الدعوة لترك المذهب الزيدي تحت ستار مواجهة ( الرافضة )
(( اذهبوا فأنتم الرافضة )) في قراءة نقدية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الراشدين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين ،،،
لاحظنا في الفترة الأخيرة انتشار كتيب يوزع بالمجان عنوانه ( اذهبوا فأنتم الرافضة ) ، هذا الكتيب - الذي شحن من بدايته إلى نهايته بألوان السب والشتيمة والتكفير والتبديع والتضليل والاتهامات الباطلة - يوزع ولا يباع في أحياء صنعاء القديمة وغيرها من المناطق التي لا تعرف الرفض والرافضة ، وانتماؤها زيدي أصيل ، الأمر الذي دعانا إلى التوقف مع هذا الكتيب الذي وزعت منه نسخ بالآلاف ( مجاناً ) الذي تفوح منه رائحة الفتنة والتعصب المقيت كما سنبين ، ويثير العداوات البغيضة ، والفتنة نائمة لعن الله من أيقضها !
- ما الغرض !!
ذكر مؤلف الكتاب الأخ عبد العزيز الزبيري أن الغرض من تأليف الكتاب هو النصيحة للمسلمين ،وأن الكتاب كما قال ( كلمة حق أبتغي بها وجه الله تعالى ، ثم الخير والصلاح والمحبة ... إلخ )
ونحن نقول للمؤلف أرشده الله : أي خير وصلاح ومحبة تنشدها من مثل هذا الكتاب الذي ما أن بدأت فيه حتى شرعت تقسم الناس إلى فريق اهتدى ، وفريق نهج سبيل المغضوب عليهم والضالين ، ثم بدأت بكيل التهم والسباب والشتم لمن خالفك في العقيدة !!
كيف تقول في كتابك صـ121 : من الذي يفرق صفوف الأمة ويشغل المسلمين بمعارك هامشية ويلهيهم عن مواجهة العدو الحقيقي – اليهود والنصارى – وأمثالهم ممن يسعون للقضاء على الإسلام والمسلمين . ثم تقول بعد ذلك صـ123 : بينما في المقابل نجد ونسمع كل أنواع الإيذاء والتكذيب والتسفيه والسخرية والافتراء والقذف والطعن من الشيعة الرافضة لأصحاب رسول الله (ص) ولأزواجه أمهات المؤمنين ... الخ . هل هذه هي المعارك الهامشية ؟!! كيف وأنت تقول كذلك صـ124 : ويشمل عداؤهم وأذاهم أمة الإسلام في قرونها الأولى التي هي خير القرون ومن بعدها من الأجيال المسلمة إلى يومنا هذا .
أي خير وصلاح تنشده يا أخي من كتاب مشوش من أوله إلى آخره تلبس فيه على قارئه وتخلط فيه الغث بالسمين ، تأتي بمسائل خاصة بأخواننا من الشيعة الاثني عشرية ثم تردفها بما تقول به الزيدية ، وتحشر في طيات الكلام عن أمهات المؤمنين والصحابة الراشدين رضي الله عنهم الكلام عن معاوية الذي صرح رسول الله بأنه من دعاة النار .
أو تتحدث عن بعض آراء الزيدية الاجتهادية وتحشر في طياتها الكلام عن زواج المتعة !!
أي خير وصلاح يا أخي أرشدك الله وهداك ، وأنت لا تتحرى النقل وتنسب إلى البعض ما لم يقله في تدليس واضح لا يخفى على من له أدنى تأمل ، كيف تقول في كتابك ( صـ 133 ) إن الشافعية يشكلون أكثر من 80% من سكان اليمن على عهد الإمام يحيى وولده الإمام أحمد ؟!! هذه فرية ما فيها مرية ، بل المعلوم أن الزيدية تزيد نسبتها عن 50% وأن قبائل حاشد وبكيل وخولان وهمدان كلها زيدية حتى جاء المد الوهابي الدخيل على بلادنا والذي استغل توجه الدولة في ضرب الزيدية في معاقلها ، فكيف تأتي لتقول إن الزيدية لا تزيد عن 20% ؟!!
