،،
وبإذن الله سأبحث جاهدة عن قصص خواتي الفاضلات و سأتعلم منهن بكل سرور

تحيــــاتي