لنقتبس الإجابة من النصوص التالية:
1- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (4) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ/الأنفال
2- وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)/التوبة
3- وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (56)/القصص
4- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (2) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ/المؤمنون
5- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ/البينة
وعن رسول الله صلوات الله عليه وآله:
6- قال رسـول اللّه (ص ) :" ألا انـبـئكـم لـم سـمـي الـمـؤمـن مـؤمـنـا ؟ لايـمانه الناس على انفقسهم وأموالهم "
7- روى ان رسـول اللّه (ص ) نـظـر الـى الـكـعبة فقال :" مرحبا بالبيت ما أعظمك وأعظم حرمتك على اللّه ,والله للمؤمن أعظم حرمة منك ،لأن الله حرم منك واحدة ومن المؤمن ثلاثة:ماله ودمه وأن يظن به ظن السوء "
8- صفة المؤمن : الْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ، َحُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ، أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً، وَأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً، يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ، وَيَشْنَأُ السُّمْعَةَ، طَوِيلٌ غَمُّهُ، بَعِيدٌ هَمُّهُ، كَثِيرٌ صَمْتُهُ، مشْغولٌ وَقْتُهُ، شَكُورٌ صَبُورٌ، مغْمُورٌ بِفِكْرَتِهِ، ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ سَهْلُ الْخَلِيقَةِ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ ، وَهُوَ أَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ/333/حكم النهج
9- عن علي (ع ) : المؤمن اذا وُعظ ازدجر , واذا حُذر حذر , واذا عُبر اعتبر , واذا ذُكر ذكر , واذا ظُلم غفر
10- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: وقورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء، شكورا عندالرخاء، قانعا بمارزقه الله،لا يظلم الاعداء ولا يتحامل للاصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة...../ الكافي/ص47
11- رسـول اللّه (ص ) : ان الـمـؤمن يُعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده , وأنه لأ كرم على اللّه من ملك مقرب/ميزان/1398
12-علامات المؤمن
الامـام زيـن الـعـابـدين (ع ) : علامات المؤمن خمس : الورع في الخلوة ، والصدقة في القلة ، والصبر عند المصيبة ، والحلم عنـد الغضـب ، والصدق عند الخوف
قلة عدد المؤمنين :
1- وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (41)/هود
2- بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (64)/العنكبوت
3- إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ(25)/ص
4- اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (14)/سبأ
والآيات بهذا المعنى تزيد عن 60 آية
السيد سامي
___________________________
اللهم بلغنا أن نكون من المؤمنين بصفاتهم الحقة...
إلهي أنت كما نحب...فاجعلنا كما تحب!!!!!
هل نحن مؤمنون؟
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 108
- اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 7:46 pm
هل نحن مؤمنون؟
إلهي...أنت كما أحب، فاجعلني كما تحب!!!!
~ بنت محمد ~
~ بنت محمد ~
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
الحمدلله
بالفعل موضوع هادف اختي , وتوقيته كان موفقا , فهذا السؤال هام وخطير جدا , ويحتاج منّا نحن معاشر المكلفين الى اجابة صادقة شفافة , لنكون صادقين مع الله ومع انفسنا ...!
صفات المؤمن كثيرة , فمن منّا يتحلى بهذه الصفات..؟؟؟
بل من منّا يتحلى ببعضها ...؟؟؟
لعل هذا هو مغزى هذه المشاركة النافعة يا اختي ام المرتضى ...!
التأمل في هذه الصفات - والتى جاءت على شكل عناصر متسلسلة من 1 الى 12 عنصر – والنظر اليها بهدوء و سكينة يجعل الواحد منّا يتسائل هل انا أو هل نفسي متصفة بهذه الصفات أو حتى ببعضها ..؟؟؟
على أن هذه العناصر تحتوي على أكثر من صفة اصلية ذات ابعاد وعناصر اخرى أو فرعية متفرعة من ذات العنصر نفسه فالموضوع كبيرومتداخل ومتشابك وكلما توسعنا فيه فسيأخذ ابعاد كبيرة الموضوع بهذا الاعتبار يصلح ان يكون مشروع كتاب يتم فيه دراسة صفات المؤمن بشكل اعم واشمل ..!
سوف احاول ان اتأمل في العنصر الاول : والذي اقتبسه كاتب المقال من خلال سورة الانفال والتى قال الله فيها :
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (4) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) صدق الله العظيم
أولا :
قول الله "أنما "
اقول : "إنَّما " كلمة تفيد الحصر والقصر عند العرب اذا استخدمة في تراكيبهم .
