ومضات

[ندى]

ومضات من حياتنا، أو من حياة الآخرين.... قد تثير فينا لحظات من التأمل....

بائع الساعات

جلست على الكرسي الموضوع تحت الظلة بثقل.. اشتد الحر وأصبحت لا أطيقه..لم يأتني زبون واحد هذا اليوم..ما عاد الناس يقدرون الساعات الثمينة..يجب أن أجدد الديكور في المحل لأجتذب أعين الزبائن..
في الرصيف المقابل.. تحت أشعة الشمس، جلس البائع المتجول على حصيرة، ثم وضع أمامه صندوقا على احد المكعبات الخرسانية المتبقية من آثار البرج المنشأ في الأرض المقابلة..
كلانا تأمل الصندوق..خشبي و باهت اللون و ذو غطاء زجاجي..
مسح الزجاج بكم الجاكيت القديم..وعد الساعات المصطفة فيه بعناية..ثم عدها ثانية..
ما كاد يستقر في مكانه حتى توقف أحد الأطفال أمامه و نظر في الصندوق بنظرة جادة، متحسسا النقود التي في جيبه..ساوم على سعر إحدى الساعات.. حصل على الاتفاق الذي يرضيه..لبسها.. و نظر كلاهما إليها.. مزهوا..


تفــــاؤل

خرج من بيته هذا الصباح مبكرا، و سار بخطى حثيثة على غير العادة نحو موقف الباصات.. هذا الصباح سيكون جميلاً، هكذا كان يفكر و هو يستنشق الهواء البارد و ينفخه سحابات بيضاء كلون السماء الغائمة.
توقف قرب الموقف و على شفتيه ابتسامة مجردة..مبهمة.. لم يفهمها أكثر الذين مروا من أمامه..بعضهم رد عليها بابتسامة مرتبكة، و البعض الآخر سار في طريقه متجهما أكثر من ذي قبل.. "ماذا يضحك هذا الرجل... من ياالله رضاك؟"
جاء الباص ممتلئاً كالعادة بالبشر. صعد عليه و بعد تردد حشر نفسه في مقعد بين رجلين يحدقان أمامهما تحديق من يتابع فيلماً درامياً مليئاً بالأحداث. نظر يمنة و يسرة و ابتسم لأحد هما..ثم تنهد و أسند ظهره على المقعد..مبتسماً.
اقترب الباص من مقر عمله فادخل يده في جيبه باحثا عن العشرين ريالا و حين وجدها أغمض عينيه في امتنان.. " نعمة".. أعطاها للسائق و نزل من الباص.
كان البواب منهمكا في الحديث مع احد الموظفين عندما دخل من البوابة ملقيا السلام عليهما..انقطع الحوار، و تابعاه في دهشة و هو يصعد الدرج" سبحان مغير الأحوال. ماذا حدث للأستاذ أحمد؟"
شعر بوخزة في يده اليمنى ففرد كفه متاملا البقع الداكنة عليها.. رد عليهما في سره بسره..نجوت البارحة من حادثة صدمة بالكهرباء... منحني الله عمرا جديداً...
ابتسم...وتابع صعود الدرج.


تقاطع طرق

دقت زجاج السيارة لتلفت انتباهي..و أشارت بإصبعها إلى الأعلى..
فتحتُ محفظة النقود.. بحثتُ عن أصغر عملة فيها، ووضعتها بسرعة في يدها المتشققة..لم أنظر في عينيها..و لم تنظر في عيني..تمتمَت بكلام لم أسمعه، وهززتُ رأسي مستجيبة لها..
أدرتُ محرك السيارة و اندفعتُ بها..متذمرة من الحر..
وواصلت هي المشي في الاتجاه المعاكس..متذمرة من الفقر...


....كل عام و أنتم بخير

[لــؤي]

رائعة بأكثر مما تعنيه الكلمة ..
شدني إسلوب الكتابة ، وأعجبت كثيرا بالوصف الصادق ...

عودة موفقة أختي ، وكل عام وأنتم بخير

[ندى]

أخي عصي الدمع

أشكرك جدا على مرورك و تعليقك المشجع...

أختك
ندى

[المتوكل]

وأنتم بخير وعافية أختي


فعلاً كما قال أخي عصي الدمع ..
أسلوب رائع جداً
ما شاء الله


في إنتظار المزيد ...
تحياتي

[بنت الجزيره]

كنا بالعفل نحتاج الى الى قطرات من الندى لعلها ترطب جفاف الاخبار وترسم ابتسامة على صفحات هذا المجلس..
مرحبا بعودة الندى..

[ندى]

أشكركما أخي الحسن المتوكل، و أختي بنت الجزيرة على هذا التشجيع الذي يحفز على المزيد من الكتابة... المزيد من التأمل...
علنا نسمو... علنا ننفض عنا غبارا...يخنق فينا أنفاس الأمل...

أختكما

ندى

[محمد الغيل]

قوي اعجبني اسلوبكم "هل من مزيد " ؟؟