التواصل يفضي للتكتل .. ودرس من عالم الأبقار !

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

التواصل يفضي للتكتل .. ودرس من عالم الأبقار !

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

التواصل يفضي للتكتل ،، ودرس من عالم الأبقار .. عبارة لأولها رنة ولآخرها شئ من الإستفهام الإستنكاري ، إذ لايجب ونحن البشر الذين سجد لجدهم الملائكة بأمر إلهي نظرا لما حباهم الله من تميز تفردوا به عن سائر المخلوقات وأهمه العقل والترجيح والمقارنة والمنطق ... لذا ربما تطرق لعقولنا شئ من التسأول وهو لماذا لانستخدم ما حبانا الله به ... وفوق ذلك كان هناك أمر إلهي وهو الإعتصام ثم حث من قبل سيد ولد آدم صلوات ربي عليه وسلامه حيث عرّف تواد المؤمنين بالبنان أو البنيان ... وثقافتنا العربية ومنذ العصر الجاهلي وماقبله تعطينا أمثلة بمثل هذا الإتجاه .. المحمود ..
والعظة التي نوردها من عالم الأبقار هو التكتل الغريزي لهذه الحيوانات ،، فالأبقار المتوحش منها والمستئنس لها طريقة رائعة بالدفاع عن نفسها خلال تكتلها كقطيع عندما تتعرض لخطر يهددها مثل الذئب أو النمر حيث تقوم بتشكيل دائرة قوامها الأقوياء من الذكور والإناث وتضع الصغار من العجول وهي الأضعف بقلب الدائرة ... وتستمر على هذا الوضع طوال مدة التهديد ... وأحيانا تمضي الليل على هذا المنوال من الجاهزية والتعاون الفعال ...
لعلنا ندرك باليمن الميمون أن معظلتنا العظيمة بل والفتاكة كانت المواصلات والتواصل ... وساعدت في ذلك بيئة اليمن الجغرافية وتضاريسه ... قمم تتجاور وتجد الجار ينظر لبيت جاره بالقمة المجاورة ولكنه يحتاج لمسير يومين ليصله .. إذا هكذا إنطوت كل قمة على نفسها مما أغرى بعض المخاتير أو العقال للتفكير بإعلان إستقلال جبله أوقمته ذات الحصن المنيع وخاصة أنه كان يجول بالمنطقة أهل الأطماع والمصالح الذين ربما ساعدوا ذلك المختار أو ذاك بشئ إما سلاح أو تلقينه البيان الإستهلالي وطريقة تصميم الشعار و العلم وتلحين النشيد الوطني لقريته ..
تبلقنت اليمن أو تقطعت أجزائها .... ولكن ثقافتها العريقة الموغلة بالتاريخ وبشرها المتفرد بسماته التي لايمكن التشكيك بها أو تأويلها رغم كل ما حدث ... هؤلاء بمجرد إتصال القمة بقمة أخرى إنصهروا وذابوا من جديد في بوتقة الوطن .... إذا هو الإتصال والتواصل ذلك الأمر الحيوي الذي شتت اليمانون عند إنتفائه وصهرهم بتواجده ...
دعونا نعرج على وضعنا العربي العام وما يجاور العرب من أقرباء لهم بالجوار ... وخاصة أنه بأيامنا التي بها عرفنا أننا مجرد مواشي ترعانا جهات خارجية وتعمل على تفريقنا حتى لانتكتل ونحمي مصالحنا فنشكل خطورة على مصالحها وبالتالي يستمر حلبنا كما تحلب المواشي ... فلقطع تواصل المشرق بالمغرب زرعت إسرائيل ... ولم يكتفوا بذلك بل زرعوا من يشتتنا من الداخل بحيث أن المراقب لايجد طريقة وصال أو إتصال بين عربي أو آخر ولاحتى مع محيطهم أو جيرانهم ... ولعل هذه الحقيقة الناصعة تكون واضحة المعالم بدول المغرب العربي وما يجاورها من دول أفريقية حيث أن المغربي مثلا يشترى سجادة جزائرية عبر فرنسا أو إسبانيا ..
