الإمامة بعد الرسول (ص ) أمراً الزاميا أم إختياريا ؟

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

الإمامة بعد الرسول (ص ) أمراً الزاميا أم إختياريا ؟

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعيد السؤال مرة اخرى ومن لديه الرد المقنع فليتفضل :

الإمامة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمراً الزاميا أم إختياريا ؟

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

نصب الخليفة واجـب على الصحيح وهو مذهب جمهور أهل العلم ..

فعلى هذا تكون الإمامة إلزامية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الشريف العلوي كتب:نصب الخليفة واجـب على الصحيح وهو مذهب جمهور أهل العلم ..

فعلى هذا تكون الإمامة إلزامية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

اشكر الاخ الشريف العلوى على المشاركة وابداء الرأى

نكمل :

اذاً امر الامامة الزامى وليس اختيارى وهذا المعنى فيه بعض من الغموض وللتوضيح

نتعرف على معنى الامامة

ماهى الامامة ؟

هناك امامة دنيوية بمعنى الخلافة والانابة وتولى الامر وهذه تفرضها الطبيعة البشرية والقانون البشرى المحتاج لمن يسوس ويتقدم لقيادة امة ما والالزام هنا الزام طبيعى دنيوى .

وهناك امامة دينية لسد الفراغ الذى خلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند رحيله عن الدنيا .
وهذه الامامة الدينية نراها قد اعطيت لابينا ابراهيم عليه السلام فى اواخر حياته وجعله الله

اماما للناس بمعنى القدوة والمرجع فى امور الدين التى يحتاج اليها الانسان وهذه الامامة كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و برحيله ولسد الفراغ الذى تركه رسول الله فيكون من الطبيعى ان من ينوب عنه يجب ان يكون بكفاءة وعلم وتمكن رسول الله فى الامور الدينية خصوصا وان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يلبث الى مدة قصيرة من الزمن لبثها مع صحابته وهذه الامامة هى امامة دينية الهية ياتى الزامها من الله تعالى .

قال تعالى :

"واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين " سورة البقرة آية 124

وقال تعالى :

" ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير " سورة فاطر آية 32


سؤالنا الآن :

هل هناك الزام من الله تعالى بامر الامامة التى هى القدوة والمرجع وخلافة الرسول دينا ودنيا ام ان الامامة التى بمعنى تولى الامر بعد رسول الله ليس فيه الزام من الله وهو راجع لامر المسلمين فيما بينهم اى ان الامر لا الزام فيه وانما هو الشورى مابين المسلمين ؟


طبعا يحكى لنا التاريخ ان من تولى الامر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو ابو بكر وذلك بالبيعة له من المسلمين وهذا يدل انه لايوجد الزام من الله على ان الامامة هى امر الهى ولو كان يوجد الزام لما تخلف عنه المسلمون .

ثم ما معنى ان الله اورث الكتاب لمن يريد من عباده ؟
وهل هذا التوريث هو من مقومات الامامة الالهية ؟
وهل هذا التوريث معناه الزامى بالتقيد بمن اورثوا الكتاب على انهم هم ورثة رسول الله وهم من يتولون امر الامة والقدوة من بعده
وانهم هم الائمة ؟


افيدونا يرحمكم الله

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

لم يرحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقد أدى الأمانة وبلغ الرسالة لم يترك كبيراً ولا صغيراً من أمر الدين إلا وقد بينه لأصحابه .. وترك كتاب الله وسنته المطهرة مرجعين للدين لا ثالث معهما .. ولم يحتج المسلمون بعدهما في إقامة شعائرهم إلى أحد ..

وإمامة الدين تأتي بمعنيين:
- القدوة في إقامة حدوده, وهذه مختصة بمن ولي على المسلمين الخلافة ومن ناب عنه, فهو قدوة في إقامة الحدود والناس له تبع وعليهم سمع وطاعة. وليس لأحدٍ أن يكون إماماً فيها إلا هو ومن نابه.