وتأمل معي أخي القارئ الأكذوبة الفضيحة التي اقترفها مؤلف الكتاب في نقله عن كتاب الأحكام للإمام الهادي عليه السلام حيث قال صـ 275 : ( ... وهذا مصداقٌ للحديث الذي رواه الإمام الهادي يحي بن الحسين رحمه الله في كتابه الأحكام بسنده المتصل منه إلى آبائه إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا علي، يكون في آخر الزمان فرقةٌ لهم نَبزٌ يُعْرَفُون به يقال لهم : الرافضة، فإذا لقيتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم كافرون ، قلت : يانبي الله ما العلامة فيهم ؟ قال : يقرضونك بما ليس فيك ويطعنون على أصحابي ويشتمونهم }، وفي روايةٍ: {لهم نبزٌ كنبز اليهود} . فيا أيها المحب للإمام الهادي الزم طريقه في حبه للصحابة وبغضه للرافضة. )
وعندما نعود إلى كتاب الأحكام للإمام الهادي نلاحظ كيف أن الأخ الزبيري حشى في الرواية ودلس ليتوصل إلى مطلوبه من حرف معنى الرفض إلى ما يرمي إليه هو ، حيث أن الرواية بلفظها من كتاب الأحكام [ 1/ 455 ] : ( يا علي يكون في آخر الزمان قوم لهم نبز يعرفون به يقال لهم الرافضة ، فإن أدركتهم فاقتلهم قتلهم الله فإنهم مشركون ) .
فلماذا الكذب والافتراء على العلماء والأئمة ! أولا تصل إلى مطلوبك إلا بالتضليل على القارئ ، وهل هذا هو الخير والصلاح الذي تحدثت عنه ؟!!
وعند الحديث عن الرفض نلاحظ أن المؤلف لم يعرف الرفض تعريفاً واضحاً ، وما ذاك إلا لتعمده التشويش والتعمية على القارئ حتى يتسنى له خلط المذاهب ، فتجده يعرف الرافضي قائلاً : والشيعة الرافضة هم فرقة من أعداء الإسلام، تظاهروا بمحبة آل البيت كذباً وزوراً، ودعوا الناس للتشيع فيهم، ونسبوا إلى آل البيت ما لم يقولوه، ورووا عنهم ما لم يفعلوه.
بالله عليكم هل تعرف المذاهب هكذا ؟؟ وهل يستطيع أي شخص يقرأ هذا التعريف أن يميز بين الشيعة الرافضية وغيرهم من الزيدية مثلاً ؟؟
ونذكر المؤلف الذي تجنى على الشيعة بأنهم من أعداء الإسلام بأنا كزيدية على أنا ننتقد إخواننا من الشيعة الاثني عشرية في الكثير من الأفكار والممارسات - كما ننتقد غيرهم – إلا أنا لا نوغل في مثل هذا السباب والشتم الذي لا يجنى منه إلا الوصول إلى الغاية التي وصل إليها بن جبرين وأضرابه من أصحاب فتاوى التكفير والتبديع والتضليل ولا قوة إلا بالله !!
ويا ترى على أي مستند استند هذا المؤلف وما هي مراجعه في ذلك إن كان له مراجع أصلاً !
هذا ابن حجر العسقلاني في مقدمة ( فتح الباري ) يعرف التشيع والرفض قائلاً : ( والتشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعي )
وعلى أنا لا نعرف الرفض بما عرفه به العلامة ابن حجر ونعتقد أنه قد ظلم الزيدية باعتبارها تفضل علياً من لدن الإمام زيد بن علي (ع) إلى يومنا هذا ومن رجع إلى رسائل الإمام زيد وغيره من أئمة الزيدية عرف ذلك قطعاً ، إلا أنا نتساءل من أين أتى الأخ الزبيري بتعريفه وعلى أي مرجع استند ، ومن العالم الذي سبقه إلى مثل ذلك التعريف العجيب !!
ومن الجدير أن ننبه هنا إلى أسلوب المؤلف في الخلط بين التشيع والرفض فتلاحظه يشن هجوماً غير مبرر على التشيع بشكل عام ، كيف يضلل المؤلف كل من تشيع مع أن التشيع حسب تعريف ابن حجر هو محبة علي !! فهل محبة علي منكر عند المؤلف ؟!
