قصيدة السيد الإمام شيخ آل الرسول، وصفوة أسباط الوصي والبتول الهادي بن إبراهيم الوزير ـ عليهم السلام ـ، والتي شرحها بكتابه العظيم، ومؤَلَّفِه الفخيم نهاية التنويه بإزهاق التمويه:
[تظلّمه مما يسمع ويرى من هضم حق أهل البيت عليهم السلام]
أَقاويلُ غَيٍّ في الزمانِ نَواجِمُ *** وأوهامُ جهلٍ بالضلالِ هَوَاجِمُ
ومُسترقٌ سمعاً لآلِ محمدٍ *** فأين كرامٌ بالنُّجومِ رَواجِمُ
ومُستوقِدٌ ناراً لحربِ علومِهِمْ *** فأين البحارُ الزَّاخراتُ الخضارِمُ
ومُعْتَرِضٌ فيهمْ بِمِخْرَاقٍ لاعبٍ *** فأين السيوفُ الباتراتُ الصوارِمُ
ومجتهدٌ في ذمِّ قومٍ أكارمٍ *** فأين الأُباةُ السابقونَ الأكارِمُ
ومنتهشٌ لحماً لهمْ وهو ثعلبٌ *** فأين الأسودُ الخادراتُ الضراغِمُ
[ترجّيه لإزالة الظلم عنهم]
عسى نخوةٌ تَحمي على آلِ أحمدٍ *** فقدْ ظَهَرَتْ بغياً عليهمْ سخائِمُ
عسى غاضبٌ لله فيهمْ بحكمِهِ *** يُحَكِّمُ فيهِ الحقَّ فالحقُّ حاكِمُ
عسى ناظرٌ فيهمْ بعينِ بصيرةٍ *** وحَاكٍ لِمَا نصتْ عليهِ الملاحِمُ
عسى ناقمٌ ثاراً لهمْ مِنْ عدوهمْ *** فذاكَ عدوٌ بالمناقِمِ ناقِمُ
عسى عارفٌ ما قالَ فيهمْ أبوهمُ *** فقدْ جُهِلَتْ تلكَ النُّصوصُ العظائِمُ
عسى سالِمٌ فيهمْ عداوة ناصبٍ *** فقد فازَ منها سالِمٌ ومُسالِمُ
عسى عادمٌ حقداً عليهمْ بقلبهِ *** فقد قلَّ منهُ اليومَ مَنْ هو عادِمُ
عسى صَائمٌ مِنْ لحمِ أولادِ حيدرٍ *** فما شاتِمٌ من لحمهمْ هو صائِمُ
[جرائم الإنكار والجحود]
وهمْ أَنكروا حصرَ الإمامةِ في بني الـ *** ـبَتــولِ وقالوا الغيرُ فيها مُسَاهِمُ
ولَمْ يَجعلوا إلاَّ اختياراً طريقها *** وبالعقدِ قالوا أمرُهَا مُتعالِمُ
وهمْ أَبطلوا الإجماعَ مِنْ آلِ أحمدٍ *** دليلاً وآيُّ السمعِ في ذاك قائِمُ
وهمْ أَنكروا علمَ البتولِ وفضَّلُوا *** عليها وهذا لا تَراه الفواطِمُ
وهمْ أَنكروا لعنَ ابنِ هندٍ وسبَّهُ *** وهذا الذي تنهدُّ منه الصلادِمُ
وزادوا على هذا وقالوا بأنَّ مَنْ *** توقف فيه فهو في الجهلِ غاشِمُ
[الحجج على ما أنكروه]
وحربُ عليٍّ منه كالشمسِ ظاهرٌ *** وَهلْ لطلوعِ الشمسِ في النَّاس كاتِمُ
وَحسبكَ منه مقتلُ ابنِ سميةٍ *** وَتأويلُهُ للنصِّ فيه مُصادِمُ
معَاويةٌ في لعنةِ الله خالدٌ *** وتعذيبُهُ فيها من الله دائِمُ
