البداء ... بين موت إسماعيل ... وبين إمامة إسماعيل ...!!!!

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .


الأخ الكريم / إبن حريوه السماوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قلت أخي الكريم :
لأن الإمامة كما قلت تكليف على الناس عندكم وعندنا وليست لأصحاب الأئمة فقط الخواص والعوام وهذا لا يخالفني فيه أحد من الإمامية إلا أنت .

والجواب :
لا أخالفكم أخي الكريم في أن الإمامة كما ذكرتم ، غير أن حديثي كان في معرفة شخص خليفة الإمام وليس الإمام نفسه .

وقلت أخي الكريم :
كيف يتم للعوام معرفة إمام زمانهم هل بالنص من النبي أما من الإمام الذي قبله عليه ؟
والجواب :
بأحدهما أو كليهما .

وقلت أخي الكريم :
وأيضا من أين لك تخصص حصول الإبتلاء في الإمام الثاني عشر دون غيره هل بالنص أو بغيره ؟ مع أن خفاء النص عن العوام وعن الناس لأجل ما وقع لأهل البيت وشيعتهم من أنواع الأذي وغيره وهل هذا إلا الإبتلاء الا إذا كان الإبتلاء عندك شيء آخر .

والجواب :
قصدت بالإبتلاء الذي أشرت إليه هو التكليف ، فقبل الإمام الثاني عشر لم يكن العوام من أتباع الأئمة عليهم السلام مكلفون بالإيمان بالأئمة الإثناعشر ، وحسبهم معرفة إمام زمانهم .

وقلت أخي الكريم :
وأقولك كيف وقع ثبوت إمامة الإمام الأول هل بالنص المتواتر بزعمكم أم بالنص الإمام المتقدم عليه ؟ إن قلت بالأول فهو محل النزاع والنجوم أقرب إليكم من تواتره .
وإن قلت بالثاني فيعني أنه لايوجد نص من النبي عليه الصلاة والسلام على الأئمة وأيضا فهل نص الإمام على من بعده متواتر فيعود الحديث النزاع في النص فتأمل أخي .

والجواب :
قد ذكرت أن ثبوت الإمامة تكون بالنص أو بالإستخلاف أو بكليهما معاً ، وقد ثبت النص عن رسول الله صلوات الله عليه وآله على أهل الكساء صلوات الله وسلامه عليهم ، كما ثبت عن رسول الله صلوات الله عليه وآله أن خلفاؤه وأوصياؤه إثناعشر فيثبت تبعاً لذلك النص على الأئمة الإثناعشر والحمد لله .
وبما أنكم تقولون أن الإمامة تثبت للعالم المجتهد القائم بالسيف والداعي لنفسه من آل البيت عليهم السلام فعندي فضول شديد لمعرفة أدلة ذلك مما نقلته العترة الطاهرة ونسبته إلى رسول الله صلوات الله عليه وآله .

وقلت أخي الكريم :
وقولك بأن النص على عدد الأئمة دون أسمائهم ظاهر مشهور فهناك فرق بين الشهرة والظهور وبين التواتر فكم من حديث مشهور وظاهر ولكنه ليس بمتواتر إلا إذا قصدت بالمشهور والظاهر التواتر فاثبت ذلك التواتر في نصك . وهو محل النزاع ،، وأيضا كلامك هذا أعني النص على عدد الأئمة يناقض قولك السابق فعندك العوام لا يعرفون عدد الأئمة وليسوا ببمحل للإبتلاء في ذلك فلو كان متواتر ا أو ظاهرا أو مشهورا لغرفوه كما قلت لعرفوه تأمل .

والجواب :
النص على خلفاء رسول الله صلوات الله عليه وآله الإثناعشر معروف ومشهور عند المخالفين من أهل السنة ، ونحن لا ندعي تواتره عند غيرنا .
وأما أن النص على الأئمة الإثناعشر عليهم السلام بأعيانهم وأشخاصهم فقد بينا لكم علة عدم شهرته وخفاؤه على العوام من أتباع الأئمة عليهم السلام .

وقلت أخي الكريم :
أما قولك النص على أعيان الأئمة فهو مخصوص بهم وبالخواص فهو اعتراف بعدم تواتره لأنه لو كان متواترا لما اقتصر عليهم وحدهم ولعرفه العلماء من غيرهم ولا يقبل الغير متواتر في مثل هذه المسائل لانها من الأصول وأيضا لظهر على الأقل للعلماء من غيرهم لان الأمر تكليف كما قلت لك .

والجواب :
قد بينت لكم سابقاً أخي الكريم أن حكام الجور والظلم كانوا يقعدون كل مترصد للنيل من الأئمة عليهم السلام ، وهذا مافرض التكتم في أمر من يلي كل إمام .

وقلت أخي الكريم :
وإن قلت بالثاني فهذا يعني بأنه ليس بمتواتر فتأمل

والجواب :
أكرر أننا لاندعي تواتر النص بأسماء الأئمة الإثناعشر إلا عندنا ، ولا نلزم غيرنا بذلك .

وقلت أخي الكريم :
وأتمنى أن تعطيني دليل عقلي واحد على أثبات إمامة الأئمة الإثني عشر بأعيانهم المعروفه أسمائهم لديكم ولدى غيركم .

والجواب :
هل يصح كدليل عقلي على تعيين الأئمة الإثناعشر بأسمائهم القول بالآتي :
1 – ثبت بالعقل حتمية الإمامة بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله .
2 – ثبت عن رسول الله صلوات الله عليه وآله قوله بأن خلفاؤه إثناعشر كلهم من قريش .
3 – لم يدع أحد معرفته على سبيل الجزم واليقين بهؤلاء الخلفاء الإثناعشر بأسمائهم غير الإمامية .
4 – يثبت بذلك عقلاً أن دعوى الإمامية صحيحة لعدم وجود المعارض .

والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وآل محمد

اللهم صل على محمد وآل محمد

صقر اليمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 339
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 11:21 pm
مكان: صنعاء- اليمن

مشاركة بواسطة صقر اليمن »

نشر: الاحد يونيو 20, 2004 12:11 pm انشر الموضوع:

--------------------------------------------------------------------------------



قال الدكتور العولقي.

وقلت أخي الكريم :
اقتباس:
وإن قلت بالثاني فهذا يعني بأنه ليس بمتواتر فتأمل

والجواب :
أكرر أننا لاندعي تواتر النص بأسماء الأئمة الإثناعشر إلا عندنا ، ولا نلزم غيرنا بذلك .

وقلت أخي الكريم :
اقتباس:
وأتمنى أن تعطيني دليل عقلي واحد على أثبات إمامة الأئمة الإثني عشر بأعيانهم المعروفه أسمائهم لديكم ولدى غيركم .

والجواب :
هل يصح كدليل عقلي على تعيين الأئمة الإثناعشر بأسمائهم القول بالآتي :
1 – ثبت بالعقل حتمية الإمامة بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله .
2 – ثبت عن رسول الله صلوات الله عليه وآله قوله بأن خلفاؤه إثناعشر كلهم من قريش .
3 – لم يدع أحد معرفته على سبيل الجزم واليقين بهؤلاء الخلفاء الإثناعشر بأسمائهم غير الإمامية .
4 – يثبت بذلك عقلاً أن دعوى الإمامية صحيحة لعدم وجود المعارض .

والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وآل محمد

قلت
هكذا يستدلون وهكذا يحكمون ولاتعليق

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .


أستاذي الكريم / الوجيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى عليكم أستاذي الفاضل التكرم بالتعليق ، وبيان هل هناك خطأ أو تعارض بين قولي أننا لاندعي تواتر النص بأسماء الأئمة عليهم السلام عند غيرنا ، وبين الدليل العقلي الذي طالب به أخي الفاضل إبن حريوه السماوي .
وهل هناك خطأ في الإستدلال العقلي الذي أوردته ؟؟؟
وفي حال وجود الخطأ أكون ممتناً لكم إن بينتموه لي .

ولكم خالص تحياتي

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

صقر اليمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 339
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 11:21 pm
مكان: صنعاء- اليمن

مشاركة بواسطة صقر اليمن »

2 – ثبت عن رسول الله صلوات الله عليه وآله قوله بأن خلفاؤه إثناعشر كلهم من قريش .
3 – لم يدع أحد معرفته على سبيل الجزم واليقين بهؤلاء الخلفاء الإثناعشر بأسمائهم غير الإمامية .
4 – يثبت بذلك عقلاً أن دعوى الإمامية صحيحة لعدم وجود المعارض
هذا هو الإستدلاال الذي لم يثبت لدينا ثانيه حتى نسلم بثالثه ورابعه !!!
فا المعارض والمنكر موجود وهم كل الفرق الإسلامية
با لمناسبة لم أتمكن من دخول شبكة هجر مرة أخرى
لعل السر في غير كلمة السر

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذي الكريم / الوجيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلم أستاذي الفاضل أنكم وكل المسلمين تقرون بصحة حديث الإثناعشر خليفة كلهم من قريش ، والثابت في البخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرها ، وإن كنتم تقولون - وأنتم محقون - أنه حديث آحاد .

فهل حديث الأحاد لايعمل به عندكم وعند أهل السنة ، أم أن الأمر مخصوص فقط بهذا الحديث ؟؟؟

وبالمناسبة أتذكر أنني سألت عن دليل الزيدية على أن الإمامة للمجتهد من أهل البيت عليهم السلام ، القائم بالأمر والداعي لنفسه ولم أجد رداً حتى الآن !!! فهل أطمع في أن أجد الرد لديكم أستاذي الفاضل ؟؟؟

لكم وللجميع خالص تحياتي

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

لا تستعجل أخي الكريم

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

أخي عبد الكريم حياك الله لا تستعجل على الرد فالاستعجال زلل وسنذكر لك دليل الزيدية في إمامة الداعي من أهل البيت من أقوال إمامنا الأعظم زيد بن علي ومن أقوال غيره من أهل البيت من علمائهم الذين تعرفونهم وليس تأخرنا في التعقيب عجز وإنما تأن لكي نفهم الكلام المطروح علينا ونفهم ما يريد صاحبه أما بالاستعجال فإن المفاهيم تختلط ومن ثم يحصل الخبط والخلط في النقاش ونخرج من دون فائدة وجوابي سيأتي اليك لاتقوم الصباح من منامك ألا وتجده 8)
وسلااااااااامي لك
.
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

----
---
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الأحد يونيو 20, 2004 7:10 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

المعتمد في التاريخ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 161
اشترك في: الخميس يونيو 17, 2004 7:31 pm

مشاركة بواسطة المعتمد في التاريخ »

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

نظرنا في الموضوع لنرى مدى صحة إستدلالكم بنظرية البداء في تحديد الامامة فلم نعثر لها على أثر. بل عثرنا لها على تحليلات ما أنزل الله بها من سلطان.

وتخبط صاحب الموضوع في الموضوع فلم يدري ما هو المقصود من كلام الامام سلام الله عليه.

على كل حال:
الاخ السماوي
حديث الثقلين ملأ الخافقين ومع هذا فالسنة - غالبية المسملين- ينكرون كونه في الامامة
وكثير من المسلمين كالاباضية والخوارج لا يؤمنون بالحديث
وكثير من الناس يقولون بأن الحديث الصحيح هو القرآن وسنتي مع ضعف الحديث.
فهل بدا لله عز وجل في أمر إمامة علي بن أبي طالب سلام الله عليه شيئ أم لا؟

ثم كيف تعلمون أن حديث النص على الائمة الاثنى عشر ليس متواترا؟
تقولون لا يوجد حديث في هذا الشأن
أقول: ومن قال هذا الشيئ؟
البخاري كان يحفظ 600000 حديث أين ذهبت كل هذه الاحاديث؟
علماء الجرح والتعديل أخفوا الكثير من الاحاديث
علماء الجرح والتعديل أحرقوا الكثير من الاحاديث

أما كيف لم يعلم الناس بإمامة موسى في وجود إسماعيل
فأقول هذا كذب.
فهم الناس أنذاك لم يكن منحصرا في الامامة فالناس عندها اشغالها واعمالها وهذه الأمور تكون من المسلمات عندهم فلذلك لا تراهم يناقشونها ليلا نهارا.
أما من كان في بغداد فكيف يصله الحديث فهو إن كان يؤمن بالامامة فيؤمن بأنها ستكون في الاكبر -ظنا- ولذلك لا يناقش في المسألة أيضا. ولهذا ترى كثرة التيارات.
الناس يخضون ويحللون الاحداث وما سيفعله الامام وما ينبغي لله عز وجل والعياذ بالله أن يفعله.
وانتم نتاج هذا الشيئ.

عندما جئت إلى هذا الموضوع بسبب وصلة المتوكل ظننت أنكم تملكون شيئا في جعبتكم. فتبين يا عزيزي أنكم تظنون أن المقصود بكلام الامام الصادق سلام الله عليه الإمامة.
وهذا ظن منكم ومن غير دليل وهذا لا يغني عن الحق شيئا



سلامي إلى مولانا العولقي.
آخر تعديل بواسطة المعتمد في التاريخ في الأحد يونيو 20, 2004 7:02 pm، تم التعديل مرة واحدة.

المعتمد في التاريخ
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 161
اشترك في: الخميس يونيو 17, 2004 7:31 pm

مشاركة بواسطة المعتمد في التاريخ »

أما إلى واصل بن عطاء

فيبدو أنك نفس الشخص الفار الهارب في شبكة هجر وفي السبلة العمانية - وليس العربيه-.

فخليك ساكت أفضل لك.

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

أحييكم إخوتي في الله ، على هذه المداخلات البنّاءة ، المثيرة لدفائن العقول ...
ولذلك فليس علي إلا أن أبين ما أعرفه سواء قبلتم به أم لا !!! فما نحن إلا متحاورون كل يبين مايراه حقاً ، وكلٌ يحترم ما يراه الآخر .
هذا ما نريده ، التحاور البنّاء ، وترك العصبيات ، وأنْ نقول للمخطئ أخطأت وللمصيب أصبت، وعدم المكابرة ، منّي أو من غيري . لأّني إن كابرتُ نفسي خدعتها ، وليتَ شعري كيف يكون حالُ من يكذبُ على نفسهِ ويُصدّقها .