- الدليل على أن المؤلف ما أراد بكتابه غير الزيدية :
من المعروف أن المناطق التي يوزع فيها هذا الكتاب مناطق زيدية ، فما معنى توزيع مثل هذا الكتيب فيها ؟!! اقرأ ما سيلي وستعرف من المقصود بالكتاب :
- أولاً لا تلاحظ ولو في حاشية واحدة من حواشي الكتاب العزو إلى كتاب من كتب الزيدية في الحديث أو غيرها ، وليس ذلك إلا لأنها كتب ضلال عند المؤلف ولا يعتد بها ، وهذا ينقض كل ما ادعاه من حبه لأهل البيت (ع) فكيف يحبهم ولا يلتفت إلى كتبهم ومؤلفاتهم !!
- قال المؤلف صـ 130 : فقاموا بما يُسَمَّى بمناسبات الغدير، يفرغون سمومهم وأحقادهم بالسب واللعن لأمة الإسلام الأولى ومَنْ بعدها من المسلمين، ممن ليسوا في نظرهم شيعةً على شاكلتهم.
ويقيمون مناسبات واحتفالات عاشوراء، كلُّها سخطٌ وغضبٌ وحزنٌ وتباكٍ ودقٍّ للصدور على الحسين رضي الله عنه، وهو بريء مما يفعلون.
إذا كان بعض الشيعة الاثني عشرية يمارسون ممارسات خاطئة في إحيائهم لذكر الغدير أو عاشوراء فهذا شأنهم ، لكن لماذا التعميم لهذه الأخطاء على كل من يحيي ذكر الغدير أو عاشوراء !! فمن المعلوم أن الزيدية يحيون هذه الذكريات لأنهم يحبون أهل البيت (ع) والمؤلف وغيره يعلمون علم اليقين أنه لا يوجد لدى الزيدية أي ممارسة خاطئة عند إحياء هذه الذكريات .
أين حب أهل البيت الذي زعمه المؤلف وهو لا يريد إحياء ذكرى الغدير أو عاشوراء ؟ وهل من علامة حب أهل البيت أن تضيق بذكرهم وإحياء مناسباتهم !!
- قال المؤلف صـ 135 بعد الحديث عن الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم : حتى معاوية الذي اختلف مع الإمام علي رضي الله عنه : هل روي عن الإمام علي أنه سبه أو سب أحداً ممن كان معه ، مع أن الحق في الخلاف كان إلى جانبه ؟
ونقول ما الغرض من حشر معاوية بين سائر الصحابة وأمهات المؤمنين ؟ مع أن المعلوم أن الزيدية لا يتولون معاوية ولا كرامة ، كيف والرسول جعله من دعاة النار في الحديث المشهور المستفيض الذي قال فيه : ( ويح عمار تدعوه الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) [ البخاري : باب التعاون في بناء المساجد ] ومن المعلوم أن عمار رضوان الله عليه قد استشهد في صفوف أمير المؤمنين (ع) في معركة صفين !
ولا يكتفي بذلك بل يضيف قائلاً صـ 137 : فالشيعة الرافضة بسبهم لمعاوية ووصفهم بالفجور يتهمون سبط رسول الله (ص) الحسن بن علي بالخيانة لله ولرسوله والمؤمنين ... إلخ ! فتأمل .
وتأمل أيضاً إلى هذه الرواية العجيبة التي ليس لها سند ومأخوذة من كتاب مجهول [ صـ270 ] : وروى جعفر الصادق عن أبيه أن علياً كان يقول لأصحابه : ( إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم ولم نقاتلهم على لتكفير لنا ، ولكنا رأينا أنا على حق ورأوا أنهم على حق ) .. ويضيف : وفي رواية قال لهم : ( إني أنهاكم عن هذا وإن كان ولا بد فقولوا إخواننا بغوا علينا ) وهذا اتباع لقول الله عز وجل : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ... الآية ) !!