ولعنتُهُ أحلى من الشَّهْدِ مطعماً *** إذا حنظلتْ فيها لقومٍ مَطاعِمُ
[عودة إلى تعداد الجرائم]
وقالوا يزيدٌ مستحقٌّ توقفاً *** وَرأسُ حسينٍ عندهُ وَالغلاصِمُ
وهمْ جهَّلوا الرسيَّ وَهو مقدَّسٌ *** عن الجهلِ بحرُ الحكمةِ المتلاطِمُ
وهم أَنكروا إسنادَ يحيى وقاسمٍ *** وَمَا لهما في العالَمين مُقاسِمُ
وقالوا لنا الهادي إلى دينِ ربِّهِ *** مُلَبِّسُ دينٍ، حظُّهُمْ متفاقِمُ
وهم عجبوا منه لإحداثِ مذهبٍ *** وَما إنْ له في الحقِّ قالوا دعائِمُ
[تعجب وسخرية]
إذا القاسمُ الرَّسيُّ ضَلَّ بزعمِكُمْ *** فمنْ يَهتدي في الناسِ إنْ ضلَّ قاسم؟!
وإنْ يَكُنِ الهادي إلى الحقِّ جَاهلا *** على زعمكم فيه فمن هو عالِمُ؟!
[عودة إلى التعداد]
وقالوا بأنَّ المذهبَ الحقَّ مذهبٌ *** أتاهُ بنُ إدريسٍ عليه عوالِمُ
وما كثرةُ الأتباعِ في الحقِّ آيةٌ *** إذاً ذهبتْ بالفَلْجِ منه الأَعاجِمُ
وهمْ صوَّبُوا نَشْوَانَ في هَذَيَانِهِ *** على أنَّه فيما هَذَى فيه آثِمُ
وسَاداتُنَا نصَّتْ بِقَطْعِ لسَانه *** رواه لنا المنصورُ إذْ هو ناظِمُ
وهم ظلموا المختارَ أجراً أتـى بـه الـ *** كتابُ ومِن هذا تكونُ الجرائِمُ
[تصبُّرٌ وتسلِّي]
إذا ظلموا آلَ الرَّسولِ مَودةً *** فلا بُدَّ يوماً تُستقصُّ المظالِمُ
وإنْ نَبحوا ساداتِ آلِ محمدٍ *** فهلْ قمرٌ مِنْ نبحةِ الكلبِ واجِمُ ؟
وليس يضرُّ البحرُ وهو غَطَمطَم *** إذا مَا رمَاهُ بالحجارةِ رَاجِمُ
[نداءٌ وبلاغ]
فيا راكباً هوجاءَ مِنْ نسلِ شَدْقَمٍ *** تأخر عنها اليعملات الشداقِمُ
تجوبُ الفيافي فَدْفَدَاً بعد فد فدٍ *** وتوجف إن كلت هناك الرواسِمُ
[مدح وثناء]
أَنِّخْهَا على بابِ الإمامِ محمدٍ *** إمامِ هدىً طالتْ بهِ النَّاسَ هاشِمُ
أقولُ لهُ ما قالهُ في جدودِهِ *** أخو مقةٍ للمدحِ في الآلِ ناظِمُ
فجودكمُ للرزقِ في الناسِ قاسمٌ *** وسيفُكُمُ في البأسِ للكفرِ قاصِمُ
وما النَّاسُ إلاَّ أنتمُ دونَ غيركمْ *** وسائرُ أملاكِ الزَّمانِ بهائِمُ
وقل لي له من بعدِ تقبيلِ كَفِّهِ *** ولثمٍ له حتى كأني لاثِمُ
[استنكار متأدب]
أَيُنْكَرُ مولانا عليٌ مكانَهُ *** وعلمُكَ زَخَّارٌ وَسيفُكَ صَارِمُ
وَتُشْتَمُ سَاداتُ الرَّسولِ عَدَاوةً *** ويَرْغَدُ في أكنافِ فضلِكَ شاتِمُ
وَيُوصَمُ يحيى بنُ الحسينِ بنِ قاسمٍ *** ويأوي إلى إحسانك الجمِّ وَاصِمُ