فاذا قلتَ "إنما العالمُ زيدٌ " فقد حصرتَ وقصرتَ هذه الصفة على زيد وجعلتها حكرا عليه أي ان صفة العلم له لا لغيره من اقرانه وامثاله من بني جنسه ...!
وهنا يقول الله : "إنما المؤمنيون الذين .... الخ "
أي : من تحلى بهذه الصفات والتى سيأتي بيانها فهو المؤمن الذي يستحق هذا الوصف اعني صفة الايمان وأما من لم يتصفْ بهذه الصفات فهو غير مؤمن ولا يعد من المؤمنين ولمَّا يدخل الايمان الى جوفه ليظهر عليه اثناء تصرفاته ..!
اقول : ويتقوى الاخذ بمفهوم المخالفة هنا كون الله سبحانه اتى بما يفيد الحصر والقصر وهو لفظ "إنّما"
و معنى " وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ "
اي خافت خوفا كبيرا وحزنت حزنا عظيما .
فلفظ الوجل يحتوي على معطى الخوف وفي نفس الوقت يحتوي على معطى الحزن.
والخوف والحزن اذا اجتمعا في قلب المكلف منّا حصل له انكسار في قلبه وشعور بالنقص والخضوع والذل لربه فيسلم له ويُخضعُ كلَّ مراداته لمراد ربه وخالقه وقد يصاب بدنه بالضعف والنحول ويصفر لونه من شدة خوفه من الله .!
وقد اشار الى هذا امير المؤمنين في خطبة المتقين حين وصفهم بقوله : " قد براهم الخوف بري القداح " ومعلوم ان التقوى ارفع مراتب الايمان ولا مجال للحديث عنها الان .
ويبقى السؤال هنا لما الخوف من الله وقد علمنا مدرى رحمته بنّا ولما الحزن عليه وقد عرفنا مدى استغنائه عنّا ؟؟
اقول :
إن حياة المؤمن يجب ان تكون هكذا بين الخوف والرجا ...!
فالخوف من الله مهما بلغ واشتد فهو يظل معطى ايجابي في حياة المؤمن يقوده دائما نحو الامام والترقي ...
لا أنه معطى ذو طابع سلبي – كما قد ينظر اليه البعض - يقود المكلف منّا نحو الجمود والتخلف .
وتكمن ايجابية هذا المعطى كونه يدفع بالمكلف منّا الى العمل والتحرك وتنفيذ مراد الله.
فهناك الكثير منّا من يوظف هذا الخوف ليكون الدفع له من اجل تنفيد اوامر الله .
ف (س) من المؤمنين يقيم الصلاة لانه يحاف من الله و(ص) من المؤمنين يخرج الزكاة لأنه يخاف من الله و( ع ) من المؤمنين يذهب الى العمل في المشغل ليكسب القوت الحلال خوفا من ان يضيع افراد اسرته فقد جاء في الخبرعنه صلى الله عليه وآله وسلم " كفى بالمرء اثما ان يضيع من يعول ".
اذا معطى الخوف هنا يشكل رافدا من الايجابيات والتى يتعذر حصرها هنا في هذا المقام ..!
اقول: وقد اشار الى هذا أمير المؤمنين في قوله المشهر: من الناس من يعبد الله عبادة الاحرار ومنهم من يعبده عبادة التجارومنهم من يعبده عبادة العبيد ....الخ .
نعم
والحديث عن الرجا والامل في رحمة الله وتعلق المؤمن بها امر لا بد منه كونه يحصن المؤمن من اخطرامراض النفس الآ وهو اليأس والقنوط ... وقديما قيل "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس "
ان وجود هذين العنصرين في قلب المؤمن امر يخلق التوازن في داخله ويجعل منه مكلفا واعيا مهدفا يحمل هما وخوفا واملا وطاقة من المشاعر الجارفة في داخله هذا الامر يمنحه القدرة على التحكم في خط سير حياته لتكون حياته ذات غاية وهدف .