أي افتراء هذا والمعلوم أن أمير المؤمنين كان يقنت بالدعاء عليهم ، ورسائله لمعاوية وخطبه معروفة مشهورة اقرأها في نهج البلاغة وكتب التاريخ ، وكما قال الشاعر :
وليس يصح في الأذهان شئٌ *** إذا احتاج النهار إلى دليل
- لاحظ تجنيه الواضح على الزيدية عندما وجه بزعمه نصائحه إلى الهاشميين فنصحهم بكل وضوح بترك مذهبهم والالتحاق بالمذهب الوهابي ، فقال بعد الحديث عن الحرمان من اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صـ160 :
ولا تنسوا أنه في عصر الآباء والأجداد ومن قبلهم، لا يكاد بيت في اليمن يخلو من كتاب ( رياض الصالحين ) للإمام النووي رحمه الله، وكان دليلهم وأنيسهم في مجالسهم.
فهل حصرت السنة في رياض الصالحين ، وما المانع من أن يهتم الزيدية بكتبهم ويبحثون عنها !! وهل كتب الزيدية مثل مجموع الإمام زيد وكتاب الذكر ودرر الأحاديث النبوية وتيسير المطالب وأمالي المرشد بالله وأمالي أحمد بن عيسى وغيرها من المصادر التي قلت عنها أنها : من المصادر المفتقدة إلى صحة الرواية ! وهل من اتبع هذه الكتب داخل فيما حذر منه رسول الله (ص) بقوله الذي نقلته : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) !!
- ثم لاحظ ذكره المسائل التي يقول بها الزيدية ونصحهم بتركها حيث قال صـ161 :
حيث أن البعض منكم يعتقد عدم جواز مشروعية الدعاء في الصلاة المفروضة، ولا يأخذ الأدعية المأثورة في كتب السنة، حتى أن البعض لا يُؤَمِّنُ على دعاء الإمام في الصلوات، والبعض لا يُصَلِّي التراويح التي يصليها الكثير من أفراد الأمة في العالم الإسلامي، والبعض منكم لا يسجد مع المصلين سجود التلاوة وقد يبقى وحده محروماً من السجود ( ).
- وقال صـ178- 179 :
محرومون من شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنهم لا يؤمنون بها بل إنهم ينكرونها ويكذبون أحاديثها ( ) .
محرومون من رؤية الله جل جلاله في الآخرة، فالشيعة الرافضة ينكرون أدلة الرؤية الصريحة في القرآن والسنة، وهل هناك أوضح وأصرح من قول الله عز وجل في ذلك: (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ )) [القيامة:22] (( إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) [القيامة:23]... إلى قوله : فعجب لقوم لسان حالهم يقول : لا نريد أن نرى وجه ربنا ، ولا نريد شفاعة نبينا ! فأي حرمان وخذلان أعظم من هذا ؟!( )
وبعد ذلك عاد إلى عادته في التلبيس على القارئ ؛ حيث عقب ذكر هذه المسائل بذكر مسائل لا تقول بها الزيدية من رفض السنة وتشويه السيرة والطعن في أمهات المؤمنين ... إلخ .
- قال المؤلف صـ261 : وأخرج البخاري وأحمد عن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم المعروف بابن الحنفية قال: قلت لأبي: أَيُّ الناس خير بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: فَمَن؟ قال: عمر؟ قلت: ثم من؟ أنت! قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين ، وهذا من خُلُقِ التواضع عنده رضي الله عنه؛ لأن الله يقول: ( فَلاَ تُزَكُّوۤاْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ ) [النجم:32].
إلى غير ذلك من النقولات التي يؤكد فيها أن الشيعة يخالفون الإمام علياً وأهل البيت بتفضيله ، مع أن ذلك هو المعلوم من مذهب الزيدية قاطبة ، فهل يريد أن يقول أن الزيدية تخالف أمير المؤمنين وغيره من أهل البيت (ع) بتفضيلها له على غيره من الصحابة !!
قال المؤلف صـ286 : ثم إني أقول يا أخي الحبيب إذا كان التشيع معناه الحب فلماذا لا يكون التشيع كاملاً لكل من أحبهم الله ورضي عنهم ابتداءً بسيد الخلق وأحبهم إلى الله نبينا محمد (ص) ثم الآل والأصحاء وكل من سار على نهجهم ودعا بدعوتهم إلى يوم الدين !!