ويُدعَى وَقد أحيا الرَّشادَ مُلَبِّسَاً *** وأنت لأهلِ البيتِ بالحقِّ قائِمُ
ويَرفعُ أَركانَ الضلالةِ ناصبٌ *** وَأنت لأركانِ الضلالةِ هادِمُ
وتُنسى لأَسباطِ الرَّسولِ مناقبٌ *** وتُؤذى لأولادِ البتولِ مكارِمُ
ويُنْكَرُ فضلُ السبقِ من آلِ أحمدٍ *** وتُطْمَسُ منهمْ في العلومِ معالِمُ
لقد عَظُمَتْ هذي الجرائمُ غايةً *** وقد هُتِكَتْ فيها هناك المحارِمُ
فماذا تَرى فالأمرُ أمرُك في الورى؟ *** أتُنْكِرُ هذا أم على الغيظِ كاظِمُ؟
وماذا يقولُ السابقونَ إلى الهدى *** ومن لهمُ في الحق تُقْرَى العزائِمُ؟
أمستيقظٌ طرف الحميةِ فيهمُ *** عَلى مذهبِ الساداتِ أم هو نائِمُ؟
[استغاثة وحث]
ألا يالَزيدٍ دعوةً علويةً *** لصاحبها التوفيقُ واليُمنُ خادِمُ
عدوُ عليٍّ والأئمةِ بعدَهُ *** أمشتدةٌ منكمْ عليه الشكائِمُ؟
وَهلْ قائمٌ منكمْ له بفريضةٍ؟ *** فإنَّ ابتداعاتِ الأعادي قوائِمُ
وَهل عَاملٌ لله لا شيءَ غيره؟ *** ومجتهدٌ فالأمرُ والله لازِمُ
إذا لَمْ يَكُنْ فيكمْ ظهورُ حَمِيَّةٍ *** عَلَى مذهبِ الهادي وإنْ لامَ لائِمُ
فلا نُشِرَتْ للعلمِ فيكمْ دفاترٌ *** ولا لُويَت للفضل منكم عَمائمُ
تمت
نسألكم الدعاء لمن كان سببا في إخراج هذه القصيدة ..
حقد ماضٍ يتجدد ... صبرا يا آل محمد
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3099
- اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
- مكان: قلب المجالس
حقد ماضٍ يتجدد ... صبرا يا آل محمد
رب إنى مغلوب فانتصر
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3099
- اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
- مكان: قلب المجالس
القصيدة قديمة ، لا أملك تأريخها بالضبط ..
إنما لم يستجد شيئا ..
لازالت رائحة الدماء تفوح منذ تلك القصيدة ومنذ ماقبلها وحتى يومنا هذا
وَتُشْتَمُ سَاداتُ الرَّسولِ عَدَاوةً *** ويَرْغَدُ في أكنافِ فضلِكَ شاتِمُ
.
.
.
عسى ناقمٌ ثاراً لهمْ مِنْ عدوهمْ *** فذاكَ عدوٌ بالمناقِمِ ناقِمُ
إنما لم يستجد شيئا ..
لازالت رائحة الدماء تفوح منذ تلك القصيدة ومنذ ماقبلها وحتى يومنا هذا
وَتُشْتَمُ سَاداتُ الرَّسولِ عَدَاوةً *** ويَرْغَدُ في أكنافِ فضلِكَ شاتِمُ
.
.
.
عسى ناقمٌ ثاراً لهمْ مِنْ عدوهمْ *** فذاكَ عدوٌ بالمناقِمِ ناقِمُ
رب إنى مغلوب فانتصر