وأعتذرُ من الأخ العولقي إن كان يرى هذا الموضوع موضوعاً إنشائياً ، أمّا أنا فأعتبرُه رد على رسالة إمامية حول البدا ، فنّدناها تفنيداً عقلياً ونصيّاً، كما أنني أعتبر الكلام المُتناقش فيه محاورةً عقلية ، فالعقول هي التي تكتب لا الأيدي .

ليسمح لي إخوتي الأعضاء سأجيب عن بعضِ ما وُجّهَ إليهم من مداخلات من أخونا الدكتور أعلا الله مقامه وبصّره وهداه .

===========================

مداخلة على تعقيب الأستاذ الوجيه :
وأما قولكم " وحجتك في غياب النص أوهى من بيت العنكبوت " فمتى إدعيت أنا غياب النص ؟؟؟ !!! أنا أرى أن النص على الإمامة موجود وواضح وجلي بما لايدع مجالاً للشك . وإذا كانت الظروف السياسية آنذاك قد حتمت التكتم في أمر الإمام التالي ، فإننا لم نجد مانعاً عقلياً أو شرعياً يمنع ذلك ، فما وجه العجب إذاً ؟؟؟ .

أقول :

المانع الشرعي والعقلي في أن يكون أمر أئمة الله وحُجَجُهُ خَافِياً عن النّاس :

أنّ الله عندنا نحن معاشر العدلية عدلٌ حكيم ، وأنه لا يكلّف نفساً إلا وُسعها وطاقتها، فإنْ كُلِّفْنا بمعرفة أئمةٍ إثني عشر حُجَجٌ لله علينا ، بطاعتهم ننجى ، وبمعصيتهم نهلك ، بحهلهم تكون ميتتنا ميتة الجاهلية ، لهم مقام رسول الله في أرض الله ، أخفى الله أمرَهُم عنّا، أو بمعنى أصحّ كي نكون عدلية عدليّة ، أخْفَوا هُمْ أمْرَهم عنّا ، ولم يُظهروا لنا علمَهُم المكنون ، ولم يُقيموا حجة الله علينا كما أقامها جدّهم رسول الله ، لمْ يُعرّفونا بأَنْفُسِهم كما فعل جَدّهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولم ينْصِبُوا أنْفُسَهُم دعاةً لنا ، لا جَاهَدُوا بالسيف ، لا قَامُوا بأعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المُنْكَر وهو التغيير باليد، كما فعلَ أجدادهم رسول الله وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين بل اقتصروا على أقل المراتب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو التغيير والإستنكار بالقلب أو باللسان لخواصّهم دون غيرهم ، وكيفَ يقْتَصِرُ أئمتنا وحجج الله علينا ويكتفون بأقل المراتب في أعظم الفروض التي أُمرنا بها من النهي للمنكر والأمر بالمعروف، ويْنْفَردُ مَنْ هُم دونهم في الفضل بأعلى المراتب كأبي ذر الغفاري رضوان الله عليه ، ذلك العبد الفقير إلى الله الغير مؤيد بعلم الغيب ولا علم الجفر، ذلك العبد الذي لم تكن تأخذُه في الله ولا في قول الحق لومة لائم، لا يتّقي خليفةً ولا يخافُ طاغوتاً ، والكل يعلمُ مواقفه مع أمير المؤمنين علي عليه السلام ، نعم ! لم يُخبرونا أنّهم خُزّانُ علم الله ، وأنّهم عيبة علم الله ، لم يصعدوا المنابر ويُعلنوا أنفسهم بأنْ يا أبها النّاس اتبعونا فنحن لكم ذخرٌ يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ، اقبلوا منّا نحن أئمةٌ من أصلابِ أئمة أخبرنا آباؤنا عن آباءهم عن جدّهم رسول الله عن جبريل عن الله، أنّ من لم يؤمن بنا وبإمامتنا ويسمع لنا ويأتمر بأمرنا وينتهي ينهينا ، كانت النّار مقره وبئس المصير ، نعم! لم يفعلوا كما فعلَ جدّهم رسول الله العبد الفقير الضعيف ، عندما صعد جبل الصفا أو المروة فجمَع سادات العرب من قريش ، فقامَ فيهم خطيباً صادعاً بأمر الله لم يخفْ ولمْ يتّقِ ، فأنذرَهم العذابَ الأليم وأبانَ لهم أنّهم على غير مِنْهاجِ ربِّ العالمين ، فغضبَ سادات القوم من قريش لأنّه سفّههم وسفّهَ أحلامهم ، فردّ عليه عمّه أبو لهب أنْ تباً لكَ ألهذا جَمَعْتنا، فنزلت فيه سورة المسد ، فأيٌ عُذرٍ لمن قال بأنّ التقية دينُ أهل البيت ودين جدّهم رسول الله؟ ، ثمّ هل اقتدى الأئمة الإثني عشر بفعلِ جدّهم ، وحالُهُ حالُهم فكفّار وسادات قريش في زمَنِ الرسول كانَتْ لهم من الهيبة في قلوب النَّاس مالخلفاء بني أميّة وبني العباس من هيبةٍ في قلوب النّاس من معاصري الأئمة الإثني عشر . وبهذا الفعلِ من رسول الله تمّت لهً علينا الحجّة ، فأرضى الله عنْهُ لأنّه قامَ بأمانةٍ ثقيلة ، أمانةِ الإبلاغ للناس والجهاد للكفّار والأمر يالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم النّاس أمور دينهم ، لم تقتَصر همّته صلى الله عليه وآله وسلم على جزيرة العرب فحَسبْ ، بلْ بعثَ الرسائل تلو الرسائل إلى قياصرة الروم وأكاسرة الفُرس، يُخبرهم فيها أن لادين إلاّ الإسلام وأنّه رسول الله إليهم وعليهم السمع والطاعة ،( تأمل هل فعلَ هذا الإثني عشر ؟ ) ، وهُنا تتجلّى معنى أن يكون الإنسان حُجةً لله على النّاس ، فدولة الإسلام آنذاك لا تُعدّ شيئاً مقارنةً بدولتي الروم والفرس ، ولكنّ رسول الله عرفَ ما معنى رسالةً ربّانية وما معنى أنّه في أرض الله يقوم بمقام المُبلّغ عن الله، فلم يخف ولم يتقَّ بل أرسل الرسائل تلو الرسائل لهؤلاء العظماء من الملوك ، لأنّه يعرفُ أنّ الله مُتمُ وعدِهِ وناصرُ دينه ، ولو كرِه المُبطلون ، فصدق الله وصدق رسول الله [ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً] . نعم! فرضيَ الله عن رسولِه ، ورضينَا نحن عن رسولِنَا لأنّه وقفَ فينا موقِفَ الداعي إلى الإسلام، أخبرَ الناسَ جميعاً أهل مكة وأهل المدينة وأهل الجزيرة وسائر البلدان ، لم يَقُلْ هذا صديقٌ خاصٌ سأعلّمُهُ أمور الدين أكثرَ مِنْ غيره ، وذاك صديقٌ عامٌ بعيدٌ سأكتفي بتعليمه اليسير دون الكثير !! وقفَ فينا موقف الرِّساليِّ بكل ماتعني كلمةُ رساليّ . أطلتُ لعلّ في الإطالةِ إيقاظٌ للنّيام ، فهلْ بعد هذا القُبحِ قبحٌ بأنْ يحتكرَ علمُ أئمة الحق والهدى وحجج الله البينات الإثني عشر عليهم سلام الله ، بأن يحتكرَ عِلْمُهُم خواصٌ قَلِيلُونْ من أصحابهم ، ثمّ يأتيني محمد من النّاس ويقولُ لي يجب أن تُؤمِنَ بالإثني عشر وبما حملَه لنا هؤلاء الخواص الثقات من أتباعهم . وهنا نجد أنّ العَقْلَ يُخبرنا بأنّه يُستحالُ أن يكون حُجج الله الإثني عشر بالصفة التي يصفهم بها الإمامية من التخفي والكتمان ، للعلل السابق ذكرها . ومِن جهة الشرع نجدُ أنّ هذا تكليفٌ لنا بمالايُطاق ، فالشرع يُخبرنا أنّ الله صادِقٌ في قولِه { لايكُلّفُ الله نفساً إلاًّ وُسعها } ، وهذا الأمر فوقَ طاقَتِنَا.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ....
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الأحد يونيو 20, 2004 7:49 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

