
بعد خمس سنوات قضاها في دهاليز الوزارة بحثاً عن تنفيذ حكم لم يجد هذا المواطن وسيلة للتعبير عن حالته سوى اصطحاب الفانوس والميزان والأحكام المطولة ثم المكوث أما بوابه وزارة العدل كوزارة مناط بها الفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه.
فانوس مضيء للتعبير عن مدى الظلام الدامس الذي يسيطر على الوضع وميزان بهذه الطريقة دلاله على اختلال المعايير في زمن لم يعد للمواطن المسكين فيه موضع قدم وأحكام مطوله لا تساوي الحبر الذي كتبت به.
ولم يدع عساكر الوزارة هذا المواطن في التعبير عن وضعه المأساوي بهذه الكيفية خصوصاً ونحن بلد يدعى الديمقراطية وكثيراً ما تغنى بها حيث أقدم العساكر المناط بهم حفظ كرامة المواطن وأمنه على تقطيع الأحكام ربما أرادوا من خلال ذلك أن يوصلوا له رسالة مفادها "اشربها وبل ماءها".
المواطن ليس لديه قضية سياسية تمس بمصالح البلد العليا بقدر ما هي قطعة أرض تشاجر عليها مع أخيه ورغم صدور الحكم قبل حوالي خمس سنوات عجزت الحكومة الرشيدة بتنفيذ الحكم حفاظاًَ على السلم الاجتماعي وتركته فريسة أمام بعض جنودها بصورة إن دلت على شيء فإنما تدل على بشاعة الأمن في حال استفرد بمواطن ضعيف وحجم الضيق الذي يعانيه الهامش الديمقراطي في البلد.
المواطن المسكين بدل من التفرع لقوته وأولاده غدا مرابطاً أمام مبنى الوزارة لعل وعسى نظرة رحيمة من مسؤولي الوزارة تصوب تجاهه.
المواطن الغلبان عازم على البقاء بالبوابة ولسانه تلهج بالدعاء أن يزول الله كل ظالم قابع على ظهر هذه البلاد طالما أنها لا تحترم قراراتها.
ترى إلى متى ستستمر مثل هذه المشاهد وهل آن الأوان لنقول للقضاء اليمني عبارة "كثر شاكوك وقل شاكروك".