ومن البديهي التعرف على كيفية نهوض الشعوب المتقدمة حاليا ... وأبرز الوسائل كانت المواصلات حيث سفن النقل المتطورة ثم شبكات القطارات التي سهلت وسائل النهوض والتطور فكان بالإمكان الحصول على فحم حجري زهيد الثمن من مناجم بغرب الجزيرة البريطانية ، في أي مشروع إما لصهر الحديد أو تدفئة المنزل وبدون القطار كان ذلك مستحيلا وبالتالي تطورت الصناعات ونهضت الأمم ...
القطار يستهل رحلالته بأوقات محدودة ودقيقة لذا يتعلم الناس دقة المواعيد ويجدولون أعمالهم عليها وذلك يفضي لمجتمع منتظم ومنظم ... القطارات أسهمت بتوفير مواصلات للمواطن زهيدة الثمن ومعقولة ومريحة وسريعة ... وبالتالي لايرهق نفسه بشراء ما لاطاقة له به .. الطالب يصل للمدرسة والعامل للمصنع عبر سكة القطار التي لايمكن سدها أو عرقلة السير بها ...
لست أفهم السبب الذي من أجله تأخرت اليمن عن هذا الخيار الهام ... فالبنية التحتية لأي بلد يحاول النهوض الحقيقي لاتغفل شبكة القطارات مهما كانت المسببات ... ولكننا هنا لانغفل أنه ربما هناك إيحاء خارجي له ظل بالداخل يوحي بنبذ الفكرة الحاسمة والفعالة ... وربما هدفه أن لا تتكتل اليمن فتصبح عصية على أي تهديد .. كما تفعل البقر ..
من ينظر لإقتصادنا الإرتجالي التخطيط يرانا بوضع لانحسد عليه على الإطلاق ... ونورد هنا مثال للمغترب الذي تغريه وسيلة المواصلات أو الإتصالات ..
بعد جهد جهيد يمضيه المغترب بالغربة يترآى له فكرة شراء سيارة بحكم التوجيه والإرشاد الغير متوفر بالطبع ثم العجز الإعلامي الكامل أو التقاعس عن تصوير المشكلة ، بعد عقود من الغربة يقوم بصرف نقوده المدخرة ببلد الإغتراب يعني يقوم بشراء سيارة ... ويأتي بها للوطن وأول مايفعل يخرب الجمارك ثم المرور .. وتصل السيارة فيقوم بتأجيرها بأثمان زهيدة حسب واقع الحال وتلك الأثمان لاتتعدى كونها ثمن ما يستهلك من عمر السيارة سواء وقود أو قطع غيار ... ومع مرور الزمن تتقدم السيارة وتصبح عبئا على صاحبها وعلى الإقتصاد الوطني ... وصاحبها لم يستفد من مدخراته بالغربة حيث نفدت النقود بالسيارة التي بدورها خسارة .. ويكن المغترب قد قارب السبعين عمرا إذا كان سليما صحيا .. ولاتأمين أو تقاعد ... ولاسيارة .. وبسبب عدم الإرشاد الفعال لازالت غالبية المغتربين تمارس هذا الطريق الغير قويم بالطبع .. والتي تملؤه الأشواك والمنحدرات ولعل أهمها ضياع العمر ومن مغترب لمغترب لأجيال لاتنفع الوطن ولاتستفيد ..
ولعله من الملاحظ أننا قد أصبحنا عبارة عن مستهلكين لأي إنتاج ولم نعد نخطط أو ننتج وذلك أيضا يعود لرعونة الأرشاد وإلهائنا بالثورة والنضال والعنتريات التي لاتنفع .. ولعله من المعروف أن السيارات التي تأتي لليمن لها مضار أخرى حيث أنها تأتي عبر طرف ثالث وبالتالي لايمكننا طلب معادلة الميزان التجاري مثلا مع اليابان أو كوريا .. والنتيجة إهدار عمر المغترب وإثقال كاهل الإقتصاد بالمواصلات عديمة الجدوى والتي لاتتعدى كونها نزوة شخصية أو تقليد لشخصية إجتماعية ... كما فشى بالسابق موضة الساعات الرولكس ..
الخلاصة : القطارات وشبكتها المكتملة ومنها شبكات "الميترو" بالمدن المزدحمة مثل تعز وصنعاء أصبحت ضرورة ملحة ... مع التضييق بقدر الإمكان من تسيير وسائل المواصلات الشخصية ... ومع الإتصال والتواصل الفعال والمعقول ستتكل يمن المستقبل لتكن أقوى مماكانت بأي زمن ... وعاشت اليمن .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“