أما الحزن على الله فإن المؤمن بعد ان عرف الله حق معرفته وبعد ان حصل له اليقين الكامل وانغمس في بحار عبادته وتلذذ بمعرفته و بوجود خالقه . فإنه اذا قصر في حق ربه أو ابتعد عن منهج خالقه وانحرف انحرافا يسيرا عن مساره الذي رسمه لنفسه وهذا التقصير والانحراف والبعد عنه تعالى في اطار ما يحصل من صغير الذنوب والتى تكون بسبب الخطاء أو النسيان والغفلة لابسبب الاصرار والتعمد والجرأة عليه سبحانه وهذا ما اشار الله اليه في قوله تعالى : (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلاَّ اللمم إنَّ ربَّك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذْ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنَّةٌ في بطون أُمهاتكم فلا تُزكُّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتَّقى )
نعم اذا حصل من المؤمن بعض التقصيرفي اطار ماذكر سابقا فإنه يحزن ويوجل لسببين اثنين :-
الاول : لإن المؤمن عرف الله حق معرفته وعرف انه هو المنعم عليه وانه هو المتفضل عليه بهذه النعم التى يتقلب فيها فاذا كان الله هو المنعم علينا فمن حقنا ان نشكرهذا المنعم ولا نكفره ومن حقنا ان نذكره على الدوام وبدون انقطاع ولا ننساه طرفة عين ..!
والثاني : أن المؤمن يحزن على نفسه يحزن على مستقبله يحزن على ما ضيع من ايام حياته و امور اخرته فقد فاته كسب الحسنات والترقي في الدرجات ونيل رضى الله الكامل ورضوانه الدائم ....!
أن حزن المؤمن موتور بحزن فهو كلما عرف الله حق معرفته ودخلت هيبته في قلبه اشتد حزنه بسبب قليل عبادته وتقصيره في حق ريه وسيده بل إن المؤمن يصارح الله ويسترحمه ويستعطفه وفي هذا المقام يقول إمام الساجدين وزين العابدين في دعاء يوم عرفة: "أَنَا الْمُسِيءُ الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ الْعَاثِرُ، أَنَا الَّذِيْ أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً، أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفى مِنْ عِبَادِكَ وَبَارَزَكَ، أَنَا الَّذِي هَابَ عِبَادَكَ وَأَمِنَكَ أَنَا الَّذِي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ أَنَا الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ، أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ، أَنَا الْقَلِيلُ الْحَيَاءِ، أَنَا الطَّوِيلُ الْعَنآءِ ........"
فمتى كان زين العابدين وسيد الساجدين قليل الحياء من ربه ؟؟؟
ومتى كان بابي وامي هو مرتهن ببليته ؟؟؟
ومتى بابي وامي هو وما املك من عصى وعثر وهاب ووو ...
.......................
.........................................
....................سبحانك اللهم
اكتفي بهذا
بالفعل موضوع هادف اختي , وتوقيته كان موفقا , فهذا السؤال هام وخطير جدا , ويحتاج منّا نحن معاشر المكلفين الى اجابة صادقة شفافة , لنكون صادقين مع الله ومع انفسنا ...!
صفات المؤمن كثيرة , فمن منّا يتحلى بهذه الصفات..؟؟؟
بل من منّا يتحلى ببعضها ...؟؟؟
لعل هذا هو مغزى هذه المشاركة النافعة يا اختي ام المرتضى ...!
التأمل في هذه الصفات - والتى جاءت على شكل عناصر متسلسلة من 1 الى 12 عنصر – والنظر اليها بهدوء و سكينة يجعل الواحد منّا يتسائل هل انا أو هل نفسي متصفة بهذه الصفات أو حتى ببعضها ..؟؟؟
على أن هذه العناصر تحتوي على أكثر من صفة اصلية ذات ابعاد وعناصر اخرى أو فرعية متفرعة من ذات العنصر نفسه فالموضوع كبيرومتداخل ومتشابك وكلما توسعنا فيه فسيأخذ ابعاد كبيرة الموضوع بهذا الاعتبار يصلح ان يكون مشروع كتاب يتم فيه دراسة صفات المؤمن بشكل اعم واشمل ..!
سوف احاول ان اتأمل في العنصر الاول : والذي اقتبسه كاتب المقال من خلال سورة الانفال والتى قال الله فيها :
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (4) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) صدق الله العظيم
أولا :
قول الله "أنما "
اقول : "إنَّما " كلمة تفيد الحصر والقصر عند العرب اذا استخدمة في تراكيبهم .
فاذا قلتَ "إنما العالمُ زيدٌ " فقد حصرتَ وقصرتَ هذه الصفة على زيد وجعلتها حكرا عليه أي ان صفة العلم له لا لغيره من اقرانه وامثاله من بني جنسه ...!
