رسالة احمدي نجاد الى الشعب الأمريكي

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

رسالة احمدي نجاد الى الشعب الأمريكي

مشاركة بواسطة لــؤي »

صورة


الي الشعب الأمریکی 2006/11/28



بسم الله الرحمن الرحیم



الشعب الأمریکی الشریف


إذا کانت تخلو هذه المنطة من العالم من أنشطة و فعالیات الحکومة الأمریکیة و تأثیراتها السلبیة علی حیات شعوبنا و حالات من عدم الأستقرار والحروب التی افتعلتها امریکا فیها والنتائج المؤسفة للتدخل الأمریکی فی سائر دول العالم.
کذلک لولا عبودیة الشعب الأمریکی بالله الواحد القهار و انصیاعه للحق والعدالة من جهة والأعمال السریّة التی تقوم بها الحکومة الأمریکیة و امتناعها عن نشر الحقائق والواقعیات الموجودة من جهة أخری.
و إذا ما کانت لدینا جمیعاً مسؤولیة مشترکة حیال الحریة والکرامة الأنسانیة و حرمة الأسادءة إلیها لما کانت الضرورة تستدعی مخاطبتکم والتکلم إلیکم.
لابد أن نذعن هنا بأن التقدیر الالهی شاء أن یتواجد البلدان ایران و أمریکا علی فاصل جغرافی کبیر من بعضهما البعض علی ساحة المعمورة . غیر أن القیم والحالة الروحیة الأنسانیة العامة والتی تتکلم عن تفوّق عنصر الکرامة و الفضیلة لدی کافة البشریة قد قرّبت الشعبین الکبیرین الی بعضهما البعض.
فکلا الشعبین یعبدان الله، یرجوان الحق والعدالة و یطالبان بالشرف والعزة والکمال الأنسانی المنشود.
الجمیع یسر ویتلذلذ و یتناغم مع الترویج عن القیم والخصائل الأنسانیة مثل المحبة ، الوحدة والتماسک، احترام حقوق البشر و إسناد الحق والأنصاف والدفاع عن المظلومین امام عنهجیة المتجبرین.
جیمعنا لدینا رغبة مشترکة فی الخیرات وخدمة الآخر خاصة إذا کان الأمریتعلق بخدمة المحرومین والمظلومین ونتألم لم من عدم تحقیق العدالة ، و تهمیش حقوق الأنسان و تحقیره.
جمیعنا منزعجون من التضلیل والکذب والخداع و نعشق الهدایة والنور والأخلاص و نبد الریاء.
إن الفطرة الأنسانیة للشعبین الکبیرین الأیرانی و الأمریکی تقف علی حقیقة هذا الکلام.

