بقلم الأستاذ / علي حسين الديلمي (القدس وثقافة الاستسلام)

[زيد بن علي]

مقالات بقلم الأستاذ / علي حسين الديلمي

القدس وثقافة الاستسلام
في هذه الأيام يخيم علينا أجواء شهر رمضان والذي له علاقة حميمة بنا حيث نستلهم الدروس ونتعلم أصول الحركة الرسالية المتكاملة بالمعاني الروحية الجلية ونقتفي أبعاد أطروحات وأعمال الحبيب المصطفى وعبادته لربه وكلما هل علينا شهر رمضان ترتسم الصورة في المخيلة للقدس وفلسطين ولا سيما في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان جمعة القدس في البقعة الطاهرة لها ردحاً من الزمن في كابوس الصهيونية وما زالت الزمن يدور وفلسطين جاثمة يف أيادي إرهاربية بغيضة وكما قبل زمن نردد الشعارات ونعلن من خلال تلك الشعارات أننا لن نتنازل عن أي جزء من فلسطين وسوف ننسف بالصهاينة ومع مرور الزمن تغيرت الخطابات إلى إنشاء دولتين واحدة للصهاينة وأخرى لنا ، وبعد مدة وجيزة طالبنا ( الأرض مقابل السلام ) ( ويا سلام علينا يا سلام !! ) .
كانت المفاجأة أن سمح لعرفان وزمرته بأن يعيشوا في جزء بسيط في من فلسطين ويمارس هو والزمرة إسكات الرافضين للصهاينة والدولة الصهيونية وكان دوره هو ( شرطي ) لا غير !! وبعد مدة ارتفعت الأصوات لكن ليس لتحرير فلسطين ولكن لتقاسم القدس فأصبح الشرطي عرفات يصرخ القدس لنا في مهزلة كوميدية سوداء معروف عنها أنها لعبة لا غير ( لعبة ) .
والكارثة ليست في هذه الأحداث لأنها مهما جثم الصهاينة فهم إلى زوال لكن الكارثة هي في تواري ثقافة ( رفض الصهيونية ) وقد حضرت في العطلة الصيفية الماضية احتفالاً لشبابنا بذلوا خارقاً في إعداد حفل رائع لكن خيبة الأمل عندي تجلت عندما عرض الشباب مسرحية عن ( موت السلام ) ويقصد به سلام المستسلمين مع الصهاينة وقد صدمت إذ كنت أعتقد أن معظم الشباب يعرفون أن قضيتنا نحن كل المسلمين هي تحرير فلسطين كل فلسطين ، ولم أكن أتوقع أن أجد مضمون المسرحية مقتنع بثقافة الاستسلام وكأن قضيتنا هي قضية الاتفاق المخزي المسمى بالسلام والذي يحمل دلائل واضحة وجلية تعبر بوضوح عن سحق واستهزاء واستعلاء واستقواء
وعن طرفان أحدهما يحاور من تحت الجزمة العسكرية الأمريكية والآخر ممسك بصاروخ نووي ولا عزاء للقراء وأعتقد أن دور المؤسسات الثقافية والفعاليات الحية المتيقظة لدور الثقافة في أذهان أولادنا وعلى الأقل تظل القضية حية في قلوبهم وعقولهم وتبقى فلسطين كل فلسطين ( والله غالب على أمره ولو كره المشركون ) .