السبط الزكي

[بدر الدين]

إليكَ سلامُ الله يرفعه الذكرُ .... فما قدر تحميد يقدمه الشعرُ
ولكنه جُهد المُقلِ عرضتُه .... على ساحةٍ في ظلها يُنشرُ الأجرُ
أعادت لي الذكرى حياتك صفحةً .... مقدسةً يهتزُ من عرضها الدهرُ
سطورٌ على الإيمان فاح عبيرها .... وللروح عطرٌ منه ينبعثُ السُكرُ
تُسجلُ دستور الحياة ولو مشت .... على ضوئها الاعصار لم يندرس عصرُ
فمن أي أُفقٍ كان مطلعَ فجره .... إذا ما انتهى يوماً إلى أفقه الفجرُ
لبيت به الإسلام يُحمى وينتمى .... إليه الهدى فخراً وينتسبُ الطُهرُ
ومن أي فيضِ كان منبع بحره .... نعم من شواطي الخلد يندفع البحرُ
وهل تلدِ الزهراءُ إلا كواكباً .... تدورُ على أفلاكها الأنجمُ الزهرُ
وما الحسنُ الزاكي سوى فرعُ دوحةٍ .... تدورُ على الآباد أغصانها الخضرُ
أقول لشهر الله وهو مُباهلٌ .... بميلاده تُهنى بذلك يا شهرُ
فلولاه لا أيامك البيض قُدست .... مقاما ولا أحيى لياليك القدرُ
ولا نزل القرآن فيك ولا سمت .... إليه بنجواها الملائكةُ الغرُ
هو السرٌ سرُ الله لألأ نوره .... على العقل فانهارت مراصده العشرُ
ومن كان من فيض النبوة نبعه .... تشل قوى الغواص أمواجه الغزرُ
ترعرع في ظل النبوة صاعدا .... إلى قمة يعشو بمنظرها الصقرُ
ودان له حكمُ القضاء فلم يدر .... على فلكٍ إلا إذا صدر الأمرُ
صحا الدهرُ حيناً وهو يعطي زمامه .... له فمشى بالركب يحدو به النصرُ
ولكنه والدهر حول قلبٌ .... لوى عطفه عنه وزل به السُكرُ
هي الحربُ ناموسُ الحياة إذا طغت .... طبيعتها حقدا وثار بها الشرُ
ولكنما أن هدد النوع ضغطُها .... من اللطف أن يمشي إلى مدها الجزرُ
دهت هممُ الأبطال حين تطاولت .... مواقفها وانهارت البيض والسمرُ
وطافت على كوفان أطيافُ فتنةٍ .... تساوى لدى أشواقها الحلوُ والمرُ
وباتت دمشقٌ يحكمُ الدسُ دستها .... ويعرضه حُلما يمازجه الذعرُ
وتقنص إيمان الورى بحبائل .... يلفَ على أشراكها الدينُ والكفر
فباع - عبيد الله - للخزي عمره .... وعاش نديماه الخزايةُ والغدرُ
ولم يجد السبطُ الزكي لحقه .... ملاذا سوى صلحُ يضجُ به الصبرُ

السيد محمد جمال الهاشمي