من تناقضات الطبيعة ... نهيق الطيور ونتن الزهور ..،!

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

من تناقضات الطبيعة ... نهيق الطيور ونتن الزهور ..،!

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

من تناقضات الطبيعة .... نهيق الطيور ونتن الزهور ،،، أمر يصعب تصديقه أوتصوره ولكنه واقع ... والنهيق بحد ذاته ربما قدم البشر منه نسخة وتتلخص بما يصم آذاننا من موسيقى أقل ما توصف بالعبثية أو أناشيد تمجيد من لايستحق مجدا أو تتلف التراث الوطني كما هو الحال" في بلادي" بما تقدمه من صور مسيخ للفنون التراثية .
أمر لايصدق نهيق الطائر ... ولكنه ليس طائرا كالطيور بل سباحا ماهرا يقضي معظم حياته سباحة ... هو طائر البنقوين ( البطريق) ونخص نوعية معينة تعيش بسواحل جنوب أفريقيا ويطلق عليه البطريق الحمار ..
هذا الحمار الطائر أو السابح تسلطت عليه الأضواء مؤخرا حيث غزى أجمل منتزهات جنوب أفريقيا وأرقاها مما حدى بالسكان اللجؤ للقضاء الذي لم يكن بوسعه فعل الكثير لهم حيث تنص القوانين بجنوب أفريقيا على إحترام الحياة الفطرية للبطريق ومن الطريف أن القوانين سنها النظام العنصري السابق الذي لم يكن يسمح للملونين بركوب وسائل نقل البيض أو السكن قريبا من مناطقهم ... ومع ذلك كان النظام يحترم حقوق الحيوان بمافيه هذا البطريق المزعج ... الذي حول المنتجع الراقي لقرى من الأشباح بعد أن هرب معظم السكان بحثا عن الهدؤ والسكينة ... حيث أن هذا البطريق وخاصة خلال موسم التزاوج يقدم نهيقا جماعيا يصم الآذان مما يغطي على كل شئ بمافيه أصوات الموج المتلاطم المتكسر على رأس الرجاء الصالح .... فيصبح الرجاء نوعا من اليأس والقنوط ( أستغفر الله ) والرجاء كان (الإسم) لم يكن صاحبه رجائه صالحا على الإطلاق بل كان مقدمة لمن نغصوا حياتنا فيما بعد كغزاة محتلين ،،، وهو المستكشف البرتغالي فاسكو ديقاما ،، الذي طافت سفنه الشراعية بالمنطقة حتى وصلت لماليندي بزنزبار ( تنزانيا) فتلقفه بحسن نية أو بلاهة بحار عربي ليدله على الطريق البحرية للهند ليعود بعد عقد من الزمن ومعه شيعة من قومه فيغلقون المحيط الهندي بوجه الملاحة الإسلامية وكان اليمانون المتضرر الأكبر ... لكن الذي يغيض في الأمر هنا أن قومه صنفوه عبقريا (البحار العربي) مع أن البعض ينضر لعملة كنوع من تصرفات أبى رغال المعروف .. وبالطبع هذا الأمر يندرج تحت قاموس التناقضات ومنها نهيق الطيور .... ولكن ليس كل من ينهق به ما به فلازلت أتذكر حكاية بطولية لحمارة (أتان) إستبسلت وأستماتت دفاعا عن رضيعها الجحش السعيد ،، السعيد لأنه الوحيد الذي لاينافسه أحد على ثدي أمه وحنانها.. الأتان الأم خاضت معركة حاسمة ضد عدوها اللدود أم عامر ( الضبع ) والذي من عادتها إفتراس الحمير حيث تقول الأساطير الشعبية أن الحمار إستدان دينارا من الظبع ووضعه على ساقه ،، والضبع دائما يجد السير بتحصيل دينه ... وبعيدا عن الحكاية فالضبع مغرم بلحوم الحمير ولها الأولوية القصوى بقائمة طعامه ..
الأتان ودفاعا عن جحشها المدلل أقدمت على إطباق فكيها فتهرس رقبة الضبع ... وكما روى الذين شاهدوا الحادثة .. قضمته ليلا ثم أغلقت فمها عليه ليضل معلقا وتداهمه ريب المنون بين أسنان الأتان التي أقفلت عليه ولم تنفتح إلا بمعونة الحداد .. صباحا ..
لاشك أنها أم مثالية وفدائية .. وتستحق من الإحترام وساما ..
البطريق الناهق أو الحمار يذكرنا بحكايات متشعبة ولكنها في سياق التناقض أو التضاد ..
ومن التناقضات تلك الزهرة النظرة وتسمى زنابق الماء العملاقة وموطنها الغابات الأندونيسية ،، زهرة جميلة المنظر وعملاقة ولكنها تفوح نتنا .... عند تفتحها تفوح منها رائحة السمك المتعفن الذي ينفر المتنقلين من البشر حول منطقتها ... ويجعلهم يضعون المناديل على أنوفهم ،،، وهذه الزهرة رغم نتنها إلا أنها تشكل غذاء لنوع من الخنافس تتغذى منها وفي نفس الوقت تلقحها ... حيث لا فراش ولانحل ولا عصافير رنانة تستطيع أو بالأحرى تستسيغ الإقتراب من هذه الزهرة العملاقة الجميلة والنتنة .. المنفرة .
ولنا محطات قادمة مع التضاد الغيرمألوف ..

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“