مداخلات على تعقيب ابن حريوه السماوي :
نحن لانلوم العوام من أصحاب الأئمة عليهم السلام عدم علمهم وإيمانهم بالأئمة الإثناعشر عليهم السلام ويكفيهم معرفة إمام زمانهم ، والعوام في ذلك الوقت لم يكونوا محل إبتلاء بمعرفة عدد الأئمة عليهم السلام ، إذ لم يحصل الإبتلاء إلا مع الإمام الثاني عشر روحي لتراب مقدمه الفداء .
أقول ، وأنا أيضا استشكل عليّ ما استكشل على الأستاذ الفاضل ابن حريوه السماوي منْ أنّ العلمَ بالنص الإمامي الإثني عشري كاملاً مسلسلاً اقتصرَ على خواصّ أصحاب الأئمة دون عوامّ الشيعة ، وهذا ما لايُفْهَم ، فكيفَ نريدُ من عوام السنّة (مثلاً) أن يؤمنوا بالنصّ الإمامي كاملاً مُسلسلاً وهمْ له جاهلون ، وعوّام الشيعة له جاهلون!! إنّ هذا الكلام يُخالِفُ الأصل الذي ذكرتَه أخي عبدالملك سابقاً من أنّ النصّ الكامل المسلسل ظاهر واضج جليٌ ، فهنا نراهُ خافياً عن عوام الشيعة فضلاً عن غيرهم .

ثُمّ لا أوافقك أخي الكريم في الكلام المُقتبس أعلاه ، كيفَ لا تلومونَ من لايُؤمِن بالنص الإثني عشري كاملاً ، وهلْ صدرَ عن رسول اللهِ صلى الله عليه وآلهِ وسلّم على معتقدكم حديثَ النص مٌجَزَّءاً ، بأنْ قال أنّ الأئمة سبعة ، ومرةً صدرَ عنه صلوات الله عليه وآله أنّ الأئمة ثمانية ، وفي حالة ثالثة قال أن الأئمة الواجب اتباعهم أحد عشر !! هذا مُستحيل على اعتقاد الإمامية ، فالنص جاء من رسول الله ينصّ على إثني عشرَ إماماً علي فالحسن فالحسين فعلي فمحمد فجعفر فموسى فعلي فمحمد فعلي فالحسن فمحمد المهدي ، مَنْ علِمَِ هذا النّص فإنّما يعلمُهُ كلُّه ومَنْ جَهِلَهُ فإنّما يجهلُهُ كله ، ومن آمنَ بإمامة هذا المسلسل الإمامي فإنما يؤمنُ به كله ، أو يجحدُ به كُله ، فما مِن عاقلٍ يُخبرنا أنّ الناسَ في عهد الصادق إنما عرفوا إمامة الصادق لأنّ أبوه أوصى له من بعده ، من دونِ النص الرسولي الإلهي الإثني عشري ، أو يُخبرنا أنّ الناس في عهد الكاظم إنمّا عرفوا إمامة الكاظم بوصية أبوه له ، من دون النص الرسولي الإلهي الإثني عشري ، ( وهذا ماسبق وأن أشرتُ إليه في كلامي السابق بأنّ كل وصية من إمام لابنه باطلة ، لأن الإبن لايحتاج إلى وصية من أبيه فالله قد شَهِدَ وأوصى لهذا الإبن وصاية واضحة جلية فلا حاجةَ لوصية الأب، وإن تركْنا أو جهلنا وصية الله لهذا الإبنْ ولم نستدل بها على خصومنا وأتينا واستدللنا بوصية الأب للإبن ، فما أدري كيف يكون هذا ؟ وهذا فعلاً ما قد حصل فقد استدلّ الإمامية على الإسماعيلة بأنّ جعفر قد أوصَى بالإمامة لإبنه موسى من دون عبدالله وإسماعيل ، وأنكر الإسماعيلية الوصاية والنص الإثني عشري وجعلوها في سبعة أئمة فقط ).

ثمّ قلتَ أخي الكريم ، بأنّ النّاس في زمن الأئمة لم يكونوا محلّ ابتلاء بمعرفة عدد الأئمة إلاّ في عهد المهدي ، وهذا كلام مرفوضٌ عقلاً إذ أننا وأنتَ نعرفُ ماحصل للشيعة من انقسام في عهد زيد والصادق فصاورا زيدية وجعفرية إمامية ، فأقولُ كيفَ يحتجُ الجعفري على الزيدي في ذلك العهد حولَ إمامةِ جعفر بن محمد ، أبالوصيّة سيحتجْ ؟ ، أو بالنص الإثني عشري المسلسل الواضح الجلي سيحتج ؟ أم بكليهما معاً ؟ إنْ قُلتَ بالوصية فليس هذا الدليل كافياً لإثبات إمامة إمام ربّاني ، وإلاّ لوجَبَ علينا أن ننقادَ لأي فرقةٍ تستدلُ على إمامة إمامها بالوصية من أبوه وهذا باطل ، وأكبر دليلٍ على هذا احتجاج الإمامية على الإسماعيلية ببطلان ما اعتمدوا عليه ، من أن جعفر أشارَ بالإمامة إلى ولده إسماعيل ، فالإمامية هُنا يُبطلون دليل واحتجاج الإسماعيلية بالوصاية والإشارة ، ويستدلّون ويحتجون بالوصاية لجعفر !! والإسماعيلية أنكروا هذا الإستدلال وقالوا أنّ هذه الوصاية لم تصح عن جعفر عليه السلام . والخلاصة هنا أنّ قول القائل أنّه يكفي الفرد معرفة إمام زمانه وحسب قولٌ باطل ، لأنه لن يكونَ هناك إلاَّ عِلمٌْ بإمامة الإثني عشر جميعاً أو جهلٌ بالإثني عشر جميعاً ، فمن استدلّ بإمامة محمد الجواد فإنّما يستدل بالنص الإثني عشري وهو القول الحجة المُلزمُ ( إن صحّ ) لجميع فرقِ الشيعة وغيرهم دون الوصاية، لأنّ الوصاية قد تُنكَرْ ، بينما النص المُسلسل الظَاهِرُ الواضح الجلي لن يستطيع أحدٌ إنكارَه .


