لم يتحمل لاجئون لبنانيون في معسكر الزبداني، مشاهدة الاميرة هيا بنت الحسين وهي تجول بينهم لتقدم لهم المساعدات، بينما اختار شقيقها الملك ونظامه في عمان الخندق الآخر، فتجمهر العشرات من حولها مرديين هتافات اشبه بالشتائم، دفعتها الى الهرب في صورة اقرب ما تكون الى الطرد
ولم يكن التعامل، مع مدير برنامج الغذاء العالمي للامم المتحدة جيمس موريس، الذي كان يرافق الاميرة هيا، افضل من التعامل الذي لاقته الاخيرة، حيث اكد اللبنانيون رفضهم قبول مساعداته بينما منظمته تقف عاجزة عن انهاء القصف الاسرائيلي الذي دمر بلدهم
وجرت الاحداث السابقة يوم امس الجمعة بينما كانت الاميرة هيا، وهي زوجة رئيس الوزراء الاماراتي وسفيرة النوايا الحسنة لبرنامج الغذاء العالمي، تقوم بزيارة الى معسكر الزبداني، برفقة كل من موريس ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا حج عارف وقبل زيارة معسكر الزبداني لطلائع البعث، ويضم نحو الفي لاجئ لبناني، كان من المقرر التوجه الى مدرسة في دمر، بالقرب من العاصمة دمشق، لكن ادارة المدرسة فضلت عدم قيام الاميرة هيا بالزيارة بعد ان اعلن اللبنانيون الموجودون فيها رفضهم استقبال الاميرة الاردنية
وحسب اوساط مقربة من الجهات المنظمة للزيارة فإن هؤلاء توقعوا ان تكون الاوضاع عادية في معسكر الزبداني، وخصوصا في ظل وجود وفد رسمي سوري مرافق، وفي ظل الاعتماد على السمعة الحسنة لرئيس وزراء دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وايضا في ظل العلاقات الحسنة التي كانت تربط الاميرة هيا بدمشق على خلاف شقيقها الملك عبد الله الثاني
وفي بداية زيارتها تجولت الاميرة بين غرف الاسمنت التي تأوي العائلات اللبنانية واستمعت من بعضهم الى معاناتهم من القصف الاسرائيلي وما لاقوه من مشقة خلال رحلتهم من قراهم الى الحدود السورية، حيث «تلقفهم هناك مواطنون سوريون بكل اخوة وتضامن، مقدمين لهم خدماتهم وعارضين عليهم كل ما يحتاجونه من مأكل وملبس ومشرب وغذاء ودواء ما يستلزم من حاجيات اخرى» وشهدت "سيريانيوز" كيف تنقلت الاميرة هيا بين بعض الغرف حتى وصلت الى واحدة تعيش فيها اسرة، وقد انجبت الام توأما قبل ايام، وهي مازالت في طور الراحة، وبينما هي تهم بالخروج توجه احد الرجال إليها بالقول وبأعلى صوته: «عيب عليكم ان تأتوا للتفرج علينا، وكأنه لا ينقصنا في الدنيا الا ان تأتوا الينا واضاف: «عيب عليكم ان تأتوا الينا والعلم الاسرائيلي يرفرف في عواصمكم، دعوني اقول لهذه التي تتصنع الحزن والشفقة اننا لسنا بحاجة الى شفقتكم، نحن تحت قيادة السيد حسن (نصرالله) رجال حقيقيون، ومن تحتضنه سورية ويقوده حسن نصر الله لا يحتاج شفقة الخونة، وعملاء الاعداء».وحاول بعض الموجودين من الوفد السوري الرسمي المرافق، استيعاب الموقف وتهدئة الرجل، الا انه لم يكن يزداد الا هياجا وعصبية، وتابع وهو يصيح: «دعوني اقول لها اننا هنا لا نحتاج حتى لرؤيتها، فلتذهب لتوقف العدوان ان كانت هي ومن ارسلها جادين في التضامن معنا». ووسط هذه الاجواء حاولت الاميرة هيا ومن معها الابتعاد عن هذه الغرفة ومواصلة الجولة، لكن وبينما كانت تتنقل بين الغرف، تجمع اكثر من مئة لبناني بالقرب من موكبها، وبدؤوا بترديد هتافات غاضبة ضد «الخونة وعملاء اسرائيل ممن يتصنعون العروبة والاسلام
ولم توفر الهتافات المسؤول الاممي موريس الذي كان يعد الناس بتقديم مواد غذائية وكميات من الرز للعائلات، حيث رفض هؤلاء قبول و «لو حبة رز منه ومن الامم المتحدة»، وقالوا: «لا مكان للخونة بيننا، ولا نريدهم ولا نحتاج عطفهم وشفقتهم»، و «اذهبوا من هنا فسورية قد احتضنتنا واطعمتنا وحمتنا»، و «من يريد مساعدتنا فليوقف العدوان بدلا من الشد على يد المعتدين».وقال اللبنانيون الغاضبون «من اراد المساعدة فليذهب الى الجنوب فورا وليس الى هنا حيث الامان والحماية والكفاية».ووسط ارتفاع حدة الاحتقان بين اللبنانيين المتجمهرين، قررت الاميرة هيا قطع جولتها، وقد اضطرت الى الاسراع نحو موكب السيارات تحسبا لاي طارئ، لتغادر المكان في موقف اشبه بالطرد من قبل اللاجئين اللبنانيين.وفي هذه الاثناء كان احد المتظاهرين يقول لها: «دعي شقيقك ينـزل علم اسرائيل من على عاصمته على الاقل الى حين نجمع اشلاء قتلانا»، واضاف: «كيف تطاوعكم قلوبكم على التمثيل فوق جثث القتلى، اما من رحمة في قلوبكم، انشاء الله نراكم بحالنا حتى تذوقوا ما ذقنا، عيب عليكم
نقلا عن موقع "سيريا نيوز"
الاميرة هيا تطرد من معسكر للاجئين اللبنانيين
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 3099
- اشترك في: الخميس نوفمبر 17, 2005 4:22 pm
- مكان: قلب المجالس
الاميرة هيا تطرد من معسكر للاجئين اللبنانيين
رب إنى مغلوب فانتصر