يا أخي لا أحد ينكر فضل من ذكرت ، ولا معنى للتشيع إن لم يكن هناك تأس بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا أن الإمام علياً (ع) صار علماً بالنسبة لفرق الشيعة – بما فيها الزيدية – عن غيرهم ، والتشيع في أمير المؤمنين (ع) ليس مستحدثاً بل أول من أشار إليه هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال كما رواه الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) في مجموعه :
حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال لي ربي ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت أنت أعلم يا رب. قال: يا محمد إني انتجبتك برسالتي، واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي، وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين أنت شجرة وعلي أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حبا، قلت: يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالبٍ)).
قال: ((بشرني بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبنائي الحسن والحسين منها وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوالٍ)).
وعلى أنا نعرف أن المؤلف وأضرابه لا يلتفتون إلى كلام الإمام زيد ورواياته ولا يعطونها أي قيمة ، إلا أنها إقامة للحجة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
وعلى سبيل الذكر نتسائل لماذا لم يذكر المؤلف عند ذكره لعلماء اليمن من أئمة الزيدية سوى الإمام يحيى بن حمزة (ع) !! أين الإمام الهادي والقاسم العياني وأبو الفتح الديلمي ، وأين الإمام أحمد بن سليمان وعبد الله بن حمزة والإمام المهدي والقاسم بن محمد وغيرهم عليهم السلام !!! ولماذا ركز على من خالف الزيدية من العلماء وتميز بنقد المذهب الزيدي كابن الوزير رحمه الله والعلامة ابن الأمير والشوكاني ؟!!
ثم لاحظ إشارته التي فيها ما فيها عندما قال : وتذكروا بالأمس القريب من تَصَدَّر من العلماء الهاشميين الدعوة إلى تربية الأمة على الكتاب والسنة والحكم بما أنـزل الله، وتطبيق قاعدة الشورى في الحكم والمساواة في الحقوق، ومن أبرزهم عظماء من آل الكبسي والشامي والديلمي والمطاع وغيرهم.
أين نجد ولو حتى الإشارة إلى علماء الزيدية المشهورين كالسيد العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي ، والسيد العلامة المجتهد المطلق علي العجري والسيد العلامة الكبير أحمد زبارة رحمهما الله ، والسيد العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور ، والسيد العلامة الولي العابد حمود بن عباس المؤيد !! أم أن هؤلاء لم يتصدروا إلى تربية الأمة على الكتاب والسنة !! ولا قوة إلا بالله .
نكتفي بهذه النقولات التي ما هي إلا شئ قليل ، ولولا ضيق المقام لأسهبنا في النقل ليتضح أن المؤلف متجن على الزيدية .
تشويش المؤلف وضبابية كتابه :
القارئ المتأمل في الكتاب يلاحظ مقدار الضبابية الموجودة فيه ، الأمر الذي لا يليق بأي صاحب فكرة يريد أن يوصلها إلى قارئ ، تلمس ذلك من خلال ذكره لمؤامرات ودسائس وأعمال جهنمية يقوم بها الناقمون على الإسلام والحاقدون عليه ( يعني الرافضة ) لكن لا يوثق شيئاً من ذلك ، وعلى طول الكتاب ومن أوله إلى آخر لا تجد نقلاً واحداً عن كتاب من كتب الشيعة أو عن مرجع بين يبين فيها تآمرهم ، بينما كتابه مشحون بتخاريج الأحاديث والأخبار المعروفة المشهورة ، فما معنى ذلك !!
وللتأمل ننقل لك أخي القارئ الكريم فقرات من كلامه :
قال صـ28 : غير أنه لا بد من الإشارة إلى أمر مهم، فالمتتبع والمراقب يلحظ في الآونة الأخيرة ظهور عدد من السلوكيات السلبية، والممارسات الغريبة، المستندة إلى أفكار وعقائد لا تَمُتُّ إلى اليمن وأهله، -على اختلاف مشاربهم- بصلة، إنما هي عقائد وأفكار وممارسات رافضية، ينقلها ويتبناها بعض أبناء اليمن وغيرهم من المغرر بهم، والمقلدين الذين يتلقفون مثل تلك الأمور دون بصيرة أو تفهم، أو تفحص لحقيقة الأمور وأصولها، وعواقبها وأضرارها في الدنيا والآخرة.
ومن تلك الأفكار الغريبة، ما يؤدي إلى:
- زعزعة الإيمان واليقين في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تضمنت المدح والثناء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهم جميعاً .