وهنا يقول الله : "إنما المؤمنيون الذين .... الخ "
أي : من تحلى بهذه الصفات والتى سيأتي بيانها فهو المؤمن الذي يستحق هذا الوصف اعني صفة الايمان وأما من لم يتصفْ بهذه الصفات فهو غير مؤمن ولا يعد من المؤمنين ولمَّا يدخل الايمان الى جوفه ليظهر عليه اثناء تصرفاته ..!
اقول : ويتقوى الاخذ بمفهوم المخالفة هنا كون الله سبحانه اتى بما يفيد الحصر والقصر وهو لفظ "إنّما"
و معنى " وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ "
اي خافت خوفا كبيرا وحزنت حزنا عظيما .
فلفظ الوجل يحتوي على معطى الخوف وفي نفس الوقت يحتوي على معطى الحزن.
والخوف والحزن اذا اجتمعا في قلب المكلف منّا حصل له انكسار في قلبه وشعور بالنقص والخضوع والذل لربه فيسلم له ويُخضعُ كلَّ مراداته لمراد ربه وخالقه وقد يصاب بدنه بالضعف والنحول ويصفر لونه من شدة خوفه من الله .!
وقد اشار الى هذا امير المؤمنين في خطبة المتقين حين وصفهم بقوله : " قد براهم الخوف بري القداح " ومعلوم ان التقوى ارفع مراتب الايمان ولا مجال للحديث عنها الان .
ويبقى السؤال هنا لما الخوف من الله وقد علمنا مدرى رحمته بنّا ولما الحزن عليه وقد عرفنا مدى استغنائه عنّا ؟؟
اقول :
إن حياة المؤمن يجب ان تكون هكذا بين الخوف والرجا ...!
فالخوف من الله مهما بلغ واشتد فهو يظل معطى ايجابي في حياة المؤمن يقوده دائما نحو الامام والترقي ...
لا أنه معطى ذو طابع سلبي – كما قد ينظر اليه البعض - يقود المكلف منّا نحو الجمود والتخلف .
وتكمن ايجابية هذا المعطى كونه يدفع بالمكلف منّا الى العمل والتحرك وتنفيذ مراد الله.
فهناك الكثير منّا من يوظف هذا الخوف ليكون الدفع له من اجل تنفيد اوامر الله .
ف (س) من المؤمنين يقيم الصلاة لانه يحاف من الله و(ص) من المؤمنين يخرج الزكاة لأنه يخاف من الله و( ع ) من المؤمنين يذهب الى العمل في المشغل ليكسب القوت الحلال خوفا من ان يضيع افراد اسرته فقد جاء في الخبرعنه صلى الله عليه وآله وسلم " كفى بالمرء اثما ان يضيع من يعول ".
اذا معطى الخوف هنا يشكل رافدا من الايجابيات والتى يتعذر حصرها هنا في هذا المقام ..!
اقول: وقد اشار الى هذا أمير المؤمنين في قوله المشهر: من الناس من يعبد الله عبادة الاحرار ومنهم من يعبده عبادة التجارومنهم من يعبده عبادة العبيد ....الخ .
نعم
والحديث عن الرجا والامل في رحمة الله وتعلق المؤمن بها امر لا بد منه كونه يحصن المؤمن من اخطرامراض النفس الآ وهو اليأس والقنوط ... وقديما قيل "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس "
ان وجود هذين العنصرين في قلب المؤمن امر يخلق التوازن في داخله ويجعل منه مكلفا واعيا مهدفا يحمل هما وخوفا واملا وطاقة من المشاعر الجارفة في داخله هذا الامر يمنحه القدرة على التحكم في خط سير حياته لتكون حياته ذات غاية وهدف .
أما الحزن على الله فإن المؤمن بعد ان عرف الله حق معرفته وبعد ان حصل له اليقين الكامل وانغمس في بحار عبادته وتلذذ بمعرفته و بوجود خالقه . فإنه اذا قصر في حق ربه أو ابتعد عن منهج خالقه وانحرف انحرافا يسيرا عن مساره الذي رسمه لنفسه وهذا التقصير والانحراف والبعد عنه تعالى في اطار ما يحصل من صغير الذنوب والتى تكون بسبب الخطاء أو النسيان والغفلة لابسبب الاصرار والتعمد والجرأة عليه سبحانه وهذا ما اشار الله اليه في قوله تعالى : (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلاَّ اللمم إنَّ ربَّك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذْ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنَّةٌ في بطون أُمهاتكم فلا تُزكُّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتَّقى )
نعم اذا حصل من المؤمن بعض التقصيرفي اطار ماذكر سابقا فإنه يحزن ويوجل لسببين اثنين :-
الاول : لإن المؤمن عرف الله حق معرفته وعرف انه هو المنعم عليه وانه هو المتفضل عليه بهذه النعم التى يتقلب فيها فاذا كان الله هو المنعم علينا فمن حقنا ان نشكرهذا المنعم ولا نكفره ومن حقنا ان نذكره على الدوام وبدون انقطاع ولا ننساه طرفة عين ..!
