القهوة العربية ،، الجلسة العربية ... ومكان اليمن من الإعراب

[الهاشمي اليماني]

القهوة العربية – الجلسة العربية ،،، أمر يغيض أكثر مما يسر بالنسبة لي كيمني إذا يثير لدي أكثر من سؤال وأكثر من شجن .. وأكثر من حنق وعتب ..
وأستئنس بسرد رواية جاءني بها صديق ... وقفنا بصيدلية ببلد خارج اليمن ... كان الصيدلي صيني الأصل وتركي المنشاء وعربي الجنسية ومن جنسية ذلك البلد ،،، الصيدلي اللغوي الجوال تفأجاء بأن صديقي المغترب يتقن الكثير من اللغات ويتكلم بعبارات من عدة لغات ومنها الصينية والتركية والإسبانية ... وهلم جرا ، كان الصيدلي يتجاذب الحديث مع صديقي بعدة لغات .... ودخل أحد المواطنين وأخذ ينصت لمعجم الكلمات الآتية من كل حدب وصوب ... ولكنه لم يستحسن مانطقه صديقي بل وجه له كلاما ومن عل .... قال : ورغم كل هذا فأنت يماني ( ولكنك يمــــــــــاني ) ونظر للصيدلي وكأنه يوكل له مراقبة طارئ و غريب ثم صمت ورحل ..
يماني وحبه وسط قلي سكن * والله ما تنمع من حسين الخدود
والقول للفنان شريف ناجي .
تذكرت ذلك الصديق حينما كنت أعمل بخارج الوطن ، وكان لعملي صلة بالحاسب الآلي البدائي ، وطرقت مكانا كان المسئول به منشغلا باجتماع وكان علي الإنتظار خارج المكتب ذو الفخامة المترفة ... وأتى صاحب القهوة وبيده الدلة الفارسية/الهندية المعروفة والمصنوعة من النحاس ... ومرر فنجان القهوة على البعض وأستثناني وبعض الأجانب ... وليته فعلها وتركنا وشأننا بل تفحص بوجهي ثم نطق بشئ من السفه فهمت منه لفظة أنتم الأجانب لاشأن لكم بالقهوة العربية ..
وفض المسئول مجلسه وخرج من المكتب ليستقبلني .... ليذهل صاحب القهوة كوني محل الترحيب من رئيسه رغم أنني أجنبي ويمـــــــــاني أيضا .. كان يردد كلمة اليمـــــــــــانيه هكذا .. وجلست مع المسئول الذي أمر صاحبه بإحضار القهوة ،، وبالطبع سكتت ولكوني لاأشرب القهوة لسبب طبي ،، وعندما حضرت شكرت وأعتذرت ... فتهلل وجه الرجل (القهوجي) ... لكن المسئول قام بإلقاء أكثر من سؤال على الحاضرين مستغربا أن اليمني مستكشف القهوة الأول ومنتجها لايشربها .... كانت الكلمات تنزل على القهوجي أو صاحب القهوة كالصاعقة وكأن المسئول يعنيه .. وهكذا كان لي إنصاف بعين الصدفة ... وربما معلومة جديدة تلقفها القهوجي عن اليمن حيث عرف أن باليمن قهوة ... وبالطبع جمنة مخصصة كإبريق ودلة نحاسية لها سمة اليمن المتميزة ، قديمة كقدم اليمن ... حتى وإن لم ترق لبعض اليمنيين حاليا حيث استعاض عنها بالفارسية مطلقا عليها إسم الدلة العربية ضمن مايطلق عليه علمية التحديث والتأهيل ؟؟؟ ... وهكذا شهدنا نماذج من المجلس اليمني يطلق عليه ديكور عربي ... وكأنه لاشأن لليمن سوى بالمراجع !!! ومن بلاد اليمن والشاهد الله ... والذي يغيض إشهار مثل هذا الإسفاف بصحفنا ووسائل إعلامنا ..
ربما التمسنا عذرا لمن يعيش خارج اليمن لجهله باليمن .... لكن بما نعزي أنفسنا عندما نشاهد الكثير من الأقوال اليمنية التي لاتشير لليمن وتردد كلام من يجهلون اليمن .. وعلى طاولات مسئولين ومتخصصين ..!!؟