- ومنها ما يهدف إلى إبعاد الأمة عن هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحرمانها من الاقتداء به، وذلك بخلخلة الإيمان، وهدم الثقة في مصادر السنة، وتشويه السيرة النبوية العطرة المباركة، وتلفيق الأكاذيب للنيل من الصحابة، وتشويه سيرتهم ومواقفهم، حتى بلغ الحال ببعضهم أن قطعوا كل حبال الصلة بسنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... الخ .
والسؤال هنا : من أين زعمت هذه المزاعم ، وهلا حددت بالاسم والصفة من هم الذين ينشرون الأفكار التي تؤدي إلى ذلك ؟ وما هي هذه السلوكيات والممارسات وعلى أي أفكار وعقائد يستندون ؟؟!!
ثم ما مراده بهدم الثقة في مصادر السنة ، هل يقصد الانتقادات التي يوجهها كثير من العلماء بما فيهم علمائنا نحن الزيدية في البخاري ومسلم وغيرهما من الكتب التي ليست كتباً معصومة عندنا وفيها ما يؤخذ ويرد ، وليست كما يزعم المؤلف وأضرابه غير قابلة للنقاش ؟! إن كان هذا مراده فلماذا لا يصرح ، وإن لم يكن فما مراده ؟!! ماذا تريد يا أخ عبد العزيز ؟؟
ثم قال صـ30 : الإساءة إلى قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الماضي والحاضر، وذلك بتشويه تاريخهم، وافتراء الأكاذيب عليهم وإبرازهم وكأنهم دعاة بدع وخرافات، وأحقاد وضغائن، أو طلاب دنيا وعُشَّاق زعامة، وأصحاب أهواء وعصبيات، وهم بريئون من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
هل يقصد المؤلف بكلامه هذا أن الإمام الحسين والإمام زيداً والإمام النفس الزكية وغيرهم من أئمة الزيدية عليهم السلام بخروجهم على الظالم طلاب دنيا ؟!! وهل يريد أن يقول أن الإمام علياً عليه السلام كان عاشقاً للزعامة عندما قاتل معاوية أو نحو ذلك ؟!
أم ما هو التشويه الذي يقصده ؟؟ ماذا تريد يا عبد العزيز ؟!!
وقال وهو يظهر حرصه على المذهب الزيدي : وفي بعض مناطق اليمن كادت كتب ومراجع الشيعة الرافضة أن تطغى على كتب الزيدية والهادوية، حتى لمسنا مِن بعض مَن يرون أنفسهم شيعة، أنهم قد انخدعوا واغتروا بأفكار الروافض من أصحاب المذاهب الهدامة، التي أنكرها وحاربها علماء وأئمة الزيدية والهادوية، طوال الأزمنة الماضية.
يا أخي ما هي هذه الكتب والمراجع الشيعية ، هلا وضحت مرادك بها ؟؟ ولماذا تصر على التلبيس والتعمية والضبابية وعدم توضيح مرادك دائماً ؟؟ وكيف تقول هذا ونحن نعلم أن من يحارب المذهب الزيدي دائماً ما يتهم الزيدية بالاثني عشرية وأنهم يستخدمون التقية لنشر أفكارهم ، وكم قد لاحظنا ذلك في صنعاء في كثير من المساجد التي لا تعرف التشيع الاثني عشري أصلاً وعلى رأسها الجامع الكبير بصنعاء ، فهلا وضحت ما هي الكتب والمراجع الشيعية الرافضية !!
ثم من الذي نصبك حاكماً على المذهب الزيدي لتقول هذا كتاب زيدي وهذا كتاب شيعي رافضي ؟!! ومن أين لك هذه الصلاحية ومن الذي طلب منك حماية المذهب الزيدي ، ثم كيف يتوافق حرصك الشديد على المذهب الزيدي من المد الاثني عشري مع ما قدمنا من الدعوة إلى ترك المذهب الزيدي والمضي معك في القول بالرؤية وإثبات الشفاعة للفجرة والتأمين في الصلاة وما إلى ذلك ، أما تستحي من تناقضك ؟!!