مثال :

عبدالله حميد الدين المشرف الأعلى على مجالسِ آل محمد ، حصلَ له ظرفٌ اضطرّه للغياب إثني عشر يوماً ، فقال في نفسه ، يجب أن أضمنَ سلامةَ المجالس من كُلِّ ما يُخلّ بالأدب والأخلاق الإسلامية من تعدٍ على الأعضاء وتهكم ، فحدّدَ اثني عشر شخصاً بأسمائهم وجعلَ لكلِ شخصٍ يوماً معيناً في الإشراف ، جعلَ مهمّة الإشراف في اليوم الأول لإبن حريوه السماوي ، وإشراف اليوم الثاني للمتوكل ، وإشراف اليوم الثالث للعولقي ، وإشراف اليوم الرابع لياسر الوزير ، وإشراف اليوم الخامس لمحمد الغيل ، وإشراف اليوم السادس لأبو مجدالدين الكستباني ، وإشراف اليوم السابع للوجيه ، وإشراف اليوم الثامن لواصل بن عطاء ، وإشراف اليوم التاسع لحسن زيد ، وإشراف اليوم العاشر لزيد بن علي ، وإشراف اليوم الحادي عشر للمعتمد في التاريخ ،وإشراف اليوم الثاني عشر لمحمد عزان .

وقال : أنتوا ياجماعة الخير ، موكلّين مني بإدارة المجالس خلال فترة غيابي .

وأعلنَ عبدالله حميدالدين القرار هذا على جميع أقسام المجالس ، القسم العام ، وقسم الدراسات والأبحاث ، وقسم الإستفسارت ، وقسم الفتوى و.... . الخ .


وأعلنَ هذه التشكيلة الإشرافية الجديدة للمجالس في منتدى الوسطية وفي منتدى التنزيه وفي منتدى ... ، وقال لأصحاب هذه المنتديات أي تعرّض سب أو تهكم لأعضاء منتدياتكم من أعضاء المجالس ، راجعو المشرف المختص وهذه أسماءهم عندكم .
( يعني نص جلي مشهور واضح لجميع أعضاء المجالس والمنتديات الأخرى ).

جاء اليماني وجماعته في اليوم الثالث ، وقالوا العولقي ليس المشرف المُعيّن من قِبَلْ عبدالله حميدالدين في هذا اليوم وإنّما المُشرف هو الوائلي ، ثم جاء العياني وجماعته وقالوا العولقي هو المشرف اليوم ، وهو مُعيَّن من قبل رئيس الإشراف عبدالله حميدالدين ، قال العياني : يايماني ما هو دليلك أنت وأصحابك على أن الوائلي هو المشرف ، قال اليماني : مشرف اليوم الثاني المتوكل أوصى بأنّ المشرف بعده هو الوائلي . فاعترضَ العياني وقال : هذه الوصية باطلة ، إذ أنّ هناك تشكيلة إشرافية محددة من قبل الرئيس الأعلى للمشرفين عبدالله حميد الدين ، تقول هذه التشكيلة بأنّ اليوم الثالث الإشراف للعولقي وبعد العولقي اليوم الرابع لياسر الوزير ..... إلى اليوم الثاني عشر محمد عزان ، والوائلي ليس له دخل في الإشراف نهائياً ، لا هذا اليوم ولا اليوم الذي يليه إلى آخر يوم . وهذا إعلان رئيس المشرفين موجود وستجده في جميع أقسام المجالس ، وزيادة في التأكيد راجع أصحاب منتدى الوسطية ومنتدى التنزيه و... سُيخبروك بهذه التشكيلة بأسمائهم وبأيامهم الإشرافية، ولن تجد للوائلي إسمٌ في هذه التشكيلة. فسيضطر اليماني ومنْ معهُ للتسليم بالأمر الواقع والإعتراف بالمشرف المُعيّن من قِبَل الرئيس.

كما أنّ أعضاء المجالس جميعاً أصبحوا عارفين مُسبقاً مَنْ هُو مُشرفهم في اليوم السابع واليوم التاسع واليوم الثاني عشر .

هذا هو النص الجلي الواضح المشهور .

أرجو أن تكون وصلتْ الفكرة من هذا المثال . من أنّ النص إنما يُعرَف كلّه أو يُجهلُ كلّه ، وأن الوصاية من الإمام السابق إلى الإمام اللاحق ليست دليلاً كافياً على الإمامة . وأنّ النصّ الجلي الواضح المشهور يحلّ إي إشكال ، ولكنّه لم يتوفر عند الإمامية إلاّ عند خواص خواصّ الشيعة .

اللهم صلّ على محمدٍ وعلى آل محمد ...... .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الأحد يونيو 20, 2004 7:22 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

أمّا عن تعقيبك أستاذي الفاضل عبدالملك العولقي على كلامي :
أضيف إلى قولكم عبارة " وتارة غير محصور بعدد " حتى تكتمل المسألة .
والعقل حاكم بأن قول واحد هو الحق ، ونحن نذهب إلى أن عدد الأئمة مفروضي الطاعة والمنصوص عليهم من رب العزة جل وعلا هم إثناعشر لايزيدون ولا ينقصون ، ولنا أدلتنا على ذلك .
وأنتم أخي الكريم تذهبون إلى عدم حصرهم بعدد معين فهل لديكم دليلاً على ذلك ؟؟؟ .


نعم أخي الفاضل نحن معشر الزيدية ، لم نحصر الإمامة في عدد معين ، بل جعلنا الإمامة قائمة إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عَلَيها ، ولنَا الحجّة في ذلك ، إذ لابدُّ لكلِ زمنٍ من فتنة وبدعة وضلالة ، ولابدّ لكل زمنٍ من سفينةٍ كسفينةِ نوحٍ نتعلّق بها ونركبها فننجو ، أو نتركها فنهلك، ولهذه السفينة قبطان وقائدٌ وهو الإمام ، تحْمِلُ هذه السفينة أعدادٌ من النّاس فيقودهم إمامهم إلى الضفّة الأخرى الآمنة ، فتحصل الفتنة من جديد فيأتي إمامٌ تلوَ إمام يُنقذون الناس ويدّلونَهم طريقَ السفينة ، ويحثّوهم على الركوب والنجاة ، فما إن تمتلأ السفينة بالناس حتى يقودها إمامها الفاطمي إلى ضفة النجاة والأمان ، فهلْ لكم معشر الإمامية سفينة في هذا الزمان ، أم أنّ سفينتكم لم تصلْ منذ عشرات القرون ، ترككم قائدكم وإمامكم وقد أحاطَتْ بكم الفتن والبدع والضلالات ، ولكنّا لكم إخوان ناصحين باذلين ، فسفينتنا ستحملكم وتسعَكُمْ ....