- القدوة في إقامة شرائعه, وسبيلها العلم, ومحلها العلماء, وهذه ليست مختصة بشخص بل هي فضل الله يؤتيه من يشاء سيد قرشي, أو عبد حبشي, أو أحمر أعجمي.

* أما قولك: (فيكون من الطبيعى ان من ينوب عنه يجب ان يكون بكفاءة وعلم وتمكن رسول الله فى الامور الدينية خصوصا وان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يلبث الى مدة قصيرة من الزمن لبثها مع صحابته).

فهو غلطٌ لا تعتقده , فلا كفاءة ولا علم تُحيط بعلم رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وقد قال: (أنا أعلمكم وأتقاكم لله) وقد سلك الله له من علوم الشريعة والغيب ما شاء سبحانه.
أيضاً فلم ينب عنه عليه الصلاة والسلام رجلٌ ولا عشرة في أمر إمامة الدين .. ولم يدعيها أحدٌ لنفسه بل العلماء مطلقاً هم وراثه ..
كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبث مدة طويلة مع أصحابه رضي الله عنهم 23 سنة وكانت مدة كافية لتبليغ الرسالة والتدرج بالتشريع وتنجيم القرآن.


* أما سؤالك الأول؟
فجوابه: إذا كنت تعني بالإلزام: التخصيص, فلا إمامة الدين ولا الدنيا مختصة برجل بعينه.
وإن كنت تعني بها: الإيجاب, فنعم كلتاهما واجبة.
فالخلافة وهي الإمامة الكُبرى واجبة, لأمره صلى الله عليه وآله وسلم بالتأمير عند السفر والخلافة أولى , ولأن الحدود والمعايش لا تُقام إلا بالخلافة وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وتخلف البعض عن بيعة أبي بكر محله الحاكم لا الحكم, بمعنى: اتفاقهم على الإمامة واختلافهم على الإمام.
وأما إمامة الدين فهي فرض كفاية بإجماع المسلمين.


* وقولك: (ثم ما معنى ان الله اورث الكتاب لمن يريد من عباده ؟).

فجوابه: أورث الكتاب: بمعنى أعطى القرآن. أو أعطى فهمه .. وهو كقوله تعالى: (أورثكم أرضهم) أي أعطاكم. و(تلك الدار الآخرة نورثها من نشاء من عبادنا) أي: نعطيها.

لمن يريد من عباده: أي: من يصفيهم, وهم الأمة المختارة بالمعنى الأول .. أو العلماء بالمعنى الثاني وهو الفهم.


* وقولك: (وهل هذا التوريث هو من مقومات الامامة الالهية ؟)

فجوابه: نعم. فما من إمامٍ في الدين إلا وله حظٌ من الميراث كبير.


* وقولك: (وهل هذا التوريث معناه الزامى بالتقيد بمن اورثوا الكتاب على انهم هم ورثة رسول الله وهم من يتولون امر الامة والقدوة من بعده وانهم هم الائمة ؟).

فجوابه: التوريث شرطٌ في إمامة الدين, بالإجماع.
وأما في الخلافة ففيه خلاف بين أهل العلم, هل العبرة بالأصلح أم الأعلم؟.

والله أعلم,,

عبد المؤمن
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 103
اشترك في: السبت فبراير 11, 2006 4:33 pm

مشاركة بواسطة عبد المؤمن »

الشريف العلوي كتب:
لم يرحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقد أدى الأمانة وبلغ الرسالة لم يترك كبيراً ولا صغيراً من أمر الدين إلا وقد بينه لأصحابه .. وترك كتاب الله وسنته المطهرة مرجعين للدين لا ثالث معهما .. ولم يحتج المسلمون بعدهما في إقامة شعائرهم إلى أحد ..

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ترك كتاب الله لم يجمع ، وترك سنته لم تكتب وتجمع ، فكيف نعتمد على دعامتان اساسيتان لقيام الدين وهى لاوجود لها واقعا ملموسا انما هى فى قلوب الصحابة ومن يحفظ .
فبالله عليك اليس هذا يدعونا الى النظر بعين المنطق والحاجة الى الخليفة العالم الفقيه الاعلى علما وفقها ليسد الفراغ الذى تركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قبل ان تجيب ارجو منك التزام الحيادية فى الحوار .

