بيروت-رويترز
يدافع الشاعر الشعبي السوري عمر الفرا عن المواجهات العنيفة التي يخوضها حزب الله ضد القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان واصفا عبر اشعاره مقاتلي هذا الحزب بانهم "رجال الله" ومعتبرا قتالهم "لا بد منه وامتداد لتاريخ افتقده العرب منذ زمن".
وقال الفرا في اتصال هاتفي من دمشق "مقاومتنا الباسلة هي امتداد لتاريخ افتقدناه منذ زمن طويل. سنحاول ان نكون دائما مع المجاهدين ومع الاحرار. هذه الثورة ثورة الجنوب اعادت لنا صورا من تاريخنا العربي. اعادت لنا فتح خيبر ونصر يرموك ونصر حطين". واضاف "لذلك فالثورة هي امتداد لبطولات عربية. لا بد منها فحقوقنا ضاعت وامتنا تتفكك ولم يبق لنا الا هؤلاء الثوار".
واردف الفرا قائلا "لذلك قلت لهم كأنك ما سمعت اليوم عن غزوة ثغور الله. رجال تحزموا بالحق وخاضوها على اسم الله..اذا رادوا الاسر اسروا. واذا رادوا النحر نحروا..تخاف الطلقة تقحمهم ويخاف الموت يدحمهم..غزو لاجلي لاجل اهلي هم مني وانا منهم". ومضى يقول "لذلك فالشعب العربي كله مع الثوار وسننتصر ان شاء الله ولابد ان ننتصر فقديما قال الشاعر اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر".
ومنذ اربعة اسابيع من عمر الحرب الاسرائيلية على لبنان والتي راح ضحيتها اكثر من الف قتيل ومفقود حسب احصاءات الحكومة اللبنانية تبث قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله مقتطفات للشاعر الفرا وهو يمجد المقاومين "هنا سُلبوا.. هنا صلبوا. هنا رقدوا. هنا سجدوا. هنا قُصفوا. هنا وقفوا.هنا رغبوا. هنا ركبوا براق الله وانسكبوا بشلال من الشهداء قبل رحيلهم كتبوا كتابات بلا عنوان.. ستقرأ في مدارسنا..رجال الله يوم الفتح في لبنان".
ويعتبر الفرا نفسه فردا من المقاتلين ولكن بأشعاره مذكرا بقول للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد عنه بان "شعر عمر الفرا يعادل فرقة دبابات". ويؤكد الفرا على دور الشعر في المعركة قائلا "قديما كان الشعراء يذهبون مع الجيوش الفاتحة ليشحذوا من عزيمة الجنود والمقاتلين لذلك فالشعر هو ديوان العرب ولا تترك العرب الشعر حتى تترك الابل الحنين.الشعر هو ضمير الناس والشاعر يتحدث عن ضمير الناس".
واعاد الفرا خلال المقابلة تلاوة بعضا من اشعاره التي تمجد المقاومة وقال "كذا صار الدم العربي سكينا وذباحا.. وصار الشعر بعد الصمت في الساحات صداحا.. كذا صرنا ولن نبقى اذا كنا تناسينا جهاد الحق والايمان. وان الشعب رغم الذل..رغم القهر.. يرفع راية العصيان..يصمم اخذها غصبا..ويأخذها .كذا فعلت رجال الله يوم الفتح في لبنان.. جنوبي الهوى قلبي .وما احلاه ان يغدو هوى قلبي جنوبيا. هنا حطت رحائلنا..تعال اخلع..وقد ارجوك ان تركع تعال اخلع نعالك..اننا نمشي على ارض مقدسة فلو اسطيع اعبرها على رمشي". وكأن الفرا يتنفس شعرا فهو لا يمكن ان يكمل جملة من دون ترداد بعضا من اشعاره وجل ما يود التعبير عنه فانه يقوله شعرا اذ يقول عن جنوب لبنان "لان جراحهم نزفت ونخوة عزهم عزفت نشيد المجد الااوطان.. لان الارض مطلبهم ونور الحق مركبهم تجرد من بقيتهم رجال امنوا.. رجال عاهدوا صدقوا..وقد شاؤوا كما شاء صفاء النفس وحدهم..فجل حديثهم صمت وبعض الصمت ايماء َ".
ويمضي الفرا "اذا هبوا كاعصار فلا يبقي ولايذرُ.. لهم في الموت فلسفة فلا يخشونه ابدا بذا أُمروا..لاجل بلادهم رفعوا لواء النصر..فانتصروا..جنوبيون يعرفهم تراب الارض ملح الارض عطر منابع الريحان.. جنوبيون يعرفهم سناء البرق.. غيث المزن سحر شقائق النعمان..نجوم الليل تعرفهم وشمس الصبح تعرفهم..وبوح الماء للغدران وقد عرفوا طيور الحب.. فك السيف.. شعر الفرس والاغريق والفينيق والرومان".
والفرا من مواليد تدمر في سوريا في العام 1949. اشتهر كشاعر نبطي وعلى ذلك فانه يرى ان من لا يتقن الشعر الفصيح العمودي لا يمكن ان يكون شاعرا قائلا "انا كتب الشعر العمودي والشعر الحر بل انني استطيع ان اكتب جميع انواع الشعر حينما اريد وكيفما اريد". ولا يمكن ان تذكر اسم عمر الفرا من دون ان يتبادر الى الاذهان قصيدته "حمدة" التي تحكي قصة حب بدوي من طرف واحد تجسيدا للتقاليد العربية داخل مجتمع الخيمة.