كلامي السّابق ليس سُخرية وأعوذ بالله من هذا ، وإنّما أردت أن أقول بأنّنا نحن معشر الزيدية منْ طبّقَ قوله صلى الله عليه وآله وسلّم { مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّفَ عنها غرق وهوى } ، وحديث الثقلين وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلّم { إني تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتابَ الله وعترتي أهل بيتي إنّ اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض } ، ولنا الحجة في هذا الحديث أيضاً ، إذ أنه يجب أن تكون إمامة وعلوم أهل البيت مستمرة ملازمة للقرآن إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها ، وهذا مالا يتوفر عند الإخوة الإمامية فالحق أنّ كتابَ الله موجود في زماننا هذا ولكنّ الإمام غير موجود على اعتقاد الإمامية !! وإن كنتم تعتبرونه موجود ولكنّه غائب، وهنا اختلّ شرطُ الملازمة فكتاب الله موجود حاضر ولكنّ الإمام غائب ، فإن قلتم المُهمُ أنّه موجود ، قلنا فما فائدة وجوده وهو غائبٌ عنّا ، ألا ترى أن القرآن لو مَسَحْنَا سُوَرَهُ وآياته وجعلناه بياضاً ولم نُبقِ إلاّ الغلاف ، وعرَضْنَاه وقُلنا هذا كتاب الله ، أكان سيُنتَفَعُ به ؟!! وهذه صفة الإمام م ح م د بن الحسن العسكري موجودٌ لا ينتفعُ به المسلمون . فلا ملازمة بين الثقلين إلاّ عندنا ، فأئمة الزيدية الثقل الأصغر يؤازرون كتاب الله الثقل الأكبر فيفكّون متشابهه ويردّوه إلى محكمه ، يطبّقون أحكام القرآن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، يعادون أعداء الله ويوالون أولياء الله .
أما أن من تقدم الإمام علي عليه السلام فنعم هم تقدموه مع علمهم التام بالنص عليه ، وحسبك حديث الغدير ، وحديث الثقلين ، بل وحديث خاصف النعل الجلي والواضح كالشمس في رابعة النهار ، وحسبك كذلك قول الإمام علي عليه السلام في خطبته الشقشقية " أما والله لقد تقمصها إبن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى " ، وإن كنت تستبعد أن يخالف النص من خالفه مع علمه به فتأمل أخي الكريم في قوله عز وجل :
{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} (4) سورة البينة
وقوله تعالى :
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (19) سورة آل عمران .
أقول : الحمدلله ، إذاً فأنتَ تقرُ معي أنّ أبو بكر الصديق وعمر بن الخطّاب ، كانا يعلمان أنّ النّص من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاء على علي ثم الحسنين ثم تسعة من ولد الحسين ، فأنا سأُضيف هؤلاء الرواة لحديث النص الإمامي الإثني عشري بأسمائهم أو بأعدادهم، وعليك أخي القارئ أن تتأمّل كيف صارَ وتحوّلَ مِثلُ هذا النص الواضح الجلي المروي عن كبار الصحابة إلى نصٍ يختص به خواص الإئمة الإثني عشر دون عوام الشيعة !! فضلاً عن عوام السنة، فقد جاء في كفاية الأثر للقمي أنّ ممّن روى أحاديث النص من الصحابة ، عبد الله بن العباس وعبد الله بن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي وجابربن سمرة وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبي هريرة وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأبي أيوب الأنصاري وعمار بن ياسر وحذيفة بن أسيد وعمران بن الحصين وسعد بن مالك وحذيفة ابن اليمان وأبي قتادة الأنصاري وعلي بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين عليهم السلام ، ومن النساء أم سلمة وعائشة وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!!!! .

فعلاً شيءٌ يدعو إلى الحيرَة والريبة أكلُ هؤلاء الصحابة رووا هذا الحديث الإثني عشري ؟ ثمّ اختص به قليلٌ من الشيعة دون الكثير منهم ، وخفيَ على السنة والمعتزلة والخوارج ؟
إن من تتحدث عنهم أخي الكريم قد جحدوا إمامة الإمام علي والحسن والحسين عليهم صلوات الله وسلامه مع علمهم به ، وعلمهم بالنص على الإثناعشر مجملاً ، ومن كان هذا حاله فليس عجباً أن يجحدوا إمامة أبناء الحسين صلوات الله وسلامه عليهم .
أخي العزيز العولقي ، أهلُ البيت من بني الحسن والحسين أولّ من جَحَدَ هذه النصوص الإثني عشرية فضلاً عن بقية أهل المدينة ، ولكن عَجَبِي لماذا خَفِيَتْ مرويات الستة والعشرين صحابياً ممن ذكرنا أعلاه ، معْ ملاحظة قرب العهد والمدة وقرب الديار في المدينة ، ومعاصرة زين العابدين عليه السلام لبعض هؤلاء الصحابة ، فلا يوجد إلاّ احتمالين اثنين : إمّا أن يكون هناك نصٌ فعلاً ولكنّ الصحابة لم يُحدّثوا به إلاّ قليلاً ولم يَشهرُوه وهذا مُحَالْ ، إذ أنَّ نصاً كهذا الوضوح وبهذه الأهمية بأنّ علي والحسنين وتسعة من ولد الحسين هم الأئمة الواجب اتباعهم يَعلَمُهُ صحابة الرسول ولا يحتجّون به ، ولا ينشرونه ، منقصةٌ فيهم أعزّهم الله ، وإمّا أنه ليس هناك نصٌ من أساسه وإنّما اختُلِقَ فيما بَعَدْ ، فهذا معقول ، وهو الصحيح .
ثم وجدتك أخي الكريم تجزم بأن من إنحرف عن إمامة الأئمة موسى الكاظم و علي الهادي عليهم السلام هم من خواص الأئمة عليهم السلام ، وهنا أتمنى عليك أخي الكريم أن توردهم لنا لننظر في حالهم أكانوا من الخواص أم لا .
أقول : هذا بحثٌ مستقل سأكتبه عندما أتكلّم عن حال جميع الفرق من المنسلخة من الجعفرية ، لكن لا بأس بأن أذكر بعضهم ، هذا عبدالله الأفطح ابن جعفر الصادق والإمامية يرونَ أنّ له رأياً شاذاً عن أبيه ، وهذا محمد بن جعفر الصادق خرج مدعياً الإمامة وبايعه خلقٌ مِنَ النّاس فانحرف عن إمَامَة موسى الكاظم عليه السلام ولم يعترف له ، وعلي بن أبي حمزة البطائني ومحمد بن إسحاق بن عمار والحسين بن عمران والحسين بن أبي سعيد المكاري و الحسن بن محمد بن سماعة و أبو خالد السجستاني ، وعلي بن جعفر المروزي ، وعثمان بن عيسى ، وحمزة بن بزيغ والحسين بن قياما وهو من رؤساء الواقفة يعترفون بالكاظم ومن قبله ولا يعترفون بعلي بن موسى ومن بعدّه ، ويعتقدون مهدوية الكاظم عليه سلام الله ، يُنكرون الوصية لعلي الرضا ويُنكرونَ النص الإثني عشري . لا بأس ، أعدك أخي العولقي أن أبحثَ لك عن سيرِهم من كتب الإمامية وأوافيك بها ، وسنُفرِدُ لها بحثاً مستقلاً بعد مطالعة كتبِ الرّجال بتمحيص دقيق .