والثاني : أن المؤمن يحزن على نفسه يحزن على مستقبله يحزن على ما ضيع من ايام حياته و امور اخرته فقد فاته كسب الحسنات والترقي في الدرجات ونيل رضى الله الكامل ورضوانه الدائم ....!
أن حزن المؤمن موتور بحزن فهو كلما عرف الله حق معرفته ودخلت هيبته في قلبه اشتد حزنه بسبب قليل عبادته وتقصيره في حق ريه وسيده بل إن المؤمن يصارح الله ويسترحمه ويستعطفه وفي هذا المقام يقول إمام الساجدين وزين العابدين في دعاء يوم عرفة: "أَنَا الْمُسِيءُ الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ الْعَاثِرُ، أَنَا الَّذِيْ أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً، أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفى مِنْ عِبَادِكَ وَبَارَزَكَ، أَنَا الَّذِي هَابَ عِبَادَكَ وَأَمِنَكَ أَنَا الَّذِي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ أَنَا الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ، أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ، أَنَا الْقَلِيلُ الْحَيَاءِ، أَنَا الطَّوِيلُ الْعَنآءِ ........"
فمتى كان زين العابدين وسيد الساجدين قليل الحياء من ربه ؟؟؟
ومتى كان بابي وامي هو مرتهن ببليته ؟؟؟
ومتى بابي وامي هو وما املك من عصى وعثر وهاب ووو ...
.......................
.........................................
....................سبحانك اللهم
اكتفي بهذا

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 108
- اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 7:46 pm
أخي محمد:
إن صب الاهتمام على موضوع الخوف يدفعني للتطرق لموضوع قاله لي جدي يومًا:
كنت أعبر له عن مدى إعجابي بكلمة سيد الوصيين (ع) وهو يقول:
إلهي...ما عبدتك طمعًا في جنتك...ولا خوفًا من نارك...ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك!!!
فقالوا جدي الله يرضى عليهم:
لا أعتقد أن مثل هذا الكلام يصدر من إمام المتقين....إذ كيف لا يردعه الخوف من عبادة الله؟
فقلت: قد سما في إيمانه، فصار المحرك له للعبادة هو حب الله جل في علاه.
أليس هو يقول: ما رأيت شيئًا إلا ورأيت الله معه وفقبله وبعده وفيه. فالله تعالى هو المحور في حياة علي (ع)...
فما ردكم يا سيدي على كلام سيدي جدي الحسن رحمهم الله؟
إن صب الاهتمام على موضوع الخوف يدفعني للتطرق لموضوع قاله لي جدي يومًا:
كنت أعبر له عن مدى إعجابي بكلمة سيد الوصيين (ع) وهو يقول:
إلهي...ما عبدتك طمعًا في جنتك...ولا خوفًا من نارك...ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك!!!
فقالوا جدي الله يرضى عليهم:
لا أعتقد أن مثل هذا الكلام يصدر من إمام المتقين....إذ كيف لا يردعه الخوف من عبادة الله؟
فقلت: قد سما في إيمانه، فصار المحرك له للعبادة هو حب الله جل في علاه.
أليس هو يقول: ما رأيت شيئًا إلا ورأيت الله معه وفقبله وبعده وفيه. فالله تعالى هو المحور في حياة علي (ع)...
فما ردكم يا سيدي على كلام سيدي جدي الحسن رحمهم الله؟
إلهي...أنت كما أحب، فاجعلني كما تحب!!!!
~ بنت محمد ~
~ بنت محمد ~
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
السلام عليكم سيدتي ام المرتضى ثم السلام على كل من يتابع هنا.
بالفعل لفتة كريمة منكم حقيقة بالتأمل ...!
