النعجة المســــتأسدة ...

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

النعجة المســــتأسدة ...

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

بمراحل الطفولة ... تتواجد الكثير من المحطات ،، وأحيانا يختلط الجد بالهزل والطرفة بالرعب ... ولعل الرعب لدى الطفل يكون ندوب لا يمكن التغلب عليها بسهولة ... ومن مواقف الرعب الحقيقية التي شعرت بها رغم حداثة عمري وصغر سني هو موقف ربما لاأحسد عليه مطلقا وبطلته أو مصدر الرعب به نعجة ... نعم نعجة ولكن ليست كسائر النعاج ..
يقول خبراء وباحثي علوم الحيوان أن بقطيع النعاج مثلا تتقدم أنثى (نعجة) لها شخصية قوية ومتميزة أشبه بما نطلق عليه الركائز الإجتماعية بمجتمعنا البشري ،، فتسود القطيع وعندما يتعرف عليها راعي القطيع بحكم التجربة ،، يقوم بتعليق جرس برقبتها والحكمة من تعليق الجرس مجدية ومفيدة حيث أن عالم النعاج يسير بعد الأقوى مغمض العينين ومطأطئ الرأس بإتكالية وتخاذل وعدم مبالاة ... وبالتالي فإن رنات الجرس تهديه وترشده للطريق السليم ، أي خلف النعجة المتزعمة للقطيع .. وهنا نجد أن عالم النعاج يترك الزعامة للنعجة الأنثى ويختلف بنهجه الهادئ عن نهج قريبه الغنم أو الماعز والذي يحبذ سيطرة الذكر وهو التيس ... والذي لايصل إلى المقدمة على الإطلاق ، بل يحبذ قيادة قومه (قطيعه ) من الخلف ،، فالتيس له إهتمامات أعظم من تبؤ مركز القيادة الإمامي ... وبالتالي يسير قطيعه بطريقته المعهودة ..
وبالعودة للقضية أو الموقف وأسميه " النعجة المرعبة " حيث أخذني خالي لزاوية بالسوق تباع بها الأغنام ،، وبفضول الأطفال قررت الإستيلاء على حمل جميل المظهر يلعب يسرح ويمرح ... خلب لبي وأسر مشاعري وتسمرت بمكاني بل وإستخدمت الصراخ في سبيل الحصول على الحمل الرائع ،، وكانت رغبتي مجابه ،، وبسرعة حمل خالي الحمل إلى أحضاني ... لكن زوبعة من الغبار وكأنها عاصفة هوجاء وجلبة كانت أشبه بالزلزال ... النعجة الأم هاجت وتوحشت وأستأسدت وعصت على الحبال وممسكيها وأحالت السوق لفوضى عارمة ... وكانت تصدر زئيرا كاللبؤة عوضا عن ثغاء النعاج ... وتوجهت تلك النعجة المتوحشة نحوي شاهرة قرنيها المعكوفتان من الرأس والمدببتان من الأمام محاولة الفتك بي ... وبتلقائية ومن هول الموقف أطلقت حملها من حضني .. فتجنبت طعنة نجلاء كانت ستوجهها إلى صدري والتي لاشك أنها لووقعت لأمسيت في خبر كان .. لولا عناية الله وحفظه .
هرول الحمل لأحضان أمه النعجة ،، وفي مشهد يختلط به الرعب والطرفة والحنان أخذت الأم تفتش حملها عبر الشم واللحس وكأنها تفتش إن كان قد لحقه الأذى ..... وبقناعة اليائس وهروب الخائف أمسكت بيد خالي داعيا إياه للعودة للمنزل حيث الأمان ولا نعجة تتربص بي .

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“