وأما إن كان لبيان ذلك لغيرهم فهذا أمر لاغبار عليه أبداً ، ولعل أقرب مثال يوضح ذلك هو قول نبي الله موسى على نبينا وآله وعليه السلام :
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (143) سورة الأعراف
فهل هناك من يشك بأن موسى عليه السلام يعلم مسبقاً بإستحالة ماطلب ؟؟؟ وأنه إنما طلبه ليبين لقومه بطلان ماطلبوه .
أخي عبدالملك أعزّك الله ، المعروف عن حال وأصحاب الأئمة الإثني عشر هو التكتم على أمر إمامة أئمتهم ، فهم بين مُتقِ وبين خائف ، ليس بأمرهم الكتمان هذا ، وإنّما بأمر أئمتهم لهم ، فهل تتوقع أن ( مثلاً ) جعفر الصادق عليه السلام يكون جالساً يصلي في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وحولّه جماعة من المؤمنين ، ثمّ يأتيه مؤمن الطاق فيقول له يا أبا عبدالله مَنْ لنا بَعْدَك نسمعُ ونُطيع ؟ فيُجيب ابني هذا ، ويُشير إلى موسى الكاظم عليه السلام . فؤمن الطّاق يعرف مُسبقاً أن جعفر إمام ويعرف أنّ موسى هو الذي بعد أبيه، ولكنّه كان يقصد أن يُخبرَ الحاضرين في المسجد أن إمامهم الواجب عليهم اتباعه بعد جعفر هو موسى !! فليتَ شعري أين الكتمانْ والتقية في هذا الأمر، إن كان كل سؤال من أصحاب الأئمة لإمامهم عن الإمام اللاحق سؤالٌ لتبيين الحقيقة لمن حولهم ، وينقضه كلامنا الآتي .
كما أن هناك وجه آخر يمكن حمل سؤال خواص الأئمة عن الإمام التالي وهو المبالغة منهم في التكتم على مايعرفونه مسبقاً ، وهذا أمر مشهور ولا يحتاج لضرب أمثلة عليه .


أقول الأمر جلل يا دكتور عبدالملك ، لقد التبس على المؤمنين أمرهم والأمر منكتم ، فلسنا بحاجة إلى زيادة في التكتم ، ومع هذا فالإشكال السابق هو نفس الإشكال هنا ، فسؤال الناس للباقر عمّن يأتي بعده ، يدل على الجهل بالنص كاملاً ، وأمّا عن أنّه مبالغة في التكتم فليس هذا كذلك ، فإن السائل إّما أنْ يسألُ وهو لوحدِه عند الباقر فلامعنى لسؤاله هنا إلاّ الجهل بالنص كاملاً ، وإمّا أن يسألَ الباقر وعندَه جماعة من الناس فهذا إشهارٌ لأمر الإمامة ، وأبعد مايكون عن التكتم والتقية . كأنّ السائل يريد أن يقول اسمعوا ياناس من هو إمامكم بعد أبي جعفر محمد الباقر ، وهو كما قلنا بعيد عن التقية والكتمان .
كما أن علم الباري عز وجل أزلي بعدم مقتل أي من الأئمة عليهم السلام بما يؤدي إلى إنقطاع الإمامة ، فعلمه أزلي كذلك بأمر التكتم عنهم . بل أن هذا هو ما أمر به عز وجل ، ولو لم يكن الأئمة مأمورون بذلك لما تكتموا فيه .


نتفق هنا عزي العولقي ، أنّ الأئمة الإثني عشر مأمورين من قِبَلِ الله عز وجل بإقامة حجته على الخلق وهدي الناس وتبصيرهم وتعريفهم بطريق الجنة من طريق النّار ، وفي نفس الوقت مأمورين من قِبَلِ الله بالتكتم والتقية ، اجتمعَ نقيضان هنا يا أخ عبدالملك . لكن لا بأس تأمّل كلامي الآتي على سؤالك.

ولكي يتضح الجواب أكثر أطرح عليك أخي الكريم هذا السؤال :
هل تعتقد بأن كفار قريش كانوا سيقتلون رسول الله صلوات الله عليه وآله لو لم يهاجر إلى المدينه ؟؟؟ إن قلت لا أخي الكريم فلم أمر الله عز وجل نبيه بالهجرة والتكتم عليها وهو يعلم أن كفار قريش لن ينالوا منه ؟؟؟


ج/ لن يقتلوه ، أماّ عن لماذا أمرَهُ بالتكتم والهجرة سراً، فهو عملٌ بالأسباب ، أي اعْمَلْ هذا السبب(التكتم والهجرة) وأنا سأعمل معك ( على حمايتك مِنْهم ) ، افِعْلْ السبَبْ وأنا سأحميك وسأصدّهم عنك ، أرأيتَ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول اعقلها وتوكل ، فيجب فعل الأسباب لنحصلَ على النتائج ، أرأيتَ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لو أنّه لم يُجهّز المسلمين للخروج في بدر وبقي في بيته أكانَ هناك نصرٌ للمسلمين، أو كان هناك شيء اسمه معركة بدر ، ولكنّ الرسول صلوات الله عليه فعلَ الأسباب وجهّز الجيش بالسلاح والعتاد مع قلة أتباعه من المسلمين ، ثم أعانه الله بجنودٍ من ملائكته فكان حزب الله هم الغالبون .

ولكن أخي الفاضل العولقي لا مقارنة بين تكتم محمد بن عبدالله قبل الجهر بالدعوة أو التكتم في حال الهجرة ، بتكتم أئمتكم الإثني عشر ، أو بمعنى أصح تكتم أئمتكم التسعة من ولد الحسين ، لأن علي والحسنين خالفوا هذا التكتم الذي هم مأمورين به من الله ، فجاهروا بدعوتهم، نعم ! فتكتم أئمتكم التسعة من ولد الحسين تكتمٌ مأمورٌ به على حسب قولِكَ السابق من الله لازمٌ أبدي ، بينما تكتم الرسول الذي هو أمرٌٌ من الله، لم يكن تكتماً للأبد، بل كان فعلٌ لابدَّ منه للقوة ولتحصيل المنفعة الأكبر .، وأحبُ أن أعرِف رأيكم في عدم تكتم أمير المؤمنين والحسنين هل خالفا أمر الله ؟

نعم ! نجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تكتم ثلاث سنوات يدعو إلى الله في الخفاء ، كي يشتدّ عوده بمن سيتبعه من النّاس . وبعد أن اجتمع معه صلى الله عليه وآله وسلم نفرٌ من النّاس ، أمرَه الله أن يصدع بالحق وأن يترك التكتم ( تأمل ) وأن يجهر بالدعوة في أرجاء مكة ، لا يخافُ سيداً ولا يخافُ كبيراً من قريش ، فلم يألُ الرسول جهداً في المجاهرة بالدعوة حتى وصلَ السيل الزبى مما لقيه من الإستهتار والإستهزاء به وبدعوته من كفار قريش، فأمره الله بالهجرة فتكتّم الرسول في حالِ هجرته إلى أن وصل إلى يثرب وهناك أثمرَ تكتمه حالَ الهجرة ، بأن اجتمع عليه الأنصار وقويَ جانِبُه ، إذاً فتكتم الرسول صلوات الله عليه وعلى آله إنّما كان تكتماً يتبعه قوة ، أي أنّه يُخططُ لأن يصدع بأوامر الله جرّاءَ هذا التكتم ، ولهذا وجدناه مجاهراً بالحق والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينة حتى على قياصرة الروم وأكاسرة الفرس كما ذكرنا سابقاً بل إنّه عاد وحارب قريش مَنْ كَان يتكتّمُ منهم سابقاً ، وهذا ما لانجده عند الأئمة التسعة من ولد الحسين ، فهم تكتمّوا تكتماً ( تقية ) دائماً ، فلو كانوا مثلاً يتكتمون في بداية الأمر حتى يجمعوا لهم عدداً من المسلمين ثمّ يخرج الإمام المعصوم ويَنصح للناس ويُخبرهم أنه إمام الله المفترض الطاعة ، وأنّ هذا منكرٌ فاجتنبوه ، وذاك حسنٌ فافعلوه ، وأطيعونا ما أطعنا الله فيكم ، فنحن الأسباط أبناء الأسباط، مَنْ قد قال جدنا رسول الله فينا نحن الأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، من تبعنا نجا ومن حافَ عنَّا هوى. نعم ! لقلنا هنا أنّ هذا تكتمٌ كتكتمِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم ّ بلله عليك كيف يجتمع البلاغ للناس والتكتم الدائم ؟!