واذا كان جدكم – رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته - هو الذي ذهب اليه ذهني اثناء مطالعتي لردكم على مشاركتي فإني والله استحي من الرد على ماطرحوه من رأي في هذه المسألة فجدكم كان زين عابدين زمانه وازهد هم في حطام هذه الدنيا واورعهم عن حلالها فضلا عن حرامها واشدهم تقوى واعلمهم معرفة وفقه ورواية ودراية عرف ذلك العام والخاص رحمهم الله رحمة الابرار واسكنهم الله فسيح جناته وانزل عليهم الضياء والنور والبهجة والسرور من ليلنا هذا الى يوم النشور آمين .
فإن ابيتم اختي الا اظهار رأيي في تلك النكتة الدقيقة واللطيفة الرقيقة فإني اقول لكم ملبيا وسامعا مطيعا : إن ما ذهبتِ اليه أنتِ هو الصواب والظاهر .
ذلك ان امير المؤمنين - وتاج الموحدين الانزع البطين - حالة استثنائة بين اصحاب رسول الله لا يقاس عليه احد منهم ولا يرقى الى عالي منزلته طير من طار منهم .
اشار الى هذا ودل عليه الجم الغفير من الروايات التى نقلت عن امير المؤمنين في غير موضع اخص بالذكر منها ماروي عنه حيت تكلم عن الموت قال عليه السلام :" وَاللهِ لَاَبْنُ أَبي طَالِبٍ آنَسُ بالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْي أُمِّهِ، بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لَأَضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ البَعِيدَةِ"
وهنا يتركب الجواب على سيدي الحسن من غير وجه :-
الاول :
ان معارف امير المؤمنين كانت مكتملة فقد علمه رسول الله ابوابا من العلم وفتح الله عليه من الفتوحات ما يجعله في منزلة من يعبد الله كما يرد الله .
فالله سبحانه وتعالى برغم انه جعلنا عبيدا له الا أنه اراد لنا ان نكون في موقع عزة من خلال عبادته في هذه الدار الفانية وجعل سبحانه سر عزتنا في عين خضوعنا وتعبدنا له .
ولو تأمل المتأمل والذي يصلى لله ركعتين فرادى في قول الله في سورة الفاتحة : " اياك نعبدُ " واياك نستعين " لعرف هذا المكلف ان الله اراد لنا العزة بعبادتنا له فقوله تعالى :" اياك" واستخدامه سبحانه لهذا الضمير دون غيره من الضمائر فيه معنى عزتنا بعبادتنا له سبحانه .
ازيد الامر ايضاحا :
معنى "اياك" اي انت يالله لا غيرك نخصه نحن بالعبادة دل على الحصر والقصر تقيدم معمول نعبدُ الذي هو اياك .
ونعبدُ فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على اخره لتجرده من الناصب والجازم .
و بداخل هذا الفعل ضمير مستتر جوازا تقديره نحن أي نحن نعبدك يالله .
ونحن في لغة العرب ضمير قد يعني المعظم لنفسه أو المتكلم الذي معه غيره .
والذي يصلي لله ركعتين حالة كونه منفردا لا بد أن يردد هذه الآية كما انزلها الله فيقول : مخاطبا لربه في اثناء صلاته نحن يالله نعبدك ونحن يالله نستعين بك على ما كلفتنا به وكأن الحق سبحانه اراد لنا ان نخاطبه سبحانه ونحن في موقع المعظم لنفسه بسبب انا استجبنا له ولبينا دعوته لنا وآمنا بما انزل الينا .
ايضا كونه عَلِمَ في سابق علمه ان هيبته اذا دخلت وحلت في قلوب المؤمنين وتغلغلت فيها فسيحصل لهم وحشة وخوف كبير وتصدع وانشقاق في قلوبهم قد يضطربون لها كما اشار اليه امير المؤمنين اضطراب الحبال في البئر...!
لذا افرد سبحانه ضميره وجعله بتلك الصيغة صيغة المفرد ولم يجعله بصيغة المعظم لنفسه فلم يقل سبحانه : "أياكم اعبدُ " ولم يقل حتى : "اياكم نعبد" بل نزل نفسه سبحانه منزلة الواحد الفرد الغير معظم لنفسه وخاطبنا بذلك كونه ذكر في أول سورة الفاتحة انه هو الرحمن وأنه هو الرحيم .
الثاني :
ومن خلال التصور السابق يظهر لكم أن أمير المؤمنين حين اطلق تلك العبارة كان ينطلق من موقع المعتز بعبادته لربه فهو لم يعبد ربه خوفا من عقابه أي لم يعبد الله خوفا من ذات النار نفسها التى خلقها الله وهو القادر عليها وعليه فهو يعرف مسبقا انه لا طاقة له بذلك العقاب ولا قدرة له على تحمل مثل ذلك السخط.