ثم قال صـ157 موجهاً كلامه للهاشميين خصيصاً : وليحذر أحدكم أن يكون حَجَر عثرة وعقبةً كئوداً أمام الخير والصلاح والهداية، عن طريق الصد عن سبيل الله والمواقف المضادة للمشاريع الخيرية؛ سواءً كانت مساجد أم مدارس تحفيظ أم دُورَ علمٍ أم جمعيات خيرية، أم أنشطة وفعاليات تخدم الإسلام والمسلمين.
لماذا لا يصرح المؤلف هنا عند ذكره لمدارس التحفيظ بأن المقصود المدارس التي تنشر الأفكار الوهابية الدخيلة على فكرنا وبلدنا ؟! ولماذا لا يوضح أن مراده بالهاشميين الزيدية منهم الذين يحرصون على أن تبقى المساجد زيدية كما هي ؟! هل يريد المؤلف أن يقول أن كل من وقف أمام أفكار جماعته الوهابية ورد عليها هو داخل هو المقصود بمؤلفه هذا ؟! ولماذا لا يكون صريحاً ويعلنها بكل وضوح ؟!!
وقال بعدها صـ159 : ... والسبب في ذلك الارتياب في مراجع السنة وكتب الحديث ، والإعراض عنها إلى غيرها من المصادر المفتقدة إلى صحة الرواية ... إلى قوله : والمسلمون في العالم الإسلامي يطبقون السنة ويتحرون إقامتها ، وكما ترون في مشهد الناس في الحرم المكي والمدني في مواسم الحج والعمرة وهم يفدون إليها من أرجاء المعمورة ومن كل فج عميق ، وأغلب ما يؤدونه من مناسكهم وعباداتهم تمثل في جملتها اقتداء وتأسياً برسول الله (ص) .
يا ترى ما هي مراجع السنة وكتب الحديث المقصودة التي يريد إلزامنا بها ، هل يقصد بذلك كتاب البخاري ومسلم ؟!! ولماذا حصر السنة فيها ، ثم ما هي المصادر المفتقدة إلى صحة الرواية ، هل يقصد مجموع الإمام زيد بن علي (ع) أو أحكام الهادي أم أنه يقصد كتب الحديث عند الزيدية جملة وتفصيلاً ؟!! لماذا لا يوضح مراده ويفصله ويفضل التعمية والتلبيس والتشويش على الإفصاح عما يريد ؟
ثم أي سنة يقصد التي قال إن المسلمين يتحرون إقامتها ؟؟ هل يقصد ترك حي على خير العمل ؟ أم الضم في الصلاة ؟ أم أنه يقصد التأمين عقيب الفاتحة ؟ كيف وقد قال : وأغلب ما يؤدونه من مناسكهم وعباداتهم تمثل في جملتها اقتداء وتأسياً برسول الله (ص) . هل المطلوب منا كزيدية أن نترك مذهبنا حتى نصل إلى رضى هذا المؤلف الناصح للأمة بزعمه ؟؟
قال صـ165 موجهاً كلامه أيضاً للهاشميين خصيصاً : ... واتركوا الأمر كما أراده الله وسلموا لشرعه وحكمه ، حيث جعل الأمر شورى بين المسلمين .
ترى ما الذي قام به الهاشميون ودعاه إلى أن يقول مثل هذا الكلام ؟؟ هل هناك اعتراض من الهاشميين على نظام البلد ؟؟ ولماذا توجيه الكلام بهذه الصورة التحريضية القذرة التي تضع الهاشميين في موضع الاتهام بأنهه متآمرون ؟؟
مع الهاشميين :
من جرأة المؤلف أنه وضع فصلاً كاملاً خصصه ( لبعض ) الهاشميين ، لم يخف فيها نزعته العنصرية الخبيثة ولم يستطع أن يقاوم رغبته في بث سمومه .
بدأ الفصل بقوله : ونقول لإخواننا الهاشميين ممن يحتاجون إلى هذا التنبيه: أليس الأجدر والأولى بأقارب النبي صلى الله عليه وسلم وذُرِّيته أن يكونوا أكثر الناس حُبًّا وإخلاصاً لـه، وأشد الناس حرصاً على اتباعه والاقتداء به ونُصْرَة سنته؟
هل يكون محباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من يخالف هديه، ويعصي أوامره، ويكره سنته، ويبغض أصحابه وأزواجه ؟
هل يكون مقتدياً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ينأى بنفسه عن سائر المسلمين، ويستبدل أُخوَّة الإسلام بأُخوةِ النسب والسلالة، وموازين الإيمان والتقوى بمـوازين الجاهلية وعصبياتـها ؟ (( أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِى هُوَ أَدْنَىٰ بِـﭑلَّذِى هُوَ خَيْرٌ )) [البقرة:61].