وبهذه المناسبة وبما أنّك قُلتَ أن التكتم الذي حصل للأئمة الإثني عشر ، عفواً التكتم الذي حصلَ للأئمة التسعة من ولد الحسين تكتماً مأمورين به من الله تُقيةٌ دائمة ، فأقول أنتَ هنا أثبتَّ إمامة إمامنا زيد بن علي ، وأنّه خرجَ مُدعياً الإمامة للرضا من آل محمد يقصد نفسه لا غيرها ، إذ أن جعفر الصادق عليه السلام لو كانَ هو من أمرَ زيد بالخروج لكان هذا مخالفاً للتقية والتكتم الذي أمرَه الله به ، كما أنّ قول الصادق عليه السلام كما تروي الإمامية قوله عن عمه زيد ، أنّه لو ظفرَ لوفّى ، وأنّه لو ظفر لعرف أين يضعها، فكأن الصادق عليه السلام يُشيرُ بأن زيداً لو نجحَ في ثورته لوفّى لي وأعطاني أمْر الخلافة ، وكلنّا نعرف ما معنى خليفة سيكون شاهراً ظاهراً للناس سيترك التكتم والتقية ، وسيخالف أمراً أمرَه به الله ، فما هذا التناقض ؟


============

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ...............
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

خلاصة الأفكار التي مرّت معنا في النقاش أعلاه .

1- أنّ النص الإمامي الإثني عشري بأسمائهم واضحٌ جلي ومشهور .

2- أنّ ممن روى النص الإمامي الإثني عشري ستة وعشرين صحابياً .

3- أنّ النص لم يَنْتشر بكثرة عن طريق هؤلاء الصحابة ، ولم يبلغ العوام .

4- أنّ معرفة النص الجلي الإمامي الإثني عشري اقتصرَ على فئة قليلة من خواصّ الأئمة.

5- أنّ الكثير من الشيعة! والسنة يجهلون النصّ الجلي على الأئمة بأسمائهم .

6- أنّ الأئمة الإثني عشر مأمورينَ من الله بالتقية والتكتم وعدم إفشاء أمر الإمامة إلاّ للخواص الثقات ، فهم يعتبرون التقية والتكتم دينٌ يدينون الله به .

7- أنَّ علي والحسنين خالفوا أمرَ الله لهم ولأبنائهم ، فلم يتكتموا ولم يتقوا تقية أبدية، بل خرجوا وجاهدوا وجاهروا وأعلنوا أنفسهم أئمة للخلق .

8- أنّ الأئمة الإثني عشر هم حُجَجُ الله علينا ، بأمرِهم نأتمر ، وبنهيهم ننتهي وبإمامتهم نؤمن ، مع حصول الإكتتام والإستتار والتقية الدائمة .

9- أنّ تقية الرسول حالَ الدّعوة السرّية لم تكن تقية دائمة ، بلْ تَبَعَ هذه التقية ، صدعٌ بأمر الله ومجاهرةٌ به . فلا مقارنة بينها وبين تقية التسعة من ولد الحسين.

10- أنّ استتار الرسول وتكتمه حال هجرته إلى يثرب ، لم يكنْ تكتماً واستتاراً دائماً ، بل تَبَعَ هذا التكتم تخطيطٌ عظيم ، وهو إشهار كلمة التوحيد ومنابذة الكفر والمشركين ، والجهر بالإسلام . فلا مقارنة بينه وبين تكتم واستتار التسعة من ولد الحسين .

11- أنّ القول بأنّ جعفر الصادق أذِنَ لعمه الإمام زيد بالثورة ، على أن يكونَ داعياً له ، قولٌ باطل ، لأن هذا الفعل من جعفر مخالفةٌ لما أمره به الله من التكتم والتقية .

12- أنّ القول بأنّ ثوار الزيدية بعموم ، خرجوا دعاةً للأئمة الإثني عشر المنصوص عليهم بحجية أنّهم الرضا من آل محمد ، قولٌ باطلٌ لمخالفته أصولٌ من أصول الأئمة وهو التقية والإكتتام .

ملاحظة / خَرَجَتْ جميع التعقيبات عن موضوع البحث الأصلي وهو البدا ، هل كانَ في إمامة إسماعيل ، أم كانَ في موتِ إسماعيل ، وقد استعرضتُ رسالةً للشيخ البلاغي عن البدا ، وأثبتنا من حادثة البدا التي حصلت في عهد علي الهادي أنّ البدا حصلّ في الإمامة دون الموت ، وهذا قولٌ خطير .

=====

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .............

تحياتي
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

أخي في الله المعتمد في التّاريخ ..!!!

أولاً :حيّاك الله .

ثانياً : نتشرّف بأن تبينوا لنا تهافتَ كلامنا وتخبطنا ، وفَهْمنا الخطأ لكلام إمامكم المعصوم .

ثالثاً : ما رأيتموه ليسَ كل مافي جعبتنا ، والكاتب النبيه لا يطرحُ كُلّ ما عنده مباشرة ، بل ينتظر الحوار .

رابعاً : الإخوة الكرام ونحن معهم شتّتنا أصلَ الموضوع ( البدا ) ، ولم نتناقش فيه ، بل شرّقنا وغرّبنا ، ولكنّ هذه التشريقات والتغريبات مهمة لمن يُنصفُ نفسَهُ مِنْ نَفْسِهْ .

خامساً : أرجو من الإخوة الكرام أن يدخلوا في موضوع البحث الأصلي مباشرة ، إنْ كان هناك استشكالات أو استنتاجات فليفيدونا بها ، وأرجو ألاّ نتعرّض للبدا من الناحية الكلامية العقدية ، لأننا لن نخرجَ بنتيجة ، ولنجعل محور كلامنا حول البدا هل كان في موت إسماعيل ، أم كان في إمامة إسماعيل ؟ !

سَادسِاً : حيّاك الله ، أخانا الفاضل المعتمد في التاريخ ، وأطلب منكم للمرة الثانية أن تُقلبوا لنا صفحات تاريخكم وتُخبرونا بأمر البدا فيمَ كان .

[ عندما نختلفُ في فهم الكتاب وعندما نختلفُ في نقل السنة ، يجب أن تعملَ العقول ]
============

تحياتي للجميع
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

أحسن الله اليكم

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

سيدي الكاظم لقد كفيتم و و فيتم
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“