الثالث :
امير المؤمنين ليس في موقع المتحدي وكيف يكون في موقع المتحدي وهو يدرك انه هبابة صغيرة في ملك الله الذي يقدر عليها متى شاء .؟؟؟
الرابع :
ومن خلال ما سبق يظهر ايضا انه ليس في تلك العبارة ما يوحي بالوقاحة أو قلة الادب مع الله اثناء الخطاب له بل إن العزة التى سكنت قلب امير المؤمنين والتى اكتسبها من خلال طاعته لله هي الدافع الرئيس الذي جعله يتفوه بمثل تلك العبارة ..!
تحياتي لكم والسلام عليكم
بالفعل لفتة كريمة منكم حقيقة بالتأمل ...!
واذا كان جدكم – رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته - هو الذي ذهب اليه ذهني اثناء مطالعتي لردكم على مشاركتي فإني والله استحي من الرد على ماطرحوه من رأي في هذه المسألة فجدكم كان زين عابدين زمانه وازهد هم في حطام هذه الدنيا واورعهم عن حلالها فضلا عن حرامها واشدهم تقوى واعلمهم معرفة وفقه ورواية ودراية عرف ذلك العام والخاص رحمهم الله رحمة الابرار واسكنهم الله فسيح جناته وانزل عليهم الضياء والنور والبهجة والسرور من ليلنا هذا الى يوم النشور آمين .
فإن ابيتم اختي الا اظهار رأيي في تلك النكتة الدقيقة واللطيفة الرقيقة فإني اقول لكم ملبيا وسامعا مطيعا : إن ما ذهبتِ اليه أنتِ هو الصواب والظاهر .
ذلك ان امير المؤمنين - وتاج الموحدين الانزع البطين - حالة استثنائة بين اصحاب رسول الله لا يقاس عليه احد منهم ولا يرقى الى عالي منزلته طير من طار منهم .
اشار الى هذا ودل عليه الجم الغفير من الروايات التى نقلت عن امير المؤمنين في غير موضع اخص بالذكر منها ماروي عنه حيت تكلم عن الموت قال عليه السلام :" وَاللهِ لَاَبْنُ أَبي طَالِبٍ آنَسُ بالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْي أُمِّهِ، بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لَأَضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ البَعِيدَةِ"
وهنا يتركب الجواب على سيدي الحسن من غير وجه :-
الاول :
ان معارف امير المؤمنين كانت مكتملة فقد علمه رسول الله ابوابا من العلم وفتح الله عليه من الفتوحات ما يجعله في منزلة من يعبد الله كما يرد الله .
فالله سبحانه وتعالى برغم انه جعلنا عبيدا له الا أنه اراد لنا ان نكون في موقع عزة من خلال عبادته في هذه الدار الفانية وجعل سبحانه سر عزتنا في عين خضوعنا وتعبدنا له .
ولو تأمل المتأمل والذي يصلى لله ركعتين فرادى في قول الله في سورة الفاتحة : " اياك نعبدُ " واياك نستعين " لعرف هذا المكلف ان الله اراد لنا العزة بعبادتنا له فقوله تعالى :" اياك" واستخدامه سبحانه لهذا الضمير دون غيره من الضمائر فيه معنى عزتنا بعبادتنا له سبحانه .
ازيد الامر ايضاحا :
معنى "اياك" اي انت يالله لا غيرك نخصه نحن بالعبادة دل على الحصر والقصر تقيدم معمول نعبدُ الذي هو اياك .
ونعبدُ فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على اخره لتجرده من الناصب والجازم .
و بداخل هذا الفعل ضمير مستتر جوازا تقديره نحن أي نحن نعبدك يالله .
ونحن في لغة العرب ضمير قد يعني المعظم لنفسه أو المتكلم الذي معه غيره .
والذي يصلي لله ركعتين حالة كونه منفردا لا بد أن يردد هذه الآية كما انزلها الله فيقول : مخاطبا لربه في اثناء صلاته نحن يالله نعبدك ونحن يالله نستعين بك على ما كلفتنا به وكأن الحق سبحانه اراد لنا ان نخاطبه سبحانه ونحن في موقع المعظم لنفسه بسبب انا استجبنا له ولبينا دعوته لنا وآمنا بما انزل الينا .