ألا يسعكم ما وسع المسلمين جميعاً من الأخوة الشاملة والموازين القرآنية، والمنهج الصافي النقي اَلْمُسْتَقَى من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
هل هذا الكلام إلا نفث للسم الناقع في المجتمع ، وعمل بقصد أو بغير قصد على تأليب الناس على الهاشميين !! وهل هناك من الهاشميين من ينطبق عليهم افتراءاتك هذه ؟؟
ثم قال صـ150 ناصحاً الهاشميين : ان التشيع ليس مذهب آل البيت لا في الماضي ولا في الحاضر .
وقد قدمنا رواية الإمام زيد بن علي (ع) في فضل الشيعة فلا حاجة للرد مرة أخرى .
بعد ذلك قام بذكر قضية عدم تزويج الهاشمية بغير الهاشمي ، ونحن إذ ننكر هذه الظاهرة السيئة ولا نقبلها ، نستنكر ذكرها خاصة وأن الأمر ليس خاصاً بالهاشميين ، فمن المعروف أن القبائل كذلك لا يزوجون بناتهم من بعض الأسر ، فلماذا يخصص الهاشميون بالذكر ، هل ذلك إلا تأليب للناس عليهم !!
ثم يقول بلهجة فيها تحريض سافر على عداوة الهاشميين صـ 162 : واحذروا الحرمان من حلاوة التواضع وخفض الجناح للمؤمنين، فالبعض منكم يحب أن يُقَدَّمَ على غيره في كثير من المصالح والمنافع ويتعالى على الناس، ممن ليسوا على هواه ولا من سلالته، بل ربما يرغب أن يُقَبِّل الناس يديه وربما ركبتيه تعظماً، كما يفعل بعض المتكبرين من غير الهاشميين.
ونقول طالما وهذه الأعمال يقوم بها غير الهاشميين فلماذا تخصص الهاشميين بالذكر !! وهل هذا التحريض هي الأخلاق التي تعلمتها من جماعتك ؟
ثم يقول وبكل وقاحة صـ166 : واحذروا من الوقوع في الظلم للآخرين، فالبعض لا يرى حرجاً في إلحاق الضرر بمن ليسوا من عنصره، ومنعهم حقوقهم ووضع العراقيل في طريق مصالحهم، وربما يكون الدافع، الغرور وحب الذات وأطماع الدنيا .
ألا تعلم أنك بهذا تحرض على فئة من المجتمع ، وأن الكثير ممن يقرأ كلامك يصدق ما تقوله ويبادر إلى تطبيق ما تذكره على جميع الهاشميين ، خاصة وأنك قد ذكرت وأكدت أن هناك من يتعصب لعنصره ضد إخوانهم من الهاشميين كما قلت صـ172 !! أولا تعلم أن هذا الكلام هو الذي سيدفع الهاشميين إلى أن يكونوا فئة من دون أخوانهم في الدين والذي أظهرت حرصك على ألا يقع !!!
ثم قال : احذروا من الترويج لفكرة إباحة المتعة، فأنتم تعلمون علم اليقين أنها مناقضة لشرع الله مضيعةٌ لكل الأحكام الشرعية المتعلقة ببناء الأسرة والحياة الزوجية، وحقوقها والفرائض الشرعية في المواريث وغيرها، فزواج المتعة حرام فطرةً وعقلاً ونقلاً .
وأنا أقول أما تستحي يا أخي هداك الله ! فلا يعلم أن هاشمياً في طول البلاد وعرضها روج لفكرة المتعة ، فلماذا هذا الافتراء والكذب ، اتق الله في نفسك .
جزى الله كل من ساهم في نشر هذا البحث خير الجزاء ،،
وهذا رابط لتحميله منسقاً في ملف وورد :
http://www.al-majalis.com/upload/downlo ... 2d0ed31495
.... يتبع إن شاء الله