وقلت فى معرض كلامك :
(لم يرحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا وقد أدى الأمانة وبلغ الرسالة لم يترك كبيراً ولا صغيراً من أمر الدين إلا وقد بينه لأصحابه ) .
اسالك هل امر الخلافة هذا امرا هينا وبسيطا لدرجة ان الرسول تركه ولم يوضحه مع انه لم يترك كبيراً ولا صغيراً من أمر الدين إلا وقد بينه لأصحابه ؟
هل تعتقد ان امر الامامة الكبرى وهى الخلافة من الامور الصغيرة ام من الامور الكبيرة ؟


الشريف العلوي كتب:
وإمامة الدين تأتي بمعنيين:
- القدوة في إقامة حدوده, وهذه مختصة بمن ولي على المسلمين الخلافة ومن ناب عنه, فهو قدوة في إقامة الحدود والناس له تبع وعليهم سمع وطاعة. وليس لأحدٍ أن يكون إماماً فيها إلا هو ومن نابه.

- القدوة في إقامة شرائعه, وسبيلها العلم, ومحلها العلماء, وهذه ليست مختصة بشخص بل هي فضل الله يؤتيه من يشاء سيد قرشي, أو عبد حبشي, أو أحمر أعجمي.
انت تتكلم عن وقتنا الحاضر ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان هو القدوة فى إقامة الحدود والقدوة فى إقامة الشرائع وهو المعلم والممبين ، الامر الذى يدعوا ان يكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو ايضا القدوة الشاملة للحدود والامور الدينية حيث انه لم يوجد شيء اسمه فصل الدين عن الحكم الدنيوى ، ومن الضرورى ان يكون خليفة رسول الله هو اعلم الصحابة وافقههم .

ممكن تطبق ذلك على ابى بكر ( رض ) ؟
اقصد أن ابى بكر هو القدوة فى إقامة حدود الله لانه ولي المسلمين .
فياترى من هو القدوة فى إقامة شرائع الله مع العلم انه لم يتبلور مفهوم العلم و العلماء بين الصحابة الكرام ؟ وهذا
مما يدعو الى الحاجة الماسة ان يكون القائم بامور المسلمين قدوة فى الحدود وإقامة الشرائع خصوصا انه لم يكن هناك فصلا بين الحكم والدين .



الشريف العلوي كتب:
* أما قولك: (فيكون من الطبيعى ان من ينوب عنه يجب ان يكون بكفاءة وعلم وتمكن رسول الله فى الامور الدينية خصوصا وان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يلبث الى مدة قصيرة من الزمن لبثها مع صحابته).

فهو غلطٌ لا تعتقده , فلا كفاءة ولا علم تُحيط بعلم رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وقد قال: (أنا أعلمكم وأتقاكم لله) وقد سلك الله له من علوم الشريعة والغيب ما شاء سبحانه.
طيب ماالفائدة التى نجنيها بعد رحيل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم آخذا معه علمه وكفاءته اللتان لايدانيهما احد ؟
هذا يعنى ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رحل وتركنا مع اناس علمهم ضحل .
القرآن يقول عن وراثة العلم بين الانبياء " وورث سليمان داود "
فهل معنى ذلك ان الرسول لم يورث علمه لاحد ؟
قلت لك القرآن لم يجمع والسنة لم تكتب وهذا يدل على ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبإذن الله ورث علمه لاحد ما لان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال" تركت فيكم كتاب الله وعترتى اهل بيتى ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى ابدا " وهذا يدل على ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد ورث علمه للعترة وهم الاعلم بالكتاب والسنة .