ايضا كونه عَلِمَ في سابق علمه ان هيبته اذا دخلت وحلت في قلوب المؤمنين وتغلغلت فيها فسيحصل لهم وحشة وخوف كبير وتصدع وانشقاق في قلوبهم قد يضطربون لها كما اشار اليه امير المؤمنين اضطراب الحبال في البئر...!
لذا افرد سبحانه ضميره وجعله بتلك الصيغة صيغة المفرد ولم يجعله بصيغة المعظم لنفسه فلم يقل سبحانه : "أياكم اعبدُ " ولم يقل حتى : "اياكم نعبد" بل نزل نفسه سبحانه منزلة الواحد الفرد الغير معظم لنفسه وخاطبنا بذلك كونه ذكر في أول سورة الفاتحة انه هو الرحمن وأنه هو الرحيم .
الثاني :
ومن خلال التصور السابق يظهر لكم أن أمير المؤمنين حين اطلق تلك العبارة كان ينطلق من موقع المعتز بعبادته لربه فهو لم يعبد ربه خوفا من عقابه أي لم يعبد الله خوفا من ذات النار نفسها التى خلقها الله وهو القادر عليها وعليه فهو يعرف مسبقا انه لا طاقة له بذلك العقاب ولا قدرة له على تحمل مثل ذلك السخط.
الثالث :
امير المؤمنين ليس في موقع المتحدي وكيف يكون في موقع المتحدي وهو يدرك انه هبابة صغيرة في ملك الله الذي يقدر عليها متى شاء .؟؟؟
الرابع :
ومن خلال ما سبق يظهر ايضا انه ليس في تلك العبارة ما يوحي بالوقاحة أو قلة الادب مع الله اثناء الخطاب له بل إن العزة التى سكنت قلب امير المؤمنين والتى اكتسبها من خلال طاعته لله هي الدافع الرئيس الذي جعله يتفوه بمثل تلك العبارة ..!
تحياتي لكم والسلام عليكم

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون

-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 108
- اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 7:46 pm
سيدي أخي الفاضل محمد:
سبحان الله ،وما شاء الله عليك لا قوة إلا بالله.
وصلت بك النباهة أن عرفت سيدي جدي الحسن الله يرضى عليهم. ولكن لدي سؤال: أنى لك معرفتهم؟
أما تعليقك على الموضوع فعين العقل.
بارك الله في قلمكم سيدي وكثر الله من أمثالكم.
وتقبلوا فائق احترامي وتقديري،،،
سبحان الله ،وما شاء الله عليك لا قوة إلا بالله.
وصلت بك النباهة أن عرفت سيدي جدي الحسن الله يرضى عليهم. ولكن لدي سؤال: أنى لك معرفتهم؟
أما تعليقك على الموضوع فعين العقل.
بارك الله في قلمكم سيدي وكثر الله من أمثالكم.
وتقبلوا فائق احترامي وتقديري،،،
إلهي...أنت كما أحب، فاجعلني كما تحب!!!!
~ بنت محمد ~
~ بنت محمد ~
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 2745
- اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
- اتصال:
الله يرفع قدركم سيدتي ام المرتضى ويرحم الله جدكم آمين فقد لقيتهم مرة واحدة في محل اقامتهم ب.............. وكنت بصبحة ابي وسيدي وشيخي / محمد بن محمد المنصور والذي علمني كيف احترم العلماء واجلهم وانظر اليهم من خلال محاسنهم وزاكي اعمالهم وطيب عنصرهم وحسن اخلاقهم ........!أم المرتضى كتب:سيدي أخي الفاضل محمد:
سبحان الله ،وما شاء الله عليك لا قوة إلا بالله.
وصلت بك النباهة أن عرفت سيدي جدي الحسن الله يرضى عليهم. ولكن لدي سؤال: أنى لك معرفتهم؟
أما تعليقك على الموضوع فعين العقل.
بارك الله في قلمكم سيدي وكثر الله من أمثالكم.
وتقبلوا فائق احترامي وتقديري،،،
اما عن معرفة تاريخ جدكم الحسن ونظالهم وعلمهم فقد سمعته من غير واحد ...!!!
ويبقى الزين زين .... وان رماه الغواة والبغاة والحاقدين والجهلة ومراهقي السياسة بالشين ...!!
اكتفي بهذا وشكرا على هذا الموضوع مرة اخرى فقد افادني ورب الكعبة ..!
اخوكم /

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