الشعب الأمریکی الشریف
إن شعبنا مدّ دوماً ید الصداقة والود الی کافة شعوب العالم. و هناک مئات الآلاف من ابناء وطنی الأیرانیین یتعایشون معاکم فی جوّ ملأها الأخاء والسلام وعموماً فإنهم مصدر خدمات جلیلة فی مجتمعکم. فشعبنا و عبرسنین طویلة کان علی إتصال بکم و بالرغم من الصعوبات غیر المبّررة للمسؤولین الأمریکیین فإن التواصل والصداقة باقیة علی حالها.
کما أسلفت فإننا نحمل هواجس مشترکة معاً، نتألم من التشرذم و عدم استقرار الأوضاع فی عالم الیوم.
نحن و أنتم نتألم من زیادة آلام و هموم الشعب الفلسطینی المظلوم فالاعتداءات المستمرة للحکومة الصهیونیة علی اصحاب الأراضی الفلسطینیة الأصلیین حرّم العیش علیهم و زاد فی تأزم و تعقید الأوضاع سوءاً یوماً بعد یوم. فالحکومة الصهیونیة و أمام مرآ ومسمع الأعین والکامیرات والمراقبین الدولیین تغیر بالطائرات علی الشعب الأعزل و تقوم بتخریب المنازل بالجّرافات، و تقتل التلامیذ فی الشوارع والأنهج بالأسلحة الرشاشة و تجعل العوائل ثکلی تنتظر و تنتدب اولادها.
ما من یوم ألا و تقترف الآیادی الصهیونیة جرائم جدیدة.
فالأمهات الفلسطینیات مثل الأمهات الأیرانیات والآمریکیات تحبن اولادهن و یتألمن بشدة لجرح و سجن و مقتل اولادهن. و هل من ام لم تتألم علی فقد أبنها؟
منذ 60 سنة والنظام الصهیونی أقدم علی تشرید الملایین من سکان الأراضی الفلسطینیة. فالکثیر من هؤلاء المشردین ما توا فی الغربة و فی المخیمات و أبناءهم ترکوا الشباب خلفهم و وصلوا علی اعتاب الشیخوخة فی حین یتمنون العودة إلی دیارهم أنتم تعلمون جیّداً بأن الحکومة الأمریکیة عبر دعمها الدائم واللا محدود للنظام الصهیونی قد شجعت الصهاینة علی اقتراف کل هذه الجرائم. فالحکومة الأمریکیة لم تسمح لمجلس الأمن ادانة حکومة الصهانیة الغاصبة ! و هل بمقدور احد أن ینکر جفاء الحکومة الإمریکیة و نقضها العهود للبشریة؟ الحکومات تأتی الی سدة الحکم من أجل خدمة شعوبها. و لن یسمح أی شعب لحکومتها أن تدعم و تساند الظالمین. ولکن و مع الأسف فإن الحکومة الأمریکیة لن تبالی ولن تحترم الرأی العام لشعبها فحسب بل رفعت رایة دعم و مساندة المعتدین بحقوق الشعب الفلسطینی.
انظروا الی العراق. منذ تواجد الحکومة الأمریکیة فی العراق و إلی یومنا هذا قتل اکثر من 150 الف من الشعب العراقی و شرّد مئات الآلاف منهم و فی المقابل نمی و ترعرع الأرهاب بشدّة فی هذا البلد. کذلک و مع تواجد الحکومة الامریکیة فی العراق لم تخطی آیة خطوة فی مجال إعادة بناء ما دمرته آلیة الحرب و لم یتم یناء البنی التحتیة و إزالة الفقر عن وجه هذا البلد. هم تذرغوا بوجود اسلحة الدمار الشامل ولکن إتضح فیما بعد کذب و افتراء هذا الأمر. بما أن صدام قد تم إسقاطه و فرح الشعب بسقوطه غیر أن آلام و هموم الشعب العراقی ازداد رقعته جملة و تفصیلا.
یتواجد فی العراق حالیاً ما یقارب 150 الف جندی امریکی بعیداً عن عوائلها وهم إمرة القیادة الأمریکیة. وقد قتل و جرح اعداد ملفتة للنظر من هذه القوات و أن تواجد هذه الجنود فی العراق و جهت ضربة الی سمعة الحکومة الأمریکیة و شعبها. وقد عبرت العوائل الأمریکیة العدید من المرّات عن عدم رضاها أزاء تواجد ابناءها فی العراق التی تبعد آلاف الکیلومترات عن أمریکا فی حین یتساءل الجنود الأمریکیین لأی سبب أتیتم بنا إلی هذا المکان؟
أستبعد إن تکونوا راضین عن هذا الوضع. فهناک عشرات الملیارات من الدولارات تصرف من خزانتکم سنویاً إزاء تواجد هذه القوات فی العراق.

الشعب الأمریکی الشریف
لقد سمعتم بأن الحکومة الأمریکیة تقوم بصید معارضیها من مختلف نقاط العالم و تزج بهم فی سجونها المخیفة التی اوجدتها فی أقصی بقاع العالم بدون محاکمة و بعیدة عن الرقابة الدولیة. الله هو الذی یعلم من هم هؤلاء السجناء و ما هو المصیر المر الذی ینتظرهم. قد سمعتم قصة سجن ابو غریب المؤلم فی العراق و سجن قوانتانامو. فالواضح أن الحکومة الأمریکیة تقوم بتوجیه کل هذه المبادرات و تتذرع أنها بعملها هذا تکافح الأرهاب. غیر أن الجمیع یعلم بأن مثل هذه المبادرات إنما یجرح مشاعر الناس فی شتی أرجاء المعمورة و توسع فی رقعة الأرهاب و تسی إلی سمعة آمریکا لدی الشعوب.
و لابد من القول هنا بأن المبادرات اللاقانویة و اللا أخلاقیة للحکومة الأمریکیة لن تقتصر فقط فی خارج نقاط الحدود الأمریکیة. أنتم ترون کل یوم کیف أن الحریات المدنیة فی أمریکا تنحسر و تضرب علیها الخناق تحت ذریعة مکافحة الأرهاب فحتی الحریات الفردیة و حریمها أصبحت فاقدة المعنی. فقوانین القضاء والحقوق الأساسیة تضرب بعرض الحائط و هناک رقابة مشدّدة مضروبة علی الهواتف و یلقی القبض علی أی شخص مشکوک فیه او یتم ضرب الأشخاص بشکل قسری فی الشوراع او یتم قتلهم بواسطة الرصاص. أنا واثق بأن الشعب الأمریکی لا یرضی بهذه المعاملة و یعلن عن اشمئزازه و غضبه لمثل هذه السلوکیات .
فالحکومة الأمریکیة تری أنها غیر ملزمة إمام المنظمات والجمعیات. وقد إساءت الحکومة الإمریکیة إلی سمعة و اعتبار المنظمات الدولیة خاصة منظمة الأمم المتحدة و مجلس الأمن.
لأ أقصد فی هذه الرسالة أن أشیر الی کافة المشاکل و الأرهاصات.
إن مصدر القوة و ماء الوجه لأی حکومة لن یأتی البتة من الدبابات والطائرات والصواریخ والقنابل الذریة بل أن القوة والمناعة تأتی عبر المنطق القویم والتوجه السلیم المبنی علی إحقاق الحق و حب الخیر للبشریة کافة ..
فینتابنی الشک بأن المسؤولین و اصحاب القیادة الأمریکیة مع مواصلتهم لأعمال الهیمنة واللعب خلف الستار و جعل الشعب الأمریکی بعیداً عن المبادرات والبرامج التی یتخذونها، سیضعون امریکا امام وضع اسوأ مما هو علیه.
بلا شک أن الشعب الأمریکی لا یرضی بهذه الممارسات وقد عبر عن عدم رضاه فی الأنتخابات الأخیرة.
و کلی أمل أن السید بوش قد استلم رسالة الشعب الأمریکی عبر الأنتخابات الأخیرة .
فسؤالی شخصیّاً هو:
هل بالأمکان حقیقة، تسییردفة الحکم بشکل أفضل و با الا لتزام بالعدالة والأعتراف بحقوق الشعوب یتم وضع الثروة والقوة فی خدمة السلام والاستقرار و رفاهیة الشعوب بدلاً من الألتجاء الی الاعتداء واشعال الحروب؟
جمیعنا ندین الأرهاب، لأن ضحایا الأرهاب الأصلیین هم الأبریاء و لکن هل بالأمکان احتواء الأرهاب عن طریق الحرب والهدم و قتل مئات الآلاف من الأبریاء؟
فأذا کان مثل هذا الأمر فی متناول الیدّ لما ذا لم تحل الأشکالیة؟
إن تجربة الهجوم علی العراق أمامنا ما هی هدیة الصهاینة إلی الشعب الأمریکی مقابل تلقیهم المساعدات من الحکومة الأمریکیة ؟
فالمؤسف حقاً أن نری أن الحکومة الأمریکیة ترجح و تقدم مصالح الصهاینة المحتلین علی مصالح الشعب الأمریکی وسائر شعوب العالم!
ما هی الخدمة التی قدمتها الصهاینة الی الشعب الإمریکی حتی تلتزم الحکومة الأمریکیة بخدمة الصهاینة المعتدین والسئ الصیت؟ و لا یشک احد بأن الشبکة الصهیونیة قد امتدت إلی قطاع واسع من الأنظمة البنکیة والمالیة والأقتصادیة والثقافیة والاعلامیة!
فإننی أوصی احتراماً للبشریة و احترام الشعب الأمریکی أن نعترف رسمیاً بحق الشعب الفلسطینی بالعیش علی ارضه و فی بیته، حتی یتسنی للملایین من الفلسطینیین المشرّدین أن یعودوا الی وطنهم و دیارهم و فی عملیة اجراء استفتاء عام یتم تحدید کامل الأراضی الفلسطینیة و حکومته المستقبلیة. فحصول مثل هذالأمر یکون لصالح الجمیع.
و فی الوقت الراهن حیث أصبح للعراق دستوراً موحداً ، حکومة و برلماناً مستقلاً. ألا تکون عودة الضباط والجنود الأمریکیون الی بلدهم و وضع المیزانیات العسکریة الباهظة فی خدمة رفاهیة الشعب الأمریکی اقرب الی الصواب؟
أنتم تعلمون جیداً بأنه مازال هناک العدید یشکو ویتألم من جرّاء اعصار کاترینا کما أن هناک الکثیر من الفقراء والبؤساء ممن یفرشون الأرض ما زالوا یعانون الأمرین من الناحیة الأقتصادیة.
و لی کلام ایضاً مع من ربحوا الأنتخابات فی أمریکا!
لقد جاءت العدید من الحکومات إلی الآن و تقلدوا مقالید الحکم فی امریکا. فالبعض منها حکمت بسمعة طیبة. کما کانت هناک حکومات لن یذکرها الشعب الامریکی و لا الشعوب الآخری بخیر.
و انتم حیث اصبحتم تتواجدون فی قطاع هام من الحکومة، فسیقول الشعب والتاریخ رأیه فیکم.
فإذا عالجت الحکومة الأمریکیة التحدیات الراهنة علی صعید الداخل والخارج بنظرة مبنیة علی الحق والعدالة سیکون بمقدورها إلی حدّما تعویض و ترمیم مخلفات الماضی المثکل بالجراح و أن تقلل من حجم الغضب العالمی و إذا ارادو المضی قدماً فی نفس الطریق الذی تم سلوکه لحد الآن فلیس غریباً علی الشعب الأمریکی أن یضع الفریق الجدید جانباً و یجعله یرتبط بمصیر سلفه علماً أن الأنتخابات الأمریکیة تعبر عن فشل السیاسات الأمریکیة و لیس انتصارکم فیها. و فی الواقع تم التطرق إلی هذه الموضوعات بالتفصیل فی الرسالة الموجهة الی السید بوش من قبل.

خلاصة القول:
بالأمکان تسییر دفة الحکم مع آداب أخری مغایرة ثماباً مع لغة الهیمنة و اللاعدالة.
بالأمکان خدمة القیم المشترکة الأنسانیة و با الصدق والإخلاص و بعیداً عن بؤر التوتر والتهدید و فرض الهیمنة والحروب عند ذلک تنعم البشریة بالرفاهیة والعیش الکریم بالأمکان ایصال العالم إلی سلّم الکمال المنشود الذی یتوخاه البشریة و ذلک عبر التوحید و عبودیة الخالق والأخلاق الحمیدة والمعنویات مع استلهام العبر والدروس التی وصلتنا من الأبنیاء الآلهیین.
ففی ذلک الوقت سیتغلب الشعب الامریکی الذی یعبدالله و یسلک طریق الأدیان الآلهیة علی کافة المشاکل.


النقاط التی ذکرتها تمثل جانباً من هواجسی الشخصیة
أناواثق منکم أیها الشعب الأمریکی انکم ستلعبون دوراً مهما فی تقویة دعائم العدالة والمعنویة فی العالم. فإن وعودالله و أبنیانه ستتحقق و أن العدل والصدق سیعمان العالم و أن کافة الشعوب ستصل الی حیاتها الکریمة الحقیقیة فی جوّ ملئها الحب والأخاء.
فالفریق الحاکم واصحاب المناصب و أقویاء أمریکا علیهم أن لا یختاروا الطرق المسدودة التی تحول دون عودتهم الی طریق الصواب. و استناداً الی تعالیم الأنبیاء الآلهیین فالظلم لا یدوم و الفئة الباغیة فی طریقها الی الهاویة والسقوط و حالیاً فطریق العودة إلی الأیمان والمعنویة أصبح سالکاً.
لابد الألتفات الی الکلام السماوی القرآنی الذی یقول:
فَاَمّا مَن تابَ و امَنَ وَ عَمِلَ صالحاً فعَسی اَن یَکونَ مِنَ المفلِحین. وَ رَبّکَ یَخلُقُ ما یَشآء وَ یَختارُ ما کانَ لَهُم الخِیرَة سُبحانَ اللهِ وَ تَعالی عَمّا یُشرِکون.

- سائلاً العلی القدیر الرفعة والازدهار لکافة شعوب العالم وللشعبین الایرانی و الامریکی.
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“