الشريف العلوي كتب:
أيضاً فلم ينب عنه عليه الصلاة والسلام رجلٌ ولا عشرة في أمر إمامة الدين .. ولم يدعيها أحدٌ لنفسه بل العلماء مطلقاً هم وراثه ..
كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبث مدة طويلة مع أصحابه رضي الله عنهم 23 سنة وكانت مدة كافية لتبليغ الرسالة والتدرج بالتشريع وتنجيم القرآن.
لكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال" تركت فيكم كتاب الله وعترتى اهل بيتى ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى ابدا " فهل تنتظر ان يدعيها احد والرسول قال ذلك مدللا على ان العترة هم ورثته ام ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس كباقى الانبياء وعلمه لاوارث له ؟
الدعوة فى مكة كانت 13 عاما بين السر والعلن والهجرة وهذا يعنى لا استقرار ولا امن .
وما فى المدينة وعلى مدى 10 اعوام تم فيها الاستقرار والامن والتحصيل العلمى وهذا لايعنى اننا لسنا بحاجة الى العالم الفقيه والذى يخلف الرسول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وان يكون بمستواه علما وفقها والا فالرسول صلى الله عليه وآله ليس كالانبياء يورثون علمهم والتوريث شىء الهى الى جانب الإكتساب وهو للجميع .



الشريف العلوي كتب:
* أما سؤالك الأول؟
فجوابه: إذا كنت تعني بالإلزام: التخصيص, فلا إمامة الدين ولا الدنيا مختصة برجل بعينه.
وإن كنت تعني بها: الإيجاب, فنعم كلتاهما واجبة.

طبعا اقصد بالامامة بالمقام الأول هى الامامة التى كان عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهى تشمل الدين والدنيا وفى المقام الاول الدين حيث الإقتداء واقامة شرع الله والسير على الصراط المستقيم كما كان يسير الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكا قلت لك لم يكن هناك فصل بين الحكم الدنيوى و حكم الله وشرائعه ومن هنا ياتى الإلزام الذى يؤكده وجود امر من الله ومن رسوله ياتباع من يخلف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذى يجب ان يكون متمكنا عالما فقيها فى المقام الأول ثم يأتى من بعده الحكم الدنيوى وإدارة شئون الناس فاذا كان هناك الزام فالوجوب شىء منطقى وطبيعى .

اما قولك فلا إمامة الدين ولا الدنيا مختصة برجل بعينه
فكانك تقول ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يورث علمه لاحد
وهو ليس اسوة كباقى الانبياء وماجرى على الأنبياء لايجرى على رسول الله
وقولك هذا يرد على الله تعالى وكتابه .


الشريف العلوي كتب:
فالخلافة وهي الإمامة الكُبرى واجبة, لأمره صلى الله عليه وآله وسلم بالتأمير عند السفر والخلافة أولى , ولأن الحدود والمعايش لا تُقام إلا بالخلافة وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وتخلف البعض عن بيعة أبي بكر محله الحاكم لا الحكم, بمعنى: اتفاقهم على الإمامة واختلافهم على الإمام.
وأما إمامة الدين فهي فرض كفاية بإجماع المسلمين.
الاترى انك قللت من اهمية الامامة الدينية التى تحوى على الخلافة الدنيوية التى بها صون الحدود والمعايش والتى بدونها تصبح الامم علمانية وبعيدة عن الدين وعدم الالتزام ، انك تتكلم عن الخلافة التى ممكن ان يتقلدها المنافق والفاسق والفاجر والانسان العادى الغير فاهم لامور الدين وتنكر على الله ورسوله ان يعين لك من ياخذ بيدك الى النجاة وعدم الضلال ، اليس من الافضل ان يكون الحاكم عالما فقيها مؤمنا يخاف الله ورسوله على الاقل بعد وفات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

الشريف العلوي كتب:
* وقولك: (ثم ما معنى ان الله اورث الكتاب لمن يريد من عباده ؟).

فجوابه: أورث الكتاب: بمعنى أعطى القرآن. أو أعطى فهمه .. وهو كقوله تعالى: (أورثكم أرضهم) أي أعطاكم. و(تلك الدار الآخرة نورثها من نشاء من عبادنا) أي: نعطيها.

