انتصرنا ولكن .. حذار من التوظيف المذهبي

هذا المجلس للحوار حول القضايا العامة والتي لا تندرج تحت التقسيمات الأخرى.
أضف رد جديد
عبدالوكيل التهامي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 105
اشترك في: الخميس مارس 30, 2006 2:21 pm

انتصرنا ولكن .. حذار من التوظيف المذهبي

مشاركة بواسطة عبدالوكيل التهامي »

بسم الله الرحمن الرحيم

انتصرنا ولكن .. حذار من التوظيف المذهبي


الحمد لله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده ، الحمد لله الذي أيد المجاهدين بنصره وخذل المهزومين بمكره وأعلى راية الحق المضمخة بالدماء الزكية الطاهرة على رايات الباطل المزدانة بالمال والشهوات والانقطاع عن خط الله وخط الاخرة وخط النبيين والمصلحين والمضحين والصابرين والقدوة الحسنة.

الحمد لله الذي كسر الاعداء ومرغ أنوفهم وكبريائهم في التراب على يد ثلة مؤمنة صابرة صامدة في الجنوب تقاتل في سبيل الله و المستضعفين من النساء والولدان الذين استصرخوا العالم بدمائهم وصمودهم وثباتهم وهم يتلقون الصواريخ والطائرات ولا من مجيب لهم.

الحمد لله الذي فضح المتآمرين على أمتنا المخلدين إلى الارض وأذيالهم من العملاء وقد حاولوا جاهدين بث الوهن والفرقة والحرب المذهبية في صفوف الامة خدمة لاوليائهم جند الشيطان.

إنه انتصار - كما قال سيد المقاومة - محسوب للامة جميعا بجميع مذاهبها وطوائفها ومستضعفيها والمغلوبين على أمرهم فيها لاسيما المضطهدين في فلسطين وفي جميع بلدان العالم الاسلامي المحكومين بأنظمة قطعت نفسها عن الله وعن اليوم الاخر وعن النبيين وكرست نفسها لعبادة شخوص وفئات وملذات وشهوات ومكاسب رخيصة تزيد الامة صغارا ولدى الاعداء هزيمة واحتقارا .

يمكننا اليوم أن نرفع رؤسنا عالية بأن لنا اخوة أسماؤهم كأسمائنا وصفاتهم كصفاتنا وهمومهم كهمومنا وآلامهم كآلامنا استطاعوا ورغم التجييش العالمي والاصوات الناقمة والصاخبة والاعلام السافر والتآمر المفضوح والطعنات من الخلف والخلل الهائل والضخم في موازين القوى وفي الآلة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والاعلامية والدولية ، استطاعوا الصمود واستطاعوا إلحاق الاذى بالعدو عسكريا حتى اضطر كشف سوأته المستورة بنفاقه وصب جام غضبه على المواطنين الابرياء في بيوتهم ومساكنهم هربا من ميدان كان النصر فيه بلا مرية عليه لجند الله.

والحديث عن النصر وعن آثاره هو حديث طويل طويل إذ إنه نصر ستراتيجي من المناسب أن نتركه لقادته لاسيما وقد وعدنا سماحة السيد حسن نصر الله - وهو صادق الوعد - أن يبسط في ذلك في كلمته المقبلة إن شاء الله.

ولكي لا يتحول الانتصار العظيم إلى هزيمة نكراء ونقطة شقاق بين الامة يجب على جميع العقلاء لاسيما من إخواننا الشيعة الاثني عشرية التنبيه من خطورة توظيف هذا النصر مذهبيا لنشر المذهب الاثني عشري ، فإن من شأن خطوة كهذه أن تشحذ سيوف المسلمين ضد بعضها البعض بدلا من توجيهها نحو العدو المشترك ، وقد تعطي خطوة كهذه المبرر للمتصهينين (كآل سعود) وإعلامهم الداعي للفتنة لشحن نفوس السنة في العالم استكمالا لمشروع الحرب المذهبية الصهيوأمريكي بأياد عربية.

أكبر خطر يمكن أن أتخيله في الغد هو أن أرى شخصا يدعو الناس لاعتناق مذهب الاثني عشرية باسم حزب الله أو بسبب انتصار حزب الله !!

وأنا على يقين بأن هذا الهم ليس همي فقط بل هو هم قيادة حزب الله الرشيدة التي هي براء من كل من يتكلم باسمها مذهبيا وهي التي اتقنت فن التعايش مع الاخرين والتوحد معهم حتى لو كانوا مسيحيين أو متصهينين ظاهرهم الوطنية لاجل الوصول لهذا الانتصار.

حزب الله داعي وحدة وتوحد وليس داعي انقسام وإثارة للمشاعر المذهبية العقيمة في الامة ، ولذلك أقول لمن يعاني ضعفا في معرفة حزب الله ومطالعة أسباب نصره حذار من استخدام اسم حزب الله لنشر مذهبك الضيق وطموحاتك الانية لان المرحلة القادمة لا تحتمل أخطاء السذج والطائشين والعابثين.

وأجزم بأن أجهزة الاستخبارات المحلية والدولية ستعمد إلى تأجير حفنة من المرتزقة لتوظيف انتصار حزب الله مذهبيا في اليمن وغيرها وذلك لسرقة انتصاره وإثارة المشاعر المذهبية تجاهه والدخول في جدل عقيم يعزل الامة عنه وعن ما حققه من مكاسب استراتيجية عظيمة للاسلام والمسلمين.

وبالفعل فهناك من "الاثني عشرية" في اليمن من هم مخبرون ومأجورون ولهم علاقات مشبوهة مع النظام ويسعون دائما لاستفزاز الزيدية وإشعارهم بالخطر من انتصارات حزب الله العظيمة عبر توظيفها مذهبيا ، وقد بينت في مواضيع سابقة أن هذا التوظيف هو عقيم من الناحية الفكرية ولا يؤدي إلى نتيجة أو حسم بل يتم به شحن النفوس سلبيا والتغرير على عوام الناس ويزيد الشعور بالقطيعة وعدم الثقة ويؤدي عند الكثير من الاشخاص - إلا من رحم الله - إلى نفور من حزب الله وطعن فيه واستهداف له ، وهذا بالقطع ما يخدم الصهاينة والاعداء.

والمأمول من أهل الحكمة والدراية من قيادات الاثني عشرية في العالم تنبيه المخلصين منهم للحذر من الوقوع ضحية هذه المؤامرات والالاعيب الاستخبارية المفضوحة وأن يكونوا حازمين وصارمين إزاء مخاطر جليلة كهذه وإلا اصبح هذا الانتصار وقودا هائلا وبؤرة انطلاق لحرب فكرية مستعرة نعلم متى تبدأ ولكننا نجهل متى وكيف تنتهي.

يجب أن يتوضح في ذهن الجميع شيعة وسنة و زيدية و غيرهم من الاتجاهات الاسلامية الغيورة على الاسلام وعلى فلسطين وعلى المقدسات أن المرحلة القادمة هي مرحلة حاسمة في الصراع الاسلامي الصهيوأمريكي وتستلزم منا جميعا التوحد والتعالى على الاغراض المذهبية الضيقة والالتفاف حول ما نتفق عليه - وهو كثير ومهم ومقدس - فالقران في خطر والسنة في خطر والشريعة بأصولها في خطر والشباب النشئ في خطر والفتيات في خطر وآيات الجهاد في خطر والكثير من المعلومات من الدين بالضرورة في خطر ويجب علينا أن نكون على قدر المرحلة وتحدياتها.

العدو يستهدف جميع مقدساتنا ويحاول بإصرار محو هويتنا ولديه طاقات هائلة وميزانيات ضخمة وأدوات إعلامية متنوعة وعملاء كثر يعملون ليل نهار لتدمير القران وخلخلة الاسلام وعلمنة الشباب وقطعهم عن ما أراده الله ونبيه لهم.

يجب على الجميع عدم التعاطي مع هذا الانتصار المقدس والمفصل التاريخي الهام تعاطيا مذهبيا ضيقا يحرمنا من مزاياه الاستراتيجية لان هذا ما يحلم به الاعداء بعد أن عجزوا عنه في الميدان عسكريا ، ولذلك فمن المتوقع أن نسمع أصواتا هنا أو هناك لاسيما من تعودنا منهم إصدار الفتاوى الصهيوأمريكية تكفر وتتبرأ وتحذر وتسعى بوضوح لشحن داخلي وحرب مذهبية تقضي على ما تبقى من عروق العزة في هذه الامة ، وهذه الاصوات ليست محسوبة على مذهب إسلامي بعينه أو طائفة إسلامية بعينها بل هي صوت نشاز ومعزول ومرفوض ومدان من قبل الجميع و لا تمثل إلا نفسها ، وقد سمعنا الكثير من العقلاء والغيارى ممن يتحدث بلسانهم وباسمهم قد فندوا ما ذهب إليه من الضلال المبين والاضرار بمصالح الامة العليا.

ويجب علينا توظيف هذا الانتصار سياسيا وإعلاميا واجتماعيا قدر المستطاع وتعميمه على أكبر شريحة ممكنة في الامة لانه السلاح الاستراتيجي الوحيد الباقي لنا ، والذي هو محفور في جبين التاريخ في قرآننا المعظم "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين".

وينبغي علينا جميعا توظيف هذا الانتصار العظيم فكريا في دحض المقولات التي كرست في أذهان بعض المثقفين أن "التدين" هو نظير "التخلف" و "الرجعية" و"السلبية" أو هو "أفيون الشعوب" وأن "المتدينين" وبسبب تدينهم لا يفقهون في السياسة وأن الالتزام بالمظهر الاسلامي "اطلاق اللحية ولبس العمامة" لايتعارضان مع الثقافة والسياسة والقيادة والسيطرة والحرب والانتصار ، فقد عمل العدو عبر عقود إلى إرساء مثل هذه المفاهيم وحاول جاهدا قطع العلاقة بين النشئ العربي والمسلم وبين احترام وتبجيل علماء الدين مستغلا أخطاء بعضهم باعتبارهم متخلفين ومتعصبين وبعيدين عن الواقع والعلم والتقدمية.

إن انتصار حزب الله "المؤمن" "المجاهد" "المتدين" في لبنان يمثل دحضا لجميع تلك المزاعم التي تمثل لدى شريحة ضخمة من المثقفين "بديهيات" قيدت عقولهم فترة طويلة من الزمن.

إنه انتصار "للصلاة" و"للصوم" و"للصبر" و"للتضحية" و"للزهد" و"للتقوى" و"للورع" و"للاخرة" و"للايمان" و"للحجاب" و "للحدود الشرعية" و لغيرها من القضايا التي يكرس العدو طاقات هائلة لمحوها من عقولنا وضميرنا وديننا وشبابنا النشئ ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.

وهو هزيمة لكل مفاهيم الانحراف "كالعلمانية" و"الواقعية" و"الانهزامية" و"التبعية" و"عبادة الطاغوت" و"المجون" و"المادية" و"النفعية" و"الشهوانية" و تأليه الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان وهوليوود على حساب التشريعات الاسلامية المعلومة من الدين بالضرورة والمتفق عليها بين جميع المذاهب الاسلامية.

إن هذا الانتصار حلقة من حلقات صراع الحضارات بين الاسلام والغرب بينت أن اليد العليا لابد أن تكون للمؤمنين والصادقين والصابرين والزاهدين في الدنيا والراغبين في الاخرة عشاق الشهادة الملتزمين بتشريعات سيد المرسلين الذين لا يفرطون فيها ، وهي حلقة بينت أيضا ضعف وانحطاط وتآمر الدنيويين والماديين والشهوانيين والمخلدين إلى الارض والمجافين لخط الله ورسوله ودينه وقرآنه.

يجب علينا أن نوظف هذا الانتصار اجتماعيا بأن لانشعر بعد اليوم بالخجل من ثقافتنا وفكرنا وأحكامنا الشرعية ومظهرنا "العربي الاسلامي" العتيق وأن نحرص عليها وأن لا نقبل بعد اليوم أن نعير بها من أحد فهذا قائد المقاومة الملهم هو أسمى مثال لها يتحدث للملايين في السياسة والعلم والاقتصاد والتكنولوجيا بقلب ثابت ولسان فصيح ويقود بضعة رجال في جنوب لبنان لانتصار اسطوري عجزت عنه الجيوش العربية مجتمعة.

إنها نفس العمائم ونفس اللحى ونفس المبادئ ونفس العروق ونفس الاسماء التي بثت النور المحمدي في أصقاع الارض وعبثا يحاول العدو النيل منها.

اللهم وحد صفوفنا وارفع رايتنا واخذل عدونا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

موالي آل بيت النبي (ص)
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 373
اشترك في: الجمعة يوليو 09, 2004 9:02 pm
مكان: بيروت

مشاركة بواسطة موالي آل بيت النبي (ص) »

بوركت يداك و جعله الله في ميزان حسناتك
الوصي عنوان مطبوع بجبيني
وولايتي لأمير النحل تكفيني عند الممات وتغسيلي و تكفيني وطينتي عجنت من قبل تكويني بحب حيدرة كيف النار تكويني

صورة

عاقل مجنون
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 451
اشترك في: الأحد إبريل 23, 2006 9:11 am
مكان: مستشفى الجنان

مشاركة بواسطة عاقل مجنون »

إذاساء فعل المرء ساءت ظنونة *** وصَـدَّق ما يعتـادُه من توهُّـم
قالوا : المجنون يتكلم ..
قلنا : والعاقل يسمع ..
********* ********* *********
مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟

زيدي للابد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 90
اشترك في: الاثنين فبراير 27, 2006 5:17 pm

مشاركة بواسطة زيدي للابد »

عاقل مجنون كتب:إذاساء فعل المرء ساءت ظنونة *** وصَـدَّق ما يعتـادُه من توهُّـم


(سوء الظن)!!




سوءالظن والتشكيك ذكاء أم متاهة؟ حكمة أم سفاهة؟ حرام أم مكروه..؟



سؤال مهم يامن عنيت
صور ، تقارير ، مقالات عن جرائم صعدة
www.alyamen.net

علي الحضرمي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1036
اشترك في: الثلاثاء مايو 09, 2006 10:20 am

مشاركة بواسطة علي الحضرمي »

أحسن الله إليكم أستاذنا التهامي
والله إنه كلام في الصميم !
أتمنى أن يعيه الجميع !
ويعيدوا قرائته عدة مرات !

بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

مشاركة بواسطة بدر الدين »

احسنت احسنت اخي الفاضل

تقبل خالص تحياتي
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

لــؤي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 3099
اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
مكان: قلب المجالس

مشاركة بواسطة لــؤي »

مقال رائع " كعادتكم " أستاذي
تحياتي
رب إنى مغلوب فانتصر

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس العام“