
كلنا بالتأكيد يتابع هذه الأيام البرامج المتنوعة التي تعرضها شاشة الفضائية اليمنية وذلك لأنها في الآونة الأخيرة وفي رمضان بدأت تحجز لها موقعاً في قلوب المشاهدين في الداخل والخارج بعد ان كانت كمالة عدد لمن يملكون الدش الرقمي وهماً ونكداً لمن لا يملكون هذا الجهاز مع تألق بعض البرامج التي سأكتب عنها لاحقاً ارتأيت أنه من الضروري جداً ان يكون البرنامج الأول الذي أتناوله هو البرنامج الثقافي «للأسف» الصعود إلى القمة هذه المسابقة التي اصابت الكثيرين بالدهشة والاستياء معاً جراء ما يقوم به الأخ المذيع محمد الردمي وباقي طاقم العمل من انتزاع التعليقات الساخرة واللاذعة من أفواه عباد الله الذين توقعوا ان يكون هذا البرنامج صرخة ثقافية رائعة ووجبة دسمة لمن يحبون التعلم واضافة المعلومات القيمة إلى ذاكرتهم إلا أنهم صدموا بواقع مرير أفرز معلومات عقيمة بامتياز لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تزيد المتابع لها إلا خسارا ما هو شهر الصوم، وما هو عيد الفطر، وما هي أركان الاسلام، أين يوجد جبل صبر، وسوق الملح، ومن هو النبي الذي بنى سفينة، وما هي عاصمة اليمن وقطر والسودان سبحان الله يالها من أسئلة تنشط الذاكرة خصوصاً في رمضان. في حقيقة الأمر لم يصدق جل المشاهدين ما يسمعونه وما يشاهدونه من بعزقة الفلوس عمال على بطال والمستفيد الوحيد هو المتسابق الذي بالتأكيد لا يهمه نوعية الاسئلة طالما والثلاثين ألف ريال أصبحت في جيبه بمجرد أن تقع القرعة عليه ومع هذا لا يتوانى مقدم البرنامج عن مساعدتهم في حل الأسئلة وكان الأفضل لو يأخذ المذيع المبالغ المالية ويوزعها على المتسابقين بدون وجع قلب ووجع رأس وكل واحد ورزقه.
وكم أتمنى أن يأخذ القائمون على البرنامج بعين الاعتبار استياء الجميع من برنامجهم ومراعاة مشاعر المشاهدين من خلال استغلال الفكرة الجيدة للبرنامج من سيربح المليون في الشكل والطريقة لكنه في المضمون لا يشبه سوى برنامج النوم في العسل.
> ملحوظة:
إذا استمر البرنامج في تصدير الاستياء للمشاهدين وحرق أعصابهم في شهر الخير فتوقعوا أسئلة على شاكلة من هو رئىس اليمن؟ ومن هو آخر الانبياء وما طعم ماء البحر؟ ومالون الطماطم؟ مع الاختيارات طبعاً ولكن لو سألونا ماهو أسوأ برنامج لقلنا الصعود إلى القمة بدون اختيارات
منقول