لمن يريد من عباده: أي: من يصفيهم, وهم الأمة المختارة بالمعنى الأول .. أو العلماء بالمعنى الثاني وهو الفهم.

هذا يعنى ان الرسول ورث علمه بإذن الله اى ان علم الرسول قد انتقل لاناس اصطفاهم الله وان هناك ورثة للرسول هم من يقومون مقامه وهم حملة علمه وهم من يجب ان يخلفوه .
اذا كان كذلك فهل نفهم من ذلك الزام فى اتباع هؤلاء الورثة باذن الله وانهم هم من يخلفون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟





الشريف العلوي كتب:
* وقولك: (وهل هذا التوريث معناه الزامى بالتقيد بمن اورثوا الكتاب على انهم هم ورثة رسول الله وهم من يتولون امر الامة والقدوة من بعده وانهم هم الائمة ؟).

فجوابه: التوريث شرطٌ في إمامة الدين, بالإجماع.
وأما في الخلافة ففيه خلاف بين أهل العلم, هل العبرة بالأصلح أم الأعلم؟.

والله أعلم,,
لم تجب على السؤال كما كنت متوقعا وانما هناك حيدة واضحة

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

1- قولك:
(الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ترك كتاب الله لم يجمع ، وترك سنته لم تكتب وتجمع ، فكيف نعتمد على دعامتان اساسيتان لقيام الدين وهى لاوجود لها واقعا ملموسا انما هى فى قلوب الصحابة ومن يحفظ).


أنت تُلقي نتيجة عــريضة ولا أرى لها مقدمة!! فتركيبة هذا الكلام غير مستقيمة ولا موضوعية .. ذلك أن كون الوحي محفوظ كتابةً أو حفظاً يعني وجوده, فمن أين جئتَ بالعدم؟؟!

كما أنه كان واقعاً ملموساً في عمل الصحابة ومن بعدهم بالفعل .. لكن هبْ أنهم لم يعملوا بهما فإن ذلك لا يعني العدم قطعاً بل المخالفة ..!

وبالنسبة للقرآن الكريم فلم يُحتج إلى جمعه قبل استشهاد القراء .. ثم جُمع بعد ذلك.. فكيف لا يكون عمدةً لنا في الدين وقد حصل حفظه وجمعه لنا بالتواتر؟؟ .. هذا قولٌ بشع للغاية لا يقول به مسلمٌ قط ..

وبالنسبة للسنة فقد كانت محفوظة في الصدور كما تقول, وكانت واقعاً ملموساً في عمل الصحابة, وكانت هناك صحف مكتوبة جامعة لبعضها كصحيفة عبد الله بن عمرو وابن عباس وأم المؤمنين عائشة وغيرهم .. ثم جمعت بعد ذلك في المسانيد في عهد مبكر جداً من الإسلام .. فكيف لا تكون عمدة في الدين للعدم وهي موجودة حفظاً وكتابةً وعملاً؟؟


2- قولك:
(فبالله عليك اليس هذا يدعونا الى النظر بعين المنطق والحاجة الى الخليفة العالم الفقيه الاعلى علما وفقها ليسد الفراغ الذى تركه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟).


في الخلافة .. نعم, كون الناس بحاجة إلى من يقيم شؤون دنياهم ودينهم.

أما في إمامة الدين فلا يستطيعُ فردٌ لوحده أن يسد مسده صلى الله عليه وآله وسلم, إلا إذا كان نبياً يوحى إليه ..
وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المحجة البيضاء والطريق الواضح, ولم يُلزم أحداً قط باتباع غير الوحي المنزل عليه..

ثم إن الأمور لا تلقى هكذا على عواهنها بلا دليل .. والتحليل بلا تعليل سقيم عليل ..



3 - قلت:
(الامر الذى يدعوا ان يكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو ايضا القدوة الشاملة للحدود والامور الدينية حيث انه لم يوجد شيء اسمه فصل الدين عن الحكم الدنيوى).


لا, لا يلزم .. فقيام المفضول بالحدود لا يعني فصل الدين عن الدنيا, إذ أن متعلق الأمر به في الحدود والشرائع هو التنفيذ لا القضاء .. ومتعلق القضاء هو بعلماء الدين ..


4 - قلت:
(ومن الضرورى ان يكون خليفة رسول الله هو اعلم الصحابة وافقههم).


لا يلزم ذلك أيضاً, وقد ذكرتُ لك آنفاً أن العلماء اختلفوا في إمامة الأصلح أو الأعلم أيهما أولى؟ .. والصواب أنه الأول, ومن قال بإمامة الأعلم لم يُؤثم الإمام الأصلح فضلاً عن إبطال إمامته لأن المسألة اجتهادية تختلف فيها الأنظار.
وحفظ الشرع يحصل بمجموع الأمة, كما أن خبر التواتر خيرٌ من خبر الآحاد, وعصمة الأمة أعظم من عصمة الفرد.


5 - قلت:
(فياترى من هو القدوة فى إقامة شرائع الله مع العلم انه لم يتبلور مفهوم العلم و العلماء بين الصحابة الكرام ؟).


لا تقل ذلك, فعلماء الصحابة كُثُر جداً , وقد كانوا يُستفتون في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, ويفتون.
وكان عليه وآله الصلاة والسلام يُرسل الصحابة مبلغين عنه ومفتين في الدين إلى الأمصار.
وقد شهد صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم لبعضهم بالعلم كالإمام علي وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وابن مسعود وغيرهم.
وفقهاء الصحابة كثير يمكنك مراجعة تراجمهم .. فهم القدوة وبهم الإسوة ..


6 - قلت:
(هذا يعنى ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رحل وتركنا مع اناس علمهم ضحل).


علم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تلقاه عنه أصحابه بمجموعهم , فما فات أحدهم أدركه الآخر, فليس هناك من تحمَّل علم الرسول بمفرده, ولم يدعِ أحدٌ منهم أنه الوارث وأن قوله حُجة على غيره.
ولقد فات أبو بكر ميراث الجدة, وفات عمر حد الزاني المجنون, وكان علي يأخذ بما حدثه الصحابة من أحاديث في الشريعة كان يجهلها إبان بعثته إلى اليمن وغيرها, وكان يفتي بفتوى ثم يتراجع عنها إذا بلغه دليل أو ترجح عنده قياس كما في مسألة بيع أم الولد وغيرها.
فعلم الصحابة كان غزير , وبمجموعهم عظيم , وهذا من سعة علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي لم يدرك جميع علمه أحد قط, إنما يحمله الجمع.



7 -
قلت:
(وهذا يدل على ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبإذن الله ورث علمه لاحد ما لان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال" تركت فيكم كتاب الله وعترتى اهل بيتى ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى ابدا " وهذا يدل على ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد ورث علمه للعترة وهم الاعلم بالكتاب والسنة ).


أولاً: الحديث بهذا اللفظ ضعفه بعض علماء الحديث, واللفظ الصحيح فيه الحث على التمسك بالكتاب وحده.

ثانياً: مع تسليم صحة الحديث, فإنه يدل على التمسك بحقهم ومعرفة عظيم فضلهم, ولا يدل أبداً على التمسك بعلمهم, لأن منهم الجاهل والأمي كما هو مشاهد, ولم يقل أحدهم أن قولي حجة عليكم, أيضاً هم أنفسهم مختلفون على مذاهب شتى فكيف يحصل التمسك بعلومهم المتباين؟!! هذا لا يمكن.

أو هو يدل على حجية إجماعهم فإنهم لا يجتمعون على ضلالة, والمراد به علماؤهم. وفيه إشكال, لكنه قول بعض الشيعة وأهل السنة والمعتزلة.

ثالثاً: العترة غير محصورة في واحد قطعاً, فكيف ركَّبت توريث النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأحدهم بهذا الحديث الذي يُفيد عموم العترة.

رابعاً: أهل البيت والعترة تأتي على معانٍ في الشريعة, فوجب تحرير من هم الآل الكرام المقصودون بهذا الحديث, قبل الاستدلال به..


8- قلت:
(أم ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس كباقى الانبياء وعلمه لاوارث له ؟).


بلى له وارث, وهم العلماء. وليس واحدٌ بعينه لأنه لا نبي بعده.


9- قلت: (
الدعوة فى مكة كانت 13 عاما بين السر والعلن والهجرة وهذا يعنى لا استقرار ولا امن).


ولا يعني عدم التحصيل العلمي أيضاً, بل ما أُنزل في الفترة المكية من سور وأحكام وفرائض كالصلاة كثير.


10- قلت:
(ومن هنا ياتى الإلزام الذى يؤكده وجود امر من الله ومن رسوله ياتباع من يخلف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذى يجب ان يكون متمكنا عالما فقيها).


أين هذا الأمر؟؟ إن كان ذلك الحديث فقد أجبتُ عليه .. هل لديك دليلٌ غيره؟ ..
ثم أمر كبير كهذا هل يؤكده الشارع بهذا الدليل الفريد الضعيف في سنده المحتمل في دلالته؟


11- قلت:
(اما قولك فلا إمامة الدين ولا الدنيا مختصة برجل بعينه
فكانك تقول ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يورث علمه لاحد
وهو ليس اسوة كباقى الانبياء وماجرى على الأنبياء لايجرى على رسول الله)


لم أقل هذا, بل قلت بخلافه: العلماء هم الوارثون .. وما الدليل أن ما يجري على الأنبياء يجب أن يجري على نبيئنا صلى الله عليه وآله وسلم؟.


12- قلت:
(الاترى انك قللت من اهمية الامامة الدينية التى تحوى على الخلافة الدنيوية).


لا, لم أقلل وقلتُ: إنها فرض كفاية.
كما أن الإمامة الدينية ليس من لازمها الخلافة, ولا الخلافة من لازمها الإمامة الدينية. لتخالف مناطات التحمل.


13- قلت:
(انك تتكلم عن الخلافة التى ممكن ان يتقلدها المنافق والفاسق والفاجر والانسان العادى الغير فاهم لامور الدين).


لا, فالخلافة يُشترط فيها العدالة.


14- قلت: (
اليس من الافضل ان يكون الحاكم عالما فقيها مؤمنا يخاف الله ورسوله على الاقل بعد وفات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ).


هذا صحيح.


15- قلت:
(هذا يعنى ان الرسول ورث علمه بإذن الله اى ان علم الرسول قد انتقل لاناس اصطفاهم الله وان هناك ورثة للرسول هم من يقومون مقامه وهم حملة علمه وهم من يجب ان يخلفوه.).


نعم هناك من ورثه وهم العلماء وهو اصطفاء, وهم خلفاءه في فهم الكتاب والسنة وتعليمها للناس, لا في الخلافة الكبرى ففيها الخلاف الآنف الذكر.



16- قلت: (
اذا كان كذلك فهل نفهم من ذلك الزام فى اتباع هؤلاء الورثة باذن الله وانهم هم من يخلفون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟).


نعم يجب على المقلدة اتباع العلماء, لكن لاحظ أن ذلك كلها لا يوصل لغرضك, فإنه لا دليل تعيين لا شرعاً ولا عقلاً.


17- قلت:
(لم تجب على السؤال كما كنت متوقعا وانما هناك حيدة واضحة).


بل أجبت, لكن أسئلتك كانت عائمة مجملة وغير محررة, فالتقيد بورثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجب. لكني أسئلك ماذا تعني بالتولي وكونهم الأئمة إذا كان جوابي السابق ليس إلا حيدة ..

الشريف العلوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 20, 2004 7:35 pm

مشاركة بواسطة الشريف العلوي »

يمكنك إذا رغبت أن تعيد ترتيب أفكار موضوعك في شكل نقاط مختصرة استغناءً عن الأسئلة التي تشعب المسألة .. بشرط الموضوعية فإن كثير من الحقائق التي تبني عليها غير مسلمة لك ..

